المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رؤية الله



nabilbenka
06-06-2016, 12:02 PM
رؤية الله

في الإسلام عندم جماعة أهل السنة و الجماعة أهل الجنة سيرون الله.

في الإباضية هذا غير ممكن، و تقريبا كل المذاهب من غير أهل السنة و الجماعة تنكر رؤية الله عز وجل في الجنة.

رؤية الله عز وجل في الجنة هي أعظم نعمة في الجنة.

و الله عز وجل جعلنا لا نستطيع رؤيته في الدنيا، و أخبرنا أننا لن نراه في الدنيا، لكن عدم الرؤية ليست مطلقة " أبدا " إلى الأبد، مما يعني أنه يمكننا رؤيته في المستقبل، في الجنة .


الدلائل في الإسلام على رؤية الله عز وجل في الجنة :

(وجوه يومئذ ناضرة* إلى ربها ناظرة) [القيامة22-23:]
وقال سبحانه: ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) [المطففين: 15]
قال الشافعي: لما حجب هؤلاء في السخط دل على أن أولياءه يرونه في الرضى.

وفي الصحيحين من حديث جرير بن عبد الله البجلي قال: كنا جلوساً مع النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة، فقال " إنكم سترون ربكم عياناً كما ترون هذا، لا تضامون في رؤيته "

وفي الصحيحين أيضاً من حديث أبي هريرة أن ناساً قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل تضامون في رؤية القمر ليلة البدر" ؟ قالوا: لا يا رسول الله قال "هل تضامون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب؟" قالوا: لا يا رسول الله. قال: "فإنكم ترونه كذلك " الحديث أي ترونه رؤية صحيحة لا مضارة فيها.

النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " واعلموا أن أحدا منكم لن يرى ربه حتى يموت " الحديث رواه مسلم 4 \ 2245 ( كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب ذكر ابن صياد ) ونصه : " قال ابن شهاب : وأخبرني عمر بن ثابت الأنصاري أنه أخبره بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال يوم حذر الناس الدجال أنه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه من كره عمله أو يقرؤه كل مؤمن " . وقال : تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت " . وجاء الحديث في سنن الترمذي 3 \ 345 ( كتاب الفتن باب ما جاء في الدجال ) . وفيه : " تعلمون أنه لن يرى . . " الحديث . وروى الدارمي الحديث في كتابه " الرد على الجهمية " ص [ 0 - 9 ] 1 وفيه : وقال : " تعلمون أنه لن يرى أحدكم ربه حتى يموت " . ووردت هذه العبارة بمعناها في حديث آخر طويل عن أمامة الباهلي رضي الله عنه جاء فيه ( سنن ابن ماجه 2 \ 36 كتاب الفتن ، باب فتنة الدجال ) : " أنه يبدأ فيقول : أنا نبي ولا نبي بعدي ثم يثني فيقول : أنا ربكم ، ولا ترون ربكم حتى تموتوا . . .



وفي قصة معجزة الإسراء و المعراج لمحمد صلى الله عليه وسلم، لما أسري به وعرج به لم ير ربه بعينيه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن ذلك: « رأيت نورا » (1) ، وفي رواية أخرى: « نور أنى أراه » (2) أخرجهما مسلم في صحيحه ولقوله صلى الله عليه وسلم « واعلموا أنه لن يرى منكم أحد ربه حتى يموت » (3) خرجه مسلم أيضا.

(1) صحيح مسلم الإيمان (178).
(2) صحيح مسلم الإيمان (178),سنن الترمذي تفسير القرآن (3282),مسند أحمد بن حنبل (5/175).
(3) صحيح مسلم الفتن وأشراط الساعة (2931).

قال ابن رجب الحنبلي – رحمه الله - : " والأحاديث في ذلك كثيرة جدّاً ، وقد ذكر البخاري بعضها في أواخر " الصحيح " في " كتاب التوحيد " ، وقد أجمع على ذلك السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان من الأئمة وأتباعهم .

وإنما خالف فيه طوائف أهل البدع من الجهمية والمعتزلة ونحوهم ، ممن يرد النصوص الصحيحة ؛ لخيالات فاسدة ، وشبهات باطلة ، يخيلها لهم الشيطان ، فيسرعون إلى قبولها منه ، ويوهمهم أن هذه النصوص الصحيحة تستلزم باطلاً ، ويسميه تشبيهاً أو تجسيماً ، فينفرون منه " انتهى من " فتح الباري " لابن رجب ( 4 / 63 ) .

