المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السماوات السبع علميا ..



m.kareem
03-12-2016, 09:05 AM
تكرر الحديث عن السماوات السبع وكيف انه لا توجد أساسا سماء للأرض وانها مجرد كوكب يسبح في الفضاء الغازي
وذكر العلم ان السماوات السبع مقصود بها الغلاف الجوي والطبقات التي تحمي الأرض
علما بأن الغلاف الجوي مستقلا يتكون من عدة طبقات
تابع
http://mawdoo3.com/%D9%83%D9%85_%D8%B9%D8%AF%D8%AF_%D8%B7%D8%A8%D9%82 %D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%84%D8%A7%D9%81_ %D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%8A


فقال أحدهم اذا افترضنا ان السماوات السبع هي طبقات الغلاف الجوي فان ذلك سيتعارض مع آيات أخرى تتحدث عن السماوات في القرآن الكريم

في اية يقول ( جنة عرضها كعرض السماوات والأرض ) فكم هي صغيرة هذه الجنة ؟! وكيف ستتسع لمليارات البشر الذين عاشوا على الارض من زمن ادم الى الان زائد الملائكة والحوريات الموجودة فيها !! فإذا كانت السماوات كلها هي عبارة عن الغلاف الجوي ( لاحظ ان هناك غلاف جوي واحد للأرض وفيه عدة طبقات وليس هناك سبع اغلفة جوية فالسماء لا تعني غلاف جوي بل ستعني طبقة من الغلاف الجوي ) ولاحظ ايضا انه لا توجد سبع طبقات في الغلاف الجوي بل هناك ست طبقات وبعض العلماء يعتبرونها اربع او خمسة وذلك حسب نوع التصنيف اذا كان من ناحية فيزيائية او كيميائية او غيرها
___________________________
والاجابة كما يلي
ورد ذكر السماوات في القرآن الكريم بطريقتين
الأولى بصيغة السماوات السبع وهى دائما تأتي مقترنة بذكر الشمس والقمر وهو ما يؤكد أن المقصود فيها طبقات الحماية للأرض
( أَلَمْ تَرَوْا۟ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ طِبَاقًا @ وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ سِرَاجًا ) [ نوح : ١٥ ، ١٦ ]


والثانية تذكر فيها السماوات بدون ذكر العدد والمقصود فيها الكون كله



وصدق الله العظيم اذ قال
قال تعالى
اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ
ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ

m.kareem
03-12-2016, 10:40 AM
ما يؤكد أيضا ما سبق ذكره أن الرقم 7 في عدد السماوات مقصود به الغلاف الجوي والطبقات التي تحمي الأرض من أشعة الشمس
قوله تعالى
وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13)

والسراج الوهاج هو الشمس
ونلاحظ كلمة وهاجا لنعرف مدى رحمة رب العالمين في بناء السبعا شدادا

فسبحان الله العظيم

ابن سلامة القادري
03-12-2016, 12:20 PM
هذا المفهوم خاطئ أخي الكريم - و هكذا عادة تأتي مفاهيم الكيالي و تحليلاته المبتدَعَة التي يتفرد بها دون العلماء و لا تنطلق من معطيات التفاسير المعتمدة - فمن ناحية التفصيل العلمي ستجد حتما أن مواصفات السموات السبع الشداد التي ذُكرت أكثر من مرة في القرآن الكريم تدل دلالة قاطعة على أنها أعظم من كل ما نراه و توصل إليه البحث العلمي. خاصة إذا علمنا أن السماء الدنيا نفسها و هي السماء الأولى تشمل كل ما نراه فوقنا من نجوم و مجرات و مسافات كونية هائلة.
لأن الله تعالى جعل كل ما نراه فوقنا مجرد زينة للسماء الدنيا كما قال المفسرون.

و يقول ابن عثيمين رحمه الله في مجموع فتاويه : لقد خلق الله السموات والأرض في ستة أيام فجعل السموات سبعاً والأرضين سبعاً جعل الله السموات سبعاً طباقاً بعضها فوق بعض (ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقاً) وبناها بناء محكماً قوياً شديداً (أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج) (والسماء بنيناها بأيد (يعني بقوة) وإنا لموسعون) (وبنينا فوقكم سبعاً شداداً) أي قوية محكمة، جعل الله بين كل واحدة والأخرى مسافة فكان جبريل يعرج بالنبي، صلى الله عليه وسلم، من سماء إلى سماء حتى بلغ السابعة . رفعها الله رفعاً عظيماً (والسماء رفعها) (أأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها . رفع سمكها فسواها) رفعها سبحانه بغير عمد وأمسكها بقوته ( الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها) (ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرؤوف رحيم) جعلها الله سقفاً للأرض محفوظاً من الشياطين ( وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً) (ولقد جعلنا في السماء بروجاً وزيناها للناظرين . وحفظناها من كل شيطان رجيم . إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين) جعل لها أبواباً لا تفتح إلا بإذنه (إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء) وفي يوم القيامة يطوي الله هذه السموات بيمينه (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنا كنا فاعلين) (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون).
إن هذه الآيات الكريمة العظيمة لتدل دلالة قاطعة لا تقبل الشك ولا الجدال على أن السموات السبع أجرام محسوسة رفيعة قوية محكمة محفوظة لا يستطيع أحد دخولها ولا اختراقها إلا بإذن الله عز وجل ألم تعلموا أن محمداً، صلى الله عليه وسلم، أشرف البشر وجبريل أشرف الملائكة ما دخلا السموات حين عروجهما إلا بالإذن والاستفتاح فكيف بغيرهما من المخلوقين؟! .
أفبعد هذا يمكن لمؤمن أن يقول : إن السموات هي المجرات أو هي الغلاف الجوي للأرض أو يقول : إن ما نشاهده فضاء لا نهاية له إن من يقول ذلك فهو إما جاهل بوحي الله وإما مكذب به مستكبر عنه مشاق الله ورسوله (ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب( (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً( إن إنكار السموات أو التكذيب بها أو بأنها ذات بناء وإحكام تكذيب لله وكفر به سواء قالها قائل أو صدق من يقولها.انتهى

فقد خلق الله السموات و الأرض في ستة أيام كما أخبر في آيات كثيرة من كتابه العزيز ثم أخبر أنه بعد خلقها استوى على العرش .. هل يُعقل أنه تعالى يتكلم هنا عن غلاف جوي محيط بالأرض أبعاده معلومة فلا يساوي شيئا في الفضاء الكوني الممتد بل لقد جاوزه الإنسان بالمركبات الفضائية و بالمسبارات إلى ملايين السنين الضوئية ؟!!
و لا أدل على بطلان هذا القول من ما جاء في مواصفات السماء السابعة في الوحي الكريم، حيث أخبرنا القرآن الكريم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رأى في السموات من آيات ربه الكبرى و جاء تفصيل ذلك في حديث الإسراء الطويل الذي رواه البخاري و مسلم و من تلك الآيات ملائكة الله الذين لا يُحصون عددا و البيت المعمور و السقف المرفوع و هو عرش الرحمن كما في حديث البخاري و تحت العرش آيات عظام كالجنة التي عرضها السموات و الأرض و سدرة المنتهى و اللوح المحفوظ و غير ذلك.

فأين طبقات الغلاف الجوي من هذه الخلائق العظام ؟ بل كيف يكون العرش و هو أعظم المخلوقات سقفا مباشرا لطبقة من طبقات غلاف جوي سمكه جميعا 50.000 كيلومتر في حين نحن نعلم أن فوق هذا الغلاف نفسه مسافات كونية خيالية تُقدّر بملايين السنين الضوئية

إقرأ في ذلك أيضا الموضوعات التالية :

مـا هـي السمـــاء ؟ (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?60965-%E3%DC%C7-%E5%DC%ED-%C7%E1%D3%E3%DC%DC%DC%C7%C1-%BF)

الرد على السماوات السبع هي الغلاف الجوي والعرش هو الأرض ! (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?48301-%C7%E1%D1%CF-%DA%E1%EC-%C7%E1%D3%E3%C7%E6%C7%CA-%C7%E1%D3%C8%DA-%E5%ED-%C7%E1%DB%E1%C7%DD-%C7%E1%CC%E6%ED-%E6%C7%E1%DA%D1%D4-%E5%E6-%C7%E1%C3%D1%D6-!)

http://kaheel7.com/pdetails.php?id=972&ft=36

http://kaheel7.com/pdetails.php?id=1209&ft=2

m.kareem
03-12-2016, 12:42 PM
يا ابن سلامة
السماء كما ذكرت هى الكون العملاق بمجراته
لكن ذكر السموات السبع بالعدد في القرآن هى الغلاف الجوى وطبقة الاوزون وكل مايحفظ الأرض من السراج الوهاج وأشعة الشمس
فأين الخطأ في الموضوع

m.kareem
03-12-2016, 12:49 PM
ترددت قبل كتابة الموضوع في هذا المنتدى لاني توقعت مثل هذه الردود !!!
ولكن جل من لا يخطئ

ابن سلامة القادري
03-12-2016, 01:11 PM
طيب أخي كريم دع الرّد للقارئ إذن :):

أبو عمر النفيس
03-12-2016, 05:17 PM
في الحقيقة هناك عدّة إشكالات تحول دون معرفة الحقيقة حول هذه المسألة :
الإشكال الأوّل : الأحاديث المسندة إلى الرسول لا تؤيّد أبدا فكرة أنّ السماوات السبع تعني طبقات الغلاف الجوّي ! فالأحاديث صريحة في أنّ السماء الثانية أكبر بكثير من السماء الأولى ، و الثالثة أكبر من الثانية . و أنّ الرسول في رحلة المعراج التقى بالرسل في تلك السماوات السبع !!!
الإشكال الثّاني : كتب تفسير القرآن المختلفة لا تؤيّد أبدا فكرة أنّ السماوات السبع تعني طبقات الغلاف الجوّي ، حيث لم يشر مفسّر إلى هكذا تفسير !
الإشكال الثّالث : الآيات القرآنيّة تشعر القارئ بأنّ السماء الذي يقصده هو الكون كلّه ! فعندما نقرأ قوله تعالى : " إنّا عرضنا الأمانة على السّماوات و الأرض و الجبال " لا يتبادر إلى الذهن أنّ السماوات جزء من الارض ، برغم أنّ الجبال جزء من الأرض . لكن يتبادر إلى الذهن أنّ السماوات هو كلّ الكون خلاف الأرض !
و بالتالي سيستصعب معظم المسلمين قبول التفسير القائل بأنّ السماوات السبع تعني طبقات الغلاف الجوّي السبع ! و سبب الاستصعاب هو أنّ التكلفة باهضة حيث سيضطرّ المسلمون إلى تضعيف أحاديث كثيرة تكلّمت عن السماوات السبع ، و ردّ الكثير من كلام المفسّرين الذين تكلّموا في تلك الآيات ، إضافة إلى إعادة قراءة للآيات القرآنيّة التي تحدّثت عن السّماء ...
و لكن من كانت الحقيقة غايته ، و الحرص على معرفة مراد الله هدفه ، فلن تشكّل هذه العقبات حائلا دون إعادة القراءة و البحث ....
و من خلال قراءتي المتواضعة حول التفاسير المختلفة لموضوع السماوات السبع ، توصّلت إلى النتائج الآتية :
النتيجة الأولى : موضوع السماوات السبع من أكثر المواضيع غموضا ، حيث يصعب الوصول إلى تصوّر كامل متكامل يجمع جميع الآيات القرآنيّة ! لذا فهو موضوع يجب البحث فيه بصدق و جدّيّة .
النتيجة الثانية : التفسير القائل بأنّ السماوات السبع عبارة عن سبع عوالم ، العالم الأوّل يحوي المجرّات التي تحوي النجوم و الكواكب و الأجرام السماويّة ، بينما العوالم الستّ الأخرى تحوي الموتى و الجنّة و النّار و الملائكة و غير ذلك . هذا التفسير يعاني من عدّة إشكالات على رأسها :
الإشكال الأوّل : عدم القدرة على تفسير قوله تعالى : " الله الذي خلق سبع سماوات و من الأرض مثلهنّ " . فلم أجد تفسيرا منطقيّا للأراضي السبع ! فالمشهور هو أنّ الأراضي السبع عبارة عن طبقات جيولوجيّة تحت كوكب الأرض !! و هذا التفسير مشكل ، لأنّه و من خلال التقابل ، يلزم أن تكون السماوات السبع أيضا طبقات الغلاف الجوّي . فتكون الأراضي السبع طبقات جيوليّة ، و السماوات السبع طبقات جويّة !
الإشكال الثّاني : عدم القدرة على تفسير قوله تعالى : " يتنزّل الأمر بينهنّ " . فلو هربنا من الإشكال الأوّل بالقول بأنّ الأراضي السبع هي عبارة عن سبع كواكب فيها حياة مثل كوكب الأرض . كما قال ابن عبّاس : ( خلق الله سبع أَرضين ، فِي كُلِّ أَرْضٍ نَبِيٌّ كَنَبِيِّكُمْ ، وَآدَمُ كَآدَمِكُمْ ، وَنُوحٌ كَنُوحٍ، وَإِبْرَاهِيمُ كَإِبْرَاهِيمَ، وَعِيسَى كَعِيسَى ) . فإنّ هذا يورد إشكالا بأنّه يجب أن يتنزّل الأمر بين السماء و كلّ أرض . و هذا يتعارض مع كون الكواكب و النجوم توجد فقط تحت السماء الأولى ! و لا سبيل لحلّ الإشكال إلا بالقول بأنّ الأرض الأولى تحت السماء الأولى ، و الأرض الثانية تحت السماء الثانية ، و هكذا وصولا إلى الأرض السابعة تحت السماء السابعة !! و هذا يتعارض مع قوله تعالى : " إنّا زيّنّا السماء الدنيا بزينة الكواكب " !
الإشكال الثالث : عدم القدرة على حلّ إشكاليّة عطف الأرض مع السماوات برغم عدم تناسب المعطوف مع المعطوف عليه ! فمن الغرابة أن يقول أحدهم : لدي قصر حجمه كحجم البحر و كوب الماء !!!!! فإذا كانت الجنّة عرضها كعرض السماء ، فمن الإشكال عطفه على الأرض الصغيرة جدا مقارنة بالسماء !!
النتيجة الثالثة : التفسير القائل بأنّ السماوات السبع هي طبقات الغلاف الجوّي استطاع حلّ الإشكالات الثلاثة السابقة . حيث يفسّر قوله تعالى : " إنّا زيّنّا السّماء الدنيا بزينة الكواكب " تعني أنّ الغلاف الجوي السفلي هو المسؤول عن حبس الضوء و بالتالي إعطاء صورة الكواكب و النجوم. فنحن لا نرى النجوم و الكواكب حقيقة ، و إنّما نرى صورها الناتجة من حبس الضوء الصادر منها قبل 8 دقائق في الغلاف الجوي السفلي . فيكون هذا التفسير منطقي جدا من هذا الوجه . إضافة إلى كون هذا التفسير منسجم جدا إذا قلنا بأنّ الأراضي السبع هي طبقات الأرض الجيوليّة ، و هذا يتقابل مع السماوات السبع التي تعني طبقات غلاف الأرض الجويّة . كما أنّ هذا التفسير يفسّر نزول الوحي بين طبقات الغلاف الجويّ نزولا إلى الأرض بطبقاتها الجيولوجيّة السبع ! إضافة إلى أنّ هذا التفسير يحل إشكاليّة عطف السماء و الأرض في مسألة الجنّة . حيث يصبح المعنى : بأنّ الجنّة كبيرة جدا بحجم كوكب الأرض مع طبقاته الجويّة المحطية به .. و هذين حجمين متقاربين و متناسبين.و الجنّة ليست صغيرة لو كانت بهذا الحجم ، فالبشر لا يعيشون إلّا في 20% فقط من حجم الأرض ؛ لأنّ 70% من حجم الأرض عبارة عن محيطات . و مع ذلك فتسع اليابسة كل البشر و لازال معظم اليابسة فارغا من السكان. فما بالك لو كان الكوكب كلّه قابلا للسكن ،فكيف لا يسع البشر ! و بالتالي فالإشكال محلول.
النتيجة الرابعة : تفسير السموات السبع بطبقات الغلاف الجوّي يعني من إشكالات ثلاثة ، أوردتها في بداية المداخلة ، و لم يستطع أصحاب هذا التفسير حلّ هذه الإشكالات حتّى الآن ...
و عليه ،، فأنا أنتظر من أصحاب كلّ تفسير أن يقدّموا حلولا لكلّ الإشكال المتعلّقة بكلّ تفسير .. و في حال عجزوا عن ذلك فموقفي من هذه المسألة هو التوقّف ، تحت عنوان " لا أعلم ماذا يقصد الله بالسماوات السبع و الأراضي السبع " .. !

m.kareem
03-12-2016, 09:23 PM
أخي الكريم أبو عمر النفيس
جزاك الله خيرا لما قدمت وأقدر ما ذكرته
وبالنسبة للاشكال الذي ذكرته فبعد البحث وجدت أن بعض العلماء يتحدثون ويؤكدون وجود السماوات السبع
بل ويتحدثون عنها بالأرقام الفلكية المذهلة
ومنهم الدكتور صبري الدمرداش

https://www.youtube.com/watch?v=oIzC20zcBWI

وأيضا وجدت علماء يذكرون الطبقات السبع التي تحمي الأرض
وسبق وضعت الفيديو في المشاركة الثانية

وفي القرآن الكريم نجد آيات كريمة تذكر السبع سماوات وأخرى تذكر السبع طبقات وكلاهما صحيح وكلاهما موجود في الكون وكلاهما مذكور في القرآن الكريم
ولذلك لا يوجد أيضا أي تعارض مع الحديث الشريف

والآيات التي بها السبع طبقات الغلاف الجوي بها كلمة ( طباقا ) سبحان الله
الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور
أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16)
وأيضا
وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13)
ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين

و عليه يكون مذكور في القرآن الكريم السبع سماوات وايضا السبع طبقات للغلاف الجوي
لان علماء الفضاء اكتشفوا الاثنين ومن معاني وسياق الآيات نجدهم معا
وأيضا تكون الإجابة على السؤال الخاص بالآية الكريمة
أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16)
لو كان المقصود هنا بالسبع سماوات الكون كله كيف يكون قمرنا فيهن نورا وشمسنا الأرضية سراجا لجميع السماوات لقوله تعالى (فيهن )
مع العلم انه توجد ملايين الأقمار وملايين الشموس في الكون
ولكن المقصود هنا طبقات الغلاف الجوي المحيطة بالكرة الأرضية

والله أعلم

ابن سلامة القادري
03-12-2016, 09:47 PM
أتساءل يا أخي كريم لماذا كنت عدوانيا معي مع أنك أقررت الآن بأن لفظ السماوت يراد به تارة الدنيا و تارة العلى !! و كان يكفيك أن تورد هذا المعنى ابتداء دون إثارة للحساسيات، فبدوت و كأنك تنقض كل ما ذكرناه من أدلة !
على العموم لدي رد مفصل على مشاركة أخينا أبي عمر النفيس للإجابة على إشكالاته النفيسة أورده بعد قليل إن شاء الله.

ابن سلامة القادري
03-12-2016, 10:44 PM
لا يخالف أحد من أهل العلم بأن المراد بالسموات السبع أنها السموات المرئية مدّ الأبصار كما دلت عليه النصوص و إلا فاللغة لا تحتمل المجاز في هذا خاصة مع التكرار و التأكيد في مواضع لا تحصى على معان و صفات للسموات لا تتناسب قط مع صفة الغلاف الجوي المعلومة لنا، و منها :
- أن الله تعالى عندما أراد خلقها خلقها من دخان هذا أولا ، فما الفرق الظاهر بين الدخان و الغاز و الهواء الذي تشكل منه الغلاف الجوي لو كان المراد
- أن الله تعالى عندما أراد خلقها خلقها سبعا استوى إليها أي ارتفع و علا و هو سبحانه العظيم فكيف يكون فعله العظيم مرتبطا بشيء تافه بالنسبة إلى الكون كالغلاف الجوي ؟ ثم هذا هو أول ما كان من أمر هذا العالم كما جاء في الحديث بعد خلق القلم فلم يكن هناك شيء حتى يقال إن الله خلق الغلاف الجوي بعد خلق السموات المرئية – هذا واضح حتى لقليل الفهم !!!
- و منها أن الله تعالى أوحى في كل سماء من هذه السموات السبع أمرها ، فماذا عن الغلاف الجوي الذي جاوزه البشر إلى القمر بل إلى الكواكب الأخرى – ما أصغر عقولا لا تدرك سعة خلق الله العظيم
- و منها أن السموات عددها سبع ، و قد خاطب الله تعالى بهذا العدد و بهذا التمييز قوما يعلمون أنه لا يذكر إلا في المرئيات و المحسوسات دون ما لا يُرى أو يُحس فخاطبهم بما يفهمون
- و منها أنها شداد
- و أنها مبنية
- و بقوة
- و أنها سقف
- و أننا نراها بغير عمد رغم أنها مرئية و هذا دليل قوي، فطبقات الغلاف الجوي ليست كذلك
- و أن الله يمسكها أن تزول و أن تقع على الأرض
- و أنها طبقات
- و أن لها كما في الأحاديث الصحاح أبواب أي لكل طبقة بابها يدخل منه الملائكة و يخرجون
- و أنها أشد خلقا من بني الإنسان
- و أنها مرفوعة السمك مُسوّاة
- و أن الله يوسعها
- و أن الله تعالى سيطويها يوم القيامة بيمينه و ستكون في قبضته
- و أن الله تعالى يعلم غيبها أي الأشياء المغيبة عنا فيها، فأي شيء مغيب عنا في الغلاف الجوي الذي تطوف به الأقمار الصناعية ؟
- و أن فيها مُلكا ، كما وصفه الله : مُلك السموات
- و أن عرضها كعرض الجنة العظيمة التي سقفها عرش الرحمن و فيها مائة درجة يترائى بعضها كالكوكب الدري في السماء كما صح عن النبي صلى الله عليه و سلم

فهل تنطبق هذه الصفات بل أي واحدة منها على الغلاف الجوي ؟؟؟؟؟؟

أعيد السؤال و هو موجه أيضا لأخي ''كريم'' صاحب الموضوع على أمل أن يجيب عليه بعلم و ليس بعاطفة و غضب كما فعل :
هل تنطبق هذه الصفات بل أي واحدة منها على طبقات الغلاف الجوي ؟؟؟؟؟؟

و لقد ذكر الله تعالى السموات في كتابه 190 مرة في 188 موضعا، فلا يُعقل أنه يكرر لفظا بهذا العدد لقوملا يعلمون حقيقته أو يظنون خلافه ثم لا تُكتشف هذه الحقيقة إلا بعد 1400 سنة من نزول القرآن !!
كما ذكر الله تعالى في كتابه أن من صفات المؤمنين التفكر في خلق السموات و الأرض ، فأي خلق في الغلاف الجوي غير المرئي يتفكر فيه المؤمن ؟
و كما قال عن خليله إبراهيم عليه السلام : {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} [الأنعام : 75]
و كذلك ندب الله تعالى إلى النظر في ملكوت السموات فقال : {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ} [الأعراف : 185]
فأي ملكوت في الغلاف الجوي يُنظر إليه ؟
و قال تعالى : {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} [يوسف : 105]

و الآيات كثيرة لا تحصى في وصف السموات وصفا يقينيا لا يدع مجالا للشك في بطلان القول بأنها طبقات الغلاف الجوي.

الرد على أخي أبو عمر النفيس :

أخي الفاضل، الأقوال التي عرضت لها في بداية مداخلتك هي إجابات و هي إجابات قوية و ليست إشكالات، لأن الإشكال حقيقة لصيق بهذا الرأي المبتدع الفرد الشاذ و الضعيف – كون الغلاف الجوي هو السموات السبع الشداد - على غير ما عليه المفسرون و أهل اللغة قاطبة في تفسير آيات القرآن المعنية فلا داعي بالأساس لمقابلته بما عليه الجمهور و المعنى الذي دأب عليه السلف و الخلف قاطبة.

ثم إن الآيات و النصوص الحديثية محكمة في هذا الباب أو على الأقل أغلبها مع وجود ما يمكن وصفه بالمتشابه.

لكن المتشابه لا ينقض المحكم بحال، هذا على فرض أن هناك متشابه و مع ذلك أرى بحمد الله أن كل الأدلة محكمة دالة على أن السموات السبع هي كل ما على الأرض و الأجرام السماوية القريبة منها كالشمس و القمر و باقي الكواكب التي جعلها الله زينة للسماء الدنيا أن المستوى العلوي الأقرب منا.

فالسموات يصفها الله تعالى بأنها بناء و هذا كاف في نقض كل الأقوال المحدثة في الموضوع كالقول بأن المراد ببعضها أو بها جميعا الغلاف الجوي. و سيأتي ما يؤكد ذلك في عرضنا لصفات السموات.

أما عن الإشكالات الثلاث التي أتيت على ذكرها فيمكن الرد عليها إن شاء الله كما يلي :


الإشكال الأوّل : عدم القدرة على تفسير قوله تعالى : " الله الذي خلق سبع سماوات و من الأرض مثلهنّ " . فلم أجد تفسيرا منطقيّا للأراضي السبع ! فالمشهور هو أنّ الأراضي السبع عبارة عن طبقات جيولوجيّة تحت كوكب الأرض !! و هذا التفسير مشكل ، لأنّه و من خلال التقابل ، يلزم أن تكون السماوات السبع أيضا طبقات الغلاف الجوّي . فتكون الأراضي السبع طبقات جيوليّة ، و السماوات السبع طبقات جويّة !


أما عن الطبقات الجيولوجية للأرض فلا أعتقد أن لها علاقة ، لأن من التكلف الواضح ربط اكتشاف حديث لا ندري مدى صحته -فهو ظني- بالنصوص القطعية. و هذا أحد مزالق التفسير العلمي المتسرع الذي سبّب إشكالات عدة و تناقضات عدة.
هناك سبع أرضين نعم و كلها منتمية إلى الأرض بنص حديث صريح وارد في الباب سنذكره و لكن لا نتكلف فنسقط معناه على الطبقات المكتشفة بغير علم و لا دليل قطعي. فهذا من القول على الله بغير علم.

أما القول الآخر بأن الأرضين السبع هي سبع كواكب منفصلة فلا يدل عليه نص صحيح و لا صريح، عدا ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنه و فيه مقال – نقلا عن ملتقى أهل الحديث - :

فقد اخرج البيهقي في الاسماءوالصفات من طريق عبيد بن غنام النخعي ، أَخْبَرَنَا علي بن حكيم ، حَدَّثَنَا شريك ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي الضحى ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما ، أنه قال : {الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن} قال : سبع أرضين في كل أرض نبي كنبيكم ، وآدم كآدم ، ونوح كنوح ، وإبراهيم كإبراهيم ، وعيسى كعيسى) ورواه من طريق شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي الضحى ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما في قوله عز وجل : {الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن} قال : في كل أرض نحو إبراهيم عليه السلام .وقال: إسناد هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما صحيح ، وهو شاذ بمرة ، لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعا والله أعلم. ونقل العجلوني في كشف الخفاء عقب قول البيهقي قال السيوطي هذا من البيهقي في غاية الحسن فإنه لا يلزم من صحة الإسناد صحة المتن... مع أن في المتن شذوذا أو علة تمنع صحته ، و قال الحافظ الذهبى فى " العلو " 1 / 61 : شريك و عطاء فيهما لين لا يبلغ بهما رد حديثهما و هذه بلية تحير السامع كتابتها وهو من قبيل اسمع واسكت .وقال ابن كثير في البداية والنهاية ان صح فهو محمول على أنه أخذه ابن عباس رضي الله عنه عن الاسرائيليات والله أعلم * انتهى النقل

و هنا تفصيل في بيان نكارة هذا الأثر : https://islamqa.info/ar/229594

أما عن ماهية الأرضين السبع فقد دلت بعض النصوص دلالة واضحة على أنها تنتمي إلى المجال الأرضي ليس خارجه، و هذا أصرحها و أوضحها :

عَنْ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ ظَلَمَ مِنْ الْأَرْضِ شَيْئًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ. رواه البخاري

قال الحافظ ابن حجر : وَفِيهِ أَنَّ الْأَرَضِينَ السَّبْعَ مُتَرَاكِمَةٌ لَمْ يُفْتَقْ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ لِأَنَّهَا لَوْ فُتِقَتْ لَاكْتُفِيَ فِي حَقِّ هَذَا الْغَاصِبِ بِتَطْوِيقِ الَّتِي غَصَبَهَا لِانْفِصَالِهَا عَمَّا تَحْتَهَا أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ الدَّاوُدِيُّ .

وَفِيهِ أَنَّ الْأَرَضِينَ السَّبْعَ طِبَاقٌ كَالسَّمَاوَاتِ ، وَهُوَ ظَاهِرُ قَوْلِهِ تَعَالَى : وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ خِلَافًا لِمَنْ قَالَ : إِنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ : سَبْعُ أَرَضِينَ ؛ سَبْعَةُ أَقَالِيمَ لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَمْ يُطَوَّقِ الْغَاصِبُ شِبْرًا مِنْ إِقْلِيمٍ آخَرَ قَالَهُ ابْنُ التِّينِ .


الإشكال الثّاني : عدم القدرة على تفسير قوله تعالى : " يتنزّل الأمر بينهنّ " . فلو هربنا من الإشكال الأوّل بالقول بأنّ الأراضي السبع هي عبارة عن سبع كواكب فيها حياة مثل كوكب الأرض . كما قال ابن عبّاس : ( خلق الله سبع أَرضين ، فِي كُلِّ أَرْضٍ نَبِيٌّ كَنَبِيِّكُمْ ، وَآدَمُ كَآدَمِكُمْ ، وَنُوحٌ كَنُوحٍ، وَإِبْرَاهِيمُ كَإِبْرَاهِيمَ، وَعِيسَى كَعِيسَى ) . فإنّ هذا يورد إشكالا بأنّه يجب أن يتنزّل الأمر بين السماء و كلّ أرض . و هذا يتعارض مع كون الكواكب و النجوم توجد فقط تحت السماء الأولى ! و لا سبيل لحلّ الإشكال إلا بالقول بأنّ الأرض الأولى تحت السماء الأولى ، و الأرض الثانية تحت السماء الثانية ، و هكذا وصولا إلى الأرض السابعة تحت السماء السابعة !! و هذا يتعارض مع قوله تعالى : " إنّا زيّنّا السماء الدنيا بزينة الكواكب " !


هذا لا إشكال فيه البتة ، إذا علمنا بعد ما بين السماء العليا و الأرض السفلى التي لا نعلم بالضبط ما هي و لا كيف هي و أن الأرض تحوي عوالم غيبية لا نعلمها من ملائكة و برزخ و نار.

و لأننا لا ندرك واقع الأرضين على الحقيقة، فعدم العلم بكيفية تنزل الأمر بين السموات و بينها لا يعني العلم بعدم ذلك. و على كل حال نتشبث بالمحكم و هو القول المفهوم من حديث التطويق بأن الأرضين السبع متصلة و تنتمي كلها إلى كوكبنا.

جاء في موقع ''الإسلام سؤال و جواب'' :

والذي يجب علينا هو الوقوف عند حد المعلوم شرعا دون عدوان ، وقد أخبرنا القرآن وأخبرتنا السنة الصحيحة أنهن سبع سموات وسبع أرضين.
وقد علمنا من السنة أن لكل سماء ساكنيها ، ولم يأت لغير الأرض التي نحن عليها خبر عن أحوالها ، فوجوب الوقوف على ما جاءت به الأخبار ، والإيمان بأنها سبع أرضين ، دون التنقيب والتحري عما وراء ذلك ، وهل هو مما أثبته العلم الحديث أو نفاه ، وغير ذلك مما قد يورث الشك والارتياب ، بل يجب الإيمان بأن الإحاطة الكاملة والقدرة التامة لهذه العوالم العلوية والسفلية إنما هي لله وحده ، وهذا من تمام علمنا بأنه على كل شيء قدير ، وأنه قد أحاط بكل شيء علما ، ونحن مع ذلك نقول سمعنا وأطعنا وصدقنا .انتهى
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
"وأما الأرض فإنها جاءت بلفظ الإفراد في القرآن، وجاءت في السنة بلفظ الجمع؛ وعددها سبع: جاء ذلك في صريح السنة، وفي ظاهر القرآن؛ ففي ظاهر القرآن: (اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ) ؛ لأن المماثلة في الوصف متعذرة؛ فلم يبق إلا العدد" انتهى .
"تفسير سورة البقرة" (3/436) .


الإشكال الثالث : عدم القدرة على حلّ إشكاليّة عطف الأرض مع السماوات برغم عدم تناسب المعطوف مع المعطوف عليه ! فمن الغرابة أن يقول أحدهم : لدي قصر حجمه كحجم البحر و كوب الماء !!!!! فإذا كانت الجنّة عرضها كعرض السماء ، فمن الإشكال عطفه على الأرض الصغيرة جدا مقارنة بالسماء !!


هنا لا أدري أخي لماذا يلزم من التقابل في الآية في العدد كما ذكرت أن تكون السموات بحجم طبقات الأرض أو مقاربة لها على اعتبار أنها المقصودة بسبع أرضين ، فيكون التماثل في الأبعاد حتميا كما التماثل في العدد ؟

فلا نعلم للأبعاد عند الله تعالى قيمة مضافة حين يتعلق الأمر بإظهار بديع صنع الله أو في أفعال الله التي نعلمها كالإختيار و التكليف فهذا الإنسان على حقارته في الكون أمره عظيم ، و هذه الأرض أيضا على تناهي صغرها بالنسبة إلى المجرات و فضاءات الكون الواسعة بل الخيالية لها عند الله شأن عظيم، بل لقد اكتشف الإنسان نفسه و هو المخلوق من حيوان منوي غير مرئي كيف خلق الله عجائب فيه و في الكائنات حوله متناهية في الصغر و أفاضت علوم في الحديث عنها كعلم الفيزياء و البيولوجيا و غيرها على مستويات جزيئية بل نانومترية، مما لا عبرة معه بربط القيمة بالحجم أو البعد.

و كذلك جاء في الأخبار عن النبي صلى الله عليه و سلم أن في الأرض التي تُقلّنا عجائب غير مرئية لنا من ملائكة و جن و برزخ بل لقد تظافرت النصوص على وجود ما هو أعظم في ثنايا هذه الأرض و هو النار الكبرى التي وعدها الله الكافرين و غير ذلك من الأمور الغيبية التي لا تطالها علومنا و لا عقولنا و اختص الله نفسه بعلمها و من شاء من خلقه.

ابن سلامة القادري
03-12-2016, 11:10 PM
وبالنسبة للاشكال الذي ذكرته فبعد البحث وجدت أن بعض العلماء يتحدثون ويؤكدون وجود السماوات السبع


الخطأ المنهجي الذي وقعت فيه يا كريم أكبر، فقد أخبرتك أعلاه أن مفاهيم الكيالي و تحليلاته عادة مبتدَعَة و يتفرد بها دون العلماء، فتعصبت لقوله على أساس أنك حسبته عالما دونهم، أو حسبت أن علم الفيزياء يخول لك بأن تفسر القرآن على هواك دون الرجوع إلى أئمة التفسير و الفقه و اللغة.
كما أنني استشهدت بالمفسرين و بقول أحد الأئمة الأعلام في العلم الشرعي في العصر الحديث و لا يُقدّم عليه غير المتخصص و هو ابن عثيمين رحمه الله ..
و الآن تعود لنفس الخطأ و تقول : بعض العلماء يتحدثون ويؤكدون وجود السماوات السبع .. و استشهدت بمتخصص آخر لا علاقة له بعلم التفسير بل كل هؤلاء يرجعون إلى علماء العلم الشرعي و المتخصصين فيه و لا يعدو أحدهم ما ذهبوا إليه خاصة إذا اتفقوا على شيء، إلا أن يكون صاحب هوى متبع، كصاحبنا الذي ننبه على خروقاته في هذا الرابط و سبق أن نبهنا إليها كثيرا و نبه إليها إخوة أفاضل في المنتدى، فنصيحتي أن تأخذ العلم الشرعي من مصادره ثم تزن بعد ذلك أقوال العادي و البادي :


تنبيه: الكشف عن بعض جهالات منصور الكيالي في التفسير ! (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?61165-%C7%E1%DF%D4%DD-%DA%E4-%C8%DA%D6-%CC%E5%C7%E1%C7%CA-%E3%E4%D5%E6%D1-%C7%E1%DF%ED%C7%E1%ED-%DD%ED-%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1-!&p=2942667#post2942667)

أبو عمر النفيس
03-13-2016, 06:00 PM
الرد على أخي أبو عمر النفيس :
أخي الفاضل، الأقوال التي عرضت لها في بداية مداخلتك هي إجابات و هي إجابات قوية و ليست إشكالات، لأن الإشكال حقيقة لصيق بهذا الرأي المبتدع الفرد الشاذ و الضعيف – كون الغلاف الجوي هو السموات السبع الشداد - على غير ما عليه المفسرون و أهل اللغة قاطبة في تفسير آيات القرآن المعنية فلا داعي بالأساس لمقابلته بما عليه الجمهور و المعنى الذي دأب عليه السلف و الخلف قاطبة.
أما عن الطبقات الجيولوجية للأرض فلا أعتقد أن لها علاقة ، لأن من التكلف الواضح ربط اكتشاف حديث لا ندري مدى صحته -فهو ظني- بالنصوص القطعية. و هذا أحد مزالق التفسير العلمي المتسرع الذي سبّب إشكالات عدة و تناقضات عدة.
هناك سبع أرضين نعم و كلها منتمية إلى الأرض بنص حديث صريح وارد في الباب سنذكره و لكن لا نتكلف فنسقط معناه على الطبقات المكتشفة بغير علم و لا دليل قطعي. فهذا من القول على الله بغير علم.
هذا لا إشكال فيه البتة ، إذا علمنا بعد ما بين السماء العليا و الأرض السفلى التي لا نعلم بالضبط ما هي و لا كيف هي و أن الأرض تحوي عوالم غيبية لا نعلمها من ملائكة و برزخ و نار.
و لأننا لا ندرك واقع الأرضين على الحقيقة، فعدم العلم بكيفية تنزل الأمر بين السموات و بينها لا يعني العلم بعدم ذلك. و على كل حال نتشبث بالمحكم و هو القول المفهوم من حديث التطويق بأن الأرضين السبع متصلة و تنتمي كلها إلى كوكبنا.
هنا لا أدري أخي لماذا يلزم من التقابل في الآية في العدد كما ذكرت أن تكون السموات بحجم طبقات الأرض أو مقاربة لها على اعتبار أنها المقصودة بسبع أرضين ، فيكون التماثل في الأبعاد حتميا كما التماثل في العدد ؟


أولا : هناك خطأ شائع يقع فيه كثيرٌ من المسلمين ! و هو الاعتقاد بأنّ السابقين قد أتمّوا فهم كلّ القرآن ، و لا يمكن بحال أن ينجح اللاحقون في فهم ولو آية واحدة ، بفهم أفضل من فهم السابقين ! هذه المقولة التي أصبحت عقيدة راسخة عند البعض تسبّب مشاكل و إشكالات عويصة لازلنا نعاني تبعاتها إلى يومنا هذا !! فيجب التفريق بين الآيات القرآنيّة التي تتحدّث عن العقائد و العبادات التوقيفيّة ، و التي لا يُتصوّر من اللاحق أن يدركها أفضل من السابق . و بين الآيات القرآنيّة التي تتحدّث عن الكون و محتوياته و ما يتعلّق بعالم الشهادة. و الذي يجب حتما أن يكون اللاحق أفضل فهما من السابق ؛ لأنّها علوم تراكميّة ، يعتمد فهمها على حقيقة فهم الواقع الخارجي. فعلى سبيل المثال ، حينما سأل النّاس الرسول عن الأهلّة ، أجابهم الله قائلا : " قل هي مواقيت للنّاس و الحج " و لا شكّ أنّ هذا الجواب يتناسب مع حال السائل و لا يعبّر عن حقيقة ما سألوا عنه. و نحن نفهم الأهلّة و كيفيّة انتقال القمر من الهلال إلى البدر أكثر من السابقين بمراحل ..! و لكن القرآن أجاب السابقين بما يوافق معارفهم الكونيّة في زمانهم ، فاكتفي بذكر الفوائد المترتّبة على الأهلّة ، بدل تفسير كيفيّة تكوّنها !
و عليه ، فبيت القصيد في كلامي هو أنّه لا ينبغي أن يكون سبب رفضنا للتفسيرات العلميّة للنصوص الكونيّة في القرآن ، هو كونها مبتدعة أو مستحدثة ! بل يجب أن يكون سبب رفضنا هو كونها تتعارض مع بعض الآيات القرآنيّة أو تتعارض مع حقائق علميّة أخرى أو تتعارض مع بعض الأحاديث الصحيحة التي يصعب التشكيك في طرقها. أمّا إن نجح تفسير علمي جديد بتفسير آيات الله بما يوافق آخر المستجدّات العلميّة دون تصادم مع النصوص الثابتة الصريحة ، فلا مانع عقلي بأن يكون هذا مراد الله فعلا ! حتى و إن لم تصل أفهام السابقين له ؛ فالخلل ناتج عن ضعف علومهم الفيزيائيّة و الفلكيّة و الجيولوجيّة ، و ليس خللا في عقيدتهم في الله أو تقواهم .. فيجب الفصل ، و إلا سنظلّ في نفس المشاكل !!

ثانيا : في محاولتك يا أخي ابن سلامة الردّ على الإشكال الأوّل وقعت في تناقض ! فأنت قلت بأنّ الأراضين السبع ليست طبقات جيولوجيّة ! و في نفس الوقت تؤكّد أنّ الأراضي السبع تنتمي إلى الأرض !! و هذا القول فيه تعارض ؛ فالأراضي السبع التي تنتمي إلى الأرض لها أحد خيارين لا ثالث لهما : الأوّل : أنّها فوق سطح الأرض ! الثّاني : أنّها تحت سطح الأرض ! و حيث أنّك ترفض الطبقات الجيولوجيّة ، فأنت ترفض كونها تحت الأرض . فكلّ ما يقع تحت الأرض يعتبر في الطبقات الجيولوجيّة ، بما فيها الطبقات تحت المحيطات ! و لا أظنّك تقول بأنّ الأراضي السبع هي القارات السبع فوق سطح الأرض ! فلم يعد لك خيار إلاّ أن تقول بأنّه في باطن الأرض ، وبالتالي فهو جزء من علم الجيولوجيا التي تدرس ما تحت الأرض ! و من ثمّ ،، تتكلّم عن الأرض و كأنّه في عالم الغيب ! بينما كوكب الأرض الذي نعيش فيه ينتمي إلى عالم الشهادة ، حيث أصبحنا نعلم قطر الأرض و حجمه و مساحة الياسبة و مساحة الماء ، و نسبة كلّ منهما بالنسبة للأرض . فكيف يمكن التوفيق بين الحقائق العلميّة و بين بعض الروايات التي تقول بأنّ الأراضين السبع عبارة عن طبقات بعضها فوق بعض ، المسافة بين كل طبقة و الأخرى ، كالمسافة بين السماء الأولى و السماء الثانية !! أي 500 عام ! و هذا سيجعل حجم الأرض و قطره و عمقه أكبر بكثير من الواقع و الحقائق العلميّة ... أليست هذه مشكلة عويصة تفرض علينا تضعيف بعض تلك الأحاديث ؟؟!!!

ثالثا : تقول في محاولتك الردّ على الإشكال الثّاني أنّ الأرض تحوي عوالم غيبية لا نعلمها من ملائكة و برزخ و نار !!! و هذا كلام غريب ، فالنّار حسب الروايات قعرها مسافة 70 خريفا ، كما في حديث أبي هريرة ! و أنّ نار الدنيا 70 من 70 جزء من نار جهنّم . فإن كانت النّار في باطن كوكب الأرض ، فهذا يعني أنّ حرارة كوكب الأرض أكثر من حرارة الشمس سبعين مرّة !! فهل هذا القول يوافق الواقع و الحقائق العلميّة ، التي أكّدت أنّ الأرض لو اقتربت من الشمس ولو مسافة قصيرة لاحترقت ! أضف إلى ذلك أنّ أحاديث المعراج تقول بأنّ الرسول حين عرج إلى السموات رأى النّار ، و رأى نساء يتعذّبن في النّار ! فهل النّار في السموات العلا أم في الأراضين السفلى ؟؟!!!! أليس هذا تناقض يلزم إعادة القراءة ؟؟!!

رابعا : بالنسبة لمحاولتك الردّ على الإشكال الثّالث ، فأنت لم تضع الإصبع على الجرح ! فالإشكال ليس في العدد و إنّما في المساحة و الحجم . فلو سأل سائل : ما عرض السّماء ؟ لأجبناه عرض كبير جدا حتى العلم المعاصر لم يعرف حجم الكون أو أبعاده النهائيّة ، و لكنّه أبعاد بملايين السنوات الضوئيّة ! فعندما تقول الآية : أنّ الجنّة عرضها كعرض السماء ، أي عرضها بملايين السنوات الضوئيّة ! و لكن إن سألنا : ما حجم كوكب الأرض ؟! سيكون الجواب مختلف تماما ، حيث سيكون الحجم صغيرا جدا مقارنة بالسماء . من هنا جاء الإشكال قائلا : هل يتناسب عطف عرض السموات مع عرض الأرض ، في حين أنّ الأرض بالنسبة للسموات كخاتم في صحراء بل أصغر من ذلك بكثير . بينما لو اعتبرنا السماء غلاف الأرض فهناك تناسب بين الحجمين فلم يكن في العطف إشكال.. هذا جوهر الإشكال الثّالث !

خامسا : أرى أنّ هناك خلطٌ واضح بين عالم الغيب و عالم الشهادة ! فعالم الغيب هو ماوراء السماء الدنيا التي نعرفها أي خارج كوننا المنظور ! أمّا داخل كوننا المنظور فيُعتبر من عالم الشهادة ، و لكن فيها بعض الكائنات الغيبيّة التي تعجز حواسنّا عن التوصّل إلى وجودها . لكن هذا لا يخوّلنا لأن نقول بأنّ كوكب الأرض بداخله طبقات في كل طبقة ملائكة و جن و كائنات ينزل فيها الوحي ! فالأرض محكومة بحجم خارجي معلوم للجميع بأدلّة يقينيّة ، فإن كان هناك عالم غيب بداخل كوكب الأرض ، فيجب أن لا يكون حجم هذا العالم الغيبي أكبر من عالم الشهادة المتمثّلة بقطر كوكب الأرض و مساحته و حجمه.. من أجل ذلك قلت بأنّ هذا الموضوع لا يتمّ بحثه بالاعتماد على الروايات الظنيّة فقط ، بل بالتوازي مع الاستقرار المعتمد على قراءة الوقع و معرفته كما هو !

