المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار مع السجادة



مجد الاسلام
08-27-2006, 08:16 PM
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته


لا شك أن كل ابن آدم ينام, وكل إنسان يؤوي الى فراشه ليلاً , ولكن هل تعرفون كيف كانت نومتي تلك الليلة ؟
كنت نائماً في ليلة من ليالي الشتاء الباردة , من بعد نصب وتعب من مشاغل الدنيا , ما اكثرها........... وقد استلقيت على فراشي , وغرقت في نوم عميق جداً ...فاستيقظت قبل الفجر من عطش شديد ألم بي , فقمت لأشرب الماء فسمعت انيناً يخرج من الأرض, تلفت حولي فذهب الأنين, ثم ذهبت وشربت الماء ثم عدت الى الفراش واذا بلأنين يعود مرة اخرى وفي هذه المرة كان الأنين قويا وكأنه صوت بكاء,فتحسست الأرض بيدي, حتى امسكت(سجادتي)فسكتت.. قلت متعجباً:أأنت التي تأنين يا سجادتي؟
قالت:نعم
قلت: ولماذا
قالت:لقد أيقظك العطش,وشربت من الماء حتى ارتةيت,وأنا بحاجة إلى الماء ولا أجد من يرويني الماء!!
قلت:وهل تريدين أن احضر لك كأسا من الماء؟
قالت: لا ليس هذا هو الماء الذي اريد ، انما يرويني دموع العابدين التائبين
قلت:ومن أين لي ان آتي لك بهذا النوع من الماء؟
قالت: وهذا هو سبب بكائي فقم يا عبد الله لصلاة الفجر ، فإنها حياة للقلب وللروح، وقد حان موعد الأذان ليردد الصلاة خير من النوم)وأنت ستستجيب لنداء الدنيا كل يوم في الليل والنهار...ولا تستجيب لنداء العزيز القهاء؟!!!
قلت متضايقاً: دعيني انام يا سجادتي...فأنت تشاهدينني كل يوم ، لا أعود إلى المنزل إلا وأنا منهمك ومتعب .. ثم اخذ اللحاف ووضعه على صدره فشعر بالدفء واستسلم لسلطان النوم!!قالت السجادة : يا عبد الله وهل تعطي للدنيا أكثر مما تعطي لدينك ؟
قلت بلهجة تهكمية : أسكتي يا سجادتي أرجوك لا تتكلمي... فإنني متعب ومرهق. أريد ان أنام..
سكتت السجادة برهة متأثرة بما قال عبد الله وقالتبصوت حزين: آه لرجال الفجر!! آه لرجال الفجر!! ألم تستمع لقول النبي ( ص ) :"" . وقل لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها_ يعني الفجر والعصر قال ( ص ) :" من صلى البردين دخل الجنة " . وقال:" بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة". وقال ايضا:" ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبو".فأنتبه عبد الله من غفلته وقال: فعلاً إن صلاة الفجر مهمة!!
السجادة: قم يا عبد الله قم
قال: غداً أبدأ إن شاء الله ...ولكن اتركيني اليوم لأنام فإنني مرهق!!
السجادة: وهي متحسرة( من لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع الأحوال ).
ثم قالت: ستنام غدا في قبرك كثيرا يا عبد الله، وستذكر كلامي ونصيحتي ... ثم تركته السجادة ، ونام عبد الله ، ولكن ! كانت أطول نومة ينامها في حياته فقد مات تلك الساعة!!
فأنشدت السجادة حين علمت بوفاته قائلة:

يا من يعد غداً لتوبته......أعلى يقين من بلوغ غد
المرء في عيشه على أمل ......ومنيتهالإنسان بالرصد




منقووووووووول