المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيان كلام الله بمشيئته وأن القرآن كلامه القديم والجواب عن شبهة الحوادث



يوسف التازي
03-02-2016, 02:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

ونقل الحافظ ابن حجر اعتراف الرازي في المطالب العالية بأن قول من قال: أنه تعالى متكلم بكلام يقوم بذاته وبمشيئته واختياره هو أصح الأقوال نقلاً وعقلاً .
الفتح (13|455)

الأدلة على ان الله تعالى يتكلم بقدرته ومشيئته كثيرة جدا

دل القرآن وصريح السنة والمعقول وكلام السلف على أن الله يتكلم بمشيئته ، كما دل على أن كلامه صفة قائمة بذاته ، وهي صفة ذات وفعل
أما الإمام أحمد رحمه الله فقد نقل الخلال في سنته من طريق حنبل بن إسحاق قال: قلت لأبي عبد الله-يعني أحمد بن حنبل-: الله عز وجل يكلم عبد يوم القيامه ؟ قال: ((نعم ، فمن يقضي بين الخلائق إلا الله عز وجل ، يكلم عبد ويسأله ، الله متكلم ، لم يزل الله يأمر بما يشاء ويحكم ، وليس له عدل ولا مثل ، كيف شاء وأنى شاء )) .

وفي الرد على الجهمية للإمام أحمد: ((بل نقول: إن الله لم يزل متكلماًُ إذا شاء)) ص276

قال الإمام البخاري أسأل الله أن يجزيه عن الإسلام خيرا في آخر الصحيح في كتاب الرد على الجهمية:

((باب: ما جاء في تخليق السموات والأرض ونحوهما من الخلائق ، وهو فعل الرب وأمره فالرب بصفاته وفعلهوأمره وكلامه هو الخالق المكون غير مخلوق ، وما كان بفعله وأمره وتخليقه وتكوينه فهو مخلوق مفعول مكون))

وأوضح وفصل في خلق أفعال العباد فقال-:

((اختلف الناس في الفاعل والفعل والمفعول

فقالت القدرية: الأفاعيل كلها من البشر

وقالت الجبرية الأفاعيل كلها من الله

وقالت الجهمية الفعل والمفعول واحد ولذلك قالوا ((كن)) مخلوق

وقال السلف التخليق فعل الله وأفاعيلنا مخلوقة ففعل الله صفة الله والمفعول من سواه من المخلوقات انتهى من فتح الباري 13/439 وهو في المطبوع بنحوه.

أن كلام الله سبحانه صفة فعلية أيضاً لان الإمام ينص على أن الجهمية هم من يقول أن ((الفعل هو المفعول)) ثم يقول: (((ولذلك قالوا كن مخلوق)) ومن المعلوم أن قوله ((كن)) معلق بالإرادة بصريح كتاب الله ((إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً)) وتجد في صحيحه أبواب وأحاديث كثيرة كلها تدل على تعلق الكلام بالمشيئة مثل ((باب كلام الرب يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم)) وغيرها من الأبواب

قال الامام البخاري في صحيحه : ** مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ }

وَقَوْلِهِ تَعَالَى :

** لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا }

وَأَنَّ حَدَثَهُ لَا يُشْبِهُ حَدَثَ الْمَخْلُوقِينَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى
** لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }

وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ يُحْدِثُ مِنْ أَمْرِهِ مَا يَشَاءُ وَإِنَّ مِمَّا أَحْدَثَ أَنْ لَا تَكَلَّمُوا فِي الصَّلَاةِ

وفي بيان الصّبغي لعقيدته الذي عرضه على ابن خزيمة قال : "وأنه ينزل تعالى إلى السماء الدنيا فيقول: "هل من داع فأجيبه". فمن زعم أن علمه تنزّل أو أمره, ضلّ, ويكلّم عباده بلا كيف. {الرحمن على العرش استوى} لا كما قالت الجهمية : إنه على الملك احتوى, ولا استولى, وأنّ الله يخاطب عباده عودا وبدءاً, ويعيد عليهم قصصه وأمره ونهيه, ومن زعم غير ذلك فهو ضال مبتدع".اهـ.


نقله الذهبي – عن الحاكم في "تاريخ نيسابور" – في سير أعلام النبلاء (14/381).
قال الامام ابن خزيمة رحمه الله
"زعم بعض جهلة هؤلاء الذين نبغوا في سنيننا هذه : أن الله لا يكرر الكلام فهم لا يفهمون كتاب الله ؛ إن الله قد أخبر في نص الكتاب في مواضع أنه خلق آدم وأنه أمر الملائكة بالسجود له ؛ فكرر هذا الذكر في غير موضع وكرر ذكر كلامه لموسى مرة ""بعد"" أخرى وكرر ذكر عيسى ابن مريم في مواضع وحمد نفسه في مواضع إلخ"))


"قال أبو عبدالله - أي الإمام البخاري – ومن الدليل على أن الله يتكلم كيف شاء، و أن اصوات العباد مؤلفة حرفا، فيها التطريب و الغمز و اللحن و الترجيع..."خلق أفعال العباد "باب خلق أفعال العباد" صفحة 33 طبعة مؤسسة الرسالة.

عقيدة الإمام نعيم بن حماد شيخ الإمام البخاري في أن صفة الكلام صفة فعل و أن سلب صفة الفعل عن الله تعالى يلزم منه وصف الله بالموت و العياذ بالله! و نقل الإمام البخاري إجماع السلف على هذه العقيدة!

"قال أبو عبدالله - أي البخاري - و لقد بين نعيم بن حماد أن كلام الرب ليس بخلق و أن العرب لا تعرف الحي من الميت إلا بالفعل، فمن كان له فعل فهو حي و من لم يكن له فعل فهو ميت، و أن أفعال العباد مخلوقة، فضيق عليه حتى مضى لسبيله، و توجع أهل العلم لما نزل به.

و في اتفاق المسلمين دليل على أن نعيما و من نحا نحوه ليس بمفارق و لا مبتدع، بل البدع و الرئيس بالجهل بغيرهم أولى، إذ يفتون بالآراء المختلفة مما لم يأذن به الله."
انتهى كلام البخاري رحمه الله من كتابه خلق أفعال العباد (باب الرد على الجهمية و أصحاب التعطيل) صفحة 71

جاء في الفتح للحافظ ابن حجر ان "نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال : من شبه الله بخلقه كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه ، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله تعالى ونفى عن الله النقائص فقد سلك سبيل الهدى"

فهذه أدلتي من السلف أن الله يتكلم متى شاء بما شاء كيف شاء
وهو قول نعيم بن حماد والبخاري وعليه اتفاق المسلمين كما سبق
قال الإمام ابن خزيمة (( "زعم بعض جهلة هؤلاء الذين نبغوا في سنيننا هذه : أن الله لا يكرر الكلام فهم لا يفهمون كتاب الله ؛ إن الله قد أخبر في نص الكتاب في مواضع أنه خلق آدم وأنه أمر الملائكة بالسجود له ؛ فكرر هذا الذكر في غير موضع وكرر ذكر كلامه لموسى مرة ""بعد"" أخرى وكرر ذكر عيسى ابن مريم في مواضع وحمد نفسه في مواضع إلخ"))

