المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقوال كفر يتشدق بها مهاويس



حاتم ناصر الشرباتي
07-26-2006, 07:21 PM
أقوال كفر يتشدق بها مهاويس
حاتم ناصر الشرباتي

في أحد المنتديات العربية ومن جرى البحث في ( الضفدع الكندي ) الذي يتجمد في حالة الصقيع ويعود لحاله عندما ينتهي الصقيع، بعضهم قال بأنّ الله تعالى قد خلقه على تلك الصورة، والبعض الآخر أدعى أنّ الله خلقه على نفس الحال التي خلق عليها بقية الضفادع، ولمقاومة أفاعيل الطبيعة فقد قام الضفدع باستحداث آلية خاصة لنفسه لم تكن له في الخلق الأول، مستندين بذلك لقواعد ( الاختيار الطبيعي ) و ( البقاء للأصلح )، فكان جواب الأستاذ أبومالك وهو أحد المتحاورين أن وصفها بالمزبلة والبؤس، فانبرى له كاتب مسلم يزعم أنّه من الموحدين المؤمنين قائلاً:



( أستاذي أبو مالك، هم يتكلموا عن نظرية الاختيار الطبيعي لتفسير هذه الظاهرة، ولا أدري لماذا وصفتها بالمزبلة، إلا إذا كنت مختصاً في علم الأحياء وعندك نظرية أخرى فالاختيار الطبيعي ظاهرة محسوسة وموثقة في علم الأحياء،واستخدامها لتفسير ظاهرة ملفتة للنظر كهذه أمر مقبول ومعقول ولا يتعارض مع التفكير العقلي السليم ولا علاقة له بوجود الخالق.

فها أنا أؤمن بوجود الخالق ولكن لا أعلم كيف صار للضفدع هذه الخواص. هل خلق على هذه الشاكلة منذ خلق الله الخلائق؟

لا أعتقد ذلك، حيث أن الأرض مرت بعصور مختلفة، عصور حارة وعصور باردة وعصور ارتفع فيها نسبة غاز كذا وعصور ارتفع فيها غيرها فلا يعقل أن الضفدع الكندي هذا خلق على هذا الشكل منذ ملايين السنين.

لا يوجد على هذا الزعم دليل عقلي أو علمي. وأفضل ما توصل إليه البحث العلمي هو فكرة الاختيار الطبيعي أو البقاء للأصلح. وهي ظاهرة محسوسة مشاهدة، لا ترد بكلمة عن البؤس أو عن السبب والشرط.

لا أفهم لماذا الاستهزاء والتهجم على فكرة من شأنها الارتقاء بمستوى حياة البشرية

من الطبيعي والممدوح أن يفكر العالم عندما يقف عند أي ظاهرة أو اكتشاف، كيف يمكن أن تستفيد البشرية من هذا؟
ومن الطبيعي والممدوح أن يقال كيف نستفيد من هذه الخاصية للحفاظ على أعضاء البشر في الطب من ناحية ومن ناحية أخرى يريدون بحث أساليب للحفاظ على حياة الإنسان في ظروف أو أزمان لا يتوفر فيها علاج لمرض معين أو أثناء الرحلات الفضائية البعيدة والتي قد تستغرق قترات أطول من عمل الإنسان.

لا أفهم كيف ولماذا وصفت هذا بالبؤس.

صحيح أن الحضارة الغربية أفسدت العلم والمعرفة وولكن المثال هذا غير موفق في بيان ذلك والله أعلم، لعدم ارتباطه بوجهة النظر في الحياة ارتباطاً مباشراً.

وبارك الله بك )


وعند التمعن في منطوق ومفهوم تلك المداخلة من الطبيعي أن تدركوا أنّ كاتبها يأكد تصديق نظرية داروين ويدعوا لها. وكاتب المداخلة حين يقول: ( فالاختيار الطبيعي ظاهرة محسوسة وموثقة في علم الأحياء،واستخدامها لتفسير ظاهرة ملفتة للنظر كهذه أمر مقبول ومعقول ولا يتعارض مع التفكير العقلي السليم ولا علاقة له بوجود الخالق) والاختيار الطبيعي هو القاعدة التي ابتدعها واستند اليها داروين وكل علماء التطور في انكار الخلق وفي انكار الله تعالى وفي مقولة تطور الأجناس من وحيد الخلية بتسلسل حتى يصل للقرد ومن ثم الآنسان.

والأنكى من ذلك اصراره العجيب والذي لم أتوقعه من مسلم يوحد الله حين يقول: ( فلا يعقل أن الضفدع الكندي هذا خلق على هذا الشكل منذ ملايين السنين ، لا يوجد على هذا الزعم دليل عقلي أو علمي ) وهذا القول هو تكذيب لأعتقاد المسلمين ، ودعوة لترك عقائدنا واعتبار ذلك ( زعم ) وأقل ما أصف هذا القول بأنه تكذيب لما تعلمناه من أمور ديننا. فهل نترك عقيدتنا لكي نذهب مع الكاتب في اعتبار العقل والعلم حكماً على العقيدة ودين الله ؟ ويتحدى كاتب المقال المسلمين الموحدون في عقيدتهم حيث يقول: ( وأفضل ما توصل إليه البحث العلمي هو فكرة الاختيار الطبيعي أو البقاء للأصلح ) وكأن الكاتب وكل من قرأ المقال لم يفطن لأن في تلك المقولة اقرار بصحة نظريات التطور الكافرة وبالتلي رفض لما يقوله ديننا أن الكائنات وجدت بطريق الخلق المباشر بهيئاتها وأوصافها الموجودة الآن لم تتغير ولم تتبدل ولم تتطور من حال لحال كما يقود بذلك المقال.

ونص آخر أرى فيه جرأة على دين الله تعالى حيث يقول : ( لا أعتقد ذلك، حيث أن الأرض مرت بعصور مختلفة، عصور حارة وعصور باردة وعصور ارتفع فيها نسبة غاز كذا وعصور ارتفع فيها غيره ) والعصور التاريخية التي يعتبرها صاحب المقال مسلمات يجب أن لا نناقشها، هي من أكاذيب ومفتريات علماء التطور كذبها ونقضها جمع من العلماء علاوة على تعارضها مع ما آمنا به مما أخبرنا به ديننا الحنيف.

إنّ مزاعم الماديين في نظرياتهم المؤدية لإنكار الخلق والخالق قد استندت في قواعدها الأساسية على قواعد تبنوها فكانت حجر الأساس لنظرياتهم الكافرة ، وما أحسب من يتبناها من أبناء المسلمين ويروج لها إلا أنّهم مهاويس قد يخرجهم اصرارهم عليها للخروج من ملة الاسلام فليحذروا غضب الله وليحذروا الوقوع في الكفر.

﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ.﴾ النور 63

وللبحث بقية نتناول الموضوع على حلقات بحول الله

حاتم ناصر الشرباتي
07-26-2006, 07:25 PM
هربرت سبنسر هو مبتدع مقولة " البقاء للأصلح "

هربرت سبنسر فيلسوف بريطاني ( 27 ابريل 1820 - 8 ديسمبر 1903 ).في كتابه السياسي " الرجل ضد الدولة"قدم رؤية فلسفية متطرفة في ليبراليتها. كان سبنسر ، و ليس داروين ، هو الذي اوجد مصطلح "البقاء للأصلح ". رغم ان القول ينسب عادة لداروين. و قد ساهم سبنسر في ترسيخ مفهوم الارتقاء، و اعطى له ابعادا اجتماعيا ، فيما عرف لاحقا ب الدارونية الاجتماعية .و هكذا يعد سبنسر واحدا من مؤسسي علم الاجتماع الحديث. ولد سبنسر في ديربي ، و تلقى معظم تعليمه في المنزل ، عمل كمهندس مدني ، لكن كتاباته المبكرة 1848 شهدت اهتماما بألامور الاقتصادية. حيث عمل كمحرر في جريدة الايكونومست "الاقتصادي".و التي كانت ، كما هي الان ، جريدة اقتصادية مؤثرة و مهمة. عام 1851 انضم الى مجموعة جون تشابمان ،التي كانت ترعى الفكر الحر و الاصلاح ،و بالذات تروج لفكرة التطور و الارتقاء .

طلب تشابمان من سبنسر ان يبحث نظرية توماس مالتوس و يعرضها في العدد الاول من مجلة اشرف على اصداراها ،و رأى سبنسر في نظرية مالتوس قانونا عاما يصلح للبشر كما للحيوانات ،حيث تعمل الحروب و الكوارث و الاوبئة على تصحيح الزيادة السكانية . من هذه اللحظة فصاعدا اعتبر سبنسر كاتبا مهما ، و وجد تعبير" البقاء للأصلح " رواجا كبيرا ،و توالت كتبه التي شملت مواضيع مختلفة ، و كانت ترى مسألة التطور و الارتقاء في شتى الجوانب الاجتماعية.حيث لا مكان للضعيف في سباق الاقوياء.شكلت الدراوينية الاجتماعية في تلك الفترة بمثابة كفارة لضمير الانسانية المتعب : حيث قدمت على انها قانون الطبيعة الذي لا حياد عنه. كان سبنسر يمتلك علاقات وثيقة مع كبار الرأسماليين في عصره ، الذين تلقفوا افكاره و رحبوا بها، و كان سبنسر قد اخبر كارينجي ، واحد من اهم راسماليي عصره : ان صعود شخص مثله ، لم يكن نتيجة حتمية فحسب ، بل كان حقيقة علمية. كان سبنسر معجبا جدا بداروين ، و من اجله فقط ، حنث بيمينه بعدم دخول اي كنيسة ، حيث حضر القداس على روحه في كنيسة وستمنستر !.
تمّ الاسترجاع من "
http://ar.wikipedia.org/wiki"
تصنيفات الصفحة: فلاسفة بريطانيون
من ويكيبيديا, الموسوعة الحره
اذهب إلى: تصفح, بحث

هذا هو منشأ مقولة ( البقاء للأصلح ) التي ابتدعتها عقول شيطانية لتركز مبدأ صراع البقاء والانتخاب الطبيعي لتدمجهما في بوتقة واحدة تركز مبدأ بقاء الأصلح، مما يعني بالنهاية وصولهم لأن الكائنات طورت نفسها بنفسها، وأن لا خالق وراء وجود الموجودات، وتلك المقولة التي ابتدعها هيربرت سبنسر ليتلقفها شارلس داروين ولامارك وغيرهم من أساطين الكفر والالحاد ليبنو عليها نظريات هشة هزيلة تعارض ايمان المؤمنين، وللحقيقة أن العقول البشرية التي فكرت بعمق قد رفضت تلك المقولات والنظريات وأرسلتها لمزابل الفكر وحاويات النفايات، فلم تصمد أمام ايمان الموحدين، ولم يبقى يتشدق بها ويستشهد بعقمها الا نفر من السذج أصحاب التفكير العقيم من الكفرة والمشركين والسذج والبلهاء،

وسنقوم لاحقاً وعلى حلقات بنقض تلك المقولة العرجاء الكافرة، وبيان ضلالها وضلال كل من كل من حملها واعتقدها ودعا لها، .

يتبع بحول الله >>>>>>>>>>>>>>>>>

طالب عوض الله
07-27-2006, 12:30 PM
أقوال كفر يتشدق بها مهاويس

وما أحسب من يتبناها من أبناء المسلمين ويروج لها إلا أنّهم مهاويس قد يخرجهم اصرارهم عليها للخروج من ملة الاسلام فليحذروا غضب الله وليحذروا الوقوع في الكفر.

فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ.

