ابن سلامة القادري
10-09-2016, 01:57 PM
كتبه #دكتور_مهاب_السعيد
مثانتك -كمعظم البشر- تتغابى كثيرًا، ففي أوقات الحاجة الشديدة لدخول الحمام تكون قدرتها على التحمل كبيرة جدًا فقط إلى اللحظة التي تقترب فيها بالفعل من أحد دورات المياه، حينها تصاب مثانتك بالجنون الفوري، وتفقد كل قدرتها على التحمل..!
تسمى هذه الظاهرة في فيسيولوجيا الأعضاء: Urgency، وسببها أن هرمون الـ ADH يزداد إفرازه من غدتك النخامية عندما تكون في مكان لا يوجد فيه مكان لقضاء الحاجة، فيعمل الهرمون على تقليل ترشيح الماء من الكلى إلى المثانة، بمعنى آخر كمية بول أقل في مثانتك تستطيع تحمّلها، وفور أن تشتمّ غدتك النخامية خبر توفر الحمام يقل الـ ADH وتزداد كمية البول في المثانة فتصاب بالجنون.. إذن غدتك النخامية أذكى مما تبدو، وتتكيف مع الأوضاع المحيطة بكفاءة.. وبالمناسبة فنفس الهرمون ونفس الميكانيزم مسؤولان عن تواصل نومك تسع ساعات دون أن تبلل فراشك.
حين تصاب بالرعشة في البرد وترتجف فإن جسدك في الحقيقة لا يقوم بعمل عابث، بل هو يعلم تمامًا ما يفعله، هذه الرعشة مسئوولة عن اكتساب الحرارة بالطاقة الحركية لخلايا جسدك التي تعاني من نقص درجة الحرارة في هذا الجو البارد، فيبقى سيتوبلازم الخلايا في حالة سائلة ودرجة لزوجة مناسبة.
تتثاءب فتعلم أن جسدك يحتاج إلى النوم، يسيل لعابك فتعلم أن الطعام الشهي الذي أمامك مفيد لك غذائيًا، تعطش فتتدارك نفسك قبل أن تدخل في نوبة جفاف، وتشعر بالألم فتفهم أن هناك جرح لا تراه في ظهرك يحتاج إلى أن يُعالَج حتى لا يتلوث..
جسدك يعتني بنفسه بشكل جيد..! بل بشكل ممتاز في الواقع.. لا يوجد الكثير مما تقلق بشأنه بخصوص جسدك وقدرته على تكييف أوضاعه مع الظروف المحيطة، لقد خلقك الله بنظام تشغيل داخلي رائع و updates متجددة في كل ثانية..! قد فرّغك الله بشكل كامل من مشقة الاعتناء بتريليونات الخلايا التي تملكها، وهناك جيوش من الإنزيمات والهرمونات والأنسجة الضامّة المتخصصة تسهر على عنايتك 24/7..
ترى هل أرادنا الله عز وجل أن نتفرّغ لما هو أهم وأولى من تنظيم جدول إفراغ مثانتنا أو ملء بطوننا؟ ترى هل أرادنا الله أن نهتم بكل تلك الأشياء الرائعة التي تكوّن جوهر الإنسان حقًا؟
التأمّل والتعقّل والارتقاء والاعتبار والتمييز والإحساس بالجمال وتحمل المسئولية وإدراك المآل وإرادة العُلى، لا بد أن هذه الأشياء هي ما أراد الله لنا أن تكون شغلنا الشاغل إذن، لا بد أنه فرّغنا من مسئوليات الجسد لأنه يحب لنا أن نفعل ما تميز به الإنسان حين خلقه على أن نتحول إلى عبيد لشهوات أجسادنا..! مثلما قال سبحانه: "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"..
نعم، لأولي(الألباب)..!
https://www.facebook.com/WwwEltwhedCom/?hc_ref=PAGES_TIMELINE&fref=nf
مثانتك -كمعظم البشر- تتغابى كثيرًا، ففي أوقات الحاجة الشديدة لدخول الحمام تكون قدرتها على التحمل كبيرة جدًا فقط إلى اللحظة التي تقترب فيها بالفعل من أحد دورات المياه، حينها تصاب مثانتك بالجنون الفوري، وتفقد كل قدرتها على التحمل..!
تسمى هذه الظاهرة في فيسيولوجيا الأعضاء: Urgency، وسببها أن هرمون الـ ADH يزداد إفرازه من غدتك النخامية عندما تكون في مكان لا يوجد فيه مكان لقضاء الحاجة، فيعمل الهرمون على تقليل ترشيح الماء من الكلى إلى المثانة، بمعنى آخر كمية بول أقل في مثانتك تستطيع تحمّلها، وفور أن تشتمّ غدتك النخامية خبر توفر الحمام يقل الـ ADH وتزداد كمية البول في المثانة فتصاب بالجنون.. إذن غدتك النخامية أذكى مما تبدو، وتتكيف مع الأوضاع المحيطة بكفاءة.. وبالمناسبة فنفس الهرمون ونفس الميكانيزم مسؤولان عن تواصل نومك تسع ساعات دون أن تبلل فراشك.
حين تصاب بالرعشة في البرد وترتجف فإن جسدك في الحقيقة لا يقوم بعمل عابث، بل هو يعلم تمامًا ما يفعله، هذه الرعشة مسئوولة عن اكتساب الحرارة بالطاقة الحركية لخلايا جسدك التي تعاني من نقص درجة الحرارة في هذا الجو البارد، فيبقى سيتوبلازم الخلايا في حالة سائلة ودرجة لزوجة مناسبة.
تتثاءب فتعلم أن جسدك يحتاج إلى النوم، يسيل لعابك فتعلم أن الطعام الشهي الذي أمامك مفيد لك غذائيًا، تعطش فتتدارك نفسك قبل أن تدخل في نوبة جفاف، وتشعر بالألم فتفهم أن هناك جرح لا تراه في ظهرك يحتاج إلى أن يُعالَج حتى لا يتلوث..
جسدك يعتني بنفسه بشكل جيد..! بل بشكل ممتاز في الواقع.. لا يوجد الكثير مما تقلق بشأنه بخصوص جسدك وقدرته على تكييف أوضاعه مع الظروف المحيطة، لقد خلقك الله بنظام تشغيل داخلي رائع و updates متجددة في كل ثانية..! قد فرّغك الله بشكل كامل من مشقة الاعتناء بتريليونات الخلايا التي تملكها، وهناك جيوش من الإنزيمات والهرمونات والأنسجة الضامّة المتخصصة تسهر على عنايتك 24/7..
ترى هل أرادنا الله عز وجل أن نتفرّغ لما هو أهم وأولى من تنظيم جدول إفراغ مثانتنا أو ملء بطوننا؟ ترى هل أرادنا الله أن نهتم بكل تلك الأشياء الرائعة التي تكوّن جوهر الإنسان حقًا؟
التأمّل والتعقّل والارتقاء والاعتبار والتمييز والإحساس بالجمال وتحمل المسئولية وإدراك المآل وإرادة العُلى، لا بد أن هذه الأشياء هي ما أراد الله لنا أن تكون شغلنا الشاغل إذن، لا بد أنه فرّغنا من مسئوليات الجسد لأنه يحب لنا أن نفعل ما تميز به الإنسان حين خلقه على أن نتحول إلى عبيد لشهوات أجسادنا..! مثلما قال سبحانه: "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"..
نعم، لأولي(الألباب)..!
https://www.facebook.com/WwwEltwhedCom/?hc_ref=PAGES_TIMELINE&fref=nf