ابن سلامة القادري
03-13-2016, 11:16 PM
أولا : هناك خطأ شائع يقع فيه كثيرٌ من المسلمين ! و هو الاعتقاد بأنّ السابقين قد أتمّوا فهم كلّ القرآن ، و لا يمكن بحال أن ينجح اللاحقون في فهم ولو آية واحدة ، بفهم أفضل من فهم السابقين ! هذه المقولة التي أصبحت عقيدة راسخة عند البعض تسبّب مشاكل و إشكالات عويصة لازلنا نعاني تبعاتها إلى يومنا هذا !! فيجب التفريق بين الآيات القرآنيّة التي تتحدّث عن العقائد و العبادات التوقيفيّة ، و التي لا يُتصوّر من اللاحق أن يدركها أفضل من السابق . و بين الآيات القرآنيّة التي تتحدّث عن الكون و محتوياته و ما يتعلّق بعالم الشهادة. و الذي يجب حتما أن يكون اللاحق أفضل فهما من السابق ؛ لأنّها علوم تراكميّة ، يعتمد فهمها على حقيقة فهم الواقع الخارجي. فعلى سبيل المثال ، حينما سأل النّاس الرسول عن الأهلّة ، أجابهم الله قائلا : " قل هي مواقيت للنّاس و الحج " و لا شكّ أنّ هذا الجواب يتناسب مع حال السائل و لا يعبّر عن حقيقة ما سألوا عنه. و نحن نفهم الأهلّة و كيفيّة انتقال القمر من الهلال إلى البدر أكثر من السابقين بمراحل ..! و لكن القرآن أجاب السابقين بما يوافق معارفهم الكونيّة في زمانهم ، فاكتفي بذكر الفوائد المترتّبة على الأهلّة ، بدل تفسير كيفيّة تكوّنها !
و عليه ، فبيت القصيد في كلامي هو أنّه لا ينبغي أن يكون سبب رفضنا للتفسيرات العلميّة للنصوص الكونيّة في القرآن ، هو كونها مبتدعة أو مستحدثة ! بل يجب أن يكون سبب رفضنا هو كونها تتعارض مع بعض الآيات القرآنيّة أو تتعارض مع حقائق علميّة أخرى أو تتعارض مع بعض الأحاديث الصحيحة التي يصعب التشكيك في طرقها. أمّا إن نجح تفسير علمي جديد بتفسير آيات الله بما يوافق آخر المستجدّات العلميّة دون تصادم مع النصوص الثابتة الصريحة ، فلا مانع عقلي بأن يكون هذا مراد الله فعلا ! حتى و إن لم تصل أفهام السابقين له ؛ فالخلل ناتج عن ضعف علومهم الفيزيائيّة و الفلكيّة و الجيولوجيّة ، و ليس خللا في عقيدتهم في الله أو تقواهم .. فيجب الفصل ، و إلا سنظلّ في نفس المشاكل !!


أخي أبو عمر، أهلا بك
أولا : تمنيت لو أن مداختلك القيمة هذه و نقاشنا عموما يكون حول التفسيرات العلمية الجادة و العقلانية و ليس حول خزعبلات الكيالي التي شط بها بعيدا عن العلمين الشرعي و الكوني.

ثانيا : استدلالك بآية الأهلة في غير محله، ذلك أن جواب القرآن لمن سأل لم يكن كما قلت بحسب فهمه و لكن باعتبار وقوع الجواب على وجه الحكمة فلم يتعدى إلى تفصيلات لا طائل من ورائها حين سألوا عن الزيادة و النقصان في الأهلة. و إلا فهناك في الكتاب و السنة إخبار بتفصيلات وقع الإخبار بها على وجه الحكمة بخلاف لو تُركت، و من ذلك آيات خلق الجنين و كذا الأحاديث و آيات خلق السماء و الأرض و تفصيلات كثيرة عن بدئ الخليقة و ما كان و ما سيكون و يحدث في نواميس الكون مما لا يحيط به السامع العربي الأمي آنذاك علما لكن يفهمه و يستوعبه بعقله و بصيرته و لو في حدود مداركه.

أما عن ترك التفصيل هنا فيقول فيه الشوكاني رحمه الله في ''فتح القدير'' :

وقد جعل بعض علماء المعاني هذا الجواب ، أعني قوله : (قل هي مواقيت) من الأسلوب الحكيم ، وهو تلقي المخاطب بغير ما يترقب ، تنبيها على أنه الأولى بالقصد ، ووجه ذلك أنهم سألوا عن أجرام الأهلة باعتبار زيادتها ونقصانها ، فأجيبوا بالحكمة التي كانت تلك الزيادة والنقصان لأجلها لكون ذلك أولى بأن يقصد السائل ، وأحق بأن يتطلع لعلمه.انتهى

فالعرب لم يكونوا ليفهموا الجواب عن أطوار القمر نعم لكنهم في نفس الوقت لم يفهموا أطوار خلق الإنسان التي حدثهم القرآن عنها و كذا بعض نصوص الحديث و لو سألوا عنها لوجدوا القرآن و الحديث أجاب عنها ليس لأنهم سيعلمون تفاصيلها على وجه الدقة و لكن لأن الحكمة اقتضت إخبارهم بالمراحل التي يتسلسل من خلالها وجودهم و تخلقهم و انتقالهم إلى هذه الدار و ليعلموا أشياء عن حقارة مبدئهم و لو أنهم لم يحيطوا به علما و هذه من الحكم لكن ماذا لو أجيبوا إلى سؤالهم عن خلق القمر .. ماذا الذي سيترتب تحديدا على هذا الجواب من الناحية العملية ؟ فكّر فيها.

الله تعالى أيضا أخبر عن أطوار خلق الكون على غرار خلق الإنسان و في ذلك من الحكم الظاهرة أيضا ما فيه – و جاء تفصيل الإخبار بها متماشيا تماما مع العقل و المنطق السائد في كل العصور حيث من المعلوم لدى كل الناس أن لكل كائن حادث مبدأ و مبدئ هو الله تعالى و أن لكل الحوادث و الكائنات عللا و أسبابا خلقية تصاحبها و كذا أطوار في الوجود و مراحل تنتقل عبرها و في كل طور يكون الكائن على هيئة يختلف فيها على ما كان عليه سابقا و يدل الإخبار بتفاصيل هذا التغير و الإختلاف و الإنتقال على عظمة قدرة الله و حكمته الظاهرة و عنايته البالغة بمخلوقاته لكن ما الذي سيدل عليه التفصيل في خلق أطوار القمر من هلال إلى بدر ؟ هل سيضيف العلم بذلك شيئا جديدا إلى علم السامع يزيده معرفة بالله و تعظيما له و عملا بمقتضى شريعته ؟

ثالثا : كلامك هنا في المقدمة أعلاه أراه واسعا فضفاضا و إن كان صوابا من حيث المبدأ ستجرنا بعيدا عن دائرة نقاشنا و عن الأدلة الواضحة التي سقتها لك و التي كان من المفروض أن تنقضها بأدلة عندك لا بكلام عام و قواعد كبرى نتفق عليها أنا و أنت.
ثم أنت بهذا الكلام العام سينضوي تحتك كل من شاء القول برأيه في تفسير الآيات بحجة أن الأوائل لم يفهموها على وجهها و أن الآخر سيفهمها من خلال تقدم العلم و الكشوف العلمية دون أدنى اعتبار لقواعد التفسير و من ذلك تفسير القرآن بالقرآن و بالسنة و بأقوال الصحابة و بلغة العرب. و تجعل من الكشف العلمي كأنه تفسير جديد لآيات القرآن التي تخبر عن بعض أسرار الكون و بذلك تسمح لنفسك بتخطئة السابقين حتى في معنى اتفقوا عليه حين تخالفهم و ترى أن تفسيرك متوافق مع العلم ...
و نحن نقول دائما أن تفسير السابقين للقرآن الكريم في المسائل الغيبية قد استوفى الفهم الصحيح (العلمي) و ليس التأويل الصحيح (العيني) و فرق بين هذا وذاك، فمعاني القرآن لا تفيد الظن حتى يقال إن هناك مجالا لرأي جديد في فهم القرآن .. بحيث إذا ما اتهت فهمهم بالجملة في تفسير مسألة من المسائل الغيبية و رُحت تفسرها بما لم يرد فستُقَعِّد بذلك لفهم جديد لنصوص الوحي القرآني بناء على كشوف العصر و تصرفها عن ظاهرها و تشط عن معانيها التي عهدها العرب و التي نزلت بلغتهم و ستقع حتما في معارضة النصوص مع بعضها أو مع السنة الصحيحة الصريحة.

و أعطيك نموذجا آخر حيا و طريا إضافة إلى نموذجنا الذي ندندن حوله :
يقول الدكتور أحمد الفاضل : من سنوات اجتمع زميلنا الدكتور محمد صادق درويش أستاذ التفسير والحديث إلى المهندس الزراعي عدنان الرفاعي في تل شهاب بدرعا، وكان ذلك بطلب وإلحاح من إخواننا طلاب العلم هناك، وبدأت مناظرة بينه وبين المهندس المذكور حول إعجاز القرآن العلمي والعددي، وكان هذا المهندس قد ألّف كتاباً في هذا الفن، وحَمِيَ الوطيس بين الطرفين حول آرائه التي انتهى إليها، وكل ذلك بمشهد طلاب العلم، فما كان من المهندس الزراعي بعد أن أُلزم بالحجة، إلا أن أنكر القراءات المتواترة كلها ما عدا قراءة حفص، وقال: أنا لا أعترف إلا بقراءة حفص عن عاصم التي في مصحف الملك فهد حصراً...!!
أقول كان ذلك من نحو خمس عشرة سنة، وأما اليوم فهذا المهندس الزراعي جمع إلى تطاوله السابق الطعن في كثير من الأحاديث النبوية في البخاري ومسلم..!!

أقول و مبدأ هذه الفتنة بل المهزلة هو الطعن على فهم الأولين للقرآن الكريم بحجة التخصص في بعض العلوم الدنيوية التي لم يسع الأولين تعلمها و إدراكها.

لذا، علينا دائما يا أخي أن نتعامل مع أقوال المفسرين ليس على أنها قرآن آخر يُتلى و لكن باعتباره الفهم الصحيح و الأمثل لمعاني النصوص الظاهرة و المتوافقة مع مجمل النصوص و مع الأحاديث و مع أقوال السلف و مع لغة العرب و لو أن هناك بعض خلاف على كثير من النصوص في المسائل الغيبية أو المتصلة بالعلم الحديث كنشأة السموات و الكون و الإنسان و الأرض و ما عليها.

فمعلوم أن هناك تفاسير معتمدة كتفسير ابن كثير أو القرطبي أو البغوي أو الطبري ... تشتمل على تأويلات هي منتهى ما بلغ إليه المفسر قد لا نستسيغها نحن بحسب فهمنا الجديد المتصل بالعلم لكن يجب أن لا نردها إلا بتفسير سلفي آخر أو بفهم سلفي لنص آخر أو بحديث أو بأثر ثابت عن أحد من السلف .. و ليس لنا الحق أبدا في الإختراع في هذا الباب.
و مسألة أخرى أن علينا التثبت أيضا في المعطيات التي لدينا فلا نجعلها حكما على بعض أقوال السلف فيما لم يحيطوا بتأويله و لم يبسطوا فيه الشرح أو أخطأ بعضهم شرحه و أخذنا بظاهر معناه الذي فهموه حتى نكون على يقين منها أي من هذه المعطيات، لا نأخذ بنظريات لا حجية لها عندنا و لا يمكن العلم الحسم فيها بإمكانياته الراهنة بل و ينقض بعضها بعضا كنظرية التطور و الأكوان المتعددة و أزلية المادة و كون الدماغ هو المسؤول و ليس القلب أو الروح ... فنعتمدها في تفسير القرآن و الأحاديث و مسائلهما الغيبية و نرد بها ظاهر النصوص و نؤولها حسب أهوائنا.

رابعا : و هذا هو مطلع الرد الذي سأواصله معك أخي غدا بمشيئة الله تعالى، من الحيف هذا الإسقاط المباشر منك لبعض كلامك على الأدلة التي سقناها حيث سرت باتجاه تجريدها من وضوح الدلالة و البيان على عظمة خلق السموات ما يقتضي إثبت أنها غير طبقات الغلاف الجوي مطلقا لأنها جميعها تسع لفظا و معنى الإخبار عن مجموع الأجرام السماوية من المبدأ إلى المعاد و ليس طرفا منها. و كذا تعليقك على استيعاب الأرض لعوالم أخرى لا نحيط بها كما جائت بذلك الأحاديث و هذا قطعي الدلالة أيضا بما سيأتي تفصيله إن شاء الله.

و الله المستعان

m.kareem
03-14-2016, 10:02 AM
بداية أود أن أشكر الاخوة على المناظرة الشيقة والمفيدة
ولكن لدى بعض الملاحظات للأخ ابن سلامة

أولا .. لا يوجد شخص في العالم خاصة في وقتنا الحالي سواء كان متعلما أو أميا ينكر أن السماوات هي الفضاء اللانهائي الذي ليس له حدود وليست مجرد الغلاف الجوي المحيط بالأرض
هذا معلوم للجميع سواء علميا أو من خلال القرآن الكريم .. ولكن طبعا لك أن تستمر في اثبات وجود السماوات والكون الشاسع كما شئت هذه حرية شخصية

ثانيا .. من بداية حديثي كان كل الاختلاف هو اثبات ورود ذكر الغلاف الجوي في القرآن مثل قوله تعالى ( وجعلنا السماء سقفا محفوظا ) وآيات أخرى تدل على ذلك كروعة جديدة من روائع الاعجاز العلمي فقط لا غير وقصدت انه يمكن أن نستنتج ذلك من خلال ثلاث أو أربع آيات فقط وليس بالطبع أن تكون جميع آيات السماوات وعددها يفوق الثلاثمائة آية تتحدث عن ذلك
وقد يكون هذا الاستنتاج صحيح أو غير صحيح

ثالثا .. بالنسبة لجهالات منصور الكيالي فأقسم بالله انني لم أعرف اسمه الا منك وبعد أن وضعت الفيديو أنا فقط استشهدت بشئ له علاقة بالموضوع بصرف النظر عن المتحدث

رابعا .. أكثر ما أثار اندهاشي فعلا هو تمسكك بآراء السابقين في مجال الاعجاز العلمي والذي قال فيه الله سبحانه وتعالى ( ولتعلمن نبأه بعد حين ) فلا تعليق !

أبو عمر النفيس
03-14-2016, 10:57 AM
أخي الكريم أبو عمر النفيس
جزاك الله خيرا لما قدمت وأقدر ما ذكرته
وبالنسبة للاشكال الذي ذكرته فبعد البحث وجدت أن بعض العلماء يتحدثون ويؤكدون وجود السماوات السبع
بل ويتحدثون عنها بالأرقام الفلكية المذهلة
و عليه يكون مذكور في القرآن الكريم السبع سماوات وايضا السبع طبقات للغلاف الجوي
لان علماء الفضاء اكتشفوا الاثنين ومن معاني وسياق الآيات نجدهم معا
والله أعلم

أنا أميل جدا إلى فكرة أنّ السماء في القرآن وردت في أكثر من معنى ؛ فهذا التمييز يساعد على فهم أكبر عدد ممكن من الآيات القرآنيّة ...
و هذا الطرح القرآني نجده في العديد من القضايا ، مثل قضيّة الهداية ، و قضيّة الجنّة و غيرها من القضايا ! ففي قضيّة الجنّة مثلا ، نجد في سورة الرحمن قوله تعالى : " و لمن خاف مقام ربّه جنّتان " ، وقوله أيضا : " و من دونهما جنّتان " . فهنا نستنتج أنّ هناك 4 جنّات ! و الجنّة عموما موصوفة في القرآن بقوله تعالى :" و سابقوا إلى مغفرة من ربّكم و جنّة عرضها السماوات و الأرض أعدّت للمتّقين " . فهنا أمامنا خيارين أساسيّين : الخيار الأوّل : أنّ هناك أربع جنّات منفصلة ، كلّ جنّة منها عرضها السماوات و الأرض ! الخيار الثّاني : هناك جنّة واحدة كبيرة عرضها السماوات و الأرض ، بداخلها أربع جنّات لكلّ مؤمن. و بالتالي تكون الجنّات الأربع جزء من الجنّة الواحدة الكبيرة ، و ليس أنّ الآيات القرآنيّة تصف أحد تلك الجنّات الأربعة منفصلة و مستقلّة عن الأخرى ....
هذه الطريقة في الفهم ، يمكن استخدامها لفهم السماء و السماوات السبع ، باعتبار السماوات السبع جزء من السماء . فتكون السّماء بالمفرد لها المعنى العام ، و السماوات السبع بالعدد لها معنى خاص ...

و أعتقد أنّ هذه التوطئة هي الأرضيّة الصحيحة لبحث هذه المسألة ، للوصول إلى الفهم الصحيح الدقيق لمراد الله في آياته القرآنيّة ...
و يمكن تلخيص مفاتيح الحلّ في ثلاث نقاط أساسيّة :

النقطة الأولى : السّماء إذا جاءت بالمفرد عموما فتعني العلوّ . ففي قوله تعالى : " و أنزل من السّماء ماء " البقرة 22 ، لا يمكن فهمها على أنّها الفضاء الكوني الذي يحوي المجرّات و النجوم ! فالمطر لا يأتي من الفضاء الخارجي بل من الغلاف الجوّي للأرض ! فصار لزاما فهم السماء من خلال سياق الآية ذاتها .. من هنا نخرج بالفائدة الأولى و هي : أنّ القرآن الكريم يستخدم لفظة " السّماء " بالمفرد للتعبير عن العلوّ في العموم ، فكلّ ماهو في العلوّ فهو في السّماء . و بالتالي و حيث أنّ المطر يأتينا من العلوّ فهو يأتينا من السّماء . و حيث أنّ الله في العلوّ عن خلقه ، فهو في السّماء ، كما قال تعالى : " أأمنتم من في السّماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور " الملك :16 . ولا يصحّ أن نقول بأنّ الله في السماوات ، فالله في السّماء وليس في السّماوات !

النقطة الثانية : السّماوات إذا جاءت بالجمع ، فقد تذكر بالعدد أو بدون عدد . و قد تأتي السموات مقرونة بالأرض أو بغير الأرض. و أعتقد أنّ مفتاح حلّ هذه النقطة هي الآية القرآنيّة القائلة : " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "، البقرة:22. فقبل أن تكون هناك سبع سماوات كانت هناك " السّماء " . و السّماء هنا ليس بمعناه العام بمعنى العلو ، بل له معنى خاص ، فهو كيان حقيقي موجود مكوّن من دخان . كما بيّنت الآية الأخرى : " ثم استوى إلى السّماء و هي دخان فقال لها و للأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين " . فصّلت:11. و عليه ، فالسّماء الدخانيّة التي منها خلقت السماوات السبع يمكن اعتبارها تمثّل الفضاء الكوني الذي يسع كلّ الأجرام السماويّة . و لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : هل السماوات السبع التي خلقت من السماء الدخانيّة أصغر من أمّها فتكون داخلها ، أم أكبر من أمّها فتكون خارجها ؟! جواب هذا السؤال فهو مفصل مهم في القضيّة . فالأحاديث تقول بأنّ السماء الثانية أكبر من الأولى ، بل السماء الأولى بالنسبة للثانية كحلقة في فلاة ! و هذا يلزم أن تكون السماوات الست خارج عالمنا المشاهد ! و إن لم تكن تلك الأحاديث صحيحة ، فهنا يجعل من احتمال أن تكون السماوات السبع بداخل عالمنا المشاهد احتمالا واردا جدا . و حينها تكون تفسيرات الغلاف الجوّي قويّة جدا و معتبرة .

النقطة الثالثة : السّماء بالمفرد و لكن بمعنى خاص ! فقد تأتي السّماء بالمفرد و لكن ليس بمعنى العلوّ فقط ، بل بمعنى أخصّ من ذلك . حيث تتحدثّ الآيات عن السّماء باعتباره كيانا موجودا . مثل قوله تعالى : " و جعلنا السّماء سقفا محفوظا و هم عن آياتها معرضون " ، الأنبياء:32 . وقوله تعالى : " يوم نطوي السّماء كطيّ السجلّ للكتب كما بدأنا أوّل خلق نعيده " الأنبياء : 104 . و الراجح هنا أنّ السّماء المقصودة هي السّماء الدخانيّة الأوليّة التي منها خلقت السماوات السبع ، و التي تمثّل السقف الخارجي للعالم المنظور . و بالتالي لا يكونّ طيّ السماء هو طيّ لباقي السّماوات إلّا إذا كانت باقي السماوات تقع داخل السّماء المطويّة لا خارجها !
و بالتالي ،، نقطة البحث الجوهريّة التي تحتاج إلى إعادة قراءة و استقراء و تدبّر هي الفصل بين السّماء التي وصفها القرآن بأنّها سقف محفوظ و بأنّها ستطوى و بأنّها بناء و بأنّها من دخان ، و بين السّماوات السبع التي خلقت منها . و بعد الفصل يجب تحديد هل السماوات السبع داخل السماء السقفيّة أم خارجها !!؟؟!!
و بعد تحديد إجابات واضحة لهذا السؤال ، يمكن بسهولة بعد ذلك الجمع و التمييز بين المحاولات المختلفة لتفسير الآيات القرآنيّة التي تتحدّث عن السّماء و عن السّموات السبع ...

m.kareem
03-14-2016, 05:15 PM
أنا أميل جدا إلى فكرة أنّ السماء في القرآن وردت في أكثر من معنى ؛ فهذا التمييز يساعد على فهم أكبر عدد ممكن من الآيات القرآنيّة ...
و هذا الطرح القرآني نجده في العديد من القضايا ، مثل قضيّة الهداية ، و قضيّة الجنّة و غيرها من القضايا ! ففي قضيّة الجنّة مثلا ، نجد في سورة الرحمن قوله تعالى : " و لمن خاف مقام ربّه جنّتان " ، وقوله أيضا : " و من دونهما جنّتان " . فهنا نستنتج أنّ هناك 4 جنّات ! و الجنّة عموما موصوفة في القرآن بقوله تعالى :" و سابقوا إلى مغفرة من ربّكم و جنّة عرضها السماوات و الأرض أعدّت للمتّقين " . فهنا أمامنا خيارين أساسيّين : الخيار الأوّل : أنّ هناك أربع جنّات منفصلة ، كلّ جنّة منها عرضها السماوات و الأرض ! الخيار الثّاني : هناك جنّة واحدة كبيرة عرضها السماوات و الأرض ، بداخلها أربع جنّات لكلّ مؤمن. و بالتالي تكون الجنّات الأربع جزء من الجنّة الواحدة الكبيرة ، و ليس أنّ الآيات القرآنيّة تصف أحد تلك الجنّات الأربعة منفصلة و مستقلّة عن الأخرى ....
هذه الطريقة في الفهم ، يمكن استخدامها لفهم السماء و السماوات السبع ، باعتبار السماوات السبع جزء من السماء . فتكون السّماء بالمفرد لها المعنى العام ، و السماوات السبع بالعدد لها معنى خاص ...

و أعتقد أنّ هذه التوطئة هي الأرضيّة الصحيحة لبحث هذه المسألة ، للوصول إلى الفهم الصحيح الدقيق لمراد الله في آياته القرآنيّة ...
و يمكن تلخيص مفاتيح الحلّ في ثلاث نقاط أساسيّة :

النقطة الأولى : السّماء إذا جاءت بالمفرد عموما فتعني العلوّ . ففي قوله تعالى : " و أنزل من السّماء ماء " البقرة 22 ، لا يمكن فهمها على أنّها الفضاء الكوني الذي يحوي المجرّات و النجوم ! فالمطر لا يأتي من الفضاء الخارجي بل من الغلاف الجوّي للأرض ! فصار لزاما فهم السماء من خلال سياق الآية ذاتها .. من هنا نخرج بالفائدة الأولى و هي : أنّ القرآن الكريم يستخدم لفظة " السّماء " بالمفرد للتعبير عن العلوّ في العموم ، فكلّ ماهو في العلوّ فهو في السّماء . و بالتالي و حيث أنّ المطر يأتينا من العلوّ فهو يأتينا من السّماء . و حيث أنّ الله في العلوّ عن خلقه ، فهو في السّماء ، كما قال تعالى : " أأمنتم من في السّماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور " الملك :16 . ولا يصحّ أن نقول بأنّ الله في السماوات ، فالله في السّماء وليس في السّماوات !

النقطة الثانية : السّماوات إذا جاءت بالجمع ، فقد تذكر بالعدد أو بدون عدد . و قد تأتي السموات مقرونة بالأرض أو بغير الأرض. و أعتقد أنّ مفتاح حلّ هذه النقطة هي الآية القرآنيّة القائلة : " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "، البقرة:22. فقبل أن تكون هناك سبع سماوات كانت هناك " السّماء " . و السّماء هنا ليس بمعناه العام بمعنى العلو ، بل له معنى خاص ، فهو كيان حقيقي موجود مكوّن من دخان . كما بيّنت الآية الأخرى : " ثم استوى إلى السّماء و هي دخان فقال لها و للأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين " . فصّلت:11. و عليه ، فالسّماء الدخانيّة التي منها خلقت السماوات السبع يمكن اعتبارها تمثّل الفضاء الكوني الذي يسع كلّ الأجرام السماويّة . و لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : هل السماوات السبع التي خلقت من السماء الدخانيّة أصغر من أمّها فتكون داخلها ، أم أكبر من أمّها فتكون خارجها ؟! جواب هذا السؤال فهو مفصل مهم في القضيّة . فالأحاديث تقول بأنّ السماء الثانية أكبر من الأولى ، بل السماء الأولى بالنسبة للثانية كحلقة في فلاة ! و هذا يلزم أن تكون السماوات الست خارج عالمنا المشاهد ! و إن لم تكن تلك الأحاديث صحيحة ، فهنا يجعل من احتمال أن تكون السماوات السبع بداخل عالمنا المشاهد احتمالا واردا جدا . و حينها تكون تفسيرات الغلاف الجوّي قويّة جدا و معتبرة .

النقطة الثالثة : السّماء بالمفرد و لكن بمعنى خاص ! فقد تأتي السّماء بالمفرد و لكن ليس بمعنى العلوّ فقط ، بل بمعنى أخصّ من ذلك . حيث تتحدثّ الآيات عن السّماء باعتباره كيانا موجودا . مثل قوله تعالى : " و جعلنا السّماء سقفا محفوظا و هم عن آياتها معرضون " ، الأنبياء:32 . وقوله تعالى : " يوم نطوي السّماء كطيّ السجلّ للكتب كما بدأنا أوّل خلق نعيده " الأنبياء : 104 . و الراجح هنا أنّ السّماء المقصودة هي السّماء الدخانيّة الأوليّة التي منها خلقت السماوات السبع ، و التي تمثّل السقف الخارجي للعالم المنظور . و بالتالي لا يكونّ طيّ السماء هو طيّ لباقي السّماوات إلّا إذا كانت باقي السماوات تقع داخل السّماء المطويّة لا خارجها !
و بالتالي ،، نقطة البحث الجوهريّة التي تحتاج إلى إعادة قراءة و استقراء و تدبّر هي الفصل بين السّماء التي وصفها القرآن بأنّها سقف محفوظ و بأنّها ستطوى و بأنّها بناء و بأنّها من دخان ، و بين السّماوات السبع التي خلقت منها . و بعد الفصل يجب تحديد هل السماوات السبع داخل السماء السقفيّة أم خارجها !!؟؟!!
و بعد تحديد إجابات واضحة لهذا السؤال ، يمكن بسهولة بعد ذلك الجمع و التمييز بين المحاولات المختلفة لتفسير الآيات القرآنيّة التي تتحدّث عن السّماء و عن السّموات السبع ...
استدلال منطقي وتدبر جميل وأسلوب مرتب وميسر
بارك الله فيك

أبو عمر النفيس
03-15-2016, 02:50 PM
كلامك هنا في المقدمة أعلاه أراه واسعا فضفاضا و إن كان صوابا من حيث المبدأ ستجرنا بعيدا عن دائرة نقاشنا و عن الأدلة الواضحة التي سقتها لك و التي كان من المفروض أن تنقضها بأدلة عندك لا بكلام عام و قواعد كبرى نتفق عليها أنا و أنت.
ثم أنت بهذا الكلام العام سينضوي تحتك كل من شاء القول برأيه في تفسير الآيات بحجة أن الأوائل لم يفهموها على وجهها و أن الآخر سيفهمها من خلال تقدم العلم و الكشوف العلمية دون أدنى اعتبار لقواعد التفسير و من ذلك تفسير القرآن بالقرآن و بالسنة و بأقوال الصحابة و بلغة العرب. و تجعل من الكشف العلمي كأنه تفسير جديد لآيات القرآن التي تخبر عن بعض أسرار الكون و بذلك تسمح لنفسك بتخطئة السابقين حتى في معنى اتفقوا عليه حين تخالفهم و ترى أن تفسيرك متوافق مع العلم ...
و نحن نقول دائما أن تفسير السابقين للقرآن الكريم في المسائل الغيبية قد استوفى الفهم الصحيح (العلمي) و ليس التأويل الصحيح (العيني) و فرق بين هذا وذاك، فمعاني القرآن لا تفيد الظن حتى يقال إن هناك مجالا لرأي جديد في فهم القرآن .. بحيث إذا ما اتهت فهمهم بالجملة في تفسير مسألة من المسائل الغيبية و رُحت تفسرها بما لم يرد فستُقَعِّد بذلك لفهم جديد لنصوص الوحي القرآني بناء على كشوف العصر و تصرفها عن ظاهرها و تشط عن معانيها التي عهدها العرب و التي نزلت بلغتهم و ستقع حتما في معارضة النصوص مع بعضها أو مع السنة الصحيحة الصريحة.


من الواضح جدا أنّ هناك مدرستين مختلفتين تماما بل متعارضتين في منهج التعامل مع الآيات القرآنيّة التي تتحدّث عن عالم الشهادة !
المدرسة الأولى تقول : لا يمكن لقراءة الواقع أن يؤدّي إلى فهم مراد الله في الآيات الكونيّة بأفضل من فهم السابقين !
المدرسة الثانية تقول : يمكن لقراءة الواقع أن يؤدّي إلى فهم مراد الله في الآيات الكونيّة بأفضل من فهم السابقين !
و حقيقة أنا أتعجّب من أصحاب المدرسة الأولى !!!
فالمتأمّل للقرآن الكريم سيجد آيات كثيرة تدعو إلى قراءة الواقع ، مثل قوله تعالى : " قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق " . العنكبوت:20 . و قوله تعالى : " سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبيّن لهم أنّه الحق " . فصلت : 53.. و غيرها الكثير و الكثير من الآيات .. فالآية الأخيرة تقول بأنّ الله سيرينا آياته ، فهل توقّفت هذه الإراءة عند الأجيال السابقة أم أنّ هذه الإراءة مستمرّة ! إن كان الأوّل فلا بدّ من دليل صريح لهذا التوقّف ، و إن كان الثّاني فيلزم من ذلك تراكم البيان . فيكون اللاحق قد تبيّن له الحقّ أكثر من السابق ، باعتبار أن اللاحق اعتبر مما تبيّن للسابقين و زاد عليهم بما فتح الله عليهم من إراءة ... كما أنّ الآية الأولى تأمر بالسير في الأرض للنظر في كيفيّة بداية الخلق . فإن قلنا بأنّ السابقين أتمّوا معرفة كيف بدأ الخلق ، فمعنى ذلك أنّه لا جدوى من السير في الأرض ، باعتبار أنّ السابقين قد ساروا و أنهوا المسير ، و لم يعد هناك مسار لكي نسير نحن فيه !!!
و أعتقد أنّ سبب الخطأ الواضح عند أصحاب المدرسة الأولى هو خلطهم الكبير بين عالم الغيب و عالم الشهادة !
فالله سبحانه و تعالى قد وصف نفسه قائلا : " عالم الغيب و الشهادة الكبير المتعال ". الرعد: 9 ، و لكنّ الله حين يريد أن يؤكّد تفرّده في العلم يؤكّد علمه للغيب ، كما في قوله تعالى : " قل لا يعلم من في السماوات و الأرض الغيب إلّا الله و ما يشعرون أيّان يبعثون ". النمل: 65 . و حيث أنّ الأصل أنّه لا أحد يعرف الغيب إلّا الله ، أصبح دور المؤمن هو تصديق الله فيما يخبره لنا عن عالم الغيب . لذلك ميزة المؤمن هو إيمانه بالغيب ، كما قال تعالى : " ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتّقين . الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلاة و ممّا رزقناهم ينفقون ". البقرة : 2-3 ..و لا نجد في القرآن مدح للمؤمنين باعتبارهم يؤمنون بالشهادة ! ذلك أنّ عالم الشهادة يستطيع الإنسان معرفته حتى بدون إخبار الله له ، فإن وافق إخبار الله ما توصّل إليه الإنسان من استقراء لعالم الشهادة ، حينها يتبيّن له أنّه الحق ، فيتأكّد من صدق الله في إخباره عن الغيب ، بدليل صدقه في إخباره عن الشهادة ...
و ملخّص تعريف عالم الغيب و عالم الشهادة باختصار كالآتي :
عالم الغيب : هو كلّ ما تعجز حواس الإنسان و مداركه من الوصول إلى معرفته. و بلغة الفلسفة : ما لا يملك الإنسان مصادر معرفته .
عالم الشهادة : هو كلّ ما تستطيع حواس الإنسان و مداركه الوصول إلى معرفته . و بلغة الفلسفة : ما يملك الإنسان مصادر معرفته .
و حيث أنّ الإنسان لا يملك أن يعرف صفات الله ، و الكائنات الغيبيّة كالملائكة و الجنّ ، و ما يكون بعد الموت من برزخ و قيامة و جنّة و نار ، ما يوجد خارج الكون المشاهد .. فلا مجال لمعرفة هذه العوالم إلّا بإخبار الله لنا عن طريق الوحي بكلام الله أو بكلام رسوله . و بالتالي لا يتصوّر أن يفهم اللاحقون إخبار الله عن عالم الغيب بأفضل من فهم المعاصرين لرسوله . فلا يُتصوّر أن يفهم اللاحقون صفات الله و ملائكته و الجنّة و النّار و غير ذلك من أمور الغيب ، بأفضل من السابقين . لذا فالأسلم و الأصوب هو أن نعتقد في عالم الغيب بما كان يعتقده سلف الأمّة ، في صفات الله و الجنّة و النّار و غيرها من أمور الغيب .
أمّا عالم الشهادة فالأصل هو أن يسير الإنسان في الأرض و يستقرئ الواقع كما هو ، فإن توصّل إلى قراءة صحيحة للواقع الخارجي ، فسيجد آيات الله القرآنيّة مؤكدّه لما توّصل إليه من نتائج. و بالتالي لا وجه لأن نحصر أنفسنا بأفهام السابقين .
و بالتالي عندما نقرأ قوله تعالى : " أولم ير الذين كفروا أنّ السماوات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما و جعلنا من الماء كلّ شيء حيّ أفلا يؤمنون". الأنبياء: 30 ، لا يصح القول بأنّه يجب أن يكون الفهم الصحيح للآية أحد الأفهام الخمسة التي طرحها السابقون !! بل قد يكون أحد الأفهام الخمسة صحيح و قد يكون الفهم الصحيح فهما سادسا لم يطرحوه هم ، و نطرحه نحن من خلال علم الكونيّات التي تدرس تاريخ الأرض و الكون.
أمّا قولك بأنّ أصحاب المدرسة الثانية سيفسّرون الآيات برأيهم كما يشاؤون ، فهذا غير صحيح .. فهناك ضوابط واضحة للتفسير.
ضوابط التفسير الجديد :-
أولا : أن يكون موضوع الآية متعلّق بعالم الشهادة . فلا يصح أن يأتي أحدهم و يفسّر قوله تعالى : " الرحمن على العرش استوى " بتفسير جديد علمي ! إذ الآية تتحدّث عن عالم الغيب و ليس عالم الشهادة !
ثانيا : أن يكون التفسير لا يتعارض مع آية قرآنية أخرى ، بل منسجما مع مختلف الآيات القرآنيّة التي تتحدّث عن المسألة !
ثالثا : أن تكون مفردات اللغة العربيّة تقبل هذا التفسير و تحتويه !
رابعا : أن يكون التفسير منسجم مع الحقائق العلميّة أو النظريّات العلميّة المعتبرة ، و ليس مبنيّا من فرضيّة علميّة غير معتبرة !
فإن استطاع علماء العصر الحالي أو العصور اللاحقة تحقيق الشروط ، فليس هناك دليل أنّ تفسير السابقين أصحّ من تفسير اللاحقين ، حتى نقيّد اللاحقين بقيود السابقين إلى يوم القيامة .. !!!

ابن سلامة القادري
03-15-2016, 06:47 PM
السلام عليكم و رحمة الله، تقول أخي كريم :


هذا معلوم للجميع سواء علميا أو من خلال القرآن الكريم .. ولكن طبعا لك أن تستمر في اثبات وجود السماوات والكون الشاسع كما شئت هذه حرية شخصية


لا أخي الكريم، ليست حرية شخصية ، و لا أدري من أين جئت بهذا الكلام، فليس لي و لا لك الحق في أن نتكلم في الدين بغير علم و نقول على الله في كتابه أو أفعاله ما لا نعلم، اللهم إلا أن تكون تتحدث بمعزل عن كلام الله و كلام رسوله و لا تنسب إلى مقاصد الوحي شيئا من الرأي المحض، و دون أن يترتب على ذلك عقيدة أو تشريع، فهذا لك فيه كل الحرية بينك و بين نفسك !!


وقصدت انه يمكن أن نستنتج ذلك من خلال ثلاث أو أربع آيات فقط وليس بالطبع أن تكون جميع آيات السماوات وعددها يفوق الثلاثمائة آية تتحدث عن ذلك
وقد يكون هذا الاستنتاج صحيح أو غير صحيح


هذا لا يظهر من عنوانك على ما أعتقد يا أخي كريم و لا من مداخلتك، فأنت تحدثت عن السموات السبع إجمالا و جئت بهذا اللفظ سبع مرات على الأقل، عدا التأكيد على نفس المعنى في مشاركتك الثانية، عدا الفيديو الذي ينتصر لهذه الفكرة على أنها إحدى المسلمات عند المسلمين مع أنه لم يرد ما يشير إليها في القرآن الكريم و لا السنة لا تصريحا و لا تلميحا و ما هي إلا قول محدث لم يقل به سلف و لا خلف، و على أساس ذلك كان ردي !!


أكثر ما أثار اندهاشي فعلا هو تمسكك بآراء السابقين في مجال الاعجاز العلمي والذي قال فيه الله سبحانه وتعالى ( ولتعلمن نبأه بعد حين ) فلا تعليق !


لا يا أخي علق لماذا تتوقف عن التعليق ؟ لا تعتقد أخي كريم أنك بكتابتك لسطرين و استشهادك بآية تكون قد وفيت و أقمت الحجة على العالمين، فالموضوع أكبر بكثير !
الموضوع يتحفظ فيه حتى الباحثون القائمون على دراسة و بحث الإعجاز العلمي تحفظا شديدا و ليتك قرأت عن شيء من هذا التحفظ من خلال الضوابط الحرجة التي وضعوها للقول بأي إعجاز علمي، حتى إنهم قسموا بين إعجاز علمي و تفسير علمي ، و جعلوا للتفسير العلمي أيضا ضوابط. فلا بد أن يراعى في كل تفسير موافقته لمجمل آيات القرآن و أن لا يعارض نصا من نصوص الوحي مطلقا و أن لا يعارض اللغة و لا إجماع السلف. و قد كان الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه نفسه من كبار المتحفظين و المتورعين في التفسير العلمي للقرآن و كثيرا ما نبه إلى ذلك في تفسيره.
هذا أحد المراجع لبيان ضوابط الإعجاز :
الإعجـــاز العلمي .. ضوابط وحـدود (http://www.eajaz.org/index.php/component/content/article/73-Number-XV/724-Scientific-Miracles)

و أنت أخي للأسف تحسبها آراء شخصية و كأننا نخوض في نظرية أو فلسفة أو فكر أو مذهب من المذاهب الإنسانية و ليس في تفسير كلام الله العظيم المحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه و كان السلف و بعدهم الخلف يتورعون أشد التورع عن القول فيه بمحض آرائهم ، هذا أكبر خطأ و هو أكبر من الخطأ الوارد في الموضوع نفسه بكثير. لأنه خطأ منهجي و ليتك أخي قرأت مشاركتي الأخيرة و بتمعن فبذلك كنت لتكفيني عناء الرد مجددا.

و قول الله تعالى (لتعلمن نبأه بعد حين) و مثله قوله تعالى (سنريهم آياتنا في الآفاق و في انفسهم) قد نزل فعلا في ما يستجد من آيات الله الكونية و في الأرض و الإنسان في مستقبل الزمان و لكن بشرط أن يتناسب تنزيله و إسقاطه مع مجمل القرآن و صحيح الحديث و مع ما اتفق معظم السلف و الخلف على فهمه و إقراره لغة و اصطلاحا من معاني الآيات و وفق الضوابط التي ذكرنا و ليس وفق أهواء فلان و علان ممن لا علاقة له بالعلم و يهرف بما لا يعرف.

و إن أكبر خطأ يترتب على تفسير القائل بأن القرآن و السنة يعنيان بالسموات السبع طبقات الغلاف الجوي بحجة أنه يحفظ الأرض من الشهب أو أشعة الشمس أو حجة العدد المكتشف من هذه الطبقات مع أن هذا العدد نفسه متكرر في خلق لله كثير و سبق أن أشرنا إلى هذه الحقيقة في موضوع سابق بعنوان '' الرقم 7 و القرآن العظيم : كشوف إعجازية جديدة'' :
تقزيم النظرة إلى الكون و ما خلق الله من شيء و إلى عظمة الله تعالى المتمثلة في خلقه للأمور العظام .

و بإمعان النظر في الآيات التي تحدثت عن السموات السبع تحديدا و هي سبع آيات و أيضا في النصوص الحديثية الصحيحة الصريحة كنا هذا النقاش لينتهي قبل أن يبدأ.
فإني مع كامل احترامي، لم أعلم و الله أسخف من هذا الرأي القائل بأن طبقات الغلاف الجوي هي السموات السبع في القرآن الكريم و التي خلقها الله مع الأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش ، و أوحى في كل سماء منها أمرها و ورد في آية صريحة بعد ذكر خلق السموات السبع اختصاص الله السماء الدنيا بمصابيح. وخلقها مبنية بقوة طباقا و شدادا. و عرج بنبيه خلالها و رآى فيها من آياته الكبرى و لم يقل أحد من السلف أنها غير مادية ليقال إنها لا ترى بل جاء القرآن صريحا بأننا نراها مرفوعة بغير عمد ليس فيها اضطراب و لا اختلال من قوة الجذب التي خلقها الله فيها و كذا قوانين فيزيائية جد معقدة حتى إن الذي يعرج فيها إلى الله تعالى يلزمه 50000 سنة ، و أنتم ترون أن الإنسان يقطع الغلاف الجوي في دقائق !!.

هذا عدا سمك الغلاف الجوي الذي لا يصل في نسبة ارتفاعه بالكيلومترات إلى قطر الأرض حتى 10 بالمائة أو أقل، و أنت تراه بأم عينيك في صور الأقمار الصناعية بمثابة قشرة، هذه نسبته إلى الأرض فكيف إلى السموات !!
هذا عدا التداخل الذي عليه طبقات الغلاف الجوي فلا ينطبق عليه وصف الطباق كما جاء في الموسوعة الحرة :
: يتكون الغلاف الجوي من ست طبقات رئيسية تتداخل في بعضها مما يجعل الفصل بينها غير ممكن تقريبًا اه

وعدا الصفات التي ذكرناها بأن السماء بناء محكم و ليس هواء

عدا ما ذكر في آيات على أنها مرئية على الأقل سمائها الدنيا إلى الأرض، و الغلاف الجوي ليس منه شيء مرئي إطلاقا.
{الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} [الملك : 3]
فلماذا بالله عليكم تذرون محكم الآيات و تخوضون في ما لم يقم عليه دليل من الكتاب و لا السنة حتى دون حاجة للعودة إلى تفسير الآيات عند السلف فالقرآن هنا فسر نفسه و الأحاديث تزيده تفسيرا و وضوحا كحديث المعراج الذي يحوم أخونا أبو عمر حول تضعيفه. و هو متواتر :

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=95218

فالمرجو أخي عند الخلاف أيا كان هو الحوار و المناقشة و بيان الرأي ، فلن تجد إقصاء من قبلنا بحمد الله، و لا تعصبا إلا للحق ، و إني لأرجو أخي كريم أن تتابع ردودي على الأستاذ أبو عمر باهتمام ، أسأل الله لي و لك التوفيق و السداد، و إذا كانت لديك إضافات أو تعليقات فأهلا بها و مرحب.

ابن سلامة القادري
03-15-2016, 07:29 PM
الرد على القسم الثاني من مداخلة أخي أبو عمر النفيس برقم #13 :


ثانيا : في محاولتك يا أخي ابن سلامة الردّ على الإشكال الأوّل وقعت في تناقض ! فأنت قلت بأنّ الأراضين السبع ليست طبقات جيولوجيّة ! و في نفس الوقت تؤكّد أنّ الأراضي السبع تنتمي إلى الأرض !! و هذا القول فيه تعارض ؛ فالأراضي السبع التي تنتمي إلى الأرض لها أحد خيارين لا ثالث لهما : الأوّل : أنّها فوق سطح الأرض ! الثّاني : أنّها تحت سطح الأرض ! و حيث أنّك ترفض الطبقات الجيولوجيّة ، فأنت ترفض كونها تحت الأرض . فكلّ ما يقع تحت الأرض يعتبر في الطبقات الجيولوجيّة ، بما فيها الطبقات تحت المحيطات ! و لا أظنّك تقول بأنّ الأراضي السبع هي القارات السبع فوق سطح الأرض ! فلم يعد لك خيار إلاّ أن تقول بأنّه في باطن الأرض ، وبالتالي فهو جزء من علم الجيولوجيا التي تدرس ما تحت الأرض ! و من ثمّ ،، تتكلّم عن الأرض و كأنّه في عالم الغيب ! بينما كوكب الأرض الذي نعيش فيه ينتمي إلى عالم الشهادة ، حيث أصبحنا نعلم قطر الأرض و حجمه و مساحة الياسبة و مساحة الماء ، و نسبة كلّ منهما بالنسبة للأرض . فكيف يمكن التوفيق بين الحقائق العلميّة و بين بعض الروايات التي تقول بأنّ الأراضين السبع عبارة عن طبقات بعضها فوق بعض ، المسافة بين كل طبقة و الأخرى ، كالمسافة بين السماء الأولى و السماء الثانية !! أي 500 عام ! و هذا سيجعل حجم الأرض و قطره و عمقه أكبر بكثير من الواقع و الحقائق العلميّة ... أليست هذه مشكلة عويصة تفرض علينا تضعيف بعض تلك الأحاديث ؟؟!!!


و سأحاول الرد إن شاء الله على هذا الجزء نقطة نقطة :

أخي الفاضل أبو عمر،
ليس هناك و لله الحمد أدنى تناقض، ما قصدته هو أن السبع أرضين ليست هي الطبقات الجيولوجية تحديدا ، أولا لأنه لا يمكننا الجزم بذلك في حدود معطيات العلم الحديث، و ثانيا لامتناع الوصف و المطابقة بين ما اكتُشف و بين المنصوص عليه من وجوه، و إليك بيان ذلك :

أولا : فالطبقات الجيولوجية مختلف فيها بحسب المواقع العلمية هل هي 4 أم 5 أم 6 أم 7 و هناك طبقتان يقسمونهما إلى طبقتين أخريين، و هذه تقسيماتهم و ليست تقسيمات قرآنية بحيث قد يستجد علينا تقسيم آخر، و مع ذلك ليس هناك حتى الآن ما يثبت عددها علميا، لأن الوسائل المعتمدة في ذلك هي وسائل قياس بالاعتماد فقط على علم الزلازل و ليس بالدخول إلى باطن الأرض فهذا مستحيل على الأقل في وقتنا، فإذن هي وسائل قياس لا مشاهدة ، و في ذلك قال ''هنري ديك'' عالم الجيوفيزياء في معهد “وودز هول” لعلوم المحيطات، بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، ؛ في تصريحات صحفية أن الوصول لهذه الحدود العميقة للأرض هو أحد المساعي الكبرى التي يسعى لها العلم خلال القرن الحادي والعشرين. بعض العلماء يشبه إمكانية الوصول إلى طبقة موهو وأخذ عينات للصخور منها، بإطلاق المكوك الفضائي أبوللو إلى القمر والعودة بعينات جيولوجية منه. لكن المشكلة هنا أن الوصول لهذا العمق أكثر صعوبة بكثير من وصولنا إلى سطح القمر!

المصدر و هو حديث العهد (https://www.sasapost.com/penetrating-earth-crust/)
https://www.sasapost.com/penetrating-earth-crust/

بل إن البشر لا يدرون على وجه الدقة و اليقين حتى بتفاصيل أعماق المحيطات ليحيطوا علما بتفاصيل أعماق الأرض فلا داعي للتحدث عن معطيات العلم بثقة زائدة كأنها معطيات الوحي !

