المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيان :السموات السبع ما هي، و هل هي مرئية



عُبَيّدُ الّلهِ
04-18-2016, 11:32 AM
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبى بعده وعلى اله وصحبه،

... لا زلت على رأيى فى السماوات السبعة وان معناها موقوف على السلف وكيفيتها يحددها العلم وحقائقه الكونية
ومستعد لمناظرة اى احد ...

## تم تعديل إشرافي

عُبَيّدُ الّلهِ
04-19-2016, 04:10 PM
ازالة التباس
انا لم اقصد انه لاتوجد سبع سموات طباق كما في حديث الاسراء وانها سموات
مبنية وانما قصدت في هذه الاية وهي قوله تعالى (الم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا وجعل القمر فيهن نورا) ان المقصود فيها هي طبقات الغلاف وليس السموات السبع المعلومة من الدين بالضرورة كما في حديث الاسراء
اعوذ بالله ان انكر وجود السموات السبع لماذا هذا الفهم !!!
انما اردت ان اوضح فقط ماجاء في هذه الاية بخصوصها
ولا انا انكرها،ولكن هذه السماوات فى حديث المعراج هى غيبية وليست مشهودة وهى موجودة داخل السماوات المشهودة،فالنبى صلى الله عليه وسلم زار السماوات ولكنه لم يرها كلها بل رأى ما اراده الله ان يراه من مواضع الانبياء والارواح والملائكة وهى موجودة فى السماوات المنظورة ولكنها غيبية كما أن النار موجودة فى كوكب الارض المنظور ولكنها غيبية وكما أن عالم البرزخ موجود فى اليابسة المنظورة ولكنها غيبية وكما أن الجن والشياطين موجودة معنا فى عالمنا المنظورة ولكنها شبه غيبية مطلقا فلا نعلم عنهم إلا اقل القليل.

مشرف 3
04-19-2016, 04:37 PM
يا عبيد الله ، هل قال بهذا أحد قبلك ، و ما دليله ؟ أم هو اجتهاد شخصي و معلوم أن القول في القرآن و في الدين بمحض الرأي محرّم ؟ و لا تعد مجددا إلى وصفنا بالتعصب ، نحن مع الدليل ..
بالنسبة لعوالم البرزخ و النار و أنها في الأرض و عوالم الملأ الأعلى التي رآها النبي عليه السلام ليلة المعراج و أن ذلك في السموات هذه قد علمناها بالنص حتى دون حاجة إلى اجتهاد من أحد .. لكن الجديد كان من عندك هذه المرة و هو أنك ادعيت بأن الكون المشهود من كواكب و نجوم و مجرات هو نفسه السموات السبع لا أنه السماء الدنيا كما اصطلح على ذلك جمهور السلف و الخلف و كما جاء بذلك صريح القرآن !!
ما يعني أنك تزعم بأن الكون ينتهي مباشرة عند سابع سماء حيث العرش ، و النص صريح في أن العرش سقف الجنة و الجنة ليست داخل هذا الكون من سموات و أرض بل عرضها كعرض السموات و الأرض مسافة و مساحة و اتساعا، فأين إذن تنتهي السموات السبع المتداخلة مع الكون كما تقول و بهذا الاعتبار خاصة مع العلم بأن الكون يزداد اتساعا بسرعة خيالية كل ثانية ؟ و فهل الكون يتخطى و يخترق بقوانينه الفيزيائية عوالم السموات محكمة البناء و التي قضى الله في كل واحدة منها أمرها و جعل لها أبوابا موصدة أم هي خليط كما تقول و فوضى و عوالم عبرها الإنسان و يسعى لتخطيها بأجهزته البشرية الأرضية ... ؟؟
تفضل إذن برد هذه الإشكالات و هي غيض من فيض و أن تتحفنا بالدليل و نرجو أن لا تراوح مكانك و تتهم غيرك بالتعصب و أنك أفهم بمراد الآيات ممن سلف و خلف و كما فعلت في غير هذا الموضع !!

عُبَيّدُ الّلهِ
04-19-2016, 10:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم وبه تعالى نستعين

يا عبيد الله ، هل قال بهذا أحد قبلك ، و ما دليله ؟ أم هو اجتهاد شخصي و معلوم أن القول في القرآن و في الدين بمحض الرأي محرّم ؟ و لا تعد مجددا إلى وصفنا بالتعصب ، نحن مع الدليل ..
يا اخى فى الله،اتقى الله ولا ترمينى بما ليس فى،فأنا لا اتحدث عن معانى شاذة بل عن المعانى القرأنية للسبع الطباق،
والدور على ان اسئلك:السلف كانوا يقولون بأن الارض على ظهر حوت وانها ثابتة لاتدور وان السماء ثابتة لا تدوروان كوكب الزهرة تجسد لاغواء هاروت وماروت فهل تؤمن بهذا؟
اما قولك هل قال احد بهذا فيكفينى ان السلف اثبتوا رؤية السماوات السبع بالعين كما فى ظاهر القرأن وهذا ثابت فى كلام الحسن البصرى وعبد الله بن عمرو وغيرهم

بالنسبة لعوالم البرزخ و النار و أنها في الأرض و عوالم الملأ الأعلى التي رآها النبي عليه السلام ليلة المعراج و أن ذلك في السموات هذه قد علمناها بالنص حتى دون حاجة إلى اجتهاد من أحد .. لكن الجديد كان من عندك هذه المرة و هو أنك ادعيت بأن الكون المشهود من كواكب و نجوم و مجرات هو نفسه السموات السبع لا أنه السماء الدنيا كما اصطلح على ذلك جمهور السلف و الخلف و كما جاء بذلك صريح القرآن !!هذا الكلام كذب على السلف الصالحين
فهناك من السلف من قال إن ضوء القمر فى السماوات السبع،قال ابو الشيخ فى العظمة:

حدثنا الوليد بن أبان ، حدثنا الحسين بن علي ، قال : قرئ على عامر ، عن أسباط ، عن السدي ، رحمه الله تعالى : { وجعل القمر فيهن نورا } : " جعل ضوء القمر فيهن جميعا كضوئه في السماء الدنيا ، والنور : الضوء ، وجعل الشمس فيهن سراجا
وقال ابو الشيخ فى العظمة:

حدثنا الوليد ، حدثنا عمرو بن سعيد ، حدثنا إسحاق يعني ابن راهويه ، حدثنا الفضل بن موسى ، عن الحسين بن واقد ، عن معمر ، عن قتادة ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما في قوله : { وجعل القمر فيهن نورا } قال : " وجهه يضيء السماوات ، وظهره يضيء الأرض " أخبرنا أحمد بن الحسين الحذاء ، حدثنا علي بن المديني ، حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا أشعث ، عن الحسن ، رحمه الله مثله
وقال الحاكم فى المستدرك:

أخبرني محمد بن صالح بن هانئ ، ثنا الحسين بن الفضل ، ثنا عفان بن مسلم ، ثنا حماد بن سلمة ، عن يونس ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، { وجعل القمر فيهن نورا } قال : " وجهه إلى العرش وقفاه إلى الأرض " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه
وليس لى ان اقول بالترجيح ولكن رأيى الشخصى ان هذين الرأيين يمكن الجمع بينهما لأن المقصود بالشمس والقمر فى كثير من الايات القرأنية هو اضوائهما وانوارهما وليس اجرامهما الكونية فقد اخرج ابو الشيخ وغيره عن كعب الاحبار:

حدثنا الوليد بن أبان ، عن أبي حاتم ، حدثنا أبو صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن أبي الزاهرية ، عن كعب ، رحمه الله تعالى قال : " خلق الله تبارك وتعالى القمر من نور ألا ترى أنه قال : { وجعل القمر فيهن نورا } ، وخلق الشمس من نار ألا ترى أنه قال : { وجعل الشمس سراجا } ، والسراج لا يكون إلا من النار
هذا الكلام السابق ليس خرافة علمية بل النور يقصد به كعب الاحبار الضوء والنار يقصد بها الحرارة وهذا الاثر السابق عن كعب الاحبار يجعل الايات القرأنية والاحاديث النبوية التى اثارت استشكالات كغروب الشمس فى عين حمئة وطلوع الشمس وسجودها تحت العرش فكل هذا ليس مخالفا للعلم وليس مجازا كما قال البعض ولكنه حقيقى ولكن الشمس لاتفعل ذلك بجرمها وجسدها بل بضوئها وقياسا على ذلك فالقمر المقصود والشمس المقصودة أنهما يضيئان السماوات فى اية نوح هى الاضواء التى تنعكس داخل الغلاف الجوى فيمكن الجمع علميا بين كلام عبد الله بن عمرو رضى الله عنه وباقى السلف بشرط أن يكون معنى السماوات هى طبقات الغلاف الجوى.


ما يعني أنك تزعم بأن الكون ينتهي مباشرة عند سابع سماء حيث العرش ، و النص صريح في أن العرش سقف الجنة و الجنة ليست داخل هذا الكون من سموات و أرض بل عرضها كعرض السموات و الأرض مسافة و مساحة و اتساعا، فأين إذن تنتهي السموات السبع المتداخلة مع الكون كما تقول و بهذا الاعتبار خاصة مع العلم بأن الكون يزداد اتساعا بسرعة خيالية كل ثانية ؟ اتقى الله يا اخى،فالجنة عرضها كعرض السماء تفسيرها فى اية اخرى"عرضها السماوات والارض"والجنة كما هو معلوم فى السماء السابعة ولا يمكن قياس الجنة على الكون المنظور لأن الغيب لا يُقاس على الشهادة.

و فهل الكون يتخطى و يخترق بقوانينه الفيزيائية عوالم السموات محكمة البناء و التي قضى الله في كل واحدة منها أمرها و جعل لها أبوابا موصدة أم هي خليط كما تقول و فوضى و عوالم عبرها الإنسان و يسعى لتخطيها بأجهزته البشرية الأرضية ... ؟؟العلم الانسانى لم يعرف إلا خمسة فى المائة من مادة الكون وطاقته فلا يصح ان نقيس المجهول على المجهول ونضرب اخماسا فى اسداس فلنتوقف على ما جاءنا بلا تحريف او غلو

تفضل إذن برد هذه الإشكالات و هي غيض من فيض و أن تتحفنا بالدليل و نرجو أن لا تراوح مكانك و تتهم غيرك بالتعصب و أنك أفهم بمراد الآيات ممن سلف و خلف و كما فعلت في غير هذا الموضع !!لا اشكال ولله الحمد
المشكلة كلها انك تخلط بين معانى الايات القرأنية وكيفيتها ولو قلنا بأن كيفية الايات القرأنية موقوفة على معارف وعلوم السلف فهذا يعنى:
اولا ان تؤمن بأن كوكب الارض مخلوق على ظهر النون وهو الحوت لأن السلف كابن عباس فهموا ذلك
ثانيا ان كوكب الارض وكذلك غلافه الجوى وفضاؤه الكونى القريب والبعيد لا يتحركون لأن السلف كابن مسعود فهموا ذلك
ثالثا ان تؤمن ان ايام خلق السماوات والارض الستة بألف سنة فقط وليست ملايين السنوات الضوئية لأن السلف فهموا ذلك
رابعا أن تؤمن بأن الشمس والنجوم كابراج خلقوا بعد كوكب الارض وليس قبله كما يقول العلم لأن السلف لم يفرقوا بين الشمس كضوء وكنجم
ولدى المزيد ولكن انتظر الجواب

مشرف 3
04-20-2016, 01:02 AM
قلت لك أين دليلك و رحت تجدف يمينا و شمالا ، و في النهاية لم تأت بدليل، سوى أنك أظهرت لنفسك و للقارئ فساد منهجك في الإستدلال و الترجيح و أنك لا تنتهي إلى رأي واضح صريح مرتكز على الدليل الواضح الصريح ، و هذا طبعا لعدم معرفتك بطريقة السلف من محدثين و مفسرين و فقهاء و غيرهم في الترجيح بين الأقوال و التمييز بين صحيحها و سقيمها، فكل ما تملك هو التمسك بشاذ من التفاسير و الأقوال على عدم علمك بصحتها و حتى لو لم يثبت لديك سندها و لو عارض متنها صريح القرآن و السنة، و اتهام غيرك بالتعصب لأنه خالف هواك ، فحين يظهر لك أن الحق مع فلان من السلف تزكيه ،و ترمي بخلافه و لو كان هو الغالب على أقوال السلف و تأتي بمرجوح التفاسير و سفسافها و أضعفها لتقدح في هذا الغالب بدعوى أن بعض التفاسير من هذا القبيل ... هذا باختصار منهجك و كل ما لديك، و هو يضرب بعرض الحائط كل ما تذهب إليه حتى لو كان صحيحا لأنه لا يقوم على أساس متين و هو بناء الترجيح بين الأقوال على :

- أولا : أن يكون المذهب في التفسير معتمدا على أصح التفاسير كالطبري و البغوي و ابن كثير
- ثانيا : أن يكون متوافقا بالأساس مع مجمل الأدلة القرآنية و الحديثية وإلا فلا عبرة بقول فلان أو علان مع ورود النص و هذا منهج أهل السنة و الحديث
- ثالثا : أن يكون التفسير المعين هو الراجح عند المفسر المجتهد أو غالب المفسرين في حال لم يرد نص قطعي الدلالة
- رابعا : أن تأخذ - بعد المقارنة بين التفاسير المعتمدة - بالأصح و بالأثبت من الأدلة و الأقوال لا ما يوافق هواك و الأصح و الاثبت طبعا ما ينبني على تتبع كل الأقوال و ليس بالإنتقائية و الترامي على ما يوافق هواك

هذا و لا ينبغي اعتقاد العصمة في أقوال السلف و الآثار و التفاسير خاصة عندما ترد بخلاف المشهور و ما عليه الجمهور مع العلم أن التفاسير ليست على مرتبة واحدة لا من حيث أسانيدها و لا من حيث استيعابها للمجموع الأدلة و لأصح الأقوال و أرجحها.

و اعمل على هذه القاعدة : لو كان الأمر باجتهاد العوام لم يلزمنا تفسير و لو كان علينا الأخذ بكل ما في التفاسير لم يلزم الترجيح من قبل مفسر لتفسير على حساب آخر لكنه العمل بالدليل و بهذه القواعد التي غابت عنك هو الحكم في الموضوع و هو المنهج الأصح و الأسلم.

قال شيخ الاسلام في ''مقدمة في اصول التفسير'' في الحكم على التفاسير : " أَمَّا التَّفَاسِيرُ الَّتِي فِي أَيْدِي النَّاسِ فَأَصَحُّهَا تَفْسِيرُ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِيرٍ الطَّبَرِيِّ فَإِنَّهُ يَذْكُرُ مَقَالَاتِ السَّلَفِ بِالْأَسَانِيدِ الثَّابِتَةِ وَلَيْسَ فِيهِ بِدْعَةٌ وَلَا يَنْقُلُ عَنْ الْمُتَّهَمَيْنِ كمُقَاتِلِ بْنِ بُكَيْر وَالْكَلْبِيِّ " اهـ .
و قال رحمه الله في ''منهاج السنة النبوية'' : " وَإِذَا كَانَ فِي بَعْضِ كُتُبِ التَّفْسِيرِ الَّتِي يُنْقَلُ مِنْهَا . الصَّحِيحُ وَالضَّعِيفُ، مِثْلِ تَفْسِيرِ الثَّعْلَبِيِّ وَالْوَاحِدِيِّ وَالْبَغَوِيِّ، بَلْ وَابْنِ جَرِيرٍ وَابْنِ أَبِي حَاتِمٍ، لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدُ رِوَايَةِ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ دَلِيلًا عَلَى صِحَّتِهِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ ; فَإِنَّهُ إِذَا عُرِفَ أَنَّ تِلْكَ الْمَنْقُولَاتِ فِيهَا صَحِيحٌ وَضَعِيفٌ، فَلَا بُدَّ مِنْ بَيَانِ أَنَّ هَذَا الْمَنْقُولَ مِنْ قِسْمِ الصَّحِيحِ دُونَ الضَّعِيفِ " اهـ

و على ضوء هذه القواعد المحكمة نرد عليك قولك و نعتبره من الأخذ بالمرجوح حتى لو ثبت فعلا أن له مستندا من أقوال السلف، كيف و لا سند له !

تقول، و لن أصفك هنا بالكاذب و لكن بالواهم حتى لا أخاطبك بجنس خطابك، لأنه ليس من منهج السلف و إلا وجدنا عندهم تكذيب كل من خالفهم حتى لو كان أعلم لمجرد اختلاف في القول (لكنك بالفعل ناقضت نفسك حين حذفت أثرا أدرجته خلال مداخلتك و في مطلعها تحديدا لأحد أئمة السلف إذ لم يوافق هواك فليتك كنت منصفا مع نفسك و تركته للقارئ ليعلم مدى علمك بل مدى تخليطك، و ذلك الأثر جاء فيه صراحة أن القمر في السماء الدنيا و هو ما لم يعجب أخانا عبيد الله فحذفه و هنا سيتهمنا طبعا بكذب آخر) :


اما قولك هل قال احد بهذا فيكفينى ان السلف اثبتوا رؤية السماوات السبع بالعين كما فى ظاهر القرأن وهذا ثابت فى كلام الحسن البصرى وعبد الله بن عمرو وغيرهم


تقول : أثبتوا رؤية السموات ، و أقول لك أين ذلك ؟ لم تأت بدليل، و لننظر فيما أتيت به :


فهناك من السلف من قال إن ضوء القمر فى السماوات السبع،قال ابو الشيخ فى العظمة:
حدثنا الوليد بن أبان ، حدثنا الحسين بن علي ، قال : قرئ على عامر ، عن أسباط ، عن السدي ، رحمه الله تعالى : { وجعل القمر فيهن نورا } : " جعل ضوء القمر فيهن جميعا كضوئه في السماء الدنيا ، والنور : الضوء ، وجعل الشمس فيهن سراجا
وقال ابو الشيخ فى العظمة:
حدثنا الوليد ، حدثنا عمرو بن سعيد ، حدثنا إسحاق يعني ابن راهويه ، حدثنا الفضل بن موسى ، عن الحسين بن واقد ، عن معمر ، عن قتادة ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما في قوله : { وجعل القمر فيهن نورا } قال : " وجهه يضيء السماوات ، وظهره يضيء الأرض " أخبرنا أحمد بن الحسين الحذاء ، حدثنا علي بن المديني ، حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا أشعث ، عن الحسن ، رحمه الله مثله
وقال الحاكم فى المستدرك:
أخبرني محمد بن صالح بن هانئ ، ثنا الحسين بن الفضل ، ثنا عفان بن مسلم ، ثنا حماد بن سلمة ، عن يونس ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس رضي الله عنهما ، { وجعل القمر فيهن نورا } قال : " وجهه إلى العرش وقفاه إلى الأرض " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه


هل هذا كل ما لديك ، هل هذا هو أصح التفاسير ؟ قال أبو الشيخ في العظمة .. قال أبو الشيخ في العظمة ... و كأن العظمة لأبي الشيخ الذي تستند عليه يضاهي كتب التفاسير المعتمد صحة و ترجيحا ؟؟؟ و كان يكفيك أن تنظر في قيمة هذا الكتاب من خلال محققه رضاء الله المباركافوري و الذي نبه إلى أنه يحتوي على الكثير من الأحاديث الواهية و الموضوعة لتنئى عنه و تلجأ إلى أصح التفاسير فضلا عن أن تجعله العمدة في هذا المقام و كأننا ما زلنا في العلم نمتص أصابعنا !!
و ليس ببعيد أننا تكلمنا عن اعتمادك على الهزيل من المصادر و غريب الآثار لتدعم آراءك الشاذة ..
و قد جاء في الشريط الآخر الذي أحلنا عليه الأخ الأحمدي ما يفيد إجماع المفسرين تقريبا على أن القمر و إن وصف بأنه نور في السموات فالمقصود أنه داخلها و موجود في أحدها و هي السماء الدنيا لا فيها جميعا ، مع اعتماد المفسرين طبعا في ترجيحهم لهذا القول على أصح الآثار و الأسانيد لا على مثل الغث و السمين الذي جئت به هنا.

و مع ذلك ليس في القول بأن نور القمر في السموات جميعا ما يفيد أن السماء الدنيا تحت القمر و أنها متصلة بالأرض متمثلة في الغلاف الجوي لأن نوره يشمله، فإما أن تتحدث عن القمر و موضعه من السموات و تتقيد في ذلك بالنص و مذهب الجمهور أو تتحدث عن النور دون أن تلصقه بالغلاف الجوي و تعتبر هذا الغلاف هو السماء الدنيا دون دليل و لا تخصيص مخصص.


وليس لى ان اقول بالترجيح ولكن رأيى الشخصى ان هذين الرأيين يمكن الجمع بينهما لأن المقصود بالشمس والقمر فى كثير من الايات القرأنية هو اضوائهما وانوارهما وليس اجرامهما الكونية فقد اخرج ابو الشيخ وغيره عن كعب الاحبار:
حدثنا الوليد بن أبان ، عن أبي حاتم ، حدثنا أبو صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن أبي الزاهرية ، عن كعب ، رحمه الله تعالى قال : " خلق الله تبارك وتعالى القمر من نور ألا ترى أنه قال : { وجعل القمر فيهن نورا } ، وخلق الشمس من نار ألا ترى أنه قال : { وجعل الشمس سراجا } ، والسراج لا يكون إلا من النار
هذا الكلام السابق ليس خرافة علمية بل النور يقصد به كعب الاحبار الضوء والنار يقصد بها الحرارة وهذا الاثر السابق عن كعب الاحبار يجعل الايات القرأنية والاحاديث النبوية التى اثارت استشكالات كغروب الشمس فى عين حمئة وطلوع الشمس وسجودها تحت العرش فكل هذا ليس مخالفا للعلم وليس مجازا كما قال البعض ولكنه حقيقى ولكن الشمس لاتفعل ذلك بجرمها وجسدها بل بضوئها وقياسا على ذلك فالقمر المقصود والشمس المقصودة أنهما يضيئان السماوات فى اية نوح هى الاضواء التى تنعكس داخل الغلاف الجوى فيمكن الجمع علميا بين كلام عبد الله بن عمرو رضى الله عنه وباقى السلف بشرط أن يكون معنى السماوات هى طبقات الغلاف الجوى.


أن الشمس تغرب في عين حمئة ، هذا بالنسبة لذي القرنين ، أي فيما بدا له ، فلا حجة فيه. و حديث طلوع الشمس وسجودها تحت العرش لا علاقة له لأنه لا يخبر بمكان الشمس من السموات فلا حجة فيه .. و لا يطرح إشكالا قط.
و لا غرو أنك تتأرجح في اجتهاداتك الخاصة جدا بين الغث و السمين و بين الإسرائيليات كما هو الحال هنا لتثبت للقراء أنك فعلا أتيت بجديد و أنك ذلك الباحث الذي له السبق إلى أغرب الأقوال و أندرها !!
إسمع يا عبيد الله، لم يحتج أحد من السلف أو الخلف بمادة خلق الشمس و القمر من حرارة أو نور في الدلالة على مكان أو نفي مكان كما تريد أن نصل، هذا محض رأي منك محدث بلا دليل إن لم أقل محض افتراء و ليّ للنصوص و أقوال السلف لتوافق هواك، و بالتالي أنت لا تزال مطالبا بأن :
- تأتي بدليل قطعي على أن الشمس و القمر بجرميهما فوق السماء الدنيا و أنهما من مرئيات السموات العلى
- و تأتي بدليل يدل على التخصيص بأن نورهما هو المقصود ب (فيهن) ما يحملك على أن تستدل على مكانهما فتقول بأن نورهما شامل للعالمين السفلي و العلوي و تدعي في الوقت ذاته بأنهما نور للغلاف الجوي و أنه المراد بالسماء الدنيا حين أخبرنا القرآن بأنهما زينة لهذه السماء و أنها مخصوصة بذلك دون باقي السموات في إشارة صريحة إلى إبطال القول بأن المقصود هو النور دون الجرم.


