المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طبائع البشر



رمضان مطاوع
02-16-2021, 04:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين
أما بعد
----------------------------------------------
طبائع البشر

أسلوب الثواب والعقاب أسلوب أساسي في تربية النفس البشرية , إن استعمال أسلوب التبشير بالثواب والإنذار بالعقاب في القرآن الكريم ليس من الخطأ , بل طبيعة النفس البشرية تقتضي إرسال رسول يكون بشير ونذير ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ) لأن التبشير بنوال الثواب لمن يستحق الثواب والإنذار بإيقاع العقاب لمن يستحق العقاب كلاهما واجب وضروري ومحتم , حتى لا يكون لأحد أي حجة أنه لا يعرف نتائج عمله , ولكن من جمال الشريعة الكاملة وهي ( القرآن ) أن تحتوي في تعاليمها على أسلوب الترغيب في الثواب والترهيب من العقاب , إذ يقول تعالى في القرآن الكريم ( نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50)) فالله غفور رحيم بحق لكن لا ينبغي أن ننسى أيضاً أن عذابه هو العذاب الأليم , ولا تتعارض المغفرة والرحمة لمن يستحقها مع العذاب الأليم لمن يستحقه , والسبيل الأمثل هو ألا يقنت الإنسان من رحمة الله إذا ما وقع في الخطأ بسبب ضعفه لأن الله قال عن نفسه أنه هو الغفور الرحيم , وعلى الإنسان أن يبذل قصارى جهده في تجنب عمل ما يستدعي إيقاع العذاب الأليم عليه لأن الإله الغفور الرحيم هو هو نفسه اللي عذابه أليم

إن طبائع الإنسان من حيث تأثير الدوافع عليها تنقسم إلى ثلاثة أنواع :

النوع الأول : يتأثر بالدوافع التي تأتي إليه بفائدة ومنفعة عندما يستجيب لها , فتكون الرغبة في الحصول على حسن الجزاء هي الدافع الذي يدفعه للعمل الصالح
النوع الثاني : يتأثر بالدوافع التي تدفع عنه السوء والشر عندما يستجيب لها , فيكون الخوف من العذاب أو العقاب هو الدافع الذي يدفعه للعمل الصالح
النوع الثالث : يتأثر بدوافع الحب الخالص لا رغبة في جزاء ولا خوف من عقاب , بل تكون المحبة الخالصة هي الدافع الذي يدفعه للعمل الصالح , ومثال ذلك الأم إنها تعتني بوليدها بدافع الحب الخالص , لا طمعا في عائد سوف تجنيه منه , ولا خوفا من عقاب سوف يعاقبها به , إنما تتصرف معه بدافع الحب الخالص

والحقيقة أن كل إنسان يحمل في نفسه جزءاً من هذه الطبائع الثلاثة , ولكن :

أحيانا يكون دافع الرغبة في الثواب بالخير هو الغالب على طبيعته
وأحيانا يكون دافع الخوف من العقاب بالشر هو الغالب على طبيعته
وأحيانا يكون دافع المحبة الخالص هو الغالب على طبيعته

ولذلك فإن الشريعة الصحيحة الكاملة ينبغي أن تأخذ في اعتبارها هذه الطبائع أي طبائع النفس البشرية , ولابد أن تحتوي في تعاليمها على ما يؤثر في هذه الطبيعة الإنسانية ( بأنواعها الثلاثة ) ويحركها للعمل وبذل الجهد :

فمن يشعر بأن الدافع الذي يدفعه للعمل الصالح هو الرغبة في نوال الثواب بالخير فلابد أن يجد في هذه الشريعة الكاملة ما يجعله يرغب في الحصول على نوال هذا الثواب بالخير ( والذي يتمثل في نعيم الجنة )
ومن يشعر بأن الدافع الذي يدفعه للعمل الصالح هو الخوف من التعرض للعقاب بالشر فلابد أن يجد في هذه الشريعة الكاملة ما يجعله يخشى هذا العقاب بالشر ( والذي يتمثل في جحيم النار )
أما من يشعر بأن الدافع الذي يدفعه للعمل الصالح هو المحبة الخالصة فلابد أن يجد أيضا في هذه الشريعة الكاملة ما يثير فيه عواطف المحبة ومشاعر الود


وفي النهاية يجب ألا ننسى بطبيعة الحال أن كل إنسان مؤمن لديه نصيب من هذه الدوافع الثلاثة , غير أن دافع واحد منها سواء ( الرغبة - الخوف - المحبة ) قد يكون هو الغالب على الدافعين الآخرين , وقد قدم القرآن الكريم في تعاليمه ما يناسب هذه الطبائع الثلاثة , أما الإنسان الغير مؤمن : فلا رغبة ولا خوف ولا محبة!
---------------------------------------------
والله تعالى أعلى وأعلم

أحمد جميل مسعد
02-20-2021, 06:03 AM
بسم الله الرّحمن الرّحيم ..
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الحمد لله الّذي أعانك على القول السّديد في هذا الموضوع ..
وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يجعلك على نفس الدّرجة من السّداد في جميع مواضيعك ..
جزاك الله خير الجزاء ودمت بألف خير ..

رمضان مطاوع
02-20-2021, 09:07 AM
بسم الله الرّحمن الرّحيم ..
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الحمد لله الّذي أعانك على القول السّديد في هذا الموضوع ..
وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يجعلك على نفس الدّرجة من السّداد في جميع مواضيعك ..
جزاك الله خير الجزاء ودمت بألف خير ..
جزاكم الله خيراً .. تحياتي لك