الشاهد : ليس كلما جاءنا العلم باكتشاف جديد نسابق إلى مطابقته لما في القرآن الكريم دون نظر في الحيثيات و دون دراسة معمقة، إلا أن يكون في القرآن دلالة قاطعة على مطابقة الكشف من جميع الأوجه، فلا نقول بالتطابق من باب الظن و حسب.
لماذا ؟ لأن العلم مهما تقدم فلن يتقدم بين يدي العلم الإلهي و هو قد يكون شاهدا نعم لكن عندما تكتمل الصورة و لا يكون هناك مجال للشك أو التردد في قبول التفسير العلمي.

أمثلة على الآيات و الأحاديث ذات التفسيرات العلمية التي لا تقبل الشك :

الكون كان دخاناً :
http://www.kaheel7.com/ar/index.php/2010-02-02-20-06-04/1611-2014-01-17-14-04-08
توسع الكون :
http://www.kaheel7.com/ar/index.php/2010-02-02-20-06-04/391------2011
الصفة الدقيقة للشمس و القمر :
http://www.kaheel7.com/ar/index.php/2010-02-02-20-06-04/412-2012-04-17-12-37-26
خلق الانسان :
http://quran-m.com/quran/article/2864/فيديو-رائع-يتحدث-عن-الإعجاز-في-خلق-الانسان-بالأدلة-العلمية
موعد تحرك الجنين :
http://quran-m.com/quran/article/2654/موعد-تحرك-الجنين-معجزة-علمية
قبلة مسجد اليمن :
http://quran-m.com/quran/printarticles/2250
تمدد الكون :
http://quran-m.com/quran/article/2852/تمدد-الكون
مرور البرق ورجوعه :
http://quran-m.com/quran/article/2666/مرور-البرق-ورجوعه-معجزة-نبوية
تميز بول الغلام الرضيع :
http://quran-m.com/quran/article/2721/تميز-بول-الغلام-الرضيع-من-دلائل-النبوة-الخاتمة
نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ :
http://quran-m.com/quran/article/2556/نَاصِيَةٍ-كَاذِبَةٍ-خَاطِئَةٍ
الحجر الصحي :
http://quran-m.com/quran/article/2533/الحجر-الصحي
حديث الثلث :
http://quran-m.com/quran/article/2130/الإعجاز-العلمي-في-حديث-الثلث
الحاجز بين بحرين :
http://quran-m.com/quran/article/2936/مرج-البحرين-يلتقيان-بينهما-برزخ-لا-يبغيان
البحر اللجي :
http://quran-m.com/quran/article/2574/أو-كظلمات-في-بحر-لجي-يغشاه-موج

ثانيا : امتناع الوصف و المطابقة
علاوة على ما ذكرنا فقد اكتشفوا أن هناك طبقتان جيولوجيتان سائلتان مائعتان و لا يصح أن تسمى هاتان الطبقان أرضا فهذا يتنافى مع اللغة و الاصطلاح، و هاتان الطبقتان هما :
الأولى : نطاق الضعف الأرضي (Asthenosphere)، ويمثل النطاق الفوقي من أوشحــة (Upper Mantle)، ويمتد من عمق 65 كم إلى عمق 700 كم في داخل الأرض، وهو في حالة مائعة، لزجة، شبه منصهرة، تحت ضغط عال، وفي درجة حرارة قريبة من درجة الانصهار، مما يؤدي إلى سلوك المادة فيه سلوكًا مرنًا.
الثانية : اللب الخارجي للأرض (Outer Core)، ويتكون من مواد سائلة تتركب أساسًا من الحديد والنيكل وقليل من الكبريت (أو السيليكون)، ويمتد إلى عمق 5200 كم، ويطلق عليه اسم اللب السائل أو اللب المائع (Liquid or fluid core).
فالأرض أرض و البحر بحر و النار نار ، لكل هذه المسميات معنى واضح منفصل في اللغة العربية و في اللغات العالمية فينبغي عدم الخلط بينها خاصة عندما نريد إسقاط نص قرآني أو حديثي فلا نحمله من المعاني ما لا يحتمل.
و من هنا يتضح لك خطأ التسرع في كثير من التفاسير الحديثة للقرآن الكريم تفسيرا علميا دون التدقيق في الفروقات اللغوية و الاصطلاحية و العلمية.

هذا مع انتفاء التطابق التام أيضا من جهة الإحكام في الخلق، فالطبقات المكتشفة بحسب معطيات العلم لا تماثل السموات في تراصها و ترتيب بنائها على وجه الدقة و الإحكام، فطبقات الأرض الموصوفة علميا – أو لنقل حسب فرضية العلم الحديث هذا أصح - متداخلة مع بعضها وعلى مستويات و أبعاد و أحجام غير متزنة و لا متناسقة كما في الصورة :

http://store1.up-00.com/2016-03/145805926472141.jpg (http://www.up-00.com/)[/URL]

و عليه قلت بداية إن من التكلف إسقاط معنى السبع أرضين في القرآن و الحديث على الطبقات الجيويوجية.

و طبعا يبقى الإشكال مطروحا حول ماهية السبع أرضين المذكورة في القرآن و الحديث و عن أماكنها و أبعادها من الأرض و حتى الآن لم أتطرق إلى إجابة هذا الإشكال، فأقول مستعينا بالله :

أولا : نحن نؤمن بوجود سبع أرضين كما أخبرنا ربنا جل و علا و رسول ربنا صلى الله عليه و سلم الصادق المصدوق فيما صح عنه.
ثانيا : نؤمن بأن هذه السبع أرضين ليست منفصلة عن الأرض أو متمثلة في سبع كواكب لأن هذا يتعارض مع النص المحكم الصريح عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه و سلم : مَنْ ظَلَمَ مِنْ الْأَرْضِ شَيْئًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ. رواه البخاري
و قد نسيت فعلا أن أستشهد بحديث آخر صحيح و هو أصرح في هذا الباب ، حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أخذ من الأرض شيئاً بغير حقه خُسِفَ به يوم القيامة إلى سبع أرضين)). أخرجه البخاري
ما يدل على أن الارضين السبع متصلة لا منفصلة و أنها تنتمي كلها إلى المجال الأرض. كما أن السموات السبع تنتمي جميعها إلى السماء.
ثالثا : بالنسبة لإسقاط معنى السبع أرضين على الطبقات المكتشفة ، ما دام ليس لدينا حتى الآن وصف دقيق سواء شرعي نصي قرآني أو حديثي يخبرنا عن كيفية و ماهية الأرضين السبع و لا وصف علمي في الجهة الأخرى يخبرنا عن وجود طبقات أرضية تتطابق في وصفها من جميع الأوجه مع الوحي فإننا نتوقف و نمر النصوص كما جائت لا نصرفها عن ظاهرها و نسلم و لا نخوض فيما لا علم لنا به. لكننا نتمسك بالمحكم و لا ندعه باتباع المتشابه الذي لم تصل إليه علومنا و مداركنا.
فالله أعلم بما خلق و أعلم بما أخبر.

و هنا لا يضيرنا قول من قال : كيف تكون السموات بأبعاد خيالية إزاء سبع أرضين لا تشكل سوى نقطة تافهة في هذا الكون مترامي الأطراف، هنا نستحضر خلق الإنسان نفسه و أن حقارة حجمه لا تؤثر بحال في ذات القيمة التي الكبرى التي منحها الله له.

و قد قال الله تعالى ردا على أمثال هؤلاء الذين يستصغرون شأن بعض مخلوقاته لوجود ما هو أعظم خلقا :
( إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ) [البقرة:26]

فاسمع إلى عجائب البعوضة التي لا تساوي شيئا بمقاييسنا نحن فضلا عن المقاييس الكونية حين نتكلم عن الأبعاد :
[url]https://www.youtube.com/watch?v=Mt-2MW2_3Ao (http://www.up-00.com/)

و معلوم أن الله تعالى يخلق ما يشاء و يختار و أنه اختار الأرض لعباده بل لصفوة خلقه فقيمتها المعنوية لذلك أعظم عند الله من قيمة أكبر الأجرام السماوية و التي لا تضاهيها حجما بنسب خيالية.

و تتمة للرد على هذه النقطة أستذكر ما قلته آنفا :

فلا نعلم للأبعاد عند الله تعالى قيمة مضافة حين يتعلق الأمر بإظهار بديع صنع الله أو في أفعال الله التي نعلمها كالإختيار و التكليف فهذا الإنسان على حقارته في الكون أمره عظيم ، و هذه الأرض أيضا على تناهي صغرها بالنسبة إلى المجرات و فضاءات الكون الواسعة بل الخيالية لها عند الله شأن عظيم، بل لقد اكتشف الإنسان نفسه و هو المخلوق من حيوان منوي غير مرئي كيف خلق الله عجائب فيه و في الكائنات حوله متناهية في الصغر و أفاضت علوم في الحديث عنها كعلم الفيزياء و البيولوجيا و غيرها على مستويات جزيئية بل نانومترية، مما لا عبرة معه بربط القيمة بالحجم أو البعد.
و كذلك جاء في الأخبار عن النبي صلى الله عليه و سلم أن في الأرض التي تُقلّنا عجائب غير مرئية لنا من ملائكة و جن و برزخ بل لقد تظافرت النصوص على وجود ما هو أعظم في ثنايا هذه الأرض و هو النار الكبرى التي وعدها الله الكافرين و غير ذلك من الأمور الغيبية التي لا تطالها علومنا و لا عقولنا و اختص الله نفسه بعلمها و من شاء من خلقه.


و يوم القيامة طبعا يبدل الله الأرض غير الأرض و السموات لتتناسب مع حجم الموقف العظيم و نزول الجبار جل و علا للفصل بين عباده.
و يؤتى بجهنم بعد أن يجعلها الله حيث يشاء من الأرض و يجعل الجنة حيث يشاء.


و من ثمّ ،، تتكلّم عن الأرض و كأنّه في عالم الغيب ! بينما كوكب الأرض الذي نعيش فيه ينتمي إلى عالم الشهادة ، حيث أصبحنا نعلم قطر الأرض و حجمه و مساحة الياسبة و مساحة الماء ، و نسبة كلّ منهما بالنسبة للأرض .


كلامنا أخي عن السبع أرضين، و كما أثبتت لك هي ليست من المشهود حتى من الناحية العلمية التجريبية و يستحيل في الوقت الراهن على الأقل الوصول إلى ماهيتها.
لكننا نسلم بوجودها لأنها وردت في القرآن الكريم و السنة النبوية ، و ليس هناك ما يدل على أنها تعني كواكب أخرى في مجموعات شمسية أخرى.

و الآن سأعمل على توجيه الكامرا إليك أخي – إلى تناقض وقعت فيه هنا من حيث لا تقصد، فأنت في البداية كنت حريصا على إلغاء حصر مفهوم السموات السبع و أن المقصود به سموات الخلق الكبرى و العلى و التي تحتوي أدناها النجوم و الأجرام السماوية المشهودة.

ثم أنت هنا و من حيث لا تشعر تنافح عن رأي ينقض هذا المذهب و هو أن الأرضين السبع ليس مكانها أرضنا و لكنها منفصلة .. هذا إن لم تكن تنكر وجود الأرضين السبع رأسا و هذا ما لا تريد قوله طبعا و لا ينتفي إلا بالتسليم بأن الأرضين السبع منتمية إلى الأرض.

أوضح أكثر للقارئ : أخي أبو عمر جادلني في مفهوم السموات السبع و عارضني بإشكالات مفادها القبول بالتفسير الآخر : أن السموات السبع هي طبقات الغلاف الجوي.
ثم هنا استدار في النقاش ب360 درجة فبدل أن يؤكد على أن الأرضين السبع من المفترض أن تكون أجزاء من الأرض بمقتضى هذا التفسير و تماشيا معه قال بفرضية تبطله و هي وجود الأرضين السبع في مكان آخر من الكون.

لماذا ستبطله : لأنه لا يعقل أن يكون الأرضون السبع خارجة عن نطاق السموات السبع الكبرى بحال. هذه السموات التي وُصفت بأوصاف كثيرة تظهر عظمتها و احتواءها للأجرام السماوية من بدايات الخلق.

فعلى أي رأي سأبني نقاشي معك يا أخي أبا عمر


فكيف يمكن التوفيق بين الحقائق العلميّة و بين بعض الروايات التي تقول بأنّ الأراضين السبع عبارة عن طبقات بعضها فوق بعض ، المسافة بين كل طبقة و الأخرى ، كالمسافة بين السماء الأولى و السماء الثانية !! أي 500 عام ! و هذا سيجعل حجم الأرض و قطره و عمقه أكبر بكثير من الواقع و الحقائق العلميّة ... أليست هذه مشكلة عويصة تفرض علينا تضعيف بعض تلك الأحاديث ؟؟!!!

هنا أبعدت النجعة يا أخي أبا عمر، أين قلنا يا أخي أو قال أحد إن الأرضين السبع بينها من المسافات كما بين السموات ؟ و أي حديث ستضعفه بناء على هذا القول الذي لم يقل به أحد أصلا ؟

يتبع إن شاء الله بالرد على النقطة الثالثة، و اعذروني في التأخير لأن الوقت لا يسمح لي بالمتابعة لاستكمال الرد على كل النقاط.

ابن سلامة القادري
03-16-2016, 11:20 AM
ثالثا : تقول في محاولتك الردّ على الإشكال الثّاني أنّ الأرض تحوي عوالم غيبية لا نعلمها من ملائكة و برزخ و نار !!! و هذا كلام غريب ، فالنّار حسب الروايات قعرها مسافة 70 خريفا ، كما في حديث أبي هريرة ! و أنّ نار الدنيا 70 من 70 جزء من نار جهنّم . فإن كانت النّار في باطن كوكب الأرض ، فهذا يعني أنّ حرارة كوكب الأرض أكثر من حرارة الشمس سبعين مرّة !! فهل هذا القول يوافق الواقع و الحقائق العلميّة ، التي أكّدت أنّ الأرض لو اقتربت من الشمس ولو مسافة قصيرة لاحترقت ! أضف إلى ذلك أنّ أحاديث المعراج تقول بأنّ الرسول حين عرج إلى السموات رأى النّار ، و رأى نساء يتعذّبن في النّار ! فهل النّار في السموات العلا أم في الأراضين السفلى ؟؟!!!! أليس هذا تناقض يلزم إعادة القراءة ؟؟!!


أولا من الناحية الحديثية :
للأسف أخي أبو عمر، كنت أظنك أكثر اطلاعا على الأحاديث و فقهها ، و هاأنت ذا تطرح إشكالات عوام فرغ منها أهل العلم ردا و بيانا .. و قبل أسبوعين دار هنا في المنتدى نقاش في هذا الموضوع تعليقا على موضوع قديم للأخ عبيد الله في الرد على شبهة أثيرت حول حديث '' اشتكت النار إلى ربها '' الذي رواه البخاري و مسلم و غيرهما، و طرح فيه ما يكفي من أدلة للإقتناع بأن النار في الأرض بمجموع النصوص التي تدل على ذلك و شروحات العلماء التي تؤكدها و تدرء الشبهات عنها. و أدرك كما تدرك أن هذا من تقصيرك في دراسة الأحاديث الصحيحة و فقهها و التي ربما كنت يوما ما تنكرها بمجرد أن لا توافق عقلك حتى دون نظر في قوة سندها و في الكم الهائل من العلم الذي ورثناه عن علماء الأمة في فهمها و التوفيق بينها مع رد غيبها إلى الله تعالى، ذلك هو الظاهر أخي من تحليلاتك البعيدة تارة عن منهج السلف و من تبعهم إلى يوم الدين.

أرجو أنك تقرأ هذا الموضوع فهو مستوف مع التعليقات :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?54853-%D1%CF-%D4%C8%E5%C9-%C7%D4%CA%DF%CA-%C7%E1%E4%C7%D1

و النار ليست في السماء كما ذكرت بالإعتماد على أحاديث المعراج. هذا جواب مختصر شامل لابن عثيمين رحمه الله حول هذه المسألة الغيبية :
هي في الأرض، ولكن قال بعض أهل العلم: إنها هي البحار، وقال آخرون: هي في باطن الأرض، والذي يظهر أنها في باطن الأرض، ولكن ما ندري أين هي من الأرض، نؤمن بأنها في الأرض وليست في السماء، ولكن لا نعلم في أي مكان هي على وجه التعيين، والدليل على أن النار في الأرض ما يلي:

قال الله تعالى: {كلا إن كتاب الفجار لفي سجين}، وسجين هي الأرض السفلى، كذلك جاء في الحديث فيمن احتضر وقبض من الكافرين فإنها لا تفتح لهم أبواب السماء، ويقول الله تعالى: "اكتبوا كتاب عبدي في سجين وأعيدوه إلى الأرض"، ولو كانت النار في السماء لكانت تفتح لهم أبواب السماء ليدخلوها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أصحابها يعذبون فيها، وإذا كانت في السماء لزم من دخولهم في النار التي في السماء أن تفتح أبواب السماء.

لكن بعض الناس استشكل وقال: كيف يراها الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة عرج به وهي في الأرض؟ وأنا أعجب لهذا الاستشكال!! إذا كنا ونحن في الطائرة نرى الأرض تحتنا بعيدة وندركها، فكيف لا يرى النبي صلى الله عليه وسلم النار وهو في السماء؟
و في الحديث الذي ذكرت نفسه أي حديث سعة النار و قعرها الذي رواه مسلم و ذُكِر فيه سقوط الحجر و سماع الصحابة له رضي الله عنهم دلالة أيضا على أن النار في الأرض كما قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله في المنتظم : ومما يدل على أن النار في الأرض حديث أبي هريرة قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فسمعنا وجبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما هذا؟ قلنا: الله أعلم. قال: هذا حجر أرسل في جهنم منذ سبعين خريفاً، فالآن انتهى إلى قعرها. انفرد بإخراجه مسلم. فإن قيل كيف تكون جهنم في الأرض، وقد رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج فجوابه من وجهين:
أحدهما: أنه رآها في الأرض في طريقه إلى بيت المقدس، وقد روينا عن ابن الصامت أنه رؤي على سور بيت المقدس الشرقي يبكي، فقيل له في ذلك، فقال ههنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أنه رأى جهنم.
والثاني: أنه لا يمتنع في القدرة أن يرى جهنم في الأرض وهو في السماء، وقد بدى له المقدس وهو بمكة فوصفه للقوم. اهـ
و في القرآن الكريم أيضا إشارة إلى استحالة البحر يوم القيامة نارا أيضا بفعل النار التي في باطن الأرض و التي لم يكتشفها العلم إلا حديثا و هو أحد مواطن الإعجاز العلمي أيضا.

أما من ناحية الواقع و العلم التجريبي :
و ردا على إشكالين طرحتمها : إشكال القعر و إشكال الحرارة، فليس في ذلك ما يوهم التعارض بين النص و الواقع كما توهمت، فأقول ردا على الأول إن شاء الله :
النار من الغيب الذي لا يقاس بالمقاييس الدنيوية و ليس بالضرورة أن يطلع الناس على أبعادها ليؤمنوا بها ، كما ليس بالضرورة أن تكون هذه الأبعاد من جنس الأبعاد التي نعرفها في عالمنا ، فهناك المكان غير المكان و الزمان غير الزمان، كما جاءت بذلك نصوص كثيرة تصف عالم الملائكة و البرزخ ، هذه النصوص التي إن أعملت فيها عقلك فستردها مباشرة و لو أيقنت أنها من رسول الله صلى الله عليه و سلم، و منها :
- ما رواه الترمذي عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ ، أَطَّتْ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ ، وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ) وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة"
- ضغطة القبر
- نعيم القبر و عذابه
- و أن الميت يفسح له في قبره مد البصر
- و أن الكافر يصرخ من ضربة الملك صرخة يسمعها كل شيء إلا الإنس و الجن،

و من ذلك أيضا سماع النبي صلى الله عليه و سلم لعذاب القبر : ( إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ ) . رواه مسلم

و أقرب من ذلك عالم الملائكة الكتبة الذين يعلمون ما توسوس به أنفسنا و عالم الجن و عالم الروح، فالروح التي بين جنبيك هي أقرب حقيقة غيبية إليك و مع ذلك فأنت لا يمكنك قياسها ماديا، بل أقول لك : إن الروح أكثر حقيقةً و أقوى وجوداً و أظهر أثراً و تأثيراً من الجسد مع أنها غيب لا تراه و لا يقاس علميا لأن العبرة بالمؤثر لا بالمتأثر.

فالله تعالى جعل عوالم غير مرئية لكنها أقوى حضورا في العالم المشهود بإذنه فلا نرى منها و لا نشهد و لا نسمع إلا ما شاء. (و لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء)

و استشكالك وجود هذه العوالم هو أقرب إلى التكذيب من الإثبات و هو ما يحملك على تضعيف ما لم يتقبله عقلك من صحيح الأحاديث و صريحها.

و اعلم أخي أن الأوائل كانوا أولى بتكذيب هذه النصوص منا لأنهم لم يعرفوا كما عرفنا بوجود أبعاد فيزيائية داخلة أو موازية للوجود المادي و منها أبعاد مكانية و أخرى زمانية ، و قد وصلنا تقريبا إلى حافة هذا العالم المادي بفضل هبة علم الفيزياء الإلهية التي فتحت على الإنسان آفاقا رأى من خلالها و أيقن بآيات الله التي كانت على عهد الصحابة رضي الله عنهم غيبا مطلقا و مع ذلك آمنوا بها و أيقنوا تصديقا للصادق المصدوق .

فآمنوا بالملائكة و لم يعرفوا خصائص الضوء و الكهرباء و الجاذبية و آمنوا بالجن و لم يعرفوا خصائص النار و آمنوا بالإسراء و المعراج و الملأ الأعلى و السموات السبع و صعود الملائكة إلى ربهم في لحظات في يوم كان مقداره عندنا 50 ألف سنة و آمنوا بنزول الله تعالى في عالم الغيب كل ليلة إلى السماء الدنيا و لم يعرفوا خصائص الفيزياء.

فهناك أبعاد لا يعلمها إلا الله تفوق الأبعاد الثلاثة التي نعرفها من طول و عرض و ارتفاع ، و قد وصل العلم فعلا إلى حدود المادة و أصغر شيء مفترض ، و يحدثنا العلم اليوم عن أشياء لا تتخيلها العقول و مع ذلك نصدقها و من ذلك النظرية النسبية و نظرية الأوتار الفائقة التي تتحدث عن أبعاد لأصغر جزيئات المادة و في هذا أيضا إعجاز للقرآن الكريم الذي أخبرنا بوجود أبعاد لم نكن لنصدقها إلا من خلال آخر النظريات و أحدث الكشوف الفيزيائية و في ذلك يقول الله تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم
{فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ . وَمَا لَا تُبْصِرُونَ}

و على أساس ذلك نصدق رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم في كل ما أخبر ، أنه سرى و عُرج به إلى السموات العلى و نؤمن به و له في أبعد من ذلك كما قال الصديق أبو بكر رضي الله عنه أن الوحي يأتيه من السماء في غدوة أو روحة، و نؤمن أنه من آيات ربه الكبرى فرأى النار و سمع عذاب القبر و سمع صحابته الحجر وقع في قعر جهنم و نؤمن بأن بُعد قعرها سبعين خريفا كما أخبر و أن حرارتها ضعف حرارة النار التي نوقدها سبعين مرة ..

ثم لا إشكال في ارتفاع حرارة باطن الأرض ، فهو بحرارة سطح الشمس 6000 كالفن أي ضعف حرارة النار على السطح بنفس المقدار تقريبا، مع أني لا أجزم بأن باطن الأرض هو ذاته جهنم و العياذ بالله لكنها موجودة بالفعل في سِجّين في الأرض السفلى بمجموع الأدلة و كما اتفق أهل العلم.

ابن سلامة القادري
03-16-2016, 12:44 PM
رابعا : بالنسبة لمحاولتك الردّ على الإشكال الثّالث ، فأنت لم تضع الإصبع على الجرح ! فالإشكال ليس في العدد و إنّما في المساحة و الحجم . فلو سأل سائل : ما عرض السّماء ؟ لأجبناه عرض كبير جدا حتى العلم المعاصر لم يعرف حجم الكون أو أبعاده النهائيّة ، و لكنّه أبعاد بملايين السنوات الضوئيّة ! فعندما تقول الآية : أنّ الجنّة عرضها كعرض السماء ، أي عرضها بملايين السنوات الضوئيّة ! و لكن إن سألنا : ما حجم كوكب الأرض ؟! سيكون الجواب مختلف تماما ، حيث سيكون الحجم صغيرا جدا مقارنة بالسماء . من هنا جاء الإشكال قائلا : هل يتناسب عطف عرض السموات مع عرض الأرض ، في حين أنّ الأرض بالنسبة للسموات كخاتم في صحراء بل أصغر من ذلك بكثير . بينما لو اعتبرنا السماء غلاف الأرض فهناك تناسب بين الحجمين فلم يكن في العطف إشكال.. هذا جوهر الإشكال الثّالث !


سبق الرد عليه مفصلا من حيث اعتبار أن القيمة لا تتعلق بالحجم ولكن بالاختيار و الإصطفاء الإلهي و الله تعالى لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها : العبرة بالإحكام و التعقيد و الحكمة وراء الخلق .. و أضيف أن الله تعالى حين يخاطبنا في القرآن الكريم يخاطبنا على قدر ما نرى و ما نعقل ، و مناط التكليف هو المساحة التي وُجدنا فيها و البعد الذي نراه و نسمعه و نحسه ، فلو كنا نعيش على المستوى الجزيئي خلايا مثلا أو حشرات لكان خطابه لنا بحسب ذلك.

تماما كما قال ربنا عن ذي القرنين لما بلغ مغرب الشمس : (حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة) فهي تغرب في عين حمئة بالنسبة إليه لا بالنسبة إلى الحقيقة و الواقع.


خامسا : أرى أنّ هناك خلطٌ واضح بين عالم الغيب و عالم الشهادة ! فعالم الغيب هو ماوراء السماء الدنيا التي نعرفها أي خارج كوننا المنظور ! أمّا داخل كوننا المنظور فيُعتبر من عالم الشهادة ، و لكن فيها بعض الكائنات الغيبيّة التي تعجز حواسنّا عن التوصّل إلى وجودها . لكن هذا لا يخوّلنا لأن نقول بأنّ كوكب الأرض بداخله طبقات في كل طبقة ملائكة و جن و كائنات ينزل فيها الوحي ! فالأرض محكومة بحجم خارجي معلوم للجميع بأدلّة يقينيّة ، فإن كان هناك عالم غيب بداخل كوكب الأرض ، فيجب أن لا يكون حجم هذا العالم الغيبي أكبر من عالم الشهادة المتمثّلة بقطر كوكب الأرض و مساحته و حجمه.. من أجل ذلك قلت بأنّ هذا الموضوع لا يتمّ بحثه بالاعتماد على الروايات الظنيّة فقط ، بل بالتوازي مع الاستقرار المعتمد على قراءة الوقع و معرفته كما هو !


و من قال : بأنّ كوكب الأرض بداخله طبقات في كل طبقة ملائكة و جن و كائنات ينزل فيها الوحي !

هل قلت ذلك ؟؟
ثم لقد قال الله تعالى : و أوحى في كل سماء أمرها و لم يقل في كل أرض أمرها.

ثم ألا ترى معي يا أخي أبو عمر أنك عدت لنفس التناقض فبعد إنكارك أن تكون السموات أعظم خلقا من الأرضين السبع تتبع ذلك مباشرة : كيف تحتوي الأرض على أرضين سبع و أنها من المفترض أن تحتوي عوالم كبيرة ؟

ابن سلامة القادري
03-16-2016, 12:51 PM
المدرسة الأولى تقول : لا يمكن لقراءة الواقع أن يؤدّي إلى فهم مراد الله في الآيات الكونيّة بأفضل من فهم السابقين !
المدرسة الثانية تقول : يمكن لقراءة الواقع أن يؤدّي إلى فهم مراد الله في الآيات الكونيّة بأفضل من فهم السابقين !


عن أي مدرستين تتحدث يا أخي أبو عمر :confused:؟ و هل الضوابط التي ذكرتها إلا إحالة مباشرة على ما أسميته بالمدرسة الأولى ؟
ففرق بين إحداث فهم جديد و فقه جديد للآيات و بين تحقق فهم أحسن للآيات يتقيد بضوابط التفسير التي أجمع عليها السلف و شذ عنها بعض الخلف.
و لو أنك طبقت هذه الضوابط التي ذكرت منذ بداية النقاش لما علّقتََ على الموضوع بكلمة.

أبو عمر النفيس
03-16-2016, 01:15 PM
الرد على القسم الثاني من مداخلة أخي أبو عمر النفيس برقم #13 :
و سأحاول الرد إن شاء الله على هذا الجزء نقطة نقطة :
أخي الفاضل أبو عمر،
ليس هناك و لله الحمد أدنى تناقض، ما قصدته هو أن السبع أرضين ليست هي الطبقات الجيولوجية تحديدا ، أولا لأنه لا يمكننا الجزم بذلك في حدود معطيات العلم الحديث، و ثانيا لامتناع الوصف و المطابقة بين ما اكتُشف و بين المنصوص عليه من وجوه،
هذا مع انتفاء التطابق التام أيضا من جهة الإحكام في الخلق، فالطبقات المكتشفة بحسب معطيات العلم لا تماثل السموات في تراصها و ترتيب بنائها على وجه الدقة و الإحكام، فطبقات الأرض الموصوفة علميا – أو لنقل حسب فرضية العلم الحديث هذا أصح - متداخلة مع بعضها وعلى مستويات و أبعاد و أحجام غير متزنة و لا متناسقة
نؤمن بأن هذه السبع أرضين ليست منفصلة عن الأرض أو متمثلة في سبع كواكب لأن هذا يتعارض مع النص المحكم الصريح عن سعيد بن زيد عن النبي صلى الله عليه و سلم : مَنْ ظَلَمَ مِنْ الْأَرْضِ شَيْئًا طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ. رواه البخاري
و قد نسيت فعلا أن أستشهد بحديث آخر صحيح و هو أصرح في هذا الباب ، حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أخذ من الأرض شيئاً بغير حقه خُسِفَ به يوم القيامة إلى سبع أرضين)). أخرجه البخاري
ما يدل على أن الارضين السبع متصلة لا منفصلة و أنها تنتمي كلها إلى المجال الأرض. كما أن السموات السبع تنتمي جميعها إلى السماء.
و هنا لا يضيرنا قول من قال : كيف تكون السموات بأبعاد خيالية إزاء سبع أرضين لا تشكل سوى نقطة تافهة في هذا الكون مترامي الأطراف، هنا نستحضر خلق الإنسان نفسه و أن حقارة حجمه لا تؤثر بحال في ذات القيمة التي الكبرى التي منحها الله له.
هنا أبعدت النجعة يا أخي أبا عمر، أين قلنا يا أخي أو قال أحد إن الأرضين السبع بينها من المسافات كما بين السموات ؟ و أي حديث ستضعفه بناء على هذا القول الذي لم يقل به أحد أصلا ؟
[/COLOR]

أولا : أساس الإشكال الذي طرحته يقوم على أمرين : الأوّل : مكان الأراضين السبع ، الثّاني : حدود الأراضين السبع. فأمّا الأمر الأوّل فإنّ القول بأنّ الأراضين السبع تنتمي إلى الأرض التي نعيش فيها ، فهذا يلزم أحد مكانين : إمّا باطن الأرض و إمّا ظاهر الأرض. من هنا ألزمتك باعتبار الأراضين السبع هي الطبقات الجيولوجيّة مادمت لا تقول بأنّ الأراضين السبع هي في ظاهر الأرض ، و بالتالي تكون وقتها القارات السبع ! هذا ملخّص الإشكال و الإلزامات التي تحويه.

ثانيا : بذلت مجهودا محترمًا و مقدّراً في تعليل سبب عدم التزامك بالتفسير الجديد للأراضين السبع و المتمثّل بالطبقات الجيوليّة ، و ملخّص تعليلاتك في أمرين كما هو مقتبس أعلاه . و النتيجة النهائيّة من هذا البيان الذي قدّمته هو أنّك تعتقد بأنّ الأراضين السبع في باطن الأرض ، لكن ليس بالضرورة أن تكون هي ذاتها الطبقات الجيولوجيّة ، لعدم ثبوت العدد ، و لوجود طبقات سائلة، و لعدم التناسق و الاتزان بينها !
و حققية أنا لا أرى أنّ التعليلات التي قدّمتَها تمنع قبول تفسير الطبقات الجيولوجيّة ؛ و ذلك لعدّة وجوه : الوجه الأوّل : معظم الأوساط العلميّة تقول بالطبقات الجيولوجيّة السبع ، و بالتالي تستطيع أن تأخذ في حال اختلافهم بالاطروحة العلميّة الموافقة لنصوصك الدينيّة ، بدل رفضها بالمطلق و التوقّف ! الوجه الثّاني : أرضنا التي نعيش عليها يغلب عليها الطبقة السائلة المتمثّلة في المحيطات. و مع ذلك يطلق على كوكبنا كوكب الأرض و ليس كوكب المحيطات ! فإن كنت ستعتبر الطبقة الجيولوجيّة السائلة ليست أرضا لغلبة السوائل فيها ، فمن باب أولى أن لا تعتبر أرضنا أرضا لنفس العلّة ؛ إذ تغلب الطبقة السائلة على اليابسة ! الوجه الثّالث : تقول معظم التفاسير السابقة بأنّ التماثل بين السماوات السبع و الأراضين السبع هو تماثل في العدد و الهيئة. فإذا علمنا أنّ السماوات السبع ليست متطابقة ، حيث أنّ السماء الأولى كحلقة في صحراء السماء الثانية ، و الثانية كخاتم في صحراء السماء الثالثة. فليس عجبا أن تكون الأرض السابعة أصغر من الأرض السادسة ، و السادسة أصغر من الخامسة. و ليس لك بأن تطلب بأن تكون متطابقة ؛ إذ السماوات السبع ليست متطابقة أصلا ! إلّا إذا كنت تقول بأنّ كلمة " مثلهنّ " هو تماثل العدد دون الهيئة ، و حينها أيضا لا يحقّ لك استشكال عدم تطابق الطبقات الجيولوجيّة. و عليه ،، فأنا أجد أنّ أصل المشكلة هو التزامك بالمدرسة الفكريّة القائلة بأنّه لا ينبغي أن يفهم اللاحقون خلاف ما فهمه السابقون. أمّا من لا يلتزم بهذه القاعدة فيمكنه أن يقبل بتفسير الطبقات الجيولوجيّة دون التفات للموانع التي أوردتها . مثل الدكتور زغلول النّجار الذي أوضح تصوّره للأراضين السبع في هذا الفيديو بقوله بأنّها هي الطبقات الجيولوجيّة السّبع !

https://www.youtube.com/watch?v=0P9b41UKTXU

ثالثا : في الحقيقة لو تمعنّا في الحديثين الذين أوردتَهما ، سنجد أنّهما لا يلزمان الاعتقاد بوجود الأراضين السبع في أرضنا هذه ! فالحديث الأوّل يتحدّث عن " الطوق " ، و الطوق لا يلزم أن يكون من أرضها بعضها في بعض ! فكواكب المجموعة الشمسيّة تطوّق الشمس ، برغم أنّها كواكب متباعدة ! كما أنّ هذا العذاب في الراجح أن يكون يوم القيامة. فإن قلت بأنّه في البرزخ فلايلزم أن يكون للجسد ، إذ الجسد مدفون في أمتار فقط ، أي في أرضنا هذه ، و ليس الميّت في تلك الأراضين الستّ ! فالتصوّر المطروح ليس من لوازم مدلول الحديث. و أمّا الحديث الثّاني فهو صريح بأنّه عن يوم القيامة ؛ لقوله : " خسف به يوم القيامة " . و حيث أنّ الله قد قال في كتابه العزيز " يوم تبدّل الأرض غير الأرض و السماوات " إبراهيم:48 ، فهذا دليل صريح بأنّ الأرض يوم القيامة ليست كالأرض في الدنيا. فإن كان الظالم سيخسف يوم القيامة إلى سبع أراضين ، فلا يلزم أن تكون أرض الدنيا كذلك ، بل يجب أن لا تكون كذلك ، من باب قوله تعالى : " غير الأرض " .. و بالتالي ليس لك أن تقول بأن الأراضين السبع في الدنيا في باطن الأرض ، بحجّة أنّها كذلك يوم القيامة . إذ لا تلازم ، باعتبار الأرض وقتها غير الأرض في الدنيا.
من هنا اتّضح أنّ التفسيرات المطروحة ، ليست مبنيّة أصلا على نصوص صريحة ، و بالتالي لا يلزم أن تكون تفسيرات صحيحة ؛ إذ معظم تلك النصوص تتحدّث عن الأرض يوم القيامة . من هنا أجد أنّ إعادة القراءة المتدبّرة المتأمّلة مطلوبة.

رابعا : بالنسبة للحديث الذي تسألني عنه ، فهو مارواه ابن حبّان عن أبي ذرّ - و صحّحه - أنّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم قال : ( ما السّماوات السبع و ما فيهنّ و ما بينهنّ ، و الأرضون السبع و ما فيهنّ و ما بينهنّ ، إلاّ كحلقة ملقاة بأرض فلاة ) . قال الحافظ ابن حجر : " و أخرجه سعيد بن منصور في التفسير عن مجاهد بإسناد صحيح عنه". و الحديث واضح و صريح بأنّ ما بين السماوات السبع هو ما بين الأراضين السبع ، في البعد و في مقارنة الحجم. فكما أنّ السماء الأولى إلى الثانية كحلقة ملقاة بأرض فلاة ، فكذلك الأرض الأولى إلى الثانية كحلقة ملقاة بأرض فلاة !! و أمّا الحديث الذي يذكر بأنّ ما بين السماء و السماء التي تليها مسافة 500 عام ، فهي أحاديث كثيرة ، البعض يصحّحها و البعض يردّها ! فإن رفضنا البعد بين كلّ سماء و الأخرى و اعتبرناها مجهولة ، فإنّ الحديث الأوّل يلزمنا بالتماثل بين البعد بين الأراضين السبع و بين السماوات السبع. و حيث أنّ كوكب الأرض التي نعيش فيها كروي أو بيضاوي و هذه حققية لا مجال للنّقاش حولها .. حيث لا مجال لافتراض أنّ أرضنا مسطّحة ! فلازم ذلك أنّ للكرة قطر ، و بالتالي لا يمكن أن يكون البعد بين الأراضين السبع أكبر من قطر أرضنا التي تحوي كل تلك الأراضي ! فلا يمكن للجزء أن يكون أكبر من الكلّ كما هو ثابت في المنطق . و متوسّط قطر الأرض التي نعيش على سطحها حوالي 6 آلاف كيلومترات. ولو افترضنا أنّ هناك تناسق في أبعاد الأراضين السبع ، فمعناه أنّنا نقسّم هذا البعد على 6 ، فيؤدّي إلى أن يكون البعد بين كل أرض و الأخرى هو 1 ألف كيلومتر فقط !!! و أخذا بمدلول الحديث أعلاه ، فيؤدّي ذلك أنّ البعد بين السماوات السبع هو نفس البعد!!! من هنا يتّضح جليّا أنّ كثيرا من تلك الروايات لو أخذنا بها دون الاتفات إلى حقائق الواقع ، سنقع في مغالطات و تناقضات لا حصر لها !!!! من هنا وجب التوقّف و التأمّل و إعادة القراءة و الفهم ، لمعرفة ما صحّ منها و ما لم يصحّ ، آخذين في الاعتبار حقائق الواقع...

ابن سلامة القادري
03-16-2016, 04:42 PM
أخي أبو عمر ، أهلا بك ، أرجو أن تقرأ باقي الردود على النقاط الخمس ، و أن تستكمل ردك إن كان عندك ما تضيفه أو تؤذنني في مواصلة الرد على مشاركتك الأخيرة.
حتى نستوفي كل النقاط بارك الله فيك و لا نكرر و نطيل على أنفسنا و على القارئ الكريم

أبو عمر النفيس
03-16-2016, 05:14 PM
للأسف أخي أبو عمر، كنت أظنك أكثر اطلاعا على الأحاديث و فقهها ، و هاأنت ذا تطرح إشكالات عوام فرغ منها أهل العلم ردا و بيانا ..
و النار ليست في السماء كما ذكرت بالإعتماد على أحاديث المعراج. هذا جواب مختصر شامل لابن عثيمين رحمه الله حول هذه المسألة الغيبية :
هي في الأرض، ولكن قال بعض أهل العلم: إنها هي البحار، وقال آخرون: هي في باطن الأرض، والذي يظهر أنها في باطن الأرض، ولكن ما ندري أين هي من الأرض، نؤمن بأنها في الأرض وليست في السماء، ولكن لا نعلم في أي مكان هي على وجه التعيين،
و ردا على إشكالين طرحتمها : إشكال القعر و إشكال الحرارة، فليس في ذلك ما يوهم التعارض بين النص و الواقع كما توهمت، فأقول ردا على الأول إن شاء الله :
النار من الغيب الذي لا يقاس بالمقاييس الدنيوية و ليس بالضرورة أن يطلع الناس على أبعادها ليؤمنوا بها ، كما ليس بالضرورة أن تكون هذه الأبعاد من جنس الأبعاد التي نعرفها في عالمنا ، فهناك المكان غير المكان و الزمان غير الزمان،
ثم لا إشكال في ارتفاع حرارة باطن الأرض ، فهو بحرارة سطح الشمس 6000 كالفن أي ضعف حرارة النار على السطح بنفس المقدار تقريبا، مع أني لا أجزم بأن باطن الأرض هو ذاته جهنم و العياذ بالله لكنها موجودة بالفعل في سِجّين في الأرض السفلى بمجموع الأدلة و كما اتفق أهل العلم.

لا أريد أن أطيل في الردّ على هذه الجزئيّة ؛ لأنّها ليست من صميم موضوع النّقاش !
ما أريد أن ألفت إنتباهك إليه ثلاث نقاط فحسب ، و هي :

النقطة الأولى : يجب التفريق بين عقيدة أنّ الجنّة حق و أنّ النّار حقّ ، و التي تعتبر من أصول عقائد الإسلام التي يؤدّي إنكارها إلى الكفر. و بين عقيدة أنّ الجنّة في السماء السابعة ، و أنّ النّار في الأرض السابعة ، و التي ليست من المعلوم من الدين بالضرورة ، و لا يضير الاختلاف فيها. إذ أراك تتحدّث عن العقيدة الثانية كما لو أنّها هي عينها العقيدة الأولى !

النقطة الثّانية : هناك خلطٌ واضح في كلامك بين النّار في الدنيا و بين النّار في الآخرة ؛ و هذا الخلط يلازمك في كلّ مشاركاتك ، كما أوضحت في مداخلتي السابقة ! فليس لك أن تقول بأنّ الجنّة يوم القيامة موجودة في السموات العلى ؛ إذ لا دليل على ذلك ... فجميع النّاس يحشرون على أرض المحشر ، ثم يدخلون الجنّة ، و لم نجد دليلا يقول بأنّهم يُعرجون إلى الجنّة ! في حين أنّ الجنّة في الدنيا في السموات العلا كما في حديث المعراج ، لكن لا يلزم أن تكون كذلك يوم القيامة .. و بالمثل ، إذا كانت الروايات تقول بأنّ النّار في الأرض السابعة في الآخرة ، فلا يلزم أن تكون كذلك في الدنيا .. لكن على كلّ حال لك أن تعتقد أنّها في الأرض السابعة دون السادسة و دون الخامسة !!

النقطة الثّالثة : إشكال القعر مرتبط بإشكال وجودها في باطن الأرض التي نعيش عليها ، و ليست الأرض التي تبدّل غير الأرض ! فكما ذكرت أكثر من مرّة ، الأرض كوكب مكوّر مدوّر كما تقول حقائق المشاهدة. و لا يمكن أن يوجد داخلها شيء أكبر منها ... إلا إذا قلنا أنّه مضغوط بداخلها ! و لا داعي للقول بأنّه يمكن للجزء أن يكون أكبر من الكلّ ! بمعنى أنّه يمكن أن نضع القمر في كوب ماء ! و القمر على حجمه الأصلي و كوب الماء في حجمه الأصلي .. لا داعي لمخالفة مسلّمات المنطق من أجل أمر غير ثابت. فإن كانت النّار في الأرض ، فهي أصغر من حجم الأرض. إلا لو كانت مضغوطة مقهورة لكي تحتويها الأرض. أمّا الحرارة فسلّمت لك أنّ باطن الأرض أشدّ حرارةً من باطن الشمس !!!! و المشكلة هنا ليست في النّار ذاتها ، فهي غيب محض لا علاقة لعالم الشهادة به . فللنّار قعرها و حرارتها الذي يخبرنا به الوحي و لا إشكال فيهما . لكن المشكلة هي في خلط هذا الأمر الغيبي بأمر مشاهد متمثّل في كوكب الأرض ، فأصبح هناك تفاعل بين عالم الغيب و عالم الشهادة ، أفرز ما أوردته من إشكالات ! بينما لا إشكال في وجود الجنّة في السماوات العلا ، لأنّ السماوات العلا ليست ضمن عالم الشهادة ، فعالم الشهادة محصور بالسماء الدنيا فقط لا غير . و خارج هذه السماء عوالم لا شأن للحس البشري و لا للعقل البشري فيها.

أبو عمر النفيس
03-16-2016, 05:29 PM
و الآن سأعمل على توجيه الكامرا إليك أخي – إلى تناقض وقعت فيه هنا من حيث لا تقصد، فأنت في البداية كنت حريصا على إلغاء حصر مفهوم السموات السبع و أن المقصود به سموات الخلق الكبرى و العلى و التي تحتوي أدناها النجوم و الأجرام السماوية المشهودة.
ثم أنت هنا و من حيث لا تشعر تنافح عن رأي ينقض هذا المذهب و هو أن الأرضين السبع ليس مكانها أرضنا و لكنها منفصلة .. هذا إن لم تكن تنكر وجود الأرضين السبع رأسا و هذا ما لا تريد قوله طبعا و لا ينتفي إلا بالتسليم بأن الأرضين السبع منتمية إلى الأرض.
أوضح أكثر للقارئ : أخي أبو عمر جادلني في مفهوم السموات السبع و عارضني بإشكالات مفادها القبول بالتفسير الآخر : أن السموات السبع هي طبقات الغلاف الجوي.
ثم هنا استدار في النقاش ب360 درجة فبدل أن يؤكد على أن الأرضين السبع من المفترض أن تكون أجزاء من الأرض بمقتضى هذا التفسير و تماشيا معه قال بفرضية تبطله و هي وجود الأرضين السبع في مكان آخر من الكون.
لماذا ستبطله : لأنه لا يعقل أن يكون الأرضون السبع خارجة عن نطاق السموات السبع الكبرى بحال. هذه السموات التي وُصفت بأوصاف كثيرة تظهر عظمتها و احتواءها للأجرام السماوية من بدايات الخلق.
فعلى أي رأي سأبني نقاشي معك يا أخي أبا عمر


من حقّك أن يكون لك تصوّر واضح حول موقفي من السماوات السبع و الأرضين السّبع ، لكي تعرف على أيّ رأي تبني نقاشك معي.. و سأوضّح موقفي من خلال عدّة نقاط :

أولا : في البداية أنا أقوم بغربلة و مقارنة الآراء و التفسيرات المطروحة حول المسألتين ، من خلال بيان أوجه التناقض و التعارض بين تلك التفاسير و بين بعض تلك الروايات التي اعتمدوا عليها في تشكيل تلك التصوّرات. و بعد إظهار حقيقة وجود بعض التعارض و بعض الإشكالات مع بعض تلك الروايات ، يمكن للمنصف أن يخفّف من تعصّبه لأحد تلك التفسيرات ، و أن يحاول إعادة القراءة لمحاولة التوصّل إلى أصحّ التفاسير و أصحّ الأفهام. و قد عمدت إلى تأكيد ذلك فيما يخصّ الأراضين السبع ، لأفكّ التلازم المطروح بينها و بين السموات السبع. فإن قمنا بفصل القضيّتين ، يمكن دراسة كلّ قضيّة على حده ؛ لأنّ إيجاد ترابط و تلازم بينهما سيوقعنا في الإشكالات التي أوضحتها في مداخلاتي السابقة .