اتقى الله يا اخى،فالجنة عرضها كعرض السماء تفسيرها فى اية اخرى"عرضها السماوات والارض"والجنة كما هو معلوم فى السماء السابعة ولا يمكن قياس الجنة على الكون المنظور لأن الغيب لا يُقاس على الشهادة.


يبدو أنك معتاد على الرد بانتقائية و هذا ليس لصالحك ،فإما أن تجيب على ما قلناه هنا جملة و تفصيلا و إلا فدع :


ما يعني أنك تزعم بأن الكون ينتهي مباشرة عند سابع سماء حيث العرش ، و النص صريح في أن العرش سقف الجنة و الجنة ليست داخل هذا الكون من سموات و أرض بل عرضها كعرض السموات و الأرض مسافة و مساحة و اتساعا، فأين إذن تنتهي السموات السبع المتداخلة مع الكون كما تقول و بهذا الاعتبار خاصة مع العلم بأن الكون يزداد اتساعا بسرعة خيالية كل ثانية


و أنت لم تجب، فأجب هل سيتوسع الكون على حساب العالم العلوي أم تعتقد بأن العالم العلوي شبه وهمي أو هلامي حتى يتداخل الأجرام السماوية و الجنة العالية في بعضهما ؟؟
و أنت لم تجبنا سابقا عن سؤال إن كانت الطائرات الحافلة بالعهر و التبرج أو مركبات الملاحدة و اللادينيين تمر في السماء من فوق أبينا آدم عليه السلام طالما تعتبر السماء الدنيا قريبا منا متمثلة في الغلاف الجوي و بحجة أن ذلك عالم غيبي ؟؟


العلم الانسانى لم يعرف إلا خمسة فى المائة من مادة الكون وطاقته فلا يصح ان نقيس المجهول على المجهول ونضرب اخماسا فى اسداس فلنتوقف على ما جاءنا بلا تحريف او غلو


هذا أيضا كالذي قبله ليس جوابا ، قلنا :

فهل الكون يتخطى و يخترق بقوانينه الفيزيائية عوالم السموات محكمة البناء و التي قضى الله في كل واحدة منها أمرها و جعل لها أبوابا موصدة أم هي خليط كما تقول و فوضى و عوالم عبرها الإنسان و يسعى لتخطيها بأجهزته البشرية الأرضية ... ؟؟

فأنت ما بين أمرين إما أنك تقول بأن هذا الكون المرئي و حتى حدود آخر مجرة هو السموات السبع ليس غير بما استدللت به غير مرة على أن السموات السبع مرئية أو تكفر بهذا القول و تعترف بان السموات السبع لم يصل إليها العلم فضلا عن أن تدركها الرؤية و هنا ينتهي النقاش التي بدأته،

عُبَيّدُ الّلهِ
04-20-2016, 07:34 AM
كل هذا الكلام والاتهامات خرجت منها بإشكالين عندك:
الاشكالية الاولى عندك:لا دليل من كلام السلف على ما اقول،وسأجيبك بعد ان اجيب على الاشكالية الثانية إن شاء الله
الاشكالية الثانية:مخالفة ما اقول لحقائق العلم الكونى،فأما هذه الثانية فمشكلتك انك لم تُفرق بين السماوات الغيبية التى زارها النبى صلى الله عليه وسلم فى رحلة المعراج وبين السماوات الطباق المشهودة وهذه ليست مشكلتى فقد عرضت لرأيى امام الميع وقلت فى اكثر من موضوع ان الادلة من التنزيل ان السماء كالارض لها جانب مشهود وجانب غيبى ولا يصح قياس هذا على ذاك ولو كان ذلك وسيلة لانكار السبع الطباق لكان الاولى بنا ان ننكر عوالم الجن والبرزخ والملائكة لأن العلم لم يكتشفها على كوكب الارض،فهذا الكلام الكثير الذى تعيد وتزيد فيه قياس المشهودعلى الغيب انت تعلم انه لا يصح.
فلا يصح ابدا ان تسئل إذا كانت السماء السابعة هى الفضاء الكونى والفضاء الكونى يتسع ويتسارع فلابد ان تتسع الجنة لان الجنة فى السماء السابعة،هذا كلام لا يستقيم ابدا وقد رددت عليك فيه فى موضوع قديم وقلت لك ساعتها ان هذا الكلام عليك وليس لك، لأن حديث المعراج وحديث صعود الروح وحديث نزول الملائكة اثبتوا جميعا وجود جنات فى السماء الدنيا كالمكان الذى قابل فيه النبى عليه الصلاة والسلام ادم عليه السلام فالأن اسئلك:ادم يعيش فى السماء الدنيا بروحه فهل المكان الذى فيه يتسع قياسا على زعمك ان الكون هو السماء الدنيا؟
واما قولك اننى ينبغى ان اثبت ان العرش مرئى لكى يكون كلامى صحيحا فقد تجاهلت الرد عليه اكثر من مرة لانه لا يليق بحوار بين من يُفترض انهم من طلبة العلم الا يكون واحد منهما لا يعلم ان العرش والكرسى تفصلهما عن السماوات مسافات بينية هائلة والعرش تحديدا بينه وبين السماء السابعة بحر،فالعرش بجانب كونه غيب هو خارج السماوات السبع اصلا!
نعود إلى الاشكالية الاولى وهى عدم وجود دليل وماذا عن كل هذا:
قال الطبرى رحمه الله

يقول تعالى ذكره: مخبراً عن صفته { الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِباقاً } طبقاً فوق طبق، بعضها فوق بعض.

وقوله: { ما تَرَى في خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفاوُت } يقول جلّ ثناؤه: ما ترى في خلق الرحمن الذي خلق لا في سماء ولا في أرض، ولا في غير ذلك من تفاوت، يعني من اختلاف. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { ما تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفاوُتٍ }: ما ترى فيهم من اختلاف.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله { منْ تَفَاوُتٍ } قال: من اختلاف.

وقال الطبرى رحمه الله
يقول تعالى ذكره مخبراً عن قيل نوح صلوات الله وسلامه عليه، لقومه المشركين بربهم، محتجاً عليهم بحجج الله في وحدانيته: { أَلمْ تَروْا } أيها القوم فتعتبروا { كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِباقاً } بعضها فوق بعض والطباق: مصدر من قولهم: طابقت مطابقة وطباقاً. وإنما عني بذلك: كيف خلق الله سبع سموات، سماء فوق سماء مطابقة.

وقوله: { وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } يقول: { وجعل القمر في السموات السبع نوراً } { وَجَعَلَ الشَّمْسَ } فيهن { سراجاً }. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا معاذ بن هشام، قال: ثني أبي، عن قتادة { ألَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَموَاتٍ طِباقاً وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَل الشَّمْسَ سِرَاجاً } ذُكر لنا أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان يقول: إن ضوء الشمس والقمر نورهما في السماء، اقرءوا إن شئتم: { أَلمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِباقاً }... إلى آخر الآية.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، عن عبد الله بن عمرو أنه قال: إن الشمس والقمر وجوههما قِبَل السموات، وأقفيتهما قِبَل الأرض، وأنا أقرأ بذلك آية من كتاب الله: { وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً }.
وقال الطبرى رحمه الله

يقول تعالى ذكره: { وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ }: وسقفنا فوقكم، فجعل السقف بناء، إذ كانت العرب تسمي سقوف البيوت، وهي سماؤها بناءً، وكانت السماء للأرض سقفاً، فخاطبهم بلسانهم، إذ كان التنزيل بلسانهم، وقال: { سَبْعاً شِدَاداً } إذ كانت وثاقاً محكمة الخلق، لا صدوع فيهنّ ولا فطور، ولا يبليهن مرّ الليالي والأيام.
والكلام من الله عزوجل لمشركى العرب عن السبع الشداد كان كلاما عما يشهدونه لا ما هو غيب ولهذا ربط الطبرى وغيره بينها وبين السبع الطباق.

مجرّد إنسان
04-20-2016, 08:07 AM
والله رأيي أن تتوجه إلى منتدى الألوكة أو ملتقى أهل التفسير أو ملتقى أهل الحديث للنقاش في ذلك....ليس هذا هو المكان المناسب

عُبَيّدُ الّلهِ
04-20-2016, 09:05 AM
والله رأيي أن تتوجه إلى منتدى الألوكة أو ملتقى أهل التفسير أو ملتقى أهل الحديث للنقاش في ذلك....ليس هذا هو المكان المناسبوانا ارى ان نستطلع رأى الادارة كلها وليس مجرد فرد في الادارة يفرض رأيه فإن كان هذا رأيها فهو ما ينبغى على الجميع وانا اولهم فعله،جزاك الله خيرا

عُبَيّدُ الّلهِ
04-20-2016, 09:14 AM
معذرة لم انتبه لهذه
تقول، و لن أصفك هنا بالكاذب و لكن بالواهم حتى لا أخاطبك بجنس خطابك، لأنه ليس من منهج السلف و إلا وجدنا عندهم تكذيب كل من خالفهم حتى لو كان أعلم لمجرد اختلاف في القول (لكنك بالفعل ناقضت نفسك حين حذفت أثرا أدرجته خلال مداخلتك و في مطلعها تحديدا لأحد أئمة السلف إذ لم يوافق هواك فليتك كنت منصفا مع نفسك و تركته للقارئ ليعلم مدى علمك بل مدى تخليطك، و ذلك الأثر جاء فيه صراحة أن القمر في السماء الدنيا و هو ما لم يعجب أخانا عبيد الله فحذفه و هنا سيتهمنا طبعا بكذب آخر) :انا لا انكر الاثر عن عبد الله بن عمرو ولكنه سيفتح جدالا لا ينتهى حول هذه الايات،فالاثر صحيح والمعنى صحيح ولكن الكيف ليس كما توهمته انت بل الكيف يتعلق بأضواء النجوم لا اجرامها.

مشرف 3
04-20-2016, 08:01 PM
تقديم، بين يدي الرد على مداخلة الأخ عبيد الله :

الحمد لله،
أعتقد أن تحرير المسألة لا يستحق كل هذه الزوبعة و كل هذا الإصرار منك يا أخانا عبيد الله و كأنك تتمسك بنص صريح ملزم و كأن قولنا هو الشاذ و ليس قولك و أعجب ما في كلامك أن توصينا بالتقوى و لا توصي نفسك، خاصة أني بحثت في المسألة و بحثت و طالت قراءتي حولها منذ زمن بعيد و لم أجد أبدا من قال مقالتك .. و لا قريبا منها.
و قد نبهتك أن مسألة كيفية السموات السبع خلقا و هيئة على عظم شأنها و لكونها غيبا لا يجوز أن تكون محط اجتهاد و نظر شخصي حتى من مفسر مجتهد مطلق فضلا عن طالب علم في نهايات القرن العشرين، فالمسألة متعلقة رأساً بالدليل و بما فهمه جمهور السلف من الآيات و الأحاديث الصحاح مجتمعة لا متعلقة برأي أوحد حتى لو كان رأي صحابي، و بما أن الأمر يتعلق بتفسير علمي فهي مسألة لا تزال بالنسبة لنا أكبر من كل مبحث علمي و من كل النظريات الحديثة ، فلسنا هنا بصدد الحديث عن جناح الذباب أو عن مراحل خلق الجنين أو عن ظلمات البحر اللجي و البرازخ المائية و الجلد و الناصية و ما إلى ذلك مما في متناول البشر البحث فيه و تسعه علومهم.. و قد سبق أن استشهدنا على ضلال رأيك المخالف الذي وصلت إليه و أي رأي مماثل يتحدث عن صفة السموات دون دليل قطعي بكلام حكيم للشيخ الشعراوي رحمه الله مستدلا فيه بقول الله تعالى : مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا.

بمعنى أنه عندما تأتي آيات مثل قوله تعالى : ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا، و قوله تعالى : أولم ير الذين كفروا أن السموات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما.

هنا على العاقل الرزين أن يتوقف على مقالة السلف و لا يذهب بعيدا فيضرب نصوص القرآن ببعضها و هو يقرأ : ما أشهدتهم خلق السموات و الأرض.

و قد تعرض بعض المفسرين كابن كثير و القرطبي و الفيروزبادي و غيرهم لآية الطباق هنا بالشرح قوله تعالى : (ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا) و هي النص الوحيد الذي تستدل به من الوحي على إمكان رؤية السموات السبع، أقول، تعرضوا له بشرح لا أعلم خلافه في أن الرؤية هنا بمعنى العلم ما دامت متعلقة بالخلق '' كيف خلق الله السموات'' أي كيف خلقها حال خلقها فمعلوم بالمشاهدة قبل النقل أن السموات السبع لا تدخل في مجال المشاهدة و إلا كنا نراها رأي العين طبقة فوق طبقة و هذا مستحيل فاقتضى أن تؤول الرؤية هنا بالعلم كما أولت بذلك في آية الرتق و الفتق.
و قد حكى الشنقيطي رحمه الله أقوال المفسرين في تفسير الآية و زاده بيانا و تفصيلا يستحق أن أورده هنا بطوله ، فقال :

ولكن كيف تقول: وكما شاهدت خلق السماوات سبعاً طباقاً فإن القادر على ذلك قادر على بعثك. والحال أن الإنسان لم يشاهد خلق السموات سبعاً طباقاً، ولا رأى كيف خلقها الله سبعاً طباقاً، والإشكال هنا هو كيف قيل لهم: { أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ }.
والكيف للحال والهيئة، وهم لم يشاهدوها كما قال تعالى:
[الكهف: 51]. { مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ }
وكيف يستدلون بالمجهول عندهم على المغيب عنهم؟
وهنا تساءل ابن كثير تساؤلاً وارداً، وهو قوله: { طِبَاقاً } أي واحدة فوق واحدة، وهل هذا يتلقى من جهة السمع فقط؟ أو هو من الأمور المدركة بالحس، مما علم من التسيير والكسوفات. وأظنه يعني التسيير من السير، فإن الكواكب السبعة السيارة يكسف بعضها بعضاً، فأدناها القمر في السَّماء الدنيا وذكر الكواكب السبعة في السماوات السبع، وكلام أهل الهيئة ولم يتعرض للإشكال بحل يركن إليه.
وقال القرطبي: قوله تعالى: { أَلَمْ تَرَوْاْ } كيف على جهة الاخبار لا المعاينة.
كما تقول: ألم تر كيف فعلت بفلان كذا؟
وعلى كلام القرطبي يرد السؤال الأول، إذا كان ذلك على جهة الإخبار، فكيف يجعل الخبر دليلاً على خبر آخل لا يدرك إلا بالسمع؟
والجواب عن ذلك مجملاً مما تشير إليه آيات القرآن الكريم كالآتي:
أولاً: أن تساؤل ابن كثير هل يتلقى ذلك من جهة السمع فقط؟ أو هو من الأمور المدركة بالحس، لا محل له لأنه لا طريق إلا النقل فقط، كما قال تعالى:
{ مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ }
[الكهف: 51] أي آدم. فلم نعلم كيف خلق ولا كيف سارت الروح في جسم جماد صلصال، فتحول إلى جسم حساس نام ناطق.
وأما قول القرطبي: إنه على جهة الإخبار لا المعاينة، فهو الذي يشهد له القرآن.
ويجيب القرآن على السؤال الوارد عليه، وذلك في قوله تعالى:
{ قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا فِيۤ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَآءً لِّلسَّآئِلِينَ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ٱئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ }
[فصلت: 9-13].
لأن الله تعالى خاطب هنا الكفار قطعاً لقوله:
{ قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ }
[فصلت: 9].
وخاطبهم بأمور مفصلة لم يشهدوها قطعاً من خلق الأرض في يومين، ومن تقدير أقواتها في أربعة أيام ومن استوائه إلى السَّماء وهي دخان.
ومن قوله لها وللأرض:
{ ٱئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْها }
[فصلت: 11].
ومن قولهما:
{ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ }
[فصلت: 11].
ومن قضائهن سبع سماوات في يومين.
ومن وحيه في كل سماء أمرها.
كل ذلك تفصيل لأمور لم يشهدوها ولم يعلموا عنها بشيء، ومن ضمنها قضاؤه سبع سماوات، فكان كله على سبيل الإخبار لجماعة الكفار.
وعقبه بقوله:
{ ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ }
[فصلت: 12] فكان مقتضى هذا الإخبار وموجب هذا التقدير من العزيز العليم، أن يصدقوا أو أن يؤمنوا. وهذا من خصائص كل إخبار يكون مقطوعاً بصدقه من كل من هو واثق بقوله: يقول الخبر، وكان لقوة صدقه ملزم لسامعه، ولا يبالي قائله بقبول السامع له أو إعراضه عنه.
ولذا قال تعالى بعد ذلك مباشرة { فإِنْ أَعْرَضُواْ } أي بعد إعلامهم بذلك كله، فلا عليك منهم:
{ فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ }
[فصلت: 13].
وحيث إن الله خاطبهم هنا { أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ } فكان هذا أمر لفرط صدق الإخبار به، كالمشاهد المحسوس الملزم لهم؟

وقد جاءت السنة وبينت تلك الكيفية أنها سبع طباق بين كل سماء، والتي تليها مسيرة خمسمائة عام، وشمل كل سماء وسمك كل سماء مسيرة خمسمائة عام.
وقد يقال: إن الرؤية هنا في الكيفية حاصلة بالعين محسوسة، ولكن في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج حيث عرج به ورأى السبع الطباق، وكان يستأذن لكل سماء. ومشاهدة الواحد من الجنس كمشاهدة الجميع، فكأننا شاهدناها كلنا لإيماننا بصدقه صلى الله عليه وسلم، ولحقيقة معرفتهم إياه صلى الله عليه وسلم في الصدق من قبل. والعلم عند الله تعالى. انتهى

أقول :
أما ما يخالف هذا القول و هو القول برؤية السموات السبع الطباق بالعين المجردة فهذا مذهب أهل الهيئة و هم الفلكيون المسلمون في عهود السلف الخالية و هم في صنيعهم ذلك بمثابة من فسر القرآن علميا في العصر الحديث دون مستند من نصوص الوحي و أو مفاهيم السلف. و قد حكى ذلك بعض المفسرين لا نصرة لقولهم و إنما من باب الاستئناس فقط كابن كثير و غيره ، و إذ لا أصل له لم يحتجوا به و إلا لكانوا على الأقل ذكروه في سياق القول بأن الأجرام السماوية داخلة في نطاق السموات و هذا ما لم يقل به أحد من أهل التفسير و لا غيرهم حتى جاء أخونا عبيد الله فقال مقالته المشابهة لمقالة الفلكيين دونهم.

و غاية ما تستند إليه هو الأثر المروي عن عبد الله بن عمرو الذي وافق فيه كعب الأحبار :
أخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب قال: احتمع عبد الله بن عمرو بن العاص وكعب الأحبار وقد كان بينهما بعض العتب فتعاتبا فذهب ذلك، فقال عبد الله بن عمرو لكعب: سلني عما شئت فلا تسألني عن شيء إلا أخبرتك بتصديق قولي من القرآن، فقال له: أرأيت ضوء الشمس والقمر أهو في السموات السبع كما هو في الأرض؟ قال نعم: ألم تروا إلى قول الله: " خلق الله سبع سماوات طباقا * وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا ".

و ليس كل قول كعب حجة في كتاب الله و لو احتج به من احتج من الصحابة و معلوم تفرد عبد الله بن عمرو في ذلك دونهم.

قال ابن كثير رحمه الله :
" ... فَإِنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ لَمَّا أَسْلَمَ فِي زَمَنِ عُمَرَ كَانَ يَتَحَدَّثُ بَيْنَ يَدَيْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِأَشْيَاءَ مِنْ عُلُومِ أَهْلِ الْكِتَابِ ، فَيَسْتَمِعُ لَهُ عُمَرُ تَأْلِيفًا لَهُ وَتَعَجُّبًا مِمَّا عِنْدَهُ مِمَّا يُوَافِقُ كَثِيرٌ مِنْهُ الْحَقَّ الَّذِي وَرَدَ بِهِ الشَّرْعُ الْمُطَهَّرُ ، فَاسْتَجَازَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ نَقْلَ مَا يُورِدُهُ كَعْبُ الْأَحْبَارِ ; لِهَذَا الْمَعْنَى ، وَلَمَّا جَاءَ مِنَ الْإِذْنِ فِي التَّحْدِيثِ عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، لَكِنَّ كَثِيرًا مَا يَقَعُ فِيمَا يَرْوِيهِ غَلَطٌ .
وَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي كَعْبِ الْأَحْبَارِ : " وَإِنْ كُنَّا مَعَ ذَلِكَ لَنَبْلُو عَلَيْهِ الْكَذِبَ " انتهى من " البداية والنهاية " (1/34-35) .

و عليه فكلام عبد الله بن عمرو رضي الله عنه جاء على سبيل التوفيق بين آية الطباق
و الحكاية الاسرائيلية لكعب و ليس لأن له أصلا في الوحي.

و حتى لو قبلنا بهذا الأثر تفسيرا للآية و بجانبه بعض أقوال السلف في نور القمر و أنه قِبَلَ السموات فهو لا يدل دلالة قطعية على وجود الأجرام السماوية بما فيها الشمس و القمر في السموات العلى و إنما كلامهم رحمهم الله عن النور و الضوء دون الأجرام. كما أنك تقول بأن نور القمر و ضوء الشمس ينتهيان بالمقابل إلى السماء الدنيا بمعنى الغلاف الجوي و ليس ذواتهما طبعا.

و لذلك أصر على القول أنه لا دليل عندك على ما تقول و تفردت به و أن غاية سعيك و ما جهدت في طرحته هنا في هذه المسألة من قبل و إلى اليوم هو أنك تحاول التوفيق فحسب بين رأيك و بين النصوص مع أن أيّاً منها لا يقتضي قولك و تحاول أن تجلب من أقوال السلف ما يعضد قولك لا أنه بالفعل هو قول أحدهم و لا أنه قول المفسرين المتقدمين أو المتأخرين، و لأنك لا تجد ما يدعم رأيك صراحة تلجأ إلى الانتصار لرأيك بوجود المطعون فيه من التفسيرات المروية عن السلف من قبيل الأحاديث الضعيفة و الموضوعة، مع علمك باختلاف التفاسير من حيث مراتب الصحة و الضعف و أن منها راجحا و مرجوحا و مردودا و إذ لا عصمة لبشر دون الأنبياء لكن ينبغي تحري الصحة وعدم التقدم بين يدي السلف برأي خاصة في كتاب الله و بالأخص في مسألة غيبية كبرى كهذه.

و قبل الشروع في الرد على نقاط في مداخلتك الأخيرة، أستميح القارئ عذرا بالعودة إلى بعض سطور لم أرد عليها من مداخلة الأخ التي سبقت الأخيرة مع تضمين هذا الرد تمهيدا للرد النهائي :

وذلك قول الأخ عبيد الله :


اما قولك هل قال احد بهذا فيكفينى ان السلف اثبتوا رؤية السماوات السبع بالعين كما فى ظاهر القرأن وهذا ثابت فى كلام الحسن البصرى وعبد الله بن عمرو وغيرهم

أقول :
أولا ً،

ما دليلك على أن السموات السبع مشهودة كلها ؟ لم تأت به ! و لم تخبرنا بما قلت هنا أنه ظاهر القرآن و لا بكلام الحسن البصري ... فقط أثر عبد الله بن عمرو وسنبسط فيه القول إن شاء الله.
كما أنك اتهمتنا بالكذب على السلف الصالحين عندما قلنا لك :


ادعيت بأن الكون المشهود من كواكب و نجوم و مجرات هو نفسه السموات السبع لا أنه السماء الدنيا كما اصطلح على ذلك جمهور السلف و الخلف و كما جاء بذلك صريح القرآن !!

