حازم عبدالله
05-03-2017, 08:18 PM
إن للإلحاد الجديد العديد من السمات - من أراد التوسع في معرفة سمات الإلحاد الجديد عليه بكتاب مليشيا الإلحاد | الشيخ عبدالله العجيري - منها على سبيل المثال : الحماس الشديد للتبشير بالإلحاد سواء أكان عن طريق : تأليف الكتب - وهم الإله لدوكنز ، نهاية الإيمان لسام هاريس ، الله ليس عظيماً لهتشنز …الخ - ، إقامة المحاضرات ، إستخدام الإعلانات ، مؤسسات إلحادية - كمؤسسة ريتشارد دوكنز لدعم العقل والعلم - ، وأخيراً حشو تلك المعتقدات في الأفلام والمسلسلات والروايات ( لمن أراد التوسّع في هذا فليقرأ كتاب الميديا والإلحاد | م.أحمد حسن ) ، وكذلك من السمات التي يتصف بها الإلحاد الجديد : إستخدام أسلوب السخرية والتهكم - المتابع لمناضرات ريتشارد دوكنز يلمس ذلك من الوهلة الأولى - ، إستعمال أداة الإرهاب في حرب الأديان - فسام هاريس مثلا في كتابه نهاية الإيمان يُحدِّثنا عن دور الدين في تخليق مشكلة المخدرات في أمريكا - ، ولكن من أخطر السمات التي يتصف بها الإلحاد الجديد - من وجهة نظري - هي التستر بالعلم ، والإدعاء بأن الإلحاد موقف علمي لا مكان لـ ( الوجدان أو المشاعر أو العواطف أو الميول اللاواعية أو السياق الثقافي أو التجارب الشخصية للفرد ) في عملية صناعة قرار الإلحاد ، وكما قال د.عبدالله الشهري : " الإلحاد في نظره - أي معتنق الإلحاد - هو الخيار الذي لا يسع عاقلاً تجاهله ، وهو النتيجة الطبيعية ، والمحصلة الحتمية للتفكير المجرَّد الأمين " وأن كل من يتبع العلم سيقوده للإلحاد ، ومن هذا كان هذا المقال محاولة لنقد لهذا الإدعاء .
إن من أهم المرتكزات التي يتكيء عليها الإلحاد هي التصوَّر الديكارتي للعقل ، أي إمكانية الفصل بين الذاتي والموضوعي ، ولمَّا كان العلم هو إعمال للعقل فهذا يعني أن العلم لا مجال فيه للذاتية ، ولأن العلم موضوعي ، والإلحاد نتيجة للعلم، إذن الإلحاد موقف موضوعي علمي - هكذا يقولون - ولنقد هذا يجب أن يكون الرد على عدة مراحل :
أولاً : نقد التصُّور المغلوط للعقل :
إن التصور الخاطيء للعقل ينطلق من فرضيتين أساسيتين : الأولى هي أن العقل له كينونة مستقلة عن ذات صاحبه - كما قال د.عبدالله الشهري في هذا مفارقة في غاية الغرابة أن تكون صاحب شيء لا ينتمي للمرتبة الوجودية التي تنتمي إليها - أما الفرضية الثانية فهي تقوم على أن مضامين العقل مضامين موضوعية لا مكان للذاتية فيها .
بالنسبة للفرضية الأولى : أن العقل له كينونة مستقلة عن ذات صاحبه - بغض النظر عن المفارقة التي يتضمنها كما ذكرتُ سابقاً - فيمكن إيراد بعض النقودات عليه : أولا : إن مضامين العقل ما هي إلا نتاج مجموعة من المباديء الفطرية مصحوبة بكمية هائلة من التجارب الشخصية والمشاهدات التي استقبلها العقل بواسطة الحواس ومن ثَمَّ استخراج منها صور ذهنية ، يقول عالم الأعصاب أنطونيو داماسيو في حواره مع جيسن بونتن : " المتميز لدى البشر هو استخدامنا للعمليات الحيوية الأساسية التي تتضمن أشياء كالعواطف والمشاعر، وربطها مع العمليات الفكرية بطريقة تمكننا من إيجاد عالم جديد كامل حولنا "، ثانياً : إن كان العقل مبايناً للجسد فكيف يمكن تفسير إختلاف العلماء في تفسير نفس الظاهرة إذا لم يكن سبب الإختلاف هو الاختلاف في الميول ، التجارب الشخصية ، و الثقافة من شخص لآخر .