ثانيا : بالنسبة لمنهجي العام في التعامل مع مثل هذه المسائل ، فأنا أنطلق من القرآن الكريم ذاهبا إلى السنّة النبوية بعد المرور على الحقائق العلميّة ، و أختم الرحلة بالجمع بين معطيات المصادر الثلاثة من خلال المنطق النقدي السّليم. ثمّ ما ينتج من هذه العمليّة رباعيّة الأبعاد هو ما أتبنّاه ، مع عدم حصر نفسي في لزوم تطابق النتائج مع نتائج السابقين. هذا هو المنهج بكلّ بساطة و وضوح ، و هذا فقط في مسائل عالم الشهادة ، أمّا مسائل عالم الغيب ، فالعمليّة تختلف.

ثالثا : بالإنطلاق من القرآن الكريم بخصوص موضوع " الأراضين السبع " فلا نجد في القرآن الكريم أيّة آية تتحدّث عن الأراضين السبع ! فقد توجد آية واحدة فيها إشارة قد يُفهم منها أنّ الأراضين سبع ، و هي قوله تعالى : " الله الذي خلق سبع سماوات و من الأرض مثلهنّ يتنزّل الأمر بينهنّ لتعلموا أنّ الله على كلّ شيء قدير و أنّ الله قد أحاط بكلّ شيء علما " الطلاق:12.. و بالتأمّل الموضوعي لهذه الآية ، أجد أنّها تحتمل فهمين :
الاحتمال الأوّل : أنّ الله خلق من الأرض سبع سموات ! كقول أحدهم : لديّ في بلاد العالم سبعة قصور ، و في بلدي مثلهنّ ! و بالتالي تكون لديه 7 قصور في بلاد العالم ، و مثلها في بلده أي مجموع القصور 14 قصر .. و بالمثل ، تكون هناك سبع سماوات في الكون ، و سبع سماوات من الأرض .. و أخذا بهذا الاحتمال يكون المقصود من قوله " مثلهنّ " هو طبقات الغلاف الجويّ التي هي سماوات من الأرض و طباق للأرض .
الاحتمال الثّاني : أنّ الله خلق من الأرض سبع أراضين ! كقول أحدهم : لديّ سبعة قصور ، و من السيّارات مثلهنّ ! و بالتالي تكون لديه 7 سيّارات كما أنّ لديه 7 قصور . و المثليّة هنا مثليّة العدد ،إذ لا مجال لمثليّة الهيئة بين القصور و السيّارات ! و بالعودة للآية الكريمة ، يجب أن نلتفت إلى أمر في غاية الأهميّة ، لا أجد المفسّرين يتوقّفون عليها كثيرا !! و هي قوله تعالى : " و من الأرض مثلهنّ " ، فالآية لم تقل : " و في الأرض مثلهنّ ". و شتّان في اللغة العربيّة بين حرف الجرّ " من " و حرف الجرّ " في " . ففي قوله تعالى : " ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا. و جعل القمر فيهنّ نورا و جعل الشمس سراجا " نوح:15-16. فاستخدم حرف الجرّ " فيهنّ " مما يدلّ على المكان ! بينما حرف الجرّ " من الأرض " لا يدلّ على المكان بل يدلّ على المصدريّة. فشتّان بين أن أقول : " ابن سلامة من دولة المغرب " و بين أن أقول : " ابن سلامة في دولة المغرب " . فالجملة الأولى تعني أنّ أصلك من المغرب لكن قد تكون حاليا في السعوديّة . بينما الجملة الثانية تعني أنّك في المغرب بغضّ النظر عن أصلك ! فعندما يقول الله " و من الأرض مثلهنّ " فمعناه مختلف تماما من قولهم " و في الأرض مثلهن" .. و من الواضح لكلّ منصف أنّ التفسيرات المطروحة تفترض أنّ الله قال : " و في الأرض مثلهنّ "، و هو لم يقل ذلك البتّة !

ثالثا : إذا أخذنا بالاحتمال الأوّل من تفسير الآية الكريمة ، فهذا يعني أنّه لا توجد آية قرآنيّة تقول بوجود الأراضين السبع. و بالتالي فمصدر هذه المسألة الأحاديث فقط . و معظمها تتحدّث عن يوم القيامة ، و بالتالي فالأراضين السبع هي يوم القيامة " يوم تبدّل الأرض غير الأرض " و ربّما لهذا العدد علاقة بعدد أبواب النّار ، كما في قوله " لها سبعة أبواب لكلّ باب منهم جزء مقسوم " الحجر:44 . و بالتالي تكون الأحاديث النبويّة صحيحة في سياق يوم القيامة . و الخطأ حصل من الاعتقاد أنّها تخصّ أرض الدنيا و أرض الآخرة معا !!!
أمّا إذا أخذنا بالاحتمال الثّاني من تفسير الآية الكريمة ، فالآية لا تقول بأنّ الأراضين السبع في الأرض ، بل تقول أنّها من الأرض . و بالتالي فالفهم الصحيح الذي أراه أكثر انساجاما هو ما قاله عبد الله بن عبّاس رضي الله عنه ، و استنكر قوله المفسّرون برغم صحّة إسناد المقولة إليه. فتكون الأراضين السبع هي كواكب توجد فيها كائنات مكلّفة . لذلك قال تعالى : " يتنزّل الأمر بينهنّ " ، و قال أيضا : " و ما من دابّة في الأرض و لا في السّماء " و الآية واضحة أنّ في السّماء دواب ، ولا يصحّ القول بأنّ الدوابّ اللتي في السماء هي الملائكة و الجنّ ! إذ مفهوم الدابّة في اللغة هو ما يدبّ ، و هذه الكائنات ليست كذلك ؛ إذ هي كائنات نورانيّة و ناريّة . فلا بدّ من كائنات مثل الحيوانات أو البشر تدبّ في كواكب أخرى في السماء كمصداق للآية الكريمة . و بهذا يكون معنى قوله تعالى : " الحمد لله ربّ العالمين " لا يعني فقط عالم الإنسن و عالم الجنّ و عالم الملائكة ، بل تشمل عوالم الكائنات الموجودة في الأراضين الستّ الأخرى. و بهذا يكون ابن عبّاس سبق عصره بهذا التصوّر و الفهم ؛ إذ العلم إلى يومنا هذا غير واثق من وجود حياة في كواكب أخرى غير كوكبنا !!

رابعا : بالنسبة لموضوع السّماوات السّبع فإنّ وجودها خارج كوكب الأرض مقدّم و أكثر صحّة من كونها غلاف للأرض. سواء التفسير القائل بأنّها سموات خارج الكون المشاهد ، و نحن لا نرى إلّا السماء الدنيا فقط . أو التفسير القائل بأنّها أكوان متعدّدة أو مدارات كونيّة معيّنة. و لا يتمّ الالتفات إلى التفسير القائل بأنّها طبقات الغلاف الجويّ إلا إذا أخذنا بالاحتمال الأوّل للآية القرآنيّة " و من الأرض مثلهنّ " . و بالتالي تكون هناك سبع سماوات ، و من الأرض سبع سماوات طباقا تحمي الأرض من أشعّة الشّمس ، زيّن الغلاف الأسفل منها - السّماء الدنيا - بزينة النجوم و الكواكب ، باعتباره الغلاف الحابس للضوء القادم من الفضاء . و في هذه الحالة تكون بعض الآيات القرآنية تتحدّث عن السبع سموات التي خلقت في السماء ، و آيات تتحدّث عن السبع سماوات طباقا التي خلقت من الأرض للأرض . و بهذا يتمّ حل الإشتباك الحاصل بين تلك التفسيرات .

خامسا : أمّا بخصوص أيّ الاحتمالين أميل إليه ، فأنا أميل إلى الاحتمال الأوّل لأنّه أكثر شموليّة و تناسق مع الآيات القرآنيّة و الحقائق العلميّة و الأحاديث النبويّة و المنطق. و بالتالي تكون هناك سبع سموات هي عبارة عن سبع عوالم مختلفة ، نحن في أحد تلك العوالم تحيطنا أحد تلك السماوات. و قد الله من الأرض التي نعيش فيها سبع سموات لحمايتها . و يوم القيامة حين تبدّل الأرض غير الأرض و السماوات ، تصبح الأرض سبعة أرضين بينما السماوات سماء واحدة ، باعتبار أنّ الجنّة تحت سقف عرش الرحمن مباشرة ليس بين الجنّة و سقف العرش السماوات السبع كما هو الحال في الدنيا. أعتقد أنّ هذا الفهم يجمع أكبر قدر من النصوص و يحوي على أقلّ قدر ممكن من الإشكالات.
هذا و الله أعلم ،،،

أبو عمر النفيس
03-16-2016, 05:34 PM
أخي أبو عمر ، أهلا بك ، أرجو أن تقرأ باقي الردود على النقاط الخمس ، و أن تستكمل ردك إن كان عندك ما تضيفه أو تؤذنني في مواصلة الرد على مشاركتك الأخيرة.
حتى نستوفي كل النقاط بارك الله فيك و لا نكرر و نطيل على أنفسنا و على القارئ الكريم

أنا قد أنهيت الردّ على أهمّ ما طرحته .. و أتمنّى منك إن كنت ستعقّب على ما كتبت ، أن يكون مركزّا فيما هو من صميم الموضوع حتى لا نرهق القارئ ... فمشاركاتك الأخيرة تطرّقت إلى قضايا جانبيّة مثل : " أمثلة على الإعجاز العلمي للقرآن " ، " بعض الغيبيّات التي قد تستصعبها عقول البشر " ، " عجائب البعوضة " ، و غيرها من المواضيع التي لم نختلف فيها أصلا حتى تسهب فيها !

ابن سلامة القادري
03-17-2016, 08:39 PM
الرد على المداخلة برقم 24# :
الرد على النقطة الأولى :


أولا : ... فهذا يلزم أحد مكانين : إمّا باطن الأرض و إمّا ظاهر الأرض. من هنا ألزمتك باعتبار الأراضين السبع هي الطبقات الجيولوجيّة مادمت لا تقول بأنّ الأراضين السبع هي في ظاهر الأرض ...


أقول مستعينا بالله، ليس ثمة ما يلزمني بأن الأرضين السبع هي ذاتها الطبقات الجيولوجية التي رسمتها جهات غربية و قد أدليت من الشواهد ما يكفي للإقرار بأن التوصيف البشري المبني على قياسات الزلازل و ليس على المشاهدة لم يكن ليستوعب ما تحتويه أعماق الأرض و أنه لا زال من المبكر جدا الجزم علميا بالتشكيلة المفترضة للأرض الباطنية فكيف أجزم بها من الناحية العقدية و لما يكون هناك توافق من جميع الأوجه.
هذا مع جزمي و يقيني كما قلت بأن الأرضين السبع كما اتفق العلماء بعضها فوق بعض و إن اختلفوا في اعتبارها متصلة أو متبانية ، و حجتي في القول بأنها متصلة أقوى لأنها تعتمد على أصح الأحاديث و حجة المخالف تعتمد على أحاديث ضعيفة كما سيأتي إن شاء الله.

و تجدر الإشارة إلى أن هذه المسألة إنما هي متفرعة عن أصل النقاش و هو ماهية السموات السبع في القرآن الكريم و أنها السموات العلى و بطلان الزعم بأنها طبقات الغلاف الجوي من كل وجه.

و هو الأصل الذي لا أرى يتسع للخلاف ما يتسع لمسألة المراد بالأرضين السبع التي اختلف فيها السلف قبل الخلف.

الرد على النقطة الثانية :


و حققية أنا لا أرى أنّ التعليلات التي قدّمتَها تمنع قبول تفسير الطبقات الجيولوجيّة ؛ و ذلك لعدّة وجوه : الوجه الأوّل : معظم الأوساط العلميّة تقول بالطبقات الجيولوجيّة السبع ، و بالتالي تستطيع أن تأخذ في حال اختلافهم بالاطروحة العلميّة الموافقة لنصوصك الدينيّة ، بدل رفضها بالمطلق و التوقّف !


أولو كانت الأطروحة لا تتفق تفصيلا مع محكم النصوص ؟
أولو كان طرحهم العلمي ظنيا و مبنيا على القياس دون المشاهدة و التجريب ؟
و هل رأي الأغلبية من هذا النوع يرقى بالنظرية إلى مستوى الحقيقة و لما تكون الدلائل قطعية و مجمعا عليها ؟ إذن لقبلنا بنظرية التطور .
ثم أولو كان تقسيمهم يفضي بك إلى القبول بتفسير وقتي قد يلتغي مع تقسيم جديد ؟ بل حتى التقسيم الحالي فيه نظر اعتبارا لوصف الطبقتين اللتين اختلفت طبيعة مادتهما بين السيولة و الصلابة لكنهما من جنس واحد و من نفس العناصر.
أولو كان مسمى الطبقات لغة لا ينطبق على طبقات الأرض المتداخلة و غير المتسقة كما هو حال الغلاف الجوي بل أكثر ؟

نعم أنا أومن بوجود سبع طبقات أرضية هي الموسومة بالسبع أرضين لكنني متوقف في تحديدها كما قلت آنفا، لأنه لا دليل قطعي على تطابق الوصف. فلا أتسرع كما يتسرع البعض و يعده إعجازا إلا مع تحقق الوصف كما تحقق في غير هذا الموطن !


الوجه الثّاني : أرضنا التي نعيش عليها يغلب عليها الطبقة السائلة المتمثّلة في المحيطات. و مع ذلك يطلق على كوكبنا كوكب الأرض و ليس كوكب المحيطات ! فإن كنت ستعتبر الطبقة الجيولوجيّة السائلة ليست أرضا لغلبة السوائل فيها ، فمن باب أولى أن لا تعتبر أرضنا أرضا لنفس العلّة ؛ إذ تغلب الطبقة السائلة على اليابسة !


و من قال لك إن البحر يغلب على الطبقة العليا للأرض و المسماة بالقشرة الأرضية أو الكراست ؟
هل تعلم أن القشرة المحيطية الصلبة فقط من الطبقة العليا للأرض سماكتها ضعف سماكة البحار ؟ و أن سماكة القشرة القارية في هذه الطبقة أكبر من ذلك بكثير ؟
فكيف تقول إن هذه الطبقة يغلب عليها البحر ؟

http://store1.up-00.com/2016-03/145823594460991.jpg (http://www.up-00.com/)[/URL]

و ثم ما أدراك أن الطبقات السفلى المائعة ليست مائعة تماما و إنما تغلب عليها الميوعة ؟


الوجه الثّالث : تقول معظم التفاسير السابقة بأنّ التماثل بين السماوات السبع و الأراضين السبع هو تماثل في العدد و الهيئة. فإذا علمنا أنّ السماوات السبع ليست متطابقة ، حيث أنّ السماء الأولى كحلقة في صحراء السماء الثانية ، و الثانية كخاتم في صحراء السماء الثالثة. فليس عجبا أن تكون الأرض السابعة أصغر من الأرض السادسة ، و السادسة أصغر من الخامسة. و ليس لك بأن تطلب بأن تكون متطابقة ؛ إذ السماوات السبع ليست متطابقة أصلا ! إلّا إذا كنت تقول بأنّ كلمة " مثلهنّ " هو تماثل العدد دون الهيئة ، و حينها أيضا لا يحقّ لك استشكال عدم تطابق الطبقات الجيولوجيّة.


هذا القول الذي استندت إليه في انتفاء المطابقة قول لا سند له فهو خطأ بنيت عليه خطأ، و قد بحثت فلم أجد له أصلا في كتب الحديث، و الوارد فيما صح من الأحاديث أن السموات بالنسبة للكرسي كحلقة في فلاة ، و ليست هذه هي النسبة بين كل سماء و التي فوقها !!

راجع هذين الرابطين :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24790 (http://www.up-00.com/)
[url]http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=67261


و عليه ،، فأنا أجد أنّ أصل المشكلة هو التزامك بالمدرسة الفكريّة القائلة بأنّه لا ينبغي أن يفهم اللاحقون خلاف ما فهمه السابقون. أمّا من لا يلتزم بهذه القاعدة فيمكنه أن يقبل بتفسير الطبقات الجيولوجيّة دون التفات للموانع التي أوردتها . مثل الدكتور زغلول النّجار الذي أوضح تصوّره للأراضين السبع في هذا الفيديو بقوله بأنّها هي الطبقات الجيولوجيّة السّبع !


أعيد عليك ما قلته آنفا :
عن أي مدرستين تتحدث ؟
ففرق بين إحداث فهم جديد و فقه جديد للآيات لا يعتمد سوى على جزئية أو فهم خاطئ للقرآن أو لي لأعناق النصوص و اللغة .. فرق بين هذا و بين تحري و تحقق فهم أحسن للآيات يستجد مع مرور الزمان لكنه يتقيد بضوابط التفسير التي أجمع عليها السلف و هي المنهجية ذاتها التي اتفق عليها القائلون بالإعجاز العلمي و أنتصر لها.
و من تلك الضوابط طبعا الأخذ بمجموع الأدلة و أن تكون أدلة صحيحة لا ضعيفة أو لا أصل لها كهذا الذي احتججت به الآن.

فمن أي مدرسة أنت : التي أصلها ثابت و فرعها في السماء أم التي اجثتت من فوق الأرض ما لها من قرار ؟؟
لا تقل لي مجددا اللاحقون و السابقون !

و أما الدكتور النجار فهو على جزالة علمه قد يرد عليه الخطأ في تفسيرات علمية كغيره .. و ما ذلك إلا لأنه لا يتقيد أحيانا بصحيح الأدلة أو لا يدقق فيها و ليس لأنه يخالف مناهج المفسرين و أهل الحديث و الفقه بمجافاة معاني النصوص و برد أخرى وتضعيف الصحيح منها و لي أعناق أخرى لأجل ما يشاء من آراء و تأويلات و حسب فهمه الخاص كما تفعل حضرتك أحيانا و يفعل صاحبك الكيالي صاحب المدرسة الجديدة !

الرد على النقطة الثالثة :


ثالثا : في الحقيقة لو تمعنّا في الحديثين الذين أوردتَهما ، سنجد أنّهما لا يلزمان الاعتقاد بوجود الأراضين السبع في أرضنا هذه ! فالحديث الأوّل يتحدّث عن " الطوق " ، و الطوق لا يلزم أن يكون من أرضها بعضها في بعض ! فكواكب المجموعة الشمسيّة تطوّق الشمس ، برغم أنّها كواكب متباعدة ! كما أنّ هذا العذاب في الراجح أن يكون يوم القيامة. فإن قلت بأنّه في البرزخ فلايلزم أن يكون للجسد ، إذ الجسد مدفون في أمتار فقط ، أي في أرضنا هذه ، و ليس الميّت في تلك الأراضين الستّ ! فالتصوّر المطروح ليس من لوازم مدلول الحديث. و أمّا الحديث الثّاني فهو صريح بأنّه عن يوم القيامة ؛ لقوله : " خسف به يوم القيامة " . و حيث أنّ الله قد قال في كتابه العزيز " يوم تبدّل الأرض غير الأرض و السماوات " إبراهيم:48 ، فهذا دليل صريح بأنّ الأرض يوم القيامة ليست كالأرض في الدنيا. فإن كان الظالم سيخسف يوم القيامة إلى سبع أراضين ، فلا يلزم أن تكون أرض الدنيا كذلك ، بل يجب أن لا تكون كذلك ، من باب قوله تعالى : " غير الأرض " .. و بالتالي ليس لك أن تقول بأن الأراضين السبع في الدنيا في باطن الأرض ، بحجّة أنّها كذلك يوم القيامة . إذ لا تلازم ، باعتبار الأرض وقتها غير الأرض في الدنيا.
من هنا اتّضح أنّ التفسيرات المطروحة ، ليست مبنيّة أصلا على نصوص صريحة ، و بالتالي لا يلزم أن تكون تفسيرات صحيحة ؛ إذ معظم تلك النصوص تتحدّث عن الأرض يوم القيامة . من هنا أجد أنّ إعادة القراءة المتدبّرة المتأمّلة مطلوبة.

و لماذا الحديثان لا يلزمان بذات المعنى و الآية تصدقه، قول الله تعالى : ( ومن الأرض مثلهن) ؟

فعندما خلق الله السموات جعلهن سبعا و من الأرض سبعا ، هذا ما فهمه السلف و الخلف من الآية و لم تفهمه أنت !
و هو ما فهمه الإمام العلم محمد بن إسماعيل البخاري عند تبويبه في كتابه الصحيح كما يلي :

» كتاب بدء الخلق » باب ما جاء في سبع أرضين

باب ما جاء في سبع أرضين وقول الله تعالى الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما والسقف المرفوع السماء سمكها بناءها الحبك استواؤها وحسنها وأذنت سمعت وأطاعت وألقت أخرجت ما فيها من الموتى وتخلت عنهم طحاها دحاها بالساهرة وجه الأرض كان فيها الحيوان نومهم وسهرهم
3023 حدثنا علي بن عبد الله أخبرنا ابن علية عن علي بن المبارك حدثنا يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وكانت بينه وبين أناس خصومة في أرض فدخل على عائشة فذكر لها ذلك فقالت يا أبا سلمة اجتنب الأرض فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ظلم قيد شبر طوقه من سبع أرضين

فقرن بين آية الخلق و بين الحديث ، فهل أنت أفقه منه، بإرجائك تحقق معنى الآية إلى يوم القيامة و نفيك أن يكون واقعا ؟

و تقول :
و الطوق لا يلزم أن يكون من أرضها بعضها في بعض ! فكواكب المجموعة الشمسيّة تطوّق الشمس ، برغم أنّها كواكب متباعدة !

فهل الخسف يلزم منه التباعد ؟

و تقول :
كما أنّ هذا العذاب في الراجح أن يكون يوم القيامة. فإن قلت بأنّه في البرزخ فلايلزم أن يكون للجسد ، إذ الجسد مدفون في أمتار فقط ، أي في أرضنا هذه ، و ليس الميّت في تلك الأراضين الستّ ! فالتصوّر المطروح ليس من لوازم مدلول الحديث.

طبعا العذاب المذكور في الحديث يقع يوم القيامة و من قال لك إنه في البرزخ و ما الذي يلزم أحدا بهذا القول أصلا و الحديث صريح في أن الخسف يوم القيامة ؟ و لو أن رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم قال ذلك لآمنا به و لم نكذب !
و على ذكر دفن الميت في أمتار .. فلا تظن أن الميت يظل على حجمه يوم يبعث خاصة الكافر فقد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم أن ضرسه فقط يكون كجبل أحد لضخامته، و هذا يتوافق مع حديث الخسف إلى سبع أرضين و حديث التطويق.

و تقول :
فإن كان الظالم سيخسف يوم القيامة إلى سبع أراضين ، فلا يلزم أن تكون أرض الدنيا كذلك ، بل يجب أن لا تكون كذلك ، من باب قوله تعالى : " غير الأرض

أجيبك أن الله تعالى وصف لنا تبديل الأرض غير الأرض و وصف لنا ذلك رسوله صلى الله عليه و سلم ، فأما كلام الله فأخبرنا أن الله تعالى يدك الأرض دكا و ينسف الجبال نسفا ، أي يبدَّل الله تعالى ظاهرها للفصل و القضاء ، فتسوَّى المرتفعات، وتُنسَف الجبال، وتُمَد مدّا ، فلا يبقى فيها مختبَأ بحيث يبرز الناس لله الواحد القهار كما خلقهم أول مرة ، فلا عبرة لبقاء الأرض على حالها و لا حكمة في أن تبدل تبديلا كليا فلا تبقى سبع طبقات كما كانت ، فالحديث صرّح بذلك .. كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية قولا مشابها في تبدل السموات : ''السَّمَاوَات وَإِنْ طُوِيَتْ وَكَانَتْ كَالْمُهْلِ وَاسْتَحَالَتْ عَنْ صُورَتِهَا، فَإِنَّ ذَلِكَ لا يُوجِبُ عَدَمَهَا وَفَسَادَهَا بَلْ أَصْلُهَا بَاقٍ ؛ بِتَحْوِيلِهَا مِنْ حَالٍ إلَى حَالٍ كَمَا قَالَ تَعَالَى: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ، وَإِذَا بُدِّلَتْ فَإِنَّهُ لا يَزَالُ سَمَاءٌ دَائِمَةً ، وَأَرْضٌ دَائِمَةً ''. اهـ .

و لو تأملت قليلا لوجدت أن هذا التبديل لم يطل تعدد طبقات الأرض ، و لا جاء الخبر بان الأرض تستحيل يومئذ سبع طبقات فهذا لا حكمة فيه ظاهرة أيضا !!

كما أن هناك حديثا آخر رواه البخاري و مسلم في تبديل الأرض غير الأرض سوى المعاني التي ذكرنا و هو قول النبي صلى الله عليه و سلم :
((تكون الأرض يومَ القيامة خبزةً واحدةً، يتكفؤها الجبَّار بيده، كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر، نزلاً لأهل الجنة))

و تبارك الله أحسن الخالقين يخلق ما يشاء.


الرد على النقطة الرابعة :


رابعا : بالنسبة للحديث الذي تسألني عنه ، فهو مارواه ابن حبّان عن أبي ذرّ - و صحّحه - أنّ النبيّ صلّى الله عليه و سلّم قال : ( ما السّماوات السبع و ما فيهنّ و ما بينهنّ ، و الأرضون السبع و ما فيهنّ و ما بينهنّ ، إلاّ كحلقة ملقاة بأرض فلاة ) . قال الحافظ ابن حجر : " و أخرجه سعيد بن منصور في التفسير عن مجاهد بإسناد صحيح عنه". و الحديث واضح و صريح بأنّ ما بين السماوات السبع هو ما بين الأراضين السبع ، في البعد و في مقارنة الحجم. فكما أنّ السماء الأولى إلى الثانية كحلقة ملقاة بأرض فلاة ، فكذلك الأرض الأولى إلى الثانية كحلقة ملقاة بأرض فلاة !! و أمّا الحديث الذي يذكر بأنّ ما بين السماء و السماء التي تليها مسافة 500 عام ، فهي أحاديث كثيرة ، البعض يصحّحها و البعض يردّها ! فإن رفضنا البعد بين كلّ سماء و الأخرى و اعتبرناها مجهولة ، فإنّ الحديث الأوّل يلزمنا بالتماثل بين البعد بين الأراضين السبع و بين السماوات السبع. و حيث أنّ كوكب الأرض التي نعيش فيها كروي أو بيضاوي و هذه حققية لا مجال للنّقاش حولها .. حيث لا مجال لافتراض أنّ أرضنا مسطّحة ! فلازم ذلك أنّ للكرة قطر ، و بالتالي لا يمكن أن يكون البعد بين الأراضين السبع أكبر من قطر أرضنا التي تحوي كل تلك الأراضي ! فلا يمكن للجزء أن يكون أكبر من الكلّ كما هو ثابت في المنطق . و متوسّط قطر الأرض التي نعيش على سطحها حوالي 6 آلاف كيلومترات. ولو افترضنا أنّ هناك تناسق في أبعاد الأراضين السبع ، فمعناه أنّنا نقسّم هذا البعد على 6 ، فيؤدّي إلى أن يكون البعد بين كل أرض و الأخرى هو 1 ألف كيلومتر فقط !!! و أخذا بمدلول الحديث أعلاه ، فيؤدّي ذلك أنّ البعد بين السماوات السبع هو نفس البعد!!! من هنا يتّضح جليّا أنّ كثيرا من تلك الروايات لو أخذنا بها دون الاتفات إلى حقائق الواقع ، سنقع في مغالطات و تناقضات لا حصر لها !!!! من هنا وجب التوقّف و التأمّل و إعادة القراءة و الفهم ، لمعرفة ما صحّ منها و ما لم يصحّ ، آخذين في الاعتبار حقائق الواقع...


وجب التوقّف و التأمّل و إعادة القراءة و الفهم ، لمعرفة ما صحّ منها و ما لم يصحّ ، آخذين في الاعتبار حقائق الواقع...
و هذا ما لم تفعله مع احترامي،

فكل هذه الأحاديث التي استدللت بها هي ما بين ضعيف و منقطع و لا أصل له و موقوف لا يصح مرفوعا و لا يعضد من طريق كالحديث أعلاه الذي نسبته لابن حبان و لم يروه و لا صححه و أوهمك البعض أنه لأبي ذر رضي الله عنه و أنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه و سلم و هو من مرويات بن عباس بلفظ مشابه رواه عنه شيخ الإسلام بن تيمية لكن هذا اللفظ تحديدا لم يرد إطلاق في الأحاديث المرفوعة :
أعني : ما السّماوات السبع و ما فيهنّ و ما بينهنّ ، و الأرضون السبع و ما فيهنّ و ما بينهنّ ، إلاّ كحلقة ملقاة بأرض فلاة .
وإليك أضخم موسوعة للحديث الشريف ، يمكنك التأكد بنفسك من خلال بحث يسير.

و أنت فقط وقعت في تدليس بعضهم حين جمع بين الأثر الذي ينسب من بعض الأوجه لابن عباس رضي الله عنهما كما قلنا و بين تعليق ابن حجر المذكور في فتح الباري على حديث آخر، فتوهمت أنه حديث و أنه صحيح :
''وفي حديث أبي ذر الطويل الذي صححه ابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أبا ذرما السماوات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة وله شاهد عن مجاهد أخرجه سعيد بن منصور في التفسير بسند صحيح عنه . ''
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=52&ID=4028&idfrom=13490&idto=13851&bookid=52&startno=46

و كذا قال الشيخ الألباني في تعليقه على هذا الحديث في السلسلة الصحيحة :
109 - " ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة ".
... فقال أبوذر : ( فذكره مرفوعا نحوه ) وهو منقطع مع ضعف عبدالرحمن لكن قال الحافظ في " الفتح " ( 13 / 411 ) عقب حديث أبي ذر : (( صححه ابن حبان وله شاهد عن مجاهد أخرجه سعيد بن منصور في " التفسير " بسند صحيح ))
http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=144202

و لو كنت آخذا بحديث لم أتبين صحته لأخذت بهذا من باب أولى لموافقته الأدلة السابقة :

عن أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه- عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وفيه: قال موسى عليه السلام: يا رب علمني شيئاً أذكرك وأدعوك به... إلى أن قال: "لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله". وقد أخرجه ابن حبان في صحيحه (6218) والحاكم (1936) وصححه ووافقه الذهبي، وأبو يعلى الموصلي في مسنده (1393)، وصححه الحافظ ابن حجر في الفتح (11/175).

فلم يقل الأرضين السبع و عامرهن إذ لا عامر فيهن واقعاً كما هو المفترض في السموات السبع غير جهنم التي تنتظر أصحابها في الأرض السفلى.

أما عن حديث المسافات بين السموات الذي أرهقت نفسك به و جهدت من خلاله بعمل مطابقة بين السموات و بين الأرضين فلم يصح من أي وجه، و لا صح منك فقهه و لو صح سنده !
أما سندا ، فراجع :
https://islamqa.info/ar/225192
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=107967

و أما فقهه فلا حجة لك فيه أيضا لقولك بالتطابق الكلي و التماثل من كل وجه بين السموات الطباق و الأرضين الطباق ، فهذا ما لم يرد به نص صحيح حتى تفيض فيه بذلك الشرح العجيب الغريب.

و إنما منتهى ما نستشهد به في الباب قوله تعالى : (و من الأرض مثلهن) و جمهور السلف على أن المثلية هنا مثلية العدد. و القول بالمطابقة لا يلزم منه المطابقة من كل وجه و إلا لما أعاد الحديث هنا عن أرض أو سبع أرضين لها خصوصياتها في المادة و التركيب.

يُتبع إن شاء الله و معذرة في تأخير الردود لزحمة في الوقت.

ابن سلامة القادري
03-18-2016, 01:21 PM
الرد على المشاركة برقم 25# :


النقطة الأولى : يجب التفريق بين عقيدة أنّ الجنّة حق و أنّ النّار حقّ ، و التي تعتبر من أصول عقائد الإسلام التي يؤدّي إنكارها إلى الكفر. و بين عقيدة أنّ الجنّة في السماء السابعة ، و أنّ النّار في الأرض السابعة ، و التي ليست من المعلوم من الدين بالضرورة ، و لا يضير الاختلاف فيها. إذ أراك تتحدّث عن العقيدة الثانية كما لو أنّها هي عينها العقيدة الأولى !


هذا موضوع آخر :
كون بعض العقائد الإسلامية قابل للإجتهاد و القول بالرأي أو ما يشبه الرأي دون التقيد بدليل من الوحي، لعدم اكتمال الصورة و لاحتمال اللفظ هذا و ذاك، هذا من النادر بمكان و ليس واردا إلا في حالات استثنائية و ضيقة جدا و هي الحالات التي لم يُجمع عليها أو لم يتم الحسم فيها أو لم يكن الظن غالبا فيها لأحد وجوه المسألة أو ورد فيها أثر و لم يرد فيها نص، و هنا فتحت موضوعا آخر على مصراعيه : هل يكفر تارك هذه العقيدة دون تلك أم لا يكفر بحجة أنها موكولة للإجتهاد، سبق جواب مثل هذا عند أهل العلم قبلنا بزمن طويل :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ''مختصر الفتاوى المصرية'' :
تقسيم المسائل إلى مسائل أصول يكفر بإنكارها، ومسائل فروع لا يكفر بإنكارها، ليس له أصل لا عن الصحابة ولا عن التابعين ولا عن أئمة الإسلام، وإنما هو مأخوذ عن المعتزلة ونحوهم من أئمة البدعة، وهم متناقضون، فإذا قيل لهم: ما حد أصول الدين؟ فإن قيل: مسائل الاعتقاد. يقال لهم: قد تنازع الناس في أن محمدا صلى الله عليه وسلم هل رأى ربه؟ وفي أن عثمان أفضل أم علي؟ وفي كثير من معاني القرآن وتصحيح بعض الأحاديث، وهي اعتقادات ولا كفر فيها باتفاق المسلمين. ووجوب الصلاة والزكاة والحج وتحريم الفواحش والخمر هي مسائل عمليه، والمنكر لها يكفر اتفاقا. وإن قيل: الأصول هي القطعية. فيقال: كثير من مسائل النظر ليست قطعية، وكون المسألة قطعية أو ظنية هي أمور تختلف باختلاف الناس، فقد يكون قاطعا عند هذا ما ليس قاطعا عند هذا، كمن سمع لفظ النص وتيقن مراده ولا يبلغ قوة النص الآخر عنده، فلا يكون عنده ظنيا فضلا عن كونه قطعيا. اهـ.

إذن فما لم يرد به نص صريح من القرآن أو السنة و لم يكن محل إجماع من أهل العلم من هذه العقائد فلا يكفر به صاحبه. و إذا كانت هناك مسائل من هذا القبيل فعلى المرء أولا البحث فيها و استقصاء الأدلة و أقوال أهل العلم فلا يتقدم فيها بمحض الرأي و الهوى، و ليستفت قلبه بعد ذلك هل غلب على ظنه رجحان طرف من الأدلة على غيره أم يتوقف فيها و يسلم. هذا هو سبيل الإخلاص و الخلاص و لا أعتقد أن هناك فرقا في ذلك بين العقائد الكبرى و العقائد الجزئية المتفرعة عنها فالوحي لا يُرد خبره بفهم قاصر أو تأويل شاذ كان شأن الخبر يسيرا أم كبيرا كليا أم جزئيا.
و بإسقاط هذه القواعد على ما قلته هنا يتبين أنك خلطت و فرقت بين العقائد بغير ضابط ، فقد جاءت النصوص صريحة في أن الجنة في السماء السابعة كقول الله تعالى : - ( عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ) و كحديث المعراج و فيه تفصيل الآية و حديث ''سقفها عرش الله'' بحيث تقرر عند جميع المسلمين أنها في السماء السابعة ما يعني أن جحود ذلك كفر، في حين أن النار لم يرد في شأنها نص صريح و أنها في الأرض السابعة عدا أثار بعض الصحابة لكن في سندا نظر.
قال الشيخ عبد الرحمن السحيم :
القول عن النار (مركزها تحت الأرض السابعة في مكان اسمه : سجين)
الذي جاءت به النصوص أن أرواح الكفار مسجونة في سِجّين ، تحت الأرض السُّفْلَى (السابعة)
وقد جاء هذا في كلام بعض أهل العلم استنباطا من النصوص ، وليس نصًّا على أن النار في تحت الأرضين .
و قال : وقد استدل بعضهم لهذا بأن الله تعالى أخبر أن الكفار يُعْرَضون على النار غدوا وعشيا - يعني في مدة البرزخ - وأخبر أنه لا تُفَتَّح لهم أبواب السماء ؛ فَدَلّ أن النار في الأرض . اهـ .
و من باب الإستئناس في هذا المقام، أذكر أثرا عن ابن عباس رضي الله عنه فيه ما يفيد أن الأرضين سبع متصلة و أن النار في أسفلها : أخرج ابن مندة ، من حديث أبي يحيى القتات عن مجاهد ، قال: قلت لابن عباس: أين الجنة ؟ قال : فوق سبع سموات ، قلت : فأين النار؟ قال: تحت سبعة أبحر مطبقة .
وذلك مصداق قوله تعالى : (والبحر يمده من بعده سبعة أبحر)
و يُذكر أن العلماء اكثشفوا في أعماق الأرض بحرا داخليا، أنظر هذا الرابط :
http://www.kaheel7.com/ar/index.php/2010-02-02-20-13-13/1681-2014-06-21-15-58-17


النقطة الثّانية : هناك خلطٌ واضح في كلامك بين النّار في الدنيا و بين النّار في الآخرة ؛ و هذا الخلط يلازمك في كلّ مشاركاتك ، كما أوضحت في مداخلتي السابقة ! فليس لك أن تقول بأنّ الجنّة يوم القيامة موجودة في السموات العلى ؛ إذ لا دليل على ذلك ... فجميع النّاس يحشرون على أرض المحشر ، ثم يدخلون الجنّة ، و لم نجد دليلا يقول بأنّهم يُعرجون إلى الجنّة ! في حين أنّ الجنّة في الدنيا في السموات العلا كما في حديث المعراج ، لكن لا يلزم أن تكون كذلك يوم القيامة .. و بالمثل ، إذا كانت الروايات تقول بأنّ النّار في الأرض السابعة في الآخرة ، فلا يلزم أن تكون كذلك في الدنيا .. لكن على كلّ حال لك أن تعتقد أنّها في الأرض السابعة دون السادسة و دون الخامسة !!


يا ليل ما له آخر !!!!!
إذا كنت لا ترى في بعض قولي ما يوافق قولك فليس فيها شيء أما أن تفهم من قولي غير ما قلته فهذه طامة بالنسبة لي.
هذا يعطيني انطباع أني أكلم شخصا لا يفهمني ..
أين قلت أنا بأنّ الجنّة يوم القيامة موجودة في السموات العلى و أن الناس يعرجون إليها ؟
ثم أين وجدت أن الروايات تقول بأنّ النّار في الأرض السابعة في الآخرة ؟؟؟؟
أتمنى أن تريني أين ورد ذلك في مقالي !

قلت أنا و القول في المشاركة 19 من هذا الشريط يمكنك الرجوع إليه :
و يوم القيامة طبعا يبدل الله الأرض غير الأرض و السموات لتتناسب مع حجم الموقف العظيم و نزول الجبار جل و علا للفصل بين عباده.
و يؤتى بجهنم بعد أن يجعلها الله حيث يشاء من الأرض و يجعل الجنة حيث يشاء.

و هذا وفق ما جاء من النصوص الصريحة في ذلك .. و ليس من رأيي طبعا. فأين الخلط بالله عليك و أين ما قوّلتنيه ؟


النقطة الثّالثة : إشكال القعر مرتبط بإشكال وجودها في باطن الأرض التي نعيش عليها ، و ليست الأرض التي تبدّل غير الأرض ! فكما ذكرت أكثر من مرّة ، الأرض كوكب مكوّر مدوّر كما تقول حقائق المشاهدة. و لا يمكن أن يوجد داخلها شيء أكبر منها ... إلا إذا قلنا أنّه مضغوط بداخلها ! و لا داعي للقول بأنّه يمكن للجزء أن يكون أكبر من الكلّ ! بمعنى أنّه يمكن أن نضع القمر في كوب ماء ! و القمر على حجمه الأصلي و كوب الماء في حجمه الأصلي .. لا داعي لمخالفة مسلّمات المنطق من أجل أمر غير ثابت. فإن كانت النّار في الأرض ، فهي أصغر من حجم الأرض. إلا لو كانت مضغوطة مقهورة لكي تحتويها الأرض. أمّا الحرارة فسلّمت لك أنّ باطن الأرض أشدّ حرارةً من باطن الشمس !!!! و المشكلة هنا ليست في النّار ذاتها ، فهي غيب محض لا علاقة لعالم الشهادة به . فللنّار قعرها و حرارتها الذي يخبرنا به الوحي و لا إشكال فيهما . لكن المشكلة هي في خلط هذا الأمر الغيبي بأمر مشاهد متمثّل في كوكب الأرض ، فأصبح هناك تفاعل بين عالم الغيب و عالم الشهادة ، أفرز ما أوردته من إشكالات ! بينما لا إشكال في وجود الجنّة في السماوات العلا ، لأنّ السماوات العلا ليست ضمن عالم الشهادة ، فعالم الشهادة محصور بالسماء الدنيا فقط لا غير . و خارج هذه السماء عوالم لا شأن للحس البشري و لا للعقل البشري فيها.


أولا أين قلت لك :
أنّ باطن الأرض أشدّ حرارةً من باطن الشمس !!!!
هذه من عندك !!!!!!!
قلت لك حرارة باطن الأرض مماثلة أو مقاربة لحرارة سطح الشمس.
ما علينا ..

طيب ما قولك في ما ذكرت لك آنفا في مشاركة سابقة في ذكر الأبعاد الغيبية ؟ أنت لم ترد على ذلك سوى بقولك :
فمشاركاتك الأخيرة تطرّقت إلى قضايا جانبيّة مثل : " أمثلة على الإعجاز العلمي للقرآن " ، " بعض الغيبيّات التي قد تستصعبها عقول البشر " اهـ...

و لا بأس في أن أعيد عليك ما قلته مع إضافة و يندفع به الإشكال إن شاء الله :

النار من الغيب الذي لا يقاس بالمقاييس الدنيوية و ليس بالضرورة أن يطلع الناس على أبعادها ليؤمنوا بها ، كما ليس بالضرورة أن تكون هذه الأبعاد من جنس الأبعاد التي نعرفها في عالمنا ، فهناك المكان غير المكان و الزمان غير الزمان، كما جاءت بذلك نصوص كثيرة تصف عالم الملائكة و البرزخ ، هذه النصوص التي إن أعملت فيها عقلك فستردها مباشرة و لو أيقنت أنها من رسول الله صلى الله عليه و سلم، و منها :
- ما رواه الترمذي عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ ، أَطَّتْ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ ، وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ) وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة"
- ضغطة القبر
- نعيم القبر و عذابه
- و أن الميت يفسح له في قبره مد البصر
- و أن الكافر يصرخ من ضربة الملك صرخة يسمعها كل شيء إلا الإنس و الجن،

و من ذلك أيضا سماع النبي صلى الله عليه و سلم لعذاب القبر : ( إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ ) . رواه مسلم

و أقرب من ذلك عالم الملائكة الكتبة الذين يعلمون ما توسوس به أنفسنا و عالم الجن و عالم الروح، فالروح التي بين جنبيك هي أقرب حقيقة غيبية إليك و مع ذلك فأنت لا يمكنك قياسها ماديا، بل أقول لك : إن الروح أكثر حقيقةً و أقوى وجوداً و أظهر أثراً و تأثيراً من الجسد مع أنها غيب لا تراه و لا يقاس علميا لأن العبرة بالمؤثر لا بالمتأثر.

فالله تعالى جعل عوالم غير مرئية لكنها أقوى حضورا في العالم المشهود بإذنه فلا نرى منها و لا نشهد و لا نسمع إلا ما شاء. (و لا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء)

و استشكالك وجود هذه العوالم هو أقرب إلى التكذيب من الإثبات و هو ما يحملك على تضعيف ما لم يتقبله عقلك من صحيح الأحاديث و صريحها.

و اعلم أخي أن الأوائل كانوا أولى بتكذيب هذه النصوص منا لأنهم لم يعرفوا كما عرفنا بوجود أبعاد فيزيائية داخلة أو موازية للوجود المادي و منها أبعاد مكانية و أخرى زمانية ، و قد وصلنا تقريبا إلى حافة هذا العالم المادي بفضل هبة علم الفيزياء الإلهية التي فتحت على الإنسان آفاقا رأى من خلالها و أيقن بآيات الله التي كانت على عهد الصحابة رضي الله عنهم غيبا مطلقا و مع ذلك آمنوا بها و أيقنوا تصديقا للصادق المصدوق .

فآمنوا بالملائكة و لم يعرفوا خصائص الضوء و الكهرباء و الجاذبية و آمنوا بالجن و لم يعرفوا خصائص النار و آمنوا بالإسراء و المعراج و الملأ الأعلى و السموات السبع و صعود الملائكة إلى ربهم في لحظات في يوم كان مقداره عندنا 50 ألف سنة و آمنوا بنزول الله تعالى في عالم الغيب كل ليلة إلى السماء الدنيا و لم يعرفوا خصائص الفيزياء.

فهناك أبعاد لا يعلمها إلا الله تفوق الأبعاد الثلاثة التي نعرفها من طول و عرض و ارتفاع ، و قد وصل العلم فعلا إلى حدود المادة و أصغر شيء مفترض ، و يحدثنا العلم اليوم عن أشياء لا تتخيلها العقول و مع ذلك نصدقها و من ذلك النظرية النسبية و نظرية الأوتار الفائقة التي تتحدث عن أبعاد لأصغر جزيئات المادة و في هذا أيضا إعجاز للقرآن الكريم الذي أخبرنا بوجود أبعاد لم نكن لنصدقها إلا من خلال آخر النظريات و أحدث الكشوف الفيزيائية و في ذلك يقول الله تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم
{فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ . وَمَا لَا تُبْصِرُونَ}

و على أساس ذلك نصدق رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم في كل ما أخبر ، أنه سرى و عُرج به إلى السموات العلى و نؤمن به و له في أبعد من ذلك كما قال الصديق أبو بكر رضي الله عنه أن الوحي يأتيه من السماء في غدوة أو روحة، و نؤمن أنه من آيات ربه الكبرى فرأى النار و سمع عذاب القبر و سمع صحابته الحجر وقع في قعر جهنم و نؤمن بأن بُعد قعرها سبعين خريفا كما أخبر و أن حرارتها ضعف حرارة النار التي نوقدها سبعين مرة ..

الإضافة :

استشكالك وجود النار في الأرض السفلى انبنى على اعتقادك أن النار يجب أن تكون منتمية إلى هذا العالم بمقاييسه المادية المعروفة و هذا إلزام ما ليس بلازم، لورود عشرات النصوص من علم الغيب تفيد بعدم التلازم كما ذكرنا من نزول الله تعالى للسماء الدنيا كيف شاء و هذا أعظم، ومن أحوال البرزخ و الروح و الجن و الملائكة و وجودها في السماء في موضع كل أربعة أصابع ملاك راكع أو ساجد و غير هذه النصوص كثير في الإخبار عن تداخل العالم الغيبي في العالم المادي بأبعاد مكانية و زمانية لا يعلمها إلا الله و من ذلك حاديث الإسراء العجيب. فإما أن تقبل بهذه النصوص و تسلم بها أو تردها و تكفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم. و هنا الفارق بين المؤمن و الكافر، و بين الصدّيق و ضعيف الإيمان.