حاتم ناصر الشرباتي
08-08-2006, 01:13 PM
بقاء الأصلح والانتخاب الطبيعي
مقولات الحادية كافرة
وأصل كل المذاهب التطورية الكافرة

إنّ أشهر من إقترن اسمه بفكرة التطور العضوي هو " تشـارلس داروين Charles Darwin " إلا أنه وكما أسلفنا في الفصل السابق لم يكن أول من ابتدع الفكرة، بل لقد سبقه إلى ذلك كثير من علماء الإغريق الأقدمين، مثل " أناكسيماندر Anaximander " و "أمـبيدوكلـس Ampedocles " و "أرسطو Aristole ". كما أن النظريات التطورية الحديثة تختلف إحداها عن الأخرى في المضمون وأحياناً تتضارب، وأشهر المذاهب التطورية هي :

"1" نظرية "لامارك" في الاستعمال وعدم الاستعمال :

لقد وضع هذه النظرية العالم الفرنسـي " لامارك Lamark " وافترض فيها تعرض البيئة للتغيير، وأن الاسـتعمال أو عدم الاسـتعمال قد تُبَدِل من صفات الأفراد، وافترض فيها أن الصفات التي يكتسـبها الفرد أثناء حياته تنتقل إلى ذريته بالوراثـة Heredity، وقد ضرب لذلك مثلاً عنق الزرافة، فهذا العنق وصل إلى درجة غير عادية من الطول، وَفُسِّرَ ذلك بأنّ الزرافة تمد عنقها لتصل إلى أوراق الشّجر العالية، ومن ثمّ زاد العنق تدريجياً في الطول، وازداد بتوالي الأجيال حتى وصل إلى ما وصل إليه الآن، ومن ناحية أخرى ضمرت أجنحة بعض الطيور نتيجة عدم استعمالها في الطيران.

من المعلوم أن النظرية اللاماركية في توارث الصفات المكتسبة قد جوبهت بالرّفض من علماء الأحياء لافتقارها إلى البرهان والأدلة، وقد سدَّد "وايزمان Weismann " ضربة إلى هذا المذهب بنظريته حول الخلايا الجرثومية.


"2" نظرية داروين في الانتخاب الطبيعي :

وسنسهب في استعراض وشرح تلك النظرية قدر الإمكان في الفصل التالي، ومذهب داروين يعتمد ويرتكز على المشاهدات التالية:

01 التناحر بين المخلوقات على البقاء . Struggle for existence
02 البقاء للأصلح . Survival for the fittest
03 الوراثة وتأثيرها . Heredity
04 الانتخاب الطبيعي . Natural Selection
05 التجاوب أو الملائمة مع البيئة أو عدم الملائمة. Environmental
06 أصل الأنواع . The Origin of Species

هذا ولم يَدَّعِِِ داروين أن يكون شـرحه لقواعد نظريته التي نتجت عن تلك المشاهد ذات نهائية، إنما لمس منذ البداية ضعف وهزال الأدلة التي قَدَّمَها، وقد تنبأ أنّ كثيراً مما كتب قد يثبت أنه هراء، ولكنه يرجو أن يظلّ الهيكل ثابتاً. وهذا ما حدث بالفعل إذ أنّ "يوهانسنJohannsen" (1855-1927) قد سَدَّدَ ضربة إلى البند الخامس من المشاهدات التي اعتمدها داروين، حيث أثبت أن الملائمة للبيئة أو عدمها ليستا مما يُوَرِث التطور العضوي، كما سَدَّدَ العالم الهولندي "هيجو دي فريز Hugo de Vries " (1848-1935) ضربة إلى المشاهدات الرئيسية التي اعتمدها داروين وهي "الانتخاب الطبيعي" في إثبات نشوء النّوع وارتقائه، وعزا ذلك إلى "الطفرةmutation " أو التنوع غير المستمر.

والاختيار ( الانتخاب ) الطبيعي هو القاعدة التي ابتدعها واستند اليها داروين وكل علماء التطور في انكار الخلق وفي انكار الله تعالى وفي مقولة تطور الأجناس من وحيد الخلية بتسلسل حتى يصل للقرد ومن ثم الآنسان. والانتخاب الطبيعي هو صنو وقرين قاعدة ( التجاوب مع البيئة أو التبايؤ ) التي هي من الأصول الثابتة للمذهب الدارويني، وقاعدة البقاء للأصلح هي القاعدة الاساسية التي بني عليها كافة النظريات الكافرة بصورة أو أخرى.

وسنتناول أن شاء الله تلك القواعد ونقضها وبيان مخالفتها لمبدأ التوحيد لا حقاً في مقتطفات من كتاب :
( موسوعة الخلق والنشوء )
حاتم الشرباتي
ومصادر أخرى.

يتبع أن شاء الله >>>>>>>>>>>>>>>>>

حاتم ناصر الشرباتي
08-12-2006, 10:24 AM
الانتخاب الطبيعي


الانتخاب الطبيعي هو إحدى نقاط الاستناد التي يستند إليها التطوريون. والانتخاب الطبيعي يعني أن الأحياء التي لا تستطيع مقاومة المصائب الطبيعية المختلفة وكوارثها كالسيول والزلازل تنقرض وتزول من مسرح الحياة، ولا يبقى هناك إلا الأحياء القوية المقاومة للظروف الطبيعية المختلفة.

أنا لا أدري أولاً علاقة هذا الأمر بالتطور، ولا أدري بأي نسبة يمكن أن يكون مرتبطاً به. لأنه لا يوجد أي دليل أو أمارة بأن أي نوع من أنواع الأحياء التي بقيت بعد الكوارث قد غير نوعه. ومع أنه يشار إلى أن أنواعاً معينة من الأحياء قد انقرضت، إلا أن متحجرات هذه الحيوانات المنقرضة لم تظهر للوجود كأنواع جديدة، كما أن الأحياء القوية التي بقيت سالمة بعد الكوارث لم تطفر إلى أنواع أعلى. ثم إنه يوجد داخل كل نوع من الأنواع على الدوام أفراد أقوياء وأفراد ضعفاء، وهما يعيشان معاً جنب لجنب. ولله سبحانه وتعالى حكم عديدة ومدهشة ضمن القوانين التي أودعها في حياة الحيوانات عندما جعل بعض الحيوانات ضعيفة، والأخرى قوية في النوع الواحد أو في القطيع الواحد.

إن تغذي بعض الأنواع باللحم يؤدي إلى تشكل سلسلة من الغذاء في الطبيعة، وبهذه الواسطة يستمر التوازن البيئي في الطبيعة بكل كماله. ولو لم يحدث هذا، أي لو لم يكن هناك في قطيع الغزال أي غزال يستطيع الأسد أو النمر صيده، أو لو كان جميع أفراد نوع ما قوياً، لكانت النتيجة أن يموت كل أنواع الحيوانات المفترسة التي تتغذى على اللحم، ولتكاثرت الحيوانات الأخرى على حسابها، ولفسد التوازن البيئي من أساسه. لذا فإن مشاهدة مثل هذه الحادثة وكون الحيوانات الضعيفة طعماً لأحياء أخرى هو من أجل بقاء هذه الأحياء.

ويجب هنا التنبيه على ما يأتي: عندما يُقضى على الأفراد الضعفاء في جيل من الأحياء فلا يعني هذا أن الأجيال القادمة ستكون قوية، ففي كل جيل يوجد الضعفاء جنباً إلى جنب مع الأقوياء. وعندما يكون الضعفاء والمتقدمون في السن والذين لا يتكيفون مع القطيع طعماً للحيوانات المفترسة فإن حياة القطيع تستمر.

انطلاقاً من هذا يقترف التطوريون والذين يؤلهون الطبيعة جناية كبرى عندما يأخذون مثالاً واحداً أو حادثة واحدة ويجعلونها شاملة لجميع حياة الأحياء فيصورون الحياة وكأنها عبارة عن صراع وعراك. فهم يعدون أن الغاية الوحيدة من الحياة هي محاولة الأحياء الاستمرار في الحياة، والحصول على الغذاء من أجل تحقيق هذه الغاية. وعندما يقوم التطوريون والماديون وعبّاد الطبيعة بتقييم حياة الإنسان أيضاً على نفس النحو فهم يقدمون ذريعة للأقوياء للبقاء على حساب الضعفاء، ويرون في هذا حقاً طبيعياً لهم، كما يقدمون الحياة وكأن الغاية الأساسية منها هي الأكل والشرب والتناسل. وهذا يؤدي إلى قطع التعاون بين الناس وبين الأمم والشعوب، ويجعل استغلال الإنسان شيئاً مشروعاً ولا غبار عليه، فينـزعون عن الإنسان جميع قيمه السامية، وينـزل به إلى درك الحيوان بل أسفل منه وأضل.

بينما الصراع شيء ثانوي في الحياة وفرعي. والأصل هو التعاون، فأعضاء جسم الكائن الحي في تعاون مستمر فيما بينها. وتتعاون الشمس بضيائها وحرارتها مع الهواء والماء والتربة لإنتاج الأثمار للإنسان أو للحيوان حسب أجناسها وأصنافها. أي أن عناصر الكون كلها تتعاون في إنبات النباتات على الرغم منها للحيوانات وللإنسان، وتسخر الحيوان من أجل الإنسان، كما يقوم الإنسان -إن كان على وعي بوظيفته في الأرض كخليفة- بنجدة النبات والحيوان، ويقدم جهوده من أجل الحفاظ عليهما.

وبينما يقوم الحيوان والنبات -ضمن جوقة التعاون الرائع الموجود في الكون- بالطاعة الجبرية للقوانين الإلهية الموضوعة (لأن هذه الطاعة جزء لا يتجزأ من فطرتهما) نرى أن الإنسان الذي جُهز وشُرّف بالإرادة يشترك في كادر وفي نظام هذا التعاون بإرادته. وانطلاقاً من هذا تقع عليه وظيفة القيام بتحويل هذه الأرض إلى ساحة للتعاون والأخوة، وليس إلى ساحة صراع وحرب. ولكن التطوريين يتناولون هذه المسألة بشكل معاكس، لذا لا يمكن القول أنهم لا يتحملون أي مسؤولية عن الانقلابات وعن الصراعات والحروب التي حدثت في العصرين الأخيرين التي كانت بمثابة كوارث دولية وفواجع عظيمة.

وينظر التطوريون إلى هذه الكوارث وإلى أمثالها من الاستعمار الدولي، وتجارة الرقيق والتمييز العنصري، وسيادة القوة على الحق وكأنها "المسيرة الطبيعية" للتاريخ. وبهذا يعطون الحق والشرعية لها بوجه من الوجوه. لذا نرى أن كارل ماركس مؤسس الشيوعية الذي وضع نظريته في التاريخ على هذا الأساس[1] يدين بالشيء الكثير لدارون.

لذا فليس من الغريب أن يكون الشيوعيون من أكثر الماديين ارتباطا بنظرية التطور ودفاعا عنها. لأن نظرية التطور من الأسس التي يستند إليها الإلحاد. وفي الحقيقة فإن جميع هذه العوامل هي الأسباب الكامنة وراء الإصرار للإبقاء على نظرية التطور واقفة على قدميها في دنيا العلم، حيث قلبت هذه النظرية إلى عقيدة وإلى أيدولوجية مقدسة. وكم هو غريب ومتناقض أن نرى هؤلاء وهم يزعمون أنهم أبطال الحرية والمدافعون عن حقوق الإنسان، وحقوق المضطهدين والمسحوقين.

وعلى الرغم من زعم التطوريين حول الانتخاب الطبيعي، فإن الكوارث الطبيعية التي لا قبل لأحد في مواجهتها كالسيول والزلازل وما يتبعها من خراب وانهدام لا تقضي على الأفراد الضعفاء من الأحياء فقط، بل تقضي حتى على أقوى الأقوياء منها. فمثلاً نرى أن موجة بحرية عاتية تضرب الآلاف من الأحياء الضعيفة منها والقوية بالصخور وتقضي عليها، أو تسحبها إلى البحر وتغرقها.

ثم إنه على الرغم من هذا الادعاء فإننا نرى في كل عهد من عهود التاريخ، وفي كل سنة وموسم ويوم أن أضعف الأحياء يعيش -ضمن القوانين الإلهية الموضوعة في الطبيعة- مع أقوى الأحياء جنباً إلى جنب. فنرى الحوت وهو يعيش مع أصغر الأسماك ومع سمك القرش، ونرى في الجو النسر مع اللقلق ومع العصفور والحمام، وفي البر نرى النمل والأرانب والأسود والفهود، والغزلان، والوشق تعيش معاً، حيث نرى أن التوازن البيئي والطبيعي مستمر بدرجة الكمال منذ ملايين السنين دون أن يصيبه أي خلل. بل إن الأغنام والحمام والغزلان وغيرها من الحيوانات الضعيفة غير آكلة اللحوم وغير المفترسة تتكاثر بصورة أقل من غيرها، وتضع مولوداً واحداً أو مولودين فقط في السنة، ومع ذلك نراها أكثر عدداً في كل مكان من الحيوانات المفترسة التي تتكاثر أكثر منها.