إنطلاقاً من هذا يمكن القول بأن العقل قائمٌ بالجسد يؤثر فيه ما يُؤثر على الجسد ، يقول لاكوف و جونسون :" إن التفكير الحقيقي متجسد قائمٌ بالجسد وغالباً تخيُّلي ومجازي غير واع ومرتبط بالعواطف … إن الفكرة القائلة بأن التعقل البشري هو عملية ميكانيكية منبتَّة ومنفصلة عن مسائل الأخلاق فكرة خرافية وضارة بنا عندما نقرر أن نحيا حياتنا وفقها ".
أما بالنسبة للفرضية الثانية القائلة بأن مضامين العقل مضامين موضوعية لا مكان للذاتية فيها ، فيمكن ردها إنطلاقاً مما توصلَّنا إليه في الفرضية الأولى بأنه لمَّا كان العقل والعواطف قائمان بالجسد فيصبح من الصعب التفريق بين الذاتي والموضوعي وكما قال د.عبدالله الشهري فإنه يصبح لدينا " أفكار عاطفية " و" عواطف فكرية " ، ولكن هذا لا يعني إنعدام الموضوعية ، يقول د.عبدالله الشهري في كتابه ثلاث رسائل في الإلحاد والعقل والإيمان :" ولكنه - عدم إمكانية الفصل بين الذاتي والموضوعي - يفرض تصحياً على تصورنا للموضوعية ، فالموضوعية ليست نقيض الذاتية وإنما صورة من صورها ومرتِبة من مراتبها . فالحاصل في انزياح الإدراك من الذاتية باتجاه الموضوعية هو عملية اقتراب لإدراكنا من الحقيقة وليس عملية انبتات أو انفصال أو هجرة لإدراكنا عن ذواتنا ".
ثانياً : العلم والذاتية :
إن من أخطر تجليات التصور الخاطيء للعقل على العلم هو تصوُّر أن للعلم الطبيعي وجود مستقل ، ونلمس هذا في الكثير من خطابات الملاحدة مثلاً نجدهم كثيراً ما يكررون أن " العلم سيجيب عن ذلك " " العلم كفيل برفع وعينا " ، لذا يمكن مناقشة هذه النقطة على مستويين ، أولاً : على المستوى الابستمولجي ( المعرفي ) ، ثانياً : على المستوى الواقعي ، أي بإيراد بعض المواقف العلمية التي كان للذاتية أثر واضح عليها ، ولكننا هنا سنتناول المستوى الابستمولجي فقط .
على المستوى الابستمولجي ( المعرفي ) ، لمَّا كان العلم هو أحد نتائج إعمال العقل ، واتضح لنا من النقطة السابقة - أي التصور الخاطيء للعقل - أن العقل قائمٌ بالجسد فهذا يعني أن للعلم نصيب من الذاتية تزيد وتنقص من عالمٍ لآخر ، يقول د.عبدالله الشهري : " فإن العقل هو منجم تصوراتنا وأحكامنا وأي فرض بشأن طبيعة العقل سينعكس أثره ولابد على طبيعة قراراتنا وأجناس أدلتنا وأولويتها في مراتب الحجة ".
