Mahmoud Muhammad
08-12-2023, 04:12 PM
تناول القرآن أصل الذرية في ثلاثة مواضع. الأول هو قوله تعالى: وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم. في سياق بيان من يحرم على الرجل الزواج بهن. والثاني هو قوله تعالى: خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب. والثالث قوله تعالى: وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم.
والراجح عندي في معاني تلك الآيات استنادا لأقوال المفسرين وأهل اللغة أن قوله تعالى: "من أصلابكم" هو لفظ مركب استعمل في معنى الأبناء الذين يلدهم الإنسان وليس بالتبني، كما يقال هذا ابني من لحمي ودمي.
وأصل الاستعمال كما قال القتيبي أنه إذا أصيب الصلب وهو فقار الظهر بشيء ذهب به الجماع فلم يقدر عليه فسمي الجماع صلبا.
أما قوله: يخرج من بين الصلب والترائب فالأولى أن يجرى على ظاهره أي أن الأمشاج تأتي من موضع بين فقار الظهر والترائب وهي الأضلاع السفلى. وهذا قول سعيد بن جبير عن ابن عباس. وقال الحسن البصري وقتادة أي صلب وترائب الرجل وكذلك صلب وترائب المرأة.
وهذا إشارة إلى أصل موضع المناسل في الرجل والمرأة. فالمناسل تنشأ مما يعرف بالنتوء التناسلي genital ridge أثناء التكون الجنيني وتكون في الظهر عند التقاء الصلب بالأضلاع السفلى ثم ينتهي بها المطاف في الحوض في حالة الأنثى وكيس الصفن في حالة الذكر.
والخلاليا الجرثومية germ cells التي تتكون منها الأمشاج تكون في أثناء المراحل الأولى للتخليق في جراب المح yolk sac خارج الجنين وتعرف بالخلايا الجرثومية الأولية PGCs ثم تهاجر إلى النتوء التناسلي ما بين الأسبوعين الرابع والسادس وفي أثناء هجرتها بعضها يضل طريقه إلى منطقة الظهر ومواضع أخرى خارج المناسل أو تهاجر من المناسل إلى تلك المواضع وقد ينشأ منها أورام خلف الغشاء البريتوني في الظهر كالتي تنشأ من المناسل تعرف ب extragonadal germ cell tumors.
وقد يكون هذا المقصود من أخذ الذرية من ظهور بني آدم أي من تلك الخلايا الجرثومية في الظهر. وهناك أبحاث جارية عن إمكانية استخلاص الأمشاج من تلك الخلايا لمساعدة الأشخاص المصابين بالعقم الناتج عن تلف المناسل في الإنجاب.
المصادر:
https://www.cancer.gov/types/extragonadal-germ-cell/patient/extragonadal-treatment-pdq
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3059193/
والراجح عندي في معاني تلك الآيات استنادا لأقوال المفسرين وأهل اللغة أن قوله تعالى: "من أصلابكم" هو لفظ مركب استعمل في معنى الأبناء الذين يلدهم الإنسان وليس بالتبني، كما يقال هذا ابني من لحمي ودمي.
وأصل الاستعمال كما قال القتيبي أنه إذا أصيب الصلب وهو فقار الظهر بشيء ذهب به الجماع فلم يقدر عليه فسمي الجماع صلبا.
أما قوله: يخرج من بين الصلب والترائب فالأولى أن يجرى على ظاهره أي أن الأمشاج تأتي من موضع بين فقار الظهر والترائب وهي الأضلاع السفلى. وهذا قول سعيد بن جبير عن ابن عباس. وقال الحسن البصري وقتادة أي صلب وترائب الرجل وكذلك صلب وترائب المرأة.
وهذا إشارة إلى أصل موضع المناسل في الرجل والمرأة. فالمناسل تنشأ مما يعرف بالنتوء التناسلي genital ridge أثناء التكون الجنيني وتكون في الظهر عند التقاء الصلب بالأضلاع السفلى ثم ينتهي بها المطاف في الحوض في حالة الأنثى وكيس الصفن في حالة الذكر.
والخلاليا الجرثومية germ cells التي تتكون منها الأمشاج تكون في أثناء المراحل الأولى للتخليق في جراب المح yolk sac خارج الجنين وتعرف بالخلايا الجرثومية الأولية PGCs ثم تهاجر إلى النتوء التناسلي ما بين الأسبوعين الرابع والسادس وفي أثناء هجرتها بعضها يضل طريقه إلى منطقة الظهر ومواضع أخرى خارج المناسل أو تهاجر من المناسل إلى تلك المواضع وقد ينشأ منها أورام خلف الغشاء البريتوني في الظهر كالتي تنشأ من المناسل تعرف ب extragonadal germ cell tumors.
وقد يكون هذا المقصود من أخذ الذرية من ظهور بني آدم أي من تلك الخلايا الجرثومية في الظهر. وهناك أبحاث جارية عن إمكانية استخلاص الأمشاج من تلك الخلايا لمساعدة الأشخاص المصابين بالعقم الناتج عن تلف المناسل في الإنجاب.
المصادر:
https://www.cancer.gov/types/extragonadal-germ-cell/patient/extragonadal-treatment-pdq
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC3059193/