أرجو أن تقرأ هذا المقال :
علاقة العقل بعالم الغيب (http://www.alukah.net/culture/0/33752/)

ابن سلامة القادري
03-18-2016, 01:57 PM
المقال يا أخي كريم - مع احترامي لصاحبه - به الكثير من المغالطات و نقض لكل الأدلة التي ذكرناها سابقا، سأرد على ذلك لاحقا إن شاء الله سواء كان صاحبه موجودا أم لا لأن هذا علم و ليس ملكا أو حكرا ، و وجب البيان و عدم الكتم.

m.kareem
03-18-2016, 02:40 PM
أرجو من الاشراف حذف المشاركات رقم 29 و30 و31

ابن سلامة القادري
03-18-2016, 04:33 PM
أرجو من الاشراف حذف المشاركات رقم 29 و30 و31


أنت مُحِقّ حذفها أولى ! :):

m.kareem
03-18-2016, 05:44 PM
شكرا للإشراف للحذف
جزاكم الله خيرا

m.kareem
03-18-2016, 05:48 PM
أنت مُحِقّ حذفها أولى ! :):
تحياتي

أبو عمر النفيس
03-18-2016, 06:10 PM
[quote]و تجدر الإشارة إلى أن هذه المسألة إنما هي متفرعة عن أصل النقاش و هو ماهية السموات السبع في القرآن الكريم و أنها السموات العلى و بطلان الزعم بأنها طبقات الغلاف الجوي من كل وجه.
عندما نجد الكثير من الروايات و التفاسير تتحدّث عن الأراضين السبع مع السّموات السبع معا ، فإنّ هذا يجعل الحديث عن السّماوات السّبع يتطرّق تلقائياً إلى الأراضين السّبع !
بينما الآيات القرآنيّة دائما تقول " [COLOR="#0000CD"]السماوات و الأرض " ، فلم تورد مصطلح " الأراضين السبع " .. لكن مع ذلك أصبح الحديث عن الأراضين السبع جزء من موضوع السموات السبع ، بفعل واقع الروايات و تفاسيرها .. !

نعم أنا أومن بوجود سبع طبقات أرضية هي الموسومة بالسبع أرضين لكنني متوقف في تحديدها كما قلت آنفا، لأنه لا دليل قطعي على تطابق الوصف. فلا أتسرع كما يتسرع البعض و يعده إعجازا إلا مع تحقق الوصف كما تحقق في غير هذا الموطن !

من الجيّد عدم التسرّع في إسقاط النظريّات العلميّة الحديثة على نصوص القرآن و السنّة ، لكن ليس من الجيّد عزل نصوص القرآن و السنّة عن واقع العلم و مستجدّاته !
بودّي أن أسألك سؤالين ، أرى أنّهما يغنيان عن الكثير من الكلام في هذه المسألة ...

السؤال الأوّل : هل الأرض التي نعيش عليها أحد الأراضين السبع أم لا ؟!! بمعنى : هل تحت أرضنا التي نعيش عليها 7 أرضين أم تحت أرضنا التي نعيش عليها 6 أرضين ؟؟!!

السؤال الثّاني : هل تعتقد بأنّ الأرض التي نعيش عليها كرويّة أم مسطّحة ؟!! و إن كنت تعتقد بأنّها كرويّة فهل الأراضين الستّ التي تحتنا - أو الأراضين السبع - هي أراضي كرويّة كأرضنا أو ليست كرويّة ؟؟!!

أعتقد أنّ الإجابة الواضحة على السؤالين ، سيختصر ما أردت إيصاله لك من هذه المسألة ...


و لماذا الحديثان لا يلزمان بذات المعنى و الآية تصدقه، قول الله تعالى : ( ومن الأرض مثلهن) ؟
فعندما خلق الله السموات جعلهن سبعا و من الأرض سبعا ، هذا ما فهمه السلف و الخلف من الآية و لم تفهمه أنت !
فقرن بين آية الخلق و بين الحديث ، فهل أنت أفقه منه، بإرجائك تحقق معنى الآية إلى يوم القيامة و نفيك أن يكون واقعا ؟

من الواضح جدا أنّ الآية تتحدّث في موضوع ، و الحديثان يتحدّثان عن موضوع آخر ... !
فالآية تتحدّث عن بدايات الخلق ، و ماذا خلق الله في هذه الحياة الدنيا . حيث خلق سبع سموات و من الأرض مثلهنّ ....
بينما الحديث يتحدّث عن الظلم و عاقبة الظالم يوم القيامة . حيث سيخسف بالظالم في سبع أرضين يوم القيامة ...
فالآية تكلّمت عن الخلق في الحياة الدنيا ، و الحديثان عن شكل من أشكال العذاب يوم القيامة ...
القول بأنّ الحديثان تتكلّمان عن الخلق أو مفسّران للآية الكريمة ، قول يحتاج إلى دليل واضح و قرينة بيّنة .. و إلا فالأصل اختلاف الموضوعين !
و بالتالي فليس هناك إرجاء للآية الكريمة ، بل الآية القرآنيّة تتحدّث عن أمر قد حدث فعلا و انتهى في الماضي ، و الحديثان يتحدّثان عن أمر سيحدث في المستقبل ...
و كلّ الذي قلته هو أنّنا لا ينبغي أن نجعل ما سيكون يوم القيامة ، دليلا على ما هو كائن في الدنيا .. فإن كانت الأرض يوم القيامة بحالة معيّنة تتيح أن يعذّب الظالمون في النّار بطريقة معيّنة ، فلا يلزم من ذلك أنّ الأرض على نفس تلك الحالة في هذه الدنيا ... إذ قد أوضح الله قائلا : " يوم تبدّل الأرض غير الأرض " .. !


فلا عبرة لبقاء الأرض على حالها و لا حكمة في أن تبدل تبديلا كليا فلا تبقى سبع طبقات كما كانت ، فالحديث صرّح بذلك ..
يبدو أنّك لم تفهم هذه النقطة جيّدا ، لذا سأحاول إيصالها إليك ...!
لو قال قائل : يوم القيامة تكون السّماء الدنيا مزيّنة بزينة الكواكب ؛ لقوله تعالى : " إنّا زينّا السماء الدنيا بزينة الكواكب. و حفظا من كلّ شيطان مارد . لا يسمّعون إلى الملأ الأعلى و يقذفون من كلّ جانب " الصافّات : 6-8 !
سنقول له : استدلالك باطل يا أخي ، فهذه الآية تتحدّث عن السّماء الدنيا في الدنيا. أمّا في الآخرة فإنّ الله قد قال : " يوم تبدّل الأرض غير الأرض و السّماوات " . و بالتالي قد لا تكون السماء الدنيا يوم القيامة مزيّنة بزينة الكواكب ! خاصّة أنّ الشيطان المارد لن يسمّع إلى الملأ الأعلى ، حيث سيكون في النّار ، فهل ستظلّ يقذف من كلّ جانب برغم أنّه أصلا في النّار و لم يعد يسمّع ؟!
بالمثل إن قال قائل : في الحياة الدنيا الأرضون السبع طباقا ، و يخسف الظالم الذي اغتصب الأراضي ظلما في سبع أرضين ، و يطوّق من سبع أرضين حتى لو ظلم قيد شبر من الأرض !
سنقول له : استدلالك باطل يا أخي ، فهذه الأحاديث تتحدّث عن الأرض يوم القيامة. و قد قال الله تعالى : " يوم تبدّل الأرض غير الأرض و السّماوات " ، و بالتالي قد لا تكون الأرض في الدنيا بنفس الهيئة التي ستكون عليها يوم القيامة . وبالتالي لا دليل أنّ الأراضين السبع طباقا و طوق و قابل لخسف الظالمين فيها ؛ إذ كلّ ذلك يقع يوم القيامة.
فكان اعتراضي هو إسقاط حال الأرض يوم القيامة على أنّها تمثّل حالها في الدنيا ! خاصة أنّ القرآن صرّح بتبديل الأرض غير الأرض ، وبالتالي فحالها الآن ليست نفس الحالة التي ستكون عليها .. وبالتالي ليس بالضرورة أن نفهم الأراضين السبع في الدنيا بنفس الطريقة التي نفهمها في يوم القيامة !


و إنما منتهى ما نستشهد به في الباب قوله تعالى : (و من الأرض مثلهن) و جمهور السلف على أن المثلية هنا مثلية العدد. و القول بالمطابقة لا يلزم منه المطابقة من كل وجه و إلا لما أعاد الحديث هنا عن أرض أو سبع أرضين لها خصوصياتها في المادة و التركيب.

أتّفق معك في أنّ المثليّة في الآية الكريمة هي مثليّة في العدد ، و ليست مثليّة في الهيئة ؛ إذ لا مجال لمثليّة الهيئة ... !

أبو عمر النفيس
03-18-2016, 07:11 PM
[quote]و بإسقاط هذه القواعد على ما قلته هنا يتبين أنك خلطت و فرقت بين العقائد بغير ضابط ، فقد جاءت النصوص صريحة في أن الجنة في السماء السابعة كقول الله تعالى : - ( عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ) و كحديث المعراج و فيه تفصيل الآية و حديث ''سقفها عرش الله'' بحيث تقرر عند جميع المسلمين أنها في السماء السابعة ما يعني أن جحود ذلك كفر، في حين أن النار لم يرد في شأنها نص صريح و أنها في الأرض السابعة عدا أثار بعض الصحابة لكن في سندا نظر.
كأنّك تعيد كلامي !
فما قلته هو أنّ الجنّة في السموات العلى و أمّا النّار فليس من المعلوم من الدين بالضرورة .. و ها أنت تؤكّد ذلك ، حيث تقول بأنّ أدلّة مكان النّار هي آثار لبعض الصحابة ، وفي سندها نظر .. !
فلماذا تقول بأنّي خلطت و فرّقت بين العقائد بغير ضابط ؟؟!!


إذا كنت لا ترى في بعض قولي ما يوافق قولك فليس فيها شيء أما أن تفهم من قولي غير ما قلته فهذه طامة بالنسبة لي.
هذا يعطيني انطباع أني أكلم شخصا لا يفهمني ..
أين قلت أنا بأنّ الجنّة يوم القيامة موجودة في السموات العلى و أن الناس يعرجون إليها ؟
ثم أين وجدت أن الروايات تقول بأنّ النّار في الأرض السابعة في الآخرة ؟؟؟؟
أتمنى أن تريني أين ورد ذلك في مقالي !
أنا لم أقل بأنّك قلت ذلك !
ما قصدته هو أنّ القول بأنّ الجنّة في السماء السابعة في الدنيا ، لا يخوّل صاحبه أن يقول بأنّها كذلك يوم القيامة ... و بالتالي يجب الفصل بين حال الجنّة و النّار في الدنيا و بين حالهما في الآخرة ... و بالمثل يجب الفصل بين حال السموات و الأرض في الدنيا و بين حالهما يوم القيامة ... هذا هو لبّ القضيّة !
الروايات لا تقول بأنّ النّار في الأرض السابعة في الآخرة. لكن عندما عرضت قوله تعالى : " إنّ كتاب الفجّار لفي سجّين " قلت بأنّ سجّين هي الأرض السفلى. أليست الأرض السفلى هي الأرض السابعة ؟! أليست الآية تتحدّث عن يوم القيامة ! فيُفهم من كلامك أنّ النّار في الأرض السابعة في الآخرة ، كما أنّها في الأرض السابعة في الدنيا !!!
من أجل ذلك نبّهت أكثر من مرّة إلى ضرورة الفصل بين حال النّار في الدنيا و حالها يوم القيامة ...!

أولا أين قلت لك :
أنّ باطن الأرض أشدّ حرارةً من باطن الشمس !!!!
هذه من عندك !!!!!!!
قلت لك حرارة باطن الأرض مماثلة أو مقاربة لحرارة سطح الشمس.
ما علينا ..
حاول التركيز في كلامي ، فأنا أيضا لم أقل بأنّك قلت بأنّ باطن الأرض أشدّ حرارة من باطن الشمس !
و لكنّي سلّمت لك جدلا أنّ حرارة باطن الأرض أقلّ من حرارة باطن الشمس حتى و إن لم تقل أنت ذلك ! إذ لا يعقل أن تكون النّار في باطن الأرض و مع ذلك تكون باطن الشمس أشدّ حرارة !!! و الحديث يقول بأنّ نار جهنّم أشد حرا من نار الدنيا ، و نار الدنيا يشمل النار الناتجة في باطن الشمس أو في باطن أيّ نجم آخر ..
و بالتالي هناك لازم القول و هناك لازم الاعتقاد ، و أنا سلّمت لك بلازم اعتقادك ، لأوضّح لك مكمن الإشكال في ما تعتقده ..!


طيب ما قولك في ما ذكرت لك آنفا في مشاركة سابقة في ذكر الأبعاد الغيبية ؟ أنت لم ترد على ذلك سوى بقولك :
و لا بأس في أن أعيد عليك ما قلته مع إضافة و يندفع به الإشكال إن شاء الله :
النار من الغيب الذي لا يقاس بالمقاييس الدنيوية و ليس بالضرورة أن يطلع الناس على أبعادها ليؤمنوا بها ، كما ليس بالضرورة أن تكون هذه الأبعاد من جنس الأبعاد التي نعرفها في عالمنا ، فهناك المكان غير المكان و الزمان غير الزمان، كما جاءت بذلك نصوص كثيرة تصف عالم الملائكة و البرزخ ...
و اعلم أخي أن الأوائل كانوا أولى بتكذيب هذه النصوص منا لأنهم لم يعرفوا كما عرفنا بوجود أبعاد فيزيائية داخلة أو موازية للوجود المادي و منها أبعاد مكانية و أخرى زمانية ، و قد وصلنا تقريبا إلى حافة هذا العالم المادي بفضل هبة علم الفيزياء الإلهية التي فتحت على الإنسان آفاقا رأى من خلالها و أيقن بآيات الله التي كانت على عهد الصحابة رضي الله عنهم غيبا مطلقا و مع ذلك آمنوا بها و أيقنوا تصديقا للصادق المصدوق .

يا أخي عندما نتكلّم عن النّار فنحن نتكلّم عن أمر غيبي ، هذا هو الأصل . و لكن وصف هذا الأمر الغيبي بأنّه مادّي ، حيث العذاب في النّار هو عذاب مادّي كما هو واضح من نصوص القرآن الكريم. و عندما نتكلّم عن المادّة فنحن نفهم من ذلك الأبعاد الثلاثة الأساسيّة .. فللنّار عمق و سعة و حجم معيّن .. فإذا قال أحدهم : يمكن لنار جهنّم أن تكون داخل كوب الماء .. سنقول له : كيف يمكن لكوب الماء أن يستطيع احتواء هذا الكيان العظيم الكبير الذي يحوي ملائكة عظام ؟؟!! هذا القول غير معقول ! و بالمثل ، لو قال بأنّ الجنّة يمكن أن تكون داخل كوب ماء .. سنقول له كيف لجنّة عرضها السموات و الأرض تدخل كوب الماء !
فلا يصح أن يردّ علينا قائلا : الجنّة و النّار لها أبعاد غيبيّة ... !
بينما الملائكة و الجن فهي كائنات من النور و النّار قادرة على التشكل و التحوّل .. و بالتالي هي كائنات غير مادّية .. فلو قال أحدهم : يمكن لإبليس أن يدخل داخل كوب ماء ... سنقول له : لا إشكال في ذلك ، فهو كائن غير مادّي ...
فعندما تقول لي بأنّ النّار شيء غير مادّي ، سيزول إشكالي وقتها ، فيمكن أن تكون نار جهنّم داخل أحد الصخور في قاع الأرض !
أمّا و حيث أنّ النّار ماديّة بتلك العظمة الموصوفة في القرآن و الروايات ، و حيث أنّ الأرض بهذا الصغر الذي تحقّقنا منه بالحس و المشاهدة .. فلا يمكن لأرض صغيرة أن تحتوي بداخلها نارا ماديّة عظيمة ..!
فلا حلّ إلا أن تقول بأنّ النّار غير مادّية و بالتالي تكون داخل الأرض بلا إشكال .. كما أنّ الملائكة يملؤون المسجد برغم أنّه مملوء بالمصليّين !
أو تقول بأنّ الأرض ماديّة ولكن حجمها أصغر بكثير من حجم كوكب الأرض ، و بالتالي يمكن أن تكون في أعماق المحيطات أو في باطن الأرض !
أما غير هذين القولين ، فلا يمكن أن أقبله أنا على الأقل .. لأنّ احترام المنطق يفرض عليّ رفض مثل هذا الكلام !

و بالتالي علاقة العقل بعالم الغيب علاقة حسّاسة و خطيرة ، و قد أكتب موضوعا حوله .. لكن ليس من المعقول أن يأتي مثلا هندوسي و يطرح عليّ عقائد في عالم الغيب ، و لا يقدر عقلي على ضبط ما يقول و فرز ما هو معقول و غير معقول ! إذ هذا يلزم أن تكون عقولنا فريسة لأية عقائد غيبيّة ... بل يجب أن يكون الغيب لا يتعارض مع أساسيّات المنطق ؛ لكي نستطيع أن نعرف ما يمكن أن يكون صحيحا و ما لا يمكن !

ابن سلامة القادري
03-18-2016, 07:35 PM
الرد على المشاركة برقم 26# :


أولا : في البداية أنا أقوم بغربلة و مقارنة الآراء و التفسيرات المطروحة حول المسألتين ، من خلال بيان أوجه التناقض و التعارض بين تلك التفاسير و بين بعض تلك الروايات التي اعتمدوا عليها في تشكيل تلك التصوّرات. و بعد إظهار حقيقة وجود بعض التعارض و بعض الإشكالات مع بعض تلك الروايات ، يمكن للمنصف أن يخفّف من تعصّبه لأحد تلك التفسيرات ، و أن يحاول إعادة القراءة لمحاولة التوصّل إلى أصحّ التفاسير و أصحّ الأفهام. و قد عمدت إلى تأكيد ذلك فيما يخصّ الأراضين السبع ، لأفكّ التلازم المطروح بينها و بين السموات السبع. فإن قمنا بفصل القضيّتين ، يمكن دراسة كلّ قضيّة على حده ؛ لأنّ إيجاد ترابط و تلازم بينهما سيوقعنا في الإشكالات التي أوضحتها في مداخلاتي السابقة .


ما زلت هنا تطرح القضية و كأنه متنازع عليها بين جمهور المسلمين ، و كأن النصوص متعارضة ، و قد بينّا أنها محكمة مترابطة متكاملة و أن أقوال أهل العلم كلها متناسقة بشأنها و ليس من رأي شذ عنها سوى رأي بعض المحدثين الذين ابتدعوا قولا لم يُسبق إليه ، و هو ينقض نفسه بنفسه، لأنه لا يسع جميع الأدلة بل يعارضها و يعارض ما عليه جماهير المسلمين !!


ثانيا : بالنسبة لمنهجي العام في التعامل مع مثل هذه المسائل ، فأنا أنطلق من القرآن الكريم ذاهبا إلى السنّة النبوية بعد المرور على الحقائق العلميّة ، و أختم الرحلة بالجمع بين معطيات المصادر الثلاثة من خلال المنطق النقدي السّليم. ثمّ ما ينتج من هذه العمليّة رباعيّة الأبعاد هو ما أتبنّاه ، مع عدم حصر نفسي في لزوم تطابق النتائج مع نتائج السابقين. هذا هو المنهج بكلّ بساطة و وضوح ، و هذا فقط في مسائل عالم الشهادة ، أمّا مسائل عالم الغيب ، فالعمليّة تختلف.


و موضوع النقاش ليس عن مسائل الشهادة و إنما عن مسألة غيبية محضة وجب التقيد فيها بالنص و اللغة و بما فهمه السلف و جمهور الخلف.


ثالثا : بالإنطلاق من القرآن الكريم بخصوص موضوع " الأراضين السبع " فلا نجد في القرآن الكريم أيّة آية تتحدّث عن الأراضين السبع ! فقد توجد آية واحدة فيها إشارة قد يُفهم منها أنّ الأراضين سبع ، و هي قوله تعالى : " الله الذي خلق سبع سماوات و من الأرض مثلهنّ يتنزّل الأمر بينهنّ لتعلموا أنّ الله على كلّ شيء قدير و أنّ الله قد أحاط بكلّ شيء علما " الطلاق:12.. و بالتأمّل الموضوعي لهذه الآية ، أجد أنّها تحتمل فهمين :
الاحتمال الأوّل : أنّ الله خلق من الأرض سبع سموات ! كقول أحدهم : لديّ في بلاد العالم سبعة قصور ، و في بلدي مثلهنّ ! و بالتالي تكون لديه 7 قصور في بلاد العالم ، و مثلها في بلده أي مجموع القصور 14 قصر .. و بالمثل ، تكون هناك سبع سماوات في الكون ، و سبع سماوات من الأرض .. و أخذا بهذا الاحتمال يكون المقصود من قوله " مثلهنّ " هو طبقات الغلاف الجويّ التي هي سماوات من الأرض و طباق للأرض .
الاحتمال الثّاني : أنّ الله خلق من الأرض سبع أراضين ! كقول أحدهم : لديّ سبعة قصور ، و من السيّارات مثلهنّ ! و بالتالي تكون لديه 7 سيّارات كما أنّ لديه 7 قصور . و المثليّة هنا مثليّة العدد ،إذ لا مجال لمثليّة الهيئة بين القصور و السيّارات ! و بالعودة للآية الكريمة ، يجب أن نلتفت إلى أمر في غاية الأهميّة ، لا أجد المفسّرين يتوقّفون عليها كثيرا !! و هي قوله تعالى : " و من الأرض مثلهنّ " ، فالآية لم تقل : " و في الأرض مثلهنّ ". و شتّان في اللغة العربيّة بين حرف الجرّ " من " و حرف الجرّ " في " . ففي قوله تعالى : " ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا. و جعل القمرفيهنّ نورا و جعل الشمس سراجا " نوح:15-16. فاستخدم حرف الجرّ " فيهنّ " مما يدلّ على المكان ! بينما حرف الجرّ " من الأرض " لا يدلّ على المكان بل يدلّ على المصدريّة. فشتّان بين أن أقول : " ابن سلامة من دولة المغرب " و بين أن أقول : " ابن سلامة في دولة المغرب " . فالجملة الأولى تعني أنّ أصلك من المغرب لكن قد تكون حاليا في السعوديّة . بينما الجملة الثانية تعني أنّك في المغرب بغضّ النظر عن أصلك ! فعندما يقول الله " و من الأرض مثلهنّ " فمعناه مختلف تماما من قولهم " و في الأرض مثلهن" .. و من الواضح لكلّ منصف أنّ التفسيرات المطروحة تفترض أنّ الله قال : " و في الأرض مثلهنّ "، و هو لم يقل ذلك البتّة !


بل لو قال الله تعالى : في الأرض مثلهن لكان من مقتضى هذا القول أنها سبع سموات أخرى جعلها الله في الأرض مثل السموات العلوية .. و لكن الله تعالى قال : من الارض مثلهن، أي من جنس الأرض.
كما أن من هنا ليست للتبعيض ليجعل جزءا من الأرض في شكل سموات مثل السموات السبع، فهذا لا يستقيم :
أولا : لأن الله تعالى لم يخاطبهم بشيء لا يفهمونه فقد فهم العرب جميعا من الأية أنها تحدثت عن جنس الأرض و ليس عن شيء خُلق و تجزأ منها لا يرونه
ثانيا : أنه ليس في الآية و لا في غيرها ما يفيد هذا المعنى الخاص و لا جاء به خبر صريح أو حتى بالتلميح
ثالثا : أن السنة جاءت مفسرة للقرآن، فتكلمت الأحاديث بصراحة عن خلق الله تعالى لسبع أرضين فسرت هذه الآية فحصل بذلك اليقين الذي ينقطع معه أي تفسير آخر، فهي أحاديث محكمة ، و النص القرآني محكم أيضا عند اللغويين فلم يقل أحد منهم قط أنها تعني ما تعنيه أنت. و كذا هناك إجماع من المفسرين على أن المراد هو عدد ذلك من الأرض نفسها، كما قال ابن كثير : وقوله تعالى ( ومن الأرض مثلهن ) أي سبعا أيضا ، كما ثبت في الصحيحين " من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين " وفي صحيح البخاري " خسف به إلى سبع أرضين "

و رحم الله الشنقيطي صاحب ''أضواء البيان'' إذ يقول بيانا لهذا الأمر و هو من هو في اللغة :

أما الأرض فلم يأت لفظها إلا مفرداً، ولم يأت تفصيلها كتفصيل السماء سبعاً طباقاً، فاختلف في المثلية فجاء عن ابن عباس أنها مثلية تامة عدداً وطباقاً وخلقاً. وقيل: عدداً وأقاليم يفصلها البحار، وقيل عدداً طباقاً متراكمة كطبقات البصلة مثلاً، ولقد تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في المقدمة أن من أوجه البيان إذا لم يوجد في الكتاب ووجد في السنة فإنه يبين بها لأنها وحي، وقد جاء في السنة أن الأرض سبع أرضين كما في حديث: " من اغتصب أرضاً أو من أخذ شبراً من الأرض طوقه من سبع أرضين " متفق عليه.
وفي حديث موسى لما قال " يا رب علمني شيئاً أدعوك به فقال: قل لا إله إلا الله. فقال: يا رب كل الناس يقولون ذلك. قال: يا موسى، لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة لمالت بهن لا إله إلا الله ". رواه النسائي.

فهذه أحاديث صحيحة أثبتت أن الأرضين سبع، ولم يأت تفصيل للكيفية ولا للهيئة فثبت عندنا العدد ولم يثبت غيره، فنثبته ونكل غيره لعلم الله تعالى.

ومما يؤيد ثبوت العدد على سبيل الإجمال أن مثلية الأرض للسماء لم تذكر إلا عند ذكر السماء مجملة مع ذكر العدد ولم يذكر عند تفصيلها بطباق مما يشعر أن المراد من المثلية العدد، وقيل إن هذا لا يتنافى مع أفراد اللفظ لأن جمعه شاذ.انتهى


ثالثا : إذا أخذنا بالاحتمال الأوّل من تفسير الآية الكريمة ، فهذا يعني أنّه لا توجد آية قرآنيّة تقول بوجود الأراضين السبع. و بالتالي فمصدر هذه المسألة الأحاديث فقط . و معظمها تتحدّث عن يوم القيامة ، و بالتالي فالأراضين السبع هي يوم القيامة " يوم تبدّل الأرض غير الأرض " و ربّما لهذا العدد علاقة بعدد أبواب النّار ، كما في قوله " لها سبعة أبواب لكلّ باب منهم جزء مقسوم " الحجر:44 . و بالتالي تكون الأحاديث النبويّة صحيحة في سياق يوم القيامة . و الخطأ حصل من الاعتقاد أنّها تخصّ أرض الدنيا و أرض الآخرة معا !!!


هذا مردود من وجوه :
الأول : أنه لم يرد في أي نص الإخبار بأن الله تعالى يخلق أرضين في الآخرة لم يخلقها في الدنيا، هذا عدا أنه ليس فيه حكمة ظاهرة، خاصة أن هذا الرأي لا يجتمع مع قول الله تعالى : (و دكت الأرض دكا دكا) لا يجتمع معه رأسا.

ثانيا : السياق اللفظي لبعض الأحاديث الواردة في الأرضين في أحوال القيامة، كحديث الصحيحين المتواتر و اللفظ للبخاري رحمه الله :
إِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَعَلَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ...

فهو يتحدث عن الأرضين بأل التعريف ، أي على أنها مخلوقة معلومة للسامع.

ثالثا : لم ترد كل الأحاديث عن الأرضين في سياق الإخبار عن الآخرة. فقد وردت أحاديث أخرى مثل :
ما رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا أخذ أحدنا مضجعه أن يقول اللهم رب السموات ورب الأرضين وربنا ورب كل شيء وفالق الحب والنوى ... الحديث و صححه الألباني في صحيح الكلم الطيب
و مثل حديث آخر رواه أبو داود و فيه : فإذا رفع رأسه قال اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات والأرضين وملء ما بينهما. و صححه الألباني
و مثل حديث : ( اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظْلَلْنَ ، وَرَبَّ الأَرَضِينِ السَّبْعِ وَمَا أَقْلَلْنَ ، وَرَبَّ الشَّيَاطِينِ وَمَا أَضْلَلْنَ ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَمَا ذَرَيْنَ ، فَإِنَّا نَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ الْقَرْيَةِ وَخَيْرَ أَهْلِهَا ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ أَهْلِهَا وَشَرِّ مَا فِيهَا )
رواه النسائي في "السنن الكبرى" (5/256) والحاكم في "المستدرك" (1/614) وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وابن خزيمة في صحيحه (4/150) ، وابن حبان في صحيحه (6/426) ، وحسنه الحافظ ابن حجر كما ذكره ابن علان في "الفتوحات الربانية" (5/145) ، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" : (10/137) : رواه الطبراني في "الأوسط" وإسناده حسن . وحسنه الشيخ ابن باز في "مجموع الفتاوى" (26/46) ، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/2759)


أمّا إذا أخذنا بالاحتمال الثّاني من تفسير الآية الكريمة ، فالآية لا تقول بأنّ الأراضين السبع في الأرض ، بل تقول أنّها من الأرض . و بالتالي فالفهم الصحيح الذي أراه أكثر انساجاما هو ما قاله عبد الله بن عبّاس رضي الله عنه ، و استنكر قوله المفسّرون برغم صحّة إسناد المقولة إليه. فتكون الأراضين السبع هي كواكب توجد فيها كائنات مكلّفة . لذلك قال تعالى : " يتنزّل الأمر بينهنّ " ، و قال أيضا : " و ما من دابّة في الأرض و لا في السّماء " و الآية واضحة أنّ في السّماء دواب ، ولا يصحّ القول بأنّ الدوابّ اللتي في السماء هي الملائكة و الجنّ ! إذ مفهوم الدابّة في اللغة هو ما يدبّ ، و هذه الكائنات ليست كذلك ؛ إذ هي كائنات نورانيّة و ناريّة . فلا بدّ من كائنات مثل الحيوانات أو البشر تدبّ في كواكب أخرى في السماء كمصداق للآية الكريمة . و بهذا يكون معنى قوله تعالى : " الحمد لله ربّ العالمين " لا يعني فقط عالم الإنسن و عالم الجنّ و عالم الملائكة ، بل تشمل عوالم الكائنات الموجودة في الأراضين الستّ الأخرى. و بهذا يكون ابن عبّاس سبق عصره بهذا التصوّر و الفهم ؛ إذ العلم إلى يومنا هذا غير واثق من وجود حياة في كواكب أخرى غير كوكبنا !!


لكن ليس في هذا ما يثبت قولك أن السموات السبع هي طبقات الغلاف الجوي بل ينقضه، و لا فيه ما ينفي أن الأرضين مخلوقة في الدنيا.
و هنا مجددا أسألك : إلى أين تريد أن تصل بهذه الإفتراضات المتناقضة !؟


رابعا : بالنسبة لموضوع السّماوات السّبع فإنّ وجودها خارج كوكب الأرض مقدّم و أكثر صحّة من كونها غلاف للأرض. سواء التفسير القائل بأنّها سموات خارج الكون المشاهد ، و نحن لا نرى إلّا السماء الدنيا فقط . أو التفسير القائل بأنّها أكوان متعدّدة أو مدارات كونيّة معيّنة. و لا يتمّ الالتفات إلى التفسير القائل بأنّها طبقات الغلاف الجويّ إلا إذا أخذنا بالاحتمال الأوّل للآية القرآنيّة " و من الأرض مثلهنّ " . و بالتالي تكون هناك سبع سماوات ، و من الأرض سبع سماوات طباقا تحمي الأرض من أشعّة الشّمس ، زيّن الغلاف الأسفل منها - السّماء الدنيا - بزينة النجوم و الكواكب ، باعتباره الغلاف الحابس للضوء القادم من الفضاء . و في هذه الحالة تكون بعض الآيات القرآنية تتحدّث عن السبع سموات التي خلقت في السماء ، و آيات تتحدّث عن السبع سماوات طباقا التي خلقت من الأرض للأرض . و بهذا يتمّ حل الإشتباك الحاصل بين تلك التفسيرات .


الحمد لله أنك تقول أن وجود السموات السبع خارج الأرض مقدم على الرأي الشاذ الفاسد المحدث الذي لا أصل له !
و الجمع بين القولين أشذ، إذ ليس هناك ما يخصص عاما في آيات السموات السبع، و التخصيص بغير دليل مردود و كذا بمجموع الأدلة.
و القول بوجود اشتباك بين التفسيرات دعوى منك عاري الصحة !!


خامسا : أمّا بخصوص أيّ الاحتمالين أميل إليه ، فأنا أميل إلى الاحتمال الأوّل لأنّه أكثر شموليّة و تناسق مع الآيات القرآنيّة و الحقائق العلميّة و الأحاديث النبويّة و المنطق. و بالتالي تكون هناك سبع سموات هي عبارة عن سبع عوالم مختلفة ، نحن في أحد تلك العوالم تحيطنا أحد تلك السماوات. و قد الله من الأرض التي نعيش فيها سبع سموات لحمايتها . و يوم القيامة حين تبدّل الأرض غير الأرض و السماوات ، تصبح الأرض سبعة أرضين بينما السماوات سماء واحدة ، باعتبار أنّ الجنّة تحت سقف عرش الرحمن مباشرة ليس بين الجنّة و سقف العرش السماوات السبع كما هو الحال في الدنيا. أعتقد أنّ هذا الفهم يجمع أكبر قدر من النصوص و يحوي على أقلّ قدر ممكن من الإشكالات.
هذا و الله أعلم ،،،


هلا توقفت عند ما انتهى إليه علمك و يقينك و هو قولك هنا :
فأنا أميل إلى الاحتمال الأوّل لأنّه أكثر شموليّة و تناسق مع الآيات القرآنيّة و الحقائق العلميّة و الأحاديث النبويّة و المنطق.
بدل أن تحاول الجمع بين هذا القول و أقوال لا دليل لك عليها و تعطي تفسيرات من عندك و قد رددنا على كل ذلك بحمد الله.

ابن سلامة القادري
03-19-2016, 05:58 AM
الرد على المشاركة برقم 35 # :


الكثير من الروايات و التفاسير تتحدّث عن الأراضين السبع


تقصد الأحاديث، لا تبالغ أخي أبو عمر فهي معدودة على رؤوس الأصابع ، إذا حذفت التكرار


لكن مع ذلك أصبح الحديث عن الأراضين السبع جزء من موضوع السموات السبع ، بفعل واقع الروايات و تفاسيرها ..

بالفعل لأن للتفاسير عند إيرادها سندا من صحيح الأحاديث و ليس لسواد عيوني أو عيونك لكنها ليست موضوع نقاشنا ، و إن كنت تصر على حشرها في الموضوع من بعض زوايا تأييدك لقول من قال بطبقات الجو كما سلف !


السؤال الأوّل : هل الأرض التي نعيش عليها أحد الأراضين السبع أم لا ؟!! بمعنى : هل تحت أرضنا التي نعيش عليها 7 أرضين أم تحت أرضنا التي نعيش عليها 6 أرضين ؟؟!!
السؤال الثّاني : هل تعتقد بأنّ الأرض التي نعيش عليها كرويّة أم مسطّحة ؟!! و إن كنت تعتقد بأنّها كرويّة فهل الأراضين الستّ التي تحتنا - أو الأراضين السبع - هي أراضي كرويّة كأرضنا أو ليست كرويّة ؟؟!!


إجابة على سؤالك الأول : الأرضين سبع بمعنى طبقات بعضها فوق بعض و لست أقول هي متباينة و لكنها ملتصقة لأن الدليل في ذلك أقوى و أصح و أصرح. و الخلاف حول الصفة و المكون و المحتوى و حدود كل منها .. و لا خلاف في أن الأرض التي نحن عليها هي الأرض العليا و في أن سجّين هي الأرض السفلى و هي أضيق الأرضين و هي مكان الجحيم. و نسبتها إلى قعر الأرض غيبيا كنسبة حفرة النار الغيبية إلى قبر الكافر و الفاجر حيث يرى مد البصر و يرى مقعده من النار في بعد آخر فيزيائي حقيقي وسط البعد المادي شاء الله أن لا نحيط به علما و لو حاولنا.

و إجابة على سؤالك الثاني : حرام عليك ، هل أرسلتني إلى العصور الوسطى ؟ بالتأكيد هي كروية ، و من طبقات بعضها في جوف بعض. ألم يظهر لك ذلك واضحا أبدا من كلامي !


من الواضح جدا أنّ الآية تتحدّث في موضوع ، و الحديثان يتحدّثان عن موضوع آخر ... !
فالآية تتحدّث عن بدايات الخلق ، و ماذا خلق الله في هذه الحياة الدنيا . حيث خلق سبع سموات و من الأرض مثلهنّ ....
بينما الحديث يتحدّث عن الظلم و عاقبة الظالم يوم القيامة . حيث سيخسف بالظالم في سبع أرضين يوم القيامة ...
فالآية تكلّمت عن الخلق في الحياة الدنيا ، و الحديثان عن شكل من أشكال العذاب يوم القيامة ...
القول بأنّ الحديثان تتكلّمان عن الخلق أو مفسّران للآية الكريمة ، قول يحتاج إلى دليل واضح و قرينة بيّنة .. و إلا فالأصل اختلاف الموضوعين !
و بالتالي فليس هناك إرجاء للآية الكريمة ، بل الآية القرآنيّة تتحدّث عن أمر قد حدث فعلا و انتهى في الماضي ، و الحديثان يتحدّثان عن أمر سيحدث في المستقبل ...
و كلّ الذي قلته هو أنّنا لا ينبغي أن نجعل ما سيكون يوم القيامة ، دليلا على ما هو كائن في الدنيا .. فإن كانت الأرض يوم القيامة بحالة معيّنة تتيح أن يعذّب الظالمون في النّار بطريقة معيّنة ، فلا يلزم من ذلك أنّ الأرض على نفس تلك الحالة في هذه الدنيا ... إذ قد أوضح الله قائلا : " يوم تبدّل الأرض غير الأرض " .. !


هذا فهمك الخاص يا أخي فلا تلزم به أهل العلم الذين يضعون الأحاديث في موضعها عن علم واسع و فقه عريض ، و أعتقد أنني أجبت على هذا الإشكال في المشاركة الأخيرة (رقم 37) بما يغني عن إعادته هنا، فأرجو أن تجد فيه غنية عن مزيد من التفصيل فانظره.


لو قال قائل : يوم القيامة تكون السّماء الدنيا مزيّنة بزينة الكواكب ؛ لقوله تعالى : " إنّا زينّا السماء الدنيا بزينة الكواكب. و حفظا من كلّ شيطان مارد . لا يسمّعون إلى الملأ الأعلى و يقذفون من كلّ جانب " الصافّات : 6-8 !
سنقول له : استدلالك باطل يا أخي ، فهذه الآية تتحدّث عن السّماء الدنيا في الدنيا. أمّا في الآخرة فإنّ الله قد قال : " يوم تبدّل الأرض غير الأرض و السّماوات " . و بالتالي قد لا تكون السماء الدنيا يوم القيامة مزيّنة بزينة الكواكب ! خاصّة أنّ الشيطان المارد لن يسمّع إلى الملأ الأعلى ، حيث سيكون في النّار ، فهل ستظلّ يقذف من كلّ جانب برغم أنّه أصلا في النّار و لم يعد يسمّع ؟!
بالمثل إن قال قائل : في الحياة الدنيا الأرضون السبع طباقا ، و يخسف الظالم الذي اغتصب الأراضي ظلما في سبع أرضين ، و يطوّق من سبع أرضين حتى لو ظلم قيد شبر من الأرض !
سنقول له : استدلالك باطل يا أخي ، فهذه الأحاديث تتحدّث عن الأرض يوم القيامة. و قد قال الله تعالى : " يوم تبدّل الأرض غير الأرض و السّماوات " ، و بالتالي قد لا تكون الأرض في الدنيا بنفس الهيئة التي ستكون عليها يوم القيامة . وبالتالي لا دليل أنّ الأراضين السبع طباقا و طوق و قابل لخسف الظالمين فيها ؛ إذ كلّ ذلك يقع يوم القيامة.
فكان اعتراضي هو إسقاط حال الأرض يوم القيامة على أنّها تمثّل حالها في الدنيا ! خاصة أنّ القرآن صرّح بتبديل الأرض غير الأرض ، وبالتالي فحالها الآن ليست نفس الحالة التي ستكون عليها .. وبالتالي ليس بالضرورة أن نفهم الأراضين السبع في الدنيا بنفس الطريقة التي نفهمها في يوم القيامة !


الرد عليه كسابقه

الرد على المشاركة برقم 36 # :


كأنّك تعيد كلامي !
فما قلته هو أنّ الجنّة في السموات العلى و أمّا النّار فليس من المعلوم من الدين بالضرورة .. و ها أنت تؤكّد ذلك ، حيث تقول بأنّ أدلّة مكان النّار هي آثار لبعض الصحابة ، وفي سندها نظر .. !
فلماذا تقول بأنّي خلطت و فرّقت بين العقائد بغير ضابط ؟؟!!


ذلك أنك قلت بالحرف :

النقطة الأولى : يجب التفريق بين عقيدة أنّ الجنّة حق و أنّ النّار حقّ ، و التي تعتبر من أصول عقائد الإسلام التي يؤدّي إنكارها إلى الكفر. و بين عقيدة أنّ الجنّة في السماء السابعة ، و أنّ النّار في الأرض السابعة ، و التي ليست من المعلوم من الدين بالضرورة ، و لا يضير الاختلاف فيها. إذ أراك تتحدّث عن العقيدة الثانية كما لو أنّها هي عينها العقيدة الأولى !انتهى كلامك

و فقط لينضبط الكلام، قلت لقد خلطت و فرقت ، و جعلت لرد العقائد و ما يترتب على ذلك من الحكم بالكفر مقياسا غير المقياس الذي عليه السلف و هو : درجة التبين من كون المعتقد أي معتقد و خبر الوحي أي خبر إن كان له أدلة قائمة صحيحة صريحة أم لا. و كأني فهمت من كلامك أن إنكار الكليات عندك (أو أصول الإيمان الستة) وحده الذي يتوقف عليه التكفير و ليس إنكار ما جاء به الوحي قرآنا أم حديثا من تفاصيل الأخبار و منها خبر أن الجنة في السموات العلى و ليس في مكان آخر. ففي هذه مثلا خلطت و فرقت و لم يقم عندك ضابط حقيقي واضح، فتأمل
و أما قولك :
و ها أنت تؤكّد ذلك ، حيث تقول بأنّ أدلّة مكان النّار هي آثار لبعض الصحابة ، وفي سندها نظر ..
فالمسألة هنا مدارها على الحكم بالكفر على المعين المنكر لمكان النار و ليس في صحة الإثبات من عدمها فهذا مرده إلى قوة الدليل و وضوحه طالما الخلاف وارد ، و لو تأملت قول شيخ الإسلام الذي أوردته لك كشاهد ، لتبينت القصد ، و هو أن في بعض المسائل كهذه التي ورد عليها خلاف بين أهل العلم العهدة فيها على درجة التبين من الأدلة فإذا غلب على ظنك أحد الأقوال وجب عليك الأخذ به حتى لا تقع في التكذيب.


ما قصدته هو أنّ القول بأنّ الجنّة في السماء السابعة في الدنيا ، لا يخوّل صاحبه أن يقول بأنّها كذلك يوم القيامة ... و بالتالي يجب الفصل بين حال الجنّة و النّار في الدنيا و بين حالهما في الآخرة ... و بالمثل يجب الفصل بين حال السموات و الأرض في الدنيا و بين حالهما يوم القيامة ... هذا هو لبّ القضيّة !
الروايات لا تقول بأنّ النّار في الأرض السابعة في الآخرة. لكن عندما عرضت قوله تعالى : " إنّ كتاب الفجّار لفي سجّين " قلت بأنّ سجّين هي الأرض السفلى. أليست الأرض السفلى هي الأرض السابعة ؟! أليست الآية تتحدّث عن يوم القيامة ! فيُفهم من كلامك أنّ النّار في الأرض السابعة في الآخرة ، كما أنّها في الأرض السابعة في الدنيا !!!


عجبا ! و بما أنك تعتقد بأن الجنة لا تظل في مكانها يوم القيامة لم لا تعتقد ذلك بالمنطق نفسه في النار ؟ فهذه تكون في مقابل تلك.
لماذا تلزمني بشيء في موضع و لا تلتزم به أنت في موضع آخر ؟

الجنة في السماء العليا و النار في الأرض السفلى كما صرحت بذلك النصوص أو لمحت ، و الله يجعلهما حيث شاء يوم القيامة يوم تبدل الأرض غير الارض و السموات .. و انتهى الإشكال

لكن أن تنفي وجود الأرضين السبع الطباق المثبتة في غيرما نص بناء على آية التبديل، فكأنك مثلا تنكر وجود الجنة بناء على المنطق ذاته، و هو من باب لزوم ما لا يلزم.


حاول التركيز في كلامي ، فأنا أيضا لم أقل بأنّك قلت بأنّ باطن الأرض أشدّ حرارة من باطن الشمس !
و لكنّي سلّمت لك جدلا أنّ حرارة باطن الأرض أقلّ من حرارة باطن الشمس حتى و إن لم تقل أنت ذلك ! إذ لا يعقل أن تكون النّار في باطن الأرض و مع ذلك تكون باطن الشمس أشدّ حرارة !!! و الحديث يقول بأنّ نار جهنّم أشد حرا من نار الدنيا ، و نار الدنيا يشمل النار الناتجة في باطن الشمس أو في باطن أيّ نجم آخر ..
و بالتالي هناك لازم القول و هناك لازم الاعتقاد ، و أنا سلّمت لك بلازم اعتقادك ، لأوضّح لك مكمن الإشكال في ما تعتقده ..!

هذا من الإغراق الزائد عن الحاجة .. فقد تكلمنا عن باطن الأرض و أنه أشد حرارة سبعين مرة من الحرارة العليا لسطح الأرض ، فما دخل الشمس في الموضوع منذ البداية إلا مغالطة علمية وقعت فيها زائد مغالطة في الربط بالحديث حين قلت :
فهذا يعني أنّ حرارة كوكب الأرض أكثر من حرارة الشمس سبعين مرّة !! فهل هذا القول يوافق الواقع و الحقائق العلميّة ، التي أكّدت أنّ الأرض لو اقتربت من الشمس ولو مسافة قصيرة لاحترقت !

فالنبي صلى الله عليه و سلم تكلم عن حرارة النار التي نوقد عليها و ليس عن حرارة الشمس
و لقد قلت لك إن هناك تساو بين حرارة باطن الأرض و بين حرارة سطح الشمس ما يعني اشتداد الحرارة 70 مرة ضعف حرارة النار التي نوقد عليها و هذا من إعجاز الحديث النبوي لو تأملت.


يا أخي عندما نتكلّم عن النّار فنحن نتكلّم عن أمر غيبي ، هذا هو الأصل . و لكن وصف هذا الأمر الغيبي بأنّه مادّي ، حيث العذاب في النّار هو عذاب مادّي كما هو واضح من نصوص القرآن الكريم. و عندما نتكلّم عن المادّة فنحن نفهم من ذلك الأبعاد الثلاثة الأساسيّة .. فللنّار عمق و سعة و حجم معيّن .. فإذا قال أحدهم : يمكن لنار جهنّم أن تكون داخل كوب الماء .. سنقول له : كيف يمكن لكوب الماء أن يستطيع احتواء هذا الكيان العظيم الكبير الذي يحوي ملائكة عظام ؟؟!! هذا القول غير معقول ! و بالمثل ، لو قال بأنّ الجنّة يمكن أن تكون داخل كوب ماء .. سنقول له كيف لجنّة عرضها السموات و الأرض تدخل كوب الماء !
فلا يصح أن يردّ علينا قائلا : الجنّة و النّار لها أبعاد غيبيّة ... !
بينما الملائكة و الجن فهي كائنات من النور و النّار قادرة على التشكل و التحوّل .. و بالتالي هي كائنات غير مادّية .. فلو قال أحدهم : يمكن لإبليس أن يدخل داخل كوب ماء ... سنقول له : لا إشكال في ذلك ، فهو كائن غير مادّي ...
فعندما تقول لي بأنّ النّار شيء غير مادّي ، سيزول إشكالي وقتها ، فيمكن أن تكون نار جهنّم داخل أحد الصخور في قاع الأرض !
أمّا و حيث أنّ النّار ماديّة بتلك العظمة الموصوفة في القرآن و الروايات ، و حيث أنّ الأرض بهذا الصغر الذي تحقّقنا منه بالحس و المشاهدة .. فلا يمكن لأرض صغيرة أن تحتوي بداخلها نارا ماديّة عظيمة ..!
فلا حلّ إلا أن تقول بأنّ النّار غير مادّية و بالتالي تكون داخل الأرض بلا إشكال .. كما أنّ الملائكة يملؤون المسجد برغم أنّه مملوء بالمصليّين !
أو تقول بأنّ الأرض ماديّة ولكن حجمها أصغر بكثير من حجم كوكب الأرض ، و بالتالي يمكن أن تكون في أعماق المحيطات أو في باطن الأرض !
أما غير هذين القولين ، فلا يمكن أن أقبله أنا على الأقل .. لأنّ احترام المنطق يفرض عليّ رفض مثل هذا الكلام !

