المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا تسمونها شبهات ؟



راجي الشفاء
06-09-2019, 09:57 PM
الزملاء الأكارم تحية طيبة و بعد :

درست إضافة للدراسة الجامعية في معهد للدراسات الشرعية لغير المتفرغين , و استغرق الأمر أكثر من ثلاث سنوات للتخرج , كان من ضمن ما درست عقيدة أهل السنة و الجماعة الأشاعرة و الماتريدية , الفقه الحنفي , و دراسات متنوعة من التفاسير و كتب الحديث و السيرة و التزكية .
أتابع باستمرار حوارات المنتديات و مناظرات اليوتيوب , و منذ زمن يلفتني مصطلح : شبهة .. الرد على شبهة كذا .. و السؤال هنا : لماذا تسمونها شبهات ؟
لنأخذ المثال الشهير و الذي قتل بحثاً و هو الرق في الإسلام ( و الموضوع ليس لمناقشة أبعاد قضية الرق بل هو مجرد مثال )
تجد على الشبكة عشرات المقاطع تحدثك عن الرد على شبهة الرق , و كشخص درس ما تيسر من العلوم الإسلامية أقولها بيقين : هذه الردود ترقيعات بل خزعبلات .
و السبب أنني فهمت حقيقة الإسلام . الإسلام ليس مجرد رسالة لاهوتية كحال المسيحية , الإسلام دعوة يجب أن تبلغ بأي وسيلة سواء بالسلم أو العنف .
فمن الطبيعي في دين هذه طبيعته أن يكون هناك جهاد طلب , و بالتالي أسرى و سبي , و الرقيق يجب أن يجعل له سوق نخاسة ليباع و يشترى .
الموضوع إذاً بسيط وواضح , لا يحتاج إلى تكلف و ردود مطولة . قولوها صريحة : هذا ديننا , و أنت يا صاحب الموضوع لو كانت دولة الإسلام قائمة لاستتبناك ثلاثة أيام ثم قتلناك .
كونوا صادقين مع أنفسكم أولاً و مع من تدعونهم للإسلام ثانياً .. للأمانة أحترم المسلم السلفي الصريح أكثر من المسلم [ الكيوت ] المرقع ..
و يبقى السؤال : لماذا تسمونها شبهات فيما هي من حقائق الدين ؟

أحمد جميل مسعد
06-09-2019, 10:41 PM
زميلنا الجديد راجي الشّفاء .. تحيّة طيّبة وبعد :
أنصحك قبل الخوض في مثل هذه التّفاصيل أن تفتح موضوعا تناقش فيه إلحادك فهذا أكثر فائدة لك من النّاحية المنطقيّة ..
أقول هذا لكي تتذكّر أنّنا لسنا مخلّدين في هذه الحياة الدّنيا .. وبالتّالي فإنّ طريق البحث عن الحقيقة رغم أنّه طويل جدّا فإنّه يجب أن يكون منظّما غير عشوائيّ ..
فعلى سبيل المثال ليس من المعقول أن تعلّم طفلا الكتابة وهو لم يتعلّم بعد الحروف الهجائيّة ..
وأخيرا أعلّق على اسم معرّفك (راجي الشّفاء) .. أسأل الله سبحانه وتعالى باسمه العظيم الأعظم الكريم الأكرم أن يشفي روحك من مرض الإخلاد إلى الأرض ..
دمت بخير وصحّة وعافية إن شاء الله جلّ جلاله ..

راجي الشفاء
06-10-2019, 01:54 PM
تحية طيبة زميلي الكريم :
فكرت في كلامك فوجدته عين الصواب , و كتبت الموضوع التالي ووضعته هنا كرد , و للإدارة الموقرة وضعه في القسم الذي تراه مناسباً.

استجابة لاقتراح الزميل الكريم أكتب هذا الموضوع لأبين من خلاله لماذا صرت ملحداً , مع ضرورة تبيان أنني لست داعية إلحاد , و أرفض الاتجاه المسمى بالملحدين الجدد من دعاة التغريب الذين تحول قسم منهم للأسف إلى طابور خامس يعمل لمصلحة الغرب ضد أبناء جلدته .. هذا واقع لا يسعنا إنكاره .
قضيتي بدأت عندما بدأت بدراسة المنطق , و هو ليس من المقررات في معهد الدراسات الشرعية لغير المتفرغين الذي ارتدته,
و كانت هذه الدراسة جهداً شخصياً بدون أستاذ , فكان أن اقتنيت شرحاً لإيساغوجي و بدأت الدراسة , ثم قررت البحث عن مرجع أفضل فكان كتاب المنطق للمظفر من علماء الإمامية هو المصدر الذي اعتمدت عليه و درست منه .
الأمر جذاب , أن يقول لك شخص : سأقدم لك الأداة التي تعصم العقل عن الوقوع في الزلل , شعرت وقتها فعلاً أنني عثرت على كنز ثمين .. و لكن الأمر لم يتوقف هنا , فقررت أن أبحث عن مصادر لدراسة الفلسفة اليونانية بالعموم و أرسطو بالخصوص .
هنا وقع أول صدام بين الإله كما هو في التصور الإسلامي و بين الإله عند أرسطو , فالإله عند أرسطو هو المحرك الأول , المعشوق الذي تصبو إلى كماله سائر الموجودات العاقلة , فهو العلة الغائية , بنفس الوقت فهو كمال بلا قوة , و لا يعي إلا ذاته , و لا يدري عن عالمنا الناقص شيئاً لأنه لا يعي إلا الكمال و أخيراً فهو لا يتدخل في العالم .
و اعتنقت تصور أرسطو عن الإله لأنه حل لي معضلات كثيرة كنت أسأل عنها كثيراً و لا أجد أجوبة مقنعة .
في التصور الإسلامي عن الإله أنه بكل شئ عليم , علم ما كان و ما هو كائن و ما سيكون , و ما لم يكن لو كان كيف يكون.
فكان تساؤلي الدائم هو : طالما أنه يعلم من سيؤمن به و من سيكفر به قبل أن يخلقهم , فما الحكمة من خلقهم ؟ يجيبونني : لإقامة الحجة عليهم , فأسأل : أي حجة هذه و هو إضافة إلى علمه المطلق فإرادته مطلقة كذلك , حتى أن الحديث يقول أنه خلق الجنة و النار و خلق لهذه أهلها و لتلك أهلها و الحديث بنصه :
(حديث مرفوع) وَحَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نَصْرٍ ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ ، قَالا : حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ عَمَّتِهِ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ ، عَنْ خَالَتِهَا أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ، قَالَتْ : أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَبِيٍّ مِنْ صِبْيَانِ الأَنْصَارِ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ : طُوبَى لَهُ عُصْفُورٌ مِنْ عَصَافِيرِ الْجَنَّةِ ، لَمْ يَعْمَلْ بِسُوءٍ ، وَلَمْ يُدْرِكْهُ أي ذَنْبٌ . فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ السَّلامُ : " أَوَ غَيْرُ ذَلِكَ يَا عَائِشَةُ ؟ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْجَنَّةَ وَخَلَقَ لَهَا أَهْلَهَا ، وَخَلَقَهُمْ فِي أَصْلابِ آبَائِهِمْ ، وَخَلَقَ النَّارَ وَخَلَقَ لَهَا أَهْلَهَا ، وَخَلَقَهُمْ فِي أَصْلابِ آبَائِهِمْ " . وَحَدَّثَنَا عَبْد الْوَارِثِ بْن سُفْيَان ، قَالَ : حَدَّثَنَا قَاسِم بْن أَصْبَغ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن زُهِير ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا طَلْحَة بْن يَحْيَى ، عَنْ عمته يعني عَائِشَة بنت طَلْحَة ، عَنْ عَائِشَة زوج النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلامُ ، قَالَت : فذكر مثل حديث ابْن عُيَيْنَة سواء
عندها لا يجيبني أحد ..
أما إله أرسطو فلا يعلم و لا يتدخل و لا يحاسب . و هذا التصور في قناعتي هو الأليق و الأسمى و الأرحم .
ثم مع مرور الأيام بدأ ما درسته من قرآن و حديث و تفاسير و سيرة يتفاعل في ذهني وفق تصوري الجديد عن الإله , فبعد السؤال عن الحكمة من الخلق جاء سؤال الحكمة من إعلان الله عن نفسه بالطريقة التي تطرحها الأديان الإبراهيمية , أي بإرسال الرسل .
فبما أن علمه مطلق , فهو يعلم أن هذه الطريقة للإعلان عن نفسه لن تنجي إلا قليلاً من الناس من عذابه , فمن وجهة نظر إسلامية :
عدد سكان الأرض يتجاوز السبعة مليارات , منهم حوالى مليار و نصف من المسلمين , إذاً فخمسة مليارات و نصف من البشر إلى جهنم حتماً , لأن الدين عند الله الإسلام و من يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه .
ثم نأتي للمسلمين و نطبق عليهم حديث الفرقة الناجية , فرقة من ثلاث و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة , فلا ينجو بالمحصلة من البشر إلا أقل القليل , فأين الحكمة فيما سبق ؟
هناك بالطبع أسباب أخرى مرتبطة بنصوصٍ قرآنية و حديثية و حوادث في السيرة و المغازي , لكني ذكرت الأسباب الرئيسية أعلاه .
و ظللت معتنقاً تصور أرسطو عن الله حتى خطر بذهني ذات يوم هذا السؤال :
لماذا يخضع كل شئ لمبدأ السببية و يستثنى الإله منها ؟ عدت إلى كتبي العقدية و قرأت في بطلان الدور و التسلسل , لكن لم يكن ذلك مقنعاً بالنسبة لي , فالسببية إما أن تكون قانوناً يسري على كل شئ أو لا تكون .
عند هذه المرحلة كنت فعلياً قد انتقلت من الربوبية إلى الإلحاد .
ختاماً : ذكر الزميل في موضوعي السابق إشارة إلى المعرف الذي اخترته للتسجيل في المنتدى : راجي الشفاء , إن ما أرجو الشفاء منه هو ما أسميه متلازمة العيش بوجهين . ففي الوسط المحيط بي مثلاً يقدمونني للصلاة بهم بسبب دراستي الشرعية , و كذلك الأمر بالنسبة للصيام فقد اضطررت إلى صيام معظم أيام رمضان مداراة للبيئة المحيطة . فقررت بعد انتهاء رمضان أن أعيد حساباتي , فإما أن أظل ملحداً و أجهر بذلك , فتكون ردة فعل المحيطين بي عنيفة في البداية ثم لا يلبثون أن يتقبلوني بشكلي الجديد , أو أن أعود مسلماً فتنتهي القضية , أما استمرار العيش بوجهين فلم تعد نفسي تتحمله ..
أرجو ألا أكون قد أطلت عليكم ..

أحمد جميل مسعد
06-10-2019, 09:13 PM
زميلنا الكريم راجي الشّفاء أهنّئك على بقيّة الخير فيك وعلى طول صبرك على مطالعة الكتب الّذي يعجز عنه الكثيرون بمن فيهم أنا ..
أنصحك بمادّة فقه التّفكير والعقل للدّكتور عبد الرّحمن ذاكر الهاشميّ حفظه الله تعالى وبارك الله فيه وجزاه الله خير الجزاء ..
وأرجو منك إن جعل الله تعالى عملك بنصيحتي سببا في إسلامك أن تدعو لي بظهر الغيب مكثرا من الدّعاء ..
دمت بخير وصحّة وعافية إن شاء الله جلّ جلاله ..

ياسر فوزى
06-12-2019, 06:36 PM
مرحبا

لماذا يخضع كل شئ لمبدأ السببية و يستثنى الإله منها ؟
فالسببية إما أن تكون قانوناً يسري على كل شئ أو لا تكون .
عند هذه المرحلة كنت فعلياً قد انتقلت من الربوبية إلى الإلحاد
هل أجاب خروجك من الربوبيه الى الالحاد عن سؤالك ؟
كلا , بل اصطدمت بسؤال أصعب
من أين أتى كل شىء بداية من الكون الى أن تنتهى الى عقلك الذى طرح تلك الاسئله !