إذن فليست هناك عملية إبادة، بل هناك عملية خدمة الحياة، حيث أن الأحياء التي لا تعد ولا تحصى من النباتات والحيوانات التي لا تعقل ما تفعله، تقوم بحياتها ووجودها بتقديم خدمة جليلة، لتحقيق أهداف علوية، وهي بأعمالها هذه تسبح الله تعالى وتحمده. لذا فلا يمكن البحث عن الانتخاب الطبيعي بالمقياس الذي يدّعي التطوريون وجوده في الطبيعة، وليس هو بالقانون الطبيعي الذي لا يمكن رده أو الوقوف في وجهه في الحياة الاجتماعية للإنسان والأمم، ولا ظاهرة اجتماعية سائدة.

إن أعداد الأحياء الضعيفة بدءاً من الأحياء المجهرية إلى النمل والنحل، إلى غزلان الصحاري، إلى أسماك البحار أكثر من أعداد الأحياء القوية جداً أضعافاً مضاعفة. وإن استمرار انبثاق الحياة حتى في الأجواء القاتلة سواء عند الإنسان أو عند الحيوانات المفترسة، وكذلك قيام الحيوانات الضعيفة جداً والتي تمتلك أجساداً رقيقة وغير قوية بالحفاظ على أنفسها بطرقها الخاصة بها... كل هذا أدى إلى الحفاظ على التوازن البيئي من الأمس حتى اليوم. وكل هذه مسائل قررها العلم ولاحظها، وتعد ضربات قوية على رأس الانتخاب الطبيعي.

ثم إن علم المتحجرات (البالانتولوجيا) يقرر -بنقيض نظرية التطور- أن الأحياء البدائية كالأحياء وحيدة الخلية عاشت مع الأحياء المعقدة التركيب كالضفادع والزواحف والثدييات.

فمثلاً زعم التطوريون أن Neoplina عاش قبل 300-400 مليون سنة وأنه انقرض بسبب الانتخاب الطبيعي، وأن Coelacant عاش قبل سبعين مليون سنة ثم انقرض، وأن Crinoid عاش قبل 565 مليون سنة ثم انقرض، وأن Limulus عاش قبل 225 مليون سنة ثم انقرض، وأن Gunt Flint عاش قبل مليوني سنة ثم انقرض. ومن الممكن طبعاً عدّ المئات من هذه الأحياء التي زعم التطوريون أنها انقرضت قبل ملايين السنين. ولكن تبين أنها جميعا تعيش حالياً وأنها تشبه أجدادها تمام الشبه دون أي تغيير. لذا فهي شواهد على أن نظرية التطور لا تملك أي مصداقية لا في الأرض ولا في السماء.

والخلاصة أن الانتخاب الطبيعي -مثله في ذلك مثل ظاهرة التكيف- الذي كثيراً ما يُستند إليه من قبل التطوريين ليس إلا فرضية ضعيفة، وواهنة، ولا أساس لها من الصحة. فالمشاهدات العلمية لا ترينا -كما يظن الفكر التطوري- قيام البيئة أو الظروف المناخية برمي الأحياء الضعيفة خارج النوع، ولا قيام الأحياء القوية بامتلاك حق الحياة وإبادة الضعفاء. لذا فالأصوات المنعكسة في سماء الوجود ليست عبارة عن جلجلة أصوات الأقوياء، وأنين أصوات الضعفاء وهي تموت. ومع أننا يمكن العثور على أمثلة من هذا الأمر في التاريخ الإنساني من حين لآخر، إلا أنه عندما يسود الحق نرى ظواهر الرحمة والشفقة من الأغنياء نحو الفقراء والضعفاء، ونرى الشكر من الفقراء للأغنياء. هكذا كان ديدن التاريخ حتى يومنا الحالي.



---------------------------------------------------------


[1]. كما هو معلوم فإن النظرية الماركسية للتاريخ تقوم على صراع الطبقات، وهو ما يقابل الصراع من أجل البقاء في نظرية التطور. (المتر جم)

منقول : موقع محمد فتح الله كولن
http://ar.fgulen.com/a.page/evolution/a268.html

حاتم ناصر الشرباتي
08-21-2006, 10:56 AM
الانتخاب الطبيعي
وعوامل التغيير


الانتخاب الطبيعي هو العملية التي تمكِّن بعض الكائنات أو الأفراد من الحياة والتكاثر، في حين لا يتمكن غيرها من البقاء. وتلك الكائنات التي تتكاثر تنقل خصائصها الوراثية إلى أبنائها. والانتخاب الطبيعي هو القوة الدافعـة للتكاثر. فعلى سبيـل المثـال، ثمة أفراد معيَّنين في العشيرة قد يحوزون خاصية وراثية تمكِّنهم من مقاومة مرض محلّي. ونتيجة لهذا، يكون هؤلاء الأفراد أحرى بالعيش حياة أطول وبإنجاب أبناء أكثر عددًا من سواهم من أعضاء العشيرة. هذا فضلاً عن أن أبناءهم الذين يرثون عنهم تلك الخاصية الملائمة سوف يميلون هم أيضًا إلى أن تمتد حياتهم وينجبوا حفدة أكثر عددًا. وعلى مر الزمن سوف يميل الأفراد الحائزون لهذه الخاصية المواتية لأن يتفوقوا عددًا على الأفراد غير الحائزين لها، وهكذا تتغير تكرارات المورثات في تلك الجماعة.

ونتيجة للانتخاب الطبيعي تميل عشيرة تعيش في منطقة ما، أجيالاً كثيرة إلى إظهار خصائص وراثية مميزة أو زُمَرًا من تلك الخصائص. وقد أظهر العلماء أن الاختلافات في لون البشرة، وبنية الجسم، وخصائص جسمانية كثيرة غيرهما تمثل تكيفات لعوامل بيئية مختلفة. انظر: الانتخاب الطبيعي.


التكيفات المُنَاخية. قد تتغير البنية الوراثية للعشيرة بمضي الزمن كي تتكيف مع المناخ. فلون البشرة الفاتح والقاتم ولون العين، مثلاً، يمثلان تكيفات لمقادير مختلفة من ضوء الشمس. وألوان بشرتنا وشعرنا وعيوننا تحددها صبغة الملانين. ويمكن أن يتفاوت مقدار الملانين في البشرة والشعر والعينين تفاوتًا واسعًا من شخص إلى آخر. وتساعد المقادير الكبيرة من الملانين في الجلد على حمايته من لفح الشمس وتقلل من احتمالات الإصابة بسرطان الجلد. والصبغة القاتمة في العينين تحسِّن قدرتهما على الإبصار في ضوء الشمس الساطع. وهكذا يتضح أن لون البشرة ولون العينين القاتم يمثلان تكيفات في أناسٍ عاش أسلافهم أجيالاً عديدة في أجواء مشمسة.

ويؤثر ضوء الشمس في لون البشرة بطريقة أخرى. فأجسامنا تحتاج إلى فيتامين (د)، لمساعدتها على امتصاص الكالسيوم. وامتصاص أشعة الشمس يمكّن أجسامنا من صنع فيتامين (د). وفي الأجواء التي يطول فيها الليل يصعب على أجسامنا أن تمتص من ضوء الشمس ما يلزمها لصنع ما يكفيها من فيتامين (د). والناس الذين عاش أسلافهم في تلك الأجواء أجيالاً عديدة قد تكيفوا لقلة ضوء الشمس باكتسابهم بشرة فاتحة اللون تستطيع امتصاص ضوء الشمس القليل المتاح لها. وهكذا يتضح لنا أن ألوان بشرة الآدميين نشأت نتيجة تكيفات مع البيئات التي عاش فيها أسلافنا.


القابلية للأمراض الوراثية. كثير من الأمراض التي تصيب الإنسان بعض أسبابها وراثي. بيد أن العشائر البشرية تختلف فيما بينها في تكرر المورثات المسِّببة لبعض الأمراض والاختلافات الوراثية. ولهذا السبب، يختلف توزيع عدد من الأمراض الوراثية في العالم، فيصيب بعض العشائر أكثر مما يصيب سواها. وكون بعض العشائر مبتلى بأمراض وراثية معينة حقيقة يمكن تفسيرها في ضوء الانتخاب الطبيعي.

فمرض الدم الوراثي المعروف باسم أنيميا الخلية المنجلية يتباين معدل انتشاره تباينًا واسعًا في العشائر البشرية المختلفة. والأفراد الذين يرثون المورثة المسببة للحالة المنجلية من الوالدين كليهما يصابون بأنيميا الخلايا المنجلية، ومعظم هذه الحالات تنتهي بالوفاة. أما الحاملون ـ وهم الأفراد الذين يرثون المورثة المعتلة من أحد الوالدين فقط ـ فلا يكادون يشكون شيئًا أو يشكون بعض الأعراض الطفيفة، ولكنهم ينقلون المورثة المعتلة لأبنائهم. انظر: الخلية المنجلية، مرض.

بيد أن العلماء وجدوا أن حاملي مورثة الخلايا المنجلية عندهم مقاومة أعلى للملاريا. وأنيميا الخلايا المنجلية آفة نادرة، ولكنها أكثر انتشارًا بين عشائر غربي إفريقيا، والشرق الأوسط، وجنوبي أوروبا، ومنطقة الكاريبي. ومعظم قاطني هذه المناطق تهددهم الملاريا. وهكذا يمثل جين (مورثة) الخلايا المنجلية ـ على الرغم من آثاره السلبية ـ ميزة مهمة للأقوام الذين يعيشون في تلك المناطق.


الطفرة. الطفرة (التغير الوراثي) هي تغير في المادة الوراثية. وكثيرًا ما يُنتج الجين المتغيِّر صفة وراثية مختلفة يمكن أن تنتقل إلى الأجيال التالية. وتَنتج الطفرات من تغيّر كيميائي في د ن أ (الحمض النووي الريبي المنقوص الأكسجين)، وهو المكوِّن الأساسي للمورثات. وقد تحدث الطفرات أيضًا من تغيّر في عدد الصبغيات (الكروموزومات) أو بنيانها، والصبغيات تراكيب شبيهة بالخيوط تحمل المورثات. ويعرف العلماء عددًا من العوامل التي يمكنها أن تُحدث الطفرات وذلك مثل أنواع معينة من الإشعاع والتفاعلات الكيميائية والحرارة، ولكنهم لا يستطيعون التنبؤ مسبقًا، أيُّ المورثات أو الصبغيات سوف تطفر، أو كيف تطفر الصفة التي يتحكم فيها هذا المورث أو تلك الصبغية.

وكثير من الطفرات ضار يحدث خللاً عقليًا أو جسمانيًا، ولكن بعضها محايد، وبعضها الآخر مفيد. والطفرة النافعة قد تقدم المادة الخام للانتخاب الطبيعي، وذلك يجعل أحد الأفراد أفضل تكيفًا مع البيئة. فمثلاً، الطفرة التي ترفع قدرة الجسم على صنع فيتامين (د) بالاستعانة بضوء الشمس سوف تكون نافعة لشخص يعيش في أقصى الشمال، حيث يقل ما تستقبله الأرض من ضوء، ومثل هذه المورثات النافعة سوف يزداد تكررها من جيل إلى جيل. أما الأفراد الذين يحوزون طفرات ضارة فسوف يعمل الانتخاب الطبيعي ضدهم، ومن ثم لا تميل الصفات الضارة إلى أن تزداد انتشارًا في العشيرة. وعلِى هذا النحو قد يعمل التطفر مع الانتخاب الطبيعي أحيانًا على إحداث تغيرات في تكرر المورثات. انظر: التغير الوراثي؛ الوراثة؛ الحمض النووي.


