المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبهة حديث: أمرت أن أقاتل الناس..



محمد القليط
05-15-2016, 11:49 PM
عَنْ ابْنِ عُمَرَ- رضى الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ" رواه البخارى و مسلم..
يدعى الملاحدة و الطاعنون أن الإسلام - بهذا الحديث - أمر المسلمين بقتال كل الناس حتى يسلموا.. فهل الحديث يقصد كل الناس ؟!
فلكى نجيب على هذا السؤال، نسأل سؤال آخر و هو: ممن ينقسم الناس اذا تنزلنا معهم و قلنا ان الحديث يريد عموم البشرية ؟؟
سنجد ان الناس اما مسلمون و إما كفار.. فهل يقول عاقل أن النبى - عليه الصلاة و السلام - أمر بقتال المسلمين فى الحديث ؟!
بالتأكيد لا..
اذن بقى لنا الكفار الذين ينقسمون الى: أهل كتاب أو وثنيين.. فنقول هل أمر الحديث بقتال كل الكفار: أهل كتاب و وثنيين؛ حتى يقولوا: لا اله الا الله، فلا يقبل منهم الا ذلك ؟!
بالتأكيد لا.. لأن أهل الكتاب قد أمرنا بقتالهم حتى يعطوا الجزية، فإن أعطوها، كف المسلمون عن قتالهم، قال تعالى:
"قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ } [التوبة:29]
فهل نقول أن لفظ الناس يشملهم ؟!
اذن لفظ الناس ليس عاما، و مايؤكد ذلك، انه ورد كثيرا فى القرآن و أريد به الخصوص، حيث قال تعالى:
(وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا) [الحج:27]
فهل كل الناس مأمورون بالحج أم المسلمون فقط ؟!
بالتأكيد المسلمون فقط..
و قال تعالى:
(الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) [آل عمران:173]
فهل كل الناس هم الذين قالوا: "ان الناس قد جمعوا لكم" ؟!
أم هل كل الناس كانوا يجمعون لقتال المسلمين ؟!
بالتأكيد لا..
اذن المقصودين فى الحديث هم قوم بعينهم، وهم مشركى العرب الذين كذّبوا النبى - عليه الصلاة و السلام - و آذوه و عذبوا أصحابه، و أخرجوه و هموا بقتله، ثم قاتلوه، فعاهدوه ثم نقضوا العهد.. و هؤلاء هم أيضا المقصودين بالآية المسماة بآية السيف التى قال الله فيها: "فاقتلوا المشركين" ((التوبة - 5).. و كان سبب قتالهم فى قوله تعالى: "ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم و هموا باخراج الرسول و هم بدءوكم أول مرة"..(التوبة - 12)
و نقول: ان الحديث أمر بقتالهم، للأسباب القوية التى استدعت القتال، الا أنه جعل نطقهم بالشهادة عاصما لدمائهم المهدرة لسابق اعتدائهم، و رغم ذلك فالحديث لم يأمر و لا يمكن أن يفهم منه انه يأمر بقتلهم جميعهم، بل يأمر بقتل المقاتلة فقط، أما غيرهم ممن كان له عهد أو لم يكن من أهل القتال فلا يحل قتاله أو قتله..
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ :
( وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ الله وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وُيُؤتُوا الزَّكَاة ) مراده : قتال المحاربين الذين أذن الله في قتالهم ، لم يُرد قتال المعاهَدين الذين أمر الله بوفاء عهدهم ) مجموع الفتاوى ” ( 19 / 20 )
فهل هناك حجة لمن يقول أن الرسول - صلى الله عليه و سلم - امر بقتال كل الناس حتى يسلموا ؟!!
و الله المستعان..