أولا و قبل الرجوع إلى ما قاله السلف و استدللت به من تفاسيرهم حول آية الطباق و تحديدا الآية التالية التي تحدثت عن نور القمر و عن الشمس، أريد أن يكون القارئ على علم مجددا بأن أقوال السلف جميعا في هذه الآية ليس فيها ما يدل مطلقا على أن الغلاف الجوي هو السماء الدنيا كما سيتضح و إنما أقصى ما تدل عليه أن الشمس و القمر نيّران مضيئان في السماء الدنيا لأهل الأرض ، و منهم من قال يضيئان السموات و فيه نظر .. باعتبار أن نورهما محصور في السماء الدنيا.
فعلى الرغم من قول من قال منهم رحمهم الله بأن الشمس و القمر يضيئان السموات فلا أحد منهم أبطل القول مع ذلك بأنهما في السماء الدنيا. إذ أن الحديث عن نور القمر و الشمس هو غير الحديث عن جرميهما صراحة فلم يقل أحد بأنهما بذاتهما داخل السموات العلى و إنما نورهما و ضوءهما فحسب و هذا واضح جلي من كلامهم.

و حتى يكون القارئ على بينة من ذلك لا بد أن ندرج أقوال السلف أولا في تفسير آية سورة نوح و من بينها قول عبد الله بن عمرو و الحسن البصري :

لنبدأ بأقدم تفاسير السلف فالأحدث :

تفسير مجاهد / مجاهد بن جبر المخزومي (ت 104 هـ
و هو معاصر للحسن البصري يقول :

{ وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ سِرَاجاً }
أَخبرنا عبد الرحمن، قال: ثنا إِبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس في قوله: { وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } [الآية: 16]. قال: القمر وجهه إِلى السموات وقفاه إِلى أَهل الأَرض.
القمر وجهه إلى السموات و ليس فيها كما تدعي على السلف ، و أن هذا ما فهموه من القرآن ، و لا ندري في أي سماء تزعم وجوده في الثانية أم الرابعة أم ماذا .. و حينئذ يكون وجهه إلى ماذا ؟؟ إلى سموات فوق السموات ؟؟؟؟؟

تفسير عبد الرزاق الصنعاني (ت 211 هـ)
و هو ممن روى عنه الإمام أحمد الحديث ، و سنده في تفسير الآية أقرب سندا إلى عبد الله بن عمرو من الإمام الطبري، يقول :
حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: { وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً }: [الآية: 16]، أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: إنَّ الشمس والْقَمَرَ وجوههما قِبَلَ السَّمَاوَات وأقفيتهما قِبَلَ الأرض.

وجوههما قبل السموات ، ما معنى قبل السموات (و الغريب أنك استدللت بنحو هذا الأثر و هو عليك و ليس لك) ؟

ماذا تفهم من قول الله تعالى : لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ. هل يعني ذلك أن وجوهنا في المشرق و المغرب أم باتجاههما ؟

تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ)
{ وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } يعني ضياءاً لبني آدم وإنما قال فيهن أراد به سماء الدنيا لأنها إحداهن

تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ)
{ وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً }؛ قال ابنُ عبَّاس: (وَجْهُهُ فِي السَّمَاءِ وَقَفَاهُ فِي الأَرْضِ)، فالقمرُ وإنْ كان في السَّماء الدُّنيا، فإنَّما يلِي السَّماواتِ منه يُضِيءُ لهم، وما يلِي الأرضَ منه يضيءُ لأهلِ الأرض.
قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ سِرَاجاً }؛ أي سِرَاجاً للعالَم يُبصِرُون بها منافعَ دُنياهم، كما أنَّ المصباحَ سراجٌ الإنسانِ في البيت الْمُظلِمِ، قال عبدُالله بن عمرَ: (وَجْهُ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ إلَى السَّمَاوَاتِ، وَقَفَاهُمَا إلَى الأَرْضِ، يُضِيئَانِ فِي السَّمَاءِ، كَمَا يُضِيئَانِ فِي الأَرْضِ).

البغوى (516 هـ) : وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا وجعل القمر فيهن نورا قال الحسن يعني في السماء الدنيا كما يقال اتيت بني تميم وانما اتى بعضهم وفلان متوار في دور بني فلان وانما هو في دار واحده وقال عبد الله بن عمرو ان الشمس والقمر وجوههما الى السماوات وضوء الشمس ونور القمر فيهن واقفيتهما الى الارض ويروى هذا عن ابن عباس.

فعبد الله بن عمرو و معه بن عباس الذي يروي عنه يقولان : ان الشمس والقمر وجوههما الى السماوات ، لا في السموات، إن كنت تفهم العربية ، و زادا هذا المعنى تأكيدا قولهما أن الكلام ليس عن الجرمين و إنما عن الضوء و النور ..

و أما عن التفسيرات التي جاءت بعد تفسير البغوي فهي تقريبا متفقة على أن الشمس و القمر منتميان إلى السماء الدنيا ، على الرغم من كل الآثار الصحيحة و الضعيفة في الحديث عن امتداد ضوء و نور الشمس و القمر إلى السموات، امتداد نورهما و ضوئهما لا جرميهما.

ثانيا :


أنت بقولك إن للسموات السبع المبنية ظاهرا و باطنا متناقض لا نعرف لك فيه قرارا ، فأنت تقول من وجه أنها طباق و أنها مرئية و هنا نسألك طالما الأمر متعلق بالرؤية البصرية أين هي الطباق و أين هي حدودها و فواصلها و أين هي أبوابها على مداخلها، و من وجه آخر تزعم أن السموات السبع و إن كانت تبدو مبعثرة في الظاهر فلها صفة غيبية تدل على إحكامها، و هنا تناقض معنى قول الله تعالى في أن خلق السموات السبع مادي بل يفصل و يقول سبحانه أن أصلها دخان، إلا أن تزعم بأنها مخفية عن الأنظار و هذا يناقض قولك الأول في أنها مرئية بحجة القياس على خلق الملائكة و النار و هذا القياس يكفي لتعلم بطلانه أن الله تعالى أخبر عن هذه الأشياء مطلقا كغيبيات فقياسك لا وجه له مع الآيات التي تصف الآيات بالمادية و أنها مرئية كما تقول أيضا ، و منها قوله تعالى :

(ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) سورة فصلت

فما فهمناه من قولك أن السموات السبع الظاهرة ليست طباقا بما أننا لا نرى الطبقات و إنما الطباق هي السموات الغيبية التي ولج منها رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة المعراج فكيف توجه هذا التناقض و كيف تخرج نفسك من هذا الإشكال ؟؟

يتبع غدا إن شاء الله الرد النهائي على مداخلتك الأخيرة برقم 8# و في مطلعها :



مخالفة ما اقول لحقائق العلم الكونى،فأما هذه الثانية فمشكلتك انك لم تُفرق بين السماوات الغيبية التى زارها النبى صلى الله عليه وسلم فى رحلة المعراج وبين السماوات الطباق المشهودة وهذه ليست مشكلتى فقد عرضت لرأيى امام الجميع وقلت فى اكثر من موضوع ان الادلة من التنزيل ان السماء كالارض لها جانب مشهود وجانب غيبى ...

عُبَيّدُ الّلهِ
04-20-2016, 08:20 PM
الاخ مشرف3 يكثر الكلام والاتهامات ولم ينطق بكلمة عن النقطة الاساسية التى تكلمت فيها ويتجاهل كلام الطبرى الذى جئت به والذى فيه اثبات ان المقصود برؤية السبع الطباق عند السلف هو الرؤية البصرية،وقبل الامام القرطبى رحمه الله لم يقل احد إن الرؤية للطباق علمية وسياق الايات بجانب كلام السلف انها بصرية(فأرجع البصر)و(بنينا فوقكم سبعا)وفى سورة النبأ كان الحق عزوجل ينادى اهل الشرك ويعدد عليهم النعم ولا يُعقل انه يخاطبهم بالغيب ليؤمنوا به،السلف العظام ومن تبعهم بإحسان فهموا ايات السبع الطباق والسبع الشداد على انها رؤية بالعين والمفسرون الاوائل كذلك وسياق هذه الايات واضح وصريح قبل كلام الطبرى وقبل كلام السلف أن السماوات الطباق مرئية ويعضد ايات السبع الطباق والسبع الشداد قوله تعالى:
أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185)الاعراف
قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101) يونس

عُبَيّدُ الّلهِ
04-20-2016, 08:22 PM
اعيد كلام الطبرى فى اثبات ان السبع الطباق مرئية:
وقوله: { ما تَرَى في خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفاوُت } يقول جلّ ثناؤه: ما ترى في خلق الرحمن الذي خلق لا في سماء ولا في أرض، ولا في غير ذلك من تفاوت، يعني من اختلاف. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { ما تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفاوُتٍ }: ما ترى فيهم من اختلاف.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله { منْ تَفَاوُتٍ } قال: من اختلاف
فهذا يكفى لمن هو بصير

عُبَيّدُ الّلهِ
04-20-2016, 08:32 PM
اخر كلمة لى فى هذا الموضوع:النبى صلى الله عليه وسلم زعيم بيت فى ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا،وانا ارجو ان اكون فى بيت زعيمه محمد صلى الله عليه وسلم
فأنا انسحب من النقاش بعد ان عرضت اكثر ما عندى ولامجال للجدال الذى لا يؤدى إلى ظهور الحق بل يكون ضرره اكبر من نفعه،
الذين يصممون على رأيهم يكررون نفس الكلام الذى رددت عليه قبلا ويتبعون المتشابه من القرأن الكريم ليحرفوا الكلم عن مواضعه ويجعلون المشهود غيبا!
لا مجال ولا فائدة من الحوار الذى اساسه اننا لا نبحث عن الحق بل عن حفظ ماء وجوهنا امام الناس واثبات اننا ذوى هيبة وسطوة كيف؟
بإتهام الاخرين عمال على بطال وعدم التركيز فى الجوهريات والرغى وكثرة الكلام الممقوت واستبدال الكلام بالادلة والتنزيل،استقطاع كلام الرجال ليكون عضدا لنا!
كيف بلغت الجراءة بالاخ هذا وباخرين فى المنتدى ان يحرفوا قوله تبارك وتعالى(الذى خلق سبع سماوات طباقا ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت)وظاهره الرؤية البصرية
ارتكب هذا الاخ المشرف واخرين جريمة التحريف لاثبات صحة نظريتهم التى ليست من كلام السلف أن السماء الدنيا هى الكون كله
لا والف لا للحوار مع من يتبعون هذه الطرق وليقولوا عنى ما شائوا فلو كان رواد المنتدى عميا فالله سبحانه وتعالى سميع بصير
والسلام عليكم ورحمة الله

مشرف 3
04-20-2016, 08:47 PM
إنك عدو مضل مبين، هل قرأت في نهاية مشاركتي :

يتبع غدا إن شاء الله الرد النهائي على مداخلتك الأخيرة برقم 8#

أي أني سأرد على كلامك كله بما فيه الكلام الذي أعدته للإمام الطبري، فقبحك الله من لئيم، هذه آخر مشاركة لك في الموضوع و في كل موضوع من هذا النوع بما أنك أفصحت عن طبائع لؤمك، فضلا عن كلامك العام و الفضفاض الأخير نقيض كل ما قلناه و افترائك على السلف بغير دليل، هذا إضافة إلى غبائك المطبق فأنت لم تفهم شيئا مما قلته فأتركه للقارئ مع ما سيأتي من رد لاحق إن شاء الله.

المشرف

مشرف 3
04-21-2016, 05:37 PM
لو كنت سليم القصد فكان مرادك هو النصح لله و لكتابه و لسنة رسوله صلى الله عليه و سلم و للمسلمين و لمحاورك – و قد حاورتك هنا بعلم و دون طعن فيك لعلي أستثير فيك حسن النية و جادة القول – و لو كنت على علم و تدري ما تقول ما تحاملت و تقافزت كل هذا التقافز ، و لحاورت على مهل بالتي هي أحسن و قد منحناك كل الفرصة و كنت في سعة من ذلك، و لرددت بعقل و علم و روية في حوار راقي و عقلاني و مهذب دون طعن و لا همز و لا لمز و كأنك – و مرة أخرى – لست تحاور مسلما سلفيا في مسألة تبنيت فيها أنا رأي جمهور المسلمين، بل كأنك تحاور ضالاًّ مُضلاًّ فأزبدت و أرعدت و كل ما في الأمر أنك دافعت و استمتت في الدفاع عن شذوذك لا بل عن ضلالك ، و أضفت إلى ذلك ابتذالا و خسة و لؤما حيث لم تمهلني حتى أنهي ردي على كل جهالاتك و قد أعلمت بذلك .. و إني لأعلم من خلال مواضيعك من أين جاءتك هذه الأمراض، فأنت على نهج الجامية و المداخلة الذين ابتلينا بهم و فيكم شبه من بني إسرائيل، و الله المستعان !

إذا أنتَ أكْرَمتَ الكَريمَ مَلَكْتَهُ ... وَإنْ أنْتَ أكْرَمتَ اللّئيمَ تَمَرّدَا

يقول عبيد الله في مداخلته برقم 8 على هذا الشريط :


مخالفة ما اقول لحقائق العلم الكونى،فأما هذه الثانية فمشكلتك انك لم تُفرق بين السماوات الغيبية التى زارها النبى صلى الله عليه وسلم فى رحلة المعراج وبين السماوات الطباق المشهودة وهذه ليست مشكلتى فقد عرضت لرأيى امام الجميع وقلت فى اكثر من موضوع ان الادلة من التنزيل ان السماء كالارض لها جانب مشهود وجانب غيبى ولا يصح قياس هذا على ذاك ولو كان ذلك وسيلة لانكار السبع الطباق لكان الاولى بنا ان ننكر عوالم الجن والبرزخ والملائكة لأن العلم لم يكتشفها على كوكب الارض،فهذا الكلام الكثير الذى تعيد وتزيد فيه قياس المشهودعلى الغيب انت تعلم انه لا يصح.


هذا الجمع و التفريق من التخرص و الرجم بالغيب و لو أتيتنا بنص واحد صريح يدل عليه لانتهى الخلاف، و هذا التخرص خلاصة الموضوع ، فعلى أي أساس فرّقت بين السموات و جعلت منها غيبا و مشهودا ؟
ما الغيب و ما المشهود ؟ ما صفة هذا و ذاك و ما دليل هذا و ذاك ؟ و ما حدودهما المميزة لهما ؟
إن كانت طبقات مشهودة كما تقول فأين هي من مرئى العين ؟
و كيف تقول في الوقت ذاته إنها غيبية باعتبار أن الرسول صلى الله عليه و سلم عرج فيها و وجد لها أبوابا و وجد فيها خلقا ؟؟
هل لأن هذا الخلق لا يرى فهناك جانب من السموات غير مرئي و ما هو تحديداً ؟؟

تقول متبجحا و بلا ذرة حياء من الله العلي العظيم :
وهذه ليست مشكلتى فقد عرضت لرأيى امام الجميع !

وكأنها مسألة رأي، تقيس عالم السموات التي وصف الله لنا خلقها و مقدارها على وجود عوالم غيبية كالملائكة و الجن و النار و البرزخ، و من الغباء فعلا أنك تشبتت بهذا القياس الفاسد دون بينة مع أننا أجبناك على هذا الزعم بما يلي :

بالنسبة لعوالم البرزخ و النار و أنها في الأرض و عوالم الملأ الأعلى التي رآها النبي عليه السلام ليلة المعراج و أن ذلك في السموات هذه قد علمناها بالنص حتى دون حاجة إلى اجتهاد من أحد.

لكن كيف تقول و تناقض نفسك ما بين غيبية السموات و شهودها دون أن تحدد ضابطا أو مَعلَماً لذلك .. ؟؟
تقول : سموات الطباق شيء و سموات المعراج شيء لكنها شيء واحد، و ذكرتني هنا بالأقانيم الثلاثة، غير أنك تقول هنا بأقنومين !!

فهل تقصد بهذا البناء أم ساكن السماء، إذا اتفقنا على أنه ساكن السماء فلا أحد يخالف على أنه غيب ، لأننا لا نرى الأرواح و الملائكة ، لكن أن تقصد بالغيب بناء السماء فتقول إن منه ظاهرا و غيبيا فهذا ليس من المعقول في شيء.

و علاوة على ذلك فنحن نرى أن السماء الدنيا و التي تزعم أنها السموات الطباق و السموات العلى تراها حافلة ببلايين النجوم متناثرة في فضائها الممتد إلى أبعد مما أدركه الإنسان بمسباره، نجوم متناثرة كحبات الرمل في أبراج و أشكال و أحجام لا حصر لها و لا عد ، نجوم تحيى و أخرى تنفجر و تموت، و نجوم تنطلق منها رجوم الشياطين، و غبار كثيف يحيط بها و يشملها و يتخلل مجاميعها في كل ناحية من الكون مع التوسع المهول في كل ثانية بين مجاميع النجوم، و السموات الموصوفة في القرآن بالسبع هي سبع طبقات لها فواصل و أبواب و هي محيطة بالأرض من كل جهة فكيف تقول باتحاد و تمازج السمائين الغيبية و المشهودة و لا حدود تحدها ؟

ستقول هذا من الغيب .. لكن من قال لك أصلا بالامتزاج و الاتحاد و التداخل دون دليل من الوحي، تقول قياسا على وحي آخر عوالم الأرض الغيبية ، و من أعطاك حق القياس على وحي آخر في مسألة تقول نصفها غيبي ؟ هل الغيب بالقياس ؟

و مسألة أخرى في بطلان القول بعالمين في السموات غيبي و مشهود، الذي تقول به قياسا على ما هو معلوم ، فحتى لو قبلنا بهذا القياس و لو أنه لا يجوز في الغيبيات ، فكيف باتحاد عالمين مختلفين و تمازجهما في الوقت الذي تقول فيه بوجود عوالم غيبية في الأرض لم يقل أحد بامتزاجها و اختلاطها بطبقات الأرض و الأحياء و لكن لها محلات و مواضع و مواطن معلوم ، فالبرزخ في القبر ، و ما تجده روح الميت في عالمه يدخل في مجال رؤيته كمل يرى مقعده من النار. و لكن يبقى أن ذلك في حيز منفصل و ليس مختلط، لم يقل أحد إن أجسام الملائكة مختلطة بأجسام البشر و لا أن النار تسع طبقات الأرض ، و لكن النبي صلى الله عليه و سلم أخبرنا بمكمنها في الأرض السفلى أي في حيز معلوم و دون امتزاج.

و على هذا و ذاك بطل قياسك في قولك :


السماء كالارض لها جانب مشهود وجانب غيبى ولا يصح قياس هذا على ذاك ولو كان ذلك وسيلة لانكار السبع الطباق لكان الاولى بنا ان ننكر عوالم الجن والبرزخ والملائكة لأن العلم لم يكتشفها على كوكب الارض،فهذا الكلام الكثير الذى تعيد وتزيد فيه قياس المشهودعلى الغيب انت تعلم انه لا يصح.


ثم بأي دليل حشرت السموات العلى في السماء الدنيا والنصوص صريحة في أن السماء فوقنا بأبراجها و كواكبها و نجومها و مجراتها هي فقط : السماء الدنيا.

هذه السماء التي أوحى الله فيها أمرها و التي اختصنا بميزاتها و سخّر لنا نجومها لثلاث :

قال قتادة رحمه الله في قوله تعالى : ( وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ ) : " خَلَقَ هَذِهِ النُّجُومَ لِثَلَاثٍ : جَعَلَهَا زِينَةً لِلسَّمَاءِ ، وَرُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ، وَعَلَامَاتٍ يُهْتَدَى بِهَا ؛ فَمَنْ تَأَوَّلَ فِيهَا بِغَيْرِ ذَلِكَ : أَخْطَأَ ، وَأَضَاعَ نَصِيبَهُ ، وَتَكَلَّفَ مَا لَا عِلْمَ لَهُ بِهِ " .
ذكره البخاري عنه في صحيحه (4/107) معلقا مجزوما .

جعلها زينة للسماء و ليس لحواشي الأرض .. جعلها زينة للسماء وليس للسموات ..

و آية فصّلت صريحة جدا في اختصاص الله تعالى السماء الدنيا بالنجوم و سائر الأجرام دون سائر السموات، و هي قول الله تعالى في الإخبار بأولى مراحل خلق السموات و الأرض :

ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴿١١﴾ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿١٢﴾

فقضاهن سبع سموات، سياق عام
وأوحى في كل سماء أمرها ، تخصيص
و زينا السماء الدنيا بمصابيح و حفظا، في سياق التخصيص

أي أن واحدة من هذه السموات السبع، أمرُها الذي اختصت به دون بقيتها أن زينها الله بمصابيح و جعل هذه المصابيح حفظا من الشياطين أن تسترق السمع فيها لا أنه تعالى خلق المصابيح في السموات العلى و زين السماء الدنيا بها. ففي أي علم و في أي هدى و في أي كتاب منير وجدت ذلك ؟؟؟!!!

فزينة المصابيح و الحفظ هما من أمر السماء الدنيا فحسب ، بصريح الآية ، فعجبا لمن يكذّب بها و يتأول فيها بغير علم !!

قال الطبري :
قوله: ( وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ) يقول: وألقى في كل سماء من السموات السبع ما أراد من الخلق.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

المعنى : أن هذا الجزء من الآية يفيد الخصوصية في أمر و شأن كل سماء من حيث ماهية الخلق الذي تحتويه و تصاريفه، و أن السموات التي خلقها الله في البدء من دخان صارت متمايزة و متباينة بما حوته كل منها من أمور و خلائق ليست في الأخرى و دل على ذلك سياق آخر الآية في اختصاص السماء الدنيا بمصابيح و حفظا.، فلا يقال لذلك أن السموات السبع جميعا لها نفس التركيب و الصورة الخلقية في الظاهر من أجرام و أبراج و يُقصر الاختلاف و التمايز بغير دليل و لا مخصص على الباطن و الغيبي متمثلا ذلك في عالم الملائكة و الأرواح و ما شاء الله من الخلق ..

و مسألة أخرى هامة تدمغ باطل المخالف و دعواه أن للسموات في بنائها و تركيبها غيب و مشهود و ظاهر و باطن ، و هي ذكر آية فصلت للصفة المادية المشتركة بين السموات في التكوين في قول الله تعالى :
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ
فأصل السموات جميعا و تركيبها الأولي من الدخان، أي من مادة و بالتالي تحولت إلى صفة أخرى مادية، و المادة مشهودة بطبيعتها و ليست خلقا هلاميا أو نورانيا أو روحانيا حتى يقال إن لها صفة غير المرئيات.
و الغريب تناقض المخالف الشاذ مع نفسه حين يقول في نفس الوقت إن السموات السبع الطباق مشهودة، فما المشهود و ما الغيبي بحسبه ؟؟؟؟ و ما هذا الخلط العجيب بين المادة المشهودة التي خلقت منها السموات و بين المخلوقات النورانية و الغيبية الذين يسكنون السماء من ملائكة و غيرهم ؟

و بهذا المعنى جاءت الآية الأخرى من سورة ق صريحة بل أصرح و أوضح، قول الله تعالى :

أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ

فالذي يزعم أن السماء المزينة هي سماء الغلاف الجوي بانعكاس أضواء النجوم في السموات يضرب بشطر الآية عرض الحائط و يتجاهل خصوصية هذا الشطر، و هو إخبار الله تعالى بأن السماء التي فوقنا و هي الأولى مبنية.

يتبع إن شاء الله بالرد على باقي الجهالات ..

مشرف 3
04-26-2016, 06:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أعتذر للقراء الكرام عن عدم تمكني من مواصلة الرد منذ أيام و ذلك لانشغالي بمرض و وفاة قريب لنا (والد زوجتي رحمه الله) و بواجبات العزاء (ونسألكم الدعاء له جزاكم الله خيرا).

قبل استئناف الرد ، أقول : أنهيت مشاركتي السابقة بهذه الآية الكريمة من سورة ق :

أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ (6)

وقلت معناها ظاهر في أن السماء الدنيا و التي فوقنا هي السماء المختصة بالزينة و هي نفسها السماء المبنية و نفسها السماء التي يوسعها الله أي سماء النجوم و الأفلاك.