و بالتالي علاقة العقل بعالم الغيب علاقة حسّاسة و خطيرة ، و قد أكتب موضوعا حوله .. لكن ليس من المعقول أن يأتي مثلا هندوسي و يطرح عليّ عقائد في عالم الغيب ، و لا يقدر عقلي على ضبط ما يقول و فرز ما هو معقول و غير معقول ! إذ هذا يلزم أن تكون عقولنا فريسة لأية عقائد غيبيّة ... بل يجب أن يكون الغيب لا يتعارض مع أساسيّات المنطق ؛ لكي نستطيع أن نعرف ما يمكن أن يكون صحيحا و ما لا يمكن !


أخي الحبيب، من الواضح هنا أنك عقلاني مادي زيادة على اللزوم و يُخشى عليك رد كثير من نصوص الغيب بناء على عقلانيتك المادية هذه !
سألتمس من عقلك القاصر عن إدراك حدود عظمة الله و قدرته شيئاً من التواضع عندما تتكلم عن أفعاله جل و علا ، فهو القادر على خلق أبعاد مادية فيزيائية لم يبلغ العلم مداها سوى رياضيا و حسابيا و انتهى إلى 11 بعدا أو 16، و هو القادر على جعلك ترى ما لا يوجد و لا ترى ما هو موجود. و الوجود بالنهاية ما هو ؟؟؟ ألا كل شيء ما خلا الله باطل، أصدق كلمة قالتها العرب.

الله تعالى على كل شيء قدير، فالمستحيلات عندك عقلا في العالم المادي الذي خلقه الله على هذه الهيئة ممكنات عنده ، و قد ضربت لك أمثلة على ذلك لكنك لم تستوعبها و ربما أنت تنكرها أيضا، و هناك أمثلة كثيرة بالعشرات من عالم الغيب و عجائبه من جنس قصة المعراج تتخلل كثيرا من النصوص و لكن لعلك تمر عليها و أنت معرض، و هنا سأضعك في الصورة و أحاول أن أقربك أكثر و أكثر من إمكانية وجود النار الكبرى في عالم الأرض السفلى :

هل قدرات الإنسان الجسدية تساوي قدراته الروحية ؟ طبعا لا فالروح تدرك أبعد مما يدركه الجسد
يقول الله عز وجل (( يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي. وما أوتيتم من العلم إلا قليلا))
و لو قرأت عن علم الباراسيكولوجيا ستدرك هذه الحقيقة

هل قدرات الإنسان تساوي قدرات الجن ؟ طبعا لا فالجن أقوى، و ليتك تقرأ عن قدراتهم و تسمع، و عندما يقول الله تعالى عنهم مثلا : ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) الأعراف 27 !!
هل قدرات الجن تساوي قدرات الملائكة ؟ طبعا لا فالملائكة أقوى بكثير و ليتك تقرأ ما جاء من نصوص في ذلك، و من ذلك قدرات الملاك جبريل عليه السلام على التحول من كائن عظيم إلى إنسان
هل قدرات الملائكة تساوي قدرات من خلقها و هو الله تعالى ؟ طبعا لا فالله الذي خلقها يستطيع خلق ما هو أعظم و أغرب و أعقد ، و ليتك تقرأ أكثر عن الصفات الإلهية خاصة عن قدرة الله المطلقة و قوله للشيء كن فيكون.

بناء على الأسئلة السابقة سأسألك :

هل البعد الإنساني الجسدي يعدل البعد الإنساني الروحي ؟ لا
هل أبعاد الإنس تعدل أبعاد الجن و الشياطين التي تجري منا مجرى الدم ؟ لا
هل أبعاد الجن تعدل أبعاد الملائكة التي تعلم ما توسوس به الأنفس ؟ لا
هل أبعاد الملائكة تعدل الأبعاد الإلهية المطلقة ؟ لا مطلقا

هل قوانين الفيزياء المعلومة حاليا فسرت كل شيء ؟
هل فسرت كيف تعرج الملائكة في ثوان إلى السماء السابعة في مسافة يجب أن نقطعها نحن في خمسين ألف سنة ؟
هل فسرت الحياة أو الموت ؟ هل فسرت قدرات العقل و الروح ؟
هل فسرت كيف يقبض ملك الموت ملايين الأرواح في ثانية ؟
هل فسرت عالم البرزخ في القبور، حيث البعد الزمكاني مختلف كل الإختلاف ، و كيف تجري ثم الأمور ؟ كيف يفسح للميت في قبره مد البصر و كيف تمر عليه ملايين السنين كنصف ساعة أو ثلثها ؟
كيف يتنعم الميت أو يتعذب ؟

هل فسر العلم أو العقل كيف نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة ؟

هل أحاط علم الفيزياء أصلا بما هو أقرب إليه من ذلك ؟ الحقائق الذرية و نظرية الكوانتيم و الكواركات و الفوتونات و حقيقة الثقب الأسود الذي يعد ثقله في وسط المجرات أو خارجا معجزا مع أنهم يعدونه لا شيء.
إقرأ عن الثقوب السوداء : http://www.moutarjam.com/الثقوب-السّوداء/

حقائق و نظريات فيزيائية يمكن الإستشهاد بها :

** يقول (نيل بوهر) (1885-1962) الذي يعتبره الكثيرون أب التنظير في فيزياء الكم: " أي شخص لم تصدمه نظرية الكم فهو لم يفهمها ".
** هل الأبعاد الأربعة كافية لفهم الكون بشكل رياضي؟ :
يردُ علماءُ الرياضيات إن هذه الأبعاد الأربعة ليست كافية لوضع معادلات صحيحة ودقيقة وغير متناقضة عن الكون ، فلا بد من افتراض أبعاد جديدة ، وبالاستعانة بالحاسوب تبينَ أنه لا بد من افتراض 16 بعداً للكون كي نحصلَ على معادلات غير متناقضة ودقيقة !! فإذا كنا لا ندركُ ولا نرصدُ إلا أربعة أبعاد فهذا يعني أن كل الكائنات التي تشغل هذه الأبعاد هي مخلوقات غير مرئية وغير منظورة !! إذاً حسب الرياضيات ( العقل ) هناك عوالم مخفية غير منظورة !! والآن نستطيع فهم الآية تماماً وما أقسم الخالقُ في هذه الآية إلا لتنبيهنا إلى هذه الحقيقة المبهرة : (فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ وَما لا تُبْصِرُونَ ) !! الحاقة 38-39 وليس علم الرياضيات هو العلم الوحيد الذي أثبتت معادلاته عوالم مخفية ولكن علم الفيزياء الفلكي أيضاً !!

** و قبل أينشتين فإن العلماء كانوا يعتقدون أن الكون ثابت الشكل، لكن نظرية أينشتين النسبية تقول أن الكون عبارة عن نسيج يمكن حنيه وثنيه.. فإذا تخيلنا أننا نسير على أرض مستوية لنقطع مسافة ما فإننا بثني تلك الأرض يمكننا الوصول إلى هدفنا بشكل أسرع... قدم اينشتين فكرة انحناءات الكون وتشوهات النسيج الكوني بما يعرف بـ wormholes أو الطرق دودية.

** و استنادًا إلى نظرية الأوتار الفائقة و هي أعقد نظرية علمية حتى الآن فإن الكون ليس وحيدًا، وإنما هنالك أكوان عديدة متصلة ببعضها البعض، ويرى العلماء أن هذه الأكوان متداخلة ولكل كون قوانينه الخاصة به، بمعنى أن الحيز الواحد في العالم قد يكون مشغولاً بأكثر من جسم ولكن من عوالم مختلفة، وبحسب هذه النظرية فإن الكون ما هو إلا سيمفونية أوتار فائقة متذبذبة، فالكون عزف موسيقي ليس إلا، ومن الممكن معرفة الكون ومما يتكوّن من خلال معرفة الأوتار ونغماتها، فالكون يتصرف على نمط العزف على الأوتار.

** يقول العالم الفيزيائي الأمريكي "آلان غوث"، بما أن الكون ولد من العدم وبما أن العدم يمتد إلى مساحات لا متناهية، إذاً من المتوقع نشوء أكوان لامتناهية في أجزاء مختلفة من العدم.

إقرأ هذه المقالات فستقرب إليك الفكرة أكثر :

رحلة تشكل الوعي الإنساني: الله والإنسان ونظرية تداخل الأبعاد (http://www.akhbar-alkhaleej.com/11744/article/385133.html)
رحلة تشكل الوعي الإنساني: اللّه والإنسان ونظرية تداخل الأبعاد (2) (http://www.akhbar-alkhaleej.com/11743/article/384987.html)
رحلة تشكل الوعي الإنساني: الله والإنسان ونظرية تداخل الأبعاد (3) (http://www.akhbar-alkhaleej.com/11743/article/384987.html)

نظرية الأوتار الفائقة حينما يلتقي العلم بالخيال (http://www.3lum.net/2012/03/blog-post.html)

العقل وعالم الغيب (https://halahani.wordpress.com/2013/08/01/العقل-وعالم-الغيب-الجزء-الأول/)

و بخاتمة الموقع الأخير أختم :

أما محاولة إدراك ما وراء الواقع بالعقل المحدود الطاقة بحدود هذه الأرض والحياة عليها، دون سند من الروح الملهم والبصيرة المفتوحة، وترك حصة للغيب لا ترتادها العقول.. فأما هذه المحاولة فهي محاولة فاشلة أولاً، ومحاولة عابثة أخيراً، فاشلةٌ لأنها تستخدم أداة لم تخلق لرصدِ هذا المجال، وعابثةٌ لأنها تبدد طاقة العقل التي لم تُخلق لمثل هذا المجال.. ومتى سلَّمَ العقل البشري بالبديهية العقلية الأولى، وهي أن المحدود لا يدرك المطلق، لزمَهُ – احتراماً لمنطقه ذاته – أن يُسلِّم بأنَّ إدراكه للمطلق مستحيل وإن عدم إدراكه للمجهول لا ينفي وجوده في ضمير الغيب المكنون، و أنَّ عليه أنْ يَكِلَ الغيبَ إلى طاقة أخرى غير طاقة العقل ، وأنْ يتلقى العلم في شأنه من العليم الخبير الذي يحيط بالظاهر والباطن، والغيب والشهادة.. وهذا الاحترام لمنطق العقل في هذا الشأن هو الذي يتحلى به المؤمنون، وهو الصفة الأولى من صفات المتقين. لقد كان الإيمان بالغيب هو مفرق الطريق في ارتقاء الإنسان عن عالم البهيمة. ولكن جماعة الماديين في هذا الزمان، كجماعة الماديين في كل زمان، يريدون أن يعودوا بالإنسان القهقرى.. إلى عالم البهيمة الذي لا وجود فيه لغير المحسوس ! ويسمون هذا «تقدمية» وهو النكسة التي وقى اللهُ المؤمنين إياها، فجعل صفتهم المميزة، صفة: «الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ» والحمد لله على نعمائه !!

و سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم

أبو عمر النفيس
03-21-2016, 12:26 PM
نظرا لأهميّة تلخيص الموضوع و اختصاره للقارئ الكريم ، سأقوم بذلك قبل الشّروع في استكمال الحوار .
يدور الحوار حول موضوعين مختلفين ، أحدهما أساسي و الآخر فرعي.
الموضوع الأساسي : السموات السبع
الموضوع الفرعي : الأراضين السبع
الطرح السّائد يقول : قول الله تعالى : " الله الذي خلق سبع سموات و من الأرض مثلهنّ " يعني بالضرورة أنّ الله قد خلق من جنس الأرض سبع أرضين. و هذه الأرضين السبع بالضرورة في باطن الأرض ؛ لأنّ الله سيخسف بالظالم في سبع أرضين يوم القيامة ، و لأنّ نار جهنّم في الأرض السّفلى في حياتنا الدنيا.

الطرح غير السّائد يقول : قول الله تعالى : " الله الذي خلق سبع سموات و من الأرض مثلهنّ " لا يعني بالضرورة أنّ الله قد خلق من جنس الأرض سبع أرضين ، بل قد يعني أنّ الله قد خلق من جنس الأرض سبع سموات ، و هي طبقات الغلاف الجوّي. و في حال قصد سبع أرضين فهي ليست بالضرورة في باطن الأرض ؛ إذ الروايات المعتبرة الدالّة على ذلك تتكلّم عن يوم القيامة ، كما أنّ القول بأنّ النّار في باطن الأرض يحوي إشكالات عديدة تؤكّد ضعف هذا القول. كما أنّ العلم الحديث قسّم باطن الأرض إلى طبقات جيولوجيّة ، و الطرح السائد لا يعتبرها تمثّل الأراضين السبع.
و بالتالي فالقضيّة الجوهريّة في النّقاش تتمثّل في الآية القرآنيّة : " و من الأرض مثلهنّ " ؛ باعتبارها حلقة الوصل بين الطرح القرآني و بين حقائق الواقع. و الفكرة الجوهريّة التي يدور حولها طرحي هي ضرورة الربط بين الآيات القرآنيّة و الآيات الكونيّة . فكما أنّ آيات الله القرآنيّة تساعدنا على فهم آياته الكونيّة ، فكذلك آيات الله الكونيّة تساعدنا في فهم آياته القرآنيّة. و من الخطأ الفصل بينهما أو الاكتفاء بأحدهما دون الآخر. و حيث أنّ العلم الحديث قد وصل إلى معرفة جيّدة بكوكب الأرض ، فلا بدّ أن يكون التصوّر الصحيح لذلك الشيء الذي خلقه الله من جنس الأرض سبعا ، أن يكون له علاقة بالطبقات السبعة المحيطة بالأرض أو الطبقات السبعة في باطن الأرض أو سبعة كواكب من جنس الأرض فيها حياة كما الأرض . أمّا القول بأنّها خلاف كلّ ذلك ، فهذا يعني أنّنا نعزل الآية القرآنيّة عن عالم الواقع ؛ بحجة عدم الحيد عن فهم من قد سبقنا ! و بذلك تكون عقيدة السموات السبع و عقيدة الأراضين السبع ، مجرّد عقيدة تخصّ أصحابها ، و لا علاقة لها بالعلم أو الواقع ؛ إذ ليس في الواقع ما يؤكّدها !! و هذا أمر غير معقول و غير مقبول ...

و بعد هذه الخلاصة ، سأقوم بالردّ على أهمّ النهقاط التي طرحها الأخ " ابن سلامة " في الموضوعين .
الموضوع الأوّل : السّموات السّبع


موضوع النقاش ليس عن مسائل الشهادة و إنما عن مسألة غيبية محضة وجب التقيد فيها بالنص و اللغة و بما فهمه السلف و جمهور الخلف.
أختلف معك اختلافاً جذريّا في هذه النقطة ! فالآيات القرآنيّة التي تتحدّث عن السّماء و الأرض و الشّمس و القمر و النجوم و الشّهب و الكواكب و الحيوانات و الجبال و البحار كلّها في عالم الشّهادة. و ما دخول الجانب الغيبي فيها إلا دخولا عرضيّا .. و إن لم تكن هذه المواضيع ضمن عالم الشّهادة ، فما هي قضايا الشهادة ؟؟!!
ألم تقرأ قول الله تعالى : " لَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) " الملك. فلو كانت السّماوات الطّباق ضمن عالم الغيب ماكان الله ليطلب من النّاس أن يشاهدوا بأبصارهم كرّتين ، فيروا إبداعه ، فينقلب البصر خاسئا و هو حسير .. فعالم الغيب ليس من شأن البصر الحكم عليه أصلا ! و حيث أنّ السماء من عالم الشّهادة كما هو واضح من خلال هذه الآية ، فلابدّ أن يكون فهمنا لكلام الله منسجما مع أهم حقائق علم الكونيّات و علوم الطبيعة التي تبحث في حقيقة السّماء و حقيقة الأرض و حقيقة الأجرام السماويّة. أمّا القول بأنّنا غير ملزمين بتلك الحقائق ، بل ملزمين بما كان يفهمه السّابقون بناء على معطيات اللغة و معطيات المعرفة البشريّة في ذلك الوقت ، فهو قول أرى أنّه يغرّد خارج الصواب ، و إن كان هو السائد للأسف ! فالسّابقون لا يلامون إن اعتقدوا أنّ الأرض مسطّحة أو أنّ الشمس تدور حول الأرض أو غير ذلك ؛ إذ لم تكن هناك حقائق علميّة تمنعهم من هذه الأقوال . بل كانت لديهم اللغة و معارفهم المحدودة هي التي تشكّل فهمهم و تصوّراتهم لنصوص الوحي. أمّا نحن فنلام إن قلنا ما يخالف الواقع ؛ لأنّ العلم الآن حسم قضايا لم تكن محسومة في ذلك الوقت ، و بالتالي فليس المعيار في الفهم اللغة فحسب !


بل لو قال الله تعالى : في الأرض مثلهن لكان من مقتضى هذا القول أنها سبع سموات أخرى جعلها الله في الأرض مثل السموات العلوية .. و لكن الله تعالى قال : من الارض مثلهن، أي من جنس الأرض.
كلام جميل جدا ..
و حيث أنّ المثليّة المقصودة هنا هي مثليّة عدد فقط ، قال تعالى :" و من الأرض مثلهنّ " أي و من جنس الأرض خلقت سموات بمثل عددهنّ. و لا شكّ أنّ طبقات الغلاف الجوي تعتبر من جنس الأرض ، فطبقات الغلاف الجوّي تحيط بالأرض و تحميها.


كما أن من هنا ليست للتبعيض ليجعل جزءا من الأرض في شكل سموات مثل السموات السبع، فهذا لا يستقيم :
أولا : لأن الله تعالى لم يخاطبهم بشيء لا يفهمونه فقد فهم العرب جميعا من الأية أنها تحدثت عن جنس الأرض و ليس عن شيء خُلق و تجزأ منها لا يرونه
ثانيا : أنه ليس في الآية و لا في غيرها ما يفيد هذا المعنى الخاص و لا جاء به خبر صريح أو حتى بالتلميح
ثالثا : أن السنة جاءت مفسرة للقرآن، فتكلمت الأحاديث بصراحة عن خلق الله تعالى لسبع أرضين فسرت هذه الآية فحصل بذلك اليقين الذي ينقطع معه أي تفسير آخر، فهي أحاديث محكمة ، و النص القرآني محكم أيضا عند اللغويين فلم يقل أحد منهم قط أنها تعني ما تعنيه أنت.
أولا : إستشكالك يقع عليك قبل أن يقع على غيرك ! فالأراضين السبع بالمفهوم الذي تقوله هو جزء من الأرض ، و جزء غير مرئي أيضا . فالعرب لم يرووا الأرض السابعة و لا الأرض السادسة و لا حتى الخامسة ! فإن جاز أن يفهموا تلك الأرضين برغم عدم رؤيتها ، جاز فهم تلك السموات برغم عدم رؤيتها !
ثانيا : المعنى الخاص للمفردات القرآنيّة يحدّدها السّياق القرآني ، من خلال الوصف و العطف و غيرها من المحدّدات. فعلى سبيل المثال ، عندما قال الله تعالى : " و علامات و بالنجم هم يهتدون " النحل: 16 ، و قال أيضا : " و النجم و الشجر يسجدان " الرحمن: 6 . فهمنا من الآية الأولى أنّ المقصود بالنجم هو الجرم السّماوي الذي نهتدي به و نستدلّ به على الطريق . بينما فهمنا من الآية الثانية أنّ النجم هو النبات الذي لا ساق له ، لأنّه معطوف مع الشجر .. فالسيّاق نفسه حدّد ؛ إذ من المستبعد أن يكون قصد الله هو النجم الذي في السماء ، إذ لا وجه لعطفه مع الشجر ، برغم أنّ نجم السماء أيضا يسجد لله ، لكنّه حتما ليس المقصود هنا ...
و بالمثل ،، عندما نقرأ قوله تعالى : " ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا " نوح: 15 ، و يقول أيضا : " الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور " الملك: 3 ، فكلمة " طباقا " يعني معنى محدّدا للسّماء غير المعنى العام من السموات السبع التي لم توصف بهذا الوصف. و بالمثل كلمة " السّماء " بالمفرد له معنى مختلف تماما عن " السّماوات " بالجمع. فلم يرد في القرآن آية واحدة تقول بأنّ الله ينزل المطر من " السماوات " بل دائما يقول من " السّماء " بالمفرد . كما في قوله تعالى : " إنّ في خلق السّموات و الأرض و اختلاف الليل و النّهار و الفلك التي تجري في البحر بما ينفع النّاس و ما أنزل الله من السّماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها " الفرقان:164. فرغم أنّ الآية بدأت بكلمة " السّموات " ، إلاّ أنّه حين أراد الحديث عن إنزال المطر ، تكلّم بلفظة المفرد " السّماء "، و بالتالي فالمعنى الذي أراده الله من كلمة " السّماء " يختلف عن المعنى الذي عناه من كلمة " السموات " .. و بالتالي فمحدّدات المعنى كثيرة من سياق الآيات نفسها و بتدبّرها و تأمّلها.
ثالثا : لا يوجد حديث صحيح عن الرسول قام بتفسير كيفيّة خلق الأرضين السبع أو تفسير الآية محلّ النّقاش. بل ما حدث هو أنّ الفقهاء قاموا بإسقاط أحاديث تتكلّم عن عقوبة الظالمين يوم القيامة ، و ربطها بآثار ، و قالوا بأنّها تمثّل تفسيرا للآية. و قد أوضحت أنّ هذا الربط غير لازم ؛ إذ القضيّتين مختلفتين.

هذا مردود من وجوه :
الأول : أنه لم يرد في أي نص الإخبار بأن الله تعالى يخلق أرضين في الآخرة لم يخلقها في الدنيا، هذا عدا أنه ليس فيه حكمة ظاهرة، خاصة أن هذا الرأي لا يجتمع مع قول الله تعالى : (و دكت الأرض دكا دكا) لا يجتمع معه رأسا.
ثانيا : السياق اللفظي لبعض الأحاديث الواردة في الأرضين في أحوال القيامة، كحديث الصحيحين المتواتر و اللفظ للبخاري رحمه الله :
إِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَعَلَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ عَلَى إِصْبَعٍ ، وَالْأَرَضِينَ عَلَى إِصْبَعٍ...
فهو يتحدث عن الأرضين بأل التعريف ، أي على أنها مخلوقة معلومة للسامع.
ثالثا : لم ترد كل الأحاديث عن الأرضين في سياق الإخبار عن الآخرة. فقد وردت أحاديث أخرى مثل :
ما رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا أخذ أحدنا مضجعه أن يقول اللهم رب السموات ورب الأرضين وربنا ورب كل شيء وفالق الحب والنوى ... الحديث و صححه الألباني في صحيح الكلم الطيب

أولا : ما علاقة دكّ الأرض بإعادة خلقها ! ثم عن أيّ حكمة ظاهرة تتحدّث ! و هل علمت الحكمة الظاهرة من خلق سبع أرضين في الدنيا ، حتى تطالب بالحكمة الظاهرة في الآخرة . ففي الآخرة علمنا الحكمة و هي خسف الظالمين فيها ، فماذا عن الدنيا ؟! لا وجه لاستشكالك هنا ؛ فالله قد خلق كواكب كثيرة في هذه الدنيا و لم يخبرنا بها ، فلماذا نطالبه أن يخبرنا بعدد الكواكب التي سيخلها مرّة أخرى في الآخرة ؟!
ثانيا : أيضا لا وجه لاستشكالك هنا ، فوجود " ال " لا يعني بالضرورة أن المتلقّي يعلم ، بل يعني بالضرورة أنّ المتكلّم يقصد معيّنا. فلمّا ذكر الله اسم " تبّع " في قوله : " أهم خيرٌ أم قوم تبّع و الذين من قبلهم أهلكناهم إنّهم كانوا مجرمين " الدخان: 37 . و ما دلّ ذكر اسم العلم " تبّع " أنّه كان معروفا عند العرب ! و بالتالي كون الاسم معرفة أو علم ، لا يدلّ بالضرورة أنه معلوم عند المخاطَب !
ثالثا : الأحاديث المعتبرة سندا تحدّثت عن يوم القيامة ، أمّا التي تحدّثت عن الدنيا ، فأفضلها ذات الإسناد الحسن ! و المقام لا يسع تفنيد أسانيدها .

و هنا مجددا أسألك : إلى أين تريد أن تصل بهذه الإفتراضات المتناقضة !؟
أريد أن أصل إلى الفهم الصحيح لمراد الله.
إذ لا يُعقل أن يكون تدبّر القرآن محصور على تكرار ما قد قيل ! كما أنّه لا يعقل أن تكون السموات السبع مجرّد شأن غيبي محض لا علاقة لها بعالم الشهادة ! كما لا يعقل أن نعزل تصوّراتنا في الأرض و في السّماء عن حقائق العلم و اكتشافاته.
و إلّا فهناك من يصرّ حتّى الآن بأنّ الشمس هي التي تدور حول الأرض و بأنّ الأرض لا تتحرّك ، و يقول بأنّ ظاهر القرآن يقول ذلك .. ! و سيجد من أقوال السابقين من يؤيّد قوله ، و مع ذلك نخطئه ؛ لأنّه خالف حقائق لا مجال للتشكيك فيها الآن ...
و عليه ،، فالأصل أنّ ما يتعلّق بعالم الشهادة ، يوزن بحقائق العلم ، ثم بعد ذلك ننظر إلى أقرب التفاسير لتلك الحقائق .. و ليس المعيار شهرة التفسير أو كثرة القائلين به ؛ إذ القضيّة متعلّقة بعالمنا المشاهد ...

الحمد لله أنك تقول أن وجود السموات السبع خارج الأرض مقدم على الرأي الشاذ الفاسد المحدث الذي لا أصل له !
و الجمع بين القولين أشذ، إذ ليس هناك ما يخصص عاما في آيات السموات السبع، و التخصيص بغير دليل مردود و كذا بمجموع الأدلة.
و القول بوجود اشتباك بين التفسيرات دعوى منك عاري الصحة !!
الجمع بين القولين ليس شاذا ! فنحن أمام خيارين : الأوّل : أن نعتقد بوجود سبع سموات دون أن يكون لهذا شواهد من الواقع ! الثّاني : أن نعتقد بوجود سبع سموات و يكون لهذا شواهد من الواقع ! المسلم ملزم بالاعتقاد بوجود سبع سموات ؛ لأنّ النص القرآني صريح بهذا ... لكن المسلم له خيار أن يفهم تلك السموات السبع بمعزل عن الواقع ، و له خيار أن يفهم تلك السماوات متناسقا مع الواقع ..فإن كنت ترى بالخيار الأوّل ، فلغيرك الحق بالخيار الثاني.
و أنا أجد أنّ القرآن الكريم دقيق في هذه المسألة ، حيث يتكلّم عن السّماء بأكثر من طريقة .. فمرّة بالإفراد و مرّة بالجمع دون عدد و مرّة بالسموات السبع بالعموم و مرّة بالسموات السبع الطباق ... فهذه أربعة أقسام لطريقة معالجة القرآن لقضيّة " السّماء " .
أنا أرى أنّ القسم الأخير من الآيات ، يتوافق مع مفهوم طبقات الغلاف الجوي إلى حدّ كبير ...
و ضرورة الفصل و الدقّة مبعثه ليس لتأكيد وجود إعجاز علمي ، فالقرآن غنيّ بأمثلة الأعجاز ؛ و لكن لأنّي أجد أنّ هذا الفصل يزيل العديد من الإشكالات المطروحة حول القضيّة.
فمثلا ،، إذا اكتفينا بالقول بأنّ السماء في القرآن هو ذلك الجرم الكوني الذي سيطويه الله يوم القيامة و سينشق ، و قد يأتي بالإفراد أو بالجمع دون أن يكون في ذلك اختلاف في المعنى ...
هذا القول يفرض إشكالات عديدة منها : كيف يمكن للسماء أن تقع على الأرض ، و السماء هو الكون كلّه و الأرض هو هذا الكوكب الصغير في أحد مليارات النجوم ؟؟ فكيف يسقط ذك على هذا ؟؟!! بل كيف يمكن للمطر أن ينزل من ذلك الجرم السماوي و المطر ينزل من الغيوم ؟؟!!
في حين لو قلنا بأنّ السّماء بالمفرد يعني " العلوّ " و معناه يأتي من سياق الآية. يمكن حينها القول بأنّ قوله تعالى :" و أنزلنا من السّماء ماء بقدر " المؤمنون:18 ، و قوله تعالى :" و أنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا " النبأ:14 .. " السّماء " في الآية الأولى تعني " المعصرات " في الآية الثانية .. أي السحب. و سمّيت سماء لكونها في العلوّ .. و كذا السماء التي تقع على الأرض هي النيازك باعتبارها في العلوّ كالمعصرات ..
فهذا الفصل و التدقيق مع الآيات القرآنيّة ضرورة ملحّة ، لأني فعلا أجد القرآن دقيق في استخدام كلمة " السماء " و كلمة " السموات " و كلمة " السموات السبع الطباق " ، مما يؤكد أنّ لكل مفردة معناها الخاص بها ..

ثانيا : الأراضين السبع

إجابة على سؤالك الأول : الأرضين سبع بمعنى طبقات بعضها فوق بعض و لست أقول هي متباينة و لكنها ملتصقة لأن الدليل في ذلك أقوى و أصح و أصرح. و الخلاف حول الصفة و المكون و المحتوى و حدود كل منها .. و لا خلاف في أن الأرض التي نحن عليها هي الأرض العليا و في أن سجّين هي الأرض السفلى و هي أضيق الأرضين و هي مكان الجحيم. و نسبتها إلى قعر الأرض غيبيا كنسبة حفرة النار الغيبية إلى قبر الكافر و الفاجر حيث يرى مد البصر و يرى مقعده من النار في بعد آخر فيزيائي حقيقي وسط البعد المادي شاء الله أن لا نحيط به علما و لو حاولنا.
و إجابة على سؤالك الثاني : حرام عليك ، هل أرسلتني إلى العصور الوسطى ؟ بالتأكيد هي كروية ، و من طبقات بعضها في جوف بعض. ألم يظهر لك ذلك واضحا أبدا من كلامي !
السماوات السبع الطباق ، لو فهمناها على أنّها السموات الخارجيّة المحيطة بالكون ... فنحن لا نعرف شكل السماء إن كان كرويا أو اسطوانيا أو مسطّحا .. فلك أن تتصوّر الطباق على أنّها خطوط متوازية كلّ خط فوق الآخر ! و لك أن تتصوّر أنّها دوائر متداخلة كل دائرة داخل الأخرى ! و لك أن تتصوّر أنّها سبع اسطوانات كل اسطوانة تقع داخل الأخرى .. لك ذلك باعتبار أنّ العلم لم يعرف شكل الكون بعد و لم يحسم هذه المسألة !
أمّا بالنسبة للأرض فالقضيّة محسومة ؛ لأنّ الأرض كرويّة . فإن كانت هناك سبع أرضين أو ستّ أرضين بداخلها ، فهي ستكون دوائر أصغر من الدائرة الكبرى التي تحيط بها . إذ لا يمكن رسم ستّ دوائر داخل دائرة واحدة و تكون جميع تلك الدوائر متطابقة متماثلة ، بل كلّ واحدة أكبر من التي تليها بالضرورة الرياضيّة. من أجل ذلك أخبرتك أنّ الأرض السابعة ستكون أصغر الأراضين السبع بنصف قطر صغير جدا مقارنة بأرضنا التي نعيش عليها . مما يجعل وجود النّار فيها دالا على أنّ النار صغيرة أو غير ماديّة.
لذا أحببت أن أذكّرك بالحقيقة الكونيّة التي نعيش فيها ، بأن تستحضر كرويّة الأرض و أنت تتحدث عن الأراضين السبع الطباق ، و ليس الهدف إرجاعك إلى العصور الوسطى !

فقط لينضبط الكلام، قلت لقد خلطت و فرقت ، و جعلت لرد العقائد و ما يترتب على ذلك من الحكم بالكفر مقياسا غير المقياس الذي عليه السلف و هو : درجة التبين من كون المعتقد أي معتقد و خبر الوحي أي خبر إن كان له أدلة قائمة صحيحة صريحة أم لا. و كأني فهمت من كلامك أن إنكار الكليات عندك (أو أصول الإيمان الستة) وحده الذي يتوقف عليه التكفير و ليس إنكار ما جاء به الوحي قرآنا أم حديثا من تفاصيل الأخبار
هناك فرق بين " تكذيب الله " و بين " سوء فهم مراد الله " ، فالأوّل كفر أمّا الثاني فلا . لكن من الواضح أنّ هناك من يساوي بين الأمرين !
في حين أنّ المساواة لا يجب أن تكون إلّا إذا كان النصّ لا يحتمل إلا معنى واحدا ، بحيث يكون فهم غير ذلك المعنى هو تكذيب للمتكلّم ، و هذه حالات قليلة.. و ليس هنا محلّ بحث هذه المسألة !
فمن يقول بأنّه لا يوجد جنّ يعتبر كافر ؛ لأنّ الله صرّح قائلا : " قل أوحي إليّ أنّه استمع نفرٌ من الجنّ " ، فإنكار وجود الجنّ كفر ، برغم أنّ الإيمان بالجنّ ليس من أركان الإيمان ، على غرار الإيمان بالملائكة .
فالضابط ليس انكار ستّة عقائد أو ستّة عشر أو ستّين ، بل إنكار صريح كلام الله كفر أيّا كان الموضوع ! لكن ما ليس بكفر ، هو مخالفة فهم ذلك النص عن ماهو مشهور ، و هذه مسألة دقيقة جدا ، لا أحب أن نتطرّق إليها ..

بما أنك تعتقد بأن الجنة لا تظل في مكانها يوم القيامة لم لا تعتقد ذلك بالمنطق نفسه في النار ؟ فهذه تكون في مقابل تلك.
لماذا تلزمني بشيء في موضع و لا تلتزم به أنت في موضع آخر ؟
لا يوجد نصّ صحيح صريح يتكلّم عن مكان النّار في الدنيا ، بينما الجنّة فيها النص القرآني " عندها جنّة المأوى " و قوله أيضا : " يا آدم اسكن أنت و زوجك الجنّة " .. و بغض النظر عن جنّة آدم هي نفس الجنّة التي في سدرة المنتهى أو جنّتان مختلفتان .. لكن نجد للقضيّة أساس قرآني .. أما مسألة النّار فتعود إلى آثار معظمها بأسانيد لا تصحّ !
و حيث أنّ الدليل على مكان النّار غير موجود ، فعقيدتي في النّار أنّها في عالم الغيب ، أي خارج كوننا هذا ... و كما أنّ الجنّة لا تظلّ في مكانها فكذا النّار ؛ إذ لم أقل بأنّ النّار ستظّل في السّماء !
و من ثمّ ،، أراك تكرّر الاستشهاد بقوله تعالى :" إنّ كتاب الفجّار لفي سجّين. و ما أدراك ما سجّين . كتابٌ مرقوم . ويل يومئذ للمكذّبين. " المطففين:7-10. فلازلت تقول بأنّ النّار في سجّين من الأرض السفلى في الدنيا ! في حين أنّ الآية الكريمة تتحدّث عن يوم القيامة ! " ويلٌ يومئذ للمكذّبين " ، من أجل ذلك أخبرتك أنّك تخلط بين الآخرة و الدنيا في كثير من كلامك ...!


أخي الحبيب، من الواضح هنا أنك عقلاني مادي زيادة على اللزوم و يُخشى عليك رد كثير من نصوص الغيب بناء على عقلانيتك المادية هذه !
لا تخف ، فأنا أستطيع الفصل بين عالمنا المادّي و غير المادّي حين يختلطان ...
أبسط طرق الفصل هو أن نقول بأنّ الشيء الذي نتحدّث عنه غير مادّي ؛ أي لا يشغل حيّزا من الفراغ حين يكون موجودا في المكان ... فالملائكة كما أخبرتك وصفت بأنّها غير مادية ، و بالتالي لا تشغل حجما حين تكون موجودة في المكان .. و بالتالي يمكن للمسجد أن يكون ممتلئ بسبب وجود مئة مصلي ، و غير ممتلئ برغم وجود ألف من الملائكة ، كل ملك منهم يملأ جناحه السماء .. و ذلك لأن طبيعة الملك غير ماديّة فالقضيّة معقولة جدا ..
لذا سألتك : هل النّار ماديّة أو غير ماديّة ؟ و أنت تجيبني : النار غيبيّة !
و هذه الإجابة لا تحلّ الإشكال ، فالملائكة غيبية و غير ماديّة فلا إشكال ، لكن النّار غيبيّة و مادّية ، فالإشكال قائم ..
و إن قلت بأنّ النّار غير ماديّة ، ستفتح إشكالات أكبر ؛ إذ معنى ذلك أن عذاب النّار في النّار هو عذاب غير مادّي ، برغم أنّ جلودهم تبدّل ، مما يدلّ أن عذاب الجلد عذاب مادّي ...
دعك من مسألة وجود النّار في باطن الأرض في الدنيا ، فالقول بأنّها تحت المحيطات أهون !

الله تعالى على كل شيء قدير، فالمستحيلات عندك عقلا في العالم المادي الذي خلقه الله على هذه الهيئة ممكنات عنده
هذا الكلام يحتاج إلى موضوع مستقلّ ؛ فهو يتطرّق إلى أحد القضايا الفلسفيّة الكبرى المتعلّقة بالله عزّ و جلّ !
و هي قضيّة قدرة الله و المستحيلات .. فالقضيّة تقول : هل يقدر الله على المستحيلات العقليّة ؟ كالجمع بين النقيضين ؟
و ينقسم النّاس في علاج هذا السؤال الفلسفي الكبير إلى قسمين :
الأول : نعم ، الله يقدر على كلّ شيء بما فيه المستحيلات العقليّة . فهو يقدر على جعل الشمس على كبرها بداخل بيضة الدجاجة على صغرها ، دون أن يقوم بتصغير الأول أو تكبير الثّاني !
الثاني : لا ، الله يقدر على كلّ شيء ، و المستحيلات ليست بشيء و بالتالي فالقدرة لا تتعلّق به . فالله قد قال : " إنّ الله على كلّ شيء قدير " و كلّ ما ليس بشيء فهو " لا شيء " ، و المستحيلات العقليّة ليست بـ " شيء " بل هي " لا شيء " .. و الله لم يقل : إنّ الله على كلّ لا شيء قدير .. بل قال : على كلّ شيء .. فيجب إثبات أنّ المستحيلات شيء ، ثم بعد ذلك نستخدم الآية للدلالة أنّ قدرة الله متعلّقة بها ...
هذه إشارة عابرة على المسألة ، و إلا فالبحث في هذه القضيّة شائك ، و لا أرى المقام يتسّع له ...

m.kareem
03-22-2016, 02:46 PM
ألم تقرأ قول الله تعالى :
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) " الملك. فلو كانت السّماوات الطّباق ضمن عالم الغيب ماكان الله ليطلب من النّاس أن يشاهدوا بأبصارهم كرّتين ، فيروا إبداعه ، فينقلب البصر خاسئا و هو حسير .. فعالم الغيب ليس من شأن البصر الحكم عليه أصلا ! و حيث أنّ السماء من عالم الشّهادة كما هو واضح من خلال هذه الآية ، فلابدّ أن يكون فهمنا لكلام الله منسجما مع أهم حقائق علم الكونيّات و علوم الطبيعة التي تبحث في حقيقة السّماء و حقيقة الأرض و حقيقة الأجرام السماويّة. أمّا القول بأنّنا غير ملزمين بتلك الحقائق ، بل ملزمين بما كان يفهمه السّابقون بناء على معطيات اللغة و معطيات المعرفة البشريّة في ذلك الوقت ، فهو قول أرى أنّه يغرّد خارج الصواب ، و إن كان هو السائد للأسف ! فالسّابقون لا يلامون إن اعتقدوا أنّ الأرض مسطّحة أو أنّ الشمس تدور حول الأرض أو غير ذلك ؛ إذ لم تكن هناك حقائق علميّة تمنعهم من هذه الأقوال . بل كانت لديهم اللغة و معارفهم المحدودة هي التي تشكّل فهمهم و تصوّراتهم لنصوص الوحي. أمّا نحن فنلام إن قلنا ما يخالف الواقع ؛ لأنّ العلم الآن حسم قضايا لم تكن محسومة في ذلك الوقت ، و بالتالي فليس المعيار في الفهم اللغة فحسب !

_______________________________
رفعت الأقلام وجفت الصحف
أحسنت أخي أبو عمر النفيس

muslim.pure
03-23-2016, 03:37 AM
ألم تقرأ قول الله تعالى :
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) " الملك. فلو كانت السّماوات الطّباق ضمن عالم الغيب ماكان الله ليطلب من النّاس أن يشاهدوا بأبصارهم كرّتين ، فيروا إبداعه ، فينقلب البصر خاسئا و هو حسير .. فعالم الغيب ليس من شأن البصر الحكم عليه أصلا ! و حيث أنّ السماء من عالم الشّهادة كما هو واضح من خلال هذه الآية ، فلابدّ أن يكون فهمنا لكلام الله منسجما مع أهم حقائق علم الكونيّات و علوم الطبيعة التي تبحث في حقيقة السّماء و حقيقة الأرض و حقيقة الأجرام السماويّة. أمّا القول بأنّنا غير ملزمين بتلك الحقائق ، بل ملزمين بما كان يفهمه السّابقون بناء على معطيات اللغة و معطيات المعرفة البشريّة في ذلك الوقت ، فهو قول أرى أنّه يغرّد خارج الصواب ، و إن كان هو السائد للأسف ! فالسّابقون لا يلامون إن اعتقدوا أنّ الأرض مسطّحة أو أنّ الشمس تدور حول الأرض أو غير ذلك ؛ إذ لم تكن هناك حقائق علميّة تمنعهم من هذه الأقوال . بل كانت لديهم اللغة و معارفهم المحدودة هي التي تشكّل فهمهم و تصوّراتهم لنصوص الوحي. أمّا نحن فنلام إن قلنا ما يخالف الواقع ؛ لأنّ العلم الآن حسم قضايا لم تكن محسومة في ذلك الوقت ، و بالتالي فليس المعيار في الفهم اللغة فحسب !


أولا أنقل لك تفسير الآيات

الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ (3)

ثم قال : ( الذي خلق سبع سماوات طباقا ) أي : طبقة بعد طبقة ، وهل هن متواصلات بمعنى أنهن علويات بعضهم على بعض ، أو متفاصلات بينهن خلاء ؟ فيه قولان ، أصحهما الثاني ، كما دل على ذلك حديث الإسراء وغيره .
وقوله : ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) أي : بل هو مصطحب مستو ، ليس فيه اختلاف ، ولا تنافر ، ولا مخالفة ، ولا نقص ، ولا عيب ، ولا خلل ; ولهذا قال : ( فارجع البصر هل ترى من فطور ) أي : انظر إلى السماء فتأملها ، هل ترى فيها عيبا ، أو نقصا ، أو خللا ; أو فطورا ؟ .
قال ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك ، والثوري ، وغيرهم في قوله : ( فارجع البصر هل ترى من فطور ) أي : شقوق .
وقال السدي : ( هل ترى من فطور ) أي : من خروق . وقال ابن عباس في رواية : ( من فطور ) أي : من وهي ، وقال قتادة : ( هل ترى من فطور ) أي : هل ترى خللا يا ابن آدم ؟ .


ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)

وقوله : ( ثم ارجع البصر كرتين ) قال : مرتين . ( ينقلب إليك البصر خاسئا ) قال ابن عباس : ذليلا ؟ وقال مجاهد ، وقتادة : صاغرا .
( وهو حسير ) قال ابن عباس : يعني : وهو كليل . وقال مجاهد ، وقتادة ، والسدي : الحسير : المنقطع من الإعياء .
ومعنى الآية : إنك لو كررت البصر ، مهما كررت ، لانقلب إليك ، أي : لرجع إليك البصر ، ( خاسئا ) عن أن يرى عيبا أو خللا ( وهو حسير ) أي : كليل قد انقطع من الإعياء من كثرة التكرر ، ولا يرى نقصا .