وقال أحد تلامذته

" كلم ربنا أنبياءه ، وكلم موسى ،وقال له : " إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني " ويكلم أولياءه يوم القيامة ويحييهم بالسلام ؛ قولا في دار عدنه ، وينادي عباده فيقول : " ماذا أجبتم المرسلين " ويقول : " لمن الملك اليوم لله الواحد القهار " . ويكلم أهل النار بالتوبيخ والعقاب ويقول لهم :"اخسئوا فيها ولا تكلمون" ، ويخلو الجبار بكل أحد من خلقه فيكلمه ؛ ليس بينه وبين أحد منهم ترجمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، ويكلم ربنا جهنم فيقول لها : هل امتلأت ؟ وينطقها فتقول : هل من مزيد . فمن زعم أن الله لم يتكلم إلا مرة ولم يتكلم إلا ما تكلم به... كفر بالله بل لم يزل الله متكلما ولا يزال متكلما لا مثل لكلامه ..كلم موسى فقال له : " إني أنا ربك " فمن زعم أن غير الله كلمه كفر بالله . فإن الله ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا فيقول : هل من داع فأجيبه ؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟ فمن زعم أن علمه ينزل أو أمره ضل بل ينزل إلى سماء الدنيا : المعبود سبحانه الذي يقال له :" يا رحمن يا رحيم" فيكلم عباده بلا كيف[بقوله هل من داع..إلخ] ... والله يخاطب عباده عودا وبدءا ويعيد عليهم قصصه وأمره ونهيه قرنا فقرنا [أي قرناً بعد قرن من الزمان]من زعم أن الله لا يخاطب عباده ولا يعيد عليهم قصصه وأمره ونهيه عودا وبدءا : فهو ضال مبتدع"

ال الحاكم: (سمعت أبا عبد الرحمن بن أحمد المقري يقول: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يقول: الذي أقول به أن القرآن كلام الله ووحيه وتنزيله، غير مخلوق، ومن قال: إن القرآن أو شيئاً منه ومن وحيه وتنزيله مخلوق، أو يقول: إن الله لا يتكلم بعد ما كان تكلم به في الأزل، أو يقول: إن أفعال الله مخلوقة، أو يقول: إن القرآن محدث، أو يقول: إن شيئاً من صفات الله - صفات الذات - أو اسماً من أسماء الله مخلوق، فهو عندي جهمي يستتاب، فإن تاب، وإلا ضربت عنقه، هذا مذهبي ومذهب من رأيت من أهل الأثر في الشرق والغرب من أهل العلم، ومن حكى عني خلاف هذا فهو كاذب باهت، ومن نظر في كتبي المصنفة ظهر له وبان أن الكلابية كذبة فيما يحكون عني مما هو خلاف أصلي وديانتي) .


قصة مشاجرة ابن خزيمة مع بعض تلامذته الكلابية موجودة في كثير من مصنفات الذهبي وغيره من الحفاظ عن تاريخ نيسابور للحاكم وقد ذكر هذه القصة وعلق عليها تعليقات مهمة شيخ الإسلام في الفتاوى 6/169 وبعدها والنبوات 1/268 وبعدها والدرء 2/78 وبعدها


الظاهر أن الحافظ نفسه اعترف بمذهب البخاري في مكان آخر فقال: ((والذي أقول إن غرضه في هذا الباب إثبات ما ذهب إليه أن الله يتكلم متى شاء))13/496 والحافظ يعرف معنى إطلاق هذه العبارة جيداً فهو الناقل(( والخامس : أنه كلام الله غير مخلوق ، أنه لم يزل يتكلم إذا شاء ،نص على ذلك أحمد في كتاب الرد على الجهمية ، وافترق أصحابه فرقتين : منهم من قال هو لازم لذاته والحروف والأصوات مقترنة لا متعاقبة ويسمع كلامه من شاء ،وأكثرهم قالوا إنه متكلم بما شاء متى شاء ، وأنه نادى موسى عليه السلام حين كلمه ولم يكن ناداه من قبل))
فهذه عقيدتي وهؤلاء سلفي

قول السجزي في الإبانة
وقال أبو نصر السجزي أيضا في كتابه المسمى بالإبانة في مسألة القرآن : لما قيل له ( إن القراءة عمل والعمل لا يكون صفة لله والدليل على أنها عمل أنك تقول : قرأ فلان يقرأ وما حسن فيه ذكر المستقبل فهو عند العرب عمل )
فقال : ( هذا لا يلزم لأنك تقول : ( قال الله عز و جل ) و ( يقول الله عز و جل ) والله تعالى قال : { وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة } ( البقرة : 35 ) وقال تعالى : { يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد } ( ق : 30 ) فقد حسن في القول ذكر المستقبل
فإن ارتكبوا العظمى وقالوا : كلام الله شيء واحد على أصلنا لا يتجزأ وليس بلغة والله سبحانه من الأزل إلا الأبد متكلم بكلام واحد لا أول له ولا آخر فقال : ويقول إنما يرجع إلى العبارة لا إلا المعبر عنه
قيل لهم : قد بينا مرارا كثيرة أن قولكم في هذا الباب فاسد وأنه مخالف للعقليين والشرعيين جميعا وأن نص الكتاب والثابت من الأثر قد نطقا بفساده قال الله تعالى : { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون } ( النحل : 40 ) فبين الله سبحانه أنه يقول للشيء كن إذا أراد كونه فعلم بذلك أنه لم يقل للقيامة بعد كوني )
وقال أيضا في موضع آخر : ( [ النبي صلى الله عليه و سلم قال : نبدأ بما بدأ الله به ] ) ثم قرأ { إن الصفا والمروة من شعائر الله } ( البقرة : 158 ) والله تعالى قال : { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } ( آل عمران : 59 ) وقال : { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } ( يس : 82 ) فبين جل جلاله أنه قال لآدم بعد أن خلقه من تراب : كن وأنه إذا أراد شيئا يقول له كن فيكون ولم يقتض ذلك حدوثا ولا خلقا بعد حدوث نوع الكلام لما قام من الدليل على انتفاء الخلق عن كلام الله تعالى )
وقال أبو نصر السجزي أيضا : ( فأما الله تعالى فإنه متكلم فيما لم يزل ولا يزال متكلما بما شاء من الكلام يسمع من يشاء من خلقه ما شاء من كلامه إذا شاء ذلك ويكلم من شاء تكليمه بما يعرفه ولا يجهله وهو سبحانه حي عليم متكلم لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء لا يوصف إلا بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله ليس بجسم ولا في معنى جسم ولا يوصف بأداة ولا جارحة وآلة وكلامه أحسن الكلام وفيه سور وآي وكلمات وكل ذلك حروف وهو مسموع منه على الحقيقة سماعا يعقله الخلق ولا كيفية لتكلمه وتكليمه وجائز وجود أعداد من المكلمين يكلمهم سبحانه في حال واحدة بما يريده من كل واحد منهم من غير أن يشغله تكليم هذا عن تكليم هذا )



