أبو مصعب المغربي
06-26-2016, 04:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على الصادق الأمين
وعلى آله الطاهرين الطيبين
وعلى صحابته الغر الميامين
وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
وبعد
فإنه قد اشتكى الكثير من الشباب من هذا الأمر وكذى ألحد بعضهم بسببه, هذا الأمر هو استجابة الدعاء. كثير من الناس دعا الله عز وجل بشيء يريده, ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ولا يستجاب الدعاء.
في هذا الموضوع سأحاول جهد ما أتيت من علم تبين فضل الدعاء, أوقات الإجابة, أدعية مأثورة, لماذا لا يستجاب بعض الدعاء؟
أولا: ما هو فضل الدعاء ؟
يقول ابن القيم رحمه الله :(يقول ابن القيم رحمه الله :(والدعاء من أنفع الأدوية , وهو عدو البلاء , يدفعه ويعالجه , ويمنع نزوله , ويرفعه . أو يخففه إذا نزل , وهو سلاح المؤمن .) الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ص 14
كما روى الحاكم في صحيحه من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الدعاء سلاح المؤمن , وعماد الدين , ونور السموات والأرض)).صدق رسول الله
ثانيا: ما هي أوقات استجابة الدعاء ؟
يقول العلماء : ((إذا جمع الدعاء حضور القلب وجمعيته بكليته على المطلوب , وصادف وقتا من أوقاتا من أوقات الإجابة الستة _وهو:
(الثلث الأخير من الليل , وعند الآذان , وبين الآذان والإقامة , وإدبار الصلوات المكتوبة , وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة من ذلك اليوم , وآخر ساعة بعد العصر.)
وصادف خشوعا في القلب , وانكسارا بين يدي الرب , وذلا له وتضرعا ورقة.
واستقبل الداعي القبلة .
وكان على طهارة .
ورفع يديه إلى الله .
وبدأ بحمد الله والثناء عليه .
ثم ثنى بالصلاة على محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .
ثم دخل على الله , وألح عليه في المسألة , وتملقه ودعاه رغبة ورهبة .
وتوسل إليه بأسماءه وصفاته وتوحيده .
وقدم بين يدي دعائه صدقة : فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبدا , ولا سيما إن صادف الأدعية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها مظنة الإجابة , أو أنها متضمنة للاسم الأعظم ))
ثالثا : بعض الأدعية المأثورة
إن في سنة النبي الطاهر إشارات جميلة عن أدعية جميلة أشار إليها صلى الله عليه وسلم أنها تحتوي على اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ومنها هذه الأحاديث :
في جامع الترمذي , من حديث أسماء بنت زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(( اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين (وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) وفاتحة آل عمران (الم[1] اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [2]) )) . قال الترمذي : هذا حديث صحيح
وفي السنن وصحيح ابن حبان أيضا من حديث أنس ابن مالك أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يصلي ثم دعا فقال : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض : يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لقد دعا باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب , وإذا سئل به أعطى )) أخرجه أحمد في مسنده .
وفي جامع الترمذي وصحيح الحاكم من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( دعوة ذي نون , إذ دعا وهو في بطن الحوت (لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) , إنه لم يدع بها مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له )) قال الترمذي : حديث صحيح .
هذه الأحاديث وغيرها إخواني من الأحاديث الجميلة عن استجابة الدعاء وكذا الأدعية المأثورة .
رابعا : لماذا لا يستجاب بعض الدعاء؟
هذا ما بينه ابن القيم الجوزية رحمه الله حيث قال في فصل ''من آفات الدعاء '' من '''كتابه الجواب الكافي''' : ( ومن الآفات التي تمنع أثر الدعاء عليه : أن يستعجل العبد ويستبطئ الإجابة , فيستحسر [أي يسأم ويتعب] ويدع الالدعاء , وهو بمنزلة من بذر بذرا أو غرسا , فجعل يتعاهده ويسقيه , فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله)
ونستدل على قول ابن القيم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((يستجاب لأحدكم مالم يعجل , يقول : دعوت فلم يستجب لي )) رواه البخاري ومسلم
وكذا في مسند أحمد حديث أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يزال العبد بخير مالم يستعجل . قالوا : يا رسول الله , كيف يستعجل ؟ قال :يقول : قد دعوت ربي فلم يستجب لي ))
ونه يا إخواني نستنتج أن من أكثر أسباب عدم استجابة الدعاء "الاستعجال" بل هو جرم وذنب في حق الله تعالى ,فرويدا يا ابن آدم واصبر إن الله يحب الصابرين, وقد يكون تأخره في الإجابة أو عدم إجابته لدعائك ابتلاء لك فأحسن الظن بربك .
وأريد أن أنبه أن للدعاء ثلاث مقامات :
أحدها : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه .
الثاني : أي يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء , فيصاب العبد , ولكن قد يخففه , وإن كان ضعيفا .
الثالث : أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهم صاحبه .
