محمد القليط
05-20-2016, 03:41 PM
يقول الملحد: كيف يحكم الله على الكافر بالخلود فى النار على ذنب محدود الزمان فى الدنيا ؟!
أولا نقول: أن الله سبحانه و تعالى هو خالقنا و مالكنا، فهل يوصف بالظلم من يتصرف فى ملكه ؟!
قال تعالى: " له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" (التغابن : 1)، فهو لذلك يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد قال تعالى : "إن الله يفعل ما يشاء" (الحج : 18) و كذلك قال - سبحانه: "إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ" (المائدة :1)،
الا أنه من فضله علينا - سبحانه - و رحمته، قد انزل كتابا، و وضع قانونا، يبين فيه ما يرضاه و ما لا يرضاه من الأعمال، و حدد عقوبة مخالفة أمره، و جعل عاقبة الكفر به: الخلود فى النار.. فهل يوصف بالظلم من وضع القانون و حدد العقوبة، و لم يكلف أحد من الأمر الا ما يستطيع :"لا يكلف الله نفسا الا وسعها"، ليكون مستحقا للثواب او العقاب حسب عظم الذنب و صغره ؟!
قال تعالى: " و ما ربك بظلام للعبيد" (فصلت : 46)
ثانيا: لماذا لا يصب الملحد تركيزه على عاقبة الايمان مع العمل الصالح، و ثوابهما، حيث الخلود فى الجنة و التعم بنعيمها، ثم نراه يشغل جام فكره بعاقبة الكفر و الخلود المستحق فى النار.. فهل يريد الملحد أن يكافأ على كفره و جحوده و انكاره لربه و نعمه عليه - سبحانه ؟!
بل ان المؤمن لا يدخل الجنة بعمله - و ان كان سببا يوصله اليها - بل برحمة الله سبحانه، لأننا مهما آمنا و أطعنا و فعلنا الخير، لا يمكن أن نساوى نعمة أنعمها الله علينا، فمن ذا الذى يستطيع بعمله ان يعادل به نعمة الحياة او البصر أو السمع أو أو أو.....
قال تعالى: "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (الأعراف : 156)
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ أَحَدُكُمُ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ " قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: " وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ وَفَضْلٍ " متفق عليه..
ثالثا: ان الذى يقول أن الله يحاسب الكافر على وقت محدود، واصفا الخالق بالظلم - حاشاه - هل يدرى ان الذى قضى حياته فى الكفر، ثم أسلم قبل موته - و لو بساعة - فيجب اسلامه ما قبله و تمحى سيئاته، و يكون مستحقا للخلود فى الجنة.. فلماذا يفكر فى عظمة العقوبة الموافقة لعظم الذنب، و لا يفكر فى عظم المثوبة التى لا يمكن ان تساوى مقدار العمل ؟!
رابعا: ان الحق سبحانه اعطى الكافر المعاند فرصته فى الدنيا، فلا يميته على الكفر الا بعد اقامة الحجة عليه، فيكون مستحقا للضلال، ثم الخلود فى النار، قال تعالى: وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم" الآية
أما الكافر الذى لم تبلغه الدعوة فلا يكون مستحقا للعقاب و العذاب، قال تعالى: " و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" (الاسراء : 15)
خامسا: تتعجب من كم السذاجة التى تعترى الملحد، عندما يقيس حجم العقوبة و زمنها، بزمن ارتكاب الجريمة!!.. فهل يكون القاتل الذى ارتكب جريمته فى دقائق مستحقا للسجن لدقائق ؟!
فما بالنا و الأنظمة العلمانية التى يقدسها الملحد، تحكم على القاتل بالأشغال الشاقة، أو بالسجن مدى الحياة على ذنب استغرق دقائق ؟!!
سادسا و هى النقطة الأهم: فإن الملحد يظن أن الخلود فى النار هو على فعل فعله او خطا أخطأه خلال حياته المحدودة الزمن.. كلا كلا.. بل يُحاسب على صفة دائمة ملازمة له؛ لذا يقول الحق: "ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون" (الأنعام : 28)
فإن الحق سبحانه يعاقب الانسان على قدر طيب مادته أو خبثها، فإن غلبت طيب مادته خبثها كان من أهل الجنة، و ان غلبت خبث مادته طيبها، كان من أهل النار، حتى تطهر النار خبث مادته فيبقى طيبها، فتخلص سبيكة ايمانه من الخبث، صلح حينئذ لجوار الله و مساكنة الطيبين من عباده...