المأمون المعتزلي يحكي أجماع أهل السنة في زمنه على أن :
القرآن قديم غير مخلوق ولا محدث
قال بن جرير الطبري في تاريخه /ظ،ظ¨ظ¦ ظ¥ في أحداث سنة ظ¢ظ،ظ¨ وفي هذه السنة كتـب
المأمون إلى إسحاق بن إبراهيم في امتحان القضاة والمحدثين وأمر بجماعة منهم إليه إلى الرقة
وكان ذلك أول كتاب كتب في ذلك ونسخة كتابه إليه :
أما بعد فإن حق االله على أئمة المسلمين وخلفائهم الاجتهاد في إقامـة ديـن االله الـذي
استحفظهم ومواريث النبوة التي أورثهم وأثر العلم الذي استودعهم والعمـل بـالحق في
رعيتهم والتشمير لطاعة االله فيهم واالله يسأل أمير المؤمنين أن يوفقه لعزيمة الرشد والإقساط
فيما ولاه االله من رعيته برحمته ومنته وقد عرف أمير المؤمنين أن الجمهور الأعظـم مـن
حشو الرعية وسفلة العامة ممن لا نظر له ولا روية ولا استدلال لـه [ إلا بقـدرة ] االله
وهدايته والاستضاءة بنور العلم وبرهانه في جميع الأقطار والآفاق أهل جهالة باالله وعماية
وضلالة عن حقيقة دينه وتوحيده والإيمان به عن واضحات أعلامه وواجب سبيله وقصور
أن يقدروا االله حق قدره ويعرفوه كنه معرفته ويفرقوا بينه وبين خلقه لضـعف آرائهـم
ونقص عقولهم عن التفكير والتذكر وذلك أî*•م ساووا بين االله تبارك وتعالى وبين ما أنزل
ظ¢ظ§
من القرآن فأطبقوا مجتمعين على انه قديم أول لم يخلقه االله ويحدثه ويخترعه وقد قال االله
عز وجل في محكم كتابه الذي جعله لما في الصدور شفاء وللمؤمنين رحمة وهـدى إنـا
جعلناه قرآنا عربيا فكل ما جعله االله فقد خلقه وقال الحمد الله الذي خلـق السـموات
والأرض وجعل الظلمات والنور وقال عز وجل كذلك نقص عليك من انباء ما قد سبق
فأخبر أنه قصص لأمور أحدثه بعدها وتلا به متقدمها وقال آلر كتاب أحكمت آياتـه ثم
فصلت من لدن حكيم خبير وكل محكم مفصل فله محكم مفصـل واالله محكـم كتابـه
ومفصله فهو خالقه ثم هم الذين جادلوا بالباطل فدعوا إلى قولهم ونسبوا أنفسهم إلى السنة
وفي كل فصل من كتاب االله قصص من تلاوته مبطل قولهم ومكذب دعواهم يرد عليهم
قولهم ونحلتهم ثم أظهروا مع ذلك أî*•م اهل السنة والجماعة وأن من سواهم أهل الباطـل
والكفر والفرقة بذلك على الناس وغروا به الجهال حتى مال قوم من أهل السمت الكاذب
والتخشع لغير االله والتقشف لغير الدين إلى موافقتهم عليه على سيء آرائهم تزينا بـذلك
عندهم وتصنعا للرياسة والعدالة فيهم فتركوا الحق إلى باطلهم واتخذوا دون االله وليجة إلى
ضلالتهم فقبلت بتزكيتهم لهم شهادî*”م ونفذت أحكام الكتاب î*’م على دغل دينهم ونغل
أديمهم وفساد نياî*”م ويقينهم وكان ذلك غايتهم التي إليها أجروا وإياها طلبوا في متابعتهم
والكذب على مولاهم وقد أخذ عليهم ميثاق الكتاب ألا يقولوا على االله إلا الحق ودرسوا
ما فيه أولئك الذين أضلهم االله وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها
فرأى أمير المؤمنين أن أولئك شر الأمة ورؤوس الضلالة المنقوصين من التوحيد حظا مـن
الإيمان نصيبا وأوعية الجهالة وأعلا م الكذب ... وكتب في شهر ربيع الأول سنة ثمان عشرة
ومائتين اه) وانظر أيضا سير أعلام النبلاء /ظ¢ظ¨ظ§ ظ،ظ*

قول الإمام عثمان الدارمي ( ت ظ¢ظ¨ظ* )
في( النقض على بشر المريسي ل) عثمان بن سعيد الدارمي ص ظ¥ظ¦ظ¦ ويلكم إنما الكـ لام
الله بدءا وأخيرا ، وهو يعلم الألسنة كلها ويتكلم بما شاء منها إن شاء تكلم بالعربيـة وإن
شاء بالعبرانية وإن شاء بالسريانية فقال : جعلت هذا القرآن من كلامي عربيا وجعلـت
ظ£ظ£
التوراة والإنجيل من كلامي عبرانيا، لما أنه أرسل كل رسول بلسان قومه كما قال ، فجعل
كلامه الذي لم يزل له كلاما لكل قوم بلغاî*”م في ألسنتهم فقوله جعلناه صرفناه من لغة
إلى لغة أخرى

ظ¦- قول الإمام اللالكائي ت( ظ¤ظ،ظ¨) :
في شرح السنة للالكائي ص ( : ظ§ظ¨ سياق ما روي عن النبي صلى االله عليه وآله وسلم مما
يدل على أن القرآن من صفات االله القديمة ، وحكي عن آدم وموسى عليهمـا السـلام
كذلك :

ظ¦
كذا في الأصل ولعله يخلق به
ظ¤ظ*
أخبرنا عيسى بن علي قال أخبرنا عبد االله بن محمد البغوي قال: حدثنا هدبه بن خالد قال
حدثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار قال سمعت ابا هريرة يقول : إن رسـول االله
صلى االله عليه وآله وسلم :قال لقي آدم موسى فقال موسى لآدم : أنت الذي خلقك االله
بيده واسكنك جنته واسجد لك ملائكته فعلت ما فعلت وأخرجت ذريتك من الجنة ؟ قال
آدم لموسى : أنت الذي اصطفاك االله برسالاته وكلامه واتاك التوراة أنا أقدم أو الـذكر ؟
:قال بل الذكر، قال رسول االله صلى االله عليه وآله وسلم : فحج آدم موسى اه)
وقال في شرح السنة ص ظ،ظ*ظ¨ سياق ما دل من الآيات من كتاب االله تعالى ومـا روي
عن رسول االله صلى االله عليه وآله وسلم والصحابة والتابعين على أن القرآن تكلم االله به
على الحقيقة وأنه أنزله على محمد صلى االله عليه وآله وسلم وأمره أن يتحـدى بـه وأن
يدعو الناس إليه وأنه القرآن على الحقيقة متلو في المحاريب مكتوب في المصاحف محفوظ
في صدور الرجال ليس بحكاية ولا عبارة عن قرآن وهو قرآن واحد غير مخلـوق وغـير
مجعول ومربوب بل هو صفة من صفات ذاته لم يزل به متكلما ومن قال غير هذا فهـو
كافر ضال مضل مبتدع مخالف لمذاهب السنة والجماعة اه)
( وقال في شرح السنة ص ظ§ظ¦ عن عطاء قال حدثني الوليد بن عباده وسألته كيـف
كانت وصية ابيك حين حضره الموت قال دعاني فقال يا بني اتق االله واعلم أنك لا تتق االله
حتى تؤمن باالله وتؤمن بالقدر خيره وشره فإن مت على غير هذا دخلت النـار سمعـت
رسول االله صلى االله عليه وآله وسلم يقول : (أول ما خلق االله القلم قال اكتب فكتب ما
كان وما هو كائن إلى الأبد )
قلت: فأخبر أن أول الخلق القلم والكلام قبل القلم وإنما جرى القلم بكلام االله الذي
قبل الخلق إذا كان القلم أول الخلق استنباط آية أخرى من كتاب االله وهي قوله ( : ألا
له الخلق والأمر ) ففرق بينهما والخلق هو المخلوقات والأمر هو القرآن اه )

قول ابن أبي موسى الحنبلي ت( ظ¤ظ¢ظ¨ ):
في طبقات الحنابلة /ظ،ظ¨ظ£ ظ¢ وشذرات الذهب /ظ¢ظ£ظ¨ ظ£ : (قال ابن أبي موسى الحنبلي :
ظ¤ظ،
القرآن كلام االله تعالى وصفة من صفات ذاته غير محدث ولا مخلوق كلام رب العالمين
في صدور الحافظين وعلى ألسن الناطقين وفي أسماع السامعين وبأكف الكاتبين وبملاحظة
الناظرين برهانه ظاهر وحكمه قاهر ومعجزه باهر اه