منقول عن : موسوعة الأجناس البشرية
http://www.mawsoah.net/gae/freeartic...eID=160575_0#9

حاتم ناصر الشرباتي
08-28-2006, 11:03 AM
المقاصد الحقيقية لنظرية بقاء الأصلح



قبل أن نخوض في شرح ونقض تلك المقولة أرى أن نعرج على المقاصد الحقيقية من ابتداع تلك المقولة واعتمادها كأساس من أسس دعاوى تطور الخلق وتزاحم الأجناس للصراع على البقاء مما ينتج عن هذا الصراع بقاء الأصلح، وبعلمنا أن نظريات التطور يقف خلفها محافل مجرمة تغذيها لكي تستفيد منها في العلاقات الدولية باعتمادههم على ضوئها بنظرية التطورية الاجتماعية.

للحقيقة فإنَّ فكرة التّطور بمعنى التَّقَدُم والارتقاء وقاعدة بقاء الأصلح قد استغلت لإثبات ما يسمى بالتطورية الاجتماعية، إذ امتدت من أسلوب لفهم أصل الحياة والكون إلى فهم الإنسان والمجتمع عن طريق الاستعانة بما يعرف باسم "المماثلة البيولوجية Analogy" ومحاولة تصور المجتمع ككائن عضوي حي ومقارنة ما يحدث فيه من تغيرات وتطورات بما يحدث في الكائنات العضوية الأخرى ... ولقد تغلغلت الفكرة إلى كل مجالات العلوم التي أصبحت بمثابة ميادين لاختبار مدى صدق تلك النظرية، وتمثل ذلك بوجه خاص في الكتابات الأنثربيولوجية والسوسيولوجية والتاريخية والاقتصادية وفي النظرة السياسية ونتج عن ذلك تأسيس أو قيام ما يسمى "التطورية الاجتماعية Social Evolutionism " وما يسمى "الداروينية الاجتماعية Social Darwinism " ومع ذلك فإنَّ فكرة التَّطور بمعنى التّقدم والارتقاء، وكذلك فكرة التّقدم الاجتماعي لم يسلما من كثير من الانتقادات العنيفة التي وجهها إليها عدد من العلماء الرّافضون لها، إذ يرفض هؤلاء المعارضون أن يتصوروا المجتمع البشري يسير في ذلك الخط الذي يرسمه له أصحاب مدرسة التقدم، ويرون عكس ذلك تماماً أن الإنسان خُلق في الأصل على درجة عاليه نسبياً من الرّقي الثقافي، ولكن هذه الثقافة الأولى الرّاقية تعرّضت لبعض عوامل مضادة ولبعض الظروف غير المواتية التي دفعت بها إلى هوة التّدهور والتأخر والانحلال. فتاريخ الثقافة بدأ – في رأي أصحاب تلك المدرسة – بظهور جنس بشري متحضّر على سطح الأرض، ثم لم تلبث هذه الثقافة الأولى أن اتجهت وجهتين مختلفتين: إما نكـوص وتدهور وانحطاط ترتب عليها ظهور المجتمعات المتوحشة، وإما إلى تقدم وارتقاء ورفعة أدّت إلى ظهور الشعوب المتحضرة الرّاقية.

ومن أكبر مشايعي هذه النظرية "الأسـقف هويتلي Whitely" – أسـقف كانتربري- إذ كتب في ذلك كتاباً بعنوان "مقال عن أصل الحضارة Essay on the origin of civilization " كان له دوي كبير في حينه، ويبني هويتلي كتابه على حجة استقاها من " نيبوهـر Niebuhr " أحد أعداء النظرية التقدمية المتطرفين. وكان نيبوهر يُنكِرُ بشدَّة إمكان نهضة الإنسان الأول وتقدمه وارتقائه من مرحلة متوحشة أولى إلى المراحل الأكثر تحضراً عن طريق التطور التلقائي الذاتي ودون تدخل أية عناصر أو عوامل أخرى خارجية، وكان يتحدى العلماء التقدميين في أن يأتوا بمثال واحد لشعب بدائي واحد أمكنه أن يرقى إلى مرحلة التّحضر من تلقاء نفسه. إنما البدائيون عنده وعند أتباع تدهور الثقافة الأولى هم سلالة متدهورة من شعب متحضر في الأصل .

والحق الذي لا يُمارى فيه أنّ الله تعالى قد خلق آدم عليه السّلام وعَلّمه وأدَّبهُ ، لذا فآدم ومن سار على نهجه من نسله هم في قمَّة الثقافة والحضارة والتّقدم. وقد انحط وتدهور أقوام من عقب آدم نهجوا نهجاً مخالفاً لنهجه، فأرسل الله تعالى الأنبياء والرّسُل لهداية البشر وتقويم انحرافاتهم ولرفعهم إلى المستوى اللائق بهم كبشر، فآمن واستقام منهم أقوام، وكذبهم أقوام استحبوا وألفوا ما هم فيه من الانحراف والانحطاط والتدهور. فالرّسل وأتباعهم هم في قمّة الثقافة والتقدم والرقي، أصحاب الفكر المستنير والحضارة الراقية، ومن خالفهم فقد استحبّ العمى على الإبصار وسار أشواطاً بعيدة في طريق التّخلف والجهل والانحلال والانحدار والتدهور، وما دمنا نؤمن أنّ آدم عليه السّلام هو أول البشر فالأصل في بني الإنسان العلم والتحضر والثقافة والرقي. أما التوحش والبدائية والانحطاط فهي خلاف الأصل إذ وجدت في سلالات متدهورة من أمم وشعوب متحضرة أصلاً.


وقد شايع نيبوهر في فكرته عدد من كبار العلماء في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر مثل "الكونت دي ميستر Count Josef De Maistre" ومن قبله "دي بر وسسDe Brosses" و "جوجيه Goguet". إلا أنه يجب التنويه إلى إنّ عدداً غير قليل من التطوريين المعاصرين يُنكر أن يكون التنافس والصراع من وسائط ووسائل التقدم الاجتماعي، فكلمة الأصلح في رأيهم اصطلاح غير دقيق ومضلل، ولا يفيد بالضرورة الامتياز والسُّمو في الخصائص والقدرات والقوى في كلّ الأحوال، إذ قد يكون البقاء من نصيب الفرد الذي ينجب أكبر عدد من الذرية حتى وإن لم تكن لتلك الذّرية خصائص وقوى وقدرات متميزه. وهذا معناه أنّ هؤلاء العلماء يميلون للتشكيك في الدور الذي يلعبه الانتخاب الطبيعي في التاريخ البشري والتهوين من أهميته وفاعليته، ومن هذه الناحية فإنهم ينظرون إلى الإنسان على أنّه حيوان حامل للثقافة وناقل لها عن طريق المحاكاة والتّعلم، وهما عمليتان تختلفان كل الاختلاف عن عملية نقل الخصائص والصفات الفيزيقية عن طريق التكاثر البيولوجي، وعليه فليس هناك ما يدعو إلى تفسير النظرية الاجتماعية تفسيراً بيولوجياً أو صياغتها في حدود مصطلحات وألفاظ البيولوجيا، وإن كان هذا لا يمنع من وجود بعض أوجه التشابه بين التطور البيولوجي والتطور الثقافي.

وعلى الرغم من أنّ جوليان هكسلي عالم بيولوجي تطوري فانه يقف موقفاً مماثلاً لذلك، ويذهب إلى أنّ التنافس داخل النوع الواحد لا يمكن أن يكون مصدراً للتقدم التطوري خلافاً لنظرية سبنسر عن الصراع والتنافس.


منقول عن:
( موسوعة الخلق والنشوء )
تأليف : حاتم الشرباتي
www.sharabati.org

حاتم ناصر الشرباتي
09-24-2006, 10:22 PM
عــوامــــل التطـــور[1 ]


في سنة 1859 هاجم داروين بشدّة الاعتقاد بأنَّ كل نوع من الأنواع الحيّة قد خُلِقَ خَلْقاً مسـتقلاً Special creation، وأنَّ جميع الكائنات قد خُلِقَت من العدم، وأن الكائنات الموجودة هي ثابتة لم تتغيّر ولم تتطور، وأنها احتفظت على الدّوام بأشكالها التي خُلقت بها أولَ مرّة، فقد ادعي داروين أنّ الأنواع المختلفة نباتاً كانت أم حيواناً ومعها الإنسان إنما نشأت تدرجاً من طريق الاحتفاظ بمختلف التحولات التي تنشأ في أفراد كل منها، إلا أنّ هذا التَّحول قد استغرق أحقاباً طويلة وفقاً لما يقتضيه تأثير سنن طبيعية دائمة التأثير في طبائع الأحياء.

سميت مقولة داروين تلك "نظرية التطور Evolution" ولقد شرح داروين أنَّ في مستطاع الإنسان أن يبتكر في السلالات الداجنة من صور مستحدثة بالانتخاب الاصطناعي Artificial selection وأنَّ في مكنة الطبيعة أن تستحدث مثله بالانتخاب الطبيعيNatural Selection، وإن كان الانتخاب الطبيعي أبطأ أثراً في تحول الأحياء بالانتخاب الصناعي.

أمّا العوامل الطبيعية التي يؤدي فعلها إلى التّطور ونشوء الأحياء فحصرها في خمسة عوامل هي:

1. الوراثة Heredity: ومحصلها أنَّ الشَّبه يأتي بمشابهه، فالسنانير لا تلد كلاباً بل سنانيراً، أي أنَّ صغار كل نوع تشابه آبائها، ذلك في النبات كما في الحيوان.
2. التحولية "أي الاستعداد للتحول" Variability: وذلك أنَّ أفراد كل نوع تتشابه ولا تتماثل، أي لا تكون نسخة مطابقة لأصولها، فهي تشابه آبائها ولكن لا تماثلهم، ففي بطن من السنانير مثلاً لا تقع على اثنين متماثلين تماماً، وإن تشابه الجميع حتى في اللون فإنها تختلف في الظلال التي يمتد فيها اللون.

3. التّوالد Nasality: وهو ناتج عن إسراف الطّبيعة، فإنَّ ما يولَد من النبات والحيوان أكثر مما يقدّر له البقاء، فالطبيعة تُسـرف في الإيجاد كما تسـرف في الإفناء، ومن هنا ينشأ العامل الرابع وهو:

4. التناحر بين المخلوقات على البقاء Atuggle for existence : أو ما يسمى "تنازع البقاء Competition " وهو عامل غير منقطع الفعل ، فكل نبات أو حيوان يبرز في الوجود ينبغي له أن يسعى إلى الرّزق وأن يجالد في سبيل ذلك وأن يجاهد غيره ويصارعه على ضرورات الحياة مما ينشأ عن ذلك " بقاء الأصلح " :

5. البقاء للأصلح Survival for the fittest: فالأفراد التي تتزود من بنائها بقوة أوفى أو حيلة أزكى أو تكون أقدر على مقاومة أفاعيل الطّبيعة تكون أكثر قابلية للبقاء، وإعقاب نسل فيه صفاتها التي مكنت له لها في الحياة.

