المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غروب الشمس فى العين الحمئة حقيقة وليس كما يبدو



Mahmoud Muhammad
06-26-2016, 04:52 PM
قول الله تعالى فى شأن ذى القرنين : " حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ".. يمكن حمله على أنه رأى الشمس على وجه الحقيقة وليس كما يبدو للرائى أنها تغرب فى العين الحمئة لكن علينا أن نفهم أولا ماذا يقصد بالشمس ..فالشمس قد تطلق و يقصد بها جرم الشمس كما فى قوله تعالى : " لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ".. و قد تطلق و يقصد بها شعاع الشمس كما فى قوله تعالى " وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ " ..فالذى يميل يمنة و يسرة عن باب الكهف هو شعاع الشمس وليس جرمها .. أو كما فى الحكمة القائلة " البيت الذى تدخله الشمس لا يدخله الطبيب " ..و المقصود شعاع الشمس و ليس جرمها ..و الشمس عندما تكون بمحازة أفق البحر أو المحيط وقت الغروب فإن الشعاع الصادر منها يغرب أو يغيب ، و غرب أى غاب و اختفى ، على وجه الحقيقة فى البحر إلى الأعماق فيغيب جرم الشمس عن الأنظار لأن أشعتها تحتجب بحجاب الأفق الذى يشكله البحر بموجاته وانحناء سطحه نتيجة لانحناء و تقوس سطح الأرض ذلك أن الموجات التى عند سطح البحر تنكسر عندها الأشعة نحو عمق البحر أو المحيط ... و عليه فقوله "وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ" .. هو حقيقة حيث تغيب الأشعة التى خلف أفق البحر أو بمحازاة سطحه بفعل الموج إلى باطن البحر
2667

muslim.pure
06-27-2016, 03:09 AM
و هذا ما يظهر للناظر أنها تغيب أو تغرب و ما زدت على أن وضحت الكيفية و هو كما فسر العلماء
قال القرطبي: ليس المراد أنه انتهى إلى الشمس مغربا ومشرقا حتى وصل إلى جرمها ومسها؛ لأنها مع السماء حول الأرض من غير أن تلتصق بالأرض وهي أعظم من أن تدخل في عين من عيون الأرض، بل هي أكبر من الأرض أضعافا مضاعفة، بل المراد أنه انتهى إلى آخر العمارة من جهة المغرب ومن جهة المشرق فوجدها في رأي العين تغرب في عين حمئة، كما أنا نشاهدها في الأرض الملساء كأنها تدخل في الأرض، ولهذا قال : حَتّىَ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىَ قَوْمٍ لّمْ نَجْعَل لّهُمْ مّن دُونِهَا سِتْراً، ولم يُرد أنها تطلع عليهم بأن تماسهم وتلاصقهم، بل أراد أنهم أول من تطلع عليهم..

وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان: قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: أي رأى الشمس تغرب في البحر المحيط، ومقتضى كلامه أن المراد بالعين في الآية البحر المحيط، والعين تطلق في اللغة على ينبوع الماء، فاسم العين يصدق على البحر لغة، وكون من على شاطئ المحيط الغربي يرى الشمس في نظر عينه تسقط في البحر أمر معروف، وعلى هذا التفسير فلا إشكال في الآية، والعلم عند الله تعالى.

وقال السعدي رحمه الله في تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان: أعطاه الله ما بلغ به مغرب الشمس، حتى رأى الشمس في مرأى العين كأنها تغرب في عين حمئة أي سوداء، وهذا هو المعتاد لمن كان بينه وبين أفق الشمس الغربي ماء رآها تغرب في نفس الماء وإن كانت في غاية الارتفاع .

فإن كان المقصود من قولك كما بين العلماء من أن غروب الشمس في عين حمئة هو فيما يظهر للرائي و تأويلها العلمي غياب وصول ضوئها للعين فهذا صواب و إن كنت تعتبر الشمس هي نفسها ضوئها فهذا خطأ

Mahmoud Muhammad
06-27-2016, 06:15 AM
أنا لا أعتبر أن الشمس هى ضوءها لكن ما اقوله أن لفظ الشمس لايختص بجرم الشمس بل قد يطلق على أشعة الشمس كما فى قوله تعالى "وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ" فالذى تبصره يميل يمنة و يسرة هو الشعاع و ليس قرص الشمس.. أو كما فى الحكمة " البيت الذى تدخله الشمس" و المقصود شعاع الشمس و ليس جرمها فهى لا تدخل بجرمها إلى البيت

أبو مصعب المغربي
06-27-2016, 02:48 PM
بالفعل هذا هو التفسير المنطقي والأقرب للصواب
الله عز وجل قال :( حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا ( 86 ) )
قال :( وجدها تغرب في عين حمئة) فهنا الله يصف ما رأى ذو القرنين ولم يقل (إنها تغرب في عين حمئة)
فمثلا في مدينة الدار البيضاء التي يحدها المحيظ الأطلنتي غربا , عندما تغرب يظن الناظر أن البحر يلتهم الشمس ولكن في الحقيقة الأمر غير ذلك تماما
وإن قلنا وجد الناظر البحر يلتهم الشمس فنحن نقلنا فقط مارآه الناظر.
وهذا ما قصدته الآية الكريمة .