قول الإمام أبي الفرج ابن الجوزي الحنبلي (ت ظ¥ظ*ظ¨ :
ظ¤ظ¤
قال في تفسيره /ظ،ظ£ظ¦ ظ،: (فصل: استدل أصحابنا على قدم القرآن بقوله: ( ، )كن فقالوا :
لو كانت كن مخلوقة لافتقرت إلى إيجادها بمثلها وتسلسل ذلك والمتسلسل محال
فإن قيل : هذا خطاب لمعدوم ، فالجواب : أنه خطاب تكوين يظهر أثر القدرة ويستحيل أن
يكون المخاطب موجودا لأنه بالخطاب كان فامتنع وجوده قبله أو معه ويحقق هذا أن ما
سيكون متصور للعلم فضاهى بذلك الموجود فجاز خطابه لذلك اه )
وقال في المنتظم في تاريخ الملوك والأمم / ظ£ظ£ظ¢ ظ¦: (... وكان الناس لا يختلفون أن هذا
المسموع كلام االله وانه نزل به جبريل عليه السلام على محمد صلى االله عليه وآله وسلم
فالأئمة المعتمد عليهم قالوا : انه قديم والمعتزلة قالوا مخلوق ... ) اه

قول أبي الخطاب الكلوذاني الحنبلي ( ت ظ¥ظ،ظ* ) :
في المنتظم لابن الجوزي /ظ،ظ©ظ، ظ© أ(: نشدنا محمد بن الحافظ قال : نشدنا أبـو الخطـاب
محفوظ بن احمد لنفسه :
وفي اقالو صف انه متكلم ... قلت السكوت نقيصة المتوحد
قالوا فما القرآن قلت كلامه ... من غير ما حدث وغير تجدد
قالوا الذي نتلوه قلت كلامه ... لا ريب فيه عند كل مسدد اه)

قول الإمام البغوي (ت ظ¥ظ،ظ* )
في تفسيره /ظ،ظ¤ظ¤ ظ£قال : ( القرآن كلام االله وو حيه وتتريله وصفته ليس بخالق ولا مخلوق
ولا محدث ولا حادث مكتوب في المصاحف محفوظ في القلوب متلو بالألسن مسـموع
بالآذا ن قال تعالى: ( إنا نحن نزلنا الكر وإنا له لحافون )اه
وقال في تفسيره ( مî**ا{ يî**أْتî*¦يهِمî*¢ مî*¦نî*¢ ذî*¦كْرٍ مî*¦نî*¢ رî**بî*¬هِمî*¢ مî*،حî*¢دî**ثî*§ } يعني ما يحدث االله من تتريل
شيء من القرآن يذكرهم ويعظهم اه).به

قول الإمام ابن أبي يعلى الحنبلي ( ت ظ¥ظ¢ظ¦ ):
ظ¤ظ¥
في اعتقاد ابن أبي يعلى ص ظ،ظ¢ والقرآن كلام االله منـزل غير مخلوق، كيف قـرئ،
وكيف كتب، وحيث يî*،تلى في أي موضع كان، والكتابة هي المكتوب، والقـراءة هـي
المقروء، والتلاوة هي المتلو، وكلام االله قديم غير مخلوق على كل الحـالات وفي كـل
الجهات فهو كلام االله غير مخلوق ولا محدث ولا مفعول، ولا جسم، ولا جـوهر، ولا
عرض. بل هو صفة من صفات ذاته. وهو شيء يخالف جميع الحوادث .
لم يزل ولا يزال متكلماً. (ولا يجوز مفارقته بالعدم لذاته) .وأنه يî*،سî*¢مî**ع تارة من االله عـز
وجل، وتارة من التالي فالذي يسمعه من االله سبحانه من يتولى خطابه بنفسه لا واسـطة
ولا ترجمان: كنبينا محمد عليه السلام ليلة المعراج لما كلمه. وموسى على جبـل الطـور .
فكذلك سبيل من يتولى خطابه بنفسه من ملائكته، ومن عدا ذلك فإنما يسمع كـلام االله
القديم على الحقيقة من التالي. وهو حرف مفهوم، وصوت مسموع. اه )

قول الإمام أبي القاسم الأصبهاني إسماعيل بن محمد ( ت ظ¥ظ£ظ¥ ):
قال في كتابه الحجة في بيان المحجة /ظ،ظ*ظ£ )ظ،): (فمن الصفات التي وصف î*’ا نفسه ومنح
خلقه الكلام ، فاالله تعالى يتكلم كلاماً أزلياً غير معلم ولا منقطع ، فبه يخلق الأشياء اه)
وفي الحجة أيضا /ظ¢ظ¨ظ¤_ظ¢ظ¨ظ£ )ظ،): ( فصل ذكره بعض الأئمة الحنبلية قال: كلام االله
تعالى مدرك مسموع بحاسة الأذن ، فتارة يسمع من االله تعالى ، وتارة يسمع من التالي ...
يسمع كلام االله تعالى على الحقيقة من التالي خلافاً لأصحاب الأشعري في قولهم : يسمعه
من االله عند تلاوة التالي ! ، فعلى قولهم ، يسمع شيئين أحدهما : قراءة القارئ وهي محدثة
عندهم ، !!! والثاني كلام االله القديم دليلنا : ما روي عن رسول االله صلى االله عليه وآله
وسلم قال : من أحب أن يسمع القرآن غضا كما أنزل ، فليسمعه من ابن مسعود اه)
فيو الحجة أيضا /ظ£ظ¢ظ§ )ظ،): (وقولنا : القراءة هي المقروء و ،! لو قلنا القراءة غير المقروء ،
أفضى إلى حدوث القراءة!) ثم اه /ظ،(في ظ¤ظ¢ظ، ) قال: (حدثنا أبو الشيخ، نا أحمد بن علي
بن الجارود قال : سمعت أبا حاتم وقيل له: إن قوماً يقولون اللفظ غير الملفوظ، والقراءة
ظ¤ظ¦
غير المقروء، فقال: أولئك الجهمية، اللفظ والملفوظ، والقراءة والمقروء واحد، ! وهو غير
مخلوق اه)
وفي الحجة أيضا /ظ¤ظ¢ظ©-ظ¤ظ¢ظ¨ )ظ،): (فصل قال بعض الحنابلة: القرآن كلام االله مترل غير
مخلوق منه بدا وإليه يعود ، تكلم به في القدم بحرف وصوت، حرف يكتب وصوت
يسمع ومعنى يعلم . وقالت المعتزلة : القرآن مخلوق ... فإن احتجوا بقوله تعالى: ( ما يأتيهم
من ذكر من رî*’م محدث إلا استمعوه ) فالجواب : أي محدث التتريل؛ لأن االله تعالى تكلم
به في القدم ، فلما بعث محمداً صلى االله عليه وآله سلم أنزله عليه ، ويقال لهم قوله ' :
من ذكر ' من للتبعيض ، وهذا يدل أن ثم ذكراً قديماً، وعندهم ليس ثم ذكر قديم اه)
وفي الحجة أيضا /ظ¢ظ*ظ¢ )ظ¢): ( فصل أجمع المسلمون على أن القرآن كلام االله ، وإذا صح
أنه كلام االله صح أنه صفة الله تعالى ، وأنه عز وجل موصوف به ، وهذه الصفة لازمة
لذاته. تقول العرب: زيد متكلم، فالمتكلم صفة له، إلا أن حقيقة هذه الصفة الكلام، وإذا
كان كذلك كان القرآن كلام االله وكانت هذه الصفة لازمة له أزلية اه)
وفي الحجة أيضا /ظ¢ظ*ظ¨ )ظ¢): (واحتجت المبتدعة بقوله تعالى: (ما يأتيهم من ذكر من رî*’م
محدث ) ، وليس لهم في ذلك حجة ، لأن معنى قوله ' محدث ' أي : محدث التتريل
تكلم االله به في الأزل فلما بعث محمداً صلى االله عليه وآله سلم أنزل عليه . ولأنه قال:
(ما يأتيهم من ذكر) ومن للتبعيض، وهذا يدل على أن ثم ذكراً قديماً وعندهم ليس ثم
ذكر قديم اه)
وفي الحجة أيضا /ظ¢ظ،ظ£ )ظ¢): (المسلمين إذا سمعوا قراءة القارئ يقولون: هذا كلام االله فدل
أî*•ا هي القرآن، ولأن معنى القديم ثابت فيها من قيام المعجز ، وثبوت الحرمة ، ومنع
الجنب من قراءî*”ا . فدل أî*•ا غير مخلوقة اه)
وفي الحجة أيضا /ظ¢ظ§ظ© )ظ¢): (فصل قال علماء السلف: أول ما افترض االله على عباده
الإخلاص وهو معرفة االله والإقرار به ... وأن االله تبارك وتعالى خلق السماوات والأرض
ظ¤ظ§
في ستة أيام ثم استوى على العرش كما وصف نفسه فهو بجميع صفاته ، وجميع كلامه لم
يزل ، ولا يزال اه)