وأختم بحديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم :(( لا يرد القدر إلا بالدعاء ولا يزيد في العمل إلا بالبر , وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه )) رواه الترمذي
هذا والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين
والسلام عليكم
بقلم أبو مصعب المغربي (معاذ بن عبد الصمد بزاز)
والصلاة والسلام على الصادق الأمين
وعلى آله الطاهرين الطيبين
وعلى صحابته الغر الميامين
وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
وبعد
فإنه قد اشتكى الكثير من الشباب من هذا الأمر وكذى ألحد بعضهم بسببه, هذا الأمر هو استجابة الدعاء. كثير من الناس دعا الله عز وجل بشيء يريده, ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ولا يستجاب الدعاء.
في هذا الموضوع سأحاول جهد ما أتيت من علم تبين فضل الدعاء, أوقات الإجابة, أدعية مأثورة, لماذا لا يستجاب بعض الدعاء؟
أولا: ما هو فضل الدعاء ؟
يقول ابن القيم رحمه الله :(يقول ابن القيم رحمه الله :(والدعاء من أنفع الأدوية , وهو عدو البلاء , يدفعه ويعالجه , ويمنع نزوله , ويرفعه . أو يخففه إذا نزل , وهو سلاح المؤمن .) الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي ص 14
كما روى الحاكم في صحيحه من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الدعاء سلاح المؤمن , وعماد الدين , ونور السموات والأرض)).صدق رسول الله
ثانيا: ما هي أوقات استجابة الدعاء ؟
يقول العلماء : ((إذا جمع الدعاء حضور القلب وجمعيته بكليته على المطلوب , وصادف وقتا من أوقاتا من أوقات الإجابة الستة _وهو:
(الثلث الأخير من الليل , وعند الآذان , وبين الآذان والإقامة , وإدبار الصلوات المكتوبة , وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة من ذلك اليوم , وآخر ساعة بعد العصر.)
وصادف خشوعا في القلب , وانكسارا بين يدي الرب , وذلا له وتضرعا ورقة.
واستقبل الداعي القبلة .
وكان على طهارة .
ورفع يديه إلى الله .
وبدأ بحمد الله والثناء عليه .
ثم ثنى بالصلاة على محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم .
ثم دخل على الله , وألح عليه في المسألة , وتملقه ودعاه رغبة ورهبة .
وتوسل إليه بأسماءه وصفاته وتوحيده .
وقدم بين يدي دعائه صدقة : فإن هذا الدعاء لا يكاد يرد أبدا , ولا سيما إن صادف الأدعية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها مظنة الإجابة , أو أنها متضمنة للاسم الأعظم ))
ثالثا : بعض الأدعية المأثورة
إن في سنة النبي الطاهر إشارات جميلة عن أدعية جميلة أشار إليها صلى الله عليه وسلم أنها تحتوي على اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ومنها هذه الأحاديث :
في جامع الترمذي , من حديث أسماء بنت زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(( اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين (وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) وفاتحة آل عمران (الم[1] اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [2]) )) . قال الترمذي : هذا حديث صحيح
وفي السنن وصحيح ابن حبان أيضا من حديث أنس ابن مالك أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يصلي ثم دعا فقال : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض : يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لقد دعا باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب , وإذا سئل به أعطى )) أخرجه أحمد في مسنده .
وفي جامع الترمذي وصحيح الحاكم من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( دعوة ذي نون , إذ دعا وهو في بطن الحوت (لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) , إنه لم يدع بها مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له )) قال الترمذي : حديث صحيح .
هذه الأحاديث وغيرها إخواني من الأحاديث الجميلة عن استجابة الدعاء وكذا الأدعية المأثورة .
رابعا : لماذا لا يستجاب بعض الدعاء؟
هذا ما بينه ابن القيم الجوزية رحمه الله حيث قال في فصل ''من آفات الدعاء '' من '''كتابه الجواب الكافي''' : ( ومن الآفات التي تمنع أثر الدعاء عليه : أن يستعجل العبد ويستبطئ الإجابة , فيستحسر [أي يسأم ويتعب] ويدع الالدعاء , وهو بمنزلة من بذر بذرا أو غرسا , فجعل يتعاهده ويسقيه , فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله)
ونستدل على قول ابن القيم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((يستجاب لأحدكم مالم يعجل , يقول : دعوت فلم يستجب لي )) رواه البخاري ومسلم
وكذا في مسند أحمد حديث أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يزال العبد بخير مالم يستعجل . قالوا : يا رسول الله , كيف يستعجل ؟ قال :يقول : قد دعوت ربي فلم يستجب لي ))
ونه يا إخواني نستنتج أن من أكثر أسباب عدم استجابة الدعاء "الاستعجال" بل هو جرم وذنب في حق الله تعالى ,فرويدا يا ابن آدم واصبر إن الله يحب الصابرين, وقد يكون تأخره في الإجابة أو عدم إجابته لدعائك ابتلاء لك فأحسن الظن بربك .
وأريد أن أنبه أن للدعاء ثلاث مقامات :
أحدها : أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه .
الثاني : أي يكون أضعف من البلاء فيقوى عليه البلاء , فيصاب العبد , ولكن قد يخففه , وإن كان ضعيفا .
الثالث : أن يتقاوما ويمنع كل واحد منهم صاحبه .
وأختم بحديث ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم :(( لا يرد القدر إلا بالدعاء ولا يزيد في العمل إلا بالبر , وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه )) رواه الترمذي
هذا والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين
والسلام عليكم
بقلم أبو مصعب المغربي (معاذ بن عبد الصمد بزاز)