و هذه آية أخرى من كتاب الله من سورة الحجر فيها أيضا دلالة واضحة و قطعية على أن السماء التي سماها الله تعالى بالسماء الدنيا هي سماء النجوم و الأفلاك لا ما دونها و لا ما فوقها :

قال الله تعالى : وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ (17)

فلا يقال بعد هذه الآية إن النجوم في السموات و أنها تزين السماء الدنيا فحسب و ليست فيها فقد قال الله تعالى صراحة : أنه جعل في السماء بروجا و هي النجوم و الكواكب و زينها بها، فلا يقال تفلّتاً إنه يعني السماء مطلقاً لا السماء الدنيا !!

ففي هذه الآية أيضا يظهر التخصيص جليّاً، قال الطبري رحمه الله :
يقول تعالى ذكره: ولقد جعلنا في السماء الدنيا منازل للشمس والقمر، وهي كواكب ينـزلها الشمس والقمر ( وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ) يقول: وزينا السماء بالكواكب لمن نظر إليها وأبصرها.
إلى أن قال في تفسير الآية التالية :
وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ (17)
يقول تعالى ذكره: وحفظنا السماء الدنيا من كلّ شيطان لعين قد رجمه الله ولعنه .

و قال البغوي رحمه الله في تفسيره :
قوله عز وجل ( ولقد جعلنا في السماء بروجا ) والبروج : هي النجوم الكبار ، مأخوذة من الظهور ، يقال : تبرجت المرأة أي : ظهرت .
وأراد بها : المنازل التي تنزلها الشمس ، والقمر ، والكواكب السيارة ، وهي اثنا عشر برجا : الحمل ، والثور ، والجوزاء ، والسرطان ، والأسد ، والسنبلة ، والميزان ، والعقرب ، والقوس ، والجدي ، والدلو ، والحوت .
وقال عطية : هي قصور في السماء عليها الحرس .
( وزيناها ) أي : السماء بالشمس والقمر والنجوم ( للناظرين ) .

ثم إن في ذكر خصوصية الحفظ هي الأخرى دلالة قاطعة على أن المتحدَّثَ عنه في هذه الآية و مثلها هو السماء ذات النجوم و ليس سماء فوقها لها منعتها دون هذه النجوم فهي محروسة بشدة و هي طبقات مفصولة تماما و لها أبواب فلا يقال إن الأمر مختلط أو أنها كما قال البعض شفافة .. فهل مع اعتبار احتوائها للنجوم و أنها شفافة تمر أضواء النجوم من خلالها هل يجوز اعتبارها بلا حدود تحدها و فواصل تفصلها عما فوقها و تحتها في معنى الطبقات فيقال إن النجوم تدور في أفلاك توازيها و تتخطاها و أن بها ممرات و منطلقات للشهب الحارقة التي يُقذف بها ؟

استئناف الرد :

يقول الأخ -هداه الله- إجابة على الإشكال الموجه إليه هنا و هو حقيقة عدة إشكالات لكن اختزلها صاحبنا و لم يرد عليها جميعا :

ما يعني أنك تزعم بأن الكون ينتهي مباشرة عند سابع سماء حيث العرش ، و النص صريح في أن العرش سقف الجنة و الجنة ليست داخل هذا الكون من سموات و أرض بل عرضها كعرض السموات و الأرض مسافة و مساحة و اتساعا، فأين إذن تنتهي السموات السبع المتداخلة مع الكون كما تقول و بهذا الاعتبار خاصة مع العلم بأن الكون يزداد اتساعا بسرعة خيالية كل ثانية ؟ و فهل الكون يتخطى و يخترق بقوانينه الفيزيائية عوالم السموات محكمة البناء و التي قضى الله في كل واحدة منها أمرها و جعل لها أبوابا موصدة أم هي خليط كما تقول و فوضى ...

و أكّدت على نفس الإشكال لاحقا بقولي :

و أنت لم تجب، فأجب هل سيتوسع الكون على حساب العالم العلوي أم تعتقد بأن العالم العلوي شبه وهمي أو هلامي حتى يتداخل الأجرام السماوية و الجنة العالية في بعضهما ؟؟
و أنت لم تجبنا سابقا عن سؤال إن كانت الطائرات الحافلة بالعهر و التبرج أو مركبات الملاحدة و اللادينيين تمر في السماء من فوق أبينا آدم عليه السلام طالما تعتبر السماء الدنيا قريبا منا متمثلة في الغلاف الجوي و بحجة أن ذلك عالم غيبي ؟؟

أجاب الأخ أن للسموات جانبا مشهودا هو الكواكب السيارة و النجوم و أفلاكها و جانب غيبي لعله الفواصل بين السموات و ما احتوته من أمور و خلائق غير مرئية و قد رددنا على هذا القول في آخر مشاركة و بيّنّا بطلانه، و قد أردفه بالقول :


فلا يصح ابدا ان تسئل إذا كانت السماء السابعة هى الفضاء الكونى والفضاء الكونى يتسع ويتسارع فلابد ان تتسع الجنة لان الجنة فى السماء السابعة،هذا كلام لا يستقيم ابدا وقد رددت عليك فيه فى موضوع قديم وقلت لك ساعتها ان هذا الكلام عليك وليس لك، لأن حديث المعراج وحديث صعود الروح وحديث نزول الملائكة اثبتوا جميعا وجود جنات فى السماء الدنيا كالمكان الذى قابل فيه النبى عليه الصلاة والسلام ادم عليه السلام فالأن اسئلك:ادم يعيش فى السماء الدنيا بروحه فهل المكان الذى فيه يتسع قياسا على زعمك ان الكون هو السماء الدنيا؟


أولاً : لا أدري ما أصل هذا القول عن وجود جنات في السماء الدنيا و علاقة ذلك بمقام آدم عليه السلام في السماء الأولى !!:


لأن حديث المعراج وحديث صعود الروح وحديث نزول الملائكة اثبتوا جميعا وجود جنات فى السماء الدنيا


ثانيا : أقول، آدم عليه السلام فوق السماء الدنيا و في السماء الأولى و ليس داخل زينة السماء الدنيا سقف العالم حيث الأفلاك و الأجرام السماوية فنسبيا هناك فرق بينهما في الاصطلاح الشرعي بدليل قول النبي صلى الله عليه و سلم في حديث المعراج الذي رواه الشيخان رحمهما الله و لفظ البخاري :

ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَلَمَّا جِئْتُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا قَالَ جِبْرِيلُ لِخَازِنِ السَّمَاءِ افْتَحْ قَالَ مَنْ هَذَا قَالَ هَذَا جِبْرِيلُ قَالَ هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ قَالَ نَعَمْ مَعِي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ فَلَمَّا فَتَحَ عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا فَإِذَا رَجُلٌ قَاعِدٌ عَلَى يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ وَعَلَى يَسَارِهِ أَسْوِدَةٌ إِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَسَارِهِ بَكَى فَقَالَ مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ وَالِابْنِ الصَّالِحِ قُلْتُ لِجِبْرِيلَ مَنْ هَذَا قَال هَذَا آدَمُ ... الحديث

و لفظ مسلم :

ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ ، فَلَمَّا جِئْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا ، قَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام لِخَازِنِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا : افْتَحْ ، قَالَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا جِبْرِيلُ ، قَالَ : هَلْ مَعَكَ أَحَدٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، مَعِيَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : فَأُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَفَتَحَ ، قَالَ : فَلَمَّا عَلَوْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا ، فَإِذَا رَجُلٌ عَنْ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ ... الحديث

و عليه يجب عدم الخلط بين مستوى زينة السماء الدنيا حيث النجوم و الأفلاك و الذي ثبت نصّياً و علميا اتساعه و استمرارية هذا التوسع إلى ما شاء الله، و بين مستوى السماء الدنيا الأولى التي تعلو هذه الزينة و حيث مقام آدم عليه السلام فلا نعلم في هذا المستوى دليلا على التوسع.

و لا بد من لفت انتباه القارئ إلى أن رأي المخالف الذي نحن بصدد الرد عليه و هو رأي شاذ في هذا الباب يتصادم مع حقيقة توسع الكون القرآنية و الكونية باعتباره أن السماء التي تتوسع هي السماوات السبع بمجموعها و هي سبع طباق ، و لكي يخرج من الإشكال الذي وقع فيه ينفي أن يكون التوسع يشمل مجالها الغيبي ، فلا يلزم من توسع السموات عنده توسع الجانب الغيبي منها ، و هذا تناقض مع العلم و القرآن و العقل أيضا !!

فلقد أوقعنا برأيه هذا الذي لا دليل عليه في فوضى المفاهيم بل في التقول على الله و ادعاء ما هو غير منقول و لا معقول.

فالسماء التي تتوسع هي السماء الدنيا بأجرامها و لا يلزم من توسعها توسع السماوات فوقها : الأولى و الثانية و الثالثة .. الخ
مع العلم أن السموات السبع شداد متينة ليس لها صدوع و لا فروج و لا شقوق و لا مداخل إلا أبوابها المحروسة بشدة .. ثم لا ضرورة شرعية أو عقلية أو فيزيائية مفترضة لتوسعها على غرار سماء النجوم و الأفلاك التي بدأت بفتق بعد رتق فلا تزال تتسع منذ ذلك الحين إلى أن يأذن الله بالعكس.

لكن افتراض أن السموات السبع تتسع ظاهرا دون الباطن الغيبي يجعلك تتصور عوالم مختلطة متناقضة لا يحدها حد و لا يضبطها ضابط كقولك إنها مرئية و غير مرئية في نفس الوقت فلا معالم لهذا و لا لذاك !!
و لا أدري على أي أساس يمكن قبول هذا المنطق .. في حين أن النقل الصحيح لا يتعارض مع العقل الصريح و المنطق السليم .. و صاحب هذا الفهم السقيم بين القبول بأحد أمرين أحلاهما مر :

- إما أن تقول بأن السموات التي تتوسع هي السبع الطباق المرئية سماء النجوم و الأفلاك تتوسع دون السموات الغيبية فبالتالي هي قد تجاوزت حدود ما تحتويه من الغيبيات و أصبح محتوى بعضها في غيرها ..

- أو تقبل بأن السموات الظاهرة و الغيبية تتوسعان معا و هذا يعني القبول بأربعة أمور :

أحدها : ما ذكرته سابقا و أعيده هنا : بما أن الكون ينتهي مباشرة عند سابع سماء حيث العرش ، و النص صريح في أن العرش سقف الجنة و الجنة ليست داخل هذا الكون من سموات و أرض بل عرضها كعرض السموات و الأرض مسافة و مساحة و اتساعا، فأين إذن تنتهي السموات السبع المتداخلة مع الكون مع العلم بأن الكون يزداد اتساعا بسرعة خيالية كل ثانية ؟

قلت إن السماء السابعة أكثر اتساعا بحيث تستوعب هذا الامتداد الزمكاني الهائل بما أن المسألة غيبية و لا تتعلق بعالم مشهود، قلنا حسنا، عليك أن تقبل :

الثاني : تمدد طبقة السموات جميعا بما يعني امتداد أبوابها الموصدة و ما اتصل بها من فواصل مبنية لا تتصدع و لا تزول باعتبار أن كل سماء هي سقف لما تحتها و حاجز دون ما فوقها. و كذا تمدد المسافات بينها مع العلم أن هناك أثرا ثبت موقوفا على ابن مسعود رضي الله عنه يخبر فيه أن المسافات بين السموات ثابتة، فقد أخرج ابن خزيمة عن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ : " بَيْن السَّمَاء الدُّنْيَا وَاَلَّتِي تَلِيهَا خَمْسمِائَةِ عَام , وَبَيْن كُلّ سَمَاء مسيرة خَمْسمِائَةِ عَام . وَفِي رِوَايَة " وَغِلَظ كُلّ سَمَاء مَسِيرَة خَمْسمِائَةِ عَام , وَبَيْن السماء السَّابِعَة وَبَيْن الْكُرْسِيّ خَمْسمِائَةِ عَام , وَبَيْن الْكُرْسِيّ وَبَيْن الْمَاء خَمْسمِائَةِ عَام , وَالْعَرْش فَوْق الْمَاء وَاَللَّه فَوْق الْعَرْش وَلا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْء مِنْ أَعْمَالكُمْ " وصححه الذهبي في العلو ( ص64 ) وابن القيم في اجتماع الحيوش الإسلامية ( ص 100 ) .

قال ابن عثيمين رحمه الله في شرح كتاب التوحيد: هذا الأثر موقوف على بن مسعود لكنه من الأشياء التي لا مجال للرأي فيها فيكون له حكم الرفع لأن بن مسعود لم يعرف بالأخذ من الاسرائيليات. انتهى
و لمزيد من النظر في سند هذا الأثر :
http://majles.alukah.net/t72127/

- الثالث : انطلاق هذا التمدد و التوسع باتجاه العوالم العُلوية التي لا يفصله بينه و بينها شيء سماء أو نحوها ما يعني اختراق جلالة العالم العلوي و قدسيته و سموه و مزاحمة جوهره الإلهي الخالص و صمته المهيب حيث الملائكة المقربون العلويون ساجدون لرب العرش و حيث البيت المعمور، و امتداد السموات المرئية باضطراباتها الكونية و بأعراضها و مقاصدها الدنيوية المخلوقة للإنسان المضطرب الناقص المبتلى بشروره، و طبعا لا يفهم هذا و لا يستوعبه غليظ الطبع

- الرابع : تناقض الإمتداد و التوسع مع معنى إمساك الله تعالى للسموات أن تزول كما في قوله : إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا ۚ وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41)

قال الطبري رحمه الله :
يقول تعالى ذكره: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ) لئلا تزولا من أماكنهما
حدثنا ابن بشار قال: ثنا عبد الرحمن قال: ثنا سفيان عن الأعمش عن أَبي وائل قال: جاء رجل إلى عبد الله فقال: من أين جئت ؟ قال: من الشأم. قال: من لَقيتَ؟ قال: لقيتُ كعبًا. فقال: ما حدثك كعب ؟ قال: حدثني أن السماوات تدور على منكب ملك. قال: فصدقته أو كذبته ؟ قال: ما صدقته ولا كذبته. قال: لوددت أنك افتديت من رحلتك إليه براحلتك ورحلها، وكذب كعب، إن الله يقول ( إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ ).
حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: ذهب جُندَب البَجَلي إلى كعب الأحبار فقدم عليه ثم رجع فقال له عبد الله: حدثنا ما حدثك. فقال: حدثني أن السماء في قطب كقطب الرحا، والقطب عمود على منكب ملك. قال عبد الله: لوددت أنك افتديت رحلتك بمثل راحلتك، ثم قال: ما تنتكت اليهودية في قلب عبد فكادت أن تفارقه، ثم قال ( إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ أَنْ تَزُولا ) كفى بها زوالا أن تدور. انتهى

و زوال السموات عن أماكنها لا يكون إلا يوم القيامة كما ثبت في الآيات فهي حتى ذلك الحين مرفوعة ثابتة مستقرة.

يقول عبيد الله :

واما قولك اننى ينبغى ان اثبت ان العرش مرئى لكى يكون كلامى صحيحا فقد تجاهلت الرد عليه اكثر من مرة لانه لا يليق بحوار بين من يُفترض انهم من طلبة العلم الا يكون واحد منهما لا يعلم ان العرش والكرسى تفصلهما عن السماوات مسافات بينية هائلة والعرش تحديدا بينه وبين السماء السابعة بحر،فالعرش بجانب كونه غيب هو خارج السماوات السبع اصلا!


أعتقد أن هذا الكلام لم يوجه إليك و إنما إلى عضو غيرك و في غير هذا السياق و إنما في سياق ادعائه اقتضاء آية الملك رؤية السموات الطباق ، فأجبت أن هذه الرؤية ليست لازمة جملة و تفصيلا بما أن الله تعالى ندبنا إلى النظر في عموم السموات و بنائها المحكم ، إذ لو كان المراد رؤية الكل لترائى لنا الملكوت الأعلى الذي تخلل السابعة بمقتضى الآية بما فيه سدرة المنتهى و الجنة ... و بما أن الرؤية منا قاصرة فاقتضى أن المراد هو حدود ما نراه و ليس كل ما نراه من السبع الطباق.
إذن فقولك بأن رؤية ما تحتويه الطبقة السابعة متعذر لبعد المسافات مع أن الله تعالى ندبنا إلى رؤية السبع الطباق بحسب رأيك فنفس كلامك هذا نحتج به عليك بخصوص السموات الطباق التي لا نرى منها إلا السماء الدنيا. إلا أن تقول بأن الملكوت الأعلى يدخل في نطاق الغيب ، طيب هنا نلزمك بنفس المنطق ، لماذا لا تكون السموات السبع غيبية بما أن الحكمة من إخفاءها و غيبيتها قائمة على كل حال فلو كانت السموات السبع مرئية بعددها وصفتها كما أخبرنا الله تعالى و رسوله الكريم لكان انتهى الإبتلاء منذ زمن، فغيبية السموات السبع و غيبية الملكوت الأعلى سواء و الحكمة من إخفاء هذا هي الحكمة من إخفاء ذاك.
ستقول : كيف حدّث الله تعالى القوم بما لا تطاله أبصارهم و ندبهم إلى النظر إليه في قوله تعالى من سورة نوح : أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15) و ماذا عن صراحة هذا المعنى في آية الملك ، فقال الله تعالى : لَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ (3)

أجبنا بما فيه كفاية أن المقصود في آية سورة نوح العلم و ليس الرؤية البصرية ، قلتُ :

و قد تعرض بعض المفسرين كابن كثير و القرطبي و الفيروزبادي و غيرهم لآية الطباق هنا بالشرح قوله تعالى : (ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا) و هي النص الوحيد الذي تستدل به من الوحي على إمكان رؤية السموات السبع، أقول، تعرضوا له بشرح لا أعلم خلافه في أن الرؤية هنا بمعنى العلم ما دامت متعلقة بالخلق '' كيف خلق الله السموات'' أي كيف خلقها حال خلقها فمعلوم بالمشاهدة قبل النقل أن السموات السبع لا تدخل في مجال المشاهدة و إلا كنا نراها رأي العين طبقة فوق طبقة و هذا مستحيل فاقتضى أن تؤول الرؤية هنا بالعلم كما أولت بذلك في آية الرتق و الفتق.

و ردك على هذا كان مجازفة و خلطا و تعسفا في المشاركة التي تلت حين قلتَ :


ويتجاهل كلام الطبرى الذى جئت به والذى فيه اثبات ان المقصود برؤية السبع الطباق عند السلف هو الرؤية البصرية،وقبل الامام القرطبى رحمه الله لم يقل احد إن الرؤية للطباق علمية وسياق الايات بجانب كلام السلف انها بصرية(فأرجع البصر)و(بنينا فوقكم سبعا)وفى سورة النبأ كان الحق عزوجل ينادى اهل الشرك ويعدد عليهم النعم ولا يُعقل انه يخاطبهم بالغيب ليؤمنوا به،السلف العظام ومن تبعهم بإحسان فهموا ايات السبع الطباق والسبع الشداد على انها رؤية بالعين والمفسرون الاوائل كذلك وسياق هذه الايات واضح وصريح قبل كلام الطبرى وقبل كلام السلف أن السماوات الطباق مرئية ويعضد ايات السبع الطباق والسبع الشداد قوله تعالى:
أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185)الاعراف
قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101) يونس


أقول : بالنسبة لآية سورة نوح فلا دلالة فيها قطعية على أن الرؤية بصرية بما أنها تفيد العلم بكيفية الخلق و العلم بالإخبار عن فعل الخلق الذي لا تطاله الأبصار بحال، و الأصرح من ذلك آية الرتق و الفتق .. (أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون )

و قد قلنا هذا ما لم يقل أحد من السلف بخلافه و نقيضه بحيث يفترض كماتدعي أنهم قالوا صراحة بالرؤية البصرية ، و بما أنك تحتج بالسلف، حسناً أثبت لنا ذلك. هذه أقدم التفاسير نعيدها عليك و لنبدأ بسورة نوح عليه السلام :

فهذا كلام الطبري رحمه الله (ت 310 هـ) : (أَلَمْ تَرَوْا ) أيها القوم فتعتبروا(كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ) بعضها فوق بعض، والطباق: مصدر من قولهم: طابقت مطابقة وطباقا. وإنما عني بذلك: كيف خلق الله سبع سموات، سماء فوق سماء مطابقة.

و هذا كلام الطبراني (ت 360 هـ) : قَوْلُهُ تَعَالَى: { أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ طِبَاقاً }؛ أي مُطبَقَةً بعضُها فوقَ بعضٍ، { وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً }؛ قال ابنُ عبَّاس: (وَجْهُهُ فِي السَّمَاءِ وَقَفَاهُ فِي الأَرْضِ)، فالقمرُ وإنْ كان في السَّماء الدُّنيا، فإنَّما يلِي السَّماواتِ منه يُضِيءُ لهم، وما يلِي الأرضَ منه يضيءُ لأهلِ الأرض.

و هذا كلام الثعلبي (ت 427 هـ) : { أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً * وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً }.
{ وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ سِرَاجاً } قال الحسن: يعني في السماء الدنيا. وهذا جائز في كلام العرب، كما يقال: أتيت بني تميم وأتاني بعضهم، ويقول: فلان متوار في دور بني فلان، وإنّما هو في دار واحدة.

و هذا كلام البغوي (ت 516 هـ) : { أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَـٰوَٰتٍ طِبَاقاً * وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } قال الحسن: يعني في السماء الدنيا، كما يقال: أتيت بني تميم, وإنما أتى بعضَهم، وفلانٌ متوارٍ في دور فلان وإ نما هو في دار واحدة. وقال عبد الله بن عمرو: إن الشمس والقمر وجوههما إلى السماوات.

هذه تفاسير بالمأثور عن السلف ، فهل جاء في هذه التفاسير ما يفيد الرؤية البصرية ؟ هل قال أحد من المفسرين أن '' ألم تروا '' معناها '' ألم تنظروا '' أم أن المسألة كانت مجرد لفظ دارج عند العرب و تريد تحميله ما لا يحتمل ؟

جاء في موقع '' الإسلام سؤال و جواب '' تحت الإشراف العام للشيخ محمد صالح المنجد ما يلي :

معنى " الرؤية " في قوله تعالى ( أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً )

السؤال: تقول الآية خمسة عشر من سورة " نوح " ( أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً ) ، فيسألني سائل أين هي السموات السبع ؟ ولو أن هناك سبع سموات فكيف استطاع نوح أن يطلب من قومه أن يتأملوها رغم أنها لا ترى من كوكب الأرض ؟ أليس في هذا تناقضاً لصريح القرآن ؟ . فمن فضلك ساعدني في الإجابة على هذا السؤال وحتى آخذ بيد صاحبه للإسلام . وجزاكم الله خيراً .
تم النشر بتاريخ: 2010-11-28

الجواب :

الحمد لله
أولاً:
أخبر الله تعالى عن خلق السموات وعن عددهن وعن هيئتهن.
قال تعالى ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) البقرة/ 29 .
وقال ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ) الطلاق/ 12 .
وقال تعالى ( الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ) الملك/ 3 .
وقال ( فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) فصلت/ 12 .
هذا بعض ما نعرف عن السموات السبع ، ولولا إخبار الله تعالى به لما علم ذلك أحد ؛ إذ هو من الغيب الذي لا يستطيع أن يعلمه أحد من البشر لولا إخبار الله به .
ونحن نشهد بما أخبرنا به ربنا تعالى ، ونجزم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد عرج به إلى السموات فرآها كلها ، ونجزم أنه أحداً من البشر لم يفعل ذلك ، ولم ير طبقات السموات بعده صلى الله عليه وسلم .