راجي الشفاء
06-12-2019, 07:35 PM
زميلنا الكريم راجي الشّفاء أهنّئك على بقيّة الخير فيك وعلى طول صبرك على مطالعة الكتب الّذي يعجز عنه الكثيرون بمن فيهم أنا ..
أنصحك بمادّة فقه التّفكير والعقل للدّكتور عبد الرّحمن ذاكر الهاشميّ حفظه الله تعالى وبارك الله فيه وجزاه الله خير الجزاء ..
وأرجو منك إن جعل الله تعالى عملك بنصيحتي سببا في إسلامك أن تدعو لي بظهر الغيب مكثرا من الدّعاء ..
دمت بخير وصحّة وعافية إن شاء الله جلّ جلاله ..

الزميل الكريم : بحثت عن الكتاب فلم أجده , هل هي محاضرات صوتية أو على يوتيوب ؟
و لك جزيل الشكر .

راجي الشفاء
06-12-2019, 07:56 PM
مرحبا

هل أجاب خروجك من الربوبيه الى الالحاد عن سؤالك ؟
كلا , بل اصطدمت بسؤال أصعب
من أين أتى كل شىء بداية من الكون الى أن تنتهى الى عقلك الذى طرح تلك الاسئله !

الزميل الكريم :
الدين يقدم أجوبة على كبرى الأسئلة الوجودية : من أين ؟ إلى أين ؟ و لماذا ؟
و حين كنت شخصاً متديناً كنت مرتاحاً بالفعل للأجوبة التي أعطانيها الإسلام .
أما في المرحلة التي أعيشها الآن فلم أعد أملك أجوبة قاطعة على تلك الأسئلة , و أقصى ما يمكنني الوصول إليه هو القول : ربما كان كذا أو كذا.
أنا إنسان صريح , و قد قلتها في المشاركة السابقة : العيش بين الناس بوجهين لم يعد يحتمل , و هذا سبب تسجيلي في منتداكم الكريم .
حين أفكر في نشأة الكون أجدني أميل إلى رأي فلاسفة اليونان القائلين بقدم العالم , فلا شئ يأتي من لا شئ , و لا أرى مانعاً من القول بقدم العالم و هو قول ذهب إليه حتى فلاسفة الإسلام كالفارابي و ابن سينا .
أرسطو قبلهم قال بقدم مادة العالم لكنه قال في الوقت عينه أن المحرك الأول هو من حركها فظهر الوجود على ما نراه , و ليس عندي مشكلة مع كلام أرسطو إلا ما طرحته في مشاركتي السابقة و هو لماذا نستثني الإله من قانون السببية ؟
و من قراءتي لمحاورات المؤمنين و الملحدين أجد الحديث يتكرر عن الانفجار الكبير و القانون الثاني للترموديناميك و ما إلى ذلك , و أنا لست دارساً للفيزياء و الكونيات حتى أناقش بهذه المواضيع , و ينطبق الأمر ذاته على نظرية التطور .
دراستي هي فرع طبي + دراسة شرعية + قراءات فلسفية .
و مما يعقد مشكلتي أنني كلما قررت العودة إلى الدين اصطدمت بمشكلة جديدة , و من ذلك مثلاً قضية الجبر التي تشغلني من سنين .
انظر معي للنصوص القرآنية التالية :

(( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ))
فلا اختيار لي , هذا أولاً

(( وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَٰلَمِينَ ))
فلا مشيئة لي , هذا ثانياً

(( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ))
عملي خلقه الله و بالتالي لست بمخير .

فإذا كنت ترغب في محاورتي زميلي الكريم فلنبدأ من أول الموضوع إذا تكرمت , مع التحية .

ياسر فوزى
06-12-2019, 09:06 PM
تحيه طيبه
اصدقك القول لست متبحراً بما يكفى فى علوم الفلسفه والكلام , ولكن ما اعرفه عن تلك الامور ان الفلاسفه قد اجمعوا على قدم العالم مع الله تعالى وان الله تعالى متقدما عن العالم بالذات لا بالزمان
وعلى ذلك لا وجود للالحاد هنا فهم يؤمنون بوجود الله وقدرته

ذلك مثلاً قضية الجبر التي تشغلني من سنين .
انظر معي للنصوص القرآنية التالية :

(( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ))
فلا اختيار لي , هذا أولاً


(( وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَٰلَمِينَ ))
فلا مشيئة لي , هذا ثانياً

(( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ ))
عملي خلقه الله و بالتالي لست بمخير


اعذرنى اخى ارى ذلك مناقضا لما عليه حالك الان
فى البدايه انت مسلم ثم تحولت الى الربوبيه ثم الالحاد وتقولى لى جبـــــــــــر اى جبر هنا
هل اجبرك الله على ذلك !! لا اجبار على ذلك
قال تعالى (وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) .
وقوله: (فَمَا لَهُم لَا يُؤْمِنُونَ)
لا مشيئة الا لله ولا اختيار الا له حتى لا تظن انك اله من دونه تعالى , وتعلم ان خلجات نفسك التى بين جنبيك من الممكن تذهب فى اية لحظه ولا تملك لنفسك شىء . ولكن لك مطلق الامر فى الكفر والايمان
( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)
لو كان اجبار لما يقول لهم ( لا تقنطوا من رحمة الله ...) حتى يحثهم على الاقبال عليه
لا يقول ( وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)....

أحمد جميل مسعد
06-12-2019, 09:39 PM
زميلنا الكريم راجي الشّفاء ..
يمكنك عمل ما يلي : ادخل موقع اليوتيوب ثمّ اكتب في البحث داخل الموقع :
فقه التفكير والعقل عبد الرحمن ذاكر
وهذه بعض الروابط :
https://www.youtube.com/watch?v=Isnu8QK4ixA

https://www.youtube.com/watch?v=PWfVMMUOYts

راجيا منك مرّة أخرى إن جعل الله تعالى عملك بنصيحتي سببا في إسلامك أن تدعو لي بظهر الغيب مكثرا من الدّعاء ..
ونفس الرّجاء أرجوه من كلّ من يستفيد من هذه الرّوابط من مشاهدي هذا الموضوع ..
دمت بخير وصحّة وعافية إن شاء الله جلّ جلاله ..

الدكتور قواسمية
06-13-2019, 02:04 PM
[quote=راجي الشفاء;2952325
لنأخذ المثال الشهير و الذي قتل بحثاً و هو الرق في الإسلام ( و الموضوع ليس لمناقشة أبعاد قضية الرق بل هو مجرد مثال )
تجد على الشبكة عشرات المقاطع تحدثك عن الرد على شبهة الرق , و كشخص درس ما تيسر من العلوم الإسلامية أقولها بيقين : هذه الردود ترقيعات بل خزعبلات .
و السبب أنني فهمت حقيقة الإسلام . الإسلام ليس مجرد رسالة لاهوتية كحال المسيحية , الإسلام دعوة يجب أن تبلغ بأي وسيلة سواء بالسلم أو العنف .
فمن الطبيعي في دين هذه طبيعته أن يكون هناك جهاد طلب , و بالتالي أسرى و سبي , و الرقيق يجب أن يجعل له سوق نخاسة ليباع و يشترى .
الموضوع إذاً بسيط وواضح , لا يحتاج إلى تكلف و ردود مطولة . قولوها صريحة : هذا ديننا , و أنت يا صاحب الموضوع لو كانت دولة الإسلام قائمة لاستتبناك ثلاثة أيام ثم قتلناك .
كونوا صادقين مع أنفسكم أولاً و مع من تدعونهم للإسلام ثانياً .. للأمانة أحترم المسلم السلفي الصريح أكثر من المسلم [ الكيوت ] المرقع ..
و يبقى السؤال : لماذا تسمونها شبهات فيما هي من حقائق الدين ؟[//quote]


بسم الله الرحمن الرحيم
يا رجل عندما نرد على الشبهات فنحن لسنا ننكر أحكام الدين بل نقر بصحة أحكام ديننا ونعرض الأدلة العقلية والحسية التي تبرهن على مشروعيتها وتفوقها على أي شريعة أو اقتراح وضعي
وسبب لجوءنا الى الأدلة العقلية والحسية وحتى البحوث العلمية والقانونية والاجتماعية هو أن الملحد الذي يورد هاته الشبهات لا يقبل بأدلة الكتاب والسنة .
أما لو كان مسلما لأوردنا له الدليل النقلي وقلنا له "هذا ديننا" كما ذكرت.
لذلك فلا أحدا من المسلمين ينكر أن السلطان المسلم يجوز له أن يتصرف في الأسرى عفوا أو قتلا أو استرقاقا حسب طبيعة الجرم المرتكب من قبل الأسير وحسب ما تقتضيه مصحلة المسلمين.
بل نرد الشبهة لمن استشكل عليه عدالة هذا الحكم الشرعي بدليل عقلي وهو أن المقاتل جاء ليسلب حرية الناس فان سلبت حريته بالاسترقاق فهذا عين العدل.
ولا أحدا من المسلمين ينكر أن المرتد عن دينه المفارق للجماعة يقتل حدا بعد الاستتابة ثلاثا.
بل نرد الشبهة لمن استشكل عليه عدالة هذا الحكم بدليل عقلي من قبيل أن من عرف صدق الأسلام وأدلته وارتد عنه وحاوره أهل العلم وأزالوا شبهته ثم صمم على المروق منه
فليس مثل هذا الشخص ممن يؤسف على ذهابه ان قتل، ناهيك عن انتظام المرتدين في مجموعات تسب الدين وتعادي المسلمين وتبث الشبهات والفرقة بين عوام المسلمين كما يبرهن عليه واقع الحال مما يحدث في منتديات الملاحدة ومدوناتهم ووسائل التواصل الاجتماعي...
بل وجدنا في منتدياتهم أنهم يفرحون بكل شر يصيبنا و آخرون أعلنوا صراحة على دعمهم اسرائيل وأمريكا في حالة غزونا..
وآخرون يتمنون لو كانت لديهم قنبلة نووية ليزيلوا كل مسلم من الأرض
وكل الملاحدة دون استثناء أوجسوا خلال المسلمين يدعون للاباحية والحرية الجنسية وللعري ...الخ وكل هذا موّثق من مواقعهم.
وغير ذلك من الاضرار والمفاسد الناجمة عن تركهم دون اقامة الحد فيهم.
أتمنى أن تكون قد فهمت أننا لا نستطيع أن نقول للملحد المنحرف عن الدين برمته "هذا ديننا " بل نسوق له الادلة العقلية والحسية والعلمية الكافية لرد شبهته ان كان ممن يحبون اتباع الدليل والحق.

راجي الشفاء
06-13-2019, 03:49 PM
الزميل الفاضل أحمد جميل مسعد :
وجدت المحاضرات على اليوتيوب و عددها 15 محاضرة تبلغ مدة المحاضرة الواحدة حوالى الساعتين , سأبدأ بسماعها بالترتيب بناء على نصيحتك .
أطيب التحيات .

راجي الشفاء
06-13-2019, 03:52 PM
الزميل الفاضل ياسر فوزي :
يبدو زميلي الكريم أنك اخترت موضوع المشيئة الإلهية للحوار , و أتيت بأدلة قرآنية تثبت للإنسان إرادة و اختياراً , و هي بهذا تعاكس الأدلة التي جئت بها أنا في الآيات الثلاث , إذاً في القرآن نفسه آيات يناقض بعضها بعضاً إذ هناك نصوص تؤيد رأي من قال بالجبر و نصوص تؤيد رأي من قال بخلاف ذلك , و الدليل أن الفرقتين مذكورتان في كتب الملل و النحل , و مر معي في أحد هذه الكتب مقولة : و أهل السنة منهجهم وسط بين الفرقتين , و أنا لم أفهم كيف يكون هذا , بإثبات مشيئة للعبد و مشيئة للرب ؟ ألا يسأل المرء هنا نفسه : مشيئة من هي الأقوى ؟ يجب أن تكون مشيئة الرب , فلا يعقل إن سلمنا بوجود إله خالق و مدبر أن أستطيع أنا المخلوق أن تكون لي مشيئة تناقض مشيئته , بالتالي نعود إلى القول بالجبر . أطيب التحيات .