و هذا ما ذكره العلامة بن القيم فى كتاب زاد المعاد، الا أنه أكد على حقيقة الخبث الخالص لمادة الكافر، فلا تطهر النار خبثه؛ لذا كان مستحقا للخلود فيها..
فيقول رحمه الله:
"و لما كان المشرك خبيث العنصر خبيث الذات لم تطهر النار خبثه، بل لو خرج منها لعاد خبيثا كما كان، كالكلب اذا دخل البحر ثم خرج منه، فلذلك حرم الله تعالى على المشرك الجنة، و لما كان المؤمن المطيب مبراءا من الخبائث كانت النار حراما عليه، اذ ليس فيه ما يقتضى تطهيره بها، فسبحان من بهرت حكمته العقول و الألباب، و شهدت فطر عباده و عقولهم بأنه أحكم الحاكمين و رب العالمين، لا اله الا هو"
و لنتأمل تلك الكلمات الرائعة من ابن القيم ونقول: هل هناك أخبث من رجل أعطيته قصرا تحيط به الحدائق التى فيها من كل الثمار و الزروع، و منحته مليارات الجنيهات... ثم يكون المقابل أن ينكر هذا الرجل فضلك عليه، بل يجحد وجودك أصلا و معرفته بك.. فهل هناك أخبث من هذا الشخص ؟!
كذلك الكافر بربه الجاحد لنعمه، المنكر لوجوده الذى وهبه ربه الحياة و السمع و البصر و العقل و الفؤاد، و جعل له ماءً يشربه و هواءً يتنفسه، و سماءً تظله، و نعم كثيييييييييرة لا يمكن عدها أو احصائها، ثم يكون المقابل هو: الكفر و انكار الوجود، فهل هناك أخبث من هذا الشخص ؟!
اذن هل نقول أن هناك معنى لهذه الشبهة ؟!
و الله المستعان..
أولا نقول: أن الله سبحانه و تعالى هو خالقنا و مالكنا، فهل يوصف بالظلم من يتصرف فى ملكه ؟!
قال تعالى: " له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" (التغابن : 1)، فهو لذلك يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد قال تعالى : "إن الله يفعل ما يشاء" (الحج : 18) و كذلك قال - سبحانه: "إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ" (المائدة :1)،
الا أنه من فضله علينا - سبحانه - و رحمته، قد انزل كتابا، و وضع قانونا، يبين فيه ما يرضاه و ما لا يرضاه من الأعمال، و حدد عقوبة مخالفة أمره، و جعل عاقبة الكفر به: الخلود فى النار.. فهل يوصف بالظلم من وضع القانون و حدد العقوبة، و لم يكلف أحد من الأمر الا ما يستطيع :"لا يكلف الله نفسا الا وسعها"، ليكون مستحقا للثواب او العقاب حسب عظم الذنب و صغره ؟!
قال تعالى: " و ما ربك بظلام للعبيد" (فصلت : 46)
ثانيا: لماذا لا يصب الملحد تركيزه على عاقبة الايمان مع العمل الصالح، و ثوابهما، حيث الخلود فى الجنة و التعم بنعيمها، ثم نراه يشغل جام فكره بعاقبة الكفر و الخلود المستحق فى النار.. فهل يريد الملحد أن يكافأ على كفره و جحوده و انكاره لربه و نعمه عليه - سبحانه ؟!
بل ان المؤمن لا يدخل الجنة بعمله - و ان كان سببا يوصله اليها - بل برحمة الله سبحانه، لأننا مهما آمنا و أطعنا و فعلنا الخير، لا يمكن أن نساوى نعمة أنعمها الله علينا، فمن ذا الذى يستطيع بعمله ان يعادل به نعمة الحياة او البصر أو السمع أو أو أو.....
قال تعالى: "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (الأعراف : 156)
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَدْخُلُ أَحَدُكُمُ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ " قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: " وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ مِنْهُ بِرَحْمَةٍ وَفَضْلٍ " متفق عليه..