ثانياً:
أما قول نوح عليه السلام لقومه ( أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً ) : فليس المراد به الرؤية البصرية ، بل هي الرؤية العلمية ، وهي كثيرة بهذا اللفظ في كتاب الله ، كقول الله تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ ) البقرة/ 243 ، وقوله ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ) الفجر/ 6 ، وقوله ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ) إبراهيم/ 28 ، وغير ذلك كثير .
قال القرطبي – رحمه الله - :
والعرب تضع " العلم " مكان " الرؤية " ، و " الرؤية " مكان " العلم " ، كقوله تعالى ( أََلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ ) الفيل/ 1 ، بمعنى : ألم تعلم .
" تفسير القرطبي " ( 2 / 156 ) .
وقال رحمه الله – في الآية موضع السؤال - :
وقوله ( أَلَمْ تَرَوْا ) على جهة الإخبار لا المعاينة ، كما تقول : ألم ترني كيف صنعت بفلان كذا .
" تفسير القرطبي " ( 18 / 304 ) . وينظر أيضا : تفسير "الهداية" ، لمكي بن طالب ، عند تفسير هذه الآية .
وقال الإمام مكي بن طالب (ت 437 هـ) في تفسيره :
" ومعنى ( ألم ترو كيف خَلَقَ اللهُ ) : اعلموا أن الله خلق ذلك . ولو كان على غير الأمر معناه ، لقالوا : ما نرى إلا واحدة !! ولكن معناه الأمر ، كما تقول : غفر الله لك ، [ أي ] : اللهم اغفر له ، لأنك لست تخبره عن أمره علمتَه ، إنما هو دعاء تتمنى كونه له .
ومن هذا قول الرجل للرجل : أَلَمْ تَرَ أَنِّي لقيت زيداً فقلت له كذا وقال لي كذا ؟ معناه : اعلم أني لقيت زيداً ، فكان من أمره وأمري كذا وكذا .
ومثله : {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الفيل} [الفيل : 1] .
وقيل : معناه : ألم يبلغكم كيف خلق الله سبع سماوات طباقاً ، فتتعظوا وتزدجروا ؟ وكذلك معنى الآية الأخرى : ألم يبلغك يا محمد كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ، ولم أُوحِ إليك كيف فعلت بهم ؟" انتهى من " الهداية إلى بلوغ النهاية" (12/7739) .

والله أعلم

انتهى من موقع '' الإسلام سؤال و جواب ''

و للمرة الأخيرة أقول : هل جاء أحد من المفسرين بدليل أو شاهد من الصحابة و التابعين يدل على أن الرؤية هنا في آية سورة نوح بصرية ؟

ثم إن الذي قال هنا بأن الرؤية بصرية هو أحد المتأخرين و ليس السلف الصالح، و هو ابن عاشور رحمه الله في تفسيره على غرار علماء الهيئة و الفلك و محاولة للتوفيق بين النص و معطيات عصره العلمية و ربما لأنه لم يستطع الخروج من إشكال الآيات التي تشابهت على بعض المعاصرين و فصلنا في معانيها و ردها إلى المحكمات، و على مثل هذا الإشكال أجاب شيخ الإسلام ابن تيمية حين سئل رحمـه الله :‏ عـن خـلـق السموات والأرض، وتركيب النيرين والكواكب، هل هي مثبتة في الأفلاك والأفلاك تتحرك بها ؟ أم هي تتحرك والفلك ثابت؟ أم كلاهما متحرك؟ وهل الأفلاك هي السموات، أم غيرها؟ وهل تختص النجوم بالسماء الدنيا؟ وهل إذا كان الشمس والقمر في بعض السموات يضيء نورها جميع السموات؟ وهل ينتقلان من سماء إلى سماء؟ وهل الأرضون سبع أو بينهن خلق أو بعضهن فوق بعض؟ وهل أطراف السموات على جبل أم الأرض في السماء كالبيضة في قشرها، والبحر تحت ذلك، والريح تحته؟ وهل فوق السموات بحر تحت العرش؟

الإجابة:
الحمد لله، هذه المسائل تحتاج إلى بسط كثير لا تحتمله هذه الورقة، والسائل عن هذه المسائل يحتاج إلى معرفة علوم متعددة، ليجاب بالأجوبة الشافية، فإن فيها نزاعًا وكلامًا طويلاً، لكن نذكر له بحسب الحال.‏

أما قوله:‏ الأفلاك هل هي السموات أو غيرها؟ ففي ذلك قولان معروفان للناس، لكن الذين قالوا:‏ إن هذا هو هذا احتجوا بقوله تعالى :‏‏{‏‏ أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا}‏‏ ‏[‏نوح :‏15- 16‏]‏، قالوا:‏ فأخبر الله أن القمر في السموات.

‏‏وقد قال تعالى :‏‏{‏‏وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ‏}‏‏ ‏[‏الأنبياء :‏33‏]‏، وقال تعالى:‏ ‏{‏‏لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ‏}‏‏ ‏[‏يس:‏40‏]‏.‏

فأخبر في الآيتين أن القمر في الفلك، كما أخبر أنه في السموات؛ ولأن الله أخبر أنا نرى السموات بقوله:‏ ‏{‏‏ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ‏}‏‏ ‏[‏الملك:‏ 3- 4‏]‏.‏

وقال:‏ ‏{‏‏أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ‏}‏‏ ‏[‏ق:‏6‏]‏، وأمثال ذلك من النصوص الدالة على أن السماء مشاهدة، والمشاهد هو الفلك، فدل على أن أحدهما هو الآخر.‏

إلى أن قال :

وأما النجوم، فإن الله أخبر أنها زينة للسماء الدنيا، كما قال تعالى :‏‏{‏‏إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ‏}‏‏ ‏[‏الصافات:‏6‏]‏، وقال :‏‏{‏‏وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ‏}‏‏ ‏[‏الملك:‏ 5‏]‏، فقال بعض من قال:‏ إن الأفلاك غير السموات، وإن المراد بالسماء الدنيا هنا الفلك الثامن، الذي يذكر أهل الهيئة أن الكواكب الثابتة فيه (يقصد النجوم)، وادعوا أن تلك هي السموات العلى، وأن الأفلاك هي السموات الدنيا، ولكن هذا قول مبني على أصل ضعيف، وأيضًا فإن الذي نشهده هو الكواكب.‏

يتبع إن شاء الله بالرد على الفقرة المتبقية من مداخلة الأخ المخالف - ببيان و تفصيل حول آية سورة الملك التي هي أصل الإشكال على البعض- ثم نعرج إن شاء الله على ما جاء في آخر ردوده لاستكمال الرد :


نعود إلى الاشكالية الاولى وهى عدم وجود دليل وماذا عن كل هذا:
قال الطبرى رحمه الله

يقول تعالى ذكره: مخبراً عن صفته { الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِباقاً } طبقاً فوق طبق، بعضها فوق بعض.

وقوله: { ما تَرَى في خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفاوُت } يقول جلّ ثناؤه: ما ترى في خلق الرحمن الذي خلق لا في سماء ولا في أرض، ولا في غير ذلك من تفاوت، يعني من اختلاف. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { ما تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفاوُتٍ }: ما ترى فيهم من اختلاف.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله { منْ تَفَاوُتٍ } قال: من اختلاف.

وقال الطبرى رحمه الله
يقول تعالى ذكره مخبراً عن قيل نوح صلوات الله وسلامه عليه، لقومه المشركين بربهم، محتجاً عليهم بحجج الله في وحدانيته: { أَلمْ تَروْا } أيها القوم فتعتبروا { كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِباقاً } بعضها فوق بعض والطباق: مصدر من قولهم: طابقت مطابقة وطباقاً. وإنما عني بذلك: كيف خلق الله سبع سموات، سماء فوق سماء مطابقة.

وقوله: { وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } يقول: { وجعل القمر في السموات السبع نوراً } { وَجَعَلَ الشَّمْسَ } فيهن { سراجاً }. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكر من قال ذلك:

حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا معاذ بن هشام، قال: ثني أبي، عن قتادة { ألَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَموَاتٍ طِباقاً وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَل الشَّمْسَ سِرَاجاً } ذُكر لنا أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان يقول: إن ضوء الشمس والقمر نورهما في السماء، اقرءوا إن شئتم: { أَلمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِباقاً }... إلى آخر الآية.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، عن عبد الله بن عمرو أنه قال: إن الشمس والقمر وجوههما قِبَل السموات، وأقفيتهما قِبَل الأرض، وأنا أقرأ بذلك آية من كتاب الله: { وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً }.
وقال الطبرى رحمه الله

يقول تعالى ذكره: { وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ }: وسقفنا فوقكم، فجعل السقف بناء، إذ كانت العرب تسمي سقوف البيوت، وهي سماؤها بناءً، وكانت السماء للأرض سقفاً، فخاطبهم بلسانهم، إذ كان التنزيل بلسانهم، وقال: { سَبْعاً شِدَاداً } إذ كانت وثاقاً محكمة الخلق، لا صدوع فيهنّ ولا فطور، ولا يبليهن مرّ الليالي والأيام.
والكلام من الله عزوجل لمشركى العرب عن السبع الشداد كان كلاما عما يشهدونه لا ما هو غيب ولهذا ربط الطبرى وغيره بينها وبين السبع الطباق.

مشرف 3
05-02-2016, 07:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم،

يقول الأخ عبيد الله


نعود إلى الاشكالية الاولى وهى عدم وجود دليل وماذا عن كل هذا:
قال الطبرى رحمه الله
يقول تعالى ذكره: مخبراً عن صفته { الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِباقاً } طبقاً فوق طبق، بعضها فوق بعض.
وقوله: { ما تَرَى في خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفاوُت } يقول جلّ ثناؤه: ما ترى في خلق الرحمن الذي خلق لا في سماء ولا في أرض، ولا في غير ذلك من تفاوت، يعني من اختلاف. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { ما تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفاوُتٍ }: ما ترى فيهم من اختلاف.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله { منْ تَفَاوُتٍ } قال: من اختلاف.
وقال الطبرى رحمه الله
يقول تعالى ذكره مخبراً عن قيل نوح صلوات الله وسلامه عليه، لقومه المشركين بربهم، محتجاً عليهم بحجج الله في وحدانيته: { أَلمْ تَروْا } أيها القوم فتعتبروا { كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِباقاً } بعضها فوق بعض والطباق: مصدر من قولهم: طابقت مطابقة وطباقاً. وإنما عني بذلك: كيف خلق الله سبع سموات، سماء فوق سماء مطابقة.
وقوله: { وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } يقول: { وجعل القمر في السموات السبع نوراً } { وَجَعَلَ الشَّمْسَ } فيهن { سراجاً }. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا معاذ بن هشام، قال: ثني أبي، عن قتادة { ألَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَموَاتٍ طِباقاً وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَل الشَّمْسَ سِرَاجاً } ذُكر لنا أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان يقول: إن ضوء الشمس والقمر نورهما في السماء، اقرءوا إن شئتم: { أَلمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِباقاً }... إلى آخر الآية.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، عن عبد الله بن عمرو أنه قال: إن الشمس والقمر وجوههما قِبَل السموات، وأقفيتهما قِبَل الأرض، وأنا أقرأ بذلك آية من كتاب الله: { وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً }.
وقال الطبرى رحمه الله
يقول تعالى ذكره: { وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ }: وسقفنا فوقكم، فجعل السقف بناء، إذ كانت العرب تسمي سقوف البيوت، وهي سماؤها بناءً، وكانت السماء للأرض سقفاً، فخاطبهم بلسانهم، إذ كان التنزيل بلسانهم، وقال: { سَبْعاً شِدَاداً } إذ كانت وثاقاً محكمة الخلق، لا صدوع فيهنّ ولا فطور، ولا يبليهن مرّ الليالي والأيام.
والكلام من الله عزوجل لمشركى العرب عن السبع الشداد كان كلاما عما يشهدونه لا ما هو غيب ولهذا ربط الطبرى وغيره بينها وبين السبع الطباق.


بالنسبة للآية 15 من سورة نوح، قول الله تعالى : أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) قد أجبنا على الاستدلال بها بما يكفي و بيّنّا بما يغني من الشواهد أن الرؤية فيها ذُكرت في سياق العلم و ذكرنا أنه لم يثبت أبدا أن أحدا من السلف قال بخلاف ذلك.

و ليُنظر لذلك المداخلة 10# على هذا الشريط.

أما ما ساقه الطبري رحمه الله من آثار و احتج به عبيد الله فلا حجة له فيه بل عليه لأنه لم يسقه للدلالة على أن القمر و الشمس في السموات مكانا و موضعا و لكن فقط ضوءا و نورا، فقال :
وقوله: { وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } يقول: { وجعل القمر في السموات السبع نوراً } { وَجَعَلَ الشَّمْسَ } فيهن { سراجاً }. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

لم يقل جعل القمر في السموات السبع و سكت .. بل لم يزد على ما ذكرته الآية حرفا و لم ينقص.
و لننظر ما نقله تأكيدا لهذا المعنى، يقول رحمه الله :

ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا معاذ بن هشام، قال: ثني أبي، عن قتادة { ألَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَموَاتٍ طِباقاً وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَل الشَّمْسَ سِرَاجاً } ذُكر لنا أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان يقول: إن ضوء الشمس والقمر نورهما في السماء، اقرءوا إن شئتم: { أَلمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِباقاً }... إلى آخر الآية.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، عن عبد الله بن عمرو أنه قال: إن الشمس والقمر وجوههما قِبَل السموات، وأقفيتهما قِبَل الأرض، وأنا أقرأ بذلك آية من كتاب الله: { وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً }.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: { وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } يقول: خلق القمر يوم خلق سبع سموات.
وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول: إنما قيل { وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } على المجاز، كما يقال: أتيت بني تميم، وإنما أتى بعضهم. انتهى كلامه

كما أسلفنا في المداخلة العاشرة عند عرضنا لجملة من أقدم التفاسير لهذه الآية الكريمة، ليس فيها و لا في هذه الآثار مطلقا أن الشمس و القمر بجرميهما في السموات و إنما كل الحديث عن نورهما، و من قال إن الآية تُحمل على المكان فقد ساق الطبري لذلك كلام أهل العربية للدلالة على أن القمر في بعض السموات و ليس فيها جميعا.
و قد قلنا في المداخلة العاشرة :
فعلى الرغم من قول من قال منهم رحمهم الله بأن الشمس و القمر يضيئان السموات فلا أحد منهم أبطل القول مع ذلك بأنهما في السماء الدنيا. إذ أن الحديث عن نور القمر و الشمس هو غير الحديث عن جرميهما صراحة فلم يقل أحد بأنهما بذاتهما داخل السموات العلى و إنما نورهما و ضوءهما فحسب و هذا واضح جلي من كلامهم.اهـ

و هذا الأثر بالذات عن عبد الله بن عمرو أنه قال: إن الشمس والقمر وجوههما قِبَل السموات ... الكلمة التي لونها عبيد الله بالأحمر حجة عليه كما أسلفنا لأن ''قِبَل'' بمعنى باتجاه و ليست بمعنى ''في''.
و المرجو توخي الدقة و الأمانة في النقل و الاستدلال ، و إلا فقد وقعت يا طالب العلم في التلبيس على الناس من حيث تريد هدايتهم !

ثم إن كلام السلف في تفسير الآيات واضح و لا ينقض بعضه بعضا ، فلا يمكن أن يقولوا الشمس و القمر بجرميهما في السماء الدنيا و أن الكواكب و النجوم جميعا في السماء الدنيا و أنها زينة لها ثم يفسرون الآية الأخرى كهذه الآية و آية سورة الملك بخلاف ذلك و نقيضه !!

مثال من تفسير البغوي (توفي 516هـ) رحمه الله، قال :

{ أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَـٰوَٰتٍ طِبَاقاً * وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } قال الحسن: يعني في السماء الدنيا، كما يقال: أتيت بني تميم, وإنما أتى بعضَهم، وفلانٌ متوارٍ في دور فلان وإ نما هو في دار واحدة. وقال عبد الله بن عمرو: إن الشمس والقمر وجوههما إلى السماوات, وضوء الشمس ونور القمر فيهن وأقفيتهما إلى الأرض. ويروى هذا عن ابن عباس.اهـ

و هذا تفسير أقدم منه لمقاتل (ت 150 هـ) رحمه الله :

ثم وعظهم ليعتبروا في صنعه، مفقال: { أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً } [آية: 15] بعضها فوق بعض ما بين كل سماءين خمسمائة عام، وعظمها مسيرة خمسمائة عام { وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } يعني معهن نوراً يعني خلق الشمس والقمر مع خلق السموات والارض فجعلهن نوراً لأهل الأرض فجعل القمر نوره بالليل { وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ سِرَاجاً } [آية: 16] مضيئة بالنهار لأهل الأرض فينتشرون فيه.اهـ

فهذا قول مقاتل استهله بأن القصد من قوله تعالى ''ألم تروا'' هو الاعتبار كما ذكر ذلك الطبري، ثم ذكر الحديث الذي من المفترض أن يخبر بأن السموات بعيدة جدا و ليست في متناول الرؤية، و لذلك أوّل فيهن كغيره من المفسرين بمعهن.

أما قول الله تعالى من سورة الملك الآيتان 3 و 4 : الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)

فنعم، هذا النص الكريم قد يشكل على البعض لأن سياقه تخلل الرؤية بمعنى الإبصار بعد ذكر السموات السبع الطباق التي لا نراها و لا نرى منها إلا ما ذكرت آيات أخرى بأنه زينة السماء الأولى أو الدنيا و الأقرب إلينا أي الكون المنظور من كواكب و نجوم و أفلاك.
و السلف عندما فسروا هذه الآية – كما سنرى بإذن الله - لم يعارضوها بغيرها من الآيات المحكمة، و لم يبتغوا تفسيرها عند علماء الهيئة و التنجيم فقط بعض المتأخرين من المفسرين لجأ إلى ذلك. أما السلف الصالح مفسرين و غير مفسرين فلم يرد في منطوق كلامهم و لا مفهومه قط أن السموات السبع مرئية رأي العين و لا أنها مشهودة و جانب منها غيبي و لا أن سمائها الأولى السماء الدنيا هي ما دون القمر و أنها سماء الهواء أو السحاب المصطلح عليها حديثا بالغلاف الجوي و لا قالوا حتى أنها سماء القمر كما قال الفلكيون، بل ما قالوا و أجمعوا على أن القمر في إحدى السموات السبع و ليس في جميعها عندما فسروا الآية من سورة نوح،و في غير ذلك غلب على تفسيرهم أن ما نشهده هو السماء الدنيا فحسب من كواكب و نجوم كما رأينا و كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية. و من هنا تحتم علينا أن ننهج نهجهم فلا نؤول الآيات و لا نصرفها عن ظاهرها و لا نقول فيها ما ينقض المعنى الظاهر من آيات أخر، أي أن علينا الجمع بين الآيات المشكلة و الآيات الصريحة في أن سماء الكون المرئي هي السماء الدنيا لا معارضتها ببعضها أو الخروج بتأويل جديد لم يعجزهم أن يسبقوا إليه لو كان حقّاً من قبيل ما ذكر عبيد الله أن السموات السبع الطباق غيبية أو منها ظاهر و منها غيبي و أن السماء الدنيا هي طبقات الغلاف الجوي أو هي سماء الهواء أو السحاب أو القمر حتى. فمن تجاوز فهم السلف إلى غيرهم و خالف منهجهم لا بد و أن يوقع نفسه في التناقض و التخبط كما رأينا مع عبيد الله و غيره و كما سنرى في باقي مشاركاته التي سأوردها حجة عليه، و سنثبت من أقواله إن شاء الله نسبته إلى السلف أقوال متعارضة مضطربة في هذا الباب و من ذلك إجماعان أو اتفاقان ينقض أحدهما الآخر :

فهنا و في آخر ردوده علي (في هذا الشريط) يحكي أن السلف متفقون تقريبا على أن السموات السبع مرئية لا السماء الدنيا فحسب و يحتج على ذلك بأن الآيات صريحة في ذلك، يقول :


قبل الامام القرطبى رحمه الله لم يقل احد إن الرؤية للطباق علمية وسياق الايات بجانب كلام السلف انها بصرية (فأرجع البصر)و(بنينا فوقكم سبعا)وفى سورة النبأ كان الحق عزوجل ينادى اهل الشرك ويعدد عليهم النعم ولا يُعقل انه يخاطبهم بالغيب ليؤمنوا به،السلف العظام ومن تبعهم بإحسان فهموا ايات السبع الطباق والسبع الشداد على انها رؤية بالعين والمفسرون الاوائل كذلك وسياق هذه الايات واضح وصريح قبل كلام الطبرى وقبل كلام السلف أن السماوات الطباق مرئية ... الخ


لكن عبيد الله نفسه قال بخلاف ذلك قبل هذا العهد و لم يزل منذ بداية تسجيله في المنتدى – و هذا ما لم أعلم به إلا الآن بعد اطلاعي على مشاركاته القديمة – لم يزل ينقل إجماع السلف على أن السماء المرئية بكواكبها و نجومها و أفلاكها هي السماء الدنيا فحسب، و بدا أنه حاول أحيانا الخروج من هذا الإشكال لكن بأسلوب متخبط و عجيب كعادته في تحرير الكلام في مسائل يشذ فيها و يريد لها قسرا أن تكون خلافية و هي ليست كذلك.

و قبل ذلك لننظر في تفسير ما بقي من الآيات التي احتج بها هنا عبيد الله، و هل هي حجة له أم عليه.

قال الله تعالى في سورة الملك :
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)

للإشارة فقد تجاهل عبيد الله الآية الخامسة و تفسيرها و سلط الضوء على الآيتين قبلها. أما تفسير الآيات فاختار منه ما ظن أنه يوافق رأيه و هواه و هو ليس كذلك فإذا كان متناقضا مع نفسه كما سنبين لاحقا فالسلف أذكى من أن يتناقضوا و يضربوا هذه الآيات ببعضها،

و حتى عند نقله لتفسير الآيتين تجاهل قول الطبري في معنى : (ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت) : يقول جلّ ثناؤه: ما ترى في خلق الرحمن الذي خلق لا في سماء ولا في أرض، ولا في غير ذلك من تفاوت، يعني من اختلاف.

فالرؤية هنا أعم و أشمل.
و لأنه خبير في النحو جهبذ في اللغة سطّر على كلمة ''فيهم'' من قول قتادة :
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { ما تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفاوُتٍ }: ما ترى فيهم من اختلاف.

فلو كان المقصود السموات لقال فيها أو فيهن كما في آية سورة نوح استعمالا لضمير غير العاقل فمعلوم أن جموع غير العاقل في اللغة تعامل معاملة التأنيث، و إنما قال فيهم لأن الضمير يعود على الخلق.

و ما زال لدينا كلام سنعرض له إن شاء الله حول الآيات من سورة الملك و أقوال المفسرين فيها حتى يتبين للقارئ أن لا حجة فيها لمن يقول برؤية السموات السبع.

أولا سأعرض على القارئ الكريم كلام عبيد الله السابق و تأويلاته القديمة قبل هذا العهد حتى لا يشط بنا بعيدا أو يقول افترينا عليه و نبين إلى ذلك سنده المفترض لقوله الشاذ و منهجه في الاستدلال و ليتبين أنه مجرد مضطرب فكري بلا منهج واضح و أنه متعالم متلاعب بالنصوص و أقوال العلماء يلوي أعناقها حتى تتوافق و هواه و ليظهر كعادته أنه أتى بجديد و فطن لما لم يفطن إليه أحد، و سنجلي اضطرابه الفكري أكثر في تضارب أقواله فلا هو بالمتبع المؤْتمّ بأئمة السلف و لا هو بالمجتهد الموفق، و إنما هو صاحب هوى كغيره من أهل الأهواء أضل كثيرا من الشباب و زاد الأمة عناء بجهله و تلاعبه !!
و للأسف لم أكن متفرغا من قبل لأقرأ مواضيعه و لا للرد عليها بل لم أتنبه إلى أكثرها إلا اليوم ، و طبعا كتب كثيرا من سخافاته و هرطقاته على حين غفلة و انشغال من الإشراف و المحاورين الذين نقص عددهم في الآونة الأخيرة بشكل حاد فلم ألحظ ردّا عليه اللهم إلا من قبل الدكتور محمود نجا و الذي انتبه و علق على شذوذه الواضح في إحدى المداخلات .. و يعلم الله كم دوّخ هذا العبيد من الشباب باضطراب فكره و تناقض منهجه كما سنرى، و تمنيت لو أنه كان لدي من الوقت الكافي لأمحّص كل مشاركاته و أنخل كل مداخلاته .. لأجعل منه عبرة لغيره ممن تسول له نفسه التعالم في دين الله و على عباد الله على حين غفلة من أهلها.

