يسرى أحمد حمدى
08-11-2006, 03:58 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
العدل غير المساواة، فالمساواة هو التوزيع بالتساوي، وقد يكون التوزيع بالتساوي متطابقاً مع العدل، وذلك عندما يكون وضعاً للأمور في مواضعها وقد يكون ظلماً كما لو لم يكن كذلك.
فلو أعطى المعلم لكل طلابه ذات العلامة مثل 51 على عشرين مثلاً لكان ذلك مساواة بين الجميع، ولكنه ليس عدلاً لأنه حرم المجتهد الذي يستحق عشرين على عشرين مثلاً من حقه فظلمه، وأعطى الكسول الذي لا يستحق أكثر من خمسة على عشرين مثلاً أكثر من حقه.والله تعالى ليس عنده سوى العدل، وهو قد يتطابق مع المساواة وقد يخالفها.
ومن غير الممكن أن يوجد في الله تعالى، وهو الغني الكامل المطلق، أيّ سبب من أسباب الظلم، وهي:
1 - الجهل بمعاني الظلم والعدل.
2 - الحاجة إلى ما لدى غيره وليس لديه
3 - الضعف عن تنفيذ ما يريد من خلال العدل.
وإلى ذلك يشير الإمام السجاد (ع) في مناجاته مع الله تعالى حيث يقول: "وقد علمت أنه ليس في حكمك ظلم، ولا في نقمتك عجلة، وإنّما يعجل من يخاف الفوت، وإنما يحتاج الى الظلم الضعيف، وقد تعاليت يا إلهي عن ذلك علوّاً كبيراً".
فالله تعالى هو كما مر عين العلم فلا يوصف بالجهل بحال من الأحوال، وهو عين الغنى فلا يوصف بالفقر والحاجة بحال من الأحوال وهو عين القوة فلا يجوز عليه الضعف إطلاقاً. فإذا انتفى وجود سبب الظلم انتفاءً كلياً في ذات الخالق انتفى إمكان أن يصدر عنه ظلم، وهذا هو العدل الذي يقول به العدلية.
لهذا فإن الله تعالى لم يترك مناسبة في القرآن أو على لسان نبيّه الكريم إلاّ حث فيها على العدل وإقامته، وهناك الكثير من الآيات التي تتحدّث عن عدله عزّ وجل وتنفي الظلم عنه.
فمن قوله تعالى: "وما الله يريد ظلماً للعباد"(1).
الى قوله تعالى: "إنّ الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون"(2).
الى قوله: "إن الله لا يظلم مثقال ذرّة"(3).
بلى يترقى المولى الى وصف كيفية عدله فيقول: "ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً"(4).
فهل يصحَ منه تعالى أن يأمر بالعدل ثم لا يعدل؟؟!
فالعدل هو وضع الأمور في موضعها، وهو أمر حسن في نفسه وينبغي فعله بحكم العقل، والظلم بخلافه تماماً، فلا يعقل صدور الظلم عن الله تعالى، وذلك لأن السبب الذي يدعو إلى الظلم هو الجهل والفقر والضعف ليس موجوداً في الذات المقدسة.
___________
و يخطىء الكثير من الناس ويحصرون نظرتهم الى نعم الله عليهم بدخلهم الشهرى أو السنوى من دراهم أو ما شابه ذلك وينسون باقى النعم التى ذكرنا بعضها و التى لا يعدلها ملايين الملايين من المال ، وصدق الله العظيم :{ فأما الإنسان إذا ماابتلاه ربه فأكرمه ونعَّمه فيقول رب أكرمن ، وأما إذا ماابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربى أهانن } .
فإن الله عز وجل هو خالقنا
وإن الخالق حر التصرف فى صنعته( يعذب من يشاء ويرحم من يشاء واليه تقلبون)
ورغم أن الله غنى عنا ، إلا أنه عظيم الإحسان علينا، حيث يقول الله عز وجل" وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها إن الإنسان لظلوم كفار "
وفيما يلي ،
أدعو من يتسع وقته ، ليذكر بعض نعم الله عليه "وأما بنعمة ربك فحدث"
ولن نستطيع حصرها مهما أوتينا من أدوات حصر وإحصاء.
المصادر
http://www.daawa-info.net/books1.php?id=4479&bn=180&page=4
العدل الإلهي
http://www.tibneen.com/adelilahi1.aspx
الشكر
http://www.islamicaudiovideo.com/zpages/content.php?pg=cont&subjref=239&PHPSESSID=7a88f80af8a204f78bf1020dbc934ba2
العدل غير المساواة، فالمساواة هو التوزيع بالتساوي، وقد يكون التوزيع بالتساوي متطابقاً مع العدل، وذلك عندما يكون وضعاً للأمور في مواضعها وقد يكون ظلماً كما لو لم يكن كذلك.