هذه هي العوامل التي تؤدي إلى الانتخاب الطبيعي مما يؤدي إلى تطور الأنواع مما يُحدث نشوء أنواع جديدة ذات قدرات وصفات مُحسّنة متطورة، ومما يذكر أنّ تلك العوامل هي المعتمدة في المذهب التّطوري الأكثر شيوعاً والذي ينتمي إليه غالبية دعاة التّطور وهو المذهب الدارويني، في حين أنّ هناك مذاهب تطورية أخرى تخالف داروين في عوامل التّطور معتمدة غيرها كما ذكرنا في فصل سابق.[2 ]

والانتخاب الطبيعي في نظر داروين هو مصاحب لفكرة التكيف مع البيئة أو التبايؤ "Adaptation " أو هو نتيجة حتمية لها، الذي هو عملية يتكيف بها الحيوان أو النبات مع محيطه وإلا خيف عليه من الانقراض، كما يُعرَّف بأنّه وجود صفة أو صفات وراثية تزيد من قدرة الفرد على البقاء والتناسل في بيئته، فهو تَكَيُف الكائن الحي مع بيئته التي يعيش فيها.[3 ]

والتكيف لا يشمل الشكل والتركيب فقط، بل يشمل الوظيفة أيضاً، فهم يقولون أنَّ الكائنات الحية تتكيف كل حسب ظروف البيئة التي تعيش بها، فمثلاً تختلف أشكال المناقير في الطيور لتلائم نوع الغذاء التي تقتات به، والأسماك تتكيف بطرق عديدة في الشكل والتركيب لتناسب الوسط المائي الذي تعيش به، وقد فسّرَ داروين التّكيف الذي لاحظه في الكائنات الحية بأنّه نتيجة للانتخاب الطبيعي. فالأفراد المتكيفة مع بيئتها قد انحدرت من أسلاف ذات صفات ملائمة للبيئة أكثر من باقي أفراد نوعها في تلك البيئة ونقلت بعامل الوراثة هذه الصفات إلى نسلها، وهكذا فالانتخاب الطبيعي ينتج أفراداً متكيفة مع بيئتها. لـــــذا فقد استحدثوا علماً منفرداً بذلك سموه "البيئيات" أو"علم الأحياء البيئي"[ 4] " ecology " "environmental biology" الذي هـو فـرع من علم الأحيـاء يعنى بعلاقـة المتعضيات[5 ] بعضها بالبعض الآخر وبعلاقتها بالبيئة الطبيعية، وهو يدرس في المقام الأول المناخ الجغرافي الملائم لحياة النوع، كما يدرس مسألة الغذاء لصلتها الوثيقة بالبيئة، ومسألة التكاثر والتناسل لأن هذه الظاهرة كثيراً ما تؤدي إلى مشاكل خاصة بالغذاء يضطر معها أفراد النوع إما إلى التكيف مع البيئة بالحد من التكاثر، أو إلى الهجرة إلى موطن آخر "emigration" أو البقاء بغير تكيف وبذلك يسير النوع في طريق الانقراض "extinction". وفي محاولتهم لإثبات مقولة الانتخاب الطبيعي فقد قاموا بإجراء تجارب في المختبر اعتمدوها للتدليل على مقولتهم منها: ( وضع في طبق معين 100 مليون خلية بكتيريا من نوع معين هو Staphylococcus aurous وقد عُرِضَ الطبق لجرعة بنسلين مخففة، فكانت النتيجة أن ماتت معظم الخلايا وبقي أقل من 10 خلايا تناسلت وأعطت نسلاً استطاع جميعه أن يقاوم هذه الجرعة المخففة، أما عند مضاعفة تركيز البنسلين في الطبق فقد ماتت جميع أفراد البكتيريا المقاومة للجرعة المخففة تقريباً ولم يبق سوى أفراد قليلة جداً. وقد أعيدت تلك التجربة خمس مرات فكانت النتيجة الحصول على بكتيريا تستطيع مقاومة جرعة بنسلين أقوى من الجرعة التي استخدمت في الجرعة الأولى 2500 مرّة، والحقيقة أنّ هذه البكتيريا المقاومة للبنسلين هي من نسل الأفراد القليلة التي كانت تنتخب في كل جيل، أي أنَّ هذه البكتيريا المقاومة هي نتيجة الانتخاب الطبيعي، وليست هي التي قامت بتكوين المقاومَة ضد البنسلين.)[6 ]
ومثال آخر يوضح أثر الانتخاب الطبيعي هو الذباب وأحد المبيــدات الحشرية "D.D.T." الذي عندما استعمل لأول مرّة للقضاء على ذباب المنازل كان ناجحاً، على أننا ما لبثنا بعد عدة سنوات أن وجدنا أنّ ألذباب أصبحت له مناعــة لتلك المادة، وتفسير ذلك أنه في السنة الأولى لاستعمال ذلك المبيد الحشري قتل تقريباً جميع الذباب ما عدا قليل لم يقتل بسبب اختلافات وراثية موجودة به مميزة عن غيره من بقية الأفراد وتضفي عليه مناعة ضد المبيد الحشري، فكانت النتيجة أن بقي هذا العدد القليل وتناسل فأنتج أفراداً ذات مقاومة، وعندما اسـتعمل ألـ " D.D.T. " بعد ذلك أصبح أقل تأثيراً وبقي الذباب المقاوم له بسـبب الانتخاب الطبيعي وماتت الأفراد القليلة غير المقاوِمَة، وكان كلما يستعمل آل " D.D.T. " يبقى عندنا أكثر الذباب المقاوم حتى أصبح معظم الذباب الموجود في المنازل مقاوماً لمادة أل " D.D.T" ويردون ذلك إلى أنّ الانتخاب الطبيعي هو الذي أنتج لنا الذباب المقاوم وليس مبيد أل "D.D.T.".[7 ]
ومثال آخر لوحظ في التلال الصغيرة ذات الرمال البيضاء، ففي نيو مكسيكيو شوهد أنَّ الحيوانات الموجودة عليها كالسحالي والحشرات والفئران كلها ذات لون أبيض تقريباً، بينما الحيوانات الموجودة حول تلك التلال حيث الرمال الحمراء كلها كانت ذات لون أحمر، أي أنَّ لون الحيوان يكون حسب لون الوسط الذي يعيش فيه، فيفسرون وجود الحيوانات بتلك الألوان في هذين الوسطين بالانتخاب الطبيعي أي من نتائجه، إذ أن كل وسط كان يحوى حيوانات ذات ألوان أخرى بالإضافة إلى المشابهة في ألوان تلك الحيوانات المخالفة للون الوسط لأنه يسهل رؤيتها من قبل أعدائها المفترسة، بينما بقيت الحيوانات ذات اللون المشابه للوسط لصعوبة رؤيتها من قبل أعدائها.[ 8]
هذه هي عوامل التطور في مذهب داروين وهو المذهب التّطوري الأكثر شيوعاً، وسنقوم لاحقاً بمناقشة تلك المقولات الكافرة وبيان مناقضتها لديننا في أصولها وفروعها واستنتاجاتها، وبيان حرمة الايمان بها أو الدعوة لها أو الدفاع عنها أو تصديقها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] المرجع، الصفحات ( 38 – 39 ).
[2] الفصل الثالث، أشهر المذاهب التطورية
[3] د. عدنان بدران وآخرين، البيولوجيا، صفحه ( 125 ).
- موسوعة المورد العربية ، منير البعلبكي ، جزء ( 1 ) صفحه ( 296 ) .
[4 البيئيات، علم الأحياء البيئي: فرع من علم الأحياء يُعنى بعلاقة المتعضيات بعضها ببعضها الآخر، وبعلاقتها ببيئتها الطبيعية.ينقسم عادةً إلى فرعين رئيسيين: بيئيات الحيوان وبيئيات النبات. وهو يدرس في المقام الأول المناخ الجغرافي الملائم لحياة النوع، كما يدرس مسألة الغذاء لصلتها الوثيقة بالبيئة، ومسألة التكاثر والتناسل لأن هذه الظاهرة كثيراً ما تؤدي إلى مشكلات خاصة بالغذاء يُضطر معها أفراد النوع إلى اتخاذ واحد من ثلاثة سبل: التكيف مع البيئة للحد من التكاثر، أو الهجرة إلى موطن آخر، أو البقاء دون تكيف وبذلك يسير النوع في طريق الانقراض. – علم البيئة البشري علاقة الإنسان ببيئته الطبيعية، كما يدرس مشكلات معقدة أخرى كالهجرة من الأرياف إلى المدن، ونشوء المجتمعات الصناعية، وغير ذلك من المسائل الناشئة عن التطور الاجتماعي المتسارع.
)5( المتعضي " Organism " : كائن حي مؤهل للعيش بالاستعانة بأعضاء منفصلة من حيث الوظيفة، ولكن بعضها يعتمد على البعض الآخر. والحيوانات والنباتات كلها متعضيات. وبعض المتعضيات بالغ الصغر إلى حَد يتعذر معه رؤيته بالعين المجردة، ومن أجل ذلك ندعوه " المتعضي ألمجهري microorganisms " -
[6] المصدر السابق، صفحه ( 126 ).
[7] المرجع السابق، صفحه ( 124 ) .
[8] المرجع السابق، صفحه ( 128 ). وموسوعة المورد العربية، المجلد الثاني، صفحه ( 740 ) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
منقول من : موسوعة الخلق والنشوء
حاتم ناصر الشرباتي

www.sharabati.org



وللبحث بقية ان شاء الله

حاتم ناصر الشرباتي
10-28-2006, 02:39 PM
الصراع
أسباب الصراع والحروب
غازي أبو فرحة



الغرائز البهيمية الثلاث التي تحكم البشر وكافة الكائنات الحية
1 - غريزة البقاء ( الحياة ) 2 - غريزة استمرار البقاء ( التناسل )

3 - غريزة البقاء للأصلح ( الانتخاب الطبيعي )
إن هذه الغرائز موجودة أو مغروزة في نواة كل خلية من خلايا جسم في الجينات ( الكرموزومات ) المركبة من الحمض النووي (DNA) وتتحكم هذه الغرائز في حياة الإنسان وسلوكه بطريقة لا إرادية تلقائية .

إن هذه الغرائز مسؤولة عن بحث الإنسان عن الطعام والتنافس عليه مع الآخرين والدفاع عن النفس في مواجهة الخطر الذي يتهددها أو يلحق بها الأذى .

كما أنها مسؤولة عن التناسل وتقديم الطعام للذرية وحمايتها من الخطر كما أنها مسؤولة عن الانتخاب الطبيعي فيبقى الذي هو الأصلح للبقاء وينقرض الضعيف غير الصالح للبقاء والذي لا يصمد أمام التنافس الطبيعي .

1 - غريزة البقاء ( الحياة ) :

وغرضها المحافظة على الحياة أ - تامين الطعام ب - الحماية من الأخطار والدفاع عن النفس .

الجوانب السلبية لهذه الغريزة والتي تؤدي للصراع مع الآخرين :

أ - التنافس على الطعام مع الآخرين فيؤدي لل والتي تؤدي بالتالي للصراع .

ب - الطمع في سلب طعام الآخرين ، إن الطمع يحدث عند الإنسان الذي يوجد لديه طعام ولكن الطمع يدفعه إلى سلب طعام الآخرين مثل الاستعمار الإنجليزي والفرنسي والأسباني والبرتغالي وأخيراً الاستعمار الأمريكي للبلاد المختلفة والضعيفة والتي تحتوى على ثروات خام في أراضيها .

2 - غريزة استمرار البقاء ( التناسل ) :

وغرضها استمرار بقاء الإنسان بالزواج بين الذكر والأنثى لإنتاج ذرية وتامين الطعام للذرية وحمايتها من الأخطار ويتفرع عنها غريزة الأمومة التي تدفع الأم لإرضاع طفلها والعناية بنظافته وصحته وحمايته من الأخطار الخارجية ورعايته حتى يكبر ويعتمد على نفسه .

وغريزة الأبوة التي تدفع الأب للعمل والإنتاج للحصول على كل ما يلزم أطفاله من طعام وكساء وتعليم ورعاية حتى يكبروا ويعتمدوا على أنفسهم .

كما تشمل غريزة التهجين ( الزواج من غريب أو غريبة ) لتحسين النسل كما في التلقيح الخلطي في النبات للحصول على قوة الهجين . وعند مربي الحيوان فإن استعمال ذكر غريب ( من قطيع أخر ) يهيج الحيوانات للتلقيح ( بحكم الغريزة ) بالإضافة إلى أنه يحسن من صفات المواليد التي تتمتع بقوة الهجين ومن حسنات غريزة التهجين عند الإنسان فإنها تجعله يعف عن التناسل مع محارمه ( الأخت وبنتها والأم والجدة والعمة والخالة) والتي أضاف إليها الألمان (1930) إلى المحارم كل من بنت العم وبنت الخال وبنت العمة وبنت الخالة ) .

الجوانب السلبية للغريزة والتي تؤدي للصراع مع الآخرين :

1 - التنافس - تنافس الرجال على الأنثى ، وتنافس الإناث على الرجل .

2 - الطمع - طمع الرجال في الزواج بأكثر من أنثى مما يؤدي إلى الصراع بينهن وقد يتجه الطمع اتجاهاً غير شرعي أي إلى الزنا فالرجل قد يتزوج واحدة ويزني بالكثير من النساء وكذلك المرآة تتزوج واحد وتزني مع كثير من الرجال .