يقول بتاريخ 17-6-2013 :
تحت عنوان سؤال ينتظر اجابة: ماالفرق بين السماء والسماوات السبع؟ - (المشاركة 1) :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?53342-%D3%C4%C7%E1-%ED%E4%CA%D9%D1-%C7%CC%C7%C8%C9-%E3%C7%C7%E1%DD%D1%DE-%C8%ED%E4-%C7%E1%D3%E3%C7%C1-%E6%C7%E1%D3%E3%C7%E6%C7%CA-%C7%E1%D3%C8%DA%BF


السماء الدنيا عند السلف هى الكون المحيط.


ثم يقول في نفس الشريط (المشاركة 2):


النقطة الثانية وهى محل الاشكال:هل الغلاف الجوى هو السماء الدنيا؟طبعا لا لأن فهم السلف أن السماء الدنيا تضم النجوم والكواكب كما سنرى باذن الله جل وعلا


و هنا بصراحة لقد أفادني عبيد الله بنقل بعض آثار السلف التي لم أعلمها إلا منه مؤيدا بها و في سابق رأيه هنا ما نقوله و يقوله جمهور المسلمين و الآن ينازعنا فيه !!
و سأعود إن شاء الله إلى نقل هذه الآثار التي استدل بها و تبطل رأيه الأخير تماما بعد أن أنتهي من إدراج أقواله المناقضة لما يقوله اليوم بشأن تحديد السماء الدنيا و السموات السبع خلال مدة انخراطه في المنتدى.

ثم يقول في نفس الشريط (المشاركة 3):


رابعا وأخيرا الاشارة الى سقوط الشهب ومسألة ربط القذف بالشهب بالملائكة والجن هذا غيب ولكن ما يخصنا هو الشهادة فى توافق الدين والعلم فى أن الشهب أعلى الغلاف الجوى واسفل السماء الدنيا


هنا الغلاف الجوي أسفل السماء الدنيا

ثم يقول في نفس الشريط (المشاركة 7) قولا عجيبا :


السماوات السبع.
للأسف الشديد فان مجال الاعجاز العلمى قد فتح معه بابا من الشر بجانب ابواب الخير الكثير
لقد حاول البعض تأويل المصطلح القرأنى"السماوات السبع"بعدة اشياء:
قالوا هى طبقات الغلاف الجوى.
وقالوا هى مدارات الافلاك:مدار المجموعة الشمسية حول الشمس ومدار الشمس حول مركز المجرة وهكذا حتى نهاية الكون.
وقالوا:السماء الدنيا هى الغلاف الجوى والفضاء الكونى القريب هو السماء الاولى.
وقالوا لا بل السماء الدنيا هى المجموعة الشمسية والسماء الاولى هى بقية الكون.
وطبعا للأسف الشديد كل هذا تهريج وسأناقش هذا الهزل باذن الله جل وعلا فى البحث القادم عن خلق الوجود بين القرأن والسنة وفهم سلف الامة ولكن سأكتفى بالرد على الاقاويل السابقة من خلال النصوص والنصوص فقط.


تذكروا ، عبيد الله يصف هنا القول بأن السماء الدنيا هي الغلاف الجوي تهريجاً و هو نفس القول الذي سيدافع عنه فيما بعد كما رأيتم و كما سترون !!
يعني أنه يقول هنا بأن السموات السبع صراحة كما هو مذهبنا : لا هي الغلاف الجوي و لا هي الكون المنظور ، و بقي أمامه احتمال واحد هو أنها خارجه أي تعلو الكون المنظور و هو السماء الدنيا.

فهو يواصل يقول :


أولا تاريخ خلق السماوات السبعة بأجماع السلف هو فى اليومين الاخيرين من الايام الستة بعد خلق الارض وهذا يعنى انها لا تصلح أن تكون تعبيرا عن مصطلحات فلكية ما لأننا جميعا نعلم أن الفضاء الكونى قد خُلق قبل الارض بكثير فلا علاقة له بالسماوات السبع فقال الله جل وعلا مُخبرا عن قصة خلق السماوات السبع بعد الارض:
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)"
الاية السابقة من سورة البقرة.وقال جل وعلا فى سورة طه: تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) وقال الله جل وعلا فى سورة فصلت بعد أن ذكر خلق الارض بتمامها" ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)"


نفس استدلالاتنا التي انقلب عليها أخيرا !!! فيا عجباً !

و يؤكد على هذا المعنى في مشاركته التالية (8) يقول :


6-السماء الدنيا عند السلف هى الكون المحيط
كنت اراسل احد اعضاء احدى المنتديات الاسلامية ممن لديه شبهات حول القران المجيد
وقلت له ان السماء الدنيا هى عالم غيبى يحيط بالكون المنظور فأجاب اجابة صاعقة:"ان المفسرين المعاصرين لم يعودوا يلتفتوا لهذا الكلام وانهم يقولون ان الغلاف الجوى هو السماء الدنيا والفضاء الكونى هو السماء الاولى"وطبعا هذا الكلام تهريج حقيقى فدين الله رب العالمين ليس لعبة لكل عابث ومن يريد ان يدافع عن الاسلام فليتعلم الاسلام وليتعلم فهم السلف أولا


سامحك الله يا عبيد الله، على الأقل كنت خبّرتني و خبّرت القارئ أنك غيّرت رأيك أو أن لديك فصاماً !!
ألم تر أنك بالفعل أصبحت ذلك المهرج ؟؟ و أنك ذلك اللاعب العابث بدين الله الذي يدافع عن دين الله بلا علم و لا تعلم لفهم السلف ؟؟

و خلال هذه المشاركة (8) أتينا على نقولات أخينا الهمام عبيد الله من تفسير السلف و آثارتهم التي أفادني ببعضها و التي تدعم مذهبنا مذهب الجمهور في السموات السبع على أنه مذهبه و معظمها هي الآثار نفسها التي انتقض بها هذا المذهب اليوم فقال خلاف ما قال بالأمس !!، أنظروا :

يقول عبيد الله – تعليقا على مراسلته تلك لعضو في أحد المنتديات- و بعد أن وصف نفسه و ما آل إليه من التهريج و بعد أن تحدث عن نفسه و ما ينطبق عليه اليوم كالتالي :


والسؤال المهم جدا:من هؤلاء المفسرون العظام؟وماهى دراساتهم فى الحديث والتفسير؟وهل هم أعلم أم سلف الامة الذين نزل القرأن فى بيوتهم وكانوا مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم؟اذا بحثت عن الاجابة فسيدمى قلبك ياصاحبى مما يحدث ممن يسمون أنفسهم باحثى الاعجاز العلمى الذين للاسف جعل بعضهم الدين لعبة والنصوص الثابتة من الوحى المعصوم مجالا للقيل والقال ففعلوا كما فعل أهل الكتاب السابقين ولاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم!
وفى هذا البحث الصغير غير المنظم اكتفيت بأثار السلف عن اثنين من اشهر الصحابة فى التفسير هما عبدالله بن عمرو وعبدالله بن عباس رضى الله تبارك وتعالى عن الجميع:
تفسير مجاهد: أخبرنا عبد الرحمن ، قال : ثنا إبراهيم ، قال : ثنا آدم ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد : { وجعل القمر فيهن نورا } قال : " القمر وجهه إلى السموات ، وقفاه إلى أهل الأرض .وتعليقى أن على بن زيد رحمه الله تعالى يفهم ان السماء الدنيا تحيط بالقمر
قال ابو الشيخ فى العظمة:حدثنا ابن أبي عاصم ، حدثنا هدبة ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما : { وجعل القمر فيهن نورا } قال : " قفاه مما يلي الأرض ، ووجهه مما يلي السماء
قال ابو الشيخ:حدثنا الوليد ، حدثنا عمرو بن سعيد ، حدثنا إسحاق يعني ابن راهويه ، حدثنا الفضل بن موسى ، عن الحسين بن واقد ، عن معمر ، عن قتادة ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما في قوله : { وجعل القمر فيهن نورا } قال : " وجهه يضيء السماوات ، وظهره يضيء الأرض "وتعليقى هذه اشارة الى ان السماء الدنيا تحيط بالقمر
قال البيهقى فى الاسماء والصفات:أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن إسحاق الصاغاني ، أنا روح بن عبادة ، ثنا السائب بن عمر المخزومي ، أنا مسلم بن يناق ، قال : سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص ، رضي الله عنهما يقول ـ وهو ينظر إلى السماء ـ فقال : تبارك الله ما أشد بياضها ، والثانية أشد بياضا منها ، ثم كذلك حتى بلغ سبع سماوات ، ثم قال : خلق الله سبع سماوات وخلق فوق السابعة الماء ، وجعل فوق الماء العرش ، وجعل في السماء الدنيا الشمس والقمر والنجوم والرجوم.تعليقى هذا الاثر يشير الى احتواء السماء الدنيا للكون كله
قال الطبرى:حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة عن عبد الله بن عمرو أنه قال : إن الشمس والقمر وجوههما قبل السموات ، وأقفيتهما قبل الأرض ، وأنا أقرأ بذلك آية من كتاب الله :"وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا"


و لاحظوا في هذا الشريط الذي نرد فيه على عبيد الله أن هذه النقولات هي نفسها التي اعترض بها علينا حتى آخر مشاركة له و التي نحن بصدد الرد عليها ، ففجأة اعترض بها اليوم على ما كان يقول به بالأمس و نحن ما فتئنا نعتقد به و هو أن السموات السبع ليست هي الكون المنظور و أن الكون المنظور هو فقط السماء الدنيا !!

لكن ماذا حدث لعبيد الله في أكتوبر 2013 و بعد أربعة أشهر فقط من كتابة هذا الشريط ؟
يقول بتاريخ : 31-10-2013 تحت عنوان له ''الكون المنظور والمصطلحات الاربعة فى الكتاب والسنة'' (المشاركة 3) :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?54865-%C7%E1%DF%E6%E4-%C7%E1%E3%E4%D9%E6%D1-%E6%C7%E1%E3%D5%D8%E1%CD%C7%CA-%C7%E1%C7%D1%C8%DA%C9-%DD%EC-%C7%E1%DF%CA%C7%C8-%E6%C7%E1%D3%E4%C9

و بدا هذه المرة أكثر ثقة و إنصافا نفسه و مع تغيير في آرائه ب 360 درجة لا يخلو من اضطراب و تناقض :


وهنا السؤال:ماعلاقة الكون بالسماء؟الجواب:الكون مشهود والسماء جزء منها مشهود وجزء غيبى ولكن هذين الجزئين متغيرين باختلاف الزمان والمكان وقد اثبت الحق تبارك وتعالى ان جزءا من السماء والارض سيظل غيبا عن الانسان كما فى سورة النمل" وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (75) "فالكون جزء من السماء وهو يعبر عن الجزء المشهود فيهاولكن هل الكون جزء من السماء الدنيا؟الحقيقة اننى بحثت فى هذا الموضوع طويلا ووصلت فى النهاية الى رأى يريحنى وانا اقرء النصوص وهو ان السماء الدنيا من السماوات السبع من الغيب ولا يجوز قياس الشهادة على الغيب فلو علمت بداية السماء الدنيا ونهايتها لأجبت ولكن لا اقول على الله جل وعلا بلا علم فهذا من الكبائر.


لقد وصل إلى رأي يريحه و كأنما أتى بما يريح الأمة أيضا بعد قرون من اختلافها و اضطرابها في فهم السموات، و ما ذلك إلا اختلافه و اضطرابه و إلا فالأمة لم تختلف في فهمها للكتاب !
لكن هنا يبدو أنه توقف فهو لا يدري أين السماء الدنيا تحديدا أين تبدأ و أين تنتهي ، فلا هو مع السلف الذين نقل إجماعهم على أنها سماء النجوم و الأفلاك و لا هو أفضى بعد إلى إبداعه حين ادعى بعد مدة قصيرة من كتابة هذه الأسطر أنها الغلاف الجوي !!
هاااااا ؟ ثم ماذا بعد ؟؟
لقد واصل أينشتاين هذه الأمة مقالته و خرج علين باجتهادات عجيبة غريبة و تفسيرات شاذة فريدة لم يُسبق إليها و هو نفسه الذي يقول '' لا اقول على الله جل وعلا بلا علم فهذا من الكبائر''
فهو يقول في مشاركته (4) من الشريط نفسه و هو نفس القول الذي كان عن قريب يعده تهريجا و أعلن قبل قليل لا أدريته دونه :


ثالثا مصطلح السماوات السبع.
قبل الحديث عن السماوات السبع يظهر سؤال اريب:هل كل السماوات تم خلقها فى اطار مرحلة الايام الستة؟ الجواب : كل سماوات الارض تم خلقها فى اطار الايام الستة والسماوات هى الاسقف التى تحيط بالارض كالغلاف الجوى وغلاف المجموعة الشمسية وهناك اغلفة غيبية هى السماوات السبع والتى سنتكلم عنها باذن الله جل وعلا.



هنا يقول و يقسّم السموات السبع إلى قسمين سماوات مرئية : الغلاف الجوي و المجموعة الشمسية ...
و أخرى غير مرئية، و لم تخبرنا هل هي فوقها و تعلوها ليصير العدد 14 أم هي متوازية متداخلة في بعضها،
و لكن من قال بهذا أو ذاك أصلا ؟ من قال أنها توازيها أو تتحد معها ؟؟ من حددها و قسّمها هكذا قبل عبيد الله و كما فعل ؟؟
فهو لم يذكر له سندا ، مع أن له بالفعل سندا من تأويل بعض المتأخرين و هو محمد أمين شيخو صوفي جاهل خالف إجماع أهل السنة في كثير من تأويلاته و اجتهاداته بحكم نشأته في سورية في بيئة لا تمت إلى العلم الشرعي بصلة إبان الحكم العثماني علاوة على أنه كان شرطيا ثم سجانا للسلطات التركية.

فأعتقد أن شيخو هذا هو أول من قال – في القرن الحديث – بهذه البدعة التفسيرية بأن السموات السبع المرئية ( دون ما يصفها عبيد الله بالغيبية ) تبتدأ بالغلاف الجوي و تنتهي بالسماء السابعة.
ثم سار على نهجه في التأويل أنصاف متعلمين مثل عبيد ممن نظروا في الآيات التي تتحدث عن السموات و حاولوا التوفيق بينها و بين مكتشفات العلم دون ردها إلى المحكم و لا التزموا فيها بفهم السلف و ما اتفقوا عليه و وقفوا عنده. فخلطوا و خلّطوا على الناس بأفهامهم ...

و هذا تعريف بهذا الرجل : محمد أمين شيخو في ميزان القرآن و السنة و منهج السلف :

من هو محمد امين شيخو
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=105774

مخالفات محمد أمين شيخو
http://www.shobohat.com/vb/showthread.php?t=2996

و بالعودة إلى كلام عبيد الله فهو يتابع مشاركته الأخيرة برقم (4) قائلا :


سؤال اخير مهم:هل السماوات السبع من الغيب ام من الشهادة؟
السماوات السبع عوالم غيبية وهى اسقف حقيقية للارض وهى من الغيب ووصفها فى السنة وصف لعوالم كاملة بها انهار واشجار وارواح وملائكة ...


أنهار و أشجار أيضاً !! لم نكن نعلم أنك عرجت إلى السموات و رأيت كل هذا !!
ثم أين قولك هنا السموات السبع الطباق مرئية ؟؟
تقول جانب منها مرئي و جانب غيبي ، طيب من حدد هذا و من حدد ذاك ؟ هل اطّلعت الغيب ؟ هل عندك من علم أو أثارة هل قال بهذا أحد من السلف أو الخلف ؟
بقي أنه قول على الله بغير علم، مع ما فيه من نقض للنصوص المحكمة و ما تقول إنه إجماع للسلف من أن ما نراه من سماء فوقنا من الكون المنظور هو فقط السماء الدنيا !!
و نفس الجرأة أظهرتها في تفسير و تحليل معنى '' ما بين السموات و الأرض '' في كلام الله تعالى، و يا له من تحليل ما أغربه في تحديد هذا المعنى و ماهية السماء الدنيا و أنها ما بين النجوم و الأرض !!
قال في المشاركة 5 من هذا الشريط :


رابعا مصطلح ما بين السماوات والارض.
قال الله جل وعلا فى سورة ص"وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27)"وفى سورة الدخان"وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ(38) " فدلت هذه الايات ان ذلك المخلوق الوسيط بين السماوات والارض هو من المشهودات
والسؤال المهم ما هو هذا المخلوق الوسيط الذى تم خلقه فى الايام الستة بين السماوات والارض بحيث انه يكون مشهودا للجميع؟الجواب:لكى نعرفه لابد ان نعرف ما هى ادنى نقطة فى السماوات:هى السماء الدنيا حيث زينها رب العزة والجلال بالنجوم فما الذى بين السماء الدنيا والارض؟الاجابة:مجموعة الاغلفة التى تغلف الارض ابتداء من الغلاف الغازى للمجموعة الشمسية وانتهاء بالسحاب الذى هو فى الغلاف الجوى


يعني، لا أفهم ما الحاجة إلى هذا التكلف و كيف أن الجواب جاهز عندك من جيبك على طول فلا تستند إلا قليلا إلى تفسير و فهم السلف الذين استوعبوا ما بين دفتي القرآن و الأحاديث و أقوال الصحابة و هم أوعى لكتاب الله من غيرهم مبنى و معنى، و أنت في كامل استعداد لترجم بالغيب في كتاب الله، و النتيجة طبعا : التخليط و التخبيص و ضرب الأخماس في الأسداس و نقض كلامك أوله آخره و آخره أوله بما أعياني تتبعه و الرد عليه لكثرة تناقضه و إفلاسه الفكري و المنهجي !!
فما قلته هنا في تحديد المراد بقوله تعالى '' ما بينهما'' لم يرد عن السلف بهذا التفصيل، و مدار أقوالهم على الخلق و الموجودات من أحياء و جمادات و هواء و ما بين أطباق السموات و الأرض كما قال الطبري ، و ليس في أقوالهم تحديد مكان بعينه من كذا إلى كذا !
ما يهمني هنا هو اعترافك الصريح مجددا بأن السماء الدنيا هي التي زينها رب العزة و الجلال بالنجوم ليست الغلاف الجوي و أن ما دونها هو ما بين السموات السبع و الأرض و يدخل في نطاقه عندك الغلاف الجوي !!
و إن كان واحد من أقدم التفاسير لهذه الآيات متوافقا مع ما ذهبنا إليه من أن كل ما نراه مما دون السموات السبع يدخل في نطاق السماء الدنيا، و هذا التفسير لمقاتل بن سليمان (توفي سنة 150 هـ) قال رحمه الله في تفسير الآية 4 من سورة السجدة : { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ } يدل على نفسه عز وجل بصنعه { وَمَا بَيْنَهُمَا } يعني السحاب والرياح والجبال والشمس والقمر والنجوم.
و حتى لا يقال إن مقاتل يعني أن النجوم و الكواكب تتخلل السموات و ليس ما دون السماء الأولى و الدنيا فحسب فهذا تفسيره أيضا لمعنى السماء الدنيا، يقول في تفسير سورة الصافات :
{ إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا } لأنها أدنى السماء من الأرض وأقربها { بِزِينَةٍ ٱلْكَوَاكِبِ } [آية: 6] وهى معلقة فى السماء بهيئة القناديل.
و هذا المعنى عند مقاتل و إن كان صحيحا لكن لفظ (ما بينهما) في هذه الآيات خاصة التي تضمنت سياق أيام الخلق الستة يشمل بالفعل كل المخلوقات من أحياء و غيرها و التي كان آخرها خلقا في الأيام الستة آدم عليه السلام. قال شيخ الإسلام: فإنه قد ثبت بالكتاب والسنة والإجماع أن الله تعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام، وأن آخر ما خلقه هو آدم، وكان خلقه يوم الجمعة. انتهى من مجموع الفتاوى(1/256).
و عليه لا معنى لتكلف عبيد الله بتحديد مخلوق وسيط بين السموات و الأرض متمثلا في غلاف غازي و غلاف جوي و أوهام في رأسه يحسبها جوابا لا غير.
و في إثر كلامه هنا عن (المخلوق الوسيط) جاء بالتحليل الذي كان يصفه بالّأمس القريب تهريجا، و ناقض به ما قال قبل قبل قليل عن مفهوم السماء الدنيا فادعى هذه المرة أنها الغلاف الجوي صراحة، و ذلك متكلما عن معنى قول الله تعالى من سورة الصافات :
رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)
قال في نفس المشاركة 5 :


والحقيقة ان ايات سورة الصافات الاخيرة ظلت تمثل بالنسبة لى شخصيا لغز كبير فهل السماء الدنيا تحتوى على زينة الكواكب فقط؟ثم التفت الى ان سياق الايات يتحدث عن السماء الدنيا من كل السماوات التى تحيط بالارض وليس السبع سماوات فقط لأنه سبقها بقوله" رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا"ثم ايقنت فى النهاية ان السماء الدنيا هنا هى السماء الادنى وهى الغلاف الجوى طبعا والذى يتعرض بكل تأكيد لظاهرة الشهب والذى لا تتواجد فيه كواكب حقيقية وانما زينتها فقط مع العلم بأن المقصود بالكواكب هو كل النجوم وطبعا المراد فى الايات هو السماء الادنى المشهودة لأن السياق يتحدث عن عالم الشهادة فالسماء الادنى المشهودة هى الغلاف الجوى والسماء الادنى الغيبية من السبع سماوات هى السماء الاولى التى زارها الرسول صلى الله عليه واله وسلم مع جبريل اولا فى المعراج.


فبعد أن كان عبيد الله يعتبر الغلاف الجوي بين السماء الدنيا و الأرض في بداية مداخلته أصبح هو السماء الدنيا في بضعة أسطر !!!
ثم إلى ماذا انتهى ؟ لقد أصبحت السماء الدنيا فجأة سماءان إحداهما مباينة للأخرى : سماء هي الغلاف الجوي و سماء فوقها هي السماء الغيبية التي عرج إليها النبي صلى الله عليه و سلم !!!

