المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل كان الرسول (ص) عادلا مع زوجته سودة بنت زمعة؟



Brain_User
08-09-2006, 03:43 AM
الأخوة الزملاء في المنتدى
الحقيقة أن هذه هي مشاركتي الأولى في المنتدى، فقد قمت بالاشتراك في هذا المنتدى على أمل أن أجد الإجابة للكثير من الأسئلة التي تراودني. سؤالي الأول هو عن عدالة الرسول ( ( ص ) ) مع زوجته الثانية "سودة بنت زمعة"، فلقد تزوجها بعد وفاة خديجة وكانت كبيرة السن. الكثير من المؤرخين يرجح أن سبب الزواج كان لرعاية بناته اللائي كن صغيرات. عموما حتى لاأطيل فبعد زواجه من السيدة عائشة أراد الرسول ( ( ص ) ) أن يطلّق سودة لالشئ إلا لأنها (أسنت) أي كبرت في السن فلما رأت المسكينة أنها سيلقى بها في الشارع بعد أن (أسنت) رجت الرسول الكريم أن يستبقيها في مقابل أن تعطي يومها للعروس (السيدة عائشة) وقد قبل الرسول الكريم وكان يقسم كالتالي:
- لعائشة: يومين
- لزوجاته الأخريات: يوما لكل منهن
- لسودة: (لاشئ)

الغريب أن الله تعالى قد رضى أيضا عن هذه القسمة وأنزل الآية (النساء 128): "وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ" وقد اوردت حادثة سودة في تفسير هذه الآية في كتب البخاري ومسلم وابن ماجة وتفسير ابن كثير ومعظم كتب السيرة والتفسير.

إنني أتساءل إن كان هذا عدلا من الرسول الكريم أن:
(1) يفكر في تطليق زوجته لالشئ إلا لأنها كبرت في السن.
(2) يقبل بألا يقضي أي ليلة مع سودة رغم علمه انها مااقترحت ذلك إلا لكي يبقيها ولاتتشرد بعد أن كبرت.
(3) يتجاهل حقيقة أن المرأة حين تكبر تحتاج من يجلس معها ليسامرها ويخفف عنها بدلا من أن يهجرها.

-------------------------------------------------------------------------
أرجو من الزملاء أن يختصروا في أجابتهم قدر مااستطاعوا حتى نستطيع تحقيق الفائدة وشكرا

عبد الواحد
08-09-2006, 05:30 AM
هناك روايتان :
الأولى ان السيدة سودة هي التي خشيت أن يطلقها النبي بعد أن كبرت ولم يعد لها في الرجال حاجة. (وَلَقَدْ قَالَتْ سَوْدَة بِنْت زَمْعَة حِين أَسَنَّتْ وَخَافَتْ أَنْ يُفَارِقهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا رَسُول اللَّه يَوْمِي لِعَائِشَة ، فَقَبِلَ ذَلِكَ مِنْهَا.)

والروية الثانية (كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُفَضِّل بَعْضنَا عَلَى بَعْض فِي الْقَسْم) و خشي أن لا يعدل بين نسائه إذا أبقى سودة زوجة بعد أن لم يعد لها حاجة في الرجال. فطلبت منه أن يبقيها:

وَالَّذِي بَعَثَك بِالْحَقِّ مَا لِي فِي الرِّجَال حَاجَة ، وَلَكِنْ أُحِبّ أَنْ أُبْعَث مَعَ نِسَائِك يَوْم الْقِيَامَة ، فَأَنْشُدك بِالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْك الْكِتَاب هَلْ طَلَّقْتنِي لِمَوْجِدَةٍ وَجَدْتهَا عَلَيَّ ؟

قَالَ : لَا .

قَالَتْ : فَأَنْشُدك لَمَا رَاجَعْتنِي ،

فَرَاجَعَهَا

. قَالَتْ : فَإِنِّي قَدْ جَعَلْت يَوْمِي وَلَيْلَتِي لِعَائِشَة حِبَّة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .

قالت ذلك بعد أن أعادها.


(1) يفكر في تطليق زوجته لالشئ إلا لأنها كبرت في السن.أصلا النبي تزوجها وهي طاعنة فلا يوجد فرق بين 70 و80 سنة مثلاً . فلو كان سبب الطلاق هو السن فلما تزوجها وهي طاعنة؟


(2) يقبل بألا يقضي أي ليلة مع سودة رغم علمه انها مااقترحت ذلك إلا لكي يبقيها ولاتتشرد بعد أن كبرت.
كذبت, بل هي من لم يعد لها رغبة في الرجال,


(3) يتجاهل حقيقة أن المرأة حين تكبر تحتاج من يجلس معها ليسامرها ويخفف عنها بدلا من أن يهجرها.
ومن قال لك انه هجرها؟


فلما رأت المسكينة أنها سيلقى بها في الشارعكذبت مرة أخرى . المطلقة لا تلقى في الشارع. لكنها أحبت أن تُبعث يوم القيامة زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم.


يستبقيها في مقابل أن تعطي يومها للعروس
كذبت هنا أيضاً. بل أعادها قبل أن تتنازل عن يومها:
قَالَتْ : فَأَنْشُدك لَمَا رَاجَعْتنِي ، فَرَاجَعَهَا قَالَتْ : فَإِنِّي قَدْ جَعَلْت يَوْمِي وَلَيْلَتِي لِعَائِشَة حِبَّة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " .


ثم ما مفهومك للعدل؟ إجبار الزوجة لما ليس لها رغبة فيه بحكم مرض أو سن؟

Brain_User
08-09-2006, 06:14 AM
الزميل الفاضل
أشكر لك ردّك ومحاولتك الجادة في إجلاء الحقيقة. شيء واحد أرجوه منك هو أن نحاول جميعا الالتزام بآداب الحوار والابتعاد عن ألفاظ مثل "كذبت" والتي أراك تردّدها كثيرا. شكرا لك مرة أخرى

Brain_User
08-09-2006, 06:36 AM
الزميل العزيز
الحقيقة أنني لا|أفهم العلاقة بين كونها لم يعد لها رغبة في الرجال وبين رغبة الرسول في تطليقها. ففي "فتح الباري" نجد بالنص:
‏تقدم في الهبة من طريق الزهري عن عروة بلفظ " يومها وليلتها " وزاد في آخره " تبتغي بذلك رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم "
كذلك فإنك تقول إنه طلقها لأنها
بل هي من لم يعد لها رغبة في الرجال
[QUOTE=jerusalem2004] بينما أنت نفسك قلت قبل ذلك [QUOTE]فَأَنْشُدك بِالَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْك الْكِتَاب هَلْ طَلَّقْتنِي لِمَوْجِدَةٍ وَجَدْتهَا عَلَيَّ ؟ ومن ذلك نفهم أن الرسول ( ص ) قد أظهر النية في تطليقها وأنها هي التي رجته أن يبقيها.
أرجو أن تسمح لي باقتباس تفسير ابن كثير للآية 128 من سورة النساء:

ولهذا لما كبرت سودة بنت زمعة عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على فراقها فصالحته على أن يمسكها وتترك يومها لعائشة

كذلك أرجو أيضا أن تسمح لي باقتباس تفسير الطبري لنفس الآية:

خَشِيَتْ سَوْدَة أَنْ يُطَلِّقهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَتْ : لَا تُطَلِّقنِي عَلَى نِسَائِك , وَلَا تَقْسِم لِي
بناءا على ماتقدم فأنا مازلت متحيرا بشأن سؤالي الأول وكذلك الثاني وأعتبر إجابتك لهما غير كافية.

بالنسبة لسؤالي الثالث أراك تقول:

ومن قال لك انه هجرها؟
الحقيقة أن من قالوا ذلك هم ابن كثير والطبري والبخاري كما ذكرت عاليه

أيضا أراك تقول:

بل أعادها قبل أن تتنازل عن يومها
فهل لك أن تدلني على المرجع الذي استندت اليه في ذلك؟ حيث أنك كما ترى فابن كثير والطبري والبخاري ومسلم وغيرهم قالوا أنها تنازلت عن يومها مقابل أن يبقيها.

ايضا أرجو أن تفسّر لي ماتقصده بعبارتك
إجبار الزوجة لما ليس لها رغبة فيه بحكم مرض أو سن؟ لأنني لم أتكلم عن اي إجبار وكل ماتساءلت عنه هو لماذا لم يبقيها الرسول (ص) ليسامرها ويعتني بها في كبرها.

وأخيرا أشكر لك مرة أخرى مداخلتك ,اكرر رجائي بأن نحاول جميعا التزام آداب الحوار كما أوصانا بها الرسول ( ص ) وأن نبتعد عن كلمات مثل "كذبت" وشكرا مرة أخرى

عبد الواحد
08-09-2006, 09:06 AM
الزميل اعتذر إذا كنت قد غضبت من كلمت (كذبت) لكن حين تقول أن السيدة سودة خشيت أن تلقى في الشارع فهذا افتراء لان حتى المطلقة في الإسلام لها حقوق وكان لها مسكنها وما كانت لتخرج منه في أي حال. ثانيا إن ناقشتك في شؤون والدتك الكريمة فلن أقول أنها ستلقى في الشارع إن طلقت. بذلك اتهم والدك بما لا يليق.
-----------------

ذكر ابن كثير عدة روايات متناقضة ومنها ما انتهى ب(غريب مرسل).
الرواية التي ذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق السيدة سودة - فهذه الرواية لا أساس لها ولا تخدمك لأنها تذكر أن النبي أعادها قبل أن تتنازل عن يومها. عد إلى تفسير ابن كثير مثلاً
(بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى سودة بنت زَمْعة بطلاقها، فلما أن أتاها جلست له على طريق عائشة، فلما رأته قالت له: أنشدك بالذي أنزل عليك كلامه (7) واصطفاك على خلقه لمَّا راجعتني، فإني قد كبرت ولا حاجة لي في الرجال، لكن أريد أن أبعث مع نسائك يوم القيامة. فراجعها فقالت: إني (8) جعلت يومي وليلتي لِحبّة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا غريب مرسل )

والحديث غريب مرسل وحتى لو قبلناه فهو يشهد أن سبب إعادتها لا علاقة له بالتنازل عن يومها.


والأجدى أن نحتكم الى الصحيح: الألباني في " السلسلة الصحيحة

1479 - " كان لا يفضل بعضنا على بعض في القسم من مكثه عندنا ، و كان قل يوم إلا و هو يطوف علينا جميعا ، فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ إلى التي هو يومها ، فيبيت عندها ، و لقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت و فرقت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله يومي لعائشة ، فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ، و في ذلك أنزل الله تعالى و في أشباهها - أراه قال - *( و إن امرأة خافت من بعلها نشوزا )* " .
(انتهى)

هذه هي الرواية الصحيحة أن النبي لم يطلقها بل هي التي خشيت أن يطلقها بعد أن أسنت ولم يعد لها حاجة بالرجال. وهذه هي الرواية الموافقة للآية ( إن امرأة خافت من بعلها نشوزا ).

أما في قصة الطلاق قال الألباني:

(( ثم روي من طريق القاسم بن أبي بزة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى سودة بطلاقها ... الحديث ، و نحوه من رواية الواقدي عن التيمي مرسلا ، و فيه أنها قالت : يا رسول الله ما بي حب الرجال ، و لكن أحب أن أبعث في أزواجك ، فأرجعني ... و نحوه عن معمر معضلا . و هذا مرسل أو معضل فإن القاسم هذا تابعي صغير روى عن أبي الطفيل و سعيد بن جبير و عكرمة و غيرهم . و هو مع إرساله منكر لأن الروايات المتقدمة صريحة في أنه صلى الله عليه وسلم لم يطلقها و هذا يقول : " بعث إلى سودة بطلاقها " .

