المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : باب في أركان العبادة



يوسف التازي
01-02-2024, 08:54 AM
باب في أركان العبادة

الركن الأول: غاية الحب.
قال تعالى { فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } وقال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ }.
الركن الثاني: الخوف المجرد من القنوط.
قال تعالى {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } وقال تعالى {فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ } وقال تعالى {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء }.
الركن الثالث: الرجاء المقرون بالعمل.
قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } وقال تعالى {أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً } وقال تعالى { َمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً }.
فالرجاء يستلزم الخوف ولولا ذلك لكان أمناً, والخوف يسلتزم الرجاء ولولا ذلك لكان قنوطاً ويأساً. قال تعالى {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ } وقال تعالى {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً }.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في الفتاوى الكبرى (2/332): قال من قال من السلف: من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق, ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري, ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ, ومن عبد الله بالحب بالخوف والرجاء فهو مؤمن موحد.اهـ


باب ما جاء في التوكل

وقول الله تعالى { وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } وقوله تعالى {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ } وقوله تعالى {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } وقوله تعالى {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }.
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: { حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار, وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا:{ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.
أخرجه البخاري برقم 4563.
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لو أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزقك الطير تغدوا خماصاً وتروح بطاناً ).
أخرجه الترمذي برقم 2344 وصححه العلامة الألباني رحمه الله.
وعن أنس رضي الله عنه قال:
( كان أخوان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم, فكان أحدهما يأتي النبي صلى الله عليه وسلم والآخر يحترف, فشكى المحترف أخاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لعلك ترزق به).
أخرجه الترمذي في سننه برقم 2345 وصححه العلامة الألباني رحمه الله.
وحقيقة التوكل: صدق اعتماد القلب على الله في جلب المنافع ودفع المضار مع الأخذ بالأسباب المأذون بها شرعاً.

باب الدعوة إلى التوحيد

وقول الله تعالى { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } وقوله تعالى { قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذاً إلى اليمن قال:
( إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عز وجل ) الحديث.
أخرجه البخاري برقم 7371ومسلم برقم19.
وفي رواية للبخاري برقم2448 ومسلم برقم19:
( إنك ستأتي قوماً من أهل الكتاب فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله, فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة, فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم, فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائم أموالهم, واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب ) واللفظ للبخاري.
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله وسلم قال يوم خيبر:( لأعطين هذه الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.
قال: فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها, فلما أصبح الناس غدو على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال:
أين علي بن أبي طالب؟ فقيل: هو يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا إليه.
فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية, فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه, فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم ).
أخرجه البخاري برقم4210 ومسلم يرقم 2406.
وفي رواية لمسلم:
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (ما أحببت الإمارة إلا يومئذ, قال: فتساورت لها رجاء أن أدعى لها ).
منقول كتاب زبدة التوحيد