قول الإمام ابن أبي الخير العمراني ( ت ظ¥ظ¥ظ¨ ):
قال في كتابه الانتصار في الرد على المعتزلة /ظ¥ظ¤ظ، ظ¢ فإن كلام االله هو القرآن وهو هذه
السور التي هي آيات لها أول وآخر وهو القرآن المترل بلسان العرب تكلم االله به بحروف
لا كحروفنا وصوت يسمع لا كأصواتنا وهو صفة الله قديم بقدمه غير مخلوق ... وقالت
الكلابية والأشعرية كلام االله الذي ليس بمخلوق هو معنى قائم بنفسه ...) اه
وقال /ظ¥ظ§ظ¥ ظ¢ وقد لبست القدرية على من لا يعرف الأصول واستدلوا علـى خلـق
القرآن بقوله تعالى ( ما يأتيهم من ذكر من رî*’م محدث إلا استمعوه وهم يلعبون ) فقالوا
نقول : إن القرآن محدث يفنى ويذهب كما تفنى سائر المحدثات ولا نقول إنه مخلـوق
!!! اه )

قول الإمام عبد القادر الجيلاني ت( ظ¥ظ¦ظ، ) :
قال في الغنية ص ال ظ§ظ¥ قرآن الشريف غير مخلوق كيفما قرئ وتلي وكتـب وكيفمـا
تفرقت به قراءة قارئ ولفظ لا فظ وحفظ حافظ هو كلام االله وصفة من صفات ذاتـه
غير محدث ولا مبدل ولا مؤلف ولا منقوص ولا مصنوع ولا مزاد فيه منه بدأ تتريلـه
وإليه يعود حكمه ) اه
وقال ص ظ§ظ© وكذلك حروف المعجم غير مخلوقة وسواء كان ذلك في كلام االله تعالى
أو في كلام الآدميين وقد ادعى قوم من أهل السنة أî*•ا قديمة في القرآن الشريف محدثة
في غيره وهذا خطأ منهم بل القول السديد هو الأول من مذهب أهـل السـنة بـلا
فرق... اه )

قول الإمام السفاريني الحنبلي ( ت ظ،ظ،ظ¨ظ¨ ):
في لوامع الأنوار للسفاريني ص ( : ظ¢ظ§ اعلم رحمك االله أن اصطلاحي في هـذا الشـرح
الاستدلال بالكتاب القديم وبقول النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم اه)
وقال ص ظ،ظ£ظ* :
( كلامه سبحانه قديم أعيا الورى بالنص يا عليم
وليس في طوق الورى من أصله أن يستطيعوا سورة من مثله اه)
وقال ص ظ،ظ£ظ£ ( : يجب الجزم بأنه تعالى متكلم بكلام قديم ذاتي وجودي غير مخلـوق
ولا محدث ولا حادث ولا يشبه كلام الخلق اه)
وقال ص ظ،ظ£ظ§ ( : وتحرير مذهب السلف أن االله تعالى متكلم كما مر وأن كلامه قديم
وأن القرآن كلام االله وأنه قديم حروفه ومعانيه اه)
وقال ص ظ،ظ£ظ¨ ( : بل هذا القرآن هو كلام االله وهو مثبت في المصاحف وهو كـلام االله
مبلغا عنه مسموعا من القراء وليس هو مسموعا منه تعالى فكلام االله قديم وصوت العبد
مخلوق اه )
وقال ص ظ،ظ¦ظ، مبحث القرآن العظيم والكلام المترل القديم : مذهب السلف الصالح
أن نجزم ونتحقق بأن ما جاء مع جبريل من محكم القرآن العظيم ومحكم التتريل الـذي
أنزله االله تعالى على نبيه محمد صلى االله عليه وآله وسلم كلامه سبحانه وتعالى قديم اه)

قول الإمام أحمد بن عبد االله المرداوي الحنبلي م ( ظ،ظ¢ظ£ظ¦) :
قال في شرحه للامية الإمام ابن تيمية ص ظ¨ظ§ ومذهب السلف أن القرآن كـلام االله
وأنه قديم حروفه ومعانيه وقد توعد االله جل شأنه من جعله من قول البشر اه )
ظ¥ظ¢
وقال أيضا ص ظ¨ظ§ وملخص المسألة : أن من قال إن القرآن الذي يقرأه المسلمون ليس
هو كلام االله وهو كلام غيره فهو ملحد مبتدع ضال ، بل القرآن هو كـلام االله وهـو
مثبت في المصاحف وهو كلام االله مبلغا عنه مسموعا من القراء ليس مسموعا عنه تعـالى
وهو كلام االله تعالى قديم وصوت العبد مخلوق

بسم الله الرحمن الرحيم

ومن العجب أنهم سموا توحيد الرسل شركا وتجسيما وتشبيها مع أنه غاية الكمال ، وسموا تعطيلهم وإلحادهم وبغيهم توحيدا ، وهو غاية النقص ; ونسبوا أتباع الرسل إلى تنقيص الرب ، وقد سلبوه كل كمال ، وزعموا أنهم أثبتوا له الكمال قد نزهوه عنه ، فهذا توحيد الجهمية والمعطلة .

وأما توحيد الرسل فهو إثبات صفات الكمال له وإثبات كونه فاعلا بمشيئته وقدرته واختياره ، وأن له فعلا حقيقة ، وأنه وحده الذي يستحق أن يعبد ويخاف ويرجى ويتوكل عليه ، فهو المستحق لغاية الحب بغاية الحب بغاية الذل ، وليس لخلقه من دونه وكيل ، ولا ولي ، ولا شفيع ، ولا واسطة بينه وبينهم في رفع حوائجهم إليه ، وفي تفريج كرباتهم وإجابة دعواتهم .

بينه وبينهم واسطة في تبليغ أمره ونهيه وإخباره ، فلا يعرفون ما يحبه ويرضاه ويبغضه ويسخطه ، ولا حقائق أسمائه وتفصيل ما يجب له ويمتنع عليه ويوصف به إلا من جهة هذه الواسطة ، فجاء هؤلاء الملاحدة فعكسوا الأمر وقلبوا الحقائق ; فنفوا كون الرسل وسائط في ذلك وقالوا : يكفي توسط العقل ، ونفوا حقائق أسمائه وصفاته وقالوا : هذا التوحيد ، ويقولون : نحن ننزه الله عن الأعراض والأبعاض والحدود والجهات ، وحلول الحوادث ، فيسمع الغر المخدوع هذه الألفاظ فيتوهم منها أنهم ينزهون الله عما يفهم من معانيهما عند الإطلاق والنقائص والحاجة ، فلا يشك أنهم يمجدونه ويعظمونه ، ويكشف النافذ البصير ما تحت هذه الألفاظ فيرى تحتها الإلحاد وتكذيب الرسل ، وتعطيل الرب تعالى عما يستحقه من كماله ، فتنزيههم عن الأعراض هو من أحد صفاته كسمعه وبصره وحياته ، وعلمه وكماله وإرادته ، فإن هذه أعراض لا تقوم إلا بجسم ، فلو كان متصفا بها لكان جسم وكانت أعراضا له وهو منزه عن الأعراض ، وأما الأعراض فهي الغاية والحكمة التي لأجلها يخلق ويفعل ، ويأمر وينهى ، ويثيب ويعاقب ، وهي الغايات المحمودة المطلوبة له من أمره ونهيه وفعله ، فيسمونها أعراضا وعللا ينزهونه عنها .