وقال الذهبي – رحمه الله - : " وأما رؤية الله عيانا في الآخرة : فأمر متيقن ، تواترت به النصوص ، جمع أحاديثها الدارقطني والبيهقي وغيرهما " انتهى من " سير أعلام النبلاء " ( 2 / 167 ) .

وقال ابن كثير – رحمه الله - : " وقد ثبتت رؤية المؤمنين لله عز وجل في الدار الآخرة في الأحاديث الصحاح ، من طرق متواترة عند أئمة الحديث ، لا يمكن دفعها ولا منعها " انتهى من " تفسير ابن كثير " 8 / 279.



رؤية الله من وراء حجاب و رؤية جبريل

أمر ممكن أن يختلط على العامة في بعض النصوص، وهو رؤية الأنبياء لجبريل عليه السلام بهيئة أخرى، و رؤية الأنبياء لله عز وجل لكن من وراء حجاب.

حيث ممكن أن يعتقد بالعيض أن رؤيا الله جهرة ، جهارا نهارا في اليقضة أمر ممكن لأي شخص مستدلا بآيات من القرآن الكريم !

ألم يقل الله عز وجل: وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ وَلَقَدْ رَآهُ نَـزْلَةً أُخْرَى

وهذا غير صحيح، فالذي كان يترآى هو جبريل عليه السلام، و بهيئة أخرى.

على أن موسى لم ير ربه، فإنه لما طلب الرؤية أجابه بقوله تعالى: لَنْ تَرَانِي ودلت السنة على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يره بعينيه، ففي [ صحيح مسلم ] عن مسروق قال: كنت متكئًا عند عائشة، فقالت: يا أبا عائشة، ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية، قال: وكنت متكئًا فجلست، فقلت: يا أم المؤمنين، أنظريني ولا تعجليني، ألم يقل الله عز وجل: وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ وَلَقَدْ رَآهُ نَـزْلَةً أُخْرَى فقالت: أنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنما هو جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين، رأيته منهبطًا من السماء سادًّا عظم خلقه ما بين السماء والأرض، فقالت: أولم تسمع أن الله عز وجل يقول: لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ أولم تسمع أن الله عز وجل يقول: وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا إلى قوله: عَلِيٌّ حَكِيمٌ

البخاري فتح الباري، رقم 4612 ، 4855 ، 7380 . ومسلم برقم 177 ، و اترمذي برقم 30-70 .



رؤية الله في المنام

قال البعض أنه يمكن رؤية الله في المنام، لكن قال البعض الآخر أن الرؤيا قاصرة وغير كاملة و هي تدخلها التلبيس و التشبيه و التخيل. و لكن عدد كبير من أهل العلم قالوا أنه يستحيل رؤية الله تعالى في اليقضة و في المنام، فلا يمكن لأحد أن يرى الله عز وجل في المنام.

لكن هناك فرق بين الأنبياء و البشر، و لا يصل الصالحون إلى مرتبة الأنبياء، حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم رآى ربه في المنام، والحديث صحيح ثابت، لكن هذا أمر خاص بالنبي. حيث قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من حديث جابر بإسناد جيد " رأيت ربي البارحة على أحسن صورة ".

و هناك من يقول بأن النوم هو موت مؤقت، مما يعني أنه يمكن للناس رؤية الله في المنام و ليس في اليقضة، وهذا غير صحيح، لأن النوم و كأنه موت مصغر، أو جزء من الموت، و كأن الروح لم تفصل مطلقا عن الجسد.

لهذا فالناس لا يستطيعون رؤية الله في الحياة، سواء في اليقضة أو في النوم، و فقط أهل الجنة يرون الله عز وجل ، وتكون أحسن نعمة و أجمل أمر يحدث في الجنة.

لكن لا يجب أن ننكر أن هناك علماء من أهل السنة و الجماعة يعتقدون أنه يمكن للإنسان رؤية الله عز وجل في المنام، إلا أنهم لمحوا و فسروا ذلك، بأنه أمر نسبي يخضع لإيمان الإنسان و فهمه، و أكدوا أن رؤية الله في المنام ليست هي الرؤية في اليقضة.

