المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صناعة أدم عليه السلام(8) (صنع الله الذي اتقن كل شئ)



عبدالحي الاحمدي
03-25-2016, 12:52 AM
ادم عليه السلام يعلم ان له عمرا محددا وانه سيموت ،
لذا طلب الخلود.(أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ),وكل المحيطين به من الملائكة اعمارهم خالدة الى يوم القيامة حتى ابليس منظر وقت طويل (من المنظرين). فهو (وزوجه) المخلوق الوحيد الذي عمره محدد ويموت .فهذه الصفة تنقصة وتعزله عمن حوله .
ولم يصبر (ولم نجد له عزما): حتى يموت ثم يبعث ويكون خالدا. بل استعجل
(وكان الإنسان عجولا ): بطلب الخلود!!!
**(وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىَ آدَمَ مِن قَبْلُ) :العهد هو: (فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فتشقى) فماذا كان من ادم!! (فنسي).
** لم ينس ادم ان الشجرة محرمة عليه
اذ قال ابليس :(مانهاكما ربكما)
***
اللحظة الحاسمة وفتنة التلقي!! :

محيط ادم كلهم من الخالدين او المنظرين فحرك هذا غريزة ادم برغبة الخلود والبحث عنه :(هل أدلك)!!!


اعد ابليس خطة محكمة!! واستعد ليلعب دور الصديق (ياادم) والخبير (ادلك) والطبيب (شجرة الخلد) والفقيه (مانهاكما) والواعظ (من الناصحين)
وشاهد الزور (وقاسمهما)
كل هذا ادخل ادم في دوًّامه!!


وفي يوم الجمعة حدث العدوان الاثيم
والفاجعة العظمى!!!
اذ ادرك ابليس ان لدى ادم غريزة حب البقاء والملك وانها تشغل ادم وتحثه على البحث عن ارواء هذه الرغبة وتحقيق هذا المطلب . فكان هذا مدخلا غريزيا تواصل معه ابليس باحتراف ماكر
فناداه باسمه (ياادم):كنوع من المباسطه والمؤانسه وازالة الحواجز وكأن ادم استمع اليه واقبل عليه منصتا (ناسيا تحذير ربه): فدغدع عواطفه ولعب بمشاعره مدعيا انه يدله على مايسكن به غريزته (هل أدلك على)
ولم يقل (الى) بل قال (على) ليدعم قوله بعلو شان مايدله عليه.
ثم سمى له مانها الله عنه ب(شجرة الخلد)
تزيينا وتلفيقا ملامسا لجرح يعاني منه ادم ولا ينفك عنه ولا يجد له حلا او صبرا (ولم نجد له عزما)
فكان كالغريق الذي ينشد الحياة ونسي عداوة اللعين .فدخلت كلمة ابليس في نفسه وتمكنت منه مسببة له (وسوسة) وعراك نفسي بين رغبة الخلود وحرمةالدواء ، هنا تدخل اللعين بمكر بالغ مدعيا ان ادم مافهم نهي ربه،
موجها ذهن ادم الى فهم حرمة الشجرة فقط دون انها مزيفه! فيبقى في ذهنه انها شجرة الخلد!!! فأدخله في مقصد النهي وعلته ، وان المقصود ليس الشجرة وانما نهاك لكي لاتنزل عن مرتبتك فتكون خالدا من الملائكة او ترتفع فتكون من الخالدين لعلمه (ان رغبة الخلود متمكنة منه وانه لامانع عنده ان ينزل قليلا مقابل الخلود)، وكأن الامر مجرد تحذير :(لا تقربا)، فشتت له النهي وفرغه وحوره الى النهي عن الخلود فازداد وهم ادم (بغرور) ان الشجرة هي الخلود ودعم ابليس كلامه بان لامصلحة له في كل هذا وانه مجرد النصح !!!
(من الناصحين)!! ثم ختم كل ذلك بالأيمان (وقاسمهما): لعلمه بتعظيم ادم لربه وان المؤمن يُخدع بالله . كل هذا وادم مستمع متلقي !!
فانجر ادم باستسلام بالغ منغرا ونازلا من مكانه خطوة، خطوة، كما ينزل الدلو في البئر :(فدلاهما بغرور)!!!!!
لاحول ولا قوة الا بالله 