ثالثاً : هل العلم يدعو للإلحاد ؟ :
إن المتابع للإنتاج الإلحادي ، يرى إعتدادهم الشديد بالعلم في تبرير مواقفهم ، لدرجة قد تجعل المرء يشعر بأن العلم يدعو للإلحاد ، ولكن هل الأمر كذلك بالفعل ؟ هل دعاة الإلحاد دائماً ما يتوقفون عند قول العلم أم أن الأمر مجرد هوى نفس ؟؟ ، يمكننا أن نُناقش هذه النقطة من عدة أوجه :
الوجه الأول : إذا استحضرنا أن العلم ما هو إلا نِتاج عمليات عقلية ، وأن العقل قائمٌ بالجسد لا نستطيع فك الموضوعي فيه من الذاتي ، يمكننا أن نقول أن العلم ليس مستقلٌ بذاته وأنه يتأثَّر بنفسية صاحبه فمثلاً نجد أن الملاحدة يتكئون على نظرية التطور كدليل على إلحادهم إلا أننا نجد أيضاً مؤمنين يستدلون بنظرية التطور على صحة إيمانهم ودونك في هذا أنصار التطور الموجه .
الوجه الثاني : يقول إرفين شرودنغر :" من أين أتيت ، وأين أذهب ؟ هذا سؤال لا يُدرك وهو السؤال ذاته في كل واحد منا ولا يملك العلم جواباً عنه " ، ويقول جورج إيليس :" يمكن للعلم أن يبين لك ماهي قوانين الفيزياء ولكن لايمكنه أن يخبرك لماذا يوجد الكون والأهم من ذلك كله لا يستطيع أن يخبرك عن وجود أو عدم وجود الله " ، ويقول أحد العلماء :" إن العلم طريقة لمعرفة العالم الطبيعي وهو محدود يشرح العالم الطبيعي من خلال الاسباب الطبيعية ولا يمكن للعلم أن يُقدِّم شيئاً عن الأمور الخارقة للطبيعة ، فوجود أم عدم وجود الله ليس سؤالاً حول أيّ علمٍ بل العلم محايد هنا " .
الوجه الثالث : إن الكثير من العلماء لم يكن العلم مدعاة لتركهم إيمانهم ، فهذا يوهانز كيبلر يقول : " لم أجد شيئاً أتشوق لمعرفته بإلحاح أكثر من أن أكتشف وأعلم وجود الله الذي أستطيع أن أشعر بوجوده عند النظر إلى الكون وفي نفسي أيضاً " ، بل لم يتوقف الأمر عند هذا فقط ، فنجد أن الكثير من العلماء كان الدين هو الذي حثَّهم على العلم ، فمثلاً يقول ديفيد بيرلنسكي في كتابه وهم الشيطان :" كان للمراصد أهمية كبرى في الحياة الدينية للمسلمين المخلصين . لم تكن - ولم تكون على الإطلاق - تعبيراً عن فضول متبلد . كان المسلمون مطالبين أكثر من اليهود والمسيحين بتنظيم أوقات عبادتهم على نحو دقيق ، وعُرف الفن الذي اعتنى بهذا الأمر بعلم الميقات ".
وفي نهاية المطاف يمكننا القول إن علاقة الملاحدة بالعلم تبدو شبيهة جدة بتلك العلاقة التي يصِمُ الملاحدة أنفسهم بها المؤمنين في علاقتهم مع الله أي " علاقة إله الفجوات " ، فنجد الملاحدة عندما يعجزون عن الإجابة على سؤال ما كثيراً ما يتهربون بذكر أن " العلم سيجيب على ذلك مستقبلاً " ، ويبقى هذا المقال مجرد محاولة أُولى في نقد الإلحاد .
إن من أهم المرتكزات التي يتكيء عليها الإلحاد هي التصوَّر الديكارتي للعقل ، أي إمكانية الفصل بين الذاتي والموضوعي ، ولمَّا كان العلم هو إعمال للعقل فهذا يعني أن العلم لا مجال فيه للذاتية ، ولأن العلم موضوعي ، والإلحاد نتيجة للعلم، إذن الإلحاد موقف موضوعي علمي - هكذا يقولون - ولنقد هذا يجب أن يكون الرد على عدة مراحل :
أولاً : نقد التصُّور المغلوط للعقل :
إن التصور الخاطيء للعقل ينطلق من فرضيتين أساسيتين : الأولى هي أن العقل له كينونة مستقلة عن ذات صاحبه - كما قال د.عبدالله الشهري في هذا مفارقة في غاية الغرابة أن تكون صاحب شيء لا ينتمي للمرتبة الوجودية التي تنتمي إليها - أما الفرضية الثانية فهي تقوم على أن مضامين العقل مضامين موضوعية لا مكان للذاتية فيها .
