المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طبيــعة الإلحاد وأسبـابه



ابن سلامة القادري
02-19-2018, 01:04 PM
الإلحاد هو عبارة عن انسلاخ تام من أحكام العقل و مبادئ العلم والحكمة والمنطق وتنكر للذات والواقع والكون والوجود الحقيقي والمطلق. ولذا يظل طفرة خبيثة على المجتمعات الانسانية. ولا أدل على ذلك من تراجع الإلحاد ثم سقوطه في ظل أعتى الأنظمة المؤيدة له وهو الاتحاد السوفياتي (روسيا حديثا) رغم أولا :
- سيطرة هذا النظام على جزء كبير من العالم وفي فترة طويلة الأمد.
- وثانيا : أنه كان أكثر الأنظمة التي شرعنت للإلحاد باسم الشيوعية وفرضته على الأمة فرضا مع أكبر عملية تجميل وتلميع من خلال إلصاقه بمبادئ الشيوعية وبالعلم والفلسفة والفكر الانساني.
- وثالثا : رغم أن الظروف كانت مؤاتية تماما لتقبل الناس هذا الفكر اللعين بسبب ضلالها عن الإيمان الحق وإحساسها بالقهر والبلاء والنحس المستمر.
- رابعا : رغم محاولات مستميتة للقضاء على الدين في سبيل التمكين للإلحاد في الأسرة والتعليم والمجتمع والإعلام وكل المجالات الفاعلة والمؤثرة، مع تعريض المسلمين خاصة والمتدينين عامة من أهل الأديان الأخرى عامة لشتى أنواع النبذ والتضييق والاضطهاد والمصادرة للممتلكات.

رغم كل ذلك لم يدم هذا الفكر العقيم واللقيط طويلا ولم يلبث الشعب الروسي وكثير من الشعوب الآسيوية أن عادت للدين بل اعتنق كثير منهم الاسلام بعد ذلك وبعشرات الآلاف. وما سعي كثير من الدول الروسية الى الانفصال عن الاتحاد السوفياتي إلا تبعا لذلك وللعودة إلى حياض الدين. وليُنظر إلى حال هذه الدول اليوم - وحتى في قعر روسيا - وكيف انتشر فيها الإسلام ولا يزال ينتشر بسرعة الريح حتى إنك لترى مشاهد في الأعياد والمناسبات الإسلامية في المساجد وغيرها أعظم مما تتخيل حدوث مثله في بلاد المسلمين العرب بما يشفي صدور قوم مؤمنين.

طبيعة الالحاد وأهم أسبابه :

يفترض البعض أن هناك أكثر من نوع للإلحاد (إنكار وجود الخالق) والواقع ليس هناك أكثر من إلحاد واحد هو الالحاد النفسي فقط وأي عامل أو اعتبار أيا كان فهو يندرج تحته ومنه يبدأ وإليه ينتهي. على سبيل المثال : الفقر ، المرض، التشوه الجسدي ، الظلم الاجتماعي ، الانبهار بالغرب المادي الكافر ، الكوارث الطبيعية ... تعدد الأديان أو تناقضها أو فساد المنتسبين إليها مع أن معظمها بشري وليس سماويا بمعنى الكلمة.

فلا يصنف الإلحاد في أي خانة سوى أنه قرار نفسي مرضي أو قرار نفسي اعتباطي مرده إلى الجهل ونتيجته التمرد على أحكام العقل وقواعد المنطق المجمع عليها. وإلا فالإلحاد لا دليل عليه ولا علاقة له بالعلم ولا يتأسس عليه. ولو بفرض صحة النظريات المسماة علمية والتي يتمسح فيها الملحدون كالتطور والأكوان المتعددة وو الخ. فهذه كلها – مع فرض صحتها - دعاوى مجردة من أي دليل فعلي ينقض الإيمان.
الإلحاد نفسي ولو احتج الملحد على دين معين بتناقضاته ومنافاته للعلم أو تناقضات المنتسبين إليه أو منافاتهم للأخلاق والمنطق. لأن دلائل الإيمان بوجود الله مركوزة في الفطرة والعقل الانساني وفي كل نقطة من الكون وأكبر من أن تنحصر في دين معين أو مذهب أو فكر. فقد يقترف الإنسان كل الذنوب والآثام وقد ينكر كل المذاهب والأديان بحجة أنه لم يقتنع بها أو لم يعلم بصورتها الصحيحة لكن ما دام عقله في رأسه فمستحيل أن ينكر وجود الله خالقه بشبهة أو ظن مع يقينه بأن كل شيء في ذاته وفي الكون يدل عليه. إلا متظاهرا ودعيا ومكابرا. خاصة أن الإيمان بوجود الله قد أجمعت عليه عقول الفلاسفة والعلماء والمتدينين من الأمم وغير المتدينين. ولأن وجود الملاحدة يظل استثناء فيبقى أن مشكلة الملحد – كل ملحد بدون استثناء - هي جهله المطبق بربه ودينه ورسوله أولا واضطراباته النفسية والاجتماعية المنشأ ثانيا وثالثا تركيبته العقلية ونمط التفكير السطحي والتخيلي اللاعلمي الذي يعيشه لدى اتخاذه هذا القرار وهو عادة يكون قرارا متقلبا (يصبح كافرا ويمسي مؤمنا).

يرجى الإطلاع على هذا المقال : في دوافع الإلحاد


http://midan.aljazeera.net/intellect/sociology/2017/7/25/%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D9%88%D8%A7%D9%81%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AF

عبـــاد
02-19-2018, 05:50 PM
أخي وأستاذي ابن سلامه
بارك الله بك ونفع بما تقدم في سبيل الله من علم وجهد - أرجو وضع نص المقال لأن الرابط لا يعمل لدي
أشكرك على التوجيه في الشريط السابق ولعل الحكمة ليست دائماً في قول أول ما يتبادر إلى الذهن بل بما يقتضيه الموقف والحال وتدعو إليه الحاجة

ابن سلامة القادري
02-19-2018, 08:54 PM
والله خجلتني بإطراءك أستاذي الحبيب، فأرجو عليك بحق حذفها أو من الإدارة، بالنسبة للرابط هو يعمل معي، وأعيد إليك نسخه ، فإن لم يعمل فاكتب على موقع جوجل ما يلي : في دوافع الالحاد (اسماعيل عرفة)

http://midan.aljazeera.net/intellect/sociology/2017/7/25/%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D9%88%D8%A7%D9%81%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D8%AD%D8%A7%D8%AF