راجي الشفاء
06-13-2019, 03:56 PM
الزميل الفاضل دكتور قواسمية :

لقد تعمدت طرح قضية : لماذا تسمونها شبهات كأول مشاركة في المنتدى لأفهم منهجية من أحاور . في شهر رمضان دخلت في حوار مع شاب عشريني مثقف واسع الإطلاع ينتمي إلى تيار القرآنيين . و كلما جئته بآية قرآنية جاءني بتفسير لم أعهده في كتب التفسير المعروفة كابن كثير و القرطبي . و كلما جئته بحديث من الكتب الستة أو المسانيد قام برده بحجة أنه يعارض القرآن تارة , و بحجة أن السنة تأخر تدوينها و دخل فيها موضوعات و مختلقات كثيرة , و نفس القصة مع كتب السير و المغازي .
و كان يدندن دائماً حول طرح يقول : هذا المنتشر بين الناس هو إسلام من صناعة أموية و عباسية , و ليس الإسلام الحقيقي .
و لكن بالمقابل فأنا لدي دراسات شرعية , و أعرف على الأقل ما جاء في القرآن و أمهات التفاسير حول الآيات موضوع الخلاف , و قرأت بتمعن مختصر صحيح البخاري و مسلم , فانتهى الحوار بيننا بأن قلت له : أنت يا صديقي كالزئبق لا يمكن الإمساك به , و يبدو لي أنك تقول ضمناً أن المسلمين على مدى أربعة عشر قرناً لم يفهموا الإسلام فهماً صحيحاً حتى جاء محمد شحرور و أحمد صبحي منصور فاكتشفا حقيقة الإسلام .. و انتهى حوارنا هنا .
الحقيقة أستاذي الكريم أنا طالب حق , فإما الإسلام كما هو و إما الكفر به , أما اختراع دين [ كيوت و مودرن ] فمرفوض بالنسبة لي لأنني لن أضحك على نفسي بكذبة . و للمرة الثالثة أكررها : لا أريد أن أعيش بوجهين : مسلم أمام الناس و ملحد بيني و بين نفسي,
و كذلك لا أريد أن أحيا كذبة دين مرقع مختلق بحيث يبدو ملائماً للقرن الواحد و العشرين و منسجماً مع الحضارة الغربية المسيطرة حالياً . أطيب التحيات.

الدكتور قواسمية
06-13-2019, 04:31 PM
الزميل الفاضل دكتور قواسمية :

لقد تعمدت طرح قضية : لماذا تسمونها شبهات كأول مشاركة في المنتدى لأفهم منهجية من أحاور . في شهر رمضان دخلت في حوار مع شاب عشريني مثقف واسع الإطلاع ينتمي إلى تيار القرآنيين . و كلما جئته بآية قرآنية جاءني بتفسير لم أعهده في كتب التفسير المعروفة كابن كثير و القرطبي . و كلما جئته بحديث من الكتب الستة أو المسانيد قام برده بحجة أنه يعارض القرآن تارة , و بحجة أن السنة تأخر تدوينها و دخل فيها موضوعات و مختلقات كثيرة , و نفس القصة مع كتب السير و المغازي .
و كان يدندن دائماً حول طرح يقول : هذا المنتشر بين الناس هو إسلام من صناعة أموية و عباسية , و ليس الإسلام الحقيقي .
و لكن بالمقابل فأنا لدي دراسات شرعية , و أعرف على الأقل ما جاء في القرآن و أمهات التفاسير حول الآيات موضوع الخلاف , و قرأت بتمعن مختصر صحيح البخاري و مسلم , فانتهى الحوار بيننا بأن قلت له : أنت يا صديقي كالزئبق لا يمكن الإمساك به , و يبدو لي أنك تقول ضمناً أن المسلمين على مدى أربعة عشر قرناً لم يفهموا الإسلام فهماً صحيحاً حتى جاء محمد شحرور و أحمد صبحي منصور فاكتشفا حقيقة الإسلام .. و انتهى حوارنا هنا .
الحقيقة أستاذي الكريم أنا طالب حق , فإما الإسلام كما هو و إما الكفر به , أما اختراع دين [ كيوت و مودرن ] فمرفوض بالنسبة لي لأنني لن أضحك على نفسي بكذبة . و للمرة الثالثة أكررها : لا أريد أن أعيش بوجهين : مسلم أمام الناس و ملحد بيني و بين نفسي,
و كذلك لا أريد أن أحيا كذبة دين مرقع مختلق بحيث يبدو ملائماً للقرن الواحد و العشرين و منسجماً مع الحضارة الغربية المسيطرة حالياً . أطيب التحيات.
أعجبني كلامك وأنا متفائل بأنك ستهتدي للحق ان شاء الله تعالى ليس بشرط أن يكون ذلك بشيء تقرأه هنا أو هناك
ولكن بسبب توافر العقل الراجح والرغبة في الحق

ياسر فوزى
06-13-2019, 05:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله
اولا ارحب بالاستاذ الكريم د/ قواسيمه .. حياك الله


و أنا لم أفهم كيف يكون هذا , بإثبات مشيئة للعبد و مشيئة للرب ؟ ألا يسأل المرء هنا نفسه : مشيئة من هي الأقوى ؟ يجب أن تكون مشيئة الرب , فلا يعقل إن سلمنا بوجود إله خالق و مدبر أن أستطيع أنا المخلوق أن تكون لي مشيئة تناقض مشيئته , بالتالي نعود إلى القول بالجبر
ارى ذلك زميلى العزيز ان نبدأ فى ذلك الموضوع
مشيئته تعالى هى مشيئة العلم او الاعانة على الفعل اما مشيئة العبد فهى مشيئه النية والتدبير للفعل
انقل لك من كتاب دقائق التفسير
( وَقَوله تَعَالَى {وَمَا تشاؤون إِلَّا أَن يَشَاء الله} لَا يدل على أَن العَبْد لَيْسَ بفاعل لفعله الِاخْتِيَارِيّ وَلَا أَنه لَيْسَ بِقَادِر عَلَيْهِ وَلَا أَنه لَيْسَ بمريد بل يدل على أَنه لَا يشاؤه الا من يَشَاء الله وَهَذِه الْآيَة رد على الطَّائِفَتَيْنِ الْمُجبرَة والجهمية والمعتزلة الْقَدَرِيَّة فَإِنَّهُ تَعَالَى قَالَ {لمن شَاءَ مِنْكُم أَن يَسْتَقِيم} فَاثْبتْ للْعَبد مَشِيئَة وفعلا ثمَّ قَالَ {وَمَا تشاؤون إِلَّا أَن يَشَاء الله رب الْعَالمين} فَبين ان مَشِيئَة معلقه بِمَشِيئَة الله وَالْأولَى رد على الجبرية وَهَذِه رد على الْقَدَرِيَّة الَّذين يَقُولُونَ قد يَشَاء العَبْد مَا لَا يشاؤه الله كَمَا يَقُولُونَ ان الله يَشَاء مَا لَا يشاؤون

وَإِذا قَالُوا المُرَاد بِالْمَشِيئَةِ هُنَا الْأَمر على أصلهم وَالْمعْنَى وَمَا يشاؤون فعل مَا أَمر الله بِهِ ان لم يَأْمر الله بِهِ قيل سِيَاق الْآيَة يبين انه لَيْسَ المُرَاد هَذَا بل المُرَاد وَمَا تشاؤون بعد ان امرتم بِالْفِعْلِ ان تفعلوه الا أَن يَشَاء الله فَإِنَّهُ تَعَالَى ذكر الْأَمر وَالنَّهْي والوعد والوعيد ثمَّ قَالَ بعد ذَلِك {إِن هَذِه تذكرة فَمن شَاءَ اتخذ إِلَى ربه سَبِيلا وَمَا تشاؤون إِلَّا أَن يَشَاء الله} وَقَوله {وَمَا تشاؤون} نفي لمشيئتهم فِي الْمُسْتَقْبل وَكَذَلِكَ قَوْله الا ان يَشَاء الله تَعْلِيق لَهَا بِمَشِيئَة الرب فِي الْمُسْتَقْبل فَإِن حرف (أَن) تخلص الْفِعْل الْمُضَارع للاستقبال فَالْمَعْنى الا أَن يَشَاء بعد ذَلِك والامر مُتَقَدم على ذَلِك وَهَذَا كَقَوْل الانسان لَا افْعَل هَذَا الا ان يَشَاء الله) ...

والله أعلم

راجي الشفاء
06-13-2019, 08:03 PM
أعجبني كلامك وأنا متفائل بأنك ستهتدي للحق ان شاء الله تعالى ليس بشرط أن يكون ذلك بشيء تقرأه هنا أو هناك
ولكن بسبب توافر العقل الراجح والرغبة في الحق
أشكركم أستاذنا الفاضل , و أتمنى استمراركم معي في الحوار و بقية الزملاء حتى و إن طال . أطيب التحيات .

راجي الشفاء
06-13-2019, 08:18 PM
السلام عليكم ورحمة الله
اولا ارحب بالاستاذ الكريم د/ قواسيمه .. حياك الله


ارى ذلك زميلى العزيز ان نبدأ فى ذلك الموضوع
مشيئته تعالى هى مشيئة العلم او الاعانة على الفعل اما مشيئة العبد فهى مشيئه النية والتدبير للفعل
انقل لك من كتاب دقائق التفسير
( وَقَوله تَعَالَى {وَمَا تشاؤون إِلَّا أَن يَشَاء الله} لَا يدل على أَن العَبْد لَيْسَ بفاعل لفعله الِاخْتِيَارِيّ وَلَا أَنه لَيْسَ بِقَادِر عَلَيْهِ وَلَا أَنه لَيْسَ بمريد بل يدل على أَنه لَا يشاؤه الا من يَشَاء الله وَهَذِه الْآيَة رد على الطَّائِفَتَيْنِ الْمُجبرَة والجهمية والمعتزلة الْقَدَرِيَّة فَإِنَّهُ تَعَالَى قَالَ {لمن شَاءَ مِنْكُم أَن يَسْتَقِيم} فَاثْبتْ للْعَبد مَشِيئَة وفعلا ثمَّ قَالَ {وَمَا تشاؤون إِلَّا أَن يَشَاء الله رب الْعَالمين} فَبين ان مَشِيئَة معلقه بِمَشِيئَة الله وَالْأولَى رد على الجبرية وَهَذِه رد على الْقَدَرِيَّة الَّذين يَقُولُونَ قد يَشَاء العَبْد مَا لَا يشاؤه الله كَمَا يَقُولُونَ ان الله يَشَاء مَا لَا يشاؤون

وَإِذا قَالُوا المُرَاد بِالْمَشِيئَةِ هُنَا الْأَمر على أصلهم وَالْمعْنَى وَمَا يشاؤون فعل مَا أَمر الله بِهِ ان لم يَأْمر الله بِهِ قيل سِيَاق الْآيَة يبين انه لَيْسَ المُرَاد هَذَا بل المُرَاد وَمَا تشاؤون بعد ان امرتم بِالْفِعْلِ ان تفعلوه الا أَن يَشَاء الله فَإِنَّهُ تَعَالَى ذكر الْأَمر وَالنَّهْي والوعد والوعيد ثمَّ قَالَ بعد ذَلِك {إِن هَذِه تذكرة فَمن شَاءَ اتخذ إِلَى ربه سَبِيلا وَمَا تشاؤون إِلَّا أَن يَشَاء الله} وَقَوله {وَمَا تشاؤون} نفي لمشيئتهم فِي الْمُسْتَقْبل وَكَذَلِكَ قَوْله الا ان يَشَاء الله تَعْلِيق لَهَا بِمَشِيئَة الرب فِي الْمُسْتَقْبل فَإِن حرف (أَن) تخلص الْفِعْل الْمُضَارع للاستقبال فَالْمَعْنى الا أَن يَشَاء بعد ذَلِك والامر مُتَقَدم على ذَلِك وَهَذَا كَقَوْل الانسان لَا افْعَل هَذَا الا ان يَشَاء الله) ...