بالنسبة للفرضية الأولى : أن العقل له كينونة مستقلة عن ذات صاحبه - بغض النظر عن المفارقة التي يتضمنها كما ذكرتُ سابقاً - فيمكن إيراد بعض النقودات عليه : أولا : إن مضامين العقل ما هي إلا نتاج مجموعة من المباديء الفطرية مصحوبة بكمية هائلة من التجارب الشخصية والمشاهدات التي استقبلها العقل بواسطة الحواس ومن ثَمَّ استخراج منها صور ذهنية ، يقول عالم الأعصاب أنطونيو داماسيو في حواره مع جيسن بونتن : " المتميز لدى البشر هو استخدامنا للعمليات الحيوية الأساسية التي تتضمن أشياء كالعواطف والمشاعر، وربطها مع العمليات الفكرية بطريقة تمكننا من إيجاد عالم جديد كامل حولنا "، ثانياً : إن كان العقل مبايناً للجسد فكيف يمكن تفسير إختلاف العلماء في تفسير نفس الظاهرة إذا لم يكن سبب الإختلاف هو الاختلاف في الميول ، التجارب الشخصية ، و الثقافة من شخص لآخر .
إنطلاقاً من هذا يمكن القول بأن العقل قائمٌ بالجسد يؤثر فيه ما يُؤثر على الجسد ، يقول لاكوف و جونسون :" إن التفكير الحقيقي متجسد قائمٌ بالجسد وغالباً تخيُّلي ومجازي غير واع ومرتبط بالعواطف … إن الفكرة القائلة بأن التعقل البشري هو عملية ميكانيكية منبتَّة ومنفصلة عن مسائل الأخلاق فكرة خرافية وضارة بنا عندما نقرر أن نحيا حياتنا وفقها ".
أما بالنسبة للفرضية الثانية القائلة بأن مضامين العقل مضامين موضوعية لا مكان للذاتية فيها ، فيمكن ردها إنطلاقاً مما توصلَّنا إليه في الفرضية الأولى بأنه لمَّا كان العقل والعواطف قائمان بالجسد فيصبح من الصعب التفريق بين الذاتي والموضوعي وكما قال د.عبدالله الشهري فإنه يصبح لدينا " أفكار عاطفية " و" عواطف فكرية " ، ولكن هذا لا يعني إنعدام الموضوعية ، يقول د.عبدالله الشهري في كتابه ثلاث رسائل في الإلحاد والعقل والإيمان :" ولكنه - عدم إمكانية الفصل بين الذاتي والموضوعي - يفرض تصحياً على تصورنا للموضوعية ، فالموضوعية ليست نقيض الذاتية وإنما صورة من صورها ومرتِبة من مراتبها . فالحاصل في انزياح الإدراك من الذاتية باتجاه الموضوعية هو عملية اقتراب لإدراكنا من الحقيقة وليس عملية انبتات أو انفصال أو هجرة لإدراكنا عن ذواتنا ".
ثانياً : العلم والذاتية :
إن من أخطر تجليات التصور الخاطيء للعقل على العلم هو تصوُّر أن للعلم الطبيعي وجود مستقل ، ونلمس هذا في الكثير من خطابات الملاحدة مثلاً نجدهم كثيراً ما يكررون أن " العلم سيجيب عن ذلك " " العلم كفيل برفع وعينا " ، لذا يمكن مناقشة هذه النقطة على مستويين ، أولاً : على المستوى الابستمولجي ( المعرفي ) ، ثانياً : على المستوى الواقعي ، أي بإيراد بعض المواقف العلمية التي كان للذاتية أثر واضح عليها ، ولكننا هنا سنتناول المستوى الابستمولجي فقط .