فإن رؤيه الله ورؤية الأنبياء في المنام تحصل لكثير من المؤمنين، فقد ذكر النووي في شرح مسلم عن القاضيعياض أنه قال: اتفق العلماء على جواز رؤية الله تعالى في المنام وصحتها. ...انتهى.

وذكر البغوي في كتابه شرح السنة عن شيخه الإمام أنه قال: رؤية الله في المنام جائزة، فإن رآه فوعد له جنة أو مغفرة أو نجاة من النار فقوله حق ووعده صدق. وإن رآه ينظر إليه فهو رحمته، وإن رآه معرضًا عنه فهو تحذير من الذنوب لقوله سبحانه وتعالى: أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وإن أعطاه شيئًا من متاع الدنيا فأخذه فهو بلاء ومحن وأسقام تصيب بدنه يعظم بها أجره لا يزال يضطرب فيها حتى يؤديه إلى الرحمة وحسن العاقبة. انتهى.

ويحكى عن الامام أحمد انه رأى الله تعالى مرات كثيرة.

فقد سئل الشيخ ابن العثيمين رحمه الله: هل يرى الله في المنام؟

فقال : إن الله سبحانه وتعالى يعلم بما أوحاه إلى نبيه صلى الله عليه وسلم, فالقرآن كلام الله كأنما يخاطبك الله به, هذا يكفيك عن رؤية الله.... أما رؤيته في المنام فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه في المنام كما في حديث اختصام الملأ الأعلى, أما غير الرسول فذكر عن الإمام أحمد أنه رأى ربه والله أعلم هل يصح هذا أم لا يصح؟ لكن نحن لسنا في حاجة في الهداية إلى رؤية الله عز وجل, حاجتنا أن نقرأ كلامه ونعمل بما فيه, وكأنما يخاطبنا, ولهذا ذكر الله أنه أنزل الكتاب على محمد وأنزله إلينا أيضا حتى نعمل به, ولا تشغل نفسك بهذه الأمور, فإنك لن تصل إلى نتيجة مرضية, عليك بالكتاب والسنة والعمل بما فيهما. انتهى.

ولكن يكون ما رآه ليس هو الحقيقة ؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى ، قال تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الشورى / 11 فليس يشبهه شيء من مخلوقاته ، لكن قد يرى في النوم أنه يكلمه ربه ، ومهما رأى من الصور فليست هي الله جل وعلا ؛ لأن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى ، فلا شبيه له ولا كفو له .



وذكر الشيخ تقي الدين رحمه الله في هذا أن الأحوال تختلف بحسب حال العبد الرائي ، وكل ما كان الرائي من أصلح الناس وأقربهم إلى الخير كانت رؤيته أقرب إلى الصواب والصحة ، لكن على غير الكيفية التي يراها ، أو الصفة التي يراها ؛ لأن الأصل الأصيل أن الله لا يشبهه شيء سبحانه وتعالى .



رؤية الله تسر و لا تغر

يقال أن رجل عابدا إسمه جنيد كان يتعبد الله عز وجل، يصلي في الليل، فرآى نورا غريبا ظهر له، فسأل الجنيد من أنت، فقال النور أنا ربك، قد أسقطت ما فرضت عليك. فرد عليه الجنيد : أعوذ بالله منك، فتلاشى ذلك النور، حيث أنه كان شيطانا، و تبين أنه كذب و زور. فالرجل العابد الجنيد كان يعلم أن الله عز وجل لا يظهر في الدنيا، و يعلم أن رؤية الله تكون سارة و لا تغر.



لا تدركه الأبصار

يعترض البعض و يقولون أنه من المستحيل رؤية الله عز وجل في الجنة، مستدلين بالآية الكريمة :

لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103) قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ (104)

نعم الله لا تدركه الأبصار في الدنيا، و لكن الإنسان يتغير و يهيء في الآخرة لرؤية الله عز وجل في الجنة. فلا يمكن أخذ آية و تفسيرها كما نشاء، و نترك آيات و أحاديث أخرى كثيرة !

ففعلا لا يمكن للبصر أن يرى الله عوز وجل، يعني أنه لا يمكن لأحد رؤية الله عز وجل في الدنيا في اليقضة، لكن يمكن لله عز وجل أن يجعل أهل الجنة مهيئين و بتكوين و نظر ثاقب خاص بأهل الجنة، و يسمح لهم برؤيته.

http://wp.me/p4MLXp-2Hr