فإن قيل لماذا خشيت سودة طلاق النبي صلى الله عليه وسلم إياها ؟ فأقول : لابد أن تكون قد شعرت بأنها قد قصرت مع النبي صلى الله عليه وسلم في القيام ببعض حقوقه ، فخشيت ذلك ، و لكني لم أجد نصا يوضح السبب سوى رواية الواقدي المتقدمة التي أشارت إلى ضعفها من الناحية الجنسية ، و لكن الواقدي متهم كما سبق . و يحتمل عندي أن السبب ضيق
خلقها ، و حدة طبعها الحامل على شدة الغيرة على ضراتها ، فقد أخرج مسلم ( 4 / 174 ) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال : ما رأيت امرأة أحب إلي أن أكون في سلافها من سودة بنت زمعة من امرأة فيها حدة . قالت : فلما كبرت جعلت يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة . و للشطر الأول من طريق أخرى عند ابن سعد ( 8 / 54 ) عن ثابت البناني عن سمية عن عائشة به إلا أنه وقع فيه " فيها حسد " و لعله محرف من " حدة " . و الله أعلم .))
انتهى.

إذاً لا يصح أي حديث جاء فيه أن النبي طلقها لان الروايات المتقدمة صريحة في أنه صلى الله عليه وسلم لم يطلقها.
اما قولك ان النبي (ص) هجرها, هذا ليس صحيح : (كان قَلَّ يوم إلا وهو يطوف علينا، فيدنو من كل امرأة من غير مَسِيس، )

ومضة
08-09-2006, 02:01 PM
الزميل المحترم............


في الوقت الذي تعودنا فيه من اللادينيين تسمية الأمور بغير اسمها وتوصيف الأحداث على غير حقيقتها........نجد عندهم مفاهيم مغايرة لما اتفق عليها الناس...........كمفهوم الظلم أنموذجا.........


أرى أن الأخ السابق قد أتي بما يكفي ويفيد........لكن لعلي ألقي بظلال على بعض النواحي.....


تقول :


إنني أتساءل إن كان هذا عدلا من الرسول الكريم أن:
(1) يفكر في تطليق زوجته لالشئ إلا لأنها كبرت في السن.
(2) يقبل بألا يقضي أي ليلة مع سودة رغم علمه انها مااقترحت ذلك إلا لكي يبقيها ولاتتشرد بعد أن كبرت.
(3) يتجاهل حقيقة أن المرأة حين تكبر تحتاج من يجلس معها ليسامرها ويخفف عنها بدلا من أن يهجرها.


ونحن نتساءل: ما هو تعريفك للظلم؟؟؟؟ وأين وقع الظلم منه عليه الصلاة والسلام؟؟؟؟؟


هل كان النبي (ص) يحرم زوجاته من حقوقهن ومن العمل بمقتضى العدل في أمور المال والجلوس معهن - كما تقول - وغير ذلك من الأمور ؟ لقد بينت لك رواية أبي داود حقيقة الأمر في قولها : ((وكان قل يوم إلا وهو يطوف علينا جميعا فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ إلى التي هو يومها فيبيت عندها )) إذا فجميع تلك الحقوق مكفولة لهن حتى وفاته (ص)


أم أنك تقصد العدل في العواطف والمحبة؟؟؟ ذلك أمر يستحيل واقعا....معفو عنه شرعا : (( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة )) والمقصود منه العدل القليب بدلالة تكملة الآية : (( فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة ))....



والآن : امرأة في سن الثمانين............خشيت أن تقصّر في حقه (ص) ...ليس لها حاجة في الرجال........وخشيت أن يطلّقها (ص) ..........فوهبت يومها لعائشة رضي الله عنها.........مع علمها أنها محفوظة مكرمة ...يراها النبي (ص) من وقت لآخر ليسامرها - كما تقول - ............فأين الظلم في ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟




أترك الجواب عندك

الحمد لله
08-14-2006, 02:33 AM
يا استاذنا الفاضل
كل الروايات التي تقول ان الرسول صلى الله عليه و سلم طلق السيدة سودة أو هم بتطليقها موضوعة أو مرسلة
و القول بأن الرسول صلى الله عليه و سلم طلق سودة ثم راجعها هو افتراء على الرسول صلى الله عليه و سلم

و لكن الصحيح أن سودة وهبت يومها لعائشة لما خشيت ان يطلقها الرسول صلى الله عليه و سلم
الاحاديث لم تذكر انه هم بتطليقها و لكنها خافت ان يطلقها و هناك فرق كبير بين الجملتين

Brain_User
08-14-2006, 04:27 AM
الزميل الفاضل/ ومضة
حتى بفرض إذا سلّمنا بما تقوله بأن الرسول ( ص ) لم يطلق السيدة سودة أو حتى يهم بتطليقها وأنها على حد قولك
وهبت يومها لعائشة لما خشيت ان يطلقها الرسول فهل يغيّر هذا من الأمر شيئا؟ فهي وهبت يومها لعائشة وهو قبل ذلك فلماذا قبل ذلك؟ لماذا لم يرفض عرضها ببساطة ويؤكد لها أن الجنس هو آخر مايفكر فيه وأنه سيظل معها في ليلتها ليؤنسها ويسامرها ويخفف عنها عذاب الشيخوخة؟

الزميل/ جيروساليم
أنا لاأحبذ كثيرا الأسلوب العاطفي في المناقشة لأنه يؤثر على حكمك المنطقي للأمور (Biased) ولكنك طالما أنك لجأت اليه في ضربك المثل بوالدتي فدعني أجربه بنفس الطريقة:
فلو فرضنا أن السيدة والدتك الكريمة (أمد الله في عمرها) قد أصابتها الشيخوخة فعرضت على والدك الكريم أن يتزوج بأخرى تصغرها ويقيم معها في مقابل ألا يطلقها فماذا ستتوقع من والدك؟ هل سيسارع الى الزواج بأخرى ويقيم معها ويبقي السيدة والدتك على ذمته؟ أنا شخصيا أشك كثيرا في ذلك فبالطبع أنا أعرف كما أنك تعرف أن السيد والدك سيرفض العرض ويؤكد لها أنه سيبقى الى جوارها. على الأقل هذا ماكان سيفعله أبي أنا.

الفقير الى الله
08-14-2006, 09:15 AM
اولا هناك عدة مغالطات

1- حتى لو كان رسول الله (ص) طلقها لم تكن ستجد نفسها في الشارع ولا اى شيء من هذا القبيل .. فحقوقها محفوظة تماما

2- لو كان كل ما يفكر فيه رسول الله (ص) هو الجنس (و حاشا لله ان يفكر رسول الله في هذا) لما كان تزوجها من الاساس!
ثم ان السيدة عائشة كانت احب الناس للرسول (ص) و ليس هذا لاسباب جنسية!

3- لا يجب ان ننسى ان رسول الله بشر .. و لذلك وجد صعوبة في ان يعدل بينها و بين زوجاته الاخريات و بالتالي فكر في ان يطلقها خشية الا يعدل .. فالطلاق حلال لكن الا يعدل حرام.. و لأن السيدة سودة بنت زمعة خشيت من ان يطلقها و ارادت ان تكون زوجته في الجنة قررت هي ان تتخلى بمحض ارادتها عن يوم المبيت لعائشة رضي الله عنها

اذن هناك نقاط لابد ان نحددها

و اولها ان لو كان رسول الله (ص) طلقها .. لم يكن ذلك شيئا ينقص من شأنه ولا شيئ يعيبه .. و لم يكن ايضا سيضيع حقوقها او انها ستجد نفسها في الشارع!

و لكن لأنها هي ارادت ان تكون زوجته في الجنة .. لاحظ : هي التي ارادت .. فتنازلت بارادتها عن يوم المبيت لعائشة و بالتالي لا افهم سر هذا الموضوع من الاساس.

هي رأت ان تظل زوجة للرسول (ص) حتى بدون يوم مبيت افضل من ان يطلقها الرسول (ص) .. فلماذا تشكو انت!

الحمد لله
08-14-2006, 10:17 AM
الزميل الفاضل/ ومضة
حتى بفرض إذا سلّمنا بما تقوله بأن الرسول ( ص ) لم يطلق السيدة سودة أو حتى يهم بتطليقها وأنها على حد قولك فهل يغيّر هذا من الأمر شيئا؟ فهي وهبت يومها لعائشة وهو قبل ذلك فلماذا قبل ذلك؟ لماذا لم يرفض عرضها ببساطة ويؤكد لها أن الجنس هو آخر مايفكر فيه وأنه سيظل معها في ليلتها ليؤنسها ويسامرها ويخفف عنها عذاب الشيخوخة؟ .

أولا المداخلة التي ترد عليها ل "الحمد لله" و ليس "ومضة"

ثانيا يبدو انك ترد دون قراءة المداخلات جيدا
الحديث الذي تم وضعه من السلسلة الصحيحة للألباني
" كان لا يفضل بعضنا على بعض في القسم من مكثه عندنا ، و كان قل يوم إلا و هو يطوف علينا جميعا ، فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ إلى التي هو يومها ، فيبيت عندها

اذا فكون ان المراة لا يبيت عندها لا يتنافى مع ما قلته عن ان الرسول صلى الله عليه و سلم يؤنسها و يسامرها و يخفف عنها عذاب الشيخوخة.
كما انك تتحدث و كان مبيت زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم في اماكن منفصلة بعيدة

سودة بنت زمعة لم تتنازل عن مال أو أرض و انما هي وهبت الى عائشة ما لا حاجة لها فيه.

ناصر الشريعة
08-15-2006, 12:38 AM
الرد على المدعو Brain_User

لقد أحسن الإخوة قبلي في الرد عليك فجزاهم الله خيرا ، ولي إضافة على ما ذكروه :
==


يقوم استدلالك على دعوى باطلة وهو حصول الظلم بعدم مبيت النبي صلى الله عليه وسلم مع أم المؤمنين سودة رضي الله عنها !!
وهذه الشبهة باطلة ساقطة على كل تقدير .
إذ أن عدم المبيت لا يلزم منه الإخلال بحق من حقوق سودة رضي الله عنها .
فأما من الناحية الجنسية فقد وافق المعترض على أنها لا حاجة بها إلى الأزواج من هذه الجهة .
وأما من ناحية المؤانسة كما يزعم المعترض ، فهو جهل منه بحال النبي صلى الله عليه وسلم مع أزواجه ، حيث كان يطوف عليهن كل يوم واحدة واحدة ، كما أنهن كن يجتمعن كلهن معا عند التي تكون تلك الليلة نوبتها .
كما في صحيح مسلم : عن أنس قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم تسع نسوة فكان إذا قسم بينهن لا ينتهي إلى المرأة الأولى إلا في تسع فكن يجتمعن كل ليلة في بيت التي يأتيها " الحديث .
فلم يترتب على عدم المبيت مع سودة أي إخلال بحق من حقوقها مطلقا .
بل رضيت سودة بذلك ولم ينقصها ذلك شيئا .
وقد كان تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في مكة في السنة التي تزوج فيها عائشة ، وكانت عائشة رضي الله عنها تثني عليها ، وقد آثرت سودة عائشة بيومها عن رضى نفس .