[ ص: 138 ] وأما الأبعاض فمرادهم بتنزيهه عنها أنه ليس له وجه ولا يدان ؟ ولا يمسك السماوات على إصبع ، والأرض على إصبع ، والشجر على إصبع ، والماء على إصبع ، فإن ذلك كله أبعاض ، والله منزه عن الأبعاض .

وأما الحدود والجهات فمرادهم بتنزيهه عنها أنه ليس فوق السماوات رب ، ولا على العرش إله ، ولا يشار إليه بالأصابع إلى فوق كما أشار إليه أعلم الخلق به ، ولا ينزل منه شيء ، ولا يصعد إليه شيء ، ولا تعرج الملائكة والروح إليه ، ولا رفع المسيح إليه ، ولا عرج برسول الله محمدصلى الله عليه وسلم إليه ، إذ لو كان كذلك لزم إثبات الحدود والجهات له ، وهو منزه عن ذلك .

وأما حلول الحوادث فيريدون به أنه لا يتكلم بقدرته ومشيئته ، ولا ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا ، ولا يأتي يوم القيامة ولا يجيء ولا يغضب بعد أن كان راضيا ، ولا يرضى بعد أن كان غضبان ، ولا يقوم به فعل البتة ، ولا أمر مجدد بعد أن لم يكن ، ولا يريد شيئا بعد أن لم يكن مريدا له ، فلا له كن حقيقة ، ولا استوى على عرشه بعد أن لم يكن مستويا ، ولا يغضب يوم القيامة غضبا لم يغضب قبله مثله ، ولن يغضب بعده مثله ، ولا ينادي عباده يوم القيامة بعد أن لم يكن مناديا ، ولا يقول للمصلي إذا قال : ( الحمد لله رب العالمين ) حمدني عبدي ، فإذا قال : ( الرحمن الرحيم ) قال : أثنى علي عبدي ، فإذا قال : ( مالك يوم الدين ) قال : مجدني عبدي فإن هذه كلها حوادث ، وهو منزه عن حلول الحوادث .

قال ابن تيمية رحمه الله
" وإذا قالوا : لا تحله الحوادث , أوهموا الناس أن مرادهم أنه لا يكون محلاً للتغيرات والاستحالات , ونحو ذلك من الأحداث التي تحدث للمخلوقين فتحيلهم وتفسدهم , وهذا معنى صحيح , ولكن مقصودهم بذلك أنه ليس له فعل اختياري يقوم بنفسه ولا له كلام , ولا فعل يقوم به يتعلق بمشيئته وقدرته , وأنه لا يقدر على استواء أو نزول أو إتيان أو مجيء ,وأن المخلوقات التي خلقها لم يكن منه عند خلقها فعل أصلاً بل عين المخلوقات هي الفعل ليس هناك فعل ومفعول وخلق ومخلوق بل المخلوق عين الخلق والمفعول عين الفعل ونحو ذلك .
"درء التعارض" (1|245)


الجواب عن مسألة حلول الحوادث بالله تعالى

هذا اللفظ من إطلاقات أهل الكلام، وإليك بعض التفصيل في معناه، ومقصود أهل الكلام منه، والرد على ذلك.
أ- معنى كلمة (حلول): الحلول هو عبارة عن كون أحد الجسمين ظرفاً للآخر، كحلول الماء في الكوز (1) .
ب- معنى كلمة (الحوادث): الحوادث جمع حادث، وهو الشيء المخلوق المسبوق بالعدم، ويسمى حدوثاً زمانياً.
وقد يعبر عن الحدوث بالحاجة إلى الغير، ويسمى حدوثاً ذاتياً.
والحدوث الذاتي: هو كون الشيء مفتقراً في وجوده إلى الغير.
والحدوث الزماني: هو كون الشيء مسبوقاً بالعدم سبقاً زمانياً (2) .
ج- معنى (حلول الحوادث بالله تعالى) أي قيامها بالله، ووجودها فيه تعالى.
د- مقصود أهل التعطيل من هذا الإطلاق: مقصودهم نفي اتصاف الله بالصفات الاختيارية الفعلية، وهي التي يفعلها متى شاء، كيف شاء، مثل الإتيان لفصل القضاء، والضحك، والعجب، والفرح؛ فينفون جميع الصفات الاختيارية.
هـ- حجتهم في ذلك: وحجتهم في ذلك أن قيام تلك الصفات بالله يعني قيام الحوادث أي الأشياء المخلوقة الموجودة بالله.
وإذا قامت به أصبح هو حادثاً بعد أن لم يكن، كما يعني ذلك أن تكون المخلوقات حالة فيه، وهذا ممتنع، فهذه هي حجتهم.
و- جواب أهل السنة: أهل السنة يقولون: إن هذا الإطلاق لم يرد في كتاب ولا سنة، لا نفيا ولا إثباتاً، كما أنه ليس معروفاً عند سلف الأمة.
أما المعنى فيستفصل عنه؛ فإن أريد بنفي حلول الحوادث بالله أن لا يحل بذاته المقدسة شيء من مخلوقاته المحدثة، أو لا يحدث له وصف متجدد لم يكن له من قبل فهذا النفي صحيح؛ فالله عز وجل ليس محلاً لمخلوقاته, وليست موجودة فيه، ولا يحدث له وصف متجدد لم يكن له من قبل.
وإن أريد بالحوادث: أفعاله الاختيارية التي يفعلها متى شاء كيف شاء كالنزول، والاستواء، والرضا، والغضب، والمجيء لفصل القضاء ونحو ذلك فهذا النفي باطل مردود.
بل يقال له: إن تلك الصفات ثابتة، وإن مثبتها –في الحقيقة- مثبت ما أثبته الله لنفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. (3)

يوسف التازي
03-02-2016, 02:38 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحكم بكفر من قال: القرآن مخلوق، ثابت عن الإمام أحمد وغيره من أئمة السلف، قال عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة: سمعت أبي ـ رحمه الله ـ يقول: من قال: القرآن مخلوق، فهو عندنا كافر، لأن القرآن من علم الله عز وجل، وفيه أسماء الله عز وجل. اهـ.
وعدَّ ابن القيم هذا في المسائل التي حلف عليها الإمام أحمد، فقال في إعلام الموقعين: أما الإمام أحمد رحمة الله عليه ورضوانه: فإنه حلف على عدة مسائل من فتاويه... سئل: من قال القرآن مخلوق، كافر؟ فقال: إي والله. اهـ.

بل قد حكم الإمام أحمد على البلد التي يظهر فيها القول بخلق القرآن ونحو ذلك من البدع المكفرة بأنها دار كفر، قال أبو بكر الخلال: كان يقول: الدار إذا ظهر فيها القول بخلق القرآن والقدر وما يجري مجرى ذلك، فهي دار كفر اهـ.

ولم ينفرد الإمام أحمد بذلك، فقد عدّ اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: أكثر من خمسمائة وخمسين نفساً من التابعين وتابعيهم، كلّهم قالوا: القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال: مخلوق، فهو كافر، ثم قال: ولو اشتغلت بنقل قول المحدثين لبلغت أسماؤهم ألوفا كثيرة, لكني اختصرت وحذفت الأسانيد للاختصار. اهـ.