و يؤكد على هذا التخبيص بقوله في المشاركة 6 من الشريط نفسه :


وكل الايات القرأنية والنصوص السلفية الصحيحية السند والمتن تؤكد أن ما وقع فى مرحلة الايام الستة هو تزيين السماء الدنيا بالنجوم فقط مع ملحوظة مهمة جدا:ان السماء الدنيا لها معنيين:معنى السماء الدنيا الغيبية التى زارها الرسول صلى الله عليه واله وسلم فى المعراج وبالتالى يكون تزيين السماء الدنيا الغيبية بالنجوم هو عملية غيبية ايضا لأنها ارتبطت بغيب والمعنى الثانى هو ان السماء الدنيا فى الايات القرأنية هى السماء الدنيا لغويا وليس اصطلاحيا فهى ادنى سماء للارض وطبعا كما اثبتنا سابقا ان ادنى سماء للارض هى الغلاف الجوى فيكون تزيين السماء الدنيا المشهودة بالنجوم فى الايام الستة ماهو الا شرح قرأنى لعملية تخليق الغلاف الجوى بعد نشأة كوكب الارض ونشأة الغلاف الجوى ادى بالضرورة ان تصبح النجوم ظاهرة للانسان ليلا لأن الغلاف الجوى هو الذى يحبس ويعكس الضوء وبهذا يلتقى القرأن الكريم تماما مع العلم الحديث


عبيد الله يزعم و يفهم من القرآن ما لم يفهمه أحد قبله أن بعض مفردات القرآن و ألفاظه لها وجهان لغوي و اصطلاحي و هو من يحدد ذلك !!
و كفى بهذا هرطقة في كتاب الله !!
يجب أن تقبلوا بعبيد الله ليس فقط مفسرا بل مفسرا و محدثا و لغويا أيضا !!
كل هذا ليحل إشكالا في رأسه لم يُطرح أصلا إلى الحد الذي يأتي معه بهذه التناقضات و المزاعم يشذ بها عن كل ما قاله أهل العلم سلفا و خلفا.
و الغريب في الأمر حقا أنه لم يذكر لنا قط هذين الوجهين عند مناقشتنا بل لم يزل ينكر التفسير الثاني الذي اعتبره هنا قبل عامين اصطلاحا في مفهوم السماء الدنيا و أنها سماء النجوم و الأفلاك !!!

و بعدما رد أحد إخوتنا الأعضاء و هو الدكتور محمد نجا على طرف من هرطقاته كان من بين أجوبته على الدكتور :


وهناك نقطة جانبية لاحظتها فى كلام حضرتك تطبيقا على الكلام السابق
حضرتك مصمم على ان السماء الدنيا تحوى الفضاء الكونى او البناء الكونى
وانا لدى من النصوص القرأنية والنبوية ما يدحض هذا الرأى
ولم اكن قد لاحظته الا الان
فلنكمل نقاشنا بعد عودتى بمشيئة الله جل وعلا


من هنا أصبح مفهوم السماء الدنيا و أنها الفضاء الكوني رأيا و لم يعد مجمعا عليه من السلف ، و لم يعد هو أحد التفسيرين و الذي وصفه بالاصطلاحي في مشاركته السادسة ، بل قال لديه ما يدحضه .. ثم ماذا لقد أعلن صاحبنا أنه قرر فجأة السفر لمدة أسبوع بعد أن باشر أخونا الدكتور نجا الرد عليه !!

بعد أيام فقط من طرحه لذاك التقسيم المحدث المبتدع من جيبه أتانا بهذه الخلطة العجيبة عن مفهوم السماء الدنيا و بدا أنه يقبل فيها بالأقوال السابقة أومعظمها و التي كان يراها تهريجا قبل خمسة أشهر فقط من كتابته لهذه الأسطر، قال بتاريخ 10-11-2013 :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?54994-%C7%E1%CC%D2%C1-%C7%E1%C7%E6%E1-%E3%E4-%D1%CF-%D4%C8%E5%C7%CA-%C7%E1%D3%E3%C7%C1-%DD%EC-%C7%E1%DE%D1%C3%E4-%C7%E1%DF%D1%ED%E3


وهناك مثال اخير اضعه لضيق الوقت وهو توصيف السماء الدنيا
رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) الصافات
السماء الدنيا فى الايات السابقة من سورة الصافات تعطى اكثر من معنى صحيح
اولا هى الكون الذى نشهده ويحتوى كل نجم وكل كوكب هذا لو قلنا بان تعبير(زينة الكواكب)هو استعارة تصريحية عن الكواكب والنجوم.
ثانيا هى الغلاف الجوى لأنه ادنى سماء الينا وهو الوحيد المزين لأنك لو خرجت خارج الغلاف الجوى لن ترى هذه الزينة هذا لو قلنا بأن تعبير(زينة الكواكب)تعبير صريح لا بلاغة فيه فتكون السماء الدنيا هى هذا.
ثالثا هى المجموعة الشمسية لأنها الوحيدة التى تحتوى على كواكب وشهب(مصابيح) هذا لو اعتبرنا ان السماوات فى الايات السابقة هى كل السماوات وليست السماوات السبع ولو اعتبرنا ان مابين السماوات والارض فى الايات السابقة هو الغلاف الجوى.
رابعا واخيرا هى السماء الدنيا من السماوات السبع.
فكل ما سبق يصلح لتفسير السماء الدنيا فى الايات والجميع لا يتناقض فسبحان الله العظيم.


يقول لا تعارض بين هذه المعاني – التي كان يراها بالأمس تهريجا و هزلا - مع أنه يدرك أن كل معنى منها لا علاقة له مطلقا بالمعنى الآخر !!


يتبع إن شاء الله

مشرف 3
05-02-2016, 07:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم،

يقول الأخ عبيد الله


نعود إلى الاشكالية الاولى وهى عدم وجود دليل وماذا عن كل هذا:
قال الطبرى رحمه الله
يقول تعالى ذكره: مخبراً عن صفته { الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِباقاً } طبقاً فوق طبق، بعضها فوق بعض.
وقوله: { ما تَرَى في خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفاوُت } يقول جلّ ثناؤه: ما ترى في خلق الرحمن الذي خلق لا في سماء ولا في أرض، ولا في غير ذلك من تفاوت، يعني من اختلاف. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { ما تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفاوُتٍ }: ما ترى فيهم من اختلاف.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله { منْ تَفَاوُتٍ } قال: من اختلاف.
وقال الطبرى رحمه الله
يقول تعالى ذكره مخبراً عن قيل نوح صلوات الله وسلامه عليه، لقومه المشركين بربهم، محتجاً عليهم بحجج الله في وحدانيته: { أَلمْ تَروْا } أيها القوم فتعتبروا { كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِباقاً } بعضها فوق بعض والطباق: مصدر من قولهم: طابقت مطابقة وطباقاً. وإنما عني بذلك: كيف خلق الله سبع سموات، سماء فوق سماء مطابقة.
وقوله: { وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } يقول: { وجعل القمر في السموات السبع نوراً } { وَجَعَلَ الشَّمْسَ } فيهن { سراجاً }. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا معاذ بن هشام، قال: ثني أبي، عن قتادة { ألَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَموَاتٍ طِباقاً وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَل الشَّمْسَ سِرَاجاً } ذُكر لنا أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان يقول: إن ضوء الشمس والقمر نورهما في السماء، اقرءوا إن شئتم: { أَلمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِباقاً }... إلى آخر الآية.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، عن عبد الله بن عمرو أنه قال: إن الشمس والقمر وجوههما قِبَل السموات، وأقفيتهما قِبَل الأرض، وأنا أقرأ بذلك آية من كتاب الله: { وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً }.
وقال الطبرى رحمه الله
يقول تعالى ذكره: { وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ }: وسقفنا فوقكم، فجعل السقف بناء، إذ كانت العرب تسمي سقوف البيوت، وهي سماؤها بناءً، وكانت السماء للأرض سقفاً، فخاطبهم بلسانهم، إذ كان التنزيل بلسانهم، وقال: { سَبْعاً شِدَاداً } إذ كانت وثاقاً محكمة الخلق، لا صدوع فيهنّ ولا فطور، ولا يبليهن مرّ الليالي والأيام.
والكلام من الله عزوجل لمشركى العرب عن السبع الشداد كان كلاما عما يشهدونه لا ما هو غيب ولهذا ربط الطبرى وغيره بينها وبين السبع الطباق.


بالنسبة للآية 15 من سورة نوح، قول الله تعالى : أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) قد أجبنا على الاستدلال بها بما يكفي و بيّنّا بما يغني من الشواهد أن الرؤية فيها ذُكرت في سياق العلم و ذكرنا أنه لم يثبت أبدا أن أحدا من السلف قال بخلاف ذلك.

و ليُنظر لذلك المداخلة 10# على هذا الشريط.

أما ما ساقه الطبري رحمه الله من آثار و احتج به عبيد الله فلا حجة له فيه بل عليه لأنه لم يسقه للدلالة على أن القمر و الشمس في السموات مكانا و موضعا و لكن فقط ضوءا و نورا، فقال :
وقوله: { وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } يقول: { وجعل القمر في السموات السبع نوراً } { وَجَعَلَ الشَّمْسَ } فيهن { سراجاً }. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

لم يقل جعل القمر في السموات السبع و سكت .. بل لم يزد على ما ذكرته الآية حرفا و لم ينقص.
و لننظر ما نقله تأكيدا لهذا المعنى، يقول رحمه الله :

ذكر من قال ذلك:
حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا معاذ بن هشام، قال: ثني أبي، عن قتادة { ألَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَموَاتٍ طِباقاً وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَل الشَّمْسَ سِرَاجاً } ذُكر لنا أن عبد الله بن عمرو بن العاص كان يقول: إن ضوء الشمس والقمر نورهما في السماء، اقرءوا إن شئتم: { أَلمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِباقاً }... إلى آخر الآية.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، عن عبد الله بن عمرو أنه قال: إن الشمس والقمر وجوههما قِبَل السموات، وأقفيتهما قِبَل الأرض، وأنا أقرأ بذلك آية من كتاب الله: { وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً }.
حُدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: { وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } يقول: خلق القمر يوم خلق سبع سموات.
وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول: إنما قيل { وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } على المجاز، كما يقال: أتيت بني تميم، وإنما أتى بعضهم. انتهى كلامه

كما أسلفنا في المداخلة العاشرة عند عرضنا لجملة من أقدم التفاسير لهذه الآية الكريمة، ليس فيها و لا في هذه الآثار مطلقا أن الشمس و القمر بجرميهما في السموات و إنما كل الحديث عن نورهما، و من قال إن الآية تُحمل على المكان فقد ساق الطبري لذلك كلام أهل العربية للدلالة على أن القمر في بعض السموات و ليس فيها جميعا.
و قد قلنا في المداخلة العاشرة :
فعلى الرغم من قول من قال منهم رحمهم الله بأن الشمس و القمر يضيئان السموات فلا أحد منهم أبطل القول مع ذلك بأنهما في السماء الدنيا. إذ أن الحديث عن نور القمر و الشمس هو غير الحديث عن جرميهما صراحة فلم يقل أحد بأنهما بذاتهما داخل السموات العلى و إنما نورهما و ضوءهما فحسب و هذا واضح جلي من كلامهم.اهـ

و هذا الأثر بالذات عن عبد الله بن عمرو أنه قال: إن الشمس والقمر وجوههما قِبَل السموات ... الكلمة التي لونها عبيد الله بالأحمر حجة عليه كما أسلفنا لأن ''قِبَل'' بمعنى باتجاه و ليست بمعنى ''في''.
و المرجو توخي الدقة و الأمانة في النقل و الاستدلال ، و إلا فقد وقعت يا طالب العلم في التلبيس على الناس من حيث تريد هدايتهم !

ثم إن كلام السلف في تفسير الآيات واضح و لا ينقض بعضه بعضا ، فلا يمكن أن يقولوا الشمس و القمر بجرميهما في السماء الدنيا و أن الكواكب و النجوم جميعا في السماء الدنيا و أنها زينة لها ثم يفسرون الآية الأخرى كهذه الآية و آية سورة الملك بخلاف ذلك و نقيضه !!

مثال من تفسير البغوي (توفي 516هـ) رحمه الله، قال :

{ أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَـٰوَٰتٍ طِبَاقاً * وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } قال الحسن: يعني في السماء الدنيا، كما يقال: أتيت بني تميم, وإنما أتى بعضَهم، وفلانٌ متوارٍ في دور فلان وإ نما هو في دار واحدة. وقال عبد الله بن عمرو: إن الشمس والقمر وجوههما إلى السماوات, وضوء الشمس ونور القمر فيهن وأقفيتهما إلى الأرض. ويروى هذا عن ابن عباس.اهـ

و هذا تفسير أقدم منه لمقاتل (ت 150 هـ) رحمه الله :

ثم وعظهم ليعتبروا في صنعه، مفقال: { أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً } [آية: 15] بعضها فوق بعض ما بين كل سماءين خمسمائة عام، وعظمها مسيرة خمسمائة عام { وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } يعني معهن نوراً يعني خلق الشمس والقمر مع خلق السموات والارض فجعلهن نوراً لأهل الأرض فجعل القمر نوره بالليل { وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ سِرَاجاً } [آية: 16] مضيئة بالنهار لأهل الأرض فينتشرون فيه.اهـ

فهذا قول مقاتل استهله بأن القصد من قوله تعالى ''ألم تروا'' هو الاعتبار كما ذكر ذلك الطبري، ثم ذكر الحديث الذي من المفترض أن يخبر بأن السموات بعيدة جدا و ليست في متناول الرؤية، و لذلك أوّل فيهن كغيره من المفسرين بمعهن.

أما قول الله تعالى من سورة الملك الآيتان 3 و 4 : الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4)

فنعم، هذا النص الكريم قد يشكل على البعض لأن سياقه تخلل الرؤية بمعنى الإبصار بعد ذكر السموات السبع الطباق التي لا نراها و لا نرى منها إلا ما ذكرت آيات أخرى بأنه زينة السماء الأولى أو الدنيا و الأقرب إلينا أي الكون المنظور من كواكب و نجوم و أفلاك.
و السلف عندما فسروا هذه الآية – كما سنرى بإذن الله - لم يعارضوها بغيرها من الآيات المحكمة، و لم يبتغوا تفسيرها عند علماء الهيئة و التنجيم فقط بعض المتأخرين من المفسرين لجأ إلى ذلك. أما السلف الصالح مفسرين و غير مفسرين فلم يرد في منطوق كلامهم و لا مفهومه قط أن السموات السبع مرئية رأي العين و لا أنها مشهودة و جانب منها غيبي و لا أن سمائها الأولى السماء الدنيا هي ما دون القمر و أنها سماء الهواء أو السحاب المصطلح عليها حديثا بالغلاف الجوي و لا قالوا حتى أنها سماء القمر كما قال الفلكيون، بل ما قالوا و أجمعوا على أن القمر في إحدى السموات السبع و ليس في جميعها عندما فسروا الآية من سورة نوح،و في غير ذلك غلب على تفسيرهم أن ما نشهده هو السماء الدنيا فحسب من كواكب و نجوم كما رأينا و كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية. و من هنا تحتم علينا أن ننهج نهجهم فلا نؤول الآيات و لا نصرفها عن ظاهرها و لا نقول فيها ما ينقض المعنى الظاهر من آيات أخر، أي أن علينا الجمع بين الآيات المشكلة و الآيات الصريحة في أن سماء الكون المرئي هي السماء الدنيا لا معارضتها ببعضها أو الخروج بتأويل جديد لم يعجزهم أن يسبقوا إليه لو كان حقّاً من قبيل ما ذكر عبيد الله أن السموات السبع الطباق غيبية أو منها ظاهر و منها غيبي و أن السماء الدنيا هي طبقات الغلاف الجوي أو هي سماء الهواء أو السحاب أو القمر حتى. فمن تجاوز فهم السلف إلى غيرهم و خالف منهجهم لا بد و أن يوقع نفسه في التناقض و التخبط كما رأينا مع عبيد الله و غيره و كما سنرى في باقي مشاركاته التي سأوردها حجة عليه، و سنثبت من أقواله إن شاء الله نسبته إلى السلف أقوال متعارضة مضطربة في هذا الباب و من ذلك إجماعان أو اتفاقان ينقض أحدهما الآخر :

فهنا و في آخر ردوده علي (في هذا الشريط) يحكي أن السلف متفقون تقريبا على أن السموات السبع مرئية لا السماء الدنيا فحسب و يحتج على ذلك بأن الآيات صريحة في ذلك، يقول :


قبل الامام القرطبى رحمه الله لم يقل احد إن الرؤية للطباق علمية وسياق الايات بجانب كلام السلف انها بصرية (فأرجع البصر)و(بنينا فوقكم سبعا)وفى سورة النبأ كان الحق عزوجل ينادى اهل الشرك ويعدد عليهم النعم ولا يُعقل انه يخاطبهم بالغيب ليؤمنوا به،السلف العظام ومن تبعهم بإحسان فهموا ايات السبع الطباق والسبع الشداد على انها رؤية بالعين والمفسرون الاوائل كذلك وسياق هذه الايات واضح وصريح قبل كلام الطبرى وقبل كلام السلف أن السماوات الطباق مرئية ... الخ


لكن عبيد الله نفسه قال بخلاف ذلك قبل هذا العهد و لم يزل منذ بداية تسجيله في المنتدى – و هذا ما لم أعلم به إلا الآن بعد اطلاعي على مشاركاته القديمة – لم يزل ينقل إجماع السلف على أن السماء المرئية بكواكبها و نجومها و أفلاكها هي السماء الدنيا فحسب، و بدا أنه حاول أحيانا الخروج من هذا الإشكال لكن بأسلوب متخبط و عجيب كعادته في تحرير الكلام في مسائل يشذ فيها و يريد لها قسرا أن تكون خلافية و هي ليست كذلك.

و قبل ذلك لننظر في تفسير ما بقي من الآيات التي احتج بها هنا عبيد الله، و هل هي حجة له أم عليه.

قال الله تعالى في سورة الملك :
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)

للإشارة فقد تجاهل عبيد الله الآية الخامسة و تفسيرها و سلط الضوء على الآيتين قبلها. أما تفسير الآيات فاختار منه ما ظن أنه يوافق رأيه و هواه و هو ليس كذلك فإذا كان متناقضا مع نفسه كما سنبين لاحقا فالسلف أذكى من أن يتناقضوا و يضربوا هذه الآيات ببعضها،

و حتى عند نقله لتفسير الآيتين تجاهل قول الطبري في معنى : (ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت) : يقول جلّ ثناؤه: ما ترى في خلق الرحمن الذي خلق لا في سماء ولا في أرض، ولا في غير ذلك من تفاوت، يعني من اختلاف.

فالرؤية هنا أعم و أشمل.
و لأنه خبير في النحو جهبذ في اللغة سطّر على كلمة ''فيهم'' من قول قتادة :
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { ما تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفاوُتٍ }: ما ترى فيهم من اختلاف.

فلو كان المقصود السموات لقال فيها أو فيهن كما في آية سورة نوح استعمالا لضمير غير العاقل فمعلوم أن جموع غير العاقل في اللغة تعامل معاملة التأنيث، و إنما قال فيهم لأن الضمير يعود على الخلق.

و ما زال لدينا كلام سنعرض له إن شاء الله حول الآيات من سورة الملك و أقوال المفسرين فيها حتى يتبين للقارئ أن لا حجة فيها لمن يقول برؤية السموات السبع.

أولا سأعرض على القارئ الكريم كلام عبيد الله السابق و تأويلاته القديمة قبل هذا العهد حتى لا يشط بنا بعيدا أو يقول افترينا عليه و نبين إلى ذلك سنده المفترض لقوله الشاذ و منهجه في الاستدلال و ليتبين أنه مجرد مضطرب فكري بلا منهج واضح و أنه متعالم متلاعب بالنصوص و أقوال العلماء يلوي أعناقها حتى تتوافق و هواه و ليظهر كعادته أنه أتى بجديد و فطن لما لم يفطن إليه أحد، و سنجلي اضطرابه الفكري أكثر في تضارب أقواله فلا هو بالمتبع المؤْتمّ بأئمة السلف و لا هو بالمجتهد الموفق، و إنما هو صاحب هوى كغيره من أهل الأهواء أضل كثيرا من الشباب و زاد الأمة عناء بجهله و تلاعبه !!
و للأسف لم أكن متفرغا من قبل لأقرأ مواضيعه و لا للرد عليها بل لم أتنبه إلى أكثرها إلا اليوم ، و طبعا كتب كثيرا من سخافاته و هرطقاته على حين غفلة و انشغال من الإشراف و المحاورين الذين نقص عددهم في الآونة الأخيرة بشكل حاد فلم ألحظ ردّا عليه اللهم إلا من قبل الدكتور محمود نجا و الذي انتبه و علق على شذوذه الواضح في إحدى المداخلات .. و يعلم الله كم دوّخ هذا العبيد من الشباب باضطراب فكره و تناقض منهجه كما سنرى، و تمنيت لو أنه كان لدي من الوقت الكافي لأمحّص كل مشاركاته و أنخل كل مداخلاته .. لأجعل منه عبرة لغيره ممن تسول له نفسه التعالم في دين الله و على عباد الله على حين غفلة من أهلها.

يقول بتاريخ 17-6-2013 :
تحت عنوان سؤال ينتظر اجابة: ماالفرق بين السماء والسماوات السبع؟ - (المشاركة 1) :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?53342-%D3%C4%C7%E1-%ED%E4%CA%D9%D1-%C7%CC%C7%C8%C9-%E3%C7%C7%E1%DD%D1%DE-%C8%ED%E4-%C7%E1%D3%E3%C7%C1-%E6%C7%E1%D3%E3%C7%E6%C7%CA-%C7%E1%D3%C8%DA%BF


السماء الدنيا عند السلف هى الكون المحيط.


ثم يقول في نفس الشريط (المشاركة 2):


النقطة الثانية وهى محل الاشكال:هل الغلاف الجوى هو السماء الدنيا؟طبعا لا لأن فهم السلف أن السماء الدنيا تضم النجوم والكواكب كما سنرى باذن الله جل وعلا


و هنا بصراحة لقد أفادني عبيد الله بنقل بعض آثار السلف التي لم أعلمها إلا منه مؤيدا بها و في سابق رأيه هنا ما نقوله و يقوله جمهور المسلمين و الآن ينازعنا فيه !!
و سأعود إن شاء الله إلى نقل هذه الآثار التي استدل بها و تبطل رأيه الأخير تماما بعد أن أنتهي من إدراج أقواله المناقضة لما يقوله اليوم بشأن تحديد السماء الدنيا و السموات السبع خلال مدة انخراطه في المنتدى.

ثم يقول في نفس الشريط (المشاركة 3):


رابعا وأخيرا الاشارة الى سقوط الشهب ومسألة ربط القذف بالشهب بالملائكة والجن هذا غيب ولكن ما يخصنا هو الشهادة فى توافق الدين والعلم فى أن الشهب أعلى الغلاف الجوى واسفل السماء الدنيا


هنا الغلاف الجوي أسفل السماء الدنيا

ثم يقول في نفس الشريط (المشاركة 7) قولا عجيبا :


السماوات السبع.
للأسف الشديد فان مجال الاعجاز العلمى قد فتح معه بابا من الشر بجانب ابواب الخير الكثير
لقد حاول البعض تأويل المصطلح القرأنى"السماوات السبع"بعدة اشياء:
قالوا هى طبقات الغلاف الجوى.
وقالوا هى مدارات الافلاك:مدار المجموعة الشمسية حول الشمس ومدار الشمس حول مركز المجرة وهكذا حتى نهاية الكون.
وقالوا:السماء الدنيا هى الغلاف الجوى والفضاء الكونى القريب هو السماء الاولى.
وقالوا لا بل السماء الدنيا هى المجموعة الشمسية والسماء الاولى هى بقية الكون.
وطبعا للأسف الشديد كل هذا تهريج وسأناقش هذا الهزل باذن الله جل وعلا فى البحث القادم عن خلق الوجود بين القرأن والسنة وفهم سلف الامة ولكن سأكتفى بالرد على الاقاويل السابقة من خلال النصوص والنصوص فقط.


تذكروا ، عبيد الله يصف هنا القول بأن السماء الدنيا هي الغلاف الجوي تهريجاً و هو نفس القول الذي سيدافع عنه فيما بعد كما رأيتم و كما سترون !!
يعني أنه يقول هنا بأن السموات السبع صراحة كما هو مذهبنا : لا هي الغلاف الجوي و لا هي الكون المنظور ، و بقي أمامه احتمال واحد هو أنها خارجه أي تعلو الكون المنظور و هو السماء الدنيا.