فإن قيل إنها لم تكن لتفعل ذلك لو لم تخش أن يطلقها النبي صلى الله عليه وسلم .
فيقال : خشيتها الطلاق ليس دليلا على أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يطلقها ، وقد يخشى المرء شيئا لظن لا لعلم يتيقنه .
ويقال أيضا : لو فرضنا ما هو أشد من ذلك وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم طلقها لما كان في ذلك أي ظلم لها ، ولما ترتب عليها شيء من المضرة ، لأنها لم يعد لها حاجة بالأزواج أصلا ، وما كانت لتلقى في الشارع كما يزعم المعترض بجهله . ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم مقترفا إثما بذلك ، وكل هذا قبل أن يحرم الله عليه تطليق أزواجه والاستبدال بهن والزيادة عليهن . فكيف بما هو دون الطلاق من مجرد الخشية أو عدم المبيت الذي لا تحتاجه من ليس لها حاجة في الأزواج ؟!

وبهذا يتبين : أن عدم مبيت النبي صلى الله عليه وسلم مع سودة بعد أن وهبت ليلتها لعائشة ليس فيه أي إخلال بحق من حقوقها ، بل هو عن رضى منها واقتراح ترى فيه خيرا لها وصلاحا .

يعني أم المؤمنين سودة رضيت بذلك ، وأنت أيها الملحد تحشر نفسك هنا وتحتج على شيء هي تريده وترغب فيه وترضى به ؟!

Brain_User
08-15-2006, 04:38 AM
الزميل/ ناصر الشريعة
باديء ذي بدء فأنا أشكر لك محاولتك (الغير ناجحة) للتقليل من شأني وسبّي والقذف في حقي بألفاظ من أمثال

الرد على المدعو Brain_User

كما يزعم المعترض بجهله

وأنت أيها الملحد تحشر نفسك هنا
صدّقني يازميلي العزيز أن ماتفعله يؤكد لي صدق قراري بعدم الاقتناع بردّك فخذها نصيحة مني أن صاحب المنطق أبدا لايلجأ للصراخ. أدعو الله تعالى أن يزيد في ميزان حسناتي بماتقول أنت كما أدعوه تعالى ألا ينقص ذلك من ميزان حسناتك أنت ولعل الله يهديك يوما الى معرفة آداب الحوار كما علّمنا أياها رسولنا الكريم ( ص )

أراك قد استقطعت جزءا من الحديث الشريف ولم تذكره كلّه وهو كالتالي:

حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شبابة بن سوار ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سليمان بن المغيرة ‏ ‏عن ‏ ‏ثابت ‏ ‏عن ‏ ‏أنس ‏ ‏قال ‏
كان للنبي ‏ ‏ صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ تسع نسوة فكان إذا قسم بينهن لا ينتهي إلى المرأة الأولى إلا في تسع فكن يجتمعن كل ليلة في بيت التي يأتيها فكان في بيت ‏ ‏عائشة ‏ ‏فجاءت ‏ ‏زينب ‏ ‏فمد يده إليها فقالت هذه ‏ ‏زينب ‏ ‏فكف النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يده فتقاولتا حتى ‏ ‏استخبتا وأقيمت الصلاة فمر ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏على ذلك فسمع أصواتهما فقال اخرج يا رسول الله إلى الصلاة واحث في أفواههن التراب فخرج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقالت ‏ ‏عائشة ‏ ‏الآن يقضي النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏صلاته فيجيء ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏فيفعل بي ويفعل فلما قضى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏صلاته أتاها ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏فقال لها قولا شديدا وقال أتصنعين هذا ‏

فمن سياق الحديث تستطيع أن تتبين مايلي:
1- أن الغرض من الحديث كان مختلفا تماما عن السياق الذي تحاول وضعه فيه
2- المذكورتين بالإسم في الحديث هما السيدة عائشة والسيدة زينب فقط
3- أن الحديث كان قبل أن تهب السيدة سودة ليلتها للسيدة عائشة بدليل أنه يقول أن الرسول ( ص ) كان لاينتهي الى الأولى إلا بعد تسع ليال ولم يقل شيئا عن ثمانية ليال للسيدة عائشة

مما تبيّن عاليه أرى أنك لايمكنك الاستدلال بهذا الحديث. ومرة أخرى دعني أذكّرك أنني لم آت هنا لإثارة أية شبهة أو فتنة فأنا ماجئت إلا بتساؤل وأنت حاولت الإجابة عليه وأنا لم أقتنع بإجابتك (للأسباب التي أوردتها)، فأعتقد أن هذا يغلق باب المناقشة في هذا الموضوع وأنا من جهتي لن أضيع وقتك أو وقتي في مناقشات جدلية لاتفيد. للسيد المشرف أن يغلق باب المناقشة في هذا الموضوع إن أراد إلا إذا تقدم أي من الأعضاء بما هو جديد ويستحق الرد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Brain_User
08-15-2006, 06:13 AM
الزميل/ الحمد لله
بداية فأنا أشكر لك تصحيحك وكذلك أشكر لك أسلوبك المهذب الراقي في الحوار كما علّمنا إياه رسولنا الكريم ( ص )
الحديث الذي تسوقه ياسيدي هو من سنن أبي داود بينما هناك العديد من الأحاديث الصحيحة من الصحيحين تنص على أن السيدة/ سودة رضي الله عنها قد وهبت كلا من يومها وليلتها للسيدة/ عائشة. من هذه الأحاديث:
1- حديث رقم (2491) من صحيح البخاري (http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=2491&doc=0)

‏حدثنا ‏ ‏محمد بن مقاتل ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏عبد الله ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏يونس ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏عروة ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏ ‏قالت ‏
‏كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها غير أن ‏ ‏سودة بنت زمعة ‏ ‏وهبت يومها وليلتها ‏ ‏لعائشة زوج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏تبتغي بذلك رضا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم

2-

حديث رقم (4811) من صحيح البخاري (http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=4811&doc=0)

‏حدثنا ‏ ‏مالك بن إسماعيل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏زهير ‏ ‏عن ‏ ‏هشام ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏
‏أن ‏ ‏سودة بنت زمعة ‏ ‏وهبت يومها ‏ ‏لعائشة ‏ ‏وكان النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقسم ‏ ‏لعائشة ‏ ‏بيومها ويوم ‏ ‏سودة ‏

3- حديث رقم (2657) من صحيح مسلم (http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=2657&doc=1):

‏حدثنا ‏ ‏زهير بن حرب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏جرير ‏ ‏عن ‏ ‏هشام بن عروة ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏
‏ما رأيت امرأة أحب إلي أن أكون في مسلاخها من ‏ ‏سودة بنت زمعة ‏ ‏من امرأة فيها ‏ ‏حدة ‏ ‏قالت فلما كبرت جعلت يومها من رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لعائشة ‏ ‏قالت يا رسول الله قد جعلت يومي منك ‏ ‏لعائشة ‏ ‏فكان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقسم ‏ ‏لعائشة ‏ ‏يومين يومها ويوم ‏ ‏سودة ‏
‏حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عقبة بن خالد ‏ ‏ح ‏ ‏و حدثنا ‏ ‏عمرو الناقد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الأسود بن عامر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏زهير ‏ ‏ح ‏ ‏و حدثنا ‏ ‏مجاهد بن موسى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يونس بن محمد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شريك ‏ ‏كلهم ‏ ‏عن ‏ ‏هشام ‏ ‏بهذا الإسناد أن ‏ ‏سودة ‏ ‏لما كبرت ‏ ‏بمعنى حديث ‏ ‏جرير ‏ ‏وزاد في حديث ‏ ‏شريك ‏ ‏قالت وكانت أول امرأة تزوجها بعدي

4- حديث رقم (2404) من صحيح البخاري (http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=2404&doc=0):

‏حدثنا ‏ ‏حبان بن موسى ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏عبد الله ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏يونس ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏عروة ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏ ‏قالت ‏
‏كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها غير أن ‏ ‏سودة بنت زمعة ‏ ‏وهبت يومها وليلتها ‏ ‏لعائشة زوج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏تبتغي بذلك رضا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏

فمما تقدم نجد أن السيدة سودة رضي الله عنها قد وهبت يومها وليلتها للسيدة عائشة رضي الله عنها وأن الرسول ( ص ) قد قبل تلك الهبة وتساؤلي هو عن سبب قبول الرسول ( ص ) لتلك الهبة برغم علمه أن المرأة متى بلغت الشيخوخة تحتاج لمن يجلس معها ويسامرها ويهتم بها.

أرجو أن أكون قد أوضحت أسبابي التي تجعلني غير مقتنعا بالإجابات التي حصلت عليها حتى الآن وأنا ياسيدي أعدك ألا أضيع وقتك ووقتي سدى في مجادلات لاطائل منها فأنا ماجئت لإثارة الشبهات أو الضغائن بل أنا جئت متسائلا وحصلت على الإجابة. وعليه أعدك ألا أضيف أي جديد لهذا الموضوع إلا إذا وجدت أيا من الزملاء يتقدم بإضافة حقيقية تغيّر وجهة نظري. فأنت بالتأكيد لديك أسبابك التي تجعلك تتخذ وجهة نظر مخالفة لما أعتقده أنا وأنا علىّ أن أحترم ذلك ولاأحاول مجادلتك طالما أنني عرضت وجهة نظري كاملة وأنك أيضا قد عرضت وجهة نظرك غير منقوصة.

مرة أخرى للسيد المشرف أن يغلق هذا الموضوع إذا أراد مالم ير أن هناك من يمكنه أن يضيف إضافة حقيقية له.

ناصر الشريعة
08-15-2006, 07:12 PM
حديثك حول الأسلوب أطرحه جانبا حتى نجد منك ردا علميا محترما .

وليس من قبيل قولك :

فمن سياق الحديث تستطيع أن تتبين مايلي:
1- أن الغرض من الحديث كان مختلفا تماما عن السياق الذي تحاول وضعه فيه
2- المذكورتين بالإسم في الحديث هما السيدة عائشة والسيدة زينب فقط
3- أن الحديث كان قبل أن تهب السيدة سودة ليلتها للسيدة عائشة بدليل أنه يقول أن الرسول كان لاينتهي الى الأولى إلا بعد تسع ليال ولم يقل شيئا عن ثمانية ليال للسيدة عائشة

والذي يدل على أن المناقشة معك تضييع للوقت حقا . ومن كان لا يفرق بين ( كن يجتمعن ) و (كانتا تجتمعان ) ويظن أن عدم تسمية جميع الزوجات يكون نفي لهن !! وبعد كل هذا يحاول أن يتأدب في كفره !! لا نقول إلا اذهب وتعلم العربية جيدا ثم ناقش .

لقد أخذت جوابك جيدا وقد أحسن الإخوة في جوابهم عليك ، ولكن الأزمة هي في عقلك ، ولا أرى مزيد النقاش مع مثلك مفيدا ، ما دمت لا تحسن الرد في الحوار وتقوم بالانتقاء في الرد وتعرض عما فيه كشف باطلك .

وأذكر القراء بما تجاهله الأستاذ في رده وانتقى منه بجهله بعض ما لا فائدة له فيه :


الرد على المدعو Brain_User

لقد أحسن الإخوة قبلي في الرد عليك فجزاهم الله خيرا ، ولي إضافة على ما ذكروه :
==


يقوم استدلالك على دعوى باطلة وهو حصول الظلم بعدم مبيت النبي صلى الله عليه وسلم مع أم المؤمنين سودة رضي الله عنها !!
وهذه الشبهة باطلة ساقطة على كل تقدير .
إذ أن عدم المبيت لا يلزم منه الإخلال بحق من حقوق سودة رضي الله عنها .
فأما من الناحية الجنسية فقد وافق المعترض على أنها لا حاجة بها إلى الأزواج من هذه الجهة .
وأما من ناحية المؤانسة كما يزعم المعترض ، فهو جهل منه بحال النبي صلى الله عليه وسلم مع أزواجه ، حيث كان يطوف عليهن كل يوم واحدة واحدة ، كما أنهن كن يجتمعن كلهن معا عند التي تكون تلك الليلة نوبتها .
كما في صحيح مسلم : عن أنس قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم تسع نسوة فكان إذا قسم بينهن لا ينتهي إلى المرأة الأولى إلا في تسع فكن يجتمعن كل ليلة في بيت التي يأتيها " الحديث .
فلم يترتب على عدم المبيت مع سودة أي إخلال بحق من حقوقها مطلقا .
بل رضيت سودة بذلك ولم ينقصها ذلك شيئا .
وقد كان تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في مكة في السنة التي تزوج فيها عائشة ، وكانت عائشة رضي الله عنها تثني عليها ، وقد آثرت سودة عائشة بيومها عن رضى نفس .