3- غريزة البقاء للأصلح ( غريزة الانتخاب الطبيعي ) :

وهي أكثر الغرائز إثارة للصراع بين الأفراد والجماعات وتتجلى في الحيوانات عندما ترى الثيران ثوراً مجروحاً يسيل منه الدم ( الأحمر ) فتظل تنطحه كل الثيران حتى يموت كي لا ينجب ( يخلف ) ثيران ضعاف مثله لأنه غير صالح للبقاء بحكم الغريزة .

وتتجلى في الإنسان في النظرة الفطرية السيئة لذوي العاهات من البشر إن هذه الغريزة تجعل الإنسان يسفه آراء الآخرين ويبحث عن العيوب لدى الشخص الأخر كي يثبت أنه أصلح منه للبقاء .

إلا أن لهذه الغريزة حسنةً وهي إنها تجعلنا نحب ( نعشق ) الجمال

( في كل شيء ) على اعتبار أن الجمال هو الأصلح .
إن الذين يتمتعون بصفات جسمية أو عقلية جيدة تكرمهم الجماعة وتسهل طريقهم كي يبقوا لأنهم هم الصالحون للبقاء كما توحي الغريزة الفطرية .

إن كل شخص يعتبر نفسه الأصلح فيجب أن يبقى ويعتبر الأخر غير صالح للبقاء ويجب أن يفنى إن هذه الغريزة هي التي جعلت الرجل الغربي الأبيض يعتبر نفسه انه هو الأصلح للبقاء وأقام التفرقة العنصرية ضد الملونين ( الأفارقة السود والعرب والهنود السمر والصينيون الصفر ) في الولايات المتحدة الأمريكية فكان يكتب في بعض المطاعم " ممنوع دخول الملونين والكلاب " . وكذلك في جنوب أفريقيا . وقد قام الملونون بمقاومة هذه الظاهرة ( التفرقة العنصرية ) في أمريكا وجنوب أفريقيا إلى إن ألغيت على الصعيد العملي لكنها بقيت في النفوس كغريزة فطرية .

وتتجلى أيضاً في الصراع على الزعامة سواء كان صراعا عقليا أو جسدياً بحيث يُفني الإنسان منافسيه ويتربع على كرسي الزعامة أو كان صراعا عقليا كالانتخاب فيفوز بالانتخاب ويتربع على الكرسي أيضاً وتبذل له الجماعة التسهيلات في المعاش ويسوده إحساس بأنه هو الأصلح فيتشبث في الكرسي لأنه يريد أن يكون الأصلح على طول الزمن فلا يعترف بتطور المجتمع وأن المجتمع ولاّد كما ولده المجتمع ممكن أن يلد غيره .

إن المسابقات والمباريات هي صراع سلمي على الأصلح . وقد كانت المبارزات في السابق صراعاً على الأصلح بشكل بدائي قريب إلى صراع الثيران أو صراع الديوك على الأصلح .
إن الإنسان برقية عن الحيوان يستطيع كبت غرائزه البهيمية وتنظيمها بحيث لا تؤدي للصراع مع الآخرين وإن والأديان والشرائع وجدت لتنظيم وكبح الغرائز الفطرية .

يقول البرت شفتسلر في كتابة " فلسفة الحضارة " : "الحضارة هي الأخلاق" والأخلاق هي : كبت وتنظيم الغرائز البهيمية ( الثلاث ) في النفس البشرية .
ويقول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق .
وتنحدر الأخلاق لدى البشر في الأجيال الطفيلية خصوصاً قرب نهاية الجيل الطفيلي وتسود لديها الغرائز البهيمية ( الثلاث ) بكل تجلياتها فتؤجج الصراع بينهم والذي يؤدي إلى السلب والنهب والتطفل والزنا وقتل الأنفس .
منقول عن : غازي أبو فرحة


كان هذا مقال أنتقيته عن كاتب مسلم حائر في دياجير متاهات النظريات ففقا العين بدل اصلاحها ، وهو يحسب أنه يحسن صنعاً، وكثير من كتابنا البسطااء ما يدخلون في المتاهات دون أن يشعرون، ومن تأثير الهجمة الشرسة على فكر الموحدين من قبل أصحاب قاعدة ( البقاء للأصلح - الانتخاب الطبيعي ) أثروا على بعض السذج من المفكرين البسطاء ليوهموهم أن مقولتهم هي نازع فطري وغريزة من الغرائز، فهي لازمة لزوما حتمياً وسنة من سنن الحياة ، ولو أن كاتب المقال أعتبرها من الغرائز البهيمية ظناً منه أنه بهذا الوصف قد ذمها واحتقرها، ولم يدر أنه حقق لأصحاب المقولة ما يريدون منه أن يكتبه ليدخل في دوامة الصراع على البقاء البائسة. ورغم ما يبدو من نزعته للدين والتوحيد فقد دخل مدخل دعاوى الكفرة أعداء التوحيد.

أطرح الموضوع برمته للنقاش الجاد سلباً أو ايجاباً، ولكن بالتزام قواعد الحوار في الاسلام، والاتزان وسماحة الردود.

حاتم ناصر الشرباتي
10-29-2006, 10:46 AM
أيها الأخوة المُشاركون

ربما يكون من المفيد التعرف أكثر على نفسية كاتب المقال من خلال مقال آخر مشابه له بالهوس والعمالة الفكرية والهوس الفكري عما تخيلته نفسه المريضة من " الضحالة السياسية والاستبداد السياسي في المجتمع الاسلامي بكافة عصورة " ورد نقده في موضع آخر من المنتدى وهو:



اتقوا الله فينا وفي تاريخنا
وفي أمجاد أمتنا ذات العراقة التاريخية


http://www.eltwhed.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=53708

حاتم ناصر الشرباتي
02-05-2007, 02:33 PM
ابطال شبهات الداروينية


للناس في كيفية نشأة الحياة مذهبان، مذهب يرى ويؤمن بالخلق المباشر، بمعنى أن الله خلق الكون وسائر الحيوان، بقوله: كن، فكان ما أراد سبحانه، وعلى هذا المذهب علماء الأديان وأكثر علماء الطبيعة.
وذهب آخرون إلى أن نشوء الحياة في سائر الحيوان كان عن طريق النشوء البطيء، وتحول أنواع، وظهور أنواع جديدة، وكان من أشهر القائلين بهذا الرأي العالم الفرنسي "لامارك" الذي زعم أن أنواع الأحياء ليست أصيلة في الخلق والتكوين، بل يشتق بعضها من بعض بطريق التحول والارتقاء التدريجي.
وظل هذا المذهب ضعيفا، لا يقوى على الوقوف أمام مذهب أهل الأديان، إلى أن جاء دارون فدفع مذهب التحول دفعة قوية للأمام، عندما وضع سنة 1859م كتابه في أصل الأنواع بطريق الانتخاب الطبيعي، ثم أصدر بعده كتابه ( تسلسل الإنسان ) سنة 1871م.

شرح نظرية دارون في الخلق :

لم يكن دارون ملحدا، ولم يكن يقول في نظريته عن الخلق بأن الحياة نشأت مصادفة، بل كان مؤمنا بوجود إله خالق، ولكنه كان يقول إن الخلق جميعا نشأ من أصل واحد، وأراد – من خلال نظريته النشوء والارتقاء - أن يقدم تفسيرا علميا للقانون الذي أنشأ الله به الخلق، ويمكن شرح تلك النظرية عن طريق شرح النواميس الأربعة التي يرى دارون أن الأحياء جميعها خاضعة لها:
1. ناموس "تنازع البقاء ": ومعناه أن الكائن في هذه الحياة في صراع دائم مع الطبيعة من جهة، ومع أبناء نوعه من جهة أخرى، وفي خضم هذا الصراع يحاول الكائن أن يحيا ويتغلب على خصومه، إلا أن الفوز في معركة البقاء، يتطلب في الفائز صفات معينة تؤهله للفوز، وهذه الصفات تختلف من كائن لآخر، فقد تكون صفة الفوز لكائن هي القوة، ولآخر هي عظم الجثة، ولآخر السرعة أو الجمال أو الذكاء أو الشجاعة وغيرها، فإذا تم الفوز للأفراد الذين لهم شيء من هذه الصفات كتب البقاء لهم، في حين يكتب الفناء والهلاك على من افتقد تلك الصفات.

2. ناموس "تباينات الأفراد": ومعناه أن الأجساد الحية ميَّالة للتباين ببعض صفاتها عن الأصل الذي نشأت منه، لذلك لا يتم التشابه الكلي بين الآباء والأبناء، ولا بين الأصول والفروع، وبمرور الدهور الطويلة تتعمق هذه التباينات، وتظهر الأنواع الجديدة تحت أشكال مختلفة، كالإنسان الذي تطور من قرد حيث أن ذلك – وفق زعمهم – لم يحدث فجأة وإنما نتيجة تراكم التباينات جيلا بعد جيل، حتى أدت تلك التباينات في نهاية المطاف إلى ظهور الإنسان واختفاء صورة القرد عنه.
3. ناموس "تباينات بالإرث" وهذا الناموس متمم للناموس السابق، فالتباينات التي تحدث للأفراد تنتقل بالوراثة من الأصول إلى الفروع، وتكون في أول الأمر جزئية وعرضية، ثم تصبح بمرور الأزمنة الطويلة جوهرية وتظهر في الأنواع.
4. ناموس "الانتخاب الطبيعي" وعليه يرتكز المذهب كله، وخلاصته أن ناموس الوراثة، كما ينقل التباينات، ينقل أيضا جميع الصفات التي يحملها الأصل إلى الفرع، مادية كانت أو معنوية، أصلية أو مكتسبة، وهذه الصفات منها النافع كالقوة والصحة والذكاء، ومنها الضار كالأمراض والأوجاع والعاهات، أما الضارة فتنتهي إلى أحد أمرين: إما أن تتلاشى بتغلب الصفات النافعة، وإما أن تؤدي إلى ملاشاة صاحبها بذاته أو بنسله. وأما النافعة فهي التي تجعل صاحبها ممتازا وفائزا في معركة البقاء.
دارون والملاحدة :سبق أن قلنا أن دارون لم يكن ملحدا، بل كان – كما يقول الباحثون – مؤمنا بوجود خالق، إلا أن نظريته أُستغلت من قبل الملاحدة الماديين، الذين لا يؤمنون بوجود إله، إذ وجدوا فيها سندا يدعمهم في تفسير الخلق والكون، فتبنوها وأخذوا يدافعون عنها، وأنكروا على دارون اعترافه أن الحياة وجدت في الأصل بقدرة الخالق، فاتهموه بأنه يمالئ رجال الدين، ويترضاهم، وأخذوا يخترعون تفسيرا لنشأة الحياة الأولى من المادة الميتة، فزعم بعضهم أن أصل الحياة كُرّية بسيطة ذات خلية واحدة، وزعم آخرون أن الحياة عبارة عن كتل زلالية حية صغيرة هي أدنى من ذات الخلية الواحدة وأبسط، وأنها تكونت من الجماد عن طريق التولد الذاتي، ومن أشهر القائلين بذلك العالم البيولوجي الألماني " أرنست هيجل " .لقد ارتكب الملاحدة أشد الشنائع العلمية من التزوير والكذب نصرة لمعتقداتهم، وقد ذكر الباحثون أنواعا من التزوير ارتكبها الملاحدة، لتأييد النظرية الدارونية نصرة لعقائدهم، من تلك التزويرات:ما قام به العالم الألماني "ارنست هيجل 1824-1919" عندما رأى أن صور الأجنة لا تتطابق تماماً مع نظرية التطور، الذي يعد من كبار أنصارها، حينئذ قام بعمليات رتوش وحذف في صور تلك الأجنة البشرية لكي تتطابق مع نظرياتهم. لكن أحد العلماء اكتشف عملية التزوير هذه وأعلنها في إحدى الصحف وتحدى فيها "ارنست هيجل" الذي لم ير بدّاً من الاعتراف بجريمته العلمية والأخلاقية بعد فترة صمت وتردد، فاعترف في مقالة كتبها في 14/12/1908م وقال فيها: " إن ما يعزّيه هو أنه لم يكن الوحيد الذي قام بعملية تزوير لإثبات صحة نظرية التطور، بل إن هناك المئات من العلماء والفلاسفة قاموا بعمليات تزوير في الصور التي توضح بنية الأحياء، وعلم التشريح، وعلم الأنسجة، وعلم الأجنة، لكي تطابق نظرية التطور"
إذن فهناك مئات من عمليات التزوير، قام بها أنصار نظرية التطور لنصرة مذهبهم!!.
وهناك عملية تزوير مشهورة جرت في إنكلترا، وهي عملية تزوير "إنسان بلتداون Piltdown Man" ، والتي حدثت في سنة 1912م، عندما صنع أنصار نظرية التطور جمجمة من تركيب قحف إنسان على فك قرد "أورانجتون" مع إضافة أسنان إنسانية إلى الفك، وقدموا هذه الجمجمة على أنها الحلقة المفقودة بين القرد والإنسان . وخدعت عملية التزوير هذه كبار علماء البيولوجيا وأطبّاء الأسنان الذين فحصوا هذه الجمجمة المزيفة مدة تقارب 40 سنة، وألفت المئات من الكتب فيها، وتم تقديم رسائل دكتوراه عديدة، وكتب ما يقارب نصف مليون مقالة حولها، وفي سنة 1949 قام "كنت أوكلي" بإجراء تجربة الفلور على هذه الجمجمة، فتبين أنها ليست قديمة - حيث اُدّعى سابقاً أن عمرها يبلغ نصف مليون سنة - ثم قام "كنيت أوكلي" و "سير ولفود لي كروس كلارك" من جامعة أكسفورد بإجراء تجارب أكثر دقة، واستخدموا فيها أشعة اكس، فتبين أن هذه الجمجمة زائفة تماماً ومصنوعة. وجاء في التقرير الذي نشر سنة 1953م : " إن "إنسان بلتداون" ليس إلا قضية تزوير وخداع تمت بمهارة من قبل أناس محترفين، فالجمجمة تعود لإنسان معاصر. أما عظام الفك فهي لقرد "أورانج" بعمر عشر سنوات، والأسنان أسنان إنسان غرست بشكل اصطناعي وركبت على عظام الفك. وظهر كذلك أن العظام عوملت بمحلول ديكرومايت البوتاسيوم لإحداث آثار بقع للتمويه وإعطاء شكل تاريخي قديم لها"