فهو يواصل يقول :


أولا تاريخ خلق السماوات السبعة بأجماع السلف هو فى اليومين الاخيرين من الايام الستة بعد خلق الارض وهذا يعنى انها لا تصلح أن تكون تعبيرا عن مصطلحات فلكية ما لأننا جميعا نعلم أن الفضاء الكونى قد خُلق قبل الارض بكثير فلا علاقة له بالسماوات السبع فقال الله جل وعلا مُخبرا عن قصة خلق السماوات السبع بعد الارض:
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)"
الاية السابقة من سورة البقرة.وقال جل وعلا فى سورة طه: تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَا (4) الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) وقال الله جل وعلا فى سورة فصلت بعد أن ذكر خلق الارض بتمامها" ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)"


نفس استدلالاتنا التي انقلب عليها أخيرا !!! فيا عجباً !

و يؤكد على هذا المعنى في مشاركته التالية (8) يقول :


6-السماء الدنيا عند السلف هى الكون المحيط
كنت اراسل احد اعضاء احدى المنتديات الاسلامية ممن لديه شبهات حول القران المجيد
وقلت له ان السماء الدنيا هى عالم غيبى يحيط بالكون المنظور فأجاب اجابة صاعقة:"ان المفسرين المعاصرين لم يعودوا يلتفتوا لهذا الكلام وانهم يقولون ان الغلاف الجوى هو السماء الدنيا والفضاء الكونى هو السماء الاولى"وطبعا هذا الكلام تهريج حقيقى فدين الله رب العالمين ليس لعبة لكل عابث ومن يريد ان يدافع عن الاسلام فليتعلم الاسلام وليتعلم فهم السلف أولا


سامحك الله يا عبيد الله، على الأقل كنت خبّرتني و خبّرت القارئ أنك غيّرت رأيك أو أن لديك فصاماً !!
ألم تر أنك بالفعل أصبحت ذلك المهرج ؟؟ و أنك ذلك اللاعب العابث بدين الله الذي يدافع عن دين الله بلا علم و لا تعلم لفهم السلف ؟؟

و خلال هذه المشاركة (8) أتينا على نقولات أخينا الهمام عبيد الله من تفسير السلف و آثارتهم التي أفادني ببعضها و التي تدعم مذهبنا مذهب الجمهور في السموات السبع على أنه مذهبه و معظمها هي الآثار نفسها التي انتقض بها هذا المذهب اليوم فقال خلاف ما قال بالأمس !!، أنظروا :

يقول عبيد الله – تعليقا على مراسلته تلك لعضو في أحد المنتديات- و بعد أن وصف نفسه و ما آل إليه من التهريج و بعد أن تحدث عن نفسه و ما ينطبق عليه اليوم كالتالي :


والسؤال المهم جدا:من هؤلاء المفسرون العظام؟وماهى دراساتهم فى الحديث والتفسير؟وهل هم أعلم أم سلف الامة الذين نزل القرأن فى بيوتهم وكانوا مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم؟اذا بحثت عن الاجابة فسيدمى قلبك ياصاحبى مما يحدث ممن يسمون أنفسهم باحثى الاعجاز العلمى الذين للاسف جعل بعضهم الدين لعبة والنصوص الثابتة من الوحى المعصوم مجالا للقيل والقال ففعلوا كما فعل أهل الكتاب السابقين ولاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم!
وفى هذا البحث الصغير غير المنظم اكتفيت بأثار السلف عن اثنين من اشهر الصحابة فى التفسير هما عبدالله بن عمرو وعبدالله بن عباس رضى الله تبارك وتعالى عن الجميع:
تفسير مجاهد: أخبرنا عبد الرحمن ، قال : ثنا إبراهيم ، قال : ثنا آدم ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد : { وجعل القمر فيهن نورا } قال : " القمر وجهه إلى السموات ، وقفاه إلى أهل الأرض .وتعليقى أن على بن زيد رحمه الله تعالى يفهم ان السماء الدنيا تحيط بالقمر
قال ابو الشيخ فى العظمة:حدثنا ابن أبي عاصم ، حدثنا هدبة ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما : { وجعل القمر فيهن نورا } قال : " قفاه مما يلي الأرض ، ووجهه مما يلي السماء
قال ابو الشيخ:حدثنا الوليد ، حدثنا عمرو بن سعيد ، حدثنا إسحاق يعني ابن راهويه ، حدثنا الفضل بن موسى ، عن الحسين بن واقد ، عن معمر ، عن قتادة ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما في قوله : { وجعل القمر فيهن نورا } قال : " وجهه يضيء السماوات ، وظهره يضيء الأرض "وتعليقى هذه اشارة الى ان السماء الدنيا تحيط بالقمر
قال البيهقى فى الاسماء والصفات:أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا : ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن إسحاق الصاغاني ، أنا روح بن عبادة ، ثنا السائب بن عمر المخزومي ، أنا مسلم بن يناق ، قال : سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص ، رضي الله عنهما يقول ـ وهو ينظر إلى السماء ـ فقال : تبارك الله ما أشد بياضها ، والثانية أشد بياضا منها ، ثم كذلك حتى بلغ سبع سماوات ، ثم قال : خلق الله سبع سماوات وخلق فوق السابعة الماء ، وجعل فوق الماء العرش ، وجعل في السماء الدنيا الشمس والقمر والنجوم والرجوم.تعليقى هذا الاثر يشير الى احتواء السماء الدنيا للكون كله
قال الطبرى:حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة عن عبد الله بن عمرو أنه قال : إن الشمس والقمر وجوههما قبل السموات ، وأقفيتهما قبل الأرض ، وأنا أقرأ بذلك آية من كتاب الله :"وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا"


و لاحظوا في هذا الشريط الذي نرد فيه على عبيد الله أن هذه النقولات هي نفسها التي اعترض بها علينا حتى آخر مشاركة له و التي نحن بصدد الرد عليها ، ففجأة اعترض بها اليوم على ما كان يقول به بالأمس و نحن ما فتئنا نعتقد به و هو أن السموات السبع ليست هي الكون المنظور و أن الكون المنظور هو فقط السماء الدنيا !!

لكن ماذا حدث لعبيد الله في أكتوبر 2013 و بعد أربعة أشهر فقط من كتابة هذا الشريط ؟
يقول بتاريخ : 31-10-2013 تحت عنوان له ''الكون المنظور والمصطلحات الاربعة فى الكتاب والسنة'' (المشاركة 3) :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?54865-%C7%E1%DF%E6%E4-%C7%E1%E3%E4%D9%E6%D1-%E6%C7%E1%E3%D5%D8%E1%CD%C7%CA-%C7%E1%C7%D1%C8%DA%C9-%DD%EC-%C7%E1%DF%CA%C7%C8-%E6%C7%E1%D3%E4%C9

و بدا هذه المرة أكثر ثقة و إنصافا نفسه و مع تغيير في آرائه ب 360 درجة لا يخلو من اضطراب و تناقض :


وهنا السؤال:ماعلاقة الكون بالسماء؟الجواب:الكون مشهود والسماء جزء منها مشهود وجزء غيبى ولكن هذين الجزئين متغيرين باختلاف الزمان والمكان وقد اثبت الحق تبارك وتعالى ان جزءا من السماء والارض سيظل غيبا عن الانسان كما فى سورة النمل" وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (75) "فالكون جزء من السماء وهو يعبر عن الجزء المشهود فيهاولكن هل الكون جزء من السماء الدنيا؟الحقيقة اننى بحثت فى هذا الموضوع طويلا ووصلت فى النهاية الى رأى يريحنى وانا اقرء النصوص وهو ان السماء الدنيا من السماوات السبع من الغيب ولا يجوز قياس الشهادة على الغيب فلو علمت بداية السماء الدنيا ونهايتها لأجبت ولكن لا اقول على الله جل وعلا بلا علم فهذا من الكبائر.


لقد وصل إلى رأي يريحه و كأنما أتى بما يريح الأمة أيضا بعد قرون من اختلافها و اضطرابها في فهم السموات، و ما ذلك إلا اختلافه و اضطرابه و إلا فالأمة لم تختلف في فهمها للكتاب !
لكن هنا يبدو أنه توقف فهو لا يدري أين السماء الدنيا تحديدا أين تبدأ و أين تنتهي ، فلا هو مع السلف الذين نقل إجماعهم على أنها سماء النجوم و الأفلاك و لا هو أفضى بعد إلى إبداعه حين ادعى بعد مدة قصيرة من كتابة هذه الأسطر أنها الغلاف الجوي !!
هاااااا ؟ ثم ماذا بعد ؟؟
لقد واصل أينشتاين هذه الأمة مقالته و خرج علين باجتهادات عجيبة غريبة و تفسيرات شاذة فريدة لم يُسبق إليها و هو نفسه الذي يقول '' لا اقول على الله جل وعلا بلا علم فهذا من الكبائر''
فهو يقول في مشاركته (4) من الشريط نفسه و هو نفس القول الذي كان عن قريب يعده تهريجا و أعلن قبل قليل لا أدريته دونه :


ثالثا مصطلح السماوات السبع.
قبل الحديث عن السماوات السبع يظهر سؤال اريب:هل كل السماوات تم خلقها فى اطار مرحلة الايام الستة؟ الجواب : كل سماوات الارض تم خلقها فى اطار الايام الستة والسماوات هى الاسقف التى تحيط بالارض كالغلاف الجوى وغلاف المجموعة الشمسية وهناك اغلفة غيبية هى السماوات السبع والتى سنتكلم عنها باذن الله جل وعلا.



هنا يقول و يقسّم السموات السبع إلى قسمين سماوات مرئية : الغلاف الجوي و المجموعة الشمسية ...
و أخرى غير مرئية، و لم تخبرنا هل هي فوقها و تعلوها ليصير العدد 14 أم هي متوازية متداخلة في بعضها،
و لكن من قال بهذا أو ذاك أصلا ؟ من قال أنها توازيها أو تتحد معها ؟؟ من حددها و قسّمها هكذا قبل عبيد الله و كما فعل ؟؟
فهو لم يذكر له سندا ، مع أن له بالفعل سندا من تأويل بعض المتأخرين و هو محمد أمين شيخو صوفي جاهل خالف إجماع أهل السنة في كثير من تأويلاته و اجتهاداته بحكم نشأته في سورية في بيئة لا تمت إلى العلم الشرعي بصلة إبان الحكم العثماني علاوة على أنه كان شرطيا ثم سجانا للسلطات التركية.

فأعتقد أن شيخو هذا هو أول من قال – في القرن الحديث – بهذه البدعة التفسيرية بأن السموات السبع المرئية ( دون ما يصفها عبيد الله بالغيبية ) تبتدأ بالغلاف الجوي و تنتهي بالسماء السابعة.
ثم سار على نهجه في التأويل أنصاف متعلمين مثل عبيد ممن نظروا في الآيات التي تتحدث عن السموات و حاولوا التوفيق بينها و بين مكتشفات العلم دون ردها إلى المحكم و لا التزموا فيها بفهم السلف و ما اتفقوا عليه و وقفوا عنده. فخلطوا و خلّطوا على الناس بأفهامهم ...

و هذا تعريف بهذا الرجل : محمد أمين شيخو في ميزان القرآن و السنة و منهج السلف :

من هو محمد امين شيخو
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=105774

مخالفات محمد أمين شيخو
http://www.shobohat.com/vb/showthread.php?t=2996

و بالعودة إلى كلام عبيد الله فهو يتابع مشاركته الأخيرة برقم (4) قائلا :


سؤال اخير مهم:هل السماوات السبع من الغيب ام من الشهادة؟
السماوات السبع عوالم غيبية وهى اسقف حقيقية للارض وهى من الغيب ووصفها فى السنة وصف لعوالم كاملة بها انهار واشجار وارواح وملائكة ...


أنهار و أشجار أيضاً !! لم نكن نعلم أنك عرجت إلى السموات و رأيت كل هذا !!
ثم أين قولك هنا السموات السبع الطباق مرئية ؟؟
تقول جانب منها مرئي و جانب غيبي ، طيب من حدد هذا و من حدد ذاك ؟ هل اطّلعت الغيب ؟ هل عندك من علم أو أثارة هل قال بهذا أحد من السلف أو الخلف ؟
بقي أنه قول على الله بغير علم، مع ما فيه من نقض للنصوص المحكمة و ما تقول إنه إجماع للسلف من أن ما نراه من سماء فوقنا من الكون المنظور هو فقط السماء الدنيا !!
و نفس الجرأة أظهرتها في تفسير و تحليل معنى '' ما بين السموات و الأرض '' في كلام الله تعالى، و يا له من تحليل ما أغربه في تحديد هذا المعنى و ماهية السماء الدنيا و أنها ما بين النجوم و الأرض !!
قال في المشاركة 5 من هذا الشريط :


رابعا مصطلح ما بين السماوات والارض.
قال الله جل وعلا فى سورة ص"وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27)"وفى سورة الدخان"وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ(38) " فدلت هذه الايات ان ذلك المخلوق الوسيط بين السماوات والارض هو من المشهودات
والسؤال المهم ما هو هذا المخلوق الوسيط الذى تم خلقه فى الايام الستة بين السماوات والارض بحيث انه يكون مشهودا للجميع؟الجواب:لكى نعرفه لابد ان نعرف ما هى ادنى نقطة فى السماوات:هى السماء الدنيا حيث زينها رب العزة والجلال بالنجوم فما الذى بين السماء الدنيا والارض؟الاجابة:مجموعة الاغلفة التى تغلف الارض ابتداء من الغلاف الغازى للمجموعة الشمسية وانتهاء بالسحاب الذى هو فى الغلاف الجوى


يعني، لا أفهم ما الحاجة إلى هذا التكلف و كيف أن الجواب جاهز عندك من جيبك على طول فلا تستند إلا قليلا إلى تفسير و فهم السلف الذين استوعبوا ما بين دفتي القرآن و الأحاديث و أقوال الصحابة و هم أوعى لكتاب الله من غيرهم مبنى و معنى، و أنت في كامل استعداد لترجم بالغيب في كتاب الله، و النتيجة طبعا : التخليط و التخبيص و ضرب الأخماس في الأسداس و نقض كلامك أوله آخره و آخره أوله بما أعياني تتبعه و الرد عليه لكثرة تناقضه و إفلاسه الفكري و المنهجي !!
فما قلته هنا في تحديد المراد بقوله تعالى '' ما بينهما'' لم يرد عن السلف بهذا التفصيل، و مدار أقوالهم على الخلق و الموجودات من أحياء و جمادات و هواء و ما بين أطباق السموات و الأرض كما قال الطبري ، و ليس في أقوالهم تحديد مكان بعينه من كذا إلى كذا !
ما يهمني هنا هو اعترافك الصريح مجددا بأن السماء الدنيا هي التي زينها رب العزة و الجلال بالنجوم ليست الغلاف الجوي و أن ما دونها هو ما بين السموات السبع و الأرض و يدخل في نطاقه عندك الغلاف الجوي !!
و إن كان واحد من أقدم التفاسير لهذه الآيات متوافقا مع ما ذهبنا إليه من أن كل ما نراه مما دون السموات السبع يدخل في نطاق السماء الدنيا، و هذا التفسير لمقاتل بن سليمان (توفي سنة 150 هـ) قال رحمه الله في تفسير الآية 4 من سورة السجدة : { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ } يدل على نفسه عز وجل بصنعه { وَمَا بَيْنَهُمَا } يعني السحاب والرياح والجبال والشمس والقمر والنجوم.
و حتى لا يقال إن مقاتل يعني أن النجوم و الكواكب تتخلل السموات و ليس ما دون السماء الأولى و الدنيا فحسب فهذا تفسيره أيضا لمعنى السماء الدنيا، يقول في تفسير سورة الصافات :
{ إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا } لأنها أدنى السماء من الأرض وأقربها { بِزِينَةٍ ٱلْكَوَاكِبِ } [آية: 6] وهى معلقة فى السماء بهيئة القناديل.
و هذا المعنى عند مقاتل و إن كان صحيحا لكن لفظ (ما بينهما) في هذه الآيات خاصة التي تضمنت سياق أيام الخلق الستة يشمل بالفعل كل المخلوقات من أحياء و غيرها و التي كان آخرها خلقا في الأيام الستة آدم عليه السلام. قال شيخ الإسلام: فإنه قد ثبت بالكتاب والسنة والإجماع أن الله تعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام، وأن آخر ما خلقه هو آدم، وكان خلقه يوم الجمعة. انتهى من مجموع الفتاوى(1/256).
و عليه لا معنى لتكلف عبيد الله بتحديد مخلوق وسيط بين السموات و الأرض متمثلا في غلاف غازي و غلاف جوي و أوهام في رأسه يحسبها جوابا لا غير.
و في إثر كلامه هنا عن (المخلوق الوسيط) جاء بالتحليل الذي كان يصفه بالّأمس القريب تهريجا، و ناقض به ما قال قبل قبل قليل عن مفهوم السماء الدنيا فادعى هذه المرة أنها الغلاف الجوي صراحة، و ذلك متكلما عن معنى قول الله تعالى من سورة الصافات :
رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)
قال في نفس المشاركة 5 :


والحقيقة ان ايات سورة الصافات الاخيرة ظلت تمثل بالنسبة لى شخصيا لغز كبير فهل السماء الدنيا تحتوى على زينة الكواكب فقط؟ثم التفت الى ان سياق الايات يتحدث عن السماء الدنيا من كل السماوات التى تحيط بالارض وليس السبع سماوات فقط لأنه سبقها بقوله" رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا"ثم ايقنت فى النهاية ان السماء الدنيا هنا هى السماء الادنى وهى الغلاف الجوى طبعا والذى يتعرض بكل تأكيد لظاهرة الشهب والذى لا تتواجد فيه كواكب حقيقية وانما زينتها فقط مع العلم بأن المقصود بالكواكب هو كل النجوم وطبعا المراد فى الايات هو السماء الادنى المشهودة لأن السياق يتحدث عن عالم الشهادة فالسماء الادنى المشهودة هى الغلاف الجوى والسماء الادنى الغيبية من السبع سماوات هى السماء الاولى التى زارها الرسول صلى الله عليه واله وسلم مع جبريل اولا فى المعراج.


فبعد أن كان عبيد الله يعتبر الغلاف الجوي بين السماء الدنيا و الأرض في بداية مداخلته أصبح هو السماء الدنيا في بضعة أسطر !!!
ثم إلى ماذا انتهى ؟ لقد أصبحت السماء الدنيا فجأة سماءان إحداهما مباينة للأخرى : سماء هي الغلاف الجوي و سماء فوقها هي السماء الغيبية التي عرج إليها النبي صلى الله عليه و سلم !!!

و يؤكد على هذا التخبيص بقوله في المشاركة 6 من الشريط نفسه :


وكل الايات القرأنية والنصوص السلفية الصحيحية السند والمتن تؤكد أن ما وقع فى مرحلة الايام الستة هو تزيين السماء الدنيا بالنجوم فقط مع ملحوظة مهمة جدا:ان السماء الدنيا لها معنيين:معنى السماء الدنيا الغيبية التى زارها الرسول صلى الله عليه واله وسلم فى المعراج وبالتالى يكون تزيين السماء الدنيا الغيبية بالنجوم هو عملية غيبية ايضا لأنها ارتبطت بغيب والمعنى الثانى هو ان السماء الدنيا فى الايات القرأنية هى السماء الدنيا لغويا وليس اصطلاحيا فهى ادنى سماء للارض وطبعا كما اثبتنا سابقا ان ادنى سماء للارض هى الغلاف الجوى فيكون تزيين السماء الدنيا المشهودة بالنجوم فى الايام الستة ماهو الا شرح قرأنى لعملية تخليق الغلاف الجوى بعد نشأة كوكب الارض ونشأة الغلاف الجوى ادى بالضرورة ان تصبح النجوم ظاهرة للانسان ليلا لأن الغلاف الجوى هو الذى يحبس ويعكس الضوء وبهذا يلتقى القرأن الكريم تماما مع العلم الحديث


عبيد الله يزعم و يفهم من القرآن ما لم يفهمه أحد قبله أن بعض مفردات القرآن و ألفاظه لها وجهان لغوي و اصطلاحي و هو من يحدد ذلك !!
و كفى بهذا هرطقة في كتاب الله !!
يجب أن تقبلوا بعبيد الله ليس فقط مفسرا بل مفسرا و محدثا و لغويا أيضا !!
كل هذا ليحل إشكالا في رأسه لم يُطرح أصلا إلى الحد الذي يأتي معه بهذه التناقضات و المزاعم يشذ بها عن كل ما قاله أهل العلم سلفا و خلفا.
و الغريب في الأمر حقا أنه لم يذكر لنا قط هذين الوجهين عند مناقشتنا بل لم يزل ينكر التفسير الثاني الذي اعتبره هنا قبل عامين اصطلاحا في مفهوم السماء الدنيا و أنها سماء النجوم و الأفلاك !!!

و بعدما رد أحد إخوتنا الأعضاء و هو الدكتور محمد نجا على طرف من هرطقاته كان من بين أجوبته على الدكتور :


وهناك نقطة جانبية لاحظتها فى كلام حضرتك تطبيقا على الكلام السابق
حضرتك مصمم على ان السماء الدنيا تحوى الفضاء الكونى او البناء الكونى
وانا لدى من النصوص القرأنية والنبوية ما يدحض هذا الرأى
ولم اكن قد لاحظته الا الان
فلنكمل نقاشنا بعد عودتى بمشيئة الله جل وعلا


من هنا أصبح مفهوم السماء الدنيا و أنها الفضاء الكوني رأيا و لم يعد مجمعا عليه من السلف ، و لم يعد هو أحد التفسيرين و الذي وصفه بالاصطلاحي في مشاركته السادسة ، بل قال لديه ما يدحضه .. ثم ماذا لقد أعلن صاحبنا أنه قرر فجأة السفر لمدة أسبوع بعد أن باشر أخونا الدكتور نجا الرد عليه !!

بعد أيام فقط من طرحه لذاك التقسيم المحدث المبتدع من جيبه أتانا بهذه الخلطة العجيبة عن مفهوم السماء الدنيا و بدا أنه يقبل فيها بالأقوال السابقة أومعظمها و التي كان يراها تهريجا قبل خمسة أشهر فقط من كتابته لهذه الأسطر، قال بتاريخ 10-11-2013 :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?54994-%C7%E1%CC%D2%C1-%C7%E1%C7%E6%E1-%E3%E4-%D1%CF-%D4%C8%E5%C7%CA-%C7%E1%D3%E3%C7%C1-%DD%EC-%C7%E1%DE%D1%C3%E4-%C7%E1%DF%D1%ED%E3


وهناك مثال اخير اضعه لضيق الوقت وهو توصيف السماء الدنيا
رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) الصافات
السماء الدنيا فى الايات السابقة من سورة الصافات تعطى اكثر من معنى صحيح
اولا هى الكون الذى نشهده ويحتوى كل نجم وكل كوكب هذا لو قلنا بان تعبير(زينة الكواكب)هو استعارة تصريحية عن الكواكب والنجوم.
ثانيا هى الغلاف الجوى لأنه ادنى سماء الينا وهو الوحيد المزين لأنك لو خرجت خارج الغلاف الجوى لن ترى هذه الزينة هذا لو قلنا بأن تعبير(زينة الكواكب)تعبير صريح لا بلاغة فيه فتكون السماء الدنيا هى هذا.
ثالثا هى المجموعة الشمسية لأنها الوحيدة التى تحتوى على كواكب وشهب(مصابيح) هذا لو اعتبرنا ان السماوات فى الايات السابقة هى كل السماوات وليست السماوات السبع ولو اعتبرنا ان مابين السماوات والارض فى الايات السابقة هو الغلاف الجوى.
رابعا واخيرا هى السماء الدنيا من السماوات السبع.
فكل ما سبق يصلح لتفسير السماء الدنيا فى الايات والجميع لا يتناقض فسبحان الله العظيم.


يقول لا تعارض بين هذه المعاني – التي كان يراها بالأمس تهريجا و هزلا - مع أنه يدرك أن كل معنى منها لا علاقة له مطلقا بالمعنى الآخر !!


يتبع إن شاء الله