وقال الإمام السجزي في رسالته في الرد على من أنكر الحرف والصوت: واتفق المنتمون إلى السّنة بأجمعهم على أنه غير مخلوق، وأنّ القائل بخلقه كافر، فأكثرهم قال: إنه كافر كفراً ينقل عن الملة، ومنهم من قال: هو كافر بقول غير الحق في هذه المسألة، والصحيح الأوّل، لأن من قال: إنه مخلوق، صار منكراً لصفة من صفات ذات الله عز وجل، ومنكر الصفة كمنكر الذات، فكفره كفر جحود لا غير. اهـ.

ولكن هذا الكفر النوعي لا يلزم منه التكفير العيني، فإن ذلك موقوف على قيام الحجة وثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: هذه المقالات هي كفر، لكن ثبوت التكفير في حق الشخص المعين موقوف على قيام الحجة التي يكفر تاركها، وإن أطلق القول بتكفير من يقول ذلك فهو مثل إطلاق القول بنصوص الوعيد، مع أن ثبوت حكم الوعيد في حق الشخص المعين موقوف على ثبوت شروطه وانتفاء موانعه، ولهذا أطلق الأئمة القول بالتكفير مع أنهم لم يحكموا في عين كل قائل بحكم الكفار، بل الذين استمحنوهم وأمروهم بالقول بخلق القرآن وعاقبوا من لم يقل بذلك إما بالحبس والضرب والإخافة وقطع الرزق، بل بالتكفير أيضا، لم يكفروا كل واحد منهم، وأشهر الأئمة بذلك الإمام أحمد وكلامه في تكفير الجهمية مع معامتله مع الذين امتحنوه وحبسوه وضربوه مشهور معروف. اهـ.

وراجع للفائدة الفتوى رقم: 61834.
والله أعلم.

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...twaId&Id=61834

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحمد الله الذي هداك للانتماء إلى أهل السنة والجماعة، ورزقك الاستقامة على منهجهم في العقيدة والعمل. واعلم أن مذهب السلف قاطبة أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق، تكلم الله به حقيقة بصوت وحرف، وأسمعه جبريل، ونزله على محمد صلى الله عليه وسلم. فإذا تقرر أن القرآن كلام الله، وأن كلام الله صفة من صفاته فإن من الكفر اعتقاد أن صفة الكلام أو غيرها من صفات الله تعالى مخلوقة، لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات. ولقد دل الكتاب والسنة على أن القرآن كلام الله تعالى، وأن الكلام صفة من صفاته قائمة به سبحانه، فقال جل تعالى: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً{النساء: 164}. وقال أيضاً: وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ{لأعراف: 143}. وقال: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ {التوبة:6}. وقد بوب البخاري في صحيحه هذه الأبواب:باب: كلام الرب مع جبريل، ونداء الله الملائكة" ، " باب: كلام الرب عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم"، " باب: كلام الرب مع أهل الجنة" ، وأورد تحت كل باب منها أحاديث، ومن ذلك: ما رواه عن عدى بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مامنكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة. ومن ذلك أيضا ما رواه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك وسعديك والخير في يديك فيقول هل رضيتم فيقولون وما لنا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك فيقول ألا أعطيكم أفضل من ذلك، فيقولون يا رب وأي شيء أفضل من ذلك فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا. وليعلم أن بدعة القول بخلق القرآن بدعة حادثة بعد جيل الصحابة رضي الله تعالى عنهم تولى كبرها المعتزلة، وساعد على ظهورها تبني أركان الدولة لها وحملهم الناس عليها بقوة السيف. وليس لأصحاب القول بأن القرآن مخلوق أي دليل يستندون إليه، وإنما شبهات علقت في قلوبهم لما تركوا الاهتداء بالكتاب والسنة وعولوا على أفهامهم وأهوائهم. فنوصي الأخ السائل بقراءة ماكتبه السلف في إثبات صفة الكلام لله عز وجل، وأن القرآن ليس بمخلوق، ونوصيه كذلك بالابتعاد عن شبهات المبتدعة، وليسعك ماوسع السلف الكرام من إثبات صفة الكلام لله تعالى، وإذا أردت أن تقف على وهاء قول من ذهب إلى أن القرآن مخلوق ـ فارجع إلى كتاب" الحيدة" للإمام عبد العزيز لكناني الذي حكى فيه مناظرته لبشر المريسي المعتزلى المبتدع، وذلك بحضرة الخليفة المأمون، وانظر أيضا الرد على شبهات القائلين بخلق القرآن في كتاب " شرح العقيدة الطحاوية" للإمام ابن أبي العز الحنفي. وأما اعتقاد أن كلام الله مخلوق لأن نبي الله عيسى مخلوق مع أنه كلمة الله، فاعتقاد باطل مبني على فهم باطل، فقد قال تعالى: إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ{آل عمران:59}. وقال أيضاً: إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ {النساء: 171}. فقوله: وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ " يدل على أن الله خلق عيسى ابن مريم عليه السلام بالكلمة، وليس معنى الآية أن عيسى عليه السلام كلمة، لأنه بشر يأكل ويشرب وتجري عليه جميع الأحوال البشرية، عليه وعلى نبينا وسائر النبيين صلاة الله وسلامه. فسمى الله عيسى عليه السلام كلمته لوجوده بقوله: (كن). قال الإمام أحمد في ( الرد على الجهمية والزنادقة): " الكلمة التي ألقاها إلى مريم حين قال له: كن : فكان عيسى بكن، وليس عيسى هو: كن. ولكن كان يكُن. فكن من الله تعالى قولاً ، وليس كن مخلوقاً. وكذب النصارى والجهمية على أمر الله في أمر عيسى. اهـ. وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: خلقه بالكلمة التي أرسل بها جبرائيل عليه السلام إلى مريم، فنفخ فيها من ورحه بأمر ربه عز وجل، فكان عيسى بإذن الله عز وجل، فهو ناشئ عن الكلمة ـ التي قال له: كن، فكان ـ والروح التي أرسل بها جبرائيل عليه السلام. اهـ.

وانظر الفتويين: 3988 ، 42856.

والله أعلم.