على المستوى الابستمولجي ( المعرفي ) ، لمَّا كان العلم هو أحد نتائج إعمال العقل ، واتضح لنا من النقطة السابقة - أي التصور الخاطيء للعقل - أن العقل قائمٌ بالجسد فهذا يعني أن للعلم نصيب من الذاتية تزيد وتنقص من عالمٍ لآخر ، يقول د.عبدالله الشهري : " فإن العقل هو منجم تصوراتنا وأحكامنا وأي فرض بشأن طبيعة العقل سينعكس أثره ولابد على طبيعة قراراتنا وأجناس أدلتنا وأولويتها في مراتب الحجة ".
ثالثاً : هل العلم يدعو للإلحاد ؟ :
إن المتابع للإنتاج الإلحادي ، يرى إعتدادهم الشديد بالعلم في تبرير مواقفهم ، لدرجة قد تجعل المرء يشعر بأن العلم يدعو للإلحاد ، ولكن هل الأمر كذلك بالفعل ؟ هل دعاة الإلحاد دائماً ما يتوقفون عند قول العلم أم أن الأمر مجرد هوى نفس ؟؟ ، يمكننا أن نُناقش هذه النقطة من عدة أوجه :
الوجه الأول : إذا استحضرنا أن العلم ما هو إلا نِتاج عمليات عقلية ، وأن العقل قائمٌ بالجسد لا نستطيع فك الموضوعي فيه من الذاتي ، يمكننا أن نقول أن العلم ليس مستقلٌ بذاته وأنه يتأثَّر بنفسية صاحبه فمثلاً نجد أن الملاحدة يتكئون على نظرية التطور كدليل على إلحادهم إلا أننا نجد أيضاً مؤمنين يستدلون بنظرية التطور على صحة إيمانهم ودونك في هذا أنصار التطور الموجه .
الوجه الثاني : يقول إرفين شرودنغر :" من أين أتيت ، وأين أذهب ؟ هذا سؤال لا يُدرك وهو السؤال ذاته في كل واحد منا ولا يملك العلم جواباً عنه " ، ويقول جورج إيليس :" يمكن للعلم أن يبين لك ماهي قوانين الفيزياء ولكن لايمكنه أن يخبرك لماذا يوجد الكون والأهم من ذلك كله لا يستطيع أن يخبرك عن وجود أو عدم وجود الله " ، ويقول أحد العلماء :" إن العلم طريقة لمعرفة العالم الطبيعي وهو محدود يشرح العالم الطبيعي من خلال الاسباب الطبيعية ولا يمكن للعلم أن يُقدِّم شيئاً عن الأمور الخارقة للطبيعة ، فوجود أم عدم وجود الله ليس سؤالاً حول أيّ علمٍ بل العلم محايد هنا " .
الوجه الثالث : إن الكثير من العلماء لم يكن العلم مدعاة لتركهم إيمانهم ، فهذا يوهانز كيبلر يقول : " لم أجد شيئاً أتشوق لمعرفته بإلحاح أكثر من أن أكتشف وأعلم وجود الله الذي أستطيع أن أشعر بوجوده عند النظر إلى الكون وفي نفسي أيضاً " ، بل لم يتوقف الأمر عند هذا فقط ، فنجد أن الكثير من العلماء كان الدين هو الذي حثَّهم على العلم ، فمثلاً يقول ديفيد بيرلنسكي في كتابه وهم الشيطان :" كان للمراصد أهمية كبرى في الحياة الدينية للمسلمين المخلصين . لم تكن - ولم تكون على الإطلاق - تعبيراً عن فضول متبلد . كان المسلمون مطالبين أكثر من اليهود والمسيحين بتنظيم أوقات عبادتهم على نحو دقيق ، وعُرف الفن الذي اعتنى بهذا الأمر بعلم الميقات ".
وفي نهاية المطاف يمكننا القول إن علاقة الملاحدة بالعلم تبدو شبيهة جدة بتلك العلاقة التي يصِمُ الملاحدة أنفسهم بها المؤمنين في علاقتهم مع الله أي " علاقة إله الفجوات " ، فنجد الملاحدة عندما يعجزون عن الإجابة على سؤال ما كثيراً ما يتهربون بذكر أن " العلم سيجيب على ذلك مستقبلاً " ، ويبقى هذا المقال مجرد محاولة أُولى في نقد الإلحاد .