فإن قيل إنها لم تكن لتفعل ذلك لو لم تخش أن يطلقها النبي صلى الله عليه وسلم .
فيقال : خشيتها الطلاق ليس دليلا على أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يطلقها ، وقد يخشى المرء شيئا لظن لا لعلم يتيقنه .
ويقال أيضا : لو فرضنا ما هو أشد من ذلك وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم طلقها لما كان في ذلك أي ظلم لها ، ولما ترتب عليها شيء من المضرة ، لأنها لم يعد لها حاجة بالأزواج أصلا ، وما كانت لتلقى في الشارع كما يزعم المعترض بجهله . ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم مقترفا إثما بذلك ، وكل هذا قبل أن يحرم الله عليه تطليق أزواجه والاستبدال بهن والزيادة عليهن . فكيف بما هو دون الطلاق من مجرد الخشية أو عدم المبيت الذي لا تحتاجه من ليس لها حاجة في الأزواج ؟!

وبهذا يتبين : أن عدم مبيت النبي صلى الله عليه وسلم مع سودة بعد أن وهبت ليلتها لعائشة ليس فيه أي إخلال بحق من حقوقها ، بل هو عن رضى منها واقتراح ترى فيه خيرا لها وصلاحا .

يعني أم المؤمنين سودة رضيت بذلك ، وأنت أيها الملحد تحشر نفسك هنا وتحتج على شيء هي تريده وترغب فيه وترضى به ؟!

الحمد لله
08-15-2006, 11:51 PM
الزميل/ الحمد لله
بداية فأنا أشكر لك تصحيحك وكذلك أشكر لك أسلوبك المهذب الراقي في الحوار كما علّمنا إياه رسولنا الكريم ( ص )
الحديث الذي تسوقه ياسيدي هو من سنن أبي داود بينما هناك العديد من الأحاديث الصحيحة من الصحيحين تنص على أن السيدة/ سودة رضي الله عنها قد وهبت كلا من يومها وليلتها للسيدة/ عائشة


قبل ان اكمل معك النقاش أرجو ان تفسر ما تعنيه بذلك المقطع !؟
هل افهم من كلامك انك ترفض هذا الحديث الصحيح ؟
الحديث يا عزيزي هو حديث صحيح موجود في سنن ابي داوود و مسند الامام احمد و غيرها و هو مروي عن السيدة عائشة و عروة

أضف الى ذلك الحديث من صحيح مسلم الذي وضعه الأخ ناصر الشريعة و لا أدري ما وجه اعتراضك عليه
كان للنبي صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ تسع نسوة فكان إذا قسم بينهن لا ينتهي إلى المرأة الأولى إلا في تسع فكن يجتمعن كل ليلة في بيت التي يأتيها

هذه الاحاديث بالاضافة الى كونها تبطل هذه التهمة الخطيرة الموجهة للرسول صلى الله عليه و سلم فأنها لا تتعارض مع اي من الاحاديث التي ذكرتها

و أيضا يبدوا انك مازلت مقتنعا بان بيوت زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم كانت في امكان منفصلة بعيدة عن بعضها البعض

أنا في انتظار ردك

skeptic
12-25-2007, 07:16 AM
الفكره ليست العداله بالنسبه لي، الفكره ان الحادثة تدل على التشكيك في حقيقة الدوافع من زواج الرسول و افعاله، والفكره الرئيسية ليست لها اذا عرضت سوده ليلة ام لا ، بل حول قبول النبي ، وذلك ما يدل عن شخصيته. اذا كان فعلا متزوجة لها لاسباب انسانية وسياسية ، فهل زالت الاسباب عندما خافت ان يطلقها؟ الم يفكر الرسول ين الناس سيرون ذلك شبهة؟ الم يقل : احذرو الشبهات؟ الردود تهتم بالتفاصيل التافهة و حيثيات غير مهمة، ماذا عن روح الرسالة النبويه؟ الرسول لم يقض ليله مع سوده لأنها لا حاجة لها بالرجال؟ ماثا كان يقضي لياليه يعمل؟ يجامع النساء كل ليله ؟ هل هذا اهم شيء في الرساله لدرجة ان كل هذا الوقت يصرفه عليه؟

شيء اخر٠
اَذا كان الرسول سيطلقها فعلا لماذأ قبل ان يبقيها اذا كان فعلا هناك سبب للطلاق، فهل ذهب السبب حين وهبت ليلتها؟
اذا لم يكن يريد ان يطلقها ، لماذا قبل ان تهب ليلتها ؟

شيء اخر:
(مؤدب بكفرك) ماذا تعني؟ اليس على المسلم ان يدعو الكفار؟ الا يوجد هناك كفار مؤدبون ولا مسملون وقحون؟

عمر السلفيون
12-25-2007, 07:47 AM
الزميل اعتذر إذا كنت قد غضبت من كلمة (كذبت)

لا أيها الفاضل ابق عليها
فمعنى كذبت في لغتنا أي أخطأت
فالآثار على ذلك تكاد لا تحصر أكان بين الصحابة او بين الفقهاء
بخلاف قول الكذب الذي نهينا عنه من تحريف الكلم وإبطال الحقوق
فاني ومن هنا بدوري أقول لذاك الليبرالي
بل كذبت ثم كذبت ثم كذبت حين قلت ( فلما رأت المسكينة أنها سيلقى بها في الشارع )
هل نصبك الإله حكما أو أعطاك بعض خصائصه فاطلعت على قلبها فعلمت انها خشيت أن ترمى بالشارع
والله إن هذا لشيئ عجاب
ثم وما دخلك بمجتمع لا يمت بصلة لواقعك الحالي فما كان مباحا ومعلوما آنذاك قد تغير في عرفنا اليوم
وما هو بعرفنا اليوم لو كان في زمانهم لكان من الموبقات بالنسبة لهم
ثم ما ادراك أنه لا يؤانسها وهو الحنون والودود للطفل والكبير والمقمط بالسرير والأثنى والعجوز
وما أدراك أنهن لم يكنّ يجتمعن سويا كل يوم وهن بجانب بعضهن البعض
برأي شبهتك داحضة ولا تحتاج لكثير من اللت ........

جزاكم الله خيرا أيها الاخوة ويا حبذا لو تعطون كل واحد منهم حقه بالرد دون زيادة أو إسهاب
فلكل لحية مشط ولكل مقام مقال ولكل سؤال جواب
والله من وراء القصد

أبو مريم
12-25-2007, 01:32 PM
الفكره ليست العداله بالنسبه لي، الفكره ان الحادثة تدل على التشكيك في حقيقة الدوافع من زواج الرسول و افعاله، والفكره الرئيسية ليست لها اذا عرضت سوده ليلة ام لا ، بل حول قبول النبي ، وذلك ما يدل عن شخصيته. اذا كان فعلا متزوجة لها لاسباب انسانية وسياسية ، فهل زالت الاسباب عندما خافت ان يطلقها؟ الم يفكر الرسول ين الناس سيرون ذلك شبهة؟ الم يقل : احذرو الشبهات؟ الردود تهتم بالتفاصيل التافهة و حيثيات غير مهمة، ماذا عن روح الرسالة النبويه؟ الرسول لم يقض ليله مع سوده لأنها لا حاجة لها بالرجال؟ ماثا كان يقضي لياليه يعمل؟ يجامع النساء كل ليله ؟ هل هذا اهم شيء في الرساله لدرجة ان كل هذا الوقت يصرفه عليه؟

شيء اخر٠
اَذا كان الرسول سيطلقها فعلا لماذأ قبل ان يبقيها اذا كان فعلا هناك سبب للطلاق، فهل ذهب السبب حين وهبت ليلتها؟
اذا لم يكن يريد ان يطلقها ، لماذا قبل ان تهب ليلتها ؟

شيء اخر:
(مؤدب بكفرك) ماذا تعني؟ اليس على المسلم ان يدعو الكفار؟ الا يوجد هناك كفار مؤدبون ولا مسملون وقحون؟
الزميل اسبكتك الذى تليبر ولا أدرى لها معنى :
قل لى هل عيب مشين أن يكون الرجل كالرجال ؟
النبى صلى الله عليه وسلم هو رجل على كل حال وليس معنى كونه نبى ألا يكون مثل بقية الناس بل على العكس فعدم الميل للجنس الآخر هو من النقائص .
أظنك تأثرت بكلام أسيادك حين يفترضون فى رجل الدين أن يكون راهبا وطبعا لا يوجد راهب ولا يحزنون فالغالب عليهم على العكس من ذلك تماما كل ما هنالك أنهم يفعلونه فى الحرام والخفاء هذا كل ما يميزهم عن الناس .
ثم من قال لك إن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقضى ليله كله مع النساء أيها المتليبر الجهول يا من تطاول على من لا تساوى ذرة من تراب التصقت بنعله هل علمت أن النبى صلى الله عليه وسلم قد فرض الله عليه قيام الليل نصفه أو ثلثيه دون بقية المسلمين ؟
أنتم أيها المتليبرة لا يعجبكم العجب وتتحايلون على الطعن فى الدين إن ترك نساءه وهجرهن قلتم عجز ونقص وإن عاشرهن وأعطاهن حقوقهن المشروعة قلتم إنه لا يفعل شىء غير ذلك وكان ينبغى عليه أن يترهب حتى يتفرغ للرسالة .
ثم قل لى هل تكذب الواقع أم تكذب نفسك عندما تقول وبكل صفاقة :

ماثا كان يقضي لياليه يعمل؟ يجامع النساء كل ليله ؟ هل هذا اهم شيء في الرساله لدرجة ان كل هذا الوقت يصرفه عليه؟
هل أتم وظائفه كلها وبلغ رسالته على خير وجه أم لا ؟
وإذا كنت ستجيب مرغما بـ "نعم" ولا يسعك غير ذلك فكيف تدعى انه قد انشغل بالنساء عن عمله ؟!
هل تكذب الواقع أم تكذب نفسك ؟؟!!
على أنك تناقض الواقع بل وتثبت وجها من وجوه الإعجاز من حيث لا تدرى إذ كيف استطاع من تزعم أنه يقضى ليله كله مع الناس أن يفعل كل ما فعله النبى صلى الله عليه وسلم : تبليغ رسالة على خير وجه ودعوة وتعليم وسياسة وقيادة دولة وقضاء بين الناس وقيادة جيوش فى أكثر من عشرين غزوة على مدار عشر سنوات فقط وعبادة متواصلة لله تعالى ذكر دائم لا يفتر عنه لسانه وصلاة وقيام وصيام ووصال وحج وعمرة وحياة إجتماعية ثرية جدا وتبعات ومصائب تنوء بحملها الجبال .. هل يطيق أحد ذلك إلا أن يكون نبيا مؤيدا من الله تعالى وإذا كان كذلك فهل يكون النبى إلا معصوما .

ربنا يهديك يا متليبر ويشف مرض قلبك وعقلك .