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...waId&Id=220654


العلو للعلي الغفار (ص: 161)
أما تَكْفِير من قَالَ بِخلق الْقُرْآن فقد ورد عَن سَائِر أَئِمَّة السّلف فِي عصر مَالك وَالثَّوْري ثمَّ عصر ابْن الْمُبَارك ووكيع ثمَّ عصر الشَّافِعِي وَعَفَّان والقعنبي ثمَّ عصر أَحْمد ابْن حَنْبَل وَعلي بن الْمَدِينِيّ ثمَّ عصر البُخَارِيّ وَأبي زرْعَة الرَّازِيّ ثمَّ عصر مُحَمَّد بن نصر الْمروزِي وَالنَّسَائِيّ وَمُحَمّد بن جرير وَابْن خُزَيْمَة
التحفة المدنية في العقيدة السلفية (ص: 130)
ونقول: إن القرآن كلام الله غير مخلوق، وإن من قال بخلق القرآن كان كافرا
أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة = 200 سؤال وجواب في العقيدة الاسلامية (ص: 46)
ومن قال القرآن أو شيء من القرآن مخلوق فهو كافر كفرا أكبر يخرجه من الإسلام بالكلية؛ لأن القرآن كلام الله تعالى منه بدأ وإليه يعود، وكلامه صفته، ومن قال شيء من صفات الله مخلوق فهو كافر مرتد يعرض عليه الرجوع إلى الإسلام فإن رجع وإلا قتل كفرا ليس له شيء من أحكام المسلمين.
معارج القبول بشرح سلم الوصول (1/ 269)
وَقَدِ انْعَقَدَ إِجْمَاعُ سَلَفِ الْأُمَّةِ الَّذِينَ قَضَوْا بِالْحَقِّ وَبِهِ كَانُوا يَعْدِلُونَ عَلَى تَكْفِيرِ مَنْ قَالَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ؛ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَا يَخْلُو قَوْلُهُ مِنْ إِحْدَى ثَلَاثٍ: إِمَّا أَنْ يَقُولَ إِنَّهُ خَلَقَهُ فِي ذَاتِهِ, أَوْ فِي غَيْرِهِ, أَوْ مُنْفَصِلًا مُسْتَقِلًّا, وَكُلُّ الثَّلَاثِ كُفْرٌ صَرِيحٌ؛ لِأَنَّهُ إِنْ قَالَ خَلَقَهُ فِي ذَاتِهِ فَقَدْ جَعَلَ ذَاتَهُ مَحَلًّا لِلْمَخْلُوقَات ِ. وَإِنْ قَالَ إِنَّهُ خَلَقَهُ فِي غَيْرِهِ فَهُوَ كَلَامُ ذَلِكَ الْغَيْرِ فَيَكُونُ الْقُرْآنُ عَلَى هَذَا كَلَامَ كُلِّ تَالٍ لَهُ وَهَذَا قَوْلُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ فِيمَا حَكَى اللَّهُ عَنْهُ حَيْثُ قَالَ تَعَالَى: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ، فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ، ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ، ثُمَّ نَظَرَ، ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ، ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ، فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ، إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ، سَأُصْلِيهِ سَقَرَ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ، لَا تُبْقَى وَلَا تَذَرُ، لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ} [الْمُدَّثِّرِ: 18-29] الْآيَاتِ. وَإِنْ قَالَ إِنَّهُ خَلَقَهُ مُنْفَصِلًا مُسْتَقِلًّا فَهَذَا جُحُودٌ لِوُجُودِهِ مُطْلَقًا إِذْ لَا يُعْقَلُ وَلَا يُتَصَوَّرُ كَلَامٌ يَقُومُ بِذَاتِهِ بِدُونِ مُتَكَلِّمٍ, كَمَا لَا يُعْقَلُ سَمْعٌ بِدُونِ سَمِيعٍ وَلَا بَصَرٌ بِدُونِ بَصِيرٍ وَلَا عِلْمٌ بِدُونِ عَالِمٍ وَلَا إِرَادَةٌ بِدُونِ مُرِيدٍ وَلَا حَيَاةٌ بِدُونِ حَيٍّ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ, تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ وَالْجَاحِدُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا, فَهَذِهِ الثَّلَاثُ لَا خُرُوجَ لِزِنْدِيقٍ مِنْهَا وَلَا جَوَابَ لَهُ عَنْهَا فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
شرح الطحاوية ت الأرناؤوط (2/ 435)
وَكَمَا قَدْ قَالَ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ الْمَشَاهِيرِ بِتَكْفِيرِ مَنْ قَالَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ، وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُرَى فِي الْآخِرَةِ، وَلَا يَعْلَمُ الْأَشْيَاءَ قَبْلَ وُقُوعِهَا. وَعَنْ أَبِي يُوسُفَ رَحِمَهُ اللَّهُ، أَنَّهُ قَالَ: نَاظَرْتُ أَبَا حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ مُدَّةً، حَتَّى اتَّفَقَ رَأْيِي
وَرَأْيُهُ: أَنَّ مَنْ قَالَ بِخَلْقِ الْقُرْآنِ فَهُوَ كَافِرٌ.

http://majles.alukah.net/t108943/

هل القرآن مخلوق أم غير مخلوق ؟
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض

السؤال :
هل القرآن مخلوق أم غير مخلوق ؟

الجواب :
القرآن كلام الله ، منه بدأ وإليه يَعود ، تكلّم به ربنا على الحقيقة .

وقد سَمّى الله القرآن ( كلام الله ) فقال : ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ) .

وأخبر سبحانه وتعالى أنه أنزل القرآن ، وأنه نزّله تنْزِيلا ، فمن ذلك قوله تعالى : ( وَقُرْآَنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً ) .

وقوله تعالى : ( وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ) إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على تنْزيل القرآن من لدن حكيم خبير .

ومن قال : إن القرآن مخلوق فهو كافر ، وقد أجمع سلف الأمة على ذلك ، وعلى أن القرآن كلام الله ، ولم يُعرف القول بِخلق القرآن إلا لما نشأت البِدَع وظهرت الْمُبتَدِعة .

ولم يَقُل به أحد إلا بعد أن تُرجِمت كُتب الفلسفة وكُتُب اليونان ونحوها .

وإنما قالت المعتزلة بموجب هذا القول لأنهم أعمَلوا العقل فوق مَنْزِلته !

وحينما حكّموا العقل على نصوص الوحيين .

قال الإمام أحمد : والقرآن كلام الله ، تكلّم به ، ليس بمخلوق ، ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو جهمي كافر ، ومن زعم أن القرآن كلام الله ووقف ولم يَقُل ليس بمخلوق ، فهو أخبث من قول الأول ، ومن زعم أن ألفاظنا به وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام الله فهو جهمي ، ومن لم يُكفّر هؤلاء القوم كلهم فهو مثلهم .

وروى ابن جرير الطبري في صريح السنة من طريق معاوية بن عمار الدهني قال : قلت لجعفر بن محمد رضي الله عنه : إنهم يسألون عن القرآن مخلوق أو خالق ؟ فقال : إنه ليس بخالق ولا مخلوق ، ولكنه كلام الله عز وجل .

وروى من طريق ابن عيينة قال : سمعت عمرو بن دينار يقول : أدركت مشايخنا منذ سبعين سنة يقولون : القرآن كلام الله منه بدأ وإليه يعود .

وقال البيهقي في الاعتقاد : وروينا عن محمد بن سعيد بن سابق أنه قال : سألت أبا يوسف ، فقلت : أكان أبو حنيفة يقول القرآن مخلوق ؟ فقال : معاذ الله ، ولا أنا أقوله .

وروى الإمام اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة من طريق أبي الحسن إدريس بن عبد الكريم قال : أرسل رجل من أهل خراسان إلى أبي ثور إبراهيم بن خالد بكتاب يسأله – وفيه – :

وسألت الصلاة خلف من يقول القرآن مخلوق ، فهذا كافر بِقَولِه لا يُصلَّى خلفه ، وذلك أن القرآن كلام الله جل ثناؤه ، ولا اختلاف فيه بين أهل العلم ، ومن قال كلام الله مخلوق فقد كفر ، وزعم أن الله عز وجل حَدَثَ فيه شيء لم يكن . اهـ .

وروى أيضا من طريق أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم قال : سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدِّين ، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار ، وما يعتقدان من ذلك فقالا : أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازاً وعِراقاً وشاماً ويَمَناً ، فكان من مذهبهم :

والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته ..
والمرجئة والمبتدعة ضلال
والقدرية المبتدعة ضلال
فمن أنكر منهم أن الله عز وجل لا يعلم ما لم يكن قبل أن يكون فهو كافر
وأن الجهمية كفار
وأن الرافضة رفضوا الإسلام
والخوارج مراق
ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفرا ينقل عن الملة ومن شك في كفره ممن فَهِم فهو كافر

ومن شكّ في كلام الله عز وجل فوقف شاكاً فيه يقول : لا أدري مخلوق أو غير مخلوق فهو جهمي . ومن وقف في القرآن جاهلا عُلِّم وبُدِّع ولم يُكفّـر . اهـ .

ومن أراد الاستزادة من عقائد السلف في هذا الباب فليُراجِع شرح أصول اعتقاد أهل السنة للإمام اللالكائي رحمه الله .

والله تعالى أعلم .

http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/fatwa/190.htm