والله أعلم

في الحقيقة زميلي الكريم موضوع المشيئة أعقد المواضيع التي واجهتني على الإطلاق في بحثي عن الإله . كما ذكرت في بداية الموضوع أنا قد درست العقيدة الإسلامية على منهج الأشاعرة , ثم و بدافع الفضول و رغم أنه ليس مقرراً في معهد الدراسات الشرعية , قرأت الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار المعتزلي .
ما استطعت فهمه من ردك هو التالي :

{لمن شَاءَ مِنْكُم أَن يَسْتَقِيم} تثبت لي كإنسان المشيئة .
{وَمَا تشاؤون إِلَّا أَن يَشَاء الله رب الْعَالمين} تثبت إن صح التعبير سيطرة المشيئة الإلهية على مشيئتي كإنسان .
المشكلة هنا أن المشيئة يترتب عليها أن أقوم بفعل , فهل فعلي هو فعلي أنا حقيقة لا مجازاً ؟ أم نرجع لآية : (( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ )) ؟
إذا كان الله هو خالق الفعل , فنكون فعلياً - و أنا أستشعر هذا الشعور في أحيان كثيرة - أشبه ما نكون بالدمى التي تحركها الخيوط في مسرح العرائس ,
أو كما عبر بعض المتصوفة : كريشة في مهب الريح تحركها كيف شاءت ..
أقلب في ذهني العوامل المساهمة في أي فعل أقوم به فأجد :
1- التنشئة الأولى و التربية خصوصاً السنوات الثلاث الأولى من العمر , و هذه لا يد لي فيها.
2- المورثات : فكثير من سلوكياتنا موروثة , طبائعنا و أنماط شخصياتنا.
3- المعلومات التي بين يدي : و هذه أيضاً وصلني منها ما أعلم و لم يصلني ما أجهل بدون إرادة مني.
4- المشاعر و العواطف : و هذه كذلك مما لا أملك تصرفاً فيه .

لنأخذ مثالاً عن النقطة الرابعة :
لماذا مثلاً ينشرح صدرك أنت للإسلام فيما يضيق صدري أنا به و بتعاليمه و شرائعه ؟ من يتحكم في هذه العاطفة تجاه الدين ؟

ياسر فوزى
06-13-2019, 10:32 PM
دعنا نقول ان الموضوع من الأمور البحثية واسعة الاختلاف متشعبة الاراء ولكن اجيبك على قدر معرفتى بالامر والله الموفق

(لمن شَاءَ مِنْكُم أَن يَسْتَقِيم} تثبت لي كإنسان المشيئة .
{وَمَا تشاؤون إِلَّا أَن يَشَاء الله رب الْعَالمين} تثبت إن صح التعبير سيطرة المشيئة الإلهية على مشيئتي كإنسان)

ومن أعلمك بمشية الله
عندنا مثل يقول ( أنت تريد وانا اريد والله يفعل مايريد)
ارادة الله ومشيئته سر من اسراره وغيبه لا يظهره لاحد الا من ارتضى
فتعلق نفسك بالشر ما هو الا ارادته تعالى لك بسبب علمه بخبايا نفسك المريده للشر والعكس صحيح ...


(المشكلة هنا أن المشيئة يترتب عليها أن أقوم بفعل , فهل فعلي هو فعلي أنا حقيقة لا مجازاً ؟)
لا فعلك حقيقى انت من فعله ونويت له ورتبت له ولذلك ستحاسب عليه
وكما يقولون ان اردت ان تعرف هل فعلك حقيقى ام مجاز فضع يدك فى النار وستخبرك يدك انه حقيقى
(
؟ أم نرجع لآية : (( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ )) ؟
إذا كان الله هو خالق الفعل , فنكون فعلياً - و أنا أستشعر هذا الشعور في أحيان كثيرة - أشبه ما نكون بالدمى التي تحركها الخيوط في مسرح العرائس ,
أو كما عبر بعض المتصوفة : كريشة في مهب الريح تحركها كيف شاءت ..)

دعنى اوضح لك الامر بمثالك السابق انت من اختار ان يكون ربوبيا ثم اخترت الالحاد ولو اخترت ان ترجع الى الاسلام او تصبح مسيحيا او بوذيا فلن يجبرك احد انت سيد قرارك , الله تعالى يعلم ما ستؤل اليه امورك لانه يعلم نفسك وتفكيرك وهواك
هو خلقك وهداك النجدين طريق الخير وطريق الشر وانت من ستختار بحسب هل انت ممن زكى نفسه ام انت ممن دساها ..

(أقلب في ذهني العوامل المساهمة في أي فعل أقوم به فأجد :
1- التنشئة الأولى و التربية خصوصاً السنوات الثلاث الأولى من العمر , و هذه لا يد لي فيها.
2- المورثات : فكثير من سلوكياتنا موروثة , طبائعنا و أنماط شخصياتنا.
3- المعلومات التي بين يدي : و هذه أيضاً وصلني منها ما أعلم و لم يصلني ما أجهل بدون إرادة مني.
4- المشاعر و العواطف : و هذه كذلك مما لا أملك تصرفاً فيه)

لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به ... لكل منا اهواءه ومشاعره وتقاليده وعاداته لكن لا تحكم فيك الا ما جاء من الله , والا لما يبدأ الحساب الا من بعد البلوغ حتى تكون مهيئاً ان تعتمد على تصرفاتك وقرارتك التى تفعلها بما يمليه عليه هواك


(لنأخذ مثالاً عن النقطة الرابعة :
لماذا مثلاً ينشرح صدرك أنت للإسلام فيما يضيق صدري أنا به و بتعاليمه و شرائعه ؟ من يتحكم في هذه العاطفة تجاه الدين ؟
ذلك اذاً من نفسك الاماره لان الاسلام لا يأمر الا بما هو خير ولا يكون تشريعه الا موافقا لمصلحة النفس – انت تريد ان تنظر لما حرم الله عليك ولكن الشرع قد منعك فتضيق لذلك ولكن ان علمت انها لمصلحتك حتى لا تقع فى الهوى والفتن وحتى لا ينظر غيرك الى ما تملكه انت فلن تضيق لذلك
كذلك لكى لا تضيق بالشرع فيجب ان تعلم مقاصد الشرع وحتى ان لم تعلمها فاتبع لانه فيه مصلحتك -
والله تعالى يوفقنا واياكم والله تعالى اعلم

راجي الشفاء
06-14-2019, 07:55 AM
ومن أعلمك بمشية الله

قلبت عبارتك السابقة في ذهني لساعات , ثم وجدت نفسي أنهض من الفراش و أكتب هذا الرد أبين فيه جانباً لم أتحدث عنه في مشاركاتي السابقة و هو عن علاقتي بالفكر الصوفي :
رغم أنني لم آخذ العهد على يد شيخ , إلا أنني كنت من ضمن من يسمون بالأحباب , أحضر مجالسهم و أذكر بذكرهم و أقرأ كتب التصوف الفلسفي بنهم .
كنت أجهد نفسي في التعبد في كثير من الأحيان , و أنا أمني النفس أن يُفتح علي و أصير من أهل الكشف , أن أصل إلى مرحلة لا أرى فيها فاعلاً في الوجود إلا الله , ثم ألا أرى موجوداً حقاً إلا الله ..
كنت أطمع بأن تنكشف لي أسرار المشيئة و القدر , و أن أكون عند الله بمكان .. و لكن للأسف لم يحدث لي ما تمنيت ..
و بدأت همتي تفتر عن التعبد و عن قراءة كتب التصوف الفلسفي , ثم بعدها كان ما ذكرت لكم من اتجاهي للقراءة في المنطق ثم في فلسفة اليونان خاصة ما كتب أرسطو .. و البقية تعرفونها .. كان لسان حالي يقول : لم نصل إلى مبتغانا بطريق الروحانيات , إذاً فلنسلك طريق العقل و الفلسفة لعله يكون هو الموصل .
و لكنني للأمانة خرجت من التجربة الصوفية بمرارة الخيبة و الفشل و لأكون صريحاً أكثر : كان السخط هو العاطفة التي سيطرت علي بعدها ..فما علمت أسراراً و لا شاهدت أنواراً و لا حدث معي شئ من الأمور التي يتحدث بها القوم ..

لقد كنت حتى في فترة تديني .أحب النقاش في مواضيع تخص الذات الإلهية من جهة و العلوم اللدنية من جهة أخرى ..
فمثلاً كانت العلاقة بين ذات الله و صفاته و تنازع فرق المسلمين حول هذه القضية من المواضيع التي شغلت ذهني زمناً طويلاً.
و كنت أحاول كبح نفسي عن الخوض في هذه الأمور , و لكن دون جدوى ..
و ربما سيكون التالي آخر ما أكتبه حول موضوع المشيئة الإلهية حتى ننتقل بعدها إلى قضية أخرى حسب ما يرى الإخوة المحاورون.
يبدو واضحاً أنه في التصور الإسلامي عن الله فإن كل الصفات الإلهية مرتبطة بالمشيئة , حيث نقول : ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن. إن شاء عذب و إن شاء غفر .
و المشيئة ينجم عنها فعل , و لكن أفعال الله يصفها القرآن كما يلي :
((فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ))
((لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ))
و هذا التصور مخيف بصراحة .. فأنت هنا تتحدث عن إله قد يدخل العاصي الجنة و يدخل الطائع النار إذا سبق عليه الكتاب أنه من أهل هذه أو تلك . و قد حاول العدلية وضع حل لهذه القضية في أصل : الوعد و الوعيد , لكنهم أنكروا –و هذا منهجهم – أحاديث صحيحة في أن الله خلق الجنة و النار و خلق لهذه أهلها و لتلك أهلها ..

فتعلق نفسك بالشر ما هو الا ارادته تعالى لك بسبب علمه بخبايا نفسك المريده للشر والعكس صحيح ...

هذه النقطة تحتاج مني مراجعة لنفسي , فأنا في الوقت الحالي لا أرى نفسي شريراً لأنني لم أتسبب بأذى لمخلوق .. و لكن قد يكون الأمر غير ذلك .. من يدري ..

بقي أن أقول أنني فعلاً أنفي أن تكون للإنسان إرادة حرة مستنداً إلى ما ذكرت في مشاركتي السابقة و التي لم تعطني عنها إجابة شافية , العوامل التالية :
1- التنشئة الأولى و التربية خصوصاً السنوات الثلاث الأولى من العمر , و هذه لا يد لي فيها.
2- المورثات : فكثير من سلوكياتنا موروثة , طبائعنا و أنماط شخصياتنا.
3- المعلومات التي بين يدي : و هذه أيضاً وصلني منها ما أعلم و لم يصلني ما أجهل بدون إرادة مني.
4- المشاعر و العواطف : و هذه كذلك مما لا أملك تصرفاً فيها .

و أطرح هنا مثالاً عن الدين : س من الناس ولد لأبوين مسلمين فصار مسلماً , بينما ع ولد لأبوين بوذيين فصار بوذياً ,قد تقول لي : بإمكان الإنسان تغيير دينه , و أقول هذا صحيح, و لكنه ليس القاعدة السائدة بين بني البشر .. نسبة المتحولين دينياً في مختلف الأديان لا تكاد تذكر .. و الغالبية العظمى من البشر تعيش و تموت على الدين الذي ولدت عليه ..
فأين حرية الإرادة هنا ؟

aboabd
06-14-2019, 04:09 PM
تحياتى راجي الشفاء :
جاء فى الاثر: ( جاء ابليس لأحد الانبياء وقال: ألست تقول لن يصيبك إلا ما كتب الله لك!
قال النبى: بلى
قال ابليس: إذن ارمى نفسك من أعلى الجبل ولنرى ماسيفعل الله بك؟
فقال النبى : يا هذا إن للرب ان يختبرعبده وليس للعبد ان يختبر ربه.)