ناصر التوحيد
12-25-2007, 07:22 PM
الرد على شبهة أن الرسول طلق سودة لأنها أسنت
بسم الله الرحمن الرحيم
إعترضوا على أن الرسول طلق سودة لأنها أسنت وإستدلوا إستدلالا خاطئا بما جاء فى الصحيحين:
من حديث هشام بن عروة أن سودة بنت زمعة لما أسنت وهبت يومها لعائشة..
ومن صحيح البخارى عن عروة قال لما أنزل الله فى سودة وأشباهها وإن أمرأة خافت من بعلها نشوزاً أوإعراضاً وذلك أن سودة كانت إمرأة قد أسنت فعرفت حب الرسول لعائشة ومنزلتها منه فوهبت لها يومها ولم ترغب فى أن يفارقها الرسول فقبل الرسول ذلك[ هذا ليس نص الحديث]
****************
الرد على هذه الشبهة
إن زواج الرسول من سودة كان زواج رحمة ورأفة لا زواج رغبة فقد كانت فى السادسة والستين من العمر وكانت قد أسلمت وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة فراراً من أذى الجاهلين من قريش ومات بعد أن عادا وكان اهلها لا يزالون على الشرك فإذا عادت إليهم فتنوها عن دينها فتزوجها الرسول لحمايتها من الفتنة ولكن بعد زمن وصلت السيدة سودة إلى درجة من الشيخوخة يصعب معها على الرسول أن يعطيها كامل حقوقها فأراد تطليقها أيضاً رأفة بها كى لا يذرها كالمعلقة[ ولكى لا يأتى الجهال فى عصرنا ليقولوا أن الرسول لم يكن يعدل بين زوجاته]فقالت رضى الله عنها [ إنى قد كبرت ولا حاجة بى للرجال ولكنى أريد أن أبعث بين نسائك يوم القيامة] فأنزل الله تعالى[ وإن أمرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا]
علمتنا هذه الآية أنه إذا خافت إمرأة من زوجها نفور أو إعراض فلها أن تسقط عنه بعض حقوقها سواء نفقة أو كسوة أو مبيت وله أن يقبل ذلك فلا حرج عليها فى بذلها ذلك له ولا حرج عليه فى قبوله فراجعها الرسول وكان يحسن إليها كل الإحسان
ووجه الاستدلال من الحديث: أن سودة بنت زمعة رضي الله عنها عندما وهبت يومها لعائشة رضي الله عنها وقبول الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك، دل على أن من حق الزوجة أن تُسقط حقها الذي جعله الشارع لها كالمبيت والنفقة، ولو لم يكن جائزاً لما قبل الرسول صلى الله عليه وسلم إسقاط سودة - رضي الله عنها - ليومها.

-----

الرد على شبهة سودة

زعم المخرفون أن النبي صلى الله عليه و سلم عزم على طلاق سودة لما اصبحت عجوز و لم يرضه الا بعد ان تنازلت عن يومها لعائشة ...و بعد بحت سريع في هاته المسالة تبين ما يلي

1* رواية الإمام أحمد في زواجه بعائشة و سودة
قال الإمام أحمد في مسند عائشة أم المؤمنين : حدثنا محمد بن بشر ، حدثنا محمد بن عمرو حدثنا أبو سلمة و يحيى ، قالا : لما هلكت خديجة جاءت خولة بنت حكم امرأة عثمان بن مظعون فقالت : يا رسول الله ألا تزوج ؟ قال من ؟ قالت : إن شئت بكراً ، و إن شئت ثيبا .
قال : فمن البكر ؟ قالت أحب خلق الله إليك عائشة ابنة أبي بكر . قال : و من الثيب ؟ قالت سودة بنت زمعة ، قد آمنت بك و اتبعتك . قال : فاذهبي فاذكريهما على.....خرجت فدخلت على سودة بنت زمعة فقالت : ما أدخل الله عليك من الخير و البركة ؟ !
قالت : و ما ذاك ؟ قالت : أرسلني رسول الله صلى الله عليه و سلم أخطبك إليه . قالت : وددت ، ادخلي إلى أبو بكر فاذكري ذلك له ، و كان شيخاً كبيراً قد أدركه السن قد يخلف عن الحج ، فدخلت عليه فحييته بتحية الجاهلية ، فقال : من هذه ؟ قالت : خولة بنت حكم . قال : فما شأنك ؟ قالت : أرسلني محمد بن عبد الله أخطب عليه سودة . فقال : كفء كريم ، ما تقول صاحبتك ؟ قالت : تحب ذلك . قال : ادعيها إلي . فدعتها قال : أي بنية ، إن هذه تزعم أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب قد أرسل يخطبك ، و هو كفء كريم ، أتحبين أن أزوجك به ؟ قالت : نعم . قال : ادعيه لي . فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فزوجها إياه .

رواية أخرى في ذلك
و قال الإمام أحمد " حدثنا أبو النصر ، حدثنا عبد الحميد ، حدثني شهر ، حدثني عبد الله بن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خطب امرأة من قومه يقال لها سودة و كانت مصبية ، كان لها خمس صبية أو ست من بعلها مات : فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما يمنعك مني ؟ " قالت و الله يا نبي الله ما يمنعني منك أن لا تكون أحب البرية إلي ، و لكني أكرمك أن يمنعوا هؤلاء الصبية عند رأسك بكرة و عشية . قال : " فهل منعك مني غير ذلك ؟ " قالت : لا و الله . قال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم : " يرحمك الله ! إن خير نساء ركبن أعجاز الإبل ، صالح ؟ نساء قريش ، أحناهن على ولد في صغره ، و أرعاهن على بعل بذات يده " . قلت : و كان زوجها قبله عليه الصلاة والسلام السكران بن عمرو أخو سهيل بن عمرو ، و كان ممن أسلم و هاجر إلى الحبشة كما تقدم ، ثم رجع إلى مكة فمات بها قبل الهجرة رضي الله عنه . هذه السياقات كلها دالة إلى أن العقد على عائشة كان متقدما على العقد بسودة ، و هو قول عبد الله بن محمد بن عقيل . و رواه يونس عن الزهري . و اختار ابن عبد البر أن العقد على سودة قبل عائشة ، و حكاه قتادة و أبي عبيد . قال : و رواه عقيل عن الزهري .

يعني يستفاد من هدا أن النبي صلى الله عليه و سلم تزوجا و هي ليست شابة بل أرملة وكان لها صبية

سنن ابي داوود 6
حدثنا أحمد بن يونس ، ثنا عبد الرحمن ، يعني ابن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : قالت عائشة :
يا ابن أختي كان رسول الله لا يفضل بعضنا على بعض في القسم من مكثه عندنا ، و كان قل يوماً إلا وهو يطوف علينا جميعاً ، فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ إلى التي هي يومها فيبيت عندها و رغم كبرها فانه كان لا يفرق بين زوجاته و كانت سودة كدلك
تفسير ابن كثير 1
قال أبو داود الطيالسي: حدثنا سليمان بن معاذ عن سماك بن حرب, عن عكرمة, عن ابن عباس, قال: خشيت سودة أن يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يارسول الله, لا تطلقني واجعل يومي لعائشة ففعل, ونزلت هذه الاية "وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضا فلا جناح عليهما" الاية. قال ابن عباس فما اصطلحا عليه من شيء فهو جائز. ورواه الترمذي عن محمد بن المثنى, عن أبي داود الطيالسي به, وقال: حسن غريب. قال الشافعي: أخبرنا مسلم عن ابن جريج, عن عطاء, عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي عن تسع نسوة وكان يقسم لثمان.
وفي الصحيحين من حديث هشام بن عروة, عن أبيه, عن عائشة قالت: لما كبرت سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة, فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لها بيوم سودة. وفي صحيح البخاري من حديث الزهري عن عروة عن عائشة نحوه.
وقال سعيد بن منصور: أنبأنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام, عن أبيه عروة, قال: أنزل الله في سودة وأشباهها "وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً" وذلك أن سودة كانت امرأة قد أسنت, ....ففزعت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وضنت بمكانها منه, وعرفت من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة ومنزلتها منه, فوهبت يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة, فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال البيهقي وقد رواه أحمد بن يونس عن الحسن بن أبي الزناد موصولاً, وهذه الطريقة رواها الحاكم في مستدركه فقال: حدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه, أخبرنا الحسن بن علي بن زياد, حدثنا أحمد بن يونس, حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة, عن أبيه, عن عائشة أنها قالت له: يا ابن أختي, كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفضل بعضنا على بعض في مكثه عندنا, وكان قل يوم إلا وهو يطوف علينا فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ إلى من هو يومها فيبيت عندها, ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت وفزعت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم يارسول الله, يومي هذا لعائشة, فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم, قالت عائشة: ففي ذلك أنزل الله "وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً" وكذلك رواه أبو داود عن أحمد بن يونس به, والحاكم في مستدركه, ثم قال: صحيح الإسناد, ولم يخرجاه. وقد رواه ابن مردويه من طريق أبي بلال الأشعري عن عبد الرحمن بن أبي الزناد به نحوه ومن رواية عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن هشام بن عروة بنحو مختصراً, والله أعلم..

ولتوقف قليللا في ....ففزعت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وضنت بمكانها منه
و السؤال هل هدد النبي صلى الله عليه و سلم بالطلاق ظاما و عددوانا ???بالطبع لا يؤكد دلك قوله تعالى "وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً ..متل قوله تعالى وأن ألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب يا موسى أقبل ولا تخف إنك من الآمنين
.فالخوف في الاصطلاح القراني اطلق على من يظن أو اعتقد و كذلك بالنسبة لسودة هي لما اسنت كما جاء في الأحاديت و طعنت في السن ظنت وتوهمت أن الرسول يمكن أن يطلقها بعدما طعنت كثيرا في السن وأنه لم يبق لها مطمع في المعاشرة الزوجية كما جاء على لسانها فتوهمت أن تضييع حق زوجي سيقابل بالطلاق فوهبت يومها لعائشة
سنن ابي داوود 6
و كان يقسم لكل امرأة منهن يومها و ليلتها غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها لعائشة رضي الله عنها .
و لنتوقف قليلا عند كلمة يومها
سبل السلام 3 ة
وعن عائشة أن سودة بنت زمغة وهبت يومها لعائشة . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومها ويوم سودة " . متفق عليه .
( وعن عائشة رضي الله عنهها أن سودة بنت زمعة ) بفتح الزاي والميم وعين مهملة وكان صلى الله عليه وسلم تزوج سودة بمكة بعد موت خديجة وتوفيت بالمدينة سنة أربع وخمسين ( وهبت يومها لعائشة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومها ويوم سودة . متفق عليه ) زاد البخاري وليلتها وزاد أيضاً في آخره تبتغي بذلك رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه أبو داود وذكر فيه سبب الهبة بسند رجاله رجال مسلم أن سودة حين أسنت وخافت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت يا رسول الله يومي لعائشة فقبل ذلك منها ففيها وأشباهها نزلت : " وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً " الآية
يعني قيل أن البخاري زاد ليلتها على يومه مما يعني لا اتفاق و اجماع أنه رغم هدا التنازل من جانب سودة لا يعني أن النبي كان يبيت عند عائشة عند يوم المخصص لسودة بل فقط كان يقضي النهار عندها عوض سودة ...وحتى لو سلمنا انه يقضي اليوم بليله و نهاره عند عائشة فما العيب في دلك ان سودة نفسها تنازلت عن يومها

skeptic
12-26-2007, 02:40 AM
جاء في صحيح مسلم:
"حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء. حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة. قالت:
كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وأقول: وتهب المرأة نفسها ؟ فلما أنزل الله عز وجل: {ترجى من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت} [33 /الأحزاب/ الآية 51] قالت قلت: والله ما أرى ربك إلا يسارع لك في هواك."