نقض الدارونية

يجدر التنبيه بداية إلى أن نظرية دارون، وإن لاقت شهرة واسعة، وغدت مادة تدرس – في فترة ما – في المدارس والجامعات بقوة دفع الملحدين، إلا أنها لم تتعد في نظر العلماء مصطلح النظرية، أي أنها لم تصل وفق المصطلح العلمي إلى مرتبة الحقيقة العلمية، وإنما هي مجموعة من الافتراضات في تفسير نشأة الحياة، وقد كرّ عليها العلماء بالنقض والإبطال، وذكروا وجوها متنوعة في نقضها، منها:
أنها نظرية قاصرة فهي لم تفسر جميع ظواهر الحياة في هذا الكون، فهي لا تقدم أي تفسير لأصل الحشرات مع أنها تمثل 80 % من مجموع الحيوانات، فهل تطورت تلك الحشرات أم بقيت على ما هي عليه، ولِمَ لَمْ يجر عليها قانون التطور ؟!!.وكذلك لم تقدم نظرية دارون أي تفسير عن أصل القوارض، مع أن أعدادها هائلة وتزيد على أعداد الثدييات الأخرى.
ولم تقدم نظرية دارون كذلك أيَّ تفسير لأصل الطيران بجميع أشكاله، فأصله غير معروف تماماً. فهي لا تقدم أيَّ تفسير لكيفية ظهور الطيران لدى الحشرات، والخفافيش، والطيور!!
إذن ما قيمة نظرية لا تقوم بتفسير 90 % من الظواهر التي من المفترض تناولها، وهل هناك نظرية علمية أخرى أبدت عجزها عن تفسير 90 % من الظواهر التي تصدّت لتفسيرها ؟ وهل يمكن أن تقبل الأوساط العلمية مثل هذه النظرية ؟ هذا مع التسليم بأنها فسرت النسبة الباقية تفسيرا علميا صحيحا !!
ومن أوجه نقض نظرية دارون - وهذا يَرِدُ على أنصار النظرية من الملاحدة -، هو في سؤالهم عن كيفية انتقال الحياة من جمادٍ ميت ؟! ولقد أجابوا عن ذلك بأن الانتقال تم فجأة ومصادفة، ولا يخفى أن جواب المصادفة ليس جواباً علمياً، بل جوابٌ يصادم العلم، لأنه كلما زادت معلوماتنا عن الخلية الحية، ومدى تعقيدها تأكدنا أكثر وأكثر مدى استحالة ظهورها مصادفة. ويكفي أن نعلم أن جزيئات D.N.A الموجودة في الإنسان، تحتوي على معلومات لو قمنا بتسجيلها على الورق لاحتجنا لـ 900 ألف صفحة تقريباً، وهذا يعادل 34 ضعف المعلومات الواردة في دائرة المعارف البريطانية. فكيف يمكن إذن أن تظهر الخلية إلى الوجود مصادفة ؟ وقد عُلم من تطبيق قوانين الاحتمالات الرياضية استحالة تكوّن جزيئة واحدة من البروتين عن طريق المصادفة، خلال أضعاف عمر الكون، فكيف يمكن ظهور خلية واحدة حيّة بطريق المصادفة ؟ هذا ما لم يستطع الملاحدة الجواب عنه ولن يستطيعوا !!

ومن أوجه نقض نظرية دارون أنها تدعي أن الأحياء قد تطورت من خلية واحدة إلى أحياء ذات خلايا متعددة، ثم تشعّبت مساراتها في التطور، حتى ظهرت الأحياء الحالية، التي تبلغ أعدادها عدة ملايين. لذا فحسب هذه النظرية لابد من وجود عشرات الحلقات الوسطى أو الحلقات الانتقالية بين كل نوعين، أي أن عدد أحياء الحلقات الوسطى يجب أن تبلغ عشرات ومئات الملايين، ولكن لم يتم العثور حتى الآن على أي حلقة وسطى. ولم يصح الزعم القائل بأن طائر "الاركيوتاتريكس" يمثل الحلقة الوسطى بين الزواحف والطيور، لأنه تم العثور على متحجرة طائر في نفس العهد الذي عاش فيه "الاركيوتاتريكس". لذا لا يمكن أن يكون طائر "الاركيوتاتريكس" جَدَّاً وسلفاً للطيور، بينما كانت هناك طيور حقيقية تعيش معه.
كما قدّم التطوريون بعض الجماجم التي تعود لقرود -كانت تعيش سابقاً ثم انقرضت- وكأنها الحلقات المفقودة بين الإنسان والقرد. وكل هذه الجماجم مدار شك ونقاش حتى من قبل علماء التطور أنفسهم، وسبق أن ذكرنا تزويرهم لإنسان بلتداون. ولو كانت نظرية التطور صحيحة لكان من المفترض أن نعثر على مئات الآلاف من متحجرات الأحياء، التي تمثل الحلقات الوسطى الانتقالية بين الأنواع.
وهذا الفشل الذريع في الحصول على هذه المتحجرات (لأنها غير موجودة أصلاً)، هو الذي دفع بعض علماء التطور إلى البحث عن مخرج من هذه الورطة الكبيرة، التي تهدد بإعدام نظرية التطور، فزعموا أن التطور حصل فجأة، ودون مراحل انتقالية، ولم يستطيعوا أن يقدموا لهذه الفرضية الخيالية أي دليل . وبهذا دخلت نظرية التطور في طريق مسدود، وخف الداعون لها، ومن راقب الحال بين ما كان لهذه النظرية من بريق ولمعان، وبين ما آلت إليه من خفوت وضمور، علم ما وصلت إلية نظرية دارون، وصدق الله إذ يقول: { ﴿بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون ﴾}(سورة الأنبياء - الآية: 18)
مراجع أساسية للمقال:
1. قصة الإيمان بين الفلسفة والعلم والإيمان.. الشيخ نديم الجسر.
2. حقيقة الخلق ونظرية التطور .. فتح الله كولن.
الشبكة الاسلامية

يتبع ان شاء الله

حاتم ناصر الشرباتي
09-25-2007, 09:44 PM
الداروينيــة


التعــريف:
تنتسب الحركة الفكرية الداروينية إلى الباحث الإِنجليزي تشارلز داروين الذي نشر كتابه "أصل الأنواع" سنة 1859م والذي طرح فيه نظريته في النشوء والارتقاء مما زعزع القيم الدينية، وترك آثاراً سلبية على الفكر العالمي.

التأسيــس وأبـــرز الشخــصيات:
- تشارلز داروين: صاحب هذه المدرسة، وهو باحث إنجليزي نشر في سنة 1859م كتابه "أصل الأنواع" وقد ناقش فيه نظريته في النشوء والارتقاء معتبراً أصل الحياة خلية كانت في مستنقع آسن قبل ملايين السنين، وقد تطورت هذه الخلية ومرّت بمراحل منها، مرحلة القرد، انتهاء بالإِنسان، وهو بذلك ينسف الفكرة الدينية التي تجعل الإِنسان منتسباً إلى آدم وحواء ابتداء.
- آرثر كيت: دارويني متعصب، يعترف بأن هذه النظرية لا تزال حتى الآن بدون براهين فيضطر إلى كتابتها من جديد وهو يقول: "إن نظرية النشوء والارتقاء لا زالت بدون براهين، وستظل كذلك، والسبب الوحيد في أننا نؤمن بها هو أن البديل الوحيد الممكن لها هو الإِيمان بالخلق المباشر وهذا غير وارد على الإطلاق".
- جوليان هكسلي: دارويني ملحد، ظهر في القرن العشرين، وهو الذي يقول عن النظرية:
"هكذا يضع علم الحياة الإِنسان في مركز مماثل لما أُنعم عليه كسيد للمخلوقات كما تقول الأديان".
"من المسلَّم به أن الإِنسان في الوقت الحاضر سيد المخلوقات ولكن قد تحل محله القطة أو الفأر".
- ويزعم بأن الإِنسان قد اختلق فكرة "الله" إبان عصر عجزه وجهله، أما الآن فقد تعلم وسيطر على الطبيعة بنفسه، ولم يعد بحاجة إليه، فهو العابد والمعبود في آن واحد.
- يقول: "بعد نظرية داروين لم يعد الإِنسان يستطيع تجنب اعتبار نفسه حيواناً".
- ليكونت دي نوي: من أشهر التطوريين المحدثين، وهو في الحقيقة صاحب نظرية تطورية مستقلة.
- د. هـ. سكوت: دارويني شديد التعصب، يقول: "إن نظرية النشوء جاءت لتبقى، ولا يمكن أن نتخلى عنها حتى ولو أصبحت عملاً من أعمال الاعتقاد".
- برتراند راسل: فيلسوف ملحد، يشيد بالأثر الدارويني مركزاً على الناحية الميكانيكية في النظرية، فيقول: "إن الذي فعله جاليلاي ونيوتن من أجل الفلك فعله داروين من أجل علم الحياة".