وأرى قناعتك تميل لإله أرسطو ، وأنت في حيرة من إله المسلمين !!
وللتوضيح نضرب مثل وليكن هذا المثل هو شخصك الكريم :
1- هل مشيئتك أن تؤمن بإله أرسطو أم أن تؤمن بإله المسلمين ؟,,, أظن انك لا تعلم أو أرجو أن تجيب .
2- اذا أمنت بإله أرسطو فقد ضللت وسيحاسبك الله على ضلالك.
3- واذا أمنت بإله المسلمين فقد اهتديت وسيجازيك الله على هدايتك.
4- اذن عملك هو كاشف لك لمشيئة الله فيك.
5- فهل تريد ان تحاسب الله على مشيئته وانت لا تدرى ما مشيئتك ؟؟!!
6- والله يحاسبك على عملك ولا ولم ولن يحاسبك عن مشيئته فيك ، فأنتبه.

راجي الشفاء
06-14-2019, 05:24 PM
تحية طيبة لك زميلي الفاضل aboabd :

في الواقع منذ البارحة و أنا أفكر بعبارة : و من أعلمك بمشيئة الله فيك , ثم جاءت عبارتك في وقتها بالضبط لتتمم الجملة حين قلت لي :


والله يحاسبك على عملك ولا ولم ولن يحاسبك عن مشيئته فيك

فاتضحت الصورة في ذهني . واجهت نفسي فقلت : لم تهرب من تحمل مسؤولية أفعالك و قراراتك و تحتج بالمشيئة الإلهية و القدر ؟
فأنا أقر و أعترف الآن بمسؤوليتي عن أفعالي و قناعاتي . أنا الذي كنت أذهب إلى المكتبات و أنتقي كتباً معينة لأقرأها , و ما لا أجده مطبوعاً كنت أنا من يحمله من النت و يطبعه .
و قناعاتي و أفكاري تشكلت مما قرأت . و لنكن صرحاء : المسؤولية عبء , و أغلبنا يود أن يجد من يتحملها بدلاً عنه , و في حالتي كانت المشيئة الإلهية هي الشماعة التي علقت عليها الحال الذي وصلت إليه ..

و هناك نقطة مهمة أود الإشارة إليها :
خلال بحثي في المنتدى وقعت على موضوع عن بطلان التسلسل اللانهائي و الدور , موضوع أجاب عن سؤالي : لماذا نؤمن بالسببية كقانون يشمل كل شئ ثم نتوقف عندما يصل الأمر إلى الإله .. قرأت الموضوع عدة مرات و وجدت فيه الجواب , و أقتبس خلاصة الموضوع حيث قال الكاتب :


يُعتبر دليل الحدوث من أقوى البراهين الدالة على وجود الله تعالى وقد استعمله الكثير من العلماء في القديم والحديث وهو مما دل عليه النقل والعقل والعلم كما سبق أن بينت، وخلاصة ما جمعنته : أن كل موجودات العالم تقبل الوجود والعدم، فهي إذن حادثة، والحادث مالا يقتضي لذاته أن يكون موجودا ولا أن يكون معدوما، فالوجود والعدم سيان بالنسبة إليه فإذا وُجد وُجد لعلة، وتسلسل العلل محال إذ يلزم منه عدم الوجود، وهو خلاف المشاهد فوجب إذن وجود محدِث قديم لا يسبقه العدم،و هو الله سبحانه وتعالى الخالق الحكيم الأول والآخر

أنا هنا أسجل تراجعي عن موقفي كملحد , و أعلن نفسي ربوبياً لا دينياً من جديد , إذ لم يثبت عندي بعد أن واجب الوجود هو بالضرورة إله الإسلام .. و لنجعل من هذا محوراً لنقاشنا كما أتمنى على الإخوة المحاورين . و لكم خالص التحية ..

ياسر فوزى
06-14-2019, 07:13 PM
السلام عليكم ورحمة الله

(قلبت عبارتك السابقة في ذهني لساعات , ثم وجدت نفسي أنهض من الفراش و أكتب هذا الرد أبين فيه جانباً لم أتحدث عنه في مشاركاتي السابقة و هو عن علاقتي بالفكر الصوفي :
رغم أنني لم آخذ العهد على يد شيخ , إلا أنني كنت من ضمن من يسمون بالأحباب , أحضر مجالسهم و أذكر بذكرهم و أقرأ كتب التصوف الفلسفي بنهم .
كنت أجهد نفسي في التعبد في كثير من الأحيان , و أنا أمني النفس أن يُفتح علي و أصير من أهل الكشف , أن أصل إلى مرحلة لا أرى فيها فاعلاً في الوجود إلا الله , ثم ألا أرى موجوداً حقاً إلا الله ..
كنت أطمع بأن تنكشف لي أسرار المشيئة و القدر , و أن أكون عند الله بمكان .. و لكن للأسف لم يحدث لي ما تمنيت ..
و بدأت همتي تفتر عن التعبد و عن قراءة كتب التصوف الفلسفي , ثم بعدها كان ما ذكرت لكم من اتجاهي للقراءة في المنطق ثم في فلسفة اليونان خاصة ما كتب أرسطو .. و البقية تعرفونها .. كان لسان حالي يقول : لم نصل إلى مبتغانا بطريق الروحانيات , إذاً فلنسلك طريق العقل و الفلسفة لعله يكون هو الموصل و لكنني للأمانة خرجت من التجربة الصوفية بمرارة الخيبة و الفشل و لأكون صريحاً أكثر : كان السخط هو العاطفة التي سيطرت علي بعدها ..فما علمت أسراراً و لا شاهدت أنواراً و لا حدث معي شئ من الأمور التي يتحدث بها القوم ..

لقد كنت حتى في فترة تديني .أحب النقاش في مواضيع تخص الذات الإلهية من جهة و العلوم اللدنية من جهة أخرى ..
فمثلاً كانت العلاقة بين ذات الله و صفاته و تنازع فرق المسلمين حول هذه القضية من المواضيع التي شغلت ذهني زمناً طويلاً.
و كنت أحاول كبح نفسي عن الخوض في هذه الأمور , و لكن دون جدوى)

أنار الله قلبك وازال الغشاوة عنك أرى من كلامك كما ذكر د / قواسيمه بصيص امل قوى فى عودتك للاسلام بمشيئة الله تعالى ..
يحزننى انك تعجلت جدا او اخطأت الطريق الموصل الى الله
وصولك اليه تعالى لا يحتاج جلسات صوفيه ولا قراءات متعنته بقدر ما يحتاج ثقه فى الله اولا وصدق مع النفس والله ثانيا واخلاص بحث ثالثاً ومداومة لا تفتر رابعاً
"وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه "
اجدنى وكثير منا قد وقع فى باكورة شبابه فى هذا المنعطف اسأل نفسى لماذا وكيف وهل
واتجهت الى قراءات كثيره ليس لى بها باع ولا طاقه ولا حتى تناسب ظروفى وقدراتى وكنت اقرأ ان الامام الفلانى تظهر عليه علامات التجلى وتنكشف له الاسرار ولكنى لم اجد ذلك فهل تركت الدين ؟
كلا بل تتبعت الدين اكثر وتعمقت فيه اكثر وفى لحظه بدأ ضميرى وعقلى يقول لى وهل فى الله شك؟
فرددت بيقين لا والله ليس فى الله شك ...

(و ربما سيكون التالي آخر ما أكتبه حول موضوع المشيئة الإلهية حتى ننتقل بعدها إلى قضية أخرى حسب ما يرى الإخوة المحاورون.
يبدو واضحاً أنه في التصور الإسلامي عن الله فإن كل الصفات الإلهية مرتبطة بالمشيئة , حيث نقول : ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن. إن شاء عذب و إن شاء غفر .
و المشيئة ينجم عنها فعل , و لكن أفعال الله يصفها القرآن كما يلي :
((فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ))
((لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ))
و هذا التصور مخيف بصراحة .. فأنت هنا تتحدث عن إله قد يدخل العاصي الجنة و يدخل الطائع النار إذا سبق عليه الكتاب أنه من أهل هذه أو تلك . و قد حاول العدلية وضع حل لهذه القضية في أصل : الوعد و الوعيد , لكنهم أنكروا –و هذا منهجهم – أحاديث صحيحة في أن الله خلق الجنة و النار و خلق لهذه أهلها و لتلك أهلها)

هذا التصور مخيف .. يااخى انت تتحدث عن الله الذى هو العدل المطلق الرحمة المطلقه الحكمه المطلقه لا ينبغى ان تخاف ولا ان تشك انك قد بلغت الى القمه فى كل صفات الخير بوصولك الى الله تعالى .. اعلم تماما لله ارحم بعبده من الام برضيعها

فتعلق نفسك بالشر ما هو الا ارادته تعالى لك بسبب علمه بخبايا نفسك المريده للشر والعكس صحيح ...
(هذه النقطة تحتاج مني مراجعة لنفسي , فأنا في الوقت الحالي لا أرى نفسي شريراً لأنني لم أتسبب بأذى لمخلوق .. و لكن قد يكون الأمر غير ذلك .. من يدري)
ان لم ترد الخير لنفسك اولا وتحرص عليه اشد الحرص فقد فعلت الشر لنفسك
ومن يغنيك ان اضررت نفسك ونفعت المخلوقين جميعا ..


(بقي أن أقول أنني فعلاً أنفي أن تكون للإنسان إرادة حرة مستنداً إلى ما ذكرت في مشاركتي السابقة و التي لم تعطني عنها إجابة شافية , العوامل التالية :
1- التنشئة الأولى و التربية خصوصاً السنوات الثلاث الأولى من العمر , و هذه لا يد لي فيها.
2- المورثات : فكثير من سلوكياتنا موروثة , طبائعنا و أنماط شخصياتنا.
3- المعلومات التي بين يدي : و هذه أيضاً وصلني منها ما أعلم و لم يصلني ما أجهل بدون إرادة مني.

(المشاعر و العواطف : و هذه كذلك مما لا أملك تصرفاً فيها
دعنى اولا اذكرك بايه قرأنيه تثبت ان الامر ليس استاتيكيا ولكنه ديناميكى متغير
قال تعالى ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب )
قال عنها ابن عباس رض الله عنه يدبّر الله أمرَ العباد فيمحو ما يشاءُ, إلا الشقاء والسعادة والحياة والموت وقال البعض بل معنى ذلك أنه يمحو كل ما يشاء, ويثبت كل ما أراد وفى حديث ان الدعاء والبلاء يتصارعان مايؤكد ذلك
دعنا نسلسل الاحداث
الطفل يولد لا يدرك اى شىء حوله ثم تبدأ التنشئه والتعليم وغرس الاسس والمبادىء التى ينشىء عليها ويستمر الى ان يكبر وهو على تلك الحاله ولكن قل لى لو ان والد ذلك الطفل اراد له ان يأكل شىء لا يرغبة الابن فلا تقول لى ان التنشئه والموروثات والمعلومات ستجبر الطفل على اكل ذلك الشىء بل انه اختار ان لا يأكل لانه لا يريد
فلماذا تقول ان الانسان يبحث عن مايريده فى حياته ولا يبحث عن ما يريده لاخرته.