هذا بالنسبة لتفسير الآيات

بالنسبة لقولك


فلابدّ أن يكون فهمنا لكلام الله منسجما مع أهم حقائق علم الكونيّات و علوم الطبيعة التي تبحث في حقيقة السّماء و حقيقة الأرض و حقيقة الأجرام السماويّة. أمّا القول بأنّنا غير ملزمين بتلك الحقائق ، بل ملزمين بما كان يفهمه السّابقون بناء على معطيات اللغة و معطيات المعرفة البشريّة في ذلك الوقت ، فهو قول أرى أنّه يغرّد خارج الصواب ، و إن كان هو السائد للأسف

فلا نقرك عليه لأن الحق لا يمكن أن يخرج عن اقوال المفسرين بحال فلو فرضنا آية إختلف العلماء في تفسيرها على ثلاثة أقوال (أ-ب-ج) فلا يمكن بحال أن يكون مراد الله عز و جل بخارج عن أحد تلك الأقوال و لو إفترضنا أن تفسير (س) لآية من القرآن خالف جميع تلك التفاسير فلا يمكن بحال من الأحوال أن يكون مراد الله عز و جل و لكن لو كان تفسير (س) وافق احد التفاسير القديمة (أ) مثلا لجاز لنا إعتبار التفسير (س) من جملة مرجحات التفسير (أ) بضوابط شديدة

انقل لك كلاما نفيسا للأخ ابو الفداء من مقال له بعنوان (في قولهم إن كلام علماء الشريعة لا يلزمنا لأنه نتاج "عملية بشرية"!!
)


أنتم مخاطبون بعين ما خوطب به من قبل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فإن فهم الواحد منكم خلاف ما فهموه جميعا، وزعم أن فهمه هو الحق، فأي شيء يلزم من ذلك يا عقلاء؟ لازم ذلك أنهم جميعا قد ضلوا وجهلوا بمراد الرسول عليه السلام مما أبلغهم به من الوحي، فلو صح هذا وأمكن أن يقع مثل ذلك فيهم، فكيف إذن يصح أن يقول الملك جل وعلا في القرءان: ((ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا))؟ وكيف يتصور في العقل أن يتركهم النبي الذي بعثه الله لهدايتهم، ليجمعوا على فهم باطل لخطاب ربهم، فلا يتبين بطلانه لأحد من الناس إلا قدرا في عقل رجل يأتي من بعدهم بقرن أو بقرون عدة؟ وكيف يصح مع ذلك أن يكون الله تعالى قد حفظ الذكر، وأن يكون قد جعل للمؤمنين سبيلا واحدة من اتبع غيرها استحق أن يصلى الجحيم وسوء المصير؟؟ بل إن وقوع مثل هذا في وجود النبي عليه السلام (وهو معلم الصحابة وإمامهم وهم تلامذته)، حقيقته الطعن في صدق الوحي أصلا وفي كون القرءان كتاب هداية للعالمين!! كيف يقع في الصحابة فهم باطل لنص من النصوص فينعقد عليه إجماعهم بلا مخالف منهم، ويكون ذلك تحت نظر أمين الوحي عليه السلام فلا يأتي من السماء نسخ ولا إصلاح لذلك الباطل، ثم يموت النبي ويبقى الناس من بعده على ذلك الضلال ينسبونه إلى مراد رب العالمين زورا وبهتانا، ويتوارثه الناس على أنه سبيل المؤمنين وليس هو كذلك؟؟
هل يعقل هؤلاء ما يلزم من نفي حجية إجماع القرن الأول – أو إجماع الأمة بعموم - على ما فهموه من نصوص هذا الدين؟ هل يعقلون أن حقيقته هدم الدين نفسه وتكذيب القرءان؟

فإن تبرأ القوم من نفي حجية هذا الإجماع، لزمهم قبول القول بتقدم فهم الأولين للنصوص (إجمالا) على أفهام من جاء بعدهم، لأن المتأخر إنما تتلمذ على المتقدمين، يتلمس منهم الوقوف على "سبيل المؤمنين" ومعرفة ما كان عليه القرن الأول من فهم لمراد صاحب الشرع من خطابه! وأقول "إجمالا" حتى لا يفهم أحدهم أن فهم الأولين محصور في رجل بعينه من بعد النبي عليه السلام، أو أن كلام أحد من الصحابة يكون حجة معصومة لا تعارض! هذا ليس ديننا ولا نقول كما تقول الروافض إن الأئمة موصولون بالوحي والراد عليهم كالراد على الله! وإنما ينظر العلماء عندنا في مدى دلالة كلام الصحابي على ما كان عليه الصحابة بعموم، فإن دلت القرائن على ذلك بلا معارض من دليل يرقى للمعارضة، قالوا به ولم يخالفوه لأن موافقة فتواه لمراد الله تعالى من النصوص أرجح من موافقة من يخالفه من المتأخرين في القرون اللاحقة لكونه أقرب إلى تعليم النبي عليه السلام، ولاعتبار سكوت أقرانه من علماء الصحابة والتابعين على فتواه بمثابة إقرار له عليها، لا سيما إن رأينا العمل قد جرى على ذلك القول في بلاد المسلمين (فهذه بعض القرائن التي أشرنا إليها آنفا).
والمتأخر في ديننا لم يأخذ عن المتقدم أحكاما شرعية وفقط، وإنما أخذ منه منهجا متكاملا لاستنباط الأحكام وتنزيلها على النوازل والمستجدات، فما كان فيه إجماع من الأولين فلا ينقضه برأيه، سواء كان ذلك الإجماع في أصل كلي أو في مسألة فرعية، وما كان فيه خلاف بينهم، لم يأت فيه بقول جديد يخالف جميع أقوالهم، فإن قولا كهذا لو كان الحق فيه لما كان من شأنه أن يخفى على علماء الأمة الذين بحثوا تلك المسألة نفسها في القرون الأولى، مع توافر الداعي إلى نقله إن قال به من يعتبر المجتهدون بخلافه بينهم، فيأتينا فيما ورثناه من جملة المذاهب المعتبرة التي انحصر فيها الخلاف! وأما ما استجد من النوازل مما لم يسبق أن مر الأولون عليه، فإن للنظر فيه واستنباط حكمه من الشرع قواعد كلية ما كان لميراث خاتم النبيين أن يخلو منها! فأين تلك القواعد ومن أين نتحصل عليها؟ عند العلماء الذين تخصصوا في دراستها وأفنوا فيها أعمارهم!
لذا فإن الله تعالى يقول: ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)). والعقل كذلك يوجب على العقلاء أن يرجعوا إلى أهل كل صنعة من صناعات العلم فيما يحسنون، فيقلدوهم فيما يقولون به ولا يقدموا آراءهم على علم العلماء المختصين، مع كونهم يعلمون أنهم لم يتأهلوا كما تأهل أولئك المختصون!

و أما قولك


فالسّابقون لا يلامون إن اعتقدوا أنّ الأرض مسطّحة أو أنّ الشمس تدور حول الأرض أو غير ذلك ؛ إذ لم تكن هناك حقائق علميّة تمنعهم من هذه الأقوال . بل كانت لديهم اللغة و معارفهم المحدودة هي التي تشكّل فهمهم و تصوّراتهم لنصوص الوحي. أمّا نحن فنلام إن قلنا ما يخالف الواقع ؛ لأنّ العلم الآن حسم قضايا لم تكن محسومة في ذلك الوقت ، و بالتالي فليس المعيار في الفهم اللغة فحسب !

فقد ذكرت مسألتين الاولى كروية الارض و هذه فيها إجماع سلفي قديم و ليس كما تقول

سُئِلَ ابن تيمية : - عَنْ رَجُلَيْنِ تَنَازَعَا فِي " كَيْفِيَّةِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ " هَلْ هُمَا " جِسْمَانِ كُرِّيَّانِ " ؟ فَقَالَ أَحَدُهُمَا كُرِّيَّانِ ; وَأَنْكَرَ الآخَرُ هَذِهِ الْمَقَالَةَ وَقَالَ : لَيْسَ لَهَا أَصْلٌ وَرَدَّهَا فَمَا الصَّوَابُ ؟

فَأَجَابَ :

(( السَّمَاوَاتُ مُسْتَدِيرَةٌ عِنْدَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَقَدْ حَكَى إجْمَاعَ
الْمُسْلِمِينَ عَلَى ذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ أَئِمَّةِ الإِسْلامِ .


مِثْلُ : أَبِي الْحُسَيْنِ أَحْمَد بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْمُنَادِي أَحَدِ الأَعْيَانِ الْكِبَارِ مِنْ الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ أَصْحَابِ الإِمَامِ أَحْمَد وَلَهُ نَحْوُ أَرْبَعِمِائَةِ مُصَنَّفٍ .


وَحَكَى الإِجْمَاعَ عَلَى ذَلِكَ الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ وَأَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ وَرَوَى الْعُلَمَاءُ ذَلِكَ بِالأَسَانِيدِ الْمَعْرُوفَةِ عَنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَذَكَرُوا ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ وَبَسَطُوا الْقَوْلَ فِي ذَلِكَ بِالدَّلائِلِ السَّمْعِيَّةِ .


وَإِنْ كَانَ قَدْ أُقِيمَ عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا دَلائِلُ حِسَابِيَّةٌ .


و َلا أَعْلَمُ فِي عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ الْمَعْرُوفِينَ مَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ ; إلا فِرْقَةٌ يَسِيرَةٌ مَنْ أَهْلِ الْجَدَلِ لَمَّا نَاظَرُوا الْمُنَجِّمِينَ فَأَفْسَدُوا عَلَيْهِمْ فَاسِدَ مَذْهَبِهِمْ فِي الأَحْوَالِ وَالتَّأْثِيرِ خَلَطُوا الْكَلامَ مَعَهُمْ بِالْمُنَاظَرَةِ فِي الْحِسَابِ وَقَالُوا عَلَى سَبِيلِ التَّجْوِيزِ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُرَبَّعَةً أَوْ مُسَدَّسَةً أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ; وَلَمْ يَنْفُوا أَنْ تَكُونَ مُسْتَدِيرَةً لَكِنْ جَوَّزُوا ضِدَّ ذَلِكَ .


وَمَا عَلِمْت مَنْ قَالَ إنَّهَا غَيْرُ مُسْتَدِيرَةٍ - وَجَزَمَ بِذَلِكَ - إلا مَنْ لا يُؤْبَهُ لَهُ مِنْ الْجُهَّالِ .


وَمِنْ الأَدِلَّةِ عَلَى ذَلِكَ قوله تعالى : (( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )) .


وَقَالَ تَعَالَى : (( لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَ لا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )) .


قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ مِنْ السَّلَفِ : فِي فَلْكَةٍ مِثْلِ فَلْكَةِ الْمِغْزَلِ ، وَهَذَا صَرِيحٌ بِالاسْتِدَارَةِ وَالدَّوَرَانِ وَأَصْلُ ذَلِكَ : أَنَّ " الْفَلَكَ فِي اللُّغَةِ " هُوَ الشَّيْءُ الْمُسْتَدِيرُ يُقَالُ تَفَلَّكَ ثَدْيُ الْجَارِيَةِ إذَا اسْتَدَارَ وَيُقَالُ لِفَلْكَةِ الْمِغْزَلِ الْمُسْتَدِيرَةِ فَلْكَةٌ ; لاسْتِدَارَتِهَا .


فَقَدْ اتَّفَقَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ وَاللُّغَةِ عَلَى أَنَّ " الْفَلَكَ " هُوَ الْمُسْتَدِيرُ وَالْمَعْرِفَةُ لِمَعَانِي كِتَابِ اللَّهِ إنَّمَا تُؤْخَذُ مِنْ هَذَيْنِ الطَّرِيقَيْنِ : مِنْ أَهْلِ التَّفْسِيرِ الْمَوْثُوقِ بِهِمْ مِنْ السَّلَفِ وَمِنْ اللُّغَةِ : الَّتِي نَزَلَ الْقُرْآنُ بِهَا وَهِيَ لُغَةُ الْعَرَبِ .


وَقَالَ تَعَالَى : (( يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ )) .


قَالُوا : وَ " التَّكْوِيرُ " التَّدْوِيرُ يُقَالُ : كَوَّرْت الْعِمَامَةَ وَكَوَّرْتهَا : إذَا دَوَّرْتهَا وَيُقَالُ : لِلْمُسْتَدِيرِ كَارَةٌ وَأَصْلُهُ " كورة " تَحَرَّكَتْ الْوَاوُ وَانْفَتَحَ مَا قَبْلَهَا فَقُلِبَتْ أَلِفًا .

وَيُقَالُ أَيْضًا : " كُرَةٌ " وَأَصْلُهُ كُورَةٌ وَإِنَّمَا حُذِفَتْ عَيْنُ الْكَلِمَةِ كَمَا قِيلَ فِي ثُبَةٍ وَقُلَةٍ .

وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَسَائِرُ أَحْوَالِ الزَّمَانِ تَابِعَةٌ لِلْحَرَكَةِ ; فَإِنَّ الزَّمَانَ مِقْدَارُ الْحَرَكَةِ ; وَالْحَرَكَةُ قَائِمَةٌ بِالْجِسْمِ الْمُتَحَرِّكِ فَإِذَا كَانَ الزَّمَانُ التَّابِعُ لِلْحَرَكَةِ التَّابِعَةِ لِلْجِسْمِ مَوْصُوفًا بِالاسْتِدَارَةِ كَانَ الْجِسْمُ أَوْلَى بِالِاسْتِدَارَةِ .

وَقَالَ تَعَالَى : (( مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ )) .

وَلَيْسَ فِي السَّمَاءِ إلا أَجْسَامُ مَا هُوَ مُتَشَابِهٌ .

َأَمَّا التَّثْلِيثُ وَالتَّرْبِيعُ وَالتَّخْمِيسُ وَ التَّسْدِيسُ وَغَيْرُ ذَلِكَ : فَفِيهَا تَفَاوُتٌ وَاخْتِلافٌ بِالزَّوَايَا وَالأَضْلاعِ لا خِلافَ فِيهِ وَ لا تَفَاوُتَ ; إذْ الاسْتِدَارَةُ الَّتِي هِيَ الْجَوَانِبُ .

وَفِي الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ فِي سُنَنِ أَبِي داود وَغَيْرِهِ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ جهدت الأَنْفُسُ وَهَلَكَ الْمَالُ ; وَجَاعَ الْعِيَالُ فَاسْتَسْقِ لَنَا ; فَإِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِاَللَّهِ عَلَيْك وَنَسْتَشْفِعُ بِك عَلَى اللَّهِ : فَسَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى عُرِفَ ذَلِكَ فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ وَقَالَ : (( وَيْحَك إنَّ اللَّهَ لا يُسْتَشْفَعُ بِهِ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ شَأْنُ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ إنَّ عَرْشَهُ عَلَى سَمَوَاتِهِ هَكَذَا وَ قَالَ بِيَدِهِ مِثْلُ الْقُبَّةِ وَ أَنَّهُ يَئِطُّ بِهِ أَطِيطَ الرَّحْلِ الْجَدِيدِ بِرَاكِبِهِ )) .

فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ الْعَرْشَ عَلَى السَّمَوَاتِ مِثْلُ الْقُبَّةِ وَهَذَا إشَارَةٌ إلَى الْعُلُوِّ وَالإِدَارَةِ .

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (( إذَا سَأَلْتُمْ اللَّهَ الْجَنَّةَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَعْلَى الْجَنَّةِ وَأَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَسَقْفُهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ )) .

وَ الأَوْسَطُ لا يَكُونُ أَوْسَطَ إلا فِي الْمُسْتَدِيرِ .

وَ قَدْ قَالَ إيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ : السَّمَاءُ عَلَى الأَرْضِ مِثْلُ الْقُبَّةِ .

وَ الآثَارِ فِي ذَلِكَ لا تَحْتَمِلُهَا الْفَتْوَى ; وَإِنَّمَا كَتَبْت هَذَا عَلَى عَجَلٍ .

وَالْحِسُّ مَعَ الْعَقْلِ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ فَإِنَّهُ مَعَ تَأَمُّلِ دَوَرَانِ الْكَوَاكِبِ الْقَرِيبَةِ مِنْ الْقُطْبِ فِي مَدَارٍ ضَيِّقٍ حَوْلَ الْقُطْبِ الشَّمَالِيِّ ثُمَّ دَوَرَانِ الْكَوَاكِبِ الْمُتَوَسِّطَةِ فِي السَّمَاءِ فِي مَدَارٍ وَاسِعٍ وَكَيْفَ يَكُونُ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ وَفِي آخِرِهِ ؟ يُعْلَمُ ذَلِكَ .

وَكَذَلِكَ مَنْ رَأَى حَالَ الشَّمْسِ وَقْتَ طُلُوعِهَا وَاسْتِوَائِهَا وَغُرُوبِهَا فِي الأَوْقَاتِ الثَّلاثَةِ عَلَى بُعْدٍ وَاحِدٍ وَشَكْلٍ وَاحِدٍ مِمَّنْ يَكُونُ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ عَلِمَ أَنَّهَا تَجْرِي فِي فَلَكٍ مُسْتَدِيرٍ وَأَنَّهُ لَوْ كَانَ مُرَبَّعًا لَكَانَتْ وَقْتَ الاسْتِوَاءِ أَقْرَبَ إلَى مَنْ تُحَاذِيهِ مِنْهَا وَقْتَ الطُّلُوعِ وَالْغُرُوبِ وَدَلائِلُ هَذَا مُتَعَدِّدَةٌ .

وَأَمَّا مَنْ ادَّعَى مَا يُخَالِفُ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ فَهُوَ مُبْطِلٌ فِي ذَلِكَ وَإِنْ زَعَمَ أَنَّ مَعَهُ دَلِيلا حِسَابِيًّا .

( مجموع الفتاوى ، 6 / 587 فما بعدها )

بالنسبة لدوران الشمس حول الارض
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=226582

ثم ما الذي يجعلك تعتبر النظريات العلمية على ما فيها من قصور دليلا و ما أدراك أصلا أن الله عز و جل أراد ذلك من كلامه بل لازم قولك إن كنت لا تدري أن الدين لم يحفظ لأن من لازم حفظ النص حفظ فهمه معه (راجع كلام الأخ أبو الفداء) و لكن أن تأتي النظريات العلمية (بضوابط) للإنتصار لقول من الأقوال فيمكن في هذه الحال اعتبارها احد التفاسير المعتبرة و هذا لا ينفي أن الحق قد يكون في أحد باقي الأقوال

--------------------------------------------
مقال الاخ أبو الفداء (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?33423-%DD%ED-%DE%E6%E1%E5%E3-%C5%E4-%DF%E1%C7%E3-%DA%E1%E3%C7%C1-%C7%E1%D4%D1%ED%DA%C9-%E1%C7-%ED%E1%D2%E3%E4%C7-%E1%C3%E4%E5-%E4%CA%C7%CC-quot-%DA%E3%E1%ED%C9-%C8%D4%D1%ED%C9-quot-!!)

يراجع كتاب (آلة الموحدين لكشف خرافات الطبيعيين ) للاخ أبو الفداء بداية من الصفحة 290

أبو عمر النفيس
03-23-2016, 11:15 AM
[QUOTE]أولا أنقل لك تفسير الآيات

نقطة الخلاف التي جعلتني أستشهد بهذه الآيات هي في كون موضوع السماوات الأرض ضمن عالم الغيب أو عالم الشهادة ، فاستشهدت بهذه الآيات كدليل على أنها ضمن عالم الشهادة ؛ بدليل أن الله طلب النظر إليها بالبصر.
فهل نقلك لتفسير الآيات جعلها ضمن عالم الغيب ؟؟!


فلا نقرك عليه لأن الحق لا يمكن أن يخرج عن اقوال المفسرين بحال فلو فرضنا آية إختلف العلماء في تفسيرها على ثلاثة أقوال (أ-ب-ج) فلا يمكن بحال أن يكون مراد الله عز و جل بخارج عن أحد تلك الأقوال و لو إفترضنا أن تفسير (س) لآية من القرآن خالف جميع تلك التفاسير فلا يمكن بحال من الأحوال أن يكون مراد الله عز و جل و لكن لو كان تفسير (س) وافق احد التفاسير القديمة (أ) مثلا لجاز لنا إعتبار التفسير (س) من جملة مرجحات التفسير (أ) بضوابط شديدة
ما هو دليلك الشرعي أو العقلي على أن فهم مراد الله في جميع آياته القرآنية محصور على حقبة زمنية معينة ؟!
أتمنى أن تحضر لنا الدليل ؛ لأن هذه المسألة في غاية الأهمية !
ثم هل تدرك خطورة الكلام الذي تقوله ؟!!
فلازم كلامك هو أن الله مضطر أو مجبر - و العياذ بالله - أن يكون كلامه لا يخرج عن دائرة فهم المفسرين في زمن بعينه ، و لا ينبغي له أن يقول كلاما سيفهمه المفسرون في أزمنة لاحقة !!هذا كلام خطير جدا يا أخي فانتبه له !


فقد ذكرت مسألتين الاولى كروية الارض و هذه فيها إجماع سلفي قديم و ليس كما تقول


و ماذا عن مسألة دوران الشمس حول الأرض ، هل فيها إجماع أيضا ؟!
وهل يكون الشيخ ابن عثيمين - في الرابط الذي أحلتني إليه - مخالفا لإجماع السلف في دوران الأرض ، و كذا الشيخ ابن باز ؟!


(( السَّمَاوَاتُ مُسْتَدِيرَةٌ عِنْدَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَقَدْ حَكَى إجْمَاعَ
الْمُسْلِمِينَ عَلَى ذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ أَئِمَّةِ الإِسْلامِ .

العلم لم يحسم بعد مسألة شكل السماء أو شكل الكون !
ثم لماذا أرهقت نفسك في نقل آراء السابقين حول شكل السماء ، في حين كان كلامي عن شكل الأرض ؟!
ثم أنت تؤكد من خلال نقلك أن معظم السابقين كان يعتقد أن الأرض مسطحة و السماء عبارة عن قبة فوقها !!



وَ قَدْ قَالَ إيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ : السَّمَاءُ عَلَى الأَرْضِ مِثْلُ الْقُبَّةِ .

هذا بالضبط التصور الذي كان سائدا !
مثل صحن الطعام المستوي الذي يغطيه صحن محدب على شكل قبة ! لهما نفس الطول ، الصحن هو الأرض و القبة هي السماء !
هل يعقل أن نقول بأنه إن لم نجد تصورا مختلفا في وقتهم ، فيجب أن يكون هذا مراد الله في كلامه بالضرورة ؟؟؟!



ثم ما الذي يجعلك تعتبر النظريات العلمية على ما فيها من قصور دليلا و ما أدراك أصلا أن الله عز و جل أراد ذلك من كلامه بل لازم قولك إن كنت لا تدري أن الدين لم يحفظ لأن من لازم حفظ النص حفظ فهمه معه
الذي بجعلني أعتبر النظريات العلمية هو يقينيي أن الكون هو كتاب الله المنظور كما أن القرآن هو كتابه المسطور المقروء. فكما أن جمل الكتاب الثاني عبارة عن آيات ، فكذالك حقائق الكتاب الأول عبارة عن آيات. وكما أن الله أمرنا بتدبر آياته القرآنية فهو كذلك امرنا بتدبر آياته الكونية.
فعندما نفهم آية قرآنية تتكلم عن الجبل بناء على نظريات جيولوجية غير ثابتة ، فهذا أفضل من الفهم المبني على الاستخدام اللغوي للمفردات فقط ، دون استقراء ميداني لطبيعة الجبل.
و ثم ،، لماذا تريد إلزام ما ليس بلازم و تخلط المسائل ؟!
هل ضاع الدين عندما لم يعرف المسلمون مراد الله من قوله " طسم " و " الر " ؟؟!!
هل ضاع الدين عندما لم يعرف المسلمون مراد الله من اسم " تبع " فيما لو كان رسولا أو ملكا أو قرية ؟؟!!
فلماذا بضيع الدين إذا قلنا أن المسلمين فهموا جريان الشمس أو طبيعة السماوات السبع فهما خاطئة في حقبة زمنية ، ثم فهموا الفهم الصحيح حقبة زمنية أخرى نتيجة لتطور العلم ؟؟!!

muslim.pure
03-24-2016, 12:08 AM
نقطة الخلاف التي جعلتني أستشهد بهذه الآيات هي في كون موضوع السماوات الأرض ضمن عالم الغيب أو عالم الشهادة ، فاستشهدت بهذه الآيات كدليل على أنها ضمن عالم الشهادة ؛ بدليل أن الله طلب النظر إليها بالبصر.
فهل نقلك لتفسير الآيات جعلها ضمن عالم الغيب ؟؟!
الرد كان على رد الأخ كريم و السبب أنه يعتبر البحث في علم الكونيات لازما للبحث في مسألة السموات السبع كما يظهر من كلامه

فلابدّ أن يكون فهمنا لكلام الله منسجما مع أهم حقائق علم الكونيّات و علوم الطبيعة التي تبحث في حقيقة السّماء و حقيقة الأرض و حقيقة الأجرام السماويّة

و أما قولك

ما هو دليلك الشرعي أو العقلي على أن فهم مراد الله في جميع آياته القرآنية محصور على حقبة زمنية معينة ؟!
أتمنى أن تحضر لنا الدليل ؛ لأن هذه المسألة في غاية الأهمية !
ثم هل تدرك خطورة الكلام الذي تقوله ؟!!
فلازم كلامك هو أن الله مضطر أو مجبر - و العياذ بالله - أن يكون كلامه لا يخرج عن دائرة فهم المفسرين في زمن بعينه ، و لا ينبغي له أن يقول كلاما سيفهمه المفسرون في أزمنة لاحقة !!هذا كلام خطير جدا يا أخي فانتبه له !
لو قرات ما نقلت لك اعلاه لوجدت الدليل ثم لا يلزم من كلامي أبدا إتهام الله عز و جل -و العياذ بالله- و لكن من لازم حفظ الذكر حفظ فهمه معه فيسر لذلك الاسباب و ليس هذا بإجبار او عجز و لكن تمام قدرة و حكمة و لاحظ أني لم أنكر تفسير القرآن بالعلم ما كان موافقا لفهم السلف الاول و لكن أنكرت إعتماد النظريات العلمية لفهم النص دون إعتبار لفهم العلماء بل إتهام فهم العلماء بالجهل و القصور في الطبيعيات ما يجعلهم يخطؤون في فهم مراد ربههم و يغيب عنهم فهم النص حتى ياتي بعد 14 قرن من يفسر النص ثم لو قرات ما أشرت إليه في الكتاب لوجدت تفصيلا

بقي ان انقل لك من كلام شيخ الإسلام

1- قال الفتاوى(243/13): ( وَقَدْ تَبَيَّنَ بِذَلِكَ أَنَّ مَنْ فَسَّرَ الْقُرْآنَ أَوْ الْحَدِيثَ وَتَأَوَّلَهُ عَلَى غَيْرِ التَّفْسِيرِ الْمَعْرُوفِ عَنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ فَهُوَ مُفْتَرٍ عَلَى اللَّهِ مُلْحِدٌ فِي آيَاتِ اللَّهِ مُحَرِّفٌ لِلْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَهَذَا فَتْحٌ لِبَابِ الزَّنْدَقَةِ وَالْإِلْحَادِ وَهُوَ مَعْلُومُ الْبُطْلَانِ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ).

2- وقال في (مقدمة التفسير) :
( من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك، كان مخطئاً في ذلك، بل مبتدعاً، وإن كان مجتهداً مغفوراً له خطؤه، ثم قال: فمن خالف قولهم وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم، فقد أخطأ في الدليل والمدلول جميعاً .
3- (... فمن لم يأخذ معاني الكتاب والسنة من الصحابة التابعين ومن أخذ عنهم لم يكن له طريق أصلا إلا ما يَرِدُ عليه من الآفات أضعافُ ما يرد على هذا الطريق , فلا يجوز له ترجيح غيرها عليها فيكون أحد الأمرين لازما له :
إما أن يستبدل الذي هو أدني بالذي هو خير.......إلى أن قال
وإما أن يعرض عن ذلك كله ولا يجعل للقرآن معنى مفهوما وقد قال تعالى:
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) فلا يعقله,
وقال (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ) فلا يتدبره ,
وقال (لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) فلا يتدبر ولا يتذكر
وقال (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ) فلا يكون من العالمين العاقلين لها.
وإذا سلك هذا استطار شرره وتعدّى ضرره فيلزم تعطيل معاني الكتاب والسنة و فتورُ الرسالة , إذ الرسول الذي لم يبين بمنزلة عدم الرسول , والكلام الذي بلَغه الرسول ولم يعقل معناه يدخل في حد الأصوات المسموعة التي ليس فيها حروف مبيِّنة للمعاني وقد ذم الله تعالى في كتابه من كان حاله هكذا وجعلهم كفارا بمنزلة الأموات وحمد من سمع كلامه فعقله ووعاه وجعل ذلك صفة المؤمن الحي فقال: (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)
وقال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا )
وقال تعالى:( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)
وقال ....(( وإذا كان من عدل عما فسّر به رسول الله وأصحابه والتابعون القرآنَ فأخذ الأمرين لازم له: إما أن يعدل إلى تفسيره بما هو دون ذلك , فيكون محرف للكلم عن مواضعه , وإما أن يبقى أصمَّ أبكم لا يسمعُ من كلام رسوله إلا الصوت المجرد الذي يَشرَكه فيه البهائم ولا يعقله. وكل ذهين الأمرين باطل محرم, ثبت تعيّنُ الطريقة النبوية السلفية وبطلان الطريقة التحريفية والأمّيّة, فالتحريفية لها الجهل المركب والكفر المركب, والأمية لها الجهل البسيط والكفر البسيط)) .( ص 20)
وقال :
((... فهذه أربعة أمور ذمها الله تعالى:
1- تحريف ما أنزل الله,
2- وكتمانه
3-وكتابة ما ينسب إليه مما يخالفه,
4- والإعراض عن تدبر كلامه.
فمن الناس من يجمع الأربعة وهمرؤوس أهل البدع وأئمتهم الذين وضعوا مذاهب تخالف الكتاب والسنة وجعلوها من دين الله وأصول الدين وفروعه التي أوجب الله قولها واعتقادها.... ) (ص22)


و ماذا عن مسألة دوران الشمس حول الأرض ، هل فيها إجماع أيضا ؟!
وهل يكون الشيخ ابن عثيمين - في الرابط الذي أحلتني إليه - مخالفا لإجماع السلف في دوران الأرض ، و كذا الشيخ ابن باز ؟!
لم أفهم وجه الإعتراض تحديدا هل على إجتهاد العالمين فإن كان لذلك فأقول لا عصمة إلا لنبي
أنقل لك كلام الشيخ بن باز
((أما ما نشرته عني مجلة " السياسة " نقلا عن البيان الذي كتبه كتاب وأدباء التجمع التقدمي في مصر من إنكاري هبوط الإنسان على سطح القمر وتكفير من قال بذلك ، أو قال إن الأرض كروية ، أو تدور ، فهو كذب بحت لا أساس له من الصحة ، وقد يكون الناقل لم يتعمد الكذب ولكن لم يتثبت في النقل ، ومقالي مطبوع ومنشور وقد أوضحت فيه الرد على من أنكر هبوط الإنسان على سطح القمر ، أو كفر من صدق بذلك ، وبينت أن الواجب على من لا علم لديه التوقف وعدم التصديق والتكذيب حتى يحصل له من المعلومات ما يقتضي ذلك .

كما أني قد أثبت في المقال فيما نقلته عن العلامة ابن القيم رحمه الله ما يدل على إثبات كروية الأرض ، أما دورانها فقد أنكرته وبينت الأدلة على بطلانه ولكني لم أكفر من قال به ، وإنما كفرت من قال إن الشمس ثابتة غير جارية لأن هذا القول مصادم لصريح القرآن الكريم والسنة المطهرة الصحيحة الدالين على أن الشمس والقمر يجريان...))

أما قولك

العلم لم يحسم بعد مسألة شكل السماء أو شكل الكون !
ثم لماذا أرهقت نفسك في نقل آراء السابقين حول شكل السماء ، في حين كان كلامي عن شكل الأرض ؟!
ثم أنت تؤكد من خلال نقلك أن معظم السابقين كان يعتقد أن الأرض مسطحة و السماء عبارة عن قبة فوقها !!

بالنسبة للعلم
وَأَمَّا مَنْ ادَّعَى مَا يُخَالِفُ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ فَهُوَ مُبْطِلٌ فِي ذَلِكَ وَإِنْ زَعَمَ أَنَّ مَعَهُ دَلِيلا حِسَابِيًّا .

لو قرات الكلام جيدا لوجدت دليلا على كروية الارض
وَكَذَلِكَ مَنْ رَأَى حَالَ الشَّمْسِ وَقْتَ طُلُوعِهَا وَاسْتِوَائِهَا وَغُرُوبِهَا فِي الأَوْقَاتِ الثَّلاثَةِ عَلَى بُعْدٍ وَاحِدٍ وَشَكْلٍ وَاحِدٍ مِمَّنْ يَكُونُ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ عَلِمَ أَنَّهَا تَجْرِي فِي فَلَكٍ مُسْتَدِيرٍ وَأَنَّهُ لَوْ كَانَ مُرَبَّعًا لَكَانَتْ وَقْتَ الاسْتِوَاءِ أَقْرَبَ إلَى مَنْ تُحَاذِيهِ مِنْهَا وَقْتَ الطُّلُوعِ وَالْغُرُوبِ وَدَلائِلُ هَذَا مُتَعَدِّدَةٌ .

على العموم و لدفع الإشكال
قال أبو محمد ابن حزم رحمه الله : " مطلب بيان كروية الأرض :
قال أبو محمد وهذا حين نأخذ إن شاء الله تعالى في ذكر بعض ما اعترضوا به ، وذلك أنهم قالوا : إن البراهين قد صحت بأن الأرض كروية ، والعامة تقول غير ذلك ، وجوابنا وبالله تعالى التوفيق : أن أحداً من أئمة المسلمين المستحقين لاسم الإمامة بالعلم رضي الله عنهم لم ينكروا تكوير الأرض ، ولا يحفظ لأحد منهم في دفعه كلمة ، بل البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها ... " وساق جملة من الأدلة على ذلك "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (2/78) .

ومن الأدلة على كروية الأرض :
قوله تعالى : ( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ) الزمر/5 .
وقد استدل ابن حزم وغيره بهذه الآية .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " الأرض كروية بدلالة القرآن ، والواقع ، وكلام أهل العلم ، أما دلالة القرآن ، فإن الله تعالى يقول : ( يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ) ، والتكوير جعل الشيء كالكور ، مثل كور العمامة ، ومن المعلوم أن الليل والنهار يتعاقبان على الأرض ، وهذا يقتضي أن تكون الأرض كروية ؛ لأنك إذا كورت شيئاً على شيء ، وكانت الأرض هي التي يتكور عليها هذا الأمر لزم أن تكون الأرض التي يتكور عليها هذا الشيء كروية .


ثم أنت تؤكد من خلال نقلك أن معظم السابقين كان يعتقد أن الأرض مسطحة و السماء عبارة عن قبة فوقها !!
هذا بالضبط التصور الذي كان سائدا !
مثل صحن الطعام المستوي الذي يغطيه صحن محدب على شكل قبة ! لهما نفس الطول ، الصحن هو الأرض و القبة هي السماء !
هل يعقل أن نقول بأنه إن لم نجد تصورا مختلفا في وقتهم ، فيجب أن يكون هذا مراد الله في كلامه بالضرورة ؟؟؟!
لا يلزم من كون السماء عبارة عن قبة أن تكون الأرض مسطحة و مثالك باطل فيمكن أن يكون الصحنين محدبين يغطي أحدهما الآخر


الذي بجعلني أعتبر النظريات العلمية هو يقينيي أن الكون هو كتاب الله المنظور كما أن القرآن هو كتابه المسطور المقروء. فكما أن جمل الكتاب الثاني عبارة عن آيات ، فكذالك حقائق الكتاب الأول عبارة عن آيات. وكما أن الله أمرنا بتدبر آياته القرآنية فهو كذلك امرنا بتدبر آياته الكونية.
و تدبر الآيات الكونية لا يعني ابدا الإفتراء على كتاب الله بالباطل تدبر كما تشاء و أنظر كما تشاء و لكن لا تفتري على كتاب الله أنظر إلى النجوم في ليلة صافية و سترى عظمة الله أو أنظر إلى القمر عند تمامه أو البحار أو الأشجار كل هذا تدبر في خلق الله أما الإفتراء على كتاب الله بنظريات هي عند أهلها محل شك فهذا هو المرفوض


فعندما نفهم آية قرآنية تتكلم عن الجبل بناء على نظريات جيولوجية غير ثابتة ، فهذا أفضل من الفهم المبني على الاستخدام اللغوي للمفردات فقط ، دون استقراء ميداني لطبيعة الجبل.
و هل أترك كتاب الله كما فهمه رسول الله صلّ الله عليه و سلم بابي هو و أمي و بفهم صحبه الكرام و أخذ بنظريات أنت نفسك تقول عنها غير ثابتة إذا فقد سفهت عقلي


و ثم ،، لماذا تريد إلزام ما ليس بلازم و تخلط المسائل ؟!
هل ضاع الدين عندما لم يعرف المسلمون مراد الله من قوله " طسم " و " الر " ؟؟!!
هل ضاع الدين عندما لم يعرف المسلمون مراد الله من اسم " تبع " فيما لو كان رسولا أو ملكا أو قرية ؟؟!!
هذا من متشابه القرآن يرد إلى المحكم لا إلى نظريات غير ثابتة
(هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)


فلماذا بضيع الدين إذا قلنا أن المسلمين فهموا جريان الشمس أو طبيعة السماوات السبع فهما خاطئة في حقبة زمنية ، ثم فهموا الفهم الصحيح حقبة زمنية أخرى نتيجة لتطور العلم ؟؟!!
انظر أعلاه

أبو عمر النفيس
03-24-2016, 01:45 AM
[QUOTE]لو قرات ما نقلت لك اعلاه لوجدت الدليل

لم أجد فيما نقلته الدليل ! فيا حبذا تضع الدليل على هذا الكلام الخطير !
فلا بد أن يكون هناك دليل واضح أن تدبر القرآن محصور على فترة زمنية معينة فقط ، أما الباقي فليس لهم إلا التكرار !!


ثم لا يلزم من كلامي أبدا إتهام الله عز و جل -و العياذ بالله- و لكن من لازم حفظ الذكر حفظ فهمه معه فيسر لذلك الاسباب و ليس هذا بإجبار او عجز و لكن تمام قدرة و حكمة و لاحظ أني لم أنكر تفسير القرآن بالعلم ما كان موافقا لفهم السلف الاول و لكن أنكرت إعتماد النظريات العلمية لفهم النص دون إعتبار لفهم العلماء بل إتهام فهم العلماء بالجهل و القصور في الطبيعيات ما يجعلهم يخطؤون في فهم مراد ربههم و يغيب عنهم فهم النص حتى ياتي بعد 14 قرن من يفسر النص ثم لو قرات ما أشرت إليه في الكتاب لوجدت تفصيلا


بل لازم كلامك أن الله يجب عليه أن لا يقول شيئا في القرآن إلا إذا كان المعاصرون لرسوله قادرين على فهمه حق الفهم !
.

بقي ان انقل لك من كلام شيخ الإسلام
1- قال الفتاوى(243/13): ( وَقَدْ تَبَيَّنَ بِذَلِكَ أَنَّ مَنْ فَسَّرَ الْقُرْآنَ أَوْ الْحَدِيثَ وَتَأَوَّلَهُ عَلَى غَيْرِ التَّفْسِيرِ الْمَعْرُوفِ عَنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ فَهُوَ مُفْتَرٍ عَلَى اللَّهِ مُلْحِدٌ فِي آيَاتِ اللَّهِ مُحَرِّفٌ لِلْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَهَذَا فَتْحٌ لِبَابِ الزَّنْدَقَةِ وَالْإِلْحَادِ وَهُوَ مَعْلُومُ الْبُطْلَانِ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ).

هل هذا الكلام يستدل به أو يستدل له ؟!
هل هذا هو الدليل الشرعي الذي تقدمه لي ؟!


لم أفهم وجه الإعتراض تحديدا هل على إجتهاد العالمين فإن كان لذلك فأقول لا عصمة إلا لنبي

وجه الاعتراض هو في قول الشيخ ابن عثيمين بدوران الشمس حول الأرض ، هل قوله مخالف لإجماع السلف أم أن السلف أصلا لم يتفقوا في المسألة؟
فإن كان الثاني لماذا تخطئ الشيخ ؟! فقد يكون مصيبا !!!


لو قرات الكلام جيدا لوجدت دليلا على كروية الارض
قرأت الكلام جيدا ، معظمه يتكلم عن كروية السماء أو الفلك وأنه على شكل قبة !


لا يلزم من كون السماء عبارة عن قبة أن تكون الأرض مسطحة و مثالك باطل فيمكن أن يكون الصحنين محدبين يغطي أحدهما الآخر
لكن الواقع ليس كذلك !
فالسماء ليست قبة على الأرض ! بل الأرض مجرد نقطة في فضاء الكون..



و تدبر الآيات الكونية لا يعني ابدا الإفتراء على كتاب الله بالباطل تدبر كما تشاء و أنظر كما تشاء و لكن لا تفتري على كتاب الله أنظر إلى النجوم في ليلة صافية و سترى عظمة الله أو أنظر إلى القمر عند تمامه أو البحار أو الأشجار كل هذا تدبر في خلق الله أما الإفتراء على كتاب الله بنظريات هي عند أهلها محل شك فهذا هو المرفوض
عندما يتم ربط كلام الله بالواقع تعتبره افتراء !!!!
عندما يقرأ أحدهم قوله تعالى : " مرج البحرين يلتقيان. بينهما برزخ لا يبغيان " . فيبحث في كوكب الأرض عن المنطقة التي يلتقي فيها بحر عذب ببحر مالح ، فيذهب إلى تلك المنطقة و يفحص الخط الفاصل بين البحرين و الذي يمنع امتزاجهما ، فيكتشف مثلا أنها مادة كيميائة معينة. فيفسر كلمة ' برزخ ' بأن المقصود هي تلك المادة الكيميائية الفاصلة.
هل يكون هذا الرجل مفتري على الله فقط لأنه لم يأخذ بأحد التفسيرات اللغوية القديمة ؟؟!!!

عُبَيّدُ الّلهِ
03-24-2016, 07:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله،
الأخوة الذين يرفضون رؤية الاخ كريم،لى سؤال لهم:ماذا تقولون فى التشابه الشديد بين السماوات السبع والغلاف الجوى من هذه الوجوه:
اولا السماوات سبع،والغلاف الجوى من حيث الطبقات ستة مضافا إلى الفضاء الكونى يصبح سبعة وقد نشأت هذه الطبقات السبع من غلاف جوى ابتدائى او سماء ابتدائية تماما كما قال القرأن الكريم فى اية البقرة29 وفصلت12
ثانيا نشأ الغلاف الجوى بعد نشأة الارض بل فى اليومين الاخيرين من الايام الستة من الابخرة الناتجة من البراكين وبخار الماء المتصاعد وهو بعينه ووصفه وصف القرأن الكريم ووصف الصحابة لخلق السماوات السبع فعلى حين يقرر العلم الكونى تقريرا جازما أن المجموعة الشمسية التى بها كوكبنا متأخرة النشأة فى مجرتها وأن السماء سابقة النشأة بملايين السنين عن الارض.
ثالثا نشأة الغلاف الجوى ادت لظهور الاضواء ليلا وهو بعينه وصف القرأن الكريم والصحابة لتزيين السماء الدنيا بمصابيح(راجع تفسير الطبرى للاية12 من سورة فصلت).
رابعا الغلاف الجوى طبقات متصلة وهو بعينه اللفظة القرأنية:"السبع الطباق"و"السبع طرائق"وقد اتفق المفسرون على ان الطباق تقتضى تلاصق الطبقات ولكن حاولوا التوفيق بين هذه الايات وبين حديث المعراج وهم معذورون فى هذا فلم تكن علومهم تسمح بفهم حقيقة الطباق وانها السماوات.
خامسا واخيرا الادلة القرأنية كثيرة على ان السماوات الطباق او ملكوت السماوات مرئية منظورة مبصرة وليست غيبية او لا تُرى وهذا لاينطبق الا على الغلاف الجوى فنحن لانرى بأعيننا طبقات الكون العليا.

muslim.pure
03-25-2016, 12:35 AM
لم أجد فيما نقلته الدليل ! فيا حبذا تضع الدليل على هذا الكلام الخطير !
فلا بد أن يكون هناك دليل واضح أن تدبر القرآن محصور على فترة زمنية معينة فقط ، أما الباقي فليس لهم إلا التكرار !!
راجع كلام ابن تيمية الذي نقلت لك
و راجع ما نقلت من كلام الاخ أبو الفداء
ثم مثل هذه الردود غير مرحب بها و توحي بانك لم تأتي إلا للجدال


بل لازم كلامك أن الله يجب عليه أن لا يقول شيئا في القرآن إلا إذا كان المعاصرون لرسوله قادرين على فهمه حق الفهم !
أنتظر ردك على كل الذي نقلت لك أعلاه و إلا فلا قيمة لكلامك دون أن تقدم حجتك


هل هذا الكلام يستدل به أو يستدل له ؟!
هل هذا هو الدليل الشرعي الذي تقدمه لي ؟!

وإذا سلك هذا استطار شرره وتعدّى ضرره فيلزم تعطيل معاني الكتاب والسنة و فتورُ الرسالة , إذ الرسول الذي لم يبين بمنزلة عدم الرسول , والكلام الذي بلَغه الرسول ولم يعقل معناه يدخل في حد الأصوات المسموعة التي ليس فيها حروف مبيِّنة للمعاني وقد ذم الله تعالى في كتابه من كان حاله هكذا وجعلهم كفارا بمنزلة الأموات وحمد من سمع كلامه فعقله ووعاه وجعل ذلك صفة المؤمن الحي فقال: (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)
وقال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا )
وقال تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)

و ارجو أن تتم قراءة ما يكتب لك و تعيه قبل الرد


وجه الاعتراض هو في قول الشيخ ابن عثيمين بدوران الشمس حول الأرض ، هل قوله مخالف لإجماع السلف أم أن السلف أصلا لم يتفقوا في المسألة؟
فإن كان الثاني لماذا تخطئ الشيخ ؟! فقد يكون مصيبا !!!

لا إشكال في كلام الشيخ و إن أخطأ فهو مجتهد أما ما نثبته هو جريان الشمس و لكن هذا الجريان و طبيعتة فالأفضل أن تسأل من هو أعلم مني
على العموم أنا أرى بدوران الارض و حركتها كما أن الشمس تجري و الله أعلم


لكن الواقع ليس كذلك !
فالسماء ليست قبة على الأرض ! بل الأرض مجرد نقطة في فضاء الكون..

و الرد لم يكن إلا تعليقا على مثالك الباطل


عندما يتم ربط كلام الله بالواقع تعتبره افتراء !!!!
عندما يقرأ أحدهم قوله تعالى : " مرج البحرين يلتقيان. بينهما برزخ لا يبغيان " . فيبحث في كوكب الأرض عن المنطقة التي يلتقي فيها بحر عذب ببحر مالح ، فيذهب إلى تلك المنطقة و يفحص الخط الفاصل بين البحرين و الذي يمنع امتزاجهما ، فيكتشف مثلا أنها مادة كيميائة معينة. فيفسر كلمة ' برزخ ' بأن المقصود هي تلك المادة الكيميائية الفاصلة.
هل يكون هذا الرجل مفتري على الله فقط لأنه لم يأخذ بأحد التفسيرات اللغوية القديمة ؟؟!!!

أعيد ما كتبته لك فوق
الحق لا يمكن أن يخرج عن اقوال المفسرين بحال فلو فرضنا آية إختلف العلماء في تفسيرها على ثلاثة أقوال (أ-ب-ج) فلا يمكن بحال أن يكون مراد الله عز و جل بخارج عن أحد تلك الأقوال و لو إفترضنا أن تفسير (س) لآية من القرآن خالف جميع تلك التفاسير فلا يمكن بحال من الأحوال أن يكون مراد الله عز و جل و لكن لو كان تفسير (س) وافق احد التفاسير القديمة (أ) مثلا لجاز لنا إعتبار التفسير (س) من جملة مرجحات التفسير (أ) بضوابط شديدة

و الذي ذكرته من تفسير موجود بالفعل و هو أحد الاقوال في الآية

(بَيْنَهُما بَرْزَخٌ) أَيْ حَاجِزٌ فَعَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، قَالَهُ الضَّحَّاكُ. وَعَلَى الْقَوْلِ الثَّانِي الْأَرْضُ الَّتِي بَيْنَهُمَا وَهِيَ الْحِجَازُ، قَالَهُ الْحَسَنُ وَقَتَادَةُ. وَعَلَى غَيْرِهِمَا مِنَ الْأَقْوَالِ الْقُدْرَةُ الْإِلَهِيَّةُ عَلَى مَا تَقَدَّمَ فِي (الْفُرْقَانِ) «1»
(تفسير القرطبي ترقيم الشاملة (17/162))

(وَجَعَلَ بَيْنَهُما بَرْزَخاً) أَيْ حَاجِزًا مِنْ قُدْرَتِهِ لَا يَغْلِبُ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ، كَمَا قَالَ فِي سُورَةِ الرَّحْمَنِ" مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ. بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيانِ"
(تفسير القرطبي ترقيم الشاملة (13/59))

و لي أن أسالك ما الذي يجعلك تقرر أن تفسير الآية هو تلك المادة الكيميائية و إنتصارك للقول بان الحاجز هو حاجز من القدرة الإلهية دون الأقوال الاخرى رغم أنها لا إشكال فيها أيضا فما دامت الآية تحتمل كل تلك المعاني هل فقط لان العلم أكد هذه الحقيقة مثلا فنسقط جميع الأقوال الاخرى فقط لنظهر بمظهر المنتصرين للعلم و أنا نتبع العلم؟

أرجو ان تقرا ما كتبت لك و تفهمه و ترد بتفصيل و إلا فلا حوار لي معك


الاخ عبيد الله قلت

السلام عليكم ورحمة الله،
الأخوة الذين يرفضون رؤية الاخ كريم،لى سؤال لهم:ماذا تقولون فى التشابه الشديد بين السماوات السبع والغلاف الجوى من هذه الوجوه:
اولا السماوات سبع،والغلاف الجوى من حيث الطبقات ستة مضافا إلى الفضاء الكونى يصبح سبعة وقد نشأت هذه الطبقات السبع من غلاف جوى ابتدائى او سماء ابتدائية تماما كما قال القرأن الكريم فى اية البقرة29 وفصلت12
ثانيا نشأ الغلاف الجوى بعد نشأة الارض بل فى اليومين الاخيرين من الايام الستة من الابخرة الناتجة من البراكين وبخار الماء المتصاعد وهو بعينه ووصفه وصف القرأن الكريم ووصف الصحابة لخلق السماوات السبع فعلى حين يقرر العلم الكونى تقريرا جازما أن المجموعة الشمسية التى بها كوكبنا متأخرة النشأة فى مجرتها وأن السماء سابقة النشأة بملايين السنين عن الارض.
ثالثا نشأة الغلاف الجوى ادت لظهور الاضواء ليلا وهو بعينه وصف القرأن الكريم والصحابة لتزيين السماء الدنيا بمصابيح(راجع تفسير الطبرى للاية12 من سورة فصلت).
رابعا الغلاف الجوى طبقات متصلة وهو بعينه اللفظة القرأنية:"السبع الطباق"و"السبع طرائق"وقد اتفق المفسرون على ان الطباق تقتضى تلاصق الطبقات ولكن حاولوا التوفيق بين هذه الايات وبين حديث المعراج وهم معذورون فى هذا فلم تكن علومهم تسمح بفهم حقيقة الطباق وانها السماوات.
خامسا واخيرا الادلة القرأنية كثيرة على ان السماوات الطباق او ملكوت السماوات مرئية منظورة مبصرة وليست غيبية او لا تُرى وهذا لاينطبق الا على الغلاف الجوى فنحن لانرى بأعيننا طبقات الكون العليا.
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
1) راجع ردود الأخ ابن سلامة
2) و ما الذي يجعلك متاكدا من صحة المعطيات و النتائج العلمية إلى هذا الحد على ما فيها من خلاف
3) تزيين السماء الدنيا و ليس الست سنوات الدنيا
4) أليس قد قلت أنها ست طبقات
5) ليس دليلا فنحن أيضا لا نرى طبقات الغلاف الجوي ثم ما تقول في قول الله عز و جل
(إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ)
فهذا دليل على أن السماء الدنيا هل كل ما نراه من نجوم و كواكب
و قول الله عز و جل
( الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور)
يقول تعالى ذكره : مخبرا عن صفته : ( الذي خلق سبع سماوات طباقا ) طبقا فوق طبق ، بعضها فوق بعض .
وقوله : ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) يقول جل ثناؤه : ما ترى في خلق الرحمن الذي خلق لا في سماء ولا في أرض ، ولا في غير ذلك من تفاوت ، يعني من اختلاف .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) : ما ترى فيهم من اختلاف .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : ( من تفاوت ) قال : من اختلاف .