ما قصد عائشة من قولها: والله ما أرى ربك إلا يسارع لك في هواك.

أحمــــد
12-26-2007, 02:52 AM
ما قصد عائشة من قولها: والله ما أرى ربك إلا يسارع لك في هواك.
فقال الشعراوي : المعنى ، أن الله يسارع في هواى ، لأنني سارعت في هواه ، طلب مني فأديت ؛ لذلك يُلبي لي ما أريد من قبل أن أطلب منه .
وقال النووي: معنى يسارع في هواك يخفف عنك ويوسع عليك في الأمور.

ناصر التوحيد
12-26-2007, 11:01 AM
ما قصد عائشة من قولها: والله ما أرى ربك إلا يسارع لك في هواك.

كما ذكر لك أخونا الفاضل أحمــــد :

قال الشعراوي : المعنى ، أن الله يسارع في هواي ، لأنني سارعت في هواه ، طلب مني فأديت ؛ لذلك يُلبي لي ما أريد من قبل أن أطلب منه .
وقال النووي: معنى يسارع في هواك يخفف عنك ويوسع عليك في الأمور
طبعا ... فان من احب الله أحبه الله وحبّب فيه الناس ..
ومن أطاع الله طوّع الله له كل شيء ..

حديث عائشة الوارد في صحيح البخاري قال النووي في معنى يسارع في هواك : أي يخفف عنك ويوسع عليك في الأمور ولهذا خيرك ، وقال القرطبي : هذا قول أبرزه الدلال والغيرة , وهو من نوع قولها ما أحمدكما ولا أحمد إلا الله , وإلا فإضافة الهوى إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا تحمل على ظاهره , لأنه لا ينطق عن الهوى ولا يفعل بالهوى , ولو قالت إلى مرضاتك لكان أليق , ولكن الغيرة يغتفر لأجلها إطلاق مثل ذلك . ‏
ومما يوضح لنا أن قول عائشه كان من باب الدلال والغيرة ليس إلا ، هو ما جاء عنها في صحيح مسلم : عن عائشة : كنت اغار على اللاتي وهبن انفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم . صحيح مسلم 10: 49.

فاليك رابط الحديث مع شرحه

http://hadith.al-islam.com/Display/D...Doc=5&Rec=2660

وللحديث تكملة كما قال الشيخ الشعراوي - موجود قوله لاحقا - وهي : قالت السيدة عائشة رضى الله عنها لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ، أرى الله يسارعك إلى هواك ، فقال رسول الله : وأنتِ ياعائشة ، لو أتقيتِ الله لسارعك في هواكِ .

لما نزلت " { وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ ... الأحزاب50}اي ويحل لك ايها النبي المراة المؤمنة، ان وهبت نفسها لك ان تتزوجها بغير مهر ان شئت ذلك .. لأن هذه المرأة التي تتزوج رسول الله ( ص ) هبة بلا مهر .. هي امراة تحب الخير، وتحب أن تكون من أمهات المؤمنين، وأن هذا لو يحصل هو شرف لها ..
وبالفعل
جاءت امرأة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فعرضت عليه نفسها وقالت: يا رسول الله ألك بي حاجة .
وكذلك المرأة التي جاءت النبي -صلى الله عليه وسلم- وعرضت نفسها وقالت: قد وهبت لك نفسي، وقامت قياماً طويلاً فقام رجل من المهاجرين الفقراء، فقال‏:‏ يا رسول الّله زوجنيها ان لم يكن لك بها حاجة، فخطبها للرجل وزوجه إياها بما معه من القرآن .
والغرض من هذا ان اللاتي وهبن انفسهن للنبي صلى اللّه عليه وسلم كثير، كما روى البخاري عن عائشة قالت‏:‏ كنت اغار من اللاتي وهبن انفسهن للنبي صلى اللّه عليه وسلم واقول‏:‏ اتهب المراة نفسها‏؟‏ فلما انزل الّله تعالى‏:‏ ‏{‏ترجي من تشاء منهن وتؤوي اليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك‏}‏ قلت‏:‏ ما ارى ربك الا يسارع في هواك‏.‏
فكانت عائشة تقول: أما تستحي امرأة تهب نفسها لرجل ؟ حتى أنزل الله عز وجل: {ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء} [33 /الأحزاب/ الآية 51] فقلت: إن ربك ليسارع لك في هواك.


ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يتزوج ولا امرأة هبة ابدا .
قال ابن عباس‏:‏ لم يكن عند رسول الّله صلى اللّه عليه وسلم امراة وهبت نفسها له، اي انه لم يقبل واحدة ممن وهبت نفسها له، وان كان ذلك مباحاً له ومخصوصاً به لانه مردود الى مشيئته، اي ان اختار ذلك

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏خالصة لك من دون المؤمنين‏}‏ قال عكرمة‏:‏ اي لا تحل الموهوبة لغيرك، بل يجب عليه دفع مهرها، وقال قتادة :‏ ليس لامراة تهب نفسها لرجل بغير ولي ولا مهر الا للنبي صلى اللّه عليه وسلم، وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏قد علمنا ما فرضنا عليهم في ازواجهم }‏ اي من حصرهم في اربعة نسوة واشتراط الولي والمهر والشهود عليهم .

‏فقول السيده عائشة رضى الله عنها كان بدافع الغيره فقد كانت رضي الله عنها شديدة الغيرة ..
وثبت في الصحيح أيضا عن عائشة رضى الله عنها { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يستأذن في يوم المرأة منا بعد أن نزلت هذه الآية : { ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك } , فقيل لها : ما كنت تقولين ؟ قالت : كنت أقول : إن كان الأمر إلي فإني لا أريد يا رسول الله أن أوثر عليك أحدا } .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ما رأيت صانعا طعاما مثل صفية ، صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما فبعثت به ، فأخذني أَفْكَلُ (أي رعدة بسبب الغيرة الشديدة) فكسرْت الإناء ، فقلت : يا رسول الله ، ما كفارة ما صنعت ؟ قال " إناء مثل إناء وطعام مثل طعام " [ رواه النسائي ]
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : استأذنت هالة بنت خويلد ، أخت خديجة ، على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف استئذان خديجة فارتاح لذلك فقال : اللهم ! هالة بنت خويلد ، فغرت فقلت : وما تذكر من عجوز من عجائز قريش
فعندما استأذنت هالـة بنت خويلـد ، أخت خديجة على رسـول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- وعَرَف استئذانَ خديجة (شبه صوتها فتذكر خديجة ) فارتاح لذلك (هشّ لمجيئها وهذا من وفائه وحسن عهده لخديجة ) وقال اللهم ! هالة بنت خويلد !) ( يا رب هي هالة ) 000فغارت السيدة عائشة وقالت ما تذكر من عجوزٍ من عجائزِ قريش ، حمْراءِ الشِّدقين ، هلكتْ في الدهر ، فأبدلكَ الله خيراً منها ؟!)000فتمعَّرَ وَجْهُهُ وقال : ما ابدلني الله خيراً منها، وقد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني، وآستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله ولدها إذ حرمني أولاد النساء .
إذن فالغيره هى السبب
والكلام واضح " كنت أغار ..."
وكما قالوا ..
إذا رحلت الغيرة من القلب ترحلت المحبة

ولو عرفت سبب نزول الاية لفهمت المعنى اكثر ..


في الاية :
تُرجِي من تشاءُ منهنّ وتؤوي إليك من تشاء، ومَن ابتغيتَ ممن عزلت، فلا جُناح عليك. ذلك أدنى أن تَقَرَّ أعينُهنّ ولا يحزنّ ويرضَيْن بما آتيتهنّ كلهنّ (آية 51).

قال (الكشاف في تفسير هذه الآية).

أن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله إني أرى ربك يسارع في هواك. { تُرْجِى } بهمز وغير همز: تؤخر { وَتُئْوِى } تضمّ، يعني: تترك مضاجعة من تشاء منهن. وتضاجع من تشاء. أو تطلق من تشاء، وتمسك من تشاء. أنه كان يساوي بينهن مع ما أطلق له وخير فيه { ذَلِكَ } التفويض إلى مشيئتك { أَدْنَى } إلى قرّة عيونهن وقلة حزنهن ورضاهن جميعاً؛ لأنه إذا سوّى بينهن في الإيواء والإرجاء والعزل والابتغاء. وارتفع التفاضل، ولم يكن لإحداهنّ مما تريد ومما لا تريد إلاّ مثل ما للأخرى. وعلمن أنّ هذا التفويض من عند الله بوحيه , اطمأنت نفوسهن وذهب التنافس والتغاير، وحصل الرضا وقرّت العيون.


وقال الإمام الشعراوي :
وقول : { وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ ... الأحزاب50} هل النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الذي أجبرها على ذلك ام هي التي أقدمت على ذلك ؟

قالت السيدة عائشة رضى الله عنها : أتعجب لأمرأة تبتذل نفسها ، وتعطي نفسها لرجل هكذا مجاناً بلا مقابل ، فنزل النص فقالت السيدة عائشة رضى الله عنها لرسول الله : يا رسول الله ، أرى الله يسارع إلى هواك ، فقال لها وأنتِ يا عائشة ، لو اتقيتِ الله لسارع في هواكِ
والمعنى : أن الله يسارع في هواي ، لأنني سارعت في هواه ، طلب مني فأديت ؛ لذلك يُلبي ما أريد من قبل أن أطلب منه .

وقوله: { تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ...51} أي : تؤخر من تشاء من زوجاتك عن ليلتها { وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء .. 51} أت تضم إليك ، وتضاجع من تشاء منهن { وَمَنِ ابْتَغَيْتَ ...51} من طلبت من زوجاتك وقربت { مِمَّنْ عَزَلْتَ ... 51} أي : اجتنبت بالإرجاء والتأخير { فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ .. 51} أي لا إثم ولا حرج
{ ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ ..51} أي : أنهن جميعاً سيفرحن ، التي تضمها إليك ، والتي تُرجئها وتؤخرها ، سوف يرضين بذلك ؛ لأنهن يعلمن أن مشيئتك في ذلك بأمر الله ، فالتي ضمها رسول الله إليه تفرح بحب رسول الله ولقائه ، والتي أُخِّرَتْ تفرح ؛ لأن رسول الله أبقى عليها ، ثم عاد إليها مرة أخرى وضمها إليه وقربها ، وهذا يدل على أن لها دور ومنزلة .
وأيضاً حين يكون ذلك من تشريع رب محمد جل جلاله لمحمد ( ص )، فإنه لا يعني أنه كرهها أو زهد فيها ، فإن فعلت ذلك يامحمد - مع ان فيه مشقة - فإنما فعلته طاعة لأمر من ؟ لأمر الله ، فتأخذ ثواب الله عليه

ناصر التوحيد
12-26-2007, 12:45 PM
في رحاب آيات كريمة من سورة الأحزاب

سورة الأحزاب من السور المدنية، التي تتناول الجانب التشريعي لحياة الأمة الإِسلامية، شأن سائر السور المدنية، وقد تناولت حياة المسلمين الخاصة والعامة، وبالأخص أمر الأسرة فشرعت الأحكام بما يكفل للمجتمع السعادة والهناء، وأبطلت بعض التقاليد والعادات الموروثة مثل: "التبني، والظهار، واعتقاد وجود قلبين لإِنسان" وطهرت من رواسب المجتمع الجاهلي، ومن تلك الخرافات والأساطير الموهومة التي كانت متفشية في ذلك الزمان.
التسميَة:
سميت سورة الأحزاب لأن المشركين تحزبوا على المسلمين من كل جهة، فاجتمع كفار مكة مع غطفان وبني قريظة وأوباش العرب على حرب المسلمين، ولكن الله ردَّهم مدحورين وكفى المؤمنين القتال بتلك المعجزة الباهرة.