(
و أطرح هنا مثالاً عن الدين : س من الناس ولد لأبوين مسلمين فصار مسلماً , بينما ع ولد لأبوين بوذيين فصار بوذياً ,قد تقول لي : بإمكان الإنسان تغيير دينه , و أقول هذا صحيح, و لكنه ليس القاعدة السائدة بين بني البشر .. نسبة المتحولين دينياً في مختلف الأديان لا تكاد تذكر .. و الغالبية العظمى من البشر تعيش و تموت على الدين الذي ولدت عليه ..
فأين حرية الإرادة هنا ؟)
قال تعالى (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)
لم يقل فاشهد بدون علم ولكن اعلم أولا ثم اشهد انه لا اله الا الله
تلك الطامة الكبرى ان انغمس الناس فى اصلاح دنياهم وتعقب سعادتهم فيها وعدم الاكتراث لاخراهم واسباب نجاتهم فيها ...
اراح الله قلبى وقلبك وثبتنى واياكم على صراطه المستقيم - والله تعالى أعلم

aboabd
06-14-2019, 09:22 PM
أحسنت زميلنا راجي الشفاء وفتح الاله الحقيقي عليك.
وحسب علمي إن إله الاسلام هو الوحيد الذي أخبر أنه هو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ، فهل في تصورك إله أخر إدعى تلك الالوهية ؟؟

راجي الشفاء
06-14-2019, 10:42 PM
الزميل الفاضل ياسر فوزي :
ربما لم تلحظ مشاركتي السابقة التي كتبت فيها :

فاتضحت الصورة في ذهني . واجهت نفسي فقلت : لم تهرب من تحمل مسؤولية أفعالك و قراراتك و تحتج بالمشيئة الإلهية و القدر ؟
فأنا أقر و أعترف الآن بمسؤوليتي عن أفعالي و قناعاتي . أنا الذي كنت أذهب إلى المكتبات و أنتقي كتباً معينة لأقرأها , و ما لا أجده مطبوعاً كنت أنا من يحمله من النت و يطبعه .
و قناعاتي و أفكاري تشكلت مما قرأت . و لنكن صرحاء : المسؤولية عبء , و أغلبنا يود أن يجد من يتحملها بدلاً عنه , و في حالتي كانت المشيئة الإلهية هي الشماعة التي علقت عليها الحال الذي وصلت إليه .
لم أعد منكراً لمشيئتي و مسؤوليتي عن أفعالي , إضافة إلى ذلك فقد درست موضوعاً في المنتدى يناقش دليل الحدوث على وجود الله فكان أن وجدت إجابة سؤالي عن السببية.
فأنا لم أعد أصنف نفسي ملحداً , بل أقر بوجود إله .

الزميل الفاضل aboabd :
الأديان كثيرة , و ربما يستغرق البحث فيها عمراً بأكمله , لذا كان سؤالي هو : كيف نتأكد أن الإله واجب الوجود الذي عرفناه بالدليل العقلي هو ذاته إله الإسلام ؟
هذه هي النقطة الأساسية الآن في الحوار.

ياسر فوزى
06-14-2019, 11:08 PM
من الجيد ذلك التقدم
وكما ذكر الفاضل ابو عبد لم يوجد اله ادعى الالوهيه الا اله الاسلام ... يتبع انشاء الله غدا لبعض المشاغل وفقكم الله

راجي الشفاء
06-15-2019, 11:29 AM
الزملاء الأفاضل , تحية طيبة و بعد :
بعد تفكير مطول قررت فعل الآتي : سأعيد قراءة القرآن كاملاً من الفاتحة إلى الناس مستعيناً بموسوعة التفاسير , و بناء على النتيجة التي أصل إليها سأتخذ هذا القرار المصيري ..
لذا سأتغيب عن المنتدى لمدة .. أراكم بخير و أشكر ما بذلتموه في محاورتي من وقت و جهد .

د. هشام عزمي
06-15-2019, 08:33 PM
مرحبا بك في كل وقت أستاذ راجي ..
لكن في الحقيقة كنت أود توضيح عقيدة أهل السنة في القضاء والقدر، لكنك على وشك المغادرة للأسف ..
لهذا سأقوم بعمل فيديو صغير أوضح فيه هذه المسألة وكيف ينظر إليها أهل السنة بخلاف سواهم من القدرية والجبرية ..
ولك أطيب التحيات، وأسأل الله أن يهيديك ويشرح صدرك للحق ..

راجي الشفاء
06-15-2019, 10:55 PM
مرحبا بك في كل وقت أستاذ راجي ..
لكن في الحقيقة كنت أود توضيح عقيدة أهل السنة في القضاء والقدر، لكنك على وشك المغادرة للأسف ..
لهذا سأقوم بعمل فيديو صغير أوضح فيه هذه المسألة وكيف ينظر إليها أهل السنة بخلاف سواهم من القدرية والجبرية ..
ولك أطيب التحيات، وأسأل الله أن يهيديك ويشرح صدرك للحق ..

حضرة الأستاذ الفاضل الدكتور هشام عزمي :
قطعاً ستكون استفادتي من كلامكم أكبر بكثير من دراستي منفرداً , فخوضي في هذه المسائل لوحدي قد أوصلني إلى الحال الذي ترون , و المرشد عزيز في هذا الزمان ..
متابع لكم و بشدة .. أطيب التحيات

د. هشام عزمي
06-16-2019, 09:23 AM
أسأل الله تبارك وتعالى أن يشرك صدرك وينير قلبك ويصلح شأنك كله ويرشدك إلى كل خير ويصرف عنك كل سوء ..

البعض فعلا يستشكل كيف يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء، ويحسب أن هذا تحكم محض ..
لكن الحقيقة أن ‍إرادة الله تبارك وتعالى ليست ‍إرادة ‍عبثية ولا تحكم محض..
بل هي مبنية على علمه المطلق وحكمته الواسعة غير المحدودة..
فهي إرادة عليمة حكيمة إن صح التعبير..
والله عندما يريد أن يضل عبدًا ما، فهذا يكون لما سبق في علمه من كون هذا العبد يحب الضلال ويسعى فيه ويأخذ بأسبابه..
فيكون إضلال الله لمن يستحق الإضلال وليس على سبيل التحكم المحض ..
ولهذا قال تعالى: {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}
وقال: {بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ}
وقال: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ}
وقال: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ}
وقال: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}
وقال تعالى: {وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ}

إذن الموضوع ليس أن الله طالبك بالإيمان ثم سلبك القدرة على الإيمان أو أمرك بالطاعة ثم منعك السبيل إليها، كما يقول البعض: كيف يأمرنا بأمر ثم يحول بيننا وبينه ويعاقبنا عليه وقد منعنا من فعله وكيف يكلفنا بأمر لا قدرة لنا عليه وهل هذا إلا بمثابة من أمر عبده بالدخول من باب ثم سد عليه الباب سدا محكما لا يمكنه الدخول معه البتة ثم عاقبه أشد العقوبة على عدم الدخول وبمنزلة من أمره بالمشي إلى مكان ثم قيده بقيد لا يمكنه معه نقل قدمه ثم أخذ يعاقبه على ترك المشي.
لا طبعا!!
فإن ربنا أمرك بالدخول من الباب وأنت الذي ترفض، مرة واتنين وثلاثة، فلما كان الأمر كذلك، أغلق الباب وحرمك من دخول الباب! وهذا هو مقتضى الحكمة وما يفعله حتى العقلاء من البشر، وهي سنة كونية، بل وأخروية ..
ألا تقرأ في القرآن: يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ (43) سورة القلم
هذه هي عقوبة تارك الصلاة الذي كان يدعى إلى الصلاة في الدنيا فيأبى!
{وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا} ..

وهذه في الحقيقة سنة كونية: الكفر في البداية يكون قرارًا صعبًا، ثم تركب الزحليقة (كما في تعبيرنا المصري العامي)، أي: تنزلق إلى المستنقع ..
كذلك مدمن المخدرات في البداية يكون تعاطي الهيروين هو قراره بإرادته الكاملة، ثم جرعة بعد جرعة تضعف هذه الإرادة حتى يفقدها تماما ..
كذلك مدمن الخمر، ومدمن التدخين، ومدمن الإباحية!
لكن رغم هذا يرسل الله للغارق في الكفر أو الذنوب رسائل، لعله يتذكر أو يخشى!
لهذا نقول إذا وجدت نفسك بعيدًا عن الله، فاعلم أن هذا عقوبة من الله لخبث نفسك وميلك للمعاصي، فأدرك نفسك وأصلحها وطهرها حتى تكون محلاً لهداية الله وعونه، وربنا لو وجد منك صلاحا، فسوف يهديك ..
والله يرسل لك رسائل:
ألا ترى أن مدمن الإباحية في ذروة انغماسه في اللذة قد يقف مع نفسه للحظات ويقول: ما هذا الذي أفعله؟!!
أو مدمن التدخين أحيانًا يقف مع نفسه ويقول: ما نهاية هذا الذي أفعله بنفسي؟!! ..

هدى الله أقواما من الكفار لم نكن نتصور هدايتهم مثل خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبد الله بن أبي السرح ومعاوية بن أبي سفيان وعكرمة بن أبي جهل، وهؤلاء حسن إسلامهم ولهم بعد إسلامهم أعمال عظام ساد بها الإسلام في الأرض ..
لماذا هداهم وختم مثلا على قلوب أبي جهل وأبي لهب؟ لأن الله علم أنهم يستحقون الهداية ويستأهلونها بينما كان غيرهم لا يستحقونها بكفرهم وطغيانهم ..
هؤلاء في لحظة صدق مع النفس، عرفوا الحق واتبعوه، بينما غيرهم أعرض بجانيه وأعطى ظهره لرسالة الله ..
كذلك أنت اجتهد من نفسك لتكون محلا لهداية الله لا محلا للإضلال ، فأفعال الله ليست ظلما ولا تحكما محضا، بل عن حكمة وعدل!

مستفيد..
06-16-2019, 12:17 PM
مقال جميل للأستاذ عبد الواحد: درء تعارض الخلق و التخيير (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?6205-%CF%D1%C1-%CA%DA%C7%D1%D6-%C7%E1%CE%E1%DE-%E6-%C7%E1%CA%CE%ED%ED%D1)

راجي الشفاء
06-16-2019, 05:25 PM
الأستاذ الفاضل الدكتور هشام عزمي :

إن وصفك لإرادة الله بالإرادة العليمة الحكيمة قد أزال من ذهني فكرة أن هذه الإرادة قد خطت في اللوح المحفوظ مصائر البشر هكذا بدون سبب , و يرجع ذلك إلى فهمي الخاطئ لآية أن الله لا يسأل عما يفعل , و حديث أن السعيد سعيد في بطن أمه و الشقي كذلك .
فكنت أرى الإرادة و لا أرى صفات العلم و الحكمة , فأدى ذلك إلى رؤيتي لله أنه ملك جبار و نسيت أنه عليم حكيم , بل و رحمن رحيم ..
و كان مما عزز قناعتي الجبرية تلك , أنني كنت أرى نفسي يوماً بعد يوم أزداد بعداً عن الدين و نفوراً منه , حتى قلت لنفسي : يبدو أنه لا يريدني , و إلا لماذا يخلق في نفسي هذا البغض للدين ؟ فجاء حديثك عن مثال الإدمان ليوضح كل شئ .
ثم تكلمت عن : لحظة صدق مع النفس .. و يبدو أن هذا بالفعل ما احتاجه .
هنا أود السؤال عما نويت فعله من قراءة القرآن من جديد من أوله لآخره , فأنا أمام طريقين :
الأول أن أبدأ القراءة بدون موقف مسبق , بل بحياد و أنظر إلى أين توصلني هذه القراءة .
الثاني أن أنطلق من أن هذا الكتاب يقول عنه مليارات البشر أنه كلام الله و رسالته للبشر , و أنظر هل ما أتوصل إليه يوافق هذه المقدمة أم يخالفها.
فماذا تقترحون ؟

ياسر فوزى
06-16-2019, 08:25 PM
الزميل الفاضل راجى الشفاء تحيه طيبه
أرى اولا قبل ان تبدأ فى قرأتك أن تخبرنا أسباب الاعتراضات المسبقه لديك على الدين ... وفقكم الله