و هذا ما يجعلنا لا نمييز سماء من سماء و إن كنا نراها

عُبَيّدُ الّلهِ
03-25-2016, 06:10 AM
1) راجع ردود الأخ ابن سلامةالاخ ابن سلامة يخلط بين قضية تأويل الكيف وتأويل المعنى وقد نبه الشيخ السعدى رحمه الله على هذه المسألة وقبل ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية وان تأويل المعانى فى القرأن الكريم نحن نتوقف فيها على كلام السلف ومن جاء بعدهم لم يزد كثيرا عما قالوا إلا شروحا لغوية،أما تأويل كيفيات الايات القرأنية فهذا يرتبط بالمعلوم والمعقول ووقع فيها اختلاف كثير فى كثير من القضايا القرأنية منذ عصر السلف لأن المسائل الكيفية تختلف بإختلاف المعارف فمثلا قصص القرأن وقع خلاف فى تأويل شخصيات قرأنية كادريس عليه السلام وذى القرنين واصحاب الكهف ولم يتعصب واحد من السلف لرأيه ويكذب الاخرين فيما ذهبوا إليه فلماذا نجدكم على غير هدى السلف؟

2) و ما الذي يجعلك متاكدا من صحة المعطيات و النتائج العلمية إلى هذا الحد على ما فيها من خلافهذا من الجدل الممقوت اخى الكريم!
خلاف على ماذا بالضبط؟الفلكيون والفيزيائيون يقيسون اعمار النجوم ومواد الكون والمسافات البينية فى الكون وينظرون فى الصور الكونية التى تأتى بها مركبات الفضاء فهل كل هذا يقع فيه الاحتمال؟
وهل نتوقع او ننتظر ان يأتى يوم يخالف فيه العلم ما استقر فى وجدانه ويعكس اقواله ليقول إن كوكب الارض والمجموعة الشمسية هى التى تولد منها مجرة درب التبانة ومجرة درب التبانة تولد منها الكون؟
انا اعتذر عن النقاش اذا كان سيدور بهذه الطريقة!

3) تزيين السماء الدنيا و ليس الست سنوات الدنياومن قال اننا على الارض نرى انعكاس الاضواء الكونية لطبقات اخرى غير التروبوسفير؟

4) أليس قد قلت أنها ست طبقاتالقرأن الكريم قال بأن السماء اصبحت سبعة سموات وهذه الطبقات الستة نشأت من السابعة وبالمناسبة هذا ليس كلامى بل كلام مجاهد رحمه الله

5) ليس دليلا فنحن أيضا لا نرى طبقات الغلاف الجوي ثم ما تقول في قول الله عز و جل
(إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ)بل دليل لأن السماء الدنيا على هذا المعنى هى التروبوسفير،ونحن نرى القبة الزرقاء نهارا وهى انعكاس لصورة طبقات الغلاف الجوى ونرى زينة السماوات ليلا،وقوله تعالى"زينة الكواكب"اشارة إلى الاضواء الكونية وليس الاجرام الكونية.


و قول الله عز و جل
( الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور)
يقول تعالى ذكره : مخبرا عن صفته : ( الذي خلق سبع سماوات طباقا ) طبقا فوق طبق ، بعضها فوق بعض .
وقوله : ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) يقول جل ثناؤه : ما ترى في خلق الرحمن الذي خلق لا في سماء ولا في أرض ، ولا في غير ذلك من تفاوت ، يعني من اختلاف .وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) : ما ترى فيهم من اختلاف .حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله : ( من تفاوت ) قال : من اختلاف .
يعنى انت قرأت كلام الطبرى وغيره الذى يؤكد أن الطبقات السماوية منظورة ثم تتجاهل كل هذا

و هذا ما يجعلنا لا نمييز سماء من سماء و إن كنا نراها كلام جميل انت تجيب على نفسك فى مسألة الغلاف الجوى فنحن نراه كسماء واحدة وطبقة واحدة لعلة الطباق ولكن نحن لايمكن ان نرى شيئا من طبقات الكوزمولوجى ولا السدم بأعيننا المجردة فلاينطبق عليها وصف القرأن الكريم بالطباق،للمرة الثانية:هذا الاسلوب فى النقاش القائم على الجدل والعناد والتشبث بالرأى والذى للأسف لا يخصك وحدك انا برئ منه ولن يقنع طفل صغير فما بالك برواد المنتدى من المسلمين وغير المسلمين وهم على درجة جيدة من الوعى والثقافة؟
نقطة اخيرة وانا اعتذر عن استكمال النقاش واكتفى بما ذكرت وكتبت وانا مقتنع انه يكفى لايصال الرسالة واعتذر عن المناقشة وقد قلت قولى واستغفر الله لى ولكم والسلام عليكم.

aboabd
03-25-2016, 08:59 AM
أعتذر لو طلبت من حضراتكم التوضيح هل هذا المسبار تخطى او نفذ من السماء الاولى ام مازال تحت السماء الدنيا ؟؟


الرسم البياني أعلاه هو عداد المسافات في الوقت الحقيقي من فوياجر 1 المسافة بين الأرض والشمس في وحدات فلكية (AU) وكيلو متر (كم). ملاحظة: نظراً لأن الأرض تتحرك حول الشمس بشكل أسرع مما هو السفر فوياجر 1 من الأرض، المسافة بين الأرض ومركبة الفضاء فعلا يتناقص في أوقات معينة من السنة.

نحن على كوكب الارض رقم 1 ، و المسبار Voyager 1 يتحرك الان على بعد ما يزيد عن عشرين مليار كيلومتر و قد تعدى الغلاف الجوى للارض بل و كواكب المجموعة الشمسية !!!
http://voyager jpl nasa gov where index html


2637

aboabd
03-25-2016, 09:23 AM
http://voyager.jpl.nasa.gov/where/

ابن سلامة القادري
03-25-2016, 09:37 AM
الاخ ابن سلامة يخلط بين قضية تأويل الكيف وتأويل المعنى وقد نبه الشيخ السعدى رحمه الله على هذه المسألة وقبل ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية وان تأويل المعانى فى القرأن الكريم نحن نتوقف فيها على كلام السلف ومن جاء بعدهم لم يزد كثيرا عما قالوا إلا شروحا لغوية،أما تأويل كيفيات الايات القرأنية فهذا يرتبط بالمعلوم والمعقول ووقع فيها اختلاف كثير فى كثير من القضايا القرأنية منذ عصر السلف لأن المسائل الكيفية تختلف بإختلاف المعارف فمثلا قصص القرأن وقع خلاف فى تأويل شخصيات قرأنية كادريس عليه السلام وذى القرنين واصحاب الكهف ولم يتعصب واحد من السلف لرأيه ويكذب الاخرين فيما ذهبوا إليه فلماذا نجدكم على غير هدى السلف؟



تتحدث هنا و كأني لا أقول أبدا بالإعجاز العلمي و تأويلاته الصادقة المتوافقة مع تفسيرات السلف أو بعضها و الذي يأتي في مقتضى قوله تعالى : (سنريهم آياتنا ... ) الآية .. لكن ألا ترى أنكم هنا حرّفتم المعنى و الكيف معاً، فحاولتم مطابقة معنى محرف (تخصيص آية الدخان و الأيام الستة العامة في السموات السبع العلى) بكيف علمي محرف (قولكم بأن الله خلق طبقات الغلاف الجوي سبعاً بعد خلق الأرض و ليس مع مراحل خلق الأرض عبر مليارات السنين بالتدريج)، و هذا هو عين نقض منهج السلف في التفسير الذي ننافح عنه، و يكفي لبيان تهافت القول بطبقات الغلاف الجوي من كل وجه ، مناقضته للآية الأخرى في وصف السموات السبع ، قوله تعالى :

( أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (*) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا )سورة نوح

و هذه بعض أقوال أهل العلم في وجوب الإنضباط بضوابط التفسير المجمع عليها، و لم يشذّ عنها إلا مُتّبع هوى :

فتوى اللجنة الدائمة:

السؤال الثالث من الفتوى رقم ( 9247 ) :
س3: ما حكم الشرع في التفاسير التي تسمى بـ (التفاسير العلمية)؟ وما مدى مشروعية ربط آيات القرآن ببعض الأمور العلمية التجريبية؟ فقد كثر الجدل حول هذه المسائل.
ج3: إذا كانت من جنس التفاسير التي تفسر قوله تعالى: { أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ } (الأنبياء:30) بأن الأرض كانت متصلة بالشمس وجزءا منها، ومن شدة دوران الشمس انفصلت عنها الأرض ثم برد سطحها وبقي جوفها حارا، وصارت من الكواكب التي تدور حول الشمس. إذا كانت التفاسير من هذا النوع فلا ينبغي التعويل ولا الاعتماد عليها.
وكذلك التفاسير التي يستدل مؤلفوها بقوله تعالى: { وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ } (النمل: 88) على دوران الأرض، وذلك أن هذه التفاسير تحرف الكلم عن مواضعه، وتخضع القرآن الكريم لما يسمونه نظريات علمية، وإنما هي ظنيات أو وهميات وخيالات.
وهكذا جميع التفاسير التي تعتمد على آراء جديدة ليس لها
أصل في الكتاب والسنة ولا في كلام سلف الأمة؛ لما فيها من القول على الله بغير علم.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

*************

الشيخ محمد بن صالح العثيمين

س/ سئل فضيلة الشيخ: هل يجوز تفسير القرآن الكريم بالنظريات العلمية الحديثة؟
فأجاب بقوله: تفسير القرآن بالنظريات العلمية له خطورته، وذلك إننا إذا فسرنا القرآن بتلك النظريات ثم جاءت نظريات أخرى بخلافها فمقتضى ذلك أن القرآن صار غير صحيح في نظر أعداء الإسلام؛ أما في نظر المسلمين فإنهم يقولون إن الخطأ من تصور هذا الذي فسر القرآن بذلك، لكن أعداء الإسلام يتربصون به الدوائر، ولهذا أنا أحذر غاية التحذير من التسرع في تفسير القرآن بهذه الأمور العلمية ولندع هذا الأمر للواقع، إذا ثبت في الواقع فلا حاجة إلى أن نقول القرآن قد أثبته، فالقرآن نزل للعبادة والأخلاق، والتدبر، يقول الله ـ عز وجل (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29) وليس لمثل هذه الأمور التي تدرك بالتجارب ويدركها الناس بعلومهم، ثم إنه قد يكون خطراً عظيماً فادحاً في تنزل القرآن عليها، أضرب لهذا مثلاً قوله تعالى )يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) (الرحمن:33) لما حصل صعود الناس إلى القمر ذهب بعض الناس ليفسر هذه الآية ونزلها على ما حدث وقال: إن المراد بالسلطان العلم، وأنهم بعلمهم نفذوا من أقطار الأرض وتعدوا الجاذبية وهذا خطأ ولا يجوز أن يفسر القرآن به وذلك لأنك إذا فسرت القرآن بمعنى فمقتضى ذلك أنك شهدت بأنّ الله أراده وهذه شهادة عظيمة ستسأل عنها.
ومن تدبر الآية وجد أن هذا التفسير باطل لأن الآية سيقت في بيان أحوال الناس وما يؤول إليه أمرهم، اقرأ سورة الرحمن تجد أن هذه الآية ذُكرت بعد قوله تعالى: : ()كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)( الرحمن الايات 26 - 28 )
فلنسأل هل هؤلاء القوم نفذوا من أقطار السموات؟
الجواب: لا، والله يقول: (إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض) .
ثانياً: هل أرسل عليهم شواظ من نار ونحاس؟
والجواب: لا. إذن فالآية لا يصح أن تفسر بما فسر به هؤلاء، ونقول: إن وصول هؤلاء إلى ما وصولوا إليه هو من العلوم التجريبية التي أدركوها بتجاربهم، أما أن نُحرِّف القرآن لنخضعه للدلالة على هذا فهذا ليس بصحيح ولا يجوز.
المصدر: كتاب العلم.
-------------------------------

أقوال الشيخ صالح الفوزان :

نص السؤال :
أحسن الله إليكم سماحة الوالد يقول السائل : كثر في الآونة الأخيرة كتب وأشرطة تتحدث عن الإعجاز القرآني وموافقة هذه النظريات للآيات البينات فما هو الضابط في ذلك وما هو واجب طالب العلم نجاه ذلك؟

نص الإجابة:
تفسير القرآن متقن ومضبوط وله طرق ذكرها أئمة التفسير لا يفسر بغيره
يفسر القرآن بالقرآن
يفسر القرآن بالسنة
يفسر القرآن بتفسير الصحابة
يفسر القرآن بتفسير التابعيين يفسر القرآن باللغة التي نزل بها وهي اللغة العربية
هذه وجوه التفسير أما من زاد عن هذا جاب وجهه غير هذه الوجوه هذا شيء مبتكر ولا أصل له ولا يجوز تفسير القرآن بالرأي ذكر الحافظ بن كثير في أول تفسيره الحديث مجوده من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم فليتبوء مقعده من النار وأخطأ ولو أصاب نعم . (1)

نص السؤال:
هذا يسأل يقول : هل الإعجاز العلمي الذي ظهر يعد تفسيراً مخالفاً لتفسير السلف؟

نص الإجابة :
لا شك هذا قول على الله بغير علم والنظريات تختلف ويظهر منها كذب كثير وكل نظريه تكذب إلي قبلها فهي تخرص ليست من العلم وإنما هي تخرص فقط فلا يجوز الإعتماد عليها ويقال هذا معنى الآية أو هذا معنى الحديث ما يجوز هذا نعم. (2)

نص السؤال :
أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة ، وهذا سائل يقول : ما حكم ما يسمونه بالإعجاز العلمي في القرآن أو ما يسمى بالإعجاز العددي وهل لهذا أصل؟

نص الإجابة:
الإعجاز العلمي الي يقولونه الآن هذا تفسير للقرآن بغير علم بغير قواعد التفسير المعروفة التي هي تفسير القرآن بالقرآن أو تفسير القرآن بالسنة أو تفسير القرآن بأقوال الصحابة أو تفسير القرآن بأقوال التابعيين أو تفسير القرآن بقواعد اللغة التي نزل بها هذه زيادة زادوه الآن الإعجاز العلمي يريدون بها النظريات نظريات الطب والفلك وغير ذلك هذه تخرصات بشر تخطأ وتصيب فلا تجعل تفسيرا للقرآن ويقال هذا مراد الله جل وعلى ثم بعدين يقولون لا النظرية هذه ما هي بصحيح ويصير تلاعب في كلام الله عز وجل النظريات ما تجعل تفسيرا للقرآن ما تجعل تفسيرا للقرآن أبداً وهذا من القول على الله بلا علم وهي محل للنقض ومحل للإبطال ولذلك تجدهم يثبتون اليوم شيء وبكرة ينفونه تبين لهم خلافه لأنه نظريات بشريه وهذا من القول على الله بلا علم وهي محل للنقض ومحل للإبطال لذلك تجدهم يثبتون اليوم شيء وبكرة ينفونه تبين لهم خلافه لأنه نظريات بشريه نعم (3)

نص السؤال :
أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة ، وهذا سائل يقول : هل يدخل في إعجاز القرآن ما يسمى الآن بالإعجاز العلمي؟

نص الإجابة:
ما أدري الإعجاز العلمي هذا من عمل البشر ويخطأ ويصيب نظريات طبية أو فلكية قالها ناس قد يخطئون ويصيبون فلا نجعلها تفسير للقرآن الكريم ثم يأتي ما ينقضها ويكذبها ويبطلها ثم يقول القرآن ما هو بصحيح لأنه هذه ما صارت صحيحة هذا من كلام البشر وعمل البشر والقرآن لا يفسر إلا بوجوه التفسير المعروفة :
أولا : يفسر القرآن بالقرآن
ثانياً : يفسر القرآن بالسنة الرسول صلى الله عليه وسلم
ثالثاً : يفسر القرآن بأقوال الصحابة الذين تتلمذوا على الرسول صلى الله عليه وسلم وعرفوا تفسير القرآن من الرسول صلى الله عليه وسلم .
رابعا : يفسر القرآن بأقوال التابعين اللذين تتلمذوا على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلقوا التفسير عنهم وهم تلقوه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أما كلام الناس وما يسمونه بالإعجاز العلمي فكل هذه تخرصات لا دليل عليها هذه مثل الإسرائليات لا تجعل تفسير لكلام الله عز وجل نعم . (4)
---------------------------
(1)موقع الشيخ صالح الفوزان - قسم الفتاوى – رقم الفتوى ( 2255 ) بتاريخ ( 3 / 4 / 2006 م ).
(2) موقع الشيخ صالح الفوزان - قسم الفتاوى – رقم الفتوى ( 5301 ) بتاريخ ( 24 / 7 / 2005 م ).
(3) موقع الشيخ صالح الفوزان - قسم الفتاوى – رقم الفتوى ( 8607 )
(4)موقع الشيخ صالح الفوزان - قسم الفتاوى – رقم الفتوى ( 8888 ) .

ابن سلامة القادري
03-25-2016, 12:32 PM
و طبعا - إضافة إلى عظمة السياق القرآني و وضوحه - الصورة تغني العاقل عن كل تعليق ، و كل جدال عقيم و إسقاطات فارغة لا معنى لها و هي بالأخير مبنية على مغالطات علمية لا على حقائق :

هذه هي السموات السبع التي سواها الله بعد الأرض في ستة أيام أم هي خفة عقل و استخفاف بالعقول ؟؟


http://store1.up-00.com/2016-03/145889933884871.jpg (http://www.up-00.com/)[/URL]

http://store1.up-00.com/2016-03/145889933894782.jpg (http://www.up-00.com/)

http://store1.up-00.com/2016-03/145889933903843.png (http://www.up-00.com/)

http://store1.up-00.com/2016-03/145889933915044.jpg (http://www.up-00.com/)

http://store1.up-00.com/2016-03/145889933933576.jpg (http://www.up-00.com/)[URL="http://www.up-00.com/"]

ابن سلامة القادري
03-25-2016, 01:31 PM
يقول الأخ أبو عمر النفيس :


أختلف معك اختلافاً جذريّا في هذه النقطة ! فالآيات القرآنيّة التي تتحدّث عن السّماء و الأرض و الشّمس و القمر و النجوم و الشّهب و الكواكب و الحيوانات و الجبال و البحار كلّها في عالم الشّهادة. و ما دخول الجانب الغيبي فيها إلا دخولا عرضيّا .. و إن لم تكن هذه المواضيع ضمن عالم الشّهادة ، فما هي قضايا الشهادة ؟؟!!
ألم تقرأ قول الله تعالى : " الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) " الملك. فلو كانت السّماوات الطّباق ضمن عالم الغيب ماكان الله ليطلب من النّاس أن يشاهدوا بأبصارهم كرّتين ، فيروا إبداعه ، فينقلب البصر خاسئا و هو حسير ..


و هذا مثل قوله تعالى من سورة نوح : أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16)
و أنا أصر على أن السموات السبع لا نشهد منها إلا السماء الدنيا ، و لذلك وصفها الله تعالى بذلك : بالسماء الدنيا .. و لو كانت كلها مرئية لنا لانتهى بصرنا إلى السماء السابعة حيث العرش و الجنة و ما خلق الله من الخلائق العظام !!
فَعُلم أن جُلّ ذلك بالسمع و ليس بالبصر إلا في حدود ما نراه، و لهذا فطن ابن كثير رحمه الله عند تساءله في تفسير الآية : وهل هذا يتلقى من جهة السمع فقط أو هي من الأمور المدركة بالحس ، مما علم من التسيير والكسوفات ؟اهـ
و مردّ المتشابه كما قلنا و نقول دائما إلى المحكم ، و هو عموم ما جاءت به النصوص، و إلى الأحاديث التي فصّلت في الإخبار عن السموات السبع كأحاديث المعراج.

أبو عمر النفيس
03-25-2016, 03:31 PM
[quote=ابن سلامة;2942996]
و يكفي لبيان تهافت القول بطبقات الغلاف الجوي من كل وجه ، مناقضته للآية الأخرى في وصف السموات السبع ، قوله تعالى :

( أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (*) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا )سورة نوح

نور القمر لكي يصل إلينا يمر في جميع طبقات الغلاف الجوي ، إلى أن يصل إلى الطبقة السفلى القريبة - الدنيا - منا ، حيتم حبس ضوئه فيه فيصبح زينة في الطبقة السفلى من طبقات الغلاف الجوي. و بالتالي فالقمر نور في جميع طبقات الغلاف الجوي لأن نوره يمر فيها جميعا.
بينما نور القمر ليس نورا في السماء الرابعة حسب الطرح السائد ؛ فالقمر موجود تحت السماء الأولى و لا يمر نوره في باقي السماوات !
و بالتالي لو سألنا : هل القمر نور في السماء الرابعة ؟
ج1 : نعم ؛ لأن السماء الرابعة هي الطبقة الرابعة من طبقات الغلاف الجوي ، و القمر فوقه ينيره في طريقه للطبقة الأولى.
ج2 : لا ؛ لأن السماء الرابعة خارج هذا الكون و القمر تحت السماء الأولى فقط.
بالله عليك كن منصفا مع نفسك ، أي الفهمين أكثر انسجاما مع كلام الله ؟!

ابن سلامة القادري
03-25-2016, 04:31 PM
نور القمر لكي يصل إلينا يمر في جميع طبقات الغلاف الجوي ، إلى أن يصل إلى الطبقة السفلى القريبة - الدنيا - منا ، حيتم حبس ضوئه فيه فيصبح زينة في الطبقة السفلى من طبقات الغلاف الجوي. و بالتالي فالقمر نور في جميع طبقات الغلاف الجوي لأن نوره يمر فيها جميعا.
بينما نور القمر ليس نورا في السماء الرابعة حسب الطرح السائد ؛ فالقمر موجود تحت السماء الأولى و لا يمر نوره في باقي السماوات !
و بالتالي لو سألنا : هل القمر نور في السماء الرابعة ؟
ج1 : نعم ؛ لأن السماء الرابعة هي الطبقة الرابعة من طبقات الغلاف الجوي ، و القمر فوقه ينيره في طريقه للطبقة الأولى.
ج2 : لا ؛ لأن السماء الرابعة خارج هذا الكون و القمر تحت السماء الأولى فقط.
بالله عليك كن منصفا مع نفسك ، أي الفهمين أكثر انسجاما مع كلام الله ؟!


لا يا أبا عمر هذا من تقويل القرآن ما لم يقل فاحذر، الله تعالى قال : و جعل القمر فيهن نورا، لم يقل : و جعل القمر في السماء الرابعة نورا أو السادسة. ليلزم من ذلك توجيه الكلام إلى الوجهة غير المعلومة مطلقا عند السلف و العرب و الناس جميعا !!

يقول د. عبد الرحيم الشريف في الرد على شبهة : ''هل حقاً ينير القمر السماوات السبع الطباق!!''

قال البغوي في تفسيره نقلاً عن الحسن البصري: " {جَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا} يعني: في السماء الدنيا كما يقال: أتيت بني تميم، وإنما أتى بعضهم".
وقال الآلوسي: "منور الوجه الأرض في ظلمة الليل، وجعله فيهن مع أنه في إحداهن، وهي السماء الدنيا، كما يقال زيد في بغداد، وهو في بقعة منها".
وذكر الرازي هذا التساؤل في تفسيره فقال: " كيف قال : {وَجَعَلَ القمر فِيهِنَّ نُوراً} والقمر ليس فيها بأسرها بل في السماء الدنيا؟ والجواب: هذا كما يقال السلطان في العراق، ليس المراد أن ذاته حاصلة في جميع أحياز العراق، بل إن ذاته في حيز من جملة أحياز العراق فكذا ههنا".

- كما أن اللغة العربية تعرف ما يسمى (تناوب معاني حروف الجر)، فـ (في) قد تأتي بمعنى (مع).
"قال قطرب : فيهنّ بمعنى معهنّ ، أي : خلق القمر والشمس مع خلق السموات والأرض ، كما في قول امرىء القيس :
وهل ينعمن من كان آخر عهده ... ثلاثين شهراً في ثلاثة أحوال "
- والطاهر بن عاشور المفسر اللغوي المعروف يرى لـ (في) معنى آخر تقبله اللغة العربية فيقول: " اعتبار القمر من السماوات ـ أي الكواكب على الاصطلاح القديم المبني على المشاهدة ـ لأن ظرفية (في) تكون لوقوع المحوي في حاويه مثل الوعاء، وتكون لوقوع الشيء بين جماعته، كما في حديث الشفاعة: "وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها" ، وقول النميري:
تَضوَّعَ مسكاً بطن نَعْمَانَ أنْ مشتْ به زينب في نِسْوَةٍ خَفِرَاتِ
و(القمر) كائن في السماء المماسة للأرض، وهي المسماة بالسماء الدنيا ، والله أعلم بأبعادها".
* هذا بالنسبة لمعنى (في) أما المعنى الذي يفيده (نوراً) فنقول:
" نوراً " : في الآية جاءت نكرة بدليل حذف لام التعريف ودليل التنوين آخرها.
وتنكير (نوراً) يفيد أن القمر نور من جملة أنوار كثيرة في السماوت (الكون) وليس هو النور الوحيد.
مثال:
- قلم: نكرة.
- القلم: معرفة.
فلو قلت:
- "دخلت الغرفة فوجدت قلماً، ثم كتبت بقلمٍ، ثم أعطيتك قلماً". لكان المعنى المتبادر إلى الذهن ثلاثة أقلام مختلفة.
ولو قلت:
- "دخلت الغرفة فوجدت القلم، ثم كتبت بالقلم، ثم أعطيتك القلم". لكان المعنى المتبادر إلى الذهن وجود قلم واحد معهود في ذهنك.
وهكذا نفهم الآية الكريمة:
القمر: نور للسماوات والأرض، والشعرى: نور للسماوات والأرض، وسهيل: نور للسماوات والأرض، والزهرة: نور للسماوات والأرض..
وليس أي واحد منها هو النور الوحيد أو الأعظم للسماوات والأرض.انتهى

و بذلك قال القرطبي رحمه الله :
وجعل القمر فيهن نورا أي في سماء الدنيا ; كما يقال : أتاني بنو تميم وأتيت بني تميم والمراد بعضهم ; قاله الأخفش . قال ابن كيسان : إذا كان في إحداهن فهو فيهن . وقال قطرب : فيهن بمعنى معهن ; وقاله الكلبي . أي خلق الشمس والقمر مع خلق السموات والأرض . وقال جلة أهل اللغة في قول امرئ القيس :
وهل ينعمن من كان آخر عهده ثلاثين شهرا في ثلاثة أحوال
" في " بمعنى مع . النحاس : وسألت أبا الحسن بن كيسان عن هذه الآية فقال : جواب النحويين أنه إذا جعله في إحداهن فقد جعله فيهن ; كما تقول : أعطني الثياب المعلمة ، وإن كنت إنما أعلمت أحدها . وجواب آخر أنه يروى أن وجه القمر إلى السماء ، وإذا كان إلى داخلها فهو متصل بالسموات ، ومعنى نورا أي لأهل الأرض.اهـ

و الزمخشري رحمه الله :
والقمر { فِيهِنَّ } في السموات، وهو في السماء الدنيا؛ لأنّ بين السموات ملابسة من حيث أنها طباق فجاز أن يقال: فيهنّ كذا وإن لم يكن في جميعهنّ، كما يقال: في المدينة كذا وهو في بعض نواحيها.اهـ

و كذا قال البيضاوي و الشوكاني و جميع المفسرين تقريبا قديما و حديثا.

ملاحظة هامة : المفسرون أتفقوا على أن القمر في السماء الدنيا كما نصت الآيات بذلك، و أكّدوا هذا المعنى الصريح بقولهم الآية هنا لا تعني بأن نوره يعم السموات و إنما هو في أحدها في السماء الدنيا بذاته تحديدا. حتى لا يقول قائل إن هناك منهم من قال بوجود سماء - أيّا كانت- تحت القمر أو فوق الأرض مباشرة يُصطلح عليها بالسماء الدنيا.

كما أن هيئة الأفلاك و كون الأرض داخلة في نطاق الكون و السموات السبع تحيط بها و بالقمر و الشمس من كل جهة فيه دلالة أيضا على وجود القمر في السموات و ليس خارجها طبعا. و قد حكى العلماء في ذلك إجماعا عند أئمتنا، أنظر :

https://islamqa.info/ar/26876

و في كل الأحوال فالقمر يقع في مطلق السموات السبع المتطابقة و الشاملة بعضها البعض، و ليس بالضرورة أن يصل ضوءه إلى أبعدها، فهو نور على أي حال كما جعل الله الشمس سراجا باعتبار الخصوصية و وظيفة كل منهما، لم يختلف في ذلك أحد، و لأن هذين الآيتين يُعنى بهما أهل الأرض خاصة دون بقية أهل السموات لأن الخطاب ببساطة موجه لأهل الأرض.

m.kareem
03-26-2016, 08:49 AM
سبحان الله وجدت موضوع سابق أتحدث فيه عن تكرار كلمة ( السماوات السبع ) في القرآن الكريم وانها تتكرر تحديدا 7 مرات في كامل القرآن الكريم !
وهو بالطبع اعجاز لم يذكره أحد من السابقين
وان حدثتك نفسك انها مجرد صدفة فراجع الموضوع البسيط لتتأكد انها ليست صدفة بأي حال من الأحوال
عندما تكرر صدفة وصدفة وصدفة يكون الناتج يقين (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?58619-%DA%E4%CF%E3%C7-%CA%DF%D1%D1-%D5%CF%DD%C9-%E6%D5%CF%DD%C9-%E6%D5%CF%DD%C9-%ED%DF%E6%E4-%C7%E1%E4%C7%CA%CC-%ED%DE%ED%E4)
أنا لا أهتم كثيرا بالإعجاز العددي ولكن هذا الأمر تحديدا كأنه اشاره من الله سبحانه وتعالى

m.kareem
03-26-2016, 09:22 AM
وكذلك التفاسير التي يستدل مؤلفوها بقوله تعالى: { وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ } (النمل: 88) على دوران الأرض، وذلك أن هذه التفاسير تحرف الكلم عن مواضعه، وتخضع القرآن الكريم لما يسمونه نظريات علمية، وإنما هي ظنيات أو وهميات وخيالات.
وهكذا جميع التفاسير التي تعتمد على آراء جديدة ليس لها
أصل في الكتاب والسنة ولا في كلام سلف الأمة؛ لما فيها من القول على الله بغير علم.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.


[/COLOR]لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي كتاب اسمه الأدلة المادية على وجود الله يذكر فيه تحديدا الآية الكريمة { وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ } (النمل: 88)
والشيخ الشعراوي رحمه الله قام بتفسير القرآن الكريم كاملا ولاشك انه قرأ جميع تفاسير السابقين أولا ليقوم بذلك وأيضا بحكم تعليمه ودراسته ومع ذلك كتب كتابا في مجال الاعجاز العلمي أظنه أنقذ في وقت ظهوره كثيرا من الشباب والمراهقين الذين كانت تجتاحهم الأسئلة والشك كما هو معتاد في هذا السن
ما ذكرته من الفتاوي التي كتبتها يمس الكثير من أساتذة وقتنا الحالي ومنهم فضيلة الشيخ متولي الشعراوي والدكتور مصطفى محمود وزغلول النجار وعبد المجيد الزنداني وعبد الدائم الكحيل وغيرهم


العلماء الذين دخلوا في الإسلام حول العالم بسبب الاعجاز العلمي هل نراجعهم ونقول لهم لدينا فتوى تقول انكم باسلامكم هذا تكفرون لانكم اسلمتم بسبب آيات لم يفسرها السابقين كما فهمتوها أنتم بعلمكم !
وهذا مثال بسيط منهم
6 علماء اسلموا بسبب ستة آيات قرآنية

https://www.youtube.com/watch?v=LjB8lv4aiTs

ابن سلامة القادري
03-26-2016, 12:52 PM
ما ذكرته من الفتاوي التي كتبتها يمس الكثير من أساتذة وقتنا الحالي ومنهم فضيلة الشيخ متولي الشعراوي والدكتور مصطفى محمود وزغلول النجار وعبد المجيد الزنداني وعبد الدائم الكحيل وغيرهم



كريم ! هل أضفت شيئا إلى موضوع النقاش أم تراك خرجت عن السياق ، و ما علاقة الإعجاز العددي ؟ هل الإعجاز العددي أيضا بلا ضوابط ؟ لآخر مرة سأقول لك إننا لا نرفض حقيقة الإعجاز العلمي و لا التفسير العلمي لبعض آيات القرآن الكريم جملة و إنما ننادي بالضوابط كما نادى بها لا الشيخ الزنداني و لا الشيخ الشعراوي و لا غيرهما من أهل السنة لكن هناك من لا ينضبط بها أمثال الكيالي الذي قلتَ في هذه المسألة برأيه دون أن تدري فيجب أن لا تنئى بالرد عن محل الخلاف .. أيضا نحن نعرف الرجال بالحق لا الحق بالرجال أيّاً كان هذا الرجل فكل يُؤخذ من قوله و يُرد إلا نبينا عليه السلام .. و الحق ما وافق الضوابط الشرعية المتبعة من لدن السلف ..
و ما أدراك أن الشيخ الشعراوي لم يخطئ في هذه المسألة أو في غيرها و كذا الدكتور مصطفى محمود و غيرهما .. نحن هنا نتكلم عن منهج ينبغي نهجه و ضوابط يجب الإلتزام بها في التفسير العلمي لآي القرآن الكريم – كما جاء بعضها في فتاوى علماء الحجاز في ردّي على الأخ عُبيد الله لأنه يعترف بهم و يُجلّهم أكثر من علماء أي بلد آخر - و قد ذكرنا هذه الضوابط و أحلنا عليها أكثر من مرة بما يغني عن إعادته، و هذا ما لم تستوعبه منذ البداية وكذا الأخ أبو عمر عندما افترض أن هناك مدرستين في حين أن هناك منهج واحد قائم في تفسير القرآن و فهم الحديث اختطه أئمة السلف و سار عليه الخلف و ليس دونه إلا الرأي المعتزلي و القول بالرأي المحض و الهوى و ليس بعد الحق إلى الضلال و القول على الله بغير علم خاصة فيما يتصل بالعقيدة.
و موضوع نقاشنا هنا نموذج عملي و مثال حي شاهد لما نتكلم عنه لكل مستبصر !

و نصيحة لك يا أخي كريم عالج النفس من داء التعصب فأنت تعصبت لرأي البعض لدرجة أنك طلبت حذف مشاركة بمقال أحدهم حتى لا نرد عليها و نبين للناس الحق فيها من باطلها مع أنها حافلة بالأخطاء و برغم أن الأصل في الدين هو البيان و الهدى و النصح للمسلمين، و لو جاز تصرفك هذا لما رد لاحق على سابق بل لما ردّ أحد على أحد حتى يرضى !!
فخير لدينك يا أخي أن لا تتعصب، خاصة بعدما تبين لك الحق في مسألة النقاش و تبين لك أصل الخلل فيها و هوالحيدة عن المنهج السلفي و ضوابطه في التفسير و لا رد لك فيها وجيه أو لأحد من الإخوة.
و الغيرة على دين الله و كتابه و سنة رسوله أولى و أحق و آكد من الغيرة على آراء البشر التي تصيب و تخطئ.

و ردا على النقطة التي أثرتها حول إسلام من يسلم بناء على حقيقة الإعجاز العلمي و التي تندرج تحتها – كما نتفق - آيات بينات عظام، أقول لك :
أولا : الحمد لله أن الذين لا ينضبطون بضوابط أهل السنة في التفسير العلمي أمثال الكيالي قليلون و نحن هنا و كذا غيرنا من الصادقين لبيان الحق و أيضا للتصدي لهؤلاء حفظا بإذن الله لقواعد هذا الدين المتين حتى يدخل الناس من بابه و من طريقه المستقيم و لا تضل بهم السبل، و هناك فعلا من ضل بتفسير علمي لا محل له لا من الدين و لا من العلم، و هناك من الأئمة المضلين من أوقع الفرقة بجهله و هواه بين المسلمين في هذه المسائل و في غيرها كما هو الواقع الآن لدرجة رد النصوص و ضربها ببعضها، و قد أتيناك بشواهد على ذلك من جهالات الكيالي. فنحن نُحذّر من التسرع و من القول على الله بغير علم و تحريف الكلم عن مواضعه حتى لا يضل الناس و ليكون إيمانهم بعلم و يقين و ليس حتى لا يهتدوا !
ثانيا : ليس كل من اعتنق الإسلام يكون اعتناقه بحق فهناك من يعتنق الإسلام على يد شيعي فهل هذا يعني صحة المذهب الشيعي .. و نحن يا كريم لا نكفر الناس عبثا .. التكفير بضوابطه أيضا، و هنا القاعدة الشرعية عندنا : أن كل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله مسلم و لو قالها و أسلم على يد كافر إلا أن يصدر عنه ما ينقضها.

و الحمد لله رب العلمين

أبو عمر النفيس
03-29-2016, 06:37 AM
و في كل الأحوال فالقمر يقع في مطلق السموات السبع المتطابقة و الشاملة بعضها البعض،.


يبدو أن النتيجة النهائية التي تريد أن نصل إليها من الموضوع هي : ' السماوات السبع الواردة في القرآن لا علاقة لها بالعلم لا من قريب و لا من بعيد ، و لا يمكن اثبات وجودها بالعلم ؛ فهي مجرد عقيدة اسلامية غيبية تطابق عقيدتهم بأن عدد أبواب النار يوم القيامة سبعة أبواب. ' !!!!!

ابن سلامة القادري
03-29-2016, 09:33 AM
أين قال العلم إنه اكتشف سبع سموات ؟؟ !!!
من تفاهة الملحدين و العدنانيين و أمثالهم أنهم على ثقة زائدة بما وصل إليه العلم، و ترتب على ذلك تعجيز أولئك للقرآن المعجز و تعجيز هؤلاء للمفسرين الذين هم أحسن الناس فهما للقرآن و أوعاهم لعلوم اللغة و تفاصيل النصوص الشرعية فلوَوا أعناق النصوص ليّا لتتوافق مع نظريات بالكاد خرجت إلى الوجود و تحاول إثبات نفسها و لمّا ...

و إنما أتي هؤلاء و أولئك من غلوهم في العلم البشري فادعوا أنه أحاط بخلق السموات و خلق آدم و الكائنات و جعلوه حكما على العلم الإلهي الواسع المطلق الذي لا يحيط بنوا آدم بشيء منه إلا بإذن الله. و قد تحداهم الله تعالى قبل 1400 عام و لا يزال التحدي قائما :
"مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السماوات والأرض وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ المضلين عَضُداً"(الكهف:51)]

صغار عقول يظنون أنهم في خمسين سنة احتووا علوم الكون و لم يصلوا حتى إلى أطرافه و بالمسبار ليس إلا. و ذكرني هذا بيأجوج و مأجوج عندما يرمون سهامهم إلى السماء فترجع عليها كهيئة الدم فتنة لهم فيقولون : قهرنا أهل الأرض و علونا أهل السماء !!

و بالنسبة لأهل التفسير حتى لا يظل بعضكم على اغتراره – في هذا الموضوع بالذات – و يعلم أنهم كانوا مدركين لما يقولون و أنهم كانوا ذوي سعة في فهم القرآن، نذكّر بأنهم حين فسّروا قول الله تعالى : (ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين) لم يقل أحد منهم إن الكواكب يُرجم بها، بل قالوا كلمة واحدة و هي أن هذه المصابيح التي هي زينة للسماء لا تزول ولا يرجم بها إنما ينفصل منها شيء يرجم به ، من غير أن ينقص ضوءها ولا صورتها .

و اختم هنا بكلام نفيس للشيخ الشعراوي رحمه الله اجعلوه حلقة في آذانكم :
قال رحمه الله تعالى في تفسيره للآية 29 من سورة البقرة، قوله تعالى : ''هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ'' :
ما يأتينا عن غير الله سبحانه وتعالى فهو ضلال وزيف. ونحن الآن نجد بحوثا كثيرة عن كيفية السموات والأرض وخلق الإنسان. وكلها لن تصل إلى حقيقة. بل ستظل نظريات بلا دليل. ولذلك قال الله سبحانه وتعالى "وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ المضلين عَضُداً" أي أن هناك من سيأتي ويضل. ويقول هكذا تم خلق السموات والأرض، وهكذا خلق الإنسان. هؤلاء المضلون الذين جاءوا بأشياء هي من علم الله وحده. جاءوا تثبيتا لمنهج الإيمان. فلو لم يأت هؤلاء المضلون، ولو لم يقولوا خلقت الأرض بطريقة كذا والسماء بطريقة كذا . لقلنا أن الله تعالى قد أخبرنا في كتابه العزيز أن هناك من سيأتي ويضل في خلق الكون وخلق الإنسان ولكن كونهم أتوا . فهذا دليل على صدق القرآن الذي أنبأنا بمجيئهم قبل أن يأتوا بقرون .
والاستفادة من الشيء لا تقتضي معرفة أسراره . . فنحن مثلا نستخدم الكهرباء مع أننا لا نعرف ما هي؟ وكذلك نعيش على الأرض ونستفيد بكل ظواهرها وكل ما سخره الله لنا. وعدم علمنا بسر الخلق والإيجاد لا يحرمنا هذه الفائدة. فهو علم لا ينفع وجهل لا يضر.انتهى

أبو عمر النفيس
03-29-2016, 10:13 AM
لا حول و لا قوة إلا بالله !
القارئ الكريم يريد في نهاية المطاف خلاصة واضحة محددة من الحوار ، و ليس مجلة و كلام مبهم !
أي قارئ للموضوع سيسأل قائلا : هل السماوات السبع الواردة في القرآن لها علاقة بالعلم ، بحيث يمكن للعلم إثبات صحة المعلومة ؟

ج1 : لا ، السماوات السبع مجرد قضية غيبية لا علاقة لها بالعلم و لا يمكن للعلم اثبات وجودها. ونحن نؤمن بها كما نؤمن بأن عدد أبواب النار سبعة !

ج2 : نعم ، السماوات السبع قضية علمية و يمكن للعلم اثبات صحتها كما أثبت صحة قضية مراحل الجنين و غيرها من القضايا !

فمثل هذه الأسئلة تريد إجابات واضحة مباشرة !
فعلى أصحاب الجواب الأول أن لا يلتصقوا بالنظريات العلمية كنظرية الانفجار العظيم و غيرها من النظريات ، و لا يربطوا بين المفردات العربية التي كانت تستخدم وقتها لمعنى خاص ، و بين المفردات العلمية التي تستخدم الآن لمعنى آخر. مثل كلمة " السماء " ، " رتق " ، " فتق " ، " ذرة " ، " مضغة " و غيرها من الكلمات !
و على أصحاب الجواب الثاني أن يحددوا الخط الفاصل الواضح بين عالم الغيب و عالم العلم ، و إلا وجب عليهم اثبات وجود الملائكة و الجن و الحياة بعد الموت و الجنة و النار بأدلة علمية.

فاعلم يا عزيزي ابن سلامة أنني حين أعالج قضية ما ، لا أسعى للانتصار لمذهب ما أو رأي عالم ما أو تعصب لجهة ما كما يفعل البعض ، و إنما أسعى للحق و الحقيقة فقط لا شيء سواها !
لذلك تجدني دائما أطرح الأراء المختلفة مبينا مالها و ما عليها...

ابن سلامة القادري
03-29-2016, 10:35 AM
ولماذ الحوقلة يا أخي ما دمت أجبت نفسك بنفسك : على أصحاب الجواب الثاني أن يحددوا الخط الفاصل الواضح بين عالم الغيب و عالم العلم ، و إلا وجب عليهم اثبات وجود الملائكة و الجن و الحياة بعد الموت و الجنة و النار بأدلة علمية.
و خلق السموات أعظم من ذلك لأنها تسع هذه العوالم جميعا ، تسع الملائكة على ضخامتها و تسع الجنة و النار بأبعادهما ، فكيف يقال إن بعض التفاسير تحتمل أن السموات السبع هي غير السموات العلى و بلا مخصص يُذكر، فلا قياس مع وجود الفارق كما في الصورة، و التفسيران الآخران و المحدثان بخلاف المتفق عليه و هما الوحيدان على ساحة الإحداث تقريبا و لا يقول بهما أحد من أهل الإعجاز العلمي المعتد بهم، أن الغلاف الجوي هو السماء الدنيا أو هو السموات السبع هو خروج عن منطق القرآن و العلم معا، بالنظر إلى تفاصيل الآيات التي تحدثت عن خلق الأرض و السموات، و لا يمكنك القول بأحد هذين التفسيرين إلا إذا تجاهلت عموم النصوص و معطيات العلم الدقيقة و التفصيلية.

فكل ما نريده هو أن تكونوا واقعيين منطقيين صادقين و أن لا تضربوا النصوص ببعضها ، و أن تنزلوا عند قول الله تعالى : "مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السماوات والأرض وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ المضلين عَضُداً"(الكهف:51) و عند فهم المفسرين جميعا أن السماء الدنيا هي سماء القمر و الكواكب و النجوم و ليس سماء أسفل منها بفارق مهول لا يقتضيه سياق الآيات و لا الأحاديث الصحيحة التي تخبر عن عظمة خلق السموات !

و قبل هذا و ذاك يجب أن لا نُخضع تفسير القرآن و علمه الإلهي المطلق الذي لا يعلم تأويله إلا الله إلى نظريات المضلين التي لم تثبت و لا إلى علم بشري لم يحط بالفضاء الكوني و لم يدرك نهاياته و لا بداياته حتى يقال إن وجه التفسير كذا على وجه اليقين، فهذا من القول على الله بغير علم و قفو ما ليس لنا به علم و من الغلو و الثقة الزائدة في النظريات التي يضرب بعضها بعضا. و الله المستعان