ويمكن أن نلخص المواضيع الكبرى لهذه السورة الكريمة في نقاط ثلاث:

أولاً: التوجيهات والآداب الإِسلامية.

ثانياً: الأحكام والتشريعات الإِلهية.

ثالثاً: الحديث عن غزوتي "الأحزاب، وبني قريظة".

* أما الأولى: فقد جاء الحديث عن بعض الآداب الاجتماعية كآداب الوليمة، وآداب الستر والحجاب وعدم التبرج، وآداب معاملة الرسول صلى الله عليه وسلم واحترامه إلى آخر ما هنالك من آداب اجتماعية.

* وأما الثانية: فقد جاء الحديث عنها في بعض الأحكام التشريعية مثل حكم الظهار والتبني، والإِرث، وزواج مطلقة الابن من التبني، وتعدد زوجات الرسول الطاهرات والحكمة منه، وحكم الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم وحكم الحجاب الشرعي، والأحكام المتعلقة بأمور الدعوة إلى الوليمة إلى غير ما هنالك من أحكام تشريعية.

* وأما الثالثة: فقد تحدثت السورة بالتفصيل عن غزوة الخندق التي تسمى "غزوة الأحزاب" وصوَّرتها تصويراً دقيقاً بتآلب قوى البغي والشر على المؤمنين، وكشفت عن خفايا المنافقين، وحذرت من طرقهم في الكيد والتخذيل والتثبيط، وأطالت الحديث عنهم في بدء السورة وفي ختمها، حتى لم تُبق لهم ستراً، ولم تخف لهم مكراً، وذكرت المؤمنين بنعمة الله العظمى عليهم في ردّ كيد أعدائهم بإرسال الملائكة والريح، كما تحدثت عن غزوة بني قريظة ونقض اليهود عهدهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم.

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا(1)وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا(2)وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا(3)}.

سبب النزول:
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن أهل مكة، ومنهم الوليد بن المغيرة، وشيبة بن ربيعة دَعُوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع عن قوله، على أن يعطوه شطر أموالهم، وخوّفه المنافقون واليهود بالمدينة إن لم يرجع قتلوه، فنزلت الآيات.

النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ (من الاية 6)
بيَّن الله تعالى شفقة الرسول صلى الله عليه وسلم على أمته ونصحه لهم فقال {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} أي هو عليه السلام أرأف بهم وأعطف عليهم، وأحقُّ بهم من أنفسهم في كل شيء من أمور الدين والدنيا، وحكمه أنفذ وطاعته أوجب {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ } أي وزوجاتُه الطاهرات أمهات للمؤمنين في وجوب تعظيمهن واحترامهن، وتحريم نكاحهنَّ، قال أبو السعود: أي منزّلات منزلة الأمهات، في التحريم واستحقاق التعظيم، وأما فيما عدا ذلك فهنَّ كالأجنبيات


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا(9)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ }: أخرج البيهقي في الدلائل عن حذيفة قال: لقد رأيتنا ليلة الأحزاب، ونحن صافون قعوداً، وأبو سفيان ومن معه من الأحزاب فوقنا، وقريظة أسفل منا، نخاف على ذرارينا، وما أتت قط علينا ليلة أشد ظلمة، ولا أشد ريحاً منها، فجعل المنافقون يستأذنون النبي صلى الله عليه وسلم إن بيوتنا عورة، وما هي بعورة، فما يستأذن أحد منهم إلا أّذن له، فيتسللون، إذ استقبلنا النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً رجلاً حتى أتى علي، فقال: ائتني بخبر القوم، فجئت، فإذا الريح في عسكرهم، ما تجاوز عسكرهم شبراً، فوالله إني لأسمع صوت الحجارة في رحالهم وفُرُشهم، الريح تضربهم، وهم يقولون: الرحيل الرحيل، فجئت، فأخبرته خبر القوم، وأنزل الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ} الآية.

وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلا غُرُورًا(12)
نزول الآية (12):
{وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ }: أخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن عمرو المزني قال: خطّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق عام الأحزاب، فأخرج الله من بطن الخندق صخرة بيضاء مدورة، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم المعول، فضربها ضربة، صدعها، وبرق منها برق أضاء ما بين لابتي المدينة، فكبَّر، وكبَّر المسلمون، ثم ضربها الثانية، فصدعها وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها، فكبَّر وكبر المسلمون، ثم ضربها الثالثة، فكسرها، وبرق منها برق أضاء ما بين لابتيها، فكبَّر، وكبَّر المسلمون، فسئل عن ذلك، فقال: ضربت الأولى، فأضاءت لي قصور الحيرة ومدائن كسرى، وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليهم، ثم ضربت الثانية، فأضاءت لي قصور الحمر من أرض الروم، وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها، ثم ضربت الثالثة، فأضاءت لي قصور صنعاء، وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها، فقال المنافقون: ألا تعجبون؟ ويحدّثكم، يُمنِّيكم ويَعدُكم الباطل، ويخبركم أنه يبصر من يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى، وأنها تفتح لكم، وأنتم إنما تحفرون الخندق من الفَرَق، لا تستطيعون أن تَبْرُزوا، فنزل القرآن: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلا غُرُورًا}.


مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا(23)
نزول الآية (23):
{مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ }: أخرج مسلم والترمذي وغيرهما عن أنس قال: غاب عمي أنس بن النضر عن بدر، فكبُر عليه، فقال: أول مشهد قد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غِبتُ عنه، لئن أراني الله مشهداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليريَنَّ الله ما أصنعُ، فشهد يوم أحد، فقاتل حتى قُتل، فوجد في جسده بضع وثمانون من بين ضربة وطعنة ورمية، ونزلت هذه الآية: {صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} الآية.
ثم شرع تعالى في ذكر "غزوة الأحزاب" وما فيها من نِعَمٍ فائضة، و ءايات باهرة للمؤمنين


{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا(28)وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا(29)
نزول الآية (28):

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ}: روى أحمد ومسلم والنسائي عن جابر رضي الله عنه قال: "أقبل أبو بكر رضي الله عنه يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يؤذن له، ثم أقبل عمر، فاستأذن، فلم يؤذن له، ثم أذن لهما، فدخلا، والنبي صلى الله عليه وسلم جالس، وحوله نساؤه، وهو ساكت، فقال عمر: لأُكلمنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لعله يضحك، فقال عمر: يا رسول الله، لو رأيت ابنة زيد -امرأة عمر- سألتني النفقة آنفاً، فوجأت عنقها، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدا ناجذه، وقال: هن حولي يسألنني النفقة، فقام أبو بكر إلى عائشة ليضربها، وقام عمر إلى حفصة، كلاهما يقول: تسألان النبي صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده، وأنزل الله الخيار، فبدأ بعائشة،فقال: إني ذاكر لك أمراً ما أحب أن تعجلي فيه، حتى تستأمري أبويك، قالت: ما هو؟ فتلا عليها: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ} الآية. قالت: أفيك أستأمر أبوي؟ بل أختار الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأسألك ألا تذكر لامرأة من نسائك ما اخترتُ، فقال صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى لم يبعثني مُعَنِّفاً، ولكن بعثني مُعَلِّماً ميسراً، لا تسألني امرأة منهن عما اخترتِ إلا أخبرتها".


النساء اللاتي أحلَّ الله لنبيه الزواج بهنّ
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا(50)
اي بشرط الهجرة معك
سبب النزول: نزول الآية (50):
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ}: أخرج الترمذي وحسنه والحاكم وصححه عن ابن عباس عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: خطبني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاعتذرت إليه، فعذَرني، فأنزل الله: { إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ} إلى قوله: {اللاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ} فلم أكن أحل له، لأني لم أهاجر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أم هانئ قالت: نزلت فيّ هذه الآية: {وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ}. أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوجني، فنُهي عني، إذ لم أهاجر.
ثم ذكر تعالى ما يتعلق بأحوال زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم فقال{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ} أي إنا قد أبحنا لك يا محمد عدداً من النساء، توسعة عليك وتيسيراً لك في تبليغ الدعوة، فمن ذلك أننا أبحنا لك زوجاتك اللاتي تزوجتهن بصداقٍ مُسمَّى، وهُنَّ في عصمتك
وقوله تعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً}: أخرج ابن سعد عن عكرمة في قوله: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً} الآية قال: نزلت في أم شريك الدوسية.
وأخرج ابن سعد عن منير بن عبد الله الدؤلي أن أم شريك غزية بنت جابر بن حكيم الدوسية عرضت نفسها على النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت جميلة، فقبلها، فقالت عائشة: ما في امرأة حين تهب نفسها لرجل خير، قالت أم شريك: فأنا تلك، ونزلت هذه الآية، وسماها الله مؤمنة، فقال: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ} فلما نزلت هذه الآية، قالت عائشة: إن الله يسارع لك في هواك.
{وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ} أي وأحللنا لك النساء المؤمناتِ الصالحات اللواتي وهبن أنفسهن لك، حباً في الله ورسوله وتقرباً لك
{إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنكِحَهَا} أي إن أردت يا محمد أن تتزوج من شئت منهن بدون مهر
{خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} أي خاصة لك يا محمد دون سائر المؤمنين، فإنه لا يحل لهم التزوج بدون مهر ولا تصح الهبة
فقد خصصناك بخصائص تيسيراً لك{لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ} أي لئلا يكون عليك مشقة أو ضيق{وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} أي عظيم المغفرة واسع الرحمة


تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنْ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضَينَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا(51)
نزول الآية (51):
{تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ}: أخرج الشيخان عن عائشة: أنها كانت تقول: أما تستحي المرأة أن تهب نفسها ‍‍‍ فأنزل الله: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ} الآية، فقالت عائشة: أرى ربك يسارع لك في هواك.
{تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} أي ولك-أيها النبي-الخيار في أن تطلق من تشاء من زوجاتك، وتمسك من تشاء منهن{وَمَنْ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكَ} أي وإذا أحببتَ أن تؤوي إليك امرأة ممن عزلتَ من القسمة فلا إثم عليك ولا عتب
{ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْينُهُنَّ وَلا يَحْزَنَّ وَيَرْضينَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ} أي ذلك التخيير الذي خيرناك في أمرهنَّ أقرب أن ترتاح قلوبهن فلا يحزنَّ، ويرضين بصنيعك، لأنهن إذا علمن أن هذا أمرٌ من الله، كان أطيب لأنفسهن فلا يشعرن بالحزن والألم{وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ } خطابٌ للنبي على جهة التعظيم أي يعلم ما في قلبك يا محمد وما في قلب كل إنسان، من عدل أوميل، ومن حب أو كراهية، وإنما خيرناك فيهن تيسيراً عليك فيما أردت{وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا} أي واسع العلم يعلم جميع ما تظهرون وما تخفون، حليماً يضع الأمور في نصابها ولا يعالج بالعقوبة، بل يُؤخر ويمهل لكنه لا يُهْمل، روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "كنتُ أغار من اللاتي وهبن أنفسهن للنبي صلى الله عليه وسلم، وأقول: أتهبُ المرأة نفسها؟ فلما نزلت {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنْ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكَ} قلت: ما أرى ربك إلاّ يسارع في هواك"



لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا(52)}.
نزول الآية (52):
{لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ}: أخرج ابن سعد عن عكرمة قال: لما خيَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم أزواجه اخترن الله ورسوله، فأنزل الله: {لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ}.
قال تعالى {لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} أي لا يحل لك أيها النبي النساء من بعد هؤلاء التسع اللاتي في عصمتك
{وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ} أي ولا يحلّ لك أن تطلّق واحدة منهن وتنكح مكانها أُخرى
{وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ} أي ولو أعجبك جمال غيرهن من النساء
{إِلا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} أي إلا ما كان من الجواري والإِماء فلا بأس في ذلك لأنهن لسن زوجات
{وَكَانَ اللَّهُ عَلَىكُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا} أي مطلعاً على أعمالكم شاهداً عليها، وفيه تحذير من مجاوزة حدوده، وتخطي حلاله وحرامه.
قال المفسرون: أباح الله لرسوله أصنافاً أربعة "الممهورات، المملوكات، المهاجرات، الواهبات أنفسهن" توسعة عليه صلى الله عليه وسلم وتيسيراً له في نشر الرسالة وتبليغ الدعوة....