راجي الشفاء
06-16-2019, 09:46 PM
الأستاذ الفاضل ياسر فوزي :
أضع أمام المحاورين الكرام ما اعتبره خلاصة أفكاري فيما يتعلق بالدين الإسلامي.
بعد أن حلت قضية المشيئة و الإرادة الإلهية من قبل المحاورين الكرام أطرح مشكلتي مع الدين .
من وجهة نظر الدين فإن الله خلق البشر ليعرفوه و يوحدوه , هذه وجهة نظر , و الأخرى تقول أنه خلقه لعمارة الأرض.
في كلتا الحالتين فإن الإنسان يحمل أمانة ثقيلة جداً عرضت على السماوات و الأرض و الجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها,
السؤال هنا : أنا كواحد من بني الإنسان لم أختر أن أحمل أمانة كهذه و لن أختار , ربما لو عاد الاختيار الي لتمنيت أن أكون شجرة في بستان أو طيراً يحلق في الفضاء بحرية و بدون هموم ..
ما أن تصل سن البلوغ حتى يتم إخبارك بأنك مكلف , و أن القلم بدأ يجري عليك .. و هذه مصيبة المصائب .. كل صغيرة و كبيرة مدونة و محفوظة , و سأسأل عنها .. ألا تشعرون بالرعب لمجرد تخيل ذلك ؟
أفتح القرآن و كتب السنة و الفقه لأعرف المطلوب مني و المحرم علي , فأجدني مقيداً بقيود لا أول لها و لا آخر .. شريعة قاسية تتناول كل شئ , لا تترك لك مجالاً لتتنفس , حتى شربة الماء و دخول الخلاء لها قوانين !
أسأل نفسي : ما دليلك على أن ما سبق فعلاً مطلوب منك ؟ يأتي الجواب : لأن رجلاً عربياً من قريش قبل أكثر من ألف و أربعمئة سنة قال أنه رسول من عند الله و جاء بهذه الشريعة ..
و لكن ببساطة أنا لم أره , كل ما وصلني عنه وصلني بالنقل , و ما أدراني أنا بصدق من نقل أصلاً ؟ و أستشهد هنا بمقولة معبرة تقول:
كيف نثق في التاريخ , و الواقع يتم تزويره أمام أعيننا !
ثم إن فكرة إرسال الرسل عند النظر فيها نجد أنها لم تحقق الهدف المرجو منها , فمن وجهة نظر إسلامية لدينا مليار و نصف مسلم,
إذاً فخمسة مليارات و نصف من البشر إلى جهنم مباشرة لأن الدين عند الله الإسلام و من يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه.
ثم نأتي للمسلمين و نطبق عليهم حديث الفرقة الناجية من الفرق الثلاث و السبعين فنجد أنه لن ينجو إلا قلة , إذاً فإعلان الله عن نفسه بإرسال الرسل لم يحقق الغاية المرجوة إذ بقيت معظم البشرية في ضلال .
ثم أقول لنفسي ابحث في سيرة محمد و حاول أن تعرفه , فأجد أن الرجل قد دعا بدعوة سلمية بالحكمة و الموعظة الحسنة في مكة لما كان الإسلام ضعيفاً , ثم لما صار للإسلام دولة في المدينة و إذا بالدعوة تمتشق السيف و تبدأ سلسلة لا تنتهي من الغزوات و السرايا .
إذاً تحول الدين من خيار شخصي إلى أمر يفرض بقوة السيف .. حروب دينية إن جاز التعبير ..
هذه هي النقاط الأساسية التي أعتبرها إشكالات حول موضوع الإسلام .. و هناك فروع لكنها كلها ترد إلى الأصول الواردة أعلاه.

ياسر فوزى
06-16-2019, 11:03 PM
كل ما ذكرته أعلاه ينبني الرد عليه انك تعترف وتقر أن هناك اله خلقك وخلق الكون ولأننا نرى بديع صنعته فى أنفسنا وفى الكون فلابد انه اله حكيم قادر
وهذا الإله الحكيم القادر لم يخلقنا عبثاً او لعباً وانه وضع فينا ذاك الشيء المسمى الضمير والعقل الذي نتميز به عن باقي المخلوقات التي لم تتحمل تلك الامانه
وهذا الضمير هو الذي يخبرك الصواب من الخطأ ويعرفك كيف وأين تضع قدميك فى الحياة , ولكننا قد نسينا وتجاهلنا ولم نعيره اى أهميه
فتكرم علينا وأرسل إلينا رسله لكي يعرفونا ما المطلوب منا فى هذه الحياة ..
فهل تقر بوجوده وتثبت له صفاته الحسنى ؟.

راجي الشفاء
06-17-2019, 12:16 AM
المحاورين الأكارم , تحية طيبة :

أود أن أشكركم جميعاً على وقتكم و جهدكم في الحوار معي , أفرغت هنا مكنونات صدري و بحت بما لا يعلمه عني إلا دائرة ضيقة من المقربين .
هناك مقولة للحسن البصري توقفت عندها كثيراً .. قال : من أراد أن يكلمه الله فليقرأ القرآن ..
و هذا أقصى ما أريد .. أريد أن يكلمني فأعرف صفاته و أفعاله و ماذا يريد أو لنقل ما هي مهمتي و موقعي في هذا الوجود ...
و سأبدأ هذه الرحلة الشيقة و الصعبة في آن معاً هذه الليلة , واضعاً نصب عيني أن أقرأ لأفهم , لا كما كنت أفعل سابقاً أيام تديني لا يهمني إلا عدد الختمات..
خالص التحية لكم و لمنتداكم الطيب .. و إلى لقاء قريب ..

راجي الشفاء
06-18-2019, 10:01 PM
المحاورين الأفاضل :
بدأت بقراءة القرآن كما خططت , ثم خطر لي أن أبدأ بجزئي تبارك و عم لأنني لا أزال أحفظ معظمهما . و قرأت الجزئين في أقل من ساعة و نصف . و لكن شيئاً داخلي لم يتحرك .. قلت لنفسي لعل السماع لمقرئ يغير الحال , فاستمعت للقرآن بصوت الشيخ سعد الغامدي , هنا فقط شعرت بشئ من الخشوع , هذا الشعور الذي لم أشعر به منذ مدة طويلة ..
رحت أكلم نفسي بعدها : ما التشوه الذي أصاب نفسي , و لماذا ؟
هل هذا هو الطبع على القلب و الران الذي تكلم عنه القرآن ؟ و إن كان كذلك فما الحل ؟
لا تصدقوا من يقول أن أسئلة الوجود الكبرى : من أين ؟ إلى أين ؟ و لماذا ؟ لا تهمه و لا تؤرق ليله , هذا محض كذب و أنا الدليل .
و لكني وحيد و أعيش في بلاد غربة , و لم أتقن لغتهم بما يكفي لأكون علاقات و صداقات تسمح لي بطرح ما يجول في خاطري و نقاشه معهم , ليس لدي القدرة على التعبير كحالي باللسان العربي , و أنا أعرف يقيناً أنني إذا لم أجد بيئة مؤمنة واعية فغالباً سأعود لسابق عهدي بعد فترة تطول أو تقصر , إذاً فخطة الاعتزال و تلاوة القرآن لن تنفع من حاله مثل حالي , فماذا تقترحون ؟ هل نكمل الحوار من النقطة التي وصلنا إليها ؟ و لكم جزيل الشكر و المودة .

ياسر فوزى
06-19-2019, 03:38 PM
فلنكمل الحوار ...
ما مدى ايمانك بوجود اله وما هو اعتقادك فيه وفى افعاله؟

مستفيد..
06-19-2019, 03:41 PM
كل صغيرة و كبيرة مدونة و محفوظة , و سأسأل عنها .. ألا تشعرون بالرعب لمجرد تخيل ذلك ؟
أفتح القرآن و كتب السنة و الفقه لأعرف المطلوب مني و المحرم علي , فأجدني مقيداً بقيود لا أول لها و لا آخر .. شريعة قاسية تتناول كل شئ , لا تترك لك مجالاً لتتنفس , حتى شربة الماء و دخول الخلاء لها قوانين
أردتُ التعليق على هذه الجزئية تحديدا..لأني لا أرى اختلافا فيما لو نظرنا للأمر بالمنظور الوضعي اللاديني والذي يحمل بوضوح محاكاة فعلية للقيود الدينية وأستغرب أحيانا ممن يتبنون هذا المنطق كيف يقبلون القيود الوضعية بشدتها ورعونتها أحيانا ويرفضون قيود أخرى فقط لمجرد أن لها صبغة دينية وليس هو رفضا للقيود الدينية من حيث المبدأ لأن الكثير والكثير من القوانين الوضعية أصولها دينية والعقل يجيز تحول قانون ديني إلى وضعي في أية لحظة يكفي تمريره كمشروع قانون وضعي على أي برلمان من برلمنات الدول "المتحضرة" و"المتقدمة" وهذا واقع كقانون حظر الخمر في عشرينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة الامريكية والامثلة كثيرة حتى في يومنا هذا.
ثانيا لا توجد دولة يخلو منها ما يسميه أهل القانون بالمجلة الجزائية تسرق تعاقب تقتل تعاقب الثلب تعاقب تتتهم الناس بالباطل تعاقب...في قوانين الطرقات تتجاوز السرعة المحددة تعاقب السياقة في حالة سكر تعاقب تتجاوز الإشارة الضوئية تعاقب. مجاوزة غير قانوية تعاقب..قوانين الأسرة إهمال الأطفال تعاقب. تضربهم تعاقب. تضرب زوجتك تعاقب..قوانين الضرائب وهي من أشد القانين الزجرية..القوانين الجمركية القوانين الزجرية المتعلقة بالحيوان من تعذيب وصيد غير مرخص ووو إلى غير ذلك من القوانين الزجرية التي لن تكفيها صفحات وصفحات..ولهذا نتعجب فعلا ممن يعيبون على الدين قوانينه الزجرية ويجيزونه عندما يرتفع عن الزجر الصبغة الدينية بل حتى عد السكنات وما تدونة الملائكة فنحن نعيش في عصر كاميراوات المراقبة تسجل خطواتك وسكناتك انطلاقا من الشوارع والأنهج إلى الأماكن العامة الإدارات والملاعب النزل..كل شيء مسجل يراقبك عن كثب يخنقك بأتم معنى الكلمة ليس فقط كاميراوات المراقبة هناك الأقمار الإصطناعية والمراقبة الانترناتية تراقب ما تكتب وما تدون وما تتصفح.. ثم الغريب لا نجد إلا الثناء على هذا التقدم التقني ونعده من أسباب الأمن والأمان بل هناك من يعده عامل من عوامل الزجر الإستباقي الذي به تنقص الجريمة فكلما أحس الإنسان أنه مراقب وأعماله مسجَّلة أعاد حساباته مرات ومرات قبل أن يقدم على جرم أو مخالفة ولكن لا أدري لماذا تختلف الصورة وينقلب الحكم ويتحول الشعور إلى ضيق واختناق لمجرد أننا غيرنا المدونين والمراقبين من بشر إلى ملائكة.
في الحقيقة أرى تضاربا وازدواجية في المعايير وإن أراد اللاديني أو الوضعي أن يكون صادقا مع نفسه فما عليه إلا أن ينفرد ويعيش منعزلا في غابة من الغابات ولكن حتى هذه لن يفلح فيها فللغاب قوانين ونواميس كالقوانين والنواميس التي تحكم علاقة السمك الصغير بالسمك الكبير في البحار وهي أشد وأنكى مما فر منه بل إن المادة نفسها تخنقه بقوانينها فلن يحرك يده إلا بشروط ولن يتنفس إلا بشروط ولن يمشي إلا بشروط ولن يأكل إلا بشروط ..الوضعي أو اللاديني يعيش في عالم جبري تحكمه قوانين المادة وتتحكم في حركاته وسكناته ولهذا صدق من قال أن الإنسان لن يكون حرا إلا من خلال الدين وعندما فقط يكون عبدا لله.