فلو أعطى المعلم لكل طلابه ذات العلامة مثل 51 على عشرين مثلاً لكان ذلك مساواة بين الجميع، ولكنه ليس عدلاً لأنه حرم المجتهد الذي يستحق عشرين على عشرين مثلاً من حقه فظلمه، وأعطى الكسول الذي لا يستحق أكثر من خمسة على عشرين مثلاً أكثر من حقه.والله تعالى ليس عنده سوى العدل، وهو قد يتطابق مع المساواة وقد يخالفها.
ومن غير الممكن أن يوجد في الله تعالى، وهو الغني الكامل المطلق، أيّ سبب من أسباب الظلم، وهي:
1 - الجهل بمعاني الظلم والعدل.
2 - الحاجة إلى ما لدى غيره وليس لديه
3 - الضعف عن تنفيذ ما يريد من خلال العدل.
وإلى ذلك يشير الإمام السجاد (ع) في مناجاته مع الله تعالى حيث يقول: "وقد علمت أنه ليس في حكمك ظلم، ولا في نقمتك عجلة، وإنّما يعجل من يخاف الفوت، وإنما يحتاج الى الظلم الضعيف، وقد تعاليت يا إلهي عن ذلك علوّاً كبيراً".
فالله تعالى هو كما مر عين العلم فلا يوصف بالجهل بحال من الأحوال، وهو عين الغنى فلا يوصف بالفقر والحاجة بحال من الأحوال وهو عين القوة فلا يجوز عليه الضعف إطلاقاً. فإذا انتفى وجود سبب الظلم انتفاءً كلياً في ذات الخالق انتفى إمكان أن يصدر عنه ظلم، وهذا هو العدل الذي يقول به العدلية.
لهذا فإن الله تعالى لم يترك مناسبة في القرآن أو على لسان نبيّه الكريم إلاّ حث فيها على العدل وإقامته، وهناك الكثير من الآيات التي تتحدّث عن عدله عزّ وجل وتنفي الظلم عنه.
فمن قوله تعالى: "وما الله يريد ظلماً للعباد"(1).
الى قوله تعالى: "إنّ الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون"(2).
الى قوله: "إن الله لا يظلم مثقال ذرّة"(3).
بلى يترقى المولى الى وصف كيفية عدله فيقول: "ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئاً"(4).
فهل يصحَ منه تعالى أن يأمر بالعدل ثم لا يعدل؟؟!
فالعدل هو وضع الأمور في موضعها، وهو أمر حسن في نفسه وينبغي فعله بحكم العقل، والظلم بخلافه تماماً، فلا يعقل صدور الظلم عن الله تعالى، وذلك لأن السبب الذي يدعو إلى الظلم هو الجهل والفقر والضعف ليس موجوداً في الذات المقدسة.
___________
و يخطىء الكثير من الناس ويحصرون نظرتهم الى نعم الله عليهم بدخلهم الشهرى أو السنوى من دراهم أو ما شابه ذلك وينسون باقى النعم التى ذكرنا بعضها و التى لا يعدلها ملايين الملايين من المال ، وصدق الله العظيم :{ فأما الإنسان إذا ماابتلاه ربه فأكرمه ونعَّمه فيقول رب أكرمن ، وأما إذا ماابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربى أهانن } .
فإن الله عز وجل هو خالقنا
وإن الخالق حر التصرف فى صنعته( يعذب من يشاء ويرحم من يشاء واليه تقلبون)
ورغم أن الله غنى عنا ، إلا أنه عظيم الإحسان علينا، حيث يقول الله عز وجل" وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها إن الإنسان لظلوم كفار "
وفيما يلي ،
أدعو من يتسع وقته ، ليذكر بعض نعم الله عليه "وأما بنعمة ربك فحدث"
ولن نستطيع حصرها مهما أوتينا من أدوات حصر وإحصاء.
المصادر
http://www.daawa-info.net/books1.php?id=4479&bn=180&page=4
العدل الإلهي
http://www.tibneen.com/adelilahi1.aspx
الشكر
http://www.islamicaudiovideo.com/zpages/content.php?pg=cont&subjref=239&PHPSESSID=7a88f80af8a204f78bf1020dbc934ba2