ولما نزلت آية التخيير {قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا..} الآية وخيَّرهن عليه السلام، واخترن الله ورسوله والدار الآخرة، أكرمهن الله تعالى بأن قصره عليهن، وحرَّم عليه أن يتزوج بغيرهن.


نزول آية الحجاب
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا(59)}.
سبب النزول: نزول الآية (59):
أخرج البخاري عن عائشة قالت: خرجت سَوْدة بعدما ضرب الحجاب لحاجتها، وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمر، فقال: يا سودة، أما والله ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين، قالت: فانكفأت راجعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، وإنه ليتعشى، وفي يده عِرْق، فدخلت، فقالت: يا رسول الله، إني خرجت لبعض حاجتي، فقال لي عمر كذا وكذا، قالت: فأوحى الله إليه، ثم رفع عنه، وإن العِرْق في يده ما وضعه، فقال: إنه قد أُذن لكن أن تخرجن لحاجتكن.

تهديد المنافقين وجزاؤهم

{لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلا(60)مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلا(61)سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا(62)}.

هدَّد المولى جل وعلا كل المؤذين من جميع الأصناف بأنواع العقاب فقال {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} أي لئن لم يترك هؤلاء المنافقون - الذين يُظهرون الإِيمان ويبطنون الكفر - نفاقهم، والذين في قلوبهم مرض - فجورهم {وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ} أي الذين ينشرون الأراجيف والأكاذيب لبلبلة الأفكار، وخلخلة الصفوف، ونشر أخبار السوء {لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ} أي لنسلطنك عليهم يا محمد {ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلا} أي ثم يخرجون من المدينة فلا يعودون إلى مجاورتك فيها إلا زمناً قليلاً، ريثما يتأهبوا للخروج
قال الرازي: وعد الله نبيه أن يخرج أعداءه من المدينة وينفيهم على يده، إظهاراً لشوكته {مَلْعُونِينَ} أي مبعدين عن رحمته تعالى {أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلا} أي أينما وجدوا وأُدركوا أُخذوا على وجه الغلبة والقهر ثم قُتِّلوا لكفرهم بالله تقتيلاً
{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ} أي هذه سنة الله في المنافقين وعادتُه فيمن سبق منهم أن يُفعل بهم ذلك، قال القرطبي: أي سنَّ الله عز وجل فيمن أرجف بالأنبياء وأظهر نفاقه أن يُؤخذ ويُقتل {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا} أي ولن تتغير أو تتبدل سنة الله، لكونها بُنيت على أساسٍ متين، قال الصاوي: وفي الآية تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم أي فلا تحزن على وجود المنافقين يا محمد، فإِن ذلك سنة قديمة لم يخل منهم زمن من الأزمان.

تفسير القرآن الكريم
http://www.quran-radio.com/tafseer/tafseer.htm

أبو مريم
12-26-2007, 08:28 PM
وحتى لو فرضنا جدلا أن عائشة رضى الله عنها قد قصدت معنى سيئا فهى غير معصومة ولا مانع عقلى من وقوعها فى أخطاء ومعاصى لا هى ولا من هو أفضل منها من الصحابة رضوان الله عليهم فهم اولا وأخيرا غير معصومين .
الكلام متهافت ربما مبنى على قلة عقل صاحب تلك الشبهة وتعنته ورغبته فى الطعن والتشكيك فظن أن كل ما رواه البخارى أو مسلم يمكن أن يؤخذ على النبى صلى الله عليه وسلم ويعد ملزما للإسلام وطاعنا فيه حتى ولو ورد ضمن حديث كتعليق من صحابى أو سؤال أو كلام من كافر .. هم ليسوا موضوعيين بالمرة وأجهل الناس وأبعدهم عن الفهم الصحيح .

skeptic
12-26-2007, 11:39 PM
"فظن أن كل ما رواه البخارى أو مسلم يمكن أن يؤخذ على النبى صلى الله عليه وسلم ويعد ملزما للإسلام"
لو كان كلام الصحابة ليس ملزما في رأيكم لما كان هناك تراويح عندكم، ولا ادعيتم ان كل ما فعله الخلفاء من حيث طريقة تعيين الحليفه وغيره كثير، و بالذات عائشة. اصلا ما هومن اهم الفروق بين السنة و الشيعة نظرتهم للصحابه!!!!

أبو مريم
12-27-2007, 12:00 AM
"فظن أن كل ما رواه البخارى أو مسلم يمكن أن يؤخذ على النبى صلى الله عليه وسلم ويعد ملزما للإسلام"
لو كان كلام الصحابة ليس ملزما في رأيكم لما كان هناك تراويح عندكم، ولا ادعيتم ان كل ما فعله الخلفاء من حيث طريقة تعيين الحليفه وغيره كثير، و بالذات عائشة. اصلا ما هومن اهم الفروق بين السنة و الشيعة نظرتهم للصحابه!!!!

لقد ذكرت أنك شخص عديم المنهج .
اترك هذا المثال ودعنا نفكر فى هذا المبدأ فأمثلتك كلها خطا وغباء مستحكم فلا احد قوله ملزم للإسلام ولا التراويح شرعها الصحابة ولا نحن ملزمون بها ولا هذا هو الفرق بيننا وبين الشيعة ..ولا عائشة رضى الله عنها أخطأت كما بينا لك نحن فقط نتحاور حول المبدأ :
افترض مثلا أن أحد الصحابة قال أيمنعنى من ابنة عمى ( يقصد أن النبى صلى الله عليه وسلم منعه من الحديث مع السيدة عائشة وكانت ابنة عمه ) لإن مات محمد لاتزوجن من ابنة عمى !!
بماذا تسمى ذلك هل نكفره ؟ هل نقول إن ذلك يطعن فى الدين وفى النبى صلى الله عليه وسلم ؟!
كل ما فى الأمر أنه أخطأ وقد تاب واستغفر وهو من أفضل الصحابة على الإطلاق .
هل تظن مثلا أن قول الصحابى ورد فعله مقدم على صدق النبوة نفسها هل تنتظر منا أن نأخذ بهذا المبدأ الإلحادى الغبى ؟!!

ناصر التوحيد
12-27-2007, 12:33 AM
الم تنتبه يا skeptic لما في المداخلتين الطويلتين الاخرتين ..
لو كنت حسن الفهم او حسن النية لفهمت الغرض من وضعهما .. بدون ان اشير اليها
على كل حال :
1- وكما قال الاخ الحبيب د, ابو مريم .. السيدة عائشة مجرد انسانة غير معصومة .. فهي مثل كل البشر .. ما عدا الانبياء المعصومين والموحى اليهم .. يؤخذ من قولها ويرد .. ولها فهمها ..ولها طبعها .. ولها اجتهادها .. وهكذا ..
يعني اي كلام يقال في حق الله او في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وجانب الصواب يرد .. فلا اعتبار له ..
2- لقد بينّا لك معنى قول عائشة رضي الله عنها .. وبينّا لك الدافع الخاص التي جعلها تقوله ..
3- كما رايت - هذا اذا رايت - فان هناك نساء لا يجوز لرسول الله صلى الله عليه وسلم الزواج بهم لاسباب خاصة .. كما ان هناك خصوصيات لرسول الله صلى الله عليه وسلم دون سائر المؤمنين ..
4- ان رسول الله كان عادلا مع كل زوجاته ويحسن اليهن .. حتى في القسمة بينهن ..
5 - لم يتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا امراة واحدة هبة .. مع ان ذلك مباح له دون سائر المؤمنين ...
6- وهناك اشياء اخرى مذكورة في المداخلتين ...
فهل قراتهما ..وهل فهمتهما .. وهل احسنت فهمهما ؟
وهل ادركت انه لا صوت يعلو فوق صوت الحق
وهل ادركت منها ملامح العظمة في شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم
{ "" لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عندتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم "" }

7- وخذ لك هذه المعلومة .. ردا على مداخلتك الاخيرة :
كلام الصحابة هو بمثابة اجماع .. وهو في هذه الحالة كلام لا يجوز لنا الا قبوله والاخذ به واتباعه .. فهو دليل شرعي لا يجوز مخالفته .. فلا يوجد اي خلاف في حجية قول الصحابة .
اما كلام الصحابي أو قول الصحابي أو فتوى الصحابي أو مذهب الصحابي أو رأي الصحابي في واقعة أو في مسألة ليس فيها حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يعلم أو يشتهر بين باقي الصحابة , فقوله ورأيه وفتواه ومذهبه ليس بحجة .. لانه اجتهاديّ محض، وان كان يستأنس به او يكون شبهة دليل ..

د. هشام عزمي
12-27-2007, 02:01 AM
أقول:
نطقت عائشة رضي الله عنها بالصواب ، فالله شرع لنبيه الذي وافق ما يهواه ويشتهيه , فأي سوء عبارة في ذلك ؟!

ثم إنه ينبغي التفريق بين أمرين :
1- الهوى والشهوة المستقرة في النفس البشرية وهي مجبولة عليها .
2- اتباع الهوى ومخالفة الشرع في ذلك .

فأما النوع الأول فليس بمذموم لأنه ليس للأنسان يدٌ في ذلك البتة , فكيف يذم في شيء قد ركز في الطباع ؟
بل أذهب أبعد من ذلك - ولست أبالغ - , أن من لم يكن ذا شهوة فهو ناقص عن أقرانه , فمن لا يشتهي النساء رجل ناقص الذكورة ؛ فلا يمدح بذلك عرفًا ولا يرغبه الناس , بل هو عيب يحق للقاضي أن يفرق بين الزوجين بسببه وهو ما يسمى العنين .. فإذا كان نقص هذه الشهوة عيب ، فما يقابلها كمال بشري يمدح صاحبها .

وأما النوع الثاني وهو اتباع الهوى ومخالفة الشرع في ذلك ؛ فهذا هو المذموم وقد جاءت النصوص بذلك كما هو معلوم .

لهذا يجب فهم قول عائشة رضي الله عنها في ضوء هذا التفريق لأن ما فهمه الصحابة والمسلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر يتزوج ويشتهي النساء كبقية البشر وليس في ذلك تثريب - كما تقدم - , وأما الكفار فهم الذين ذكر الله عنهم أنهم يستنكرون هذا على رسل الله , فأجابهم الله بقوله : { ولقد أرسلنا رسلاً من قبلك وجعلنا لهم أزواجاً وذرية } [الرعد:38].

فأهل القلوب المريضة هم الذين يجعلون هذا طعناً في النبوة , أما أهل الفطر السليمة والعقول المستقيمة , فيعلمون أن ذلك لا يضر الرسالة بأدنى ضرر.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

ميمون السحابي
12-27-2007, 10:04 PM
للمعلومية

skeptic شيعي رافضي

فإذا عرفت المذهب فلا تعجب