مستفيد..
06-19-2019, 05:04 PM
ثم إن فكرة إرسال الرسل عند النظر فيها نجد أنها لم تحقق الهدف المرجو منها , فمن وجهة نظر إسلامية لدينا مليار و نصف مسلم,
إذاً فخمسة مليارات و نصف من البشر إلى جهنم مباشرة لأن الدين عند الله الإسلام و من يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه.
طيب لو قلنا أن نصف البشرية في الجنة والنصف الآخر في النار أو لو قلنا كل البشرية في الجنة باستثناء شخص واحد دخل النار انكون اقتربنا من الهدف اكثر وأكثر.
هذا التحليل لا علاقة له لا بالهدف الذي من أجله بعث الله الرسل ولا بمبدأ العدل ذاته..فالمسالة مرتبطة بالكيف لا بالكم..من استحق دخول الجنة دخل الجنة ومن استحق دخول النار دخل النار..هذا الأصل بصرف النظر عن العدد هنا أو هناك..وهو ما دلت عليه النصوص وما يتماشى مع مبدأ العدل فقد ثبت أن الله قد خصص لكل إنسان مقعدين مقعد في الجنة ومقعد في النار (( لكل إنسان مقعدين، مقعد في الجنة، ومقعد في النار،فإذا دخل أهل الجنةِ الجنة ودخل أهل النار النار قيل لمن في الجنة،هذا مقعدك من النار لو أنك عملت بغير طاعة الله،عز وجل، ويقال للآخر،هذا مقعدك من الجنة لو أنك عملت بطاعة الله،عز وجل )) البخاري ومسلم
..بمعنى أن هناك جواز أن يدخل كل البشر الجنة وجواز أن يدخل جميعهم النار كذلك ((ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم )) او كما جاء في الأثر (( يا عبادي لو أن أولكم ، وآخركم ، وإنسكم ، وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ; ما زاد ذلك في ملكي شيئا يا عبادي لو أن أولكم وآخركم ، وإنسكم ، وجنكم ، كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا )) فالمسألة إذن مسألة استحقاق كما قلنا لا مسألة عدد. والإسحقاق من شروطه بلوغ الرسالة (( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ))

راجي الشفاء
06-19-2019, 05:09 PM
حقيقة زميلي الفاضل مستفيد , عندما أصف الشريعة الإسلامية بأنها شريعة قاسية , فهذا ليس رأيي أنا بل هو رأي القرآن (( إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً )) حيث جاء في تفسير معناها :
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: ( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا ) ثقيل والله فرائضه وحدوده.
و بالنسبة لقيود القوانين الوضعية لا أختلف معك , و معظم البشر يميلون للتفلت منها عندما يغيب الرقيب , و لكن الرقيب في الإسلام حاضر لا يغيب , فحتى و أنت وحدك لا يطلع عليك بشر , تشعر بتأنيب الضمير .
حالياً أعتبر وخز الضمير ظاهرة صحية بخلاف نظرتي السابقة , فأن يكون سلوكك في سرك و علنك واحداً هذا سمو أخلاقي حقيقي .
و يهمني هنا أن أستفيد من تجربتك الشخصية كإنسان ملتزم :
عندما تستثقل نفسك الشرع و قوانينه , لنقل مثلاً الاستيقاظ لصلاة الفجر , كيف تتعامل مع الموضوع ؟
أما حديثك عن الغرب , فقد بينت زميلي الكريم في بداية الموضوع أنني لست من دعاة التغريب المنسلخين من أمتهم و موروثهم كما هو حال نسبة كبيرة من اللادينيين و الملحدين الجدد . بل أبعد من ذلك , أنا حتى في ذروة بعدي عن الدين كنت و لا زلت أعتقد أن الحل لمشاكل هذه الأمة يجب أن يكون نابعاً من ذاتها و ليس حلاً مستورداً

راجي الشفاء
06-19-2019, 05:12 PM
فلنكمل الحوار ...
ما مدى ايمانك بوجود اله وما هو اعتقادك فيه وفى افعاله؟

أنا مؤمن بوجود الله زميلي الكريم , و ألخص تصوري عنه بالنقاط التالية :

1- الإله واحد
2- خلق الكون
3- متصف بكل صفات الكمال
4- منزه عن كل صفات النقص

ياسر فوزى
06-19-2019, 06:22 PM
هل ترى اى دين من الاديان جعل لالهه الكمال ونفى عنه النقصان الا دين الاسلام ؟
الشرح كثير ولكن اختصاراً للاسلام مميزات تجعله هو الدين الوحيد الذى حافظ على التوحيد من بين الاديان
التوحيد بكل ما تحمله الكلمه من معانى

عندما تستثقل نفسك الشرع و قوانينه , لنقل مثلاً الاستيقاظ لصلاة الفجر , كيف تتعامل مع الموضوع ؟
حتى لا ندخل فى مرحلة انك لجأت الى الالحاد والاأدريه لمجرد ان عبادات الاسلام تستثقل عليك
هل اذا علمت ان صلاة الفجر تجنى من وراءها مبلغاً من المال أو الرفعه أو المتعه هل كنت ستحرص أكثر عليها ولا تفكر حتى أن تضيعهها أم ماذا سيكون تفكيرك وقتها؟
كذلك العبادات والطاعات ان كنت مؤمنا فستقنع نفسك انك انت من سيجنى ثمرات تلك الطاعات ويعود نفعها عليك وعلى ذويك دنيا واخرة

مستفيد..
06-19-2019, 08:20 PM
لم تفهم قصدي زميل راجي..
قصدت أن الفرار من "قيود" الدين لا يعني أنه لا قيود...فالقيود ستتبعك أينما حللتَ ولو اخترتَ العيش منعزلا.
هذا قصدي وبالتالي لا معنى لحجة "القيود الدينية" هذه.
ولا معنى أيضا للقول أن هذه أشد من هذه..فما تراه أنت شدة في الإسلام ينظر لها غيرك من منظور أرحنا بها يا بلال.

راجي الشفاء
06-19-2019, 10:50 PM
بعد طول تفكير , أجدني مضطراً للإقرار بغريزة التدين , تلك الغريزة التي عبر عنها القرآن بالفطرة .
قد تستطيع إسكات هذا الصوت داخلك بالانشغال المستمر بعمل ما , و بعضهم ينغمس في حياة شهوانية متواصلة ,
و لكنك لن تتمكن من الهرب إلى مالا نهاية , قد تضع رأسك على الوسادة لتنام فيجافيك الرقاد و تبدأ الأسئلة :
من أين جئت ؟ من أين جاء هذا الوجود ؟ لماذا أنا هنا ؟ هل الحياة عبثية أم لها غاية ؟ ماذا بعد الموت ؟
لن تفلت من قبضة هذه الأسئلة في وضع كهذا .. أنت في مواجهة صريحة مع نفسك ..
هناك سيناريو مختلف قد يحدث معك , قد تنهار تحت ضغط ما , فشل دراسي , طرد من عمل , نهاية قصة حب ,
وفاة عزيز .. فتأتي الأسئلة عينها و لكن بصورة مختلفة , السؤال هنا يكون عن المعنى .. ما معنى تحمل هكذا آلام
في حياة يحكمها العبث ؟ أليس من الأفضل وضع حد لكل هذا .. مرة و إلى الأبد !
كل ما سبق يجعلك تتوق لشئ واحد : السكينة .. و هذه لا تنال لا بالكحوليات و لا المخدرات و لا الأدوية النفسية..
الدين .. هذا مجاله و هذا تخصصه الذي لا ينازعه فيه منازع .. هذا يفسر مثلاً لماذا لا يزال على سطح الأرض وثنيون,
يفسر إيمان ملياري نسمة بالثالوث , يفسر حتى الأديان التي لا تعطي تصوراً واضحاً عن الألوهية كالبوذية..
الإنسان يريد الاستقرار النفسي , و هو مستعد في سبيل هذه العطية النفيسة أن يدوس على عقله و يقبل عقيدة عجيبة غريبة إذا قدمت له الأجوبة على أسئلته ..
أما أنت .. فأمامك عقيدة توحيدية نقية صافية , لا تشوبها شائبة .. فلماذا تعرض عنها ؟؟
لذلك أجد أن خير ما أفعله الآن هو النطق بالشهادتين : أشهد ألا إله إلا الله و أشهد أن محمداً رسول الله , و الاغتسال , و صلاة ركعتي توبة ثم فرض العشاء ..
و أسألكم النصيحة بالأمور التي تعين على الثبات , فأنا خبير بنفسي, و التي و إن قمعتها في لحظة صدق , فلن تتركني أسلك الطريق بسهولة ..
فرجاء لا تبخلوا على من صار لكم أخاً بالنصح و الدعاء ..

ياسر فوزى
06-20-2019, 12:47 AM
الأخ الفاضل راجي
أرجو من الله لك الثبات والهدى
منذ أول مشاركاتك ونحن نرى بك إيماناً قد سترته بعض الشوائب , ونجد انك من المترددين لا أكثر,
الواقعين فى شبهات واهية الأساس من اليسير تنحيها وقلبها رأساً
فثابر وقل لنفسك دائما ً الإسلام حق وأحق أن اتبعه وان تعرضت لاى شبهه فلا تخرج من الدين فلعلك تقبض على ذلك ولكن ثق أن الله تعالى يريد لك الخير مادمت تريده لنفسك وان ما تتعرض له من منغصات فى إيمانك ما هو إلا ابتلاء وامتحان لتصفية روحك ولنقلك إلى مرحلة أعلى من الإيمان إن كنت قد وثقت أن الله ربك ومحمد نبيك والقرآن الكريم كتابك
من رد سابق لك تقول
أسأل نفسي : ما دليلك على أن ما سبق فعلاً مطلوب منك ؟ يأتي الجواب : لأن رجلاً عربياً من قريش قبل أكثر من ألف و أربعمئة سنة قال أنه رسول من عند الله و جاء بهذه الشريعة ..
و لكن ببساطة أنا لم أره , كل ما وصلني عنه وصلني بالنقل , و ما أدراني أنا بصدق من نقل أصلاً ؟ و أستشهد هنا بمقولة معبرة تقول:
كيف نثق في التاريخ , و الواقع يتم تزويره أمام أعيننا

من نقل لك الأخبار هم صحابه مشهود لهم بصفات الصدق الامانه والعقل الراجح , لذلك نجد الائمه أمثال البخاري ومسلم والذهبي والعراقي وابن حجر وابن عساكر.... وغيرهم الكثير
قد أفنوا حياتهم فى تمحيص وتحقيق ما صح عن رسول الله ( ص ) ,
وان كان قصدك ما ادرانى بصدق الرسول فتأمل المحاورة الجميلة للدكتور حسام الدين حامد
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?10358-
مختصره هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــا (http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?35365)
ولو اردت الاستزاده على صدق الاسلام فادخل على صفحتى او أى صفحه من صفحات الاعضاء الكرام فستجد ما يبهرك عن صدق الاسلام
والله الموفق وعلى الله قصد السبيل ...

مستفيد..
06-20-2019, 02:09 AM
ماشاء الله تبارك الله ولا حول ولا قوة الا بالله..
مبارك اخينا الحبيب راجي الشفاء نسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبتك ويرزقك إيمانا لا يرتد أبدا
ونبشرك أخينا الحبيب بأن الله يفرح لتوبة عبده وقد بشر التائبين بقوله سبحانه (إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا )
واعلم أخينا الحبيب أن الإيمان يزيد وينقص يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي ولا يستزلنك الشيطان ليردك إلى الكفر فكن كمن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يلقى في النار واعلم أن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون وليس فينا ملائكة فلا يأتينك الشيطان من هذا الباب واجعل الآية 102 من سورة التوبة نصب عينيك ( وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم)

أحمد جميل مسعد
06-20-2019, 09:22 AM
بسم الله الرّحمن الرّحيم ..
أخي الحبيب راجي الشّفاء السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أهنّئك على عودتك للإسلام وأسأل الله لك الثّبات على الإسلام حتّى تلقى الله تعالى بقلب سليم ..
وأسأل الله لك الرّفعة في الآخرة ولا أزكّيك على الله تعالى ..
هنيئا لك أيّها الطّيّب الخيّر وإنّي أحبّك في الله ..
نصيحتي لك أن تقوم بعمل تغيير على ملفّك الشّخصيّ لتعرّف نفسك بأنّك مسلم وليس لادينيّ ..
وأخيرا أرجو منك ذات الرّجاء الّذي رجوته سابقا أن تدعو لي بالخير بظهر الغيب مكثرا من الدّعاء ..
ونفس الرّجاء أرجوه من كلّ مشاهدي هذا الموضوع ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين ..

راجي الشفاء
06-20-2019, 01:14 PM
الزملاء الأفاضل :
أشكر لكم دعواتكم الطيبة , و أخص بالدعاء أخونا أحمد جميل مسعد , و قد وضعت أمام عيني نصين :
(( إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ))
(( استعينوا بالغدوة و الروحة و شئ من الدلجة فإن المنبت لا أرضاً قطع و لا ظهراً أبقى ))
سأتدرج مع نفسي شيئاً فشيئاً , فنوبة حماس أهوج قد تضيع كل ما بنيت ..