الأفــكار والمعتقــدات:
أولاً: نظريـة دارويـن: تدور هذه النظرية حول عدة أفكار وافتراضات هي:
- يفترض داروين أن أصل الكائنات العضوية ذات الملايين من الخلايا كائن حقير ذو خلية واحدة.
- تفترض النظرية تطور الحياة في الكائنات العضوية من السهولة وعدم التعقيد إلى الدقة والتعقيد.
- تتدرج هذه الكائنات من الأحط إلى الأرقى.
- الطبيعة وهبت الأنواع القوية عوامل البقاء والنمو والتكيف مع البيئة لتصارع الكوارث وتندرج في سلم الرقي مما يؤدي إلى تحسن نوعي مستمر ينتج عنه أنواع راقية جديدة كالقرد، وأنواع أرقى تتجلى في "الإِنسان". بينما نجد أن الطبيعة قد سلبت تلك القدرة من الأنواع الضعيفة فتعثرت وسقطت وزالت. وقد استمد داروين نظريته هذه من قانون "الانتقاء الطبعي" لمالتوس.
- الفروق الفردية داخل النوع الواحد تنتج أنواعاً جديدة مع مرور الأحقاب الطويلة.
- الطبيعة تعطي وتحرم بدون خطة مرسومة، بل خط عشوائي، وخط التطور ذاته متعرج ومضطرب لا يسير على قاعدة مطردة منطقية.
- النظرية في جوهرها فرضية بيولوجية أبعد ما تكون عن النظريات الفلسفية.
- تقوم النظرية على أصلين كل منهما مستقل عن الآخر:
-1 المخلوقات الحية وجدت في مراحل تاريخية متدرجة ولم توجد دفعة واحدة. وهذا
الأصل من الممكن البرهنة عليه.
-2 هذه المخلوقات متسلسلة وراثياً ينتج بعضها عن بعض بطريق التعاقب خلال عملية
التطور البطيئة الطويلة. وهذا الأصل لم يتمكنوا من بهنته حتى الآن لوجود
حلقة أو حلقات مفقودة في سلسلة التطور الذي يزعمونه.
- تفترض النظرية أن كل مرحلة من مراحل التطور أعقبت التي قبلها بطريقة حتمية، أي أن العوامل الخارجية هي التي تحدد نوعية هذه المرحلة. أما خط سيرها ذاته بمراحله جميعها فهو خط مضطرب لا يسعى إلى غاية مرسومة أو هدف بعيد لأن الطبيعة التي أوجدته غير عاقلة ولا واعية، بل إنها خبط عشواء.

ثانياً: الآثار التي تركتها النظرية:
- قبل ظهور النظرية كان الناس يدعون إلى "حرية الاعتقاد" بسبب الثورة الفرنسية، ولكنهم بعدها أعلنوا إلحادهم الذي انتشر بطريقة عجيبة وانتقل من أوروبا إلى بقاع العالم.
- لم يعد هناك أي معنى لمدلول كلمة: آدم، حواء، الجنة، الشجرة التي أكل منها آدم وحواء، الخطيئة (التي صلب المسيح ليكفّر عنها ويخلص البشرية من أغلالها حسب اعتقاد النصارى).
- سيطرت الأفكار المادية على عقول الطبقة المثقفة وأوحت كذلك بمادية الإِنسان وخضوعه لقوانين المادة.
- تخلت جموع غفيرة من الناس عن إيمانها بالله تخلياً تاماً أو شبه تام.
- عبادة الطبيعة، فقد قال داروين: "الطبيعة تخلق كل شيء ولا حدّ لقدرتها على الخلق".
وقال: "إن تفسير النشوء والارتقاء بتدخل الله هو بمثابة إدخال عنصر خارق للطبيعة في وضع ميكانيكي بحت".
- لم يعد هناك جدوى من البحث في الغاية والهدف من وجود الإِنسان لأن داروين قد جعل بين الإِنسان والقرد نسباً بل زعم أن الجدّ الحقيقي للإِنسان هو خلية صغيرة عاشت في مستنقع راكد قبل ملايين السنين.
- أهملت العلوم الغربية بجملتها فكرة "الغائية" بحجة أنها لا تهم الباحث العلمي ولا تقع في دائرة عمله.
- استبد شعور باليأس والقنوط والضياع وظهرت أجيال حائرة مضطربة ذات خواء روحي.
- طغت على الحياة فوضى عقائدية، وأصبح هذا العصر عصر القلق والضياع.
- كانت نظرية داروين إيذاناً وتمهيداً لميلاد نظرية فرويد في التحليل النفسي، وميلاد نظرية برجسون في الروحية الحديثة، وميلاد نظرية سارتر في الوجودية، وميلاد نظرية ماركس في المادية. وقد استفادت هذه النظريات جميعاً من الأساس الذي وضعه داروين واعتمدت عليه في منطلقاتها وتفسيراتها للإِنسان والحياة والسلوك.
- زعم داروين أن الإِنسان حيوان كسائر الحيوانات مما هزّ المشاعر والمعتقدات.
- الإِنسان في نظرهم ما هو إلاّ مرآة تنعكس عليها تقلبات الطبيعة المفاجئة وتخبطاتها غير المنهجية.
"فكرة التطور" أوحت بحيوانية الإِنسان، و "تفسير عملية التطور" أوحت بماديته.
- نظرية التطور البيولوجية انتقلت لتكون فكرة فلسفية داعية إلى التطور المطلق في كل شيء تطور لا غاية له ولا حدود، وانعكس ذلك على الدين والقيم والتقاليد. وساد الاعتقاد بأن كل عقيدة أو نظام أو خُلُق هو أفضل وأكمل من غيره ما دام تالياً له في الوجود الزمني.
- يقول برتراند راسل: "ليس ثمة كمال ثابت ولا حكمة لا تقوم بعدها وأي اعتقاد نعتقده ليس بباق مدى الدهر، ولو تخيلنا أنه يحتوي على الحق الأبدي فإن المستقبل كفيل بأن يضحك منا".
- استمد ماركس من نظرية داروين مادية الإِنسان وجعل مطلبه في الحياة ينحصر في الحصول على "الغذاء والسكن والجنس" مهملاً بذلك جميع العوامل الروحية لديه.
- استمد فرويد من نظرية داروين حيوانية الإنسان وكوّن منها مدرسته في التحليل النفسي، وقد فسّر السلوك الإِنساني معتمداً عل الدافع الجنسي الوحيد في ذلك، فالإِنسان عنده حيوان جنسي لا يملك إلاّ الانصياع لأوامر الغريزة وإلاّ وقع فريسة الكبت المدمر للأعصاب.
- استمد دور كايم من نظرية داروين حيوانية الإِنسان وماديته وجمع بينهما بنظرية العقل الجمعي.
- استفاد برتراند راسل من ذلك بتفسيره لتطور الأخلاق الذي تطور عنده من المحرم (التابو) إلى أخلاق الطاعة الإِلهية ومن ثم إلى أخلاق المجتمع العلمي.
- والتطور عند فرويد أصبح مفسراً للدين تفسيراً جنسياً: "الدين هو الشعور بالندم من قتل الأولاد لأبيهم الذي حرمهم من الاستمتاع بأمهم ثم صار عبادة للأب، ثم عبادة الطوطم، ثم عبادة القوى الخفية في صورة الدين السماوي، وكل الأدوار تنبع وترتكز إلى عقدة أوديب".

ثالثاً: دور اليهود والقوى الهدامة في نشر هذه النظرية:
- لم يكن داروين يهودياً، بل كان نصرانياً، ولكن اليهود والقوى الهدامة وجدوافي هذه النظرية ضالتهم المنشودة فعملوا على استغلالها لتحطيم القيم في حياة الناس.
- تقول بروتوكولات حكماء صهيون: "لا تتصوروا أن تصريحاتنا كلمات جوفاء ولاحظوا هنا أن نجاح داروين وماركس ونيتشه قد رتبناه من قبل، والأثر غير الأخلاقي لاتجاهات هذه العلوم في الفكر الأممي سيكون واضحاً لنا على التأكيد".
- نلاحظ السرعة المذهلة التي طبقت بها النظرية وذلك دليل على وجود أصابع خفية مستفيدة من نشرها علماً بأنها كانت وما تزال مجرد نظرية لا تستند إلى براهين.
- التقديس والتمجيد الخارق العجيب لداروين الذي اعتبر محرر الفكر البشري، ووصف بأنه قاهر الطبيعة.
- ميل الصحف بشكل كامل إلى صفّه ضدّ الكنيسة والتشهير بأعداء النظرية وذلك لأن معظم الصحف تعود ملكيتها لليهود وأتباعهم.

رابعاً: نقــادها:
- نقدها آغاسيز في إنجلترا، وأوين في أمريكا: "إن الأفكار الداروينية مجرد خرافة علمية وأنها سوف تنسى بسرعة". ونقدها كذلك العالم الفلكي هرشل ومعظم أساتذة الجامعات في القرن الماضي.
- كرسي موريسون: "إن القائلين بنظرية التطور لم يكونوا يعلمون شيئاً عن وحدات الوراثة "الجينات" وقد وقفوا في مكانهم حيث يبدأ التطور حقاً، أعني عند الخلية".
- أنتوني ستاندن صاحب كتاب (العلم بقرة مقدسة) يناقش الحلقة المفقودة وهي ثغرة عجز الداروينيون عن سدّها فيقول: "إنه لأقرب من الحقيقة أن نقول: إن جزءاً كبيراً من السلسلة مفقودة وليس حلقة واحدة، بل إننا لنشك في وجود السلسلة ذاتها".
- ستيوارت تشيس: "أيّد علماء الأحياء جزئياً قصة آدم وحواء كما ترويها الأديان، وإن الفكرة صحيحة في مجملها".
- أوستن كلارك: "لا توجد علامة واحدة تحمل على الاعتقاد بأن أيّاً من المراتب الحيوانية الكبرى ينحدر من غيره، إن كل مرحلة لها وجودها المتميز الناتج عن عملية خلق خاصة متميزة، لقد ظهر الإِنسان على الأرض فجأة وفي نفس الشكل الذي تراه عليه الآن".
- أبطل باستور أسطورة التوالد الذاتي، وكانت أبحاثه ضربة قاسية لنظرية داروين.

خامساً: الداروينية الحديثة:
- اضطرب أصحاب الداروينية الحديثة أمام النقد العلمي الذي وُجِّهَ إلى النظرية، ولم يستطيعوا أمام ضعف نظريتهم إلا أن يخرجوا بأفكار جديدة تدعيماً لها وتدليلاً على تعصبهم الشديد حيالها، فأجروا سلسلة من التبديلات منها:
إقرارهم بأن قانون الارتقاء الطبيعي قاصر عن تفسير عملية التطور واستبدلوه بقانون جديد أسموه قانون التحولات المفاجئة أو الطفرات، وخرجوا بفكرة المصادفة.
أُرغموا على الاعتراف بأن هناك أصولاً عدة تفرعت عنها كل الأنواع وليس أصلاً واحداً كما كان سائداً في الاعتقاد.
أُجبروا على الإِقرار بتفرد الإِنسان بيولوجياً رغم التشابه الظاهري بينه وبين القرد، وهي النقطة التي سقط منها داروين ومعاصروه.
كل ما جاء به أصحاب الداروينية الحديثة ما هو إلا أفكار ونظريات هزيلة أعجز من أن تستطيع تفسير النظام الحياتي والكوني الذي يسير بدقة متناهية بتدبير الحكيم "الذي أعطى كلَّ شيء خلقه ثم هدى".
- لقد عرفت هذه الفكرة قبل داروين، وقد لاحظ العلماء بأن الأنواع المتأخرة في الظهور أكثر رقياً من الأنواع المتقدمة ومن هؤلاء: راي باكنسون، لينو.
- قالوا: "بأن التطور خطة مرسومة فيها رحمة للعالمين" ولكن نظريتهم وصفت بأنها لاهوتية فنسيت داخل معامل الأحياء.

الجــذور الفكرية والعقائــدية:
- استوحى داروين نظريته من علم دراسة السكان، ومن نظرية مالتوس بالذات. فقد استفاد من قانونه في الانتخاب أو الانتقاء والذي يدور حول إفناء الطبيعة للضعفاء لمصلحة الأقوياء.
- استفاد من أبحاث "ليل" الجيولوجية حيث تمكن من صياغة نظرية ميكانيكية للتطور.
- صادفت هذه النظرية جواً مناسباً إذ كان ميلادها بعد زوال سلطان الكنيسة والدين، وبعد الثورة الفرنسية والثورة الصناعية حيث كانت النفوس مهيأة لتفسير الحياة تفسيراً مادياً بحتاً، ومستعدة لتقبل أي طرح فكري يقودها إلى مزيد من الإِلحاد والبعد عن التفسيرات اللاهوتية، مصيبة كانت أم مخطئة.

الانتشار ومواقع النفــوذ:
بدأت الداروينية سنة 1859م، وانتشرت في أوروبا، انتقلت بعدها إلى جميع بقاع العالم، وما تزال هذه النظرية تدرس في كثير من الجامعات العالمية. كما أنها قد وجدت أتباعاً لها في العالم الإِسلامي بين الذين تربّوا تربية غربية، ودرسوا في جامعات أوروبية وأمريكية.

أبو يحيى الموحد
10-10-2011, 11:47 PM
ولا تعليق على هذا الموضوع الكبيير!