ثالثا: ان الذى يقول أن الله يحاسب الكافر على وقت محدود، واصفا الخالق بالظلم - حاشاه - هل يدرى ان الذى قضى حياته فى الكفر، ثم أسلم قبل موته - و لو بساعة - فيجب اسلامه ما قبله و تمحى سيئاته، و يكون مستحقا للخلود فى الجنة.. فلماذا يفكر فى عظمة العقوبة الموافقة لعظم الذنب، و لا يفكر فى عظم المثوبة التى لا يمكن ان تساوى مقدار العمل ؟!
رابعا: ان الحق سبحانه اعطى الكافر المعاند فرصته فى الدنيا، فلا يميته على الكفر الا بعد اقامة الحجة عليه، فيكون مستحقا للضلال، ثم الخلود فى النار، قال تعالى: وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم" الآية
أما الكافر الذى لم تبلغه الدعوة فلا يكون مستحقا للعقاب و العذاب، قال تعالى: " و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا" (الاسراء : 15)
خامسا: تتعجب من كم السذاجة التى تعترى الملحد، عندما يقيس حجم العقوبة و زمنها، بزمن ارتكاب الجريمة!!.. فهل يكون القاتل الذى ارتكب جريمته فى دقائق مستحقا للسجن لدقائق ؟!
فما بالنا و الأنظمة العلمانية التى يقدسها الملحد، تحكم على القاتل بالأشغال الشاقة، أو بالسجن مدى الحياة على ذنب استغرق دقائق ؟!!
سادسا و هى النقطة الأهم: فإن الملحد يظن أن الخلود فى النار هو على فعل فعله او خطا أخطأه خلال حياته المحدودة الزمن.. كلا كلا.. بل يُحاسب على صفة دائمة ملازمة له؛ لذا يقول الحق: "ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون" (الأنعام : 28)
فإن الحق سبحانه يعاقب الانسان على قدر طيب مادته أو خبثها، فإن غلبت طيب مادته خبثها كان من أهل الجنة، و ان غلبت خبث مادته طيبها، كان من أهل النار، حتى تطهر النار خبث مادته فيبقى طيبها، فتخلص سبيكة ايمانه من الخبث، صلح حينئذ لجوار الله و مساكنة الطيبين من عباده...
و هذا ما ذكره العلامة بن القيم فى كتاب زاد المعاد، الا أنه أكد على حقيقة الخبث الخالص لمادة الكافر، فلا تطهر النار خبثه؛ لذا كان مستحقا للخلود فيها..
فيقول رحمه الله:
"و لما كان المشرك خبيث العنصر خبيث الذات لم تطهر النار خبثه، بل لو خرج منها لعاد خبيثا كما كان، كالكلب اذا دخل البحر ثم خرج منه، فلذلك حرم الله تعالى على المشرك الجنة، و لما كان المؤمن المطيب مبراءا من الخبائث كانت النار حراما عليه، اذ ليس فيه ما يقتضى تطهيره بها، فسبحان من بهرت حكمته العقول و الألباب، و شهدت فطر عباده و عقولهم بأنه أحكم الحاكمين و رب العالمين، لا اله الا هو"
و لنتأمل تلك الكلمات الرائعة من ابن القيم ونقول: هل هناك أخبث من رجل أعطيته قصرا تحيط به الحدائق التى فيها من كل الثمار و الزروع، و منحته مليارات الجنيهات... ثم يكون المقابل أن ينكر هذا الرجل فضلك عليه، بل يجحد وجودك أصلا و معرفته بك.. فهل هناك أخبث من هذا الشخص ؟!
كذلك الكافر بربه الجاحد لنعمه، المنكر لوجوده الذى وهبه ربه الحياة و السمع و البصر و العقل و الفؤاد، و جعل له ماءً يشربه و هواءً يتنفسه، و سماءً تظله، و نعم كثيييييييييرة لا يمكن عدها أو احصائها، ثم يكون المقابل هو: الكفر و انكار الوجود، فهل هناك أخبث من هذا الشخص ؟!
اذن هل نقول أن هناك معنى لهذه الشبهة ؟!
و الله المستعان..