المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بعض التساؤلات حول قصة سيدنا لوط عليه الصلاة والسلام



عقبة بن نافع
02-09-2024, 04:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إخوتي الكرام لدي بعض التساؤلات حول قصة سيدنا لوط عليه الصلاة والسلام أثارها أحد اللادينيين:
1_يقول أنه يستحيل أنه مجتمع كامل يتحول للشذوذ إذ أن نسبة الشذوذ في كل مكان حسب زعمه ممكن تصل من 2% إلى 7%
2_يقول لو كان فعلاً الرجال اكتفوا بالرجال والنساء بالنساء لانقرضوا لأنه حينئذٍ لن يكون هناك ولادة بأطفال بل سيقل الجنس البشري فينقرضوا فكيف عاشوا تلك كل السنوات وكيف نفسر قوله تعالى : ( إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء) .
الحقيقة حاولت البحث جاهداً عن الإجابة على كل هذه التساؤلات لكني للأسف لم أصل لشيء بعد وأعتذر مسبقاً عن ما يحصل مني من إزعاج لكم بكثرة تساؤلاتي بارك الله فيكم.

aboabd
02-13-2024, 09:09 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
منذ لوط عليه السلام حتى تاريخه ألاف السنين ولم نرى مجتمع كامل يتحول للشذوذ ، فمثلا لا ترى الآن دول كاملة جميع من فيها شاذ جنسيا ، ولو تحرينا أخبار هؤلاء الشواذ لوجدناهم يتحيزون في أحياء محددة وليس في مدن كاملة في معظم بلاد الكفار.
واذا تتبعنا تاريخ الرسالات لوجدنا أن سيدنا لوط بعث في زمن سيدنا ابراهيم عليهما السلام ، مما يعني أن سيدنا ابراهيم أرسل الى مجتمع كامل برسالة التوحيد ، وممن تبعه لوط الذي بعثه الله عز وجل في هذه القرية التي تعمل تلك الخبائث ، فكان لهم العقاب الأليم ،
قال تعالى : " فَآَمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآَتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (27) وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30) وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (31) قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (32) وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33) إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34) وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آَيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" (35)العنكبوت

وجاء من بعد لوط موسى وعيسى عليهم السلام ،
فقد ورد في التوراة: "إذا اضطجع رجل مع ذكر اضطجاع امرأة فقد فعل كلاهما رجساً. انهما يُقتَلان. دمهما عليهما" اللاويين 13:20.
وجاء في الانجيل:
"أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ؟ لاَ تَضِلُّوا: لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ،"( كورنثوس الأولى 10، 6:9)

والله تعالى أعلم.

أحمد جميل مسعد
02-14-2024, 04:41 PM
جزاك الله خيرا أخي الكريم أبا عبد الله ..

ياسر فوزى
02-15-2024, 02:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله
لم يكن الدافع الرئيسي لقوم لوط عليه السلام هو الشذوذ ولكن كما جاء فى الاخبار أن أهل المؤتفكات كانوا من أجمل الناس، وكانوا أهل كرم وعطاء، فأصابهم القحط، فجاءهم إبليس اللعين وقال: إنما أصابكم ذلك لكرمكم أو نحو ذلك، فقالوا له كيف السبيل إلى المنع؟ قال: اجعلوا السنة ـ أي العادة ـ بينكم إذا دخل رجل إلى بلدكم غريب ـ سلبتموه، ونكحتموه في دبره، فإذا فعلتم ذلك ـ لم تقحطوا، فعزموا على ذلك، وخرجوا إلى ظاهر البلد يطلبون من يفجرون به، فتمثل لهم إبليس اللعين في صورة غلام أمرد حسن ففجروا كما علمهم، فطاب لهم ذلك، حتى صار عادة لهم في كل غريب، ثم فشا فنفذ إلى أهل البلد أيضا، فظهر ذلك فيهم من غير إنكار، ولا انتقام.
فغايتهم الاولى هى تفرق خبر سوء اخلاقهم بين الغرباء عنهم لكيلا يشاركوهم خيراتهم , ومن السهل على مجتمع مترف لا يعرف حقوق الله عليه ولا يعرفون الايمان بالله تعالى ولا انبيائة ان يسود بينهم اى فعل مشين وقذر لاسيما ان كان الدافع حرصهم على الملذات واستئثارهم بالخيرات لانفسهم دون الغرباء , ولا ننسي دور ابليس فى تزيين وتهيئة الفاحشة .. والله أعلم

مستفيد..
02-15-2024, 04:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله
بعض الإعتراضات بحكم أن الشبهة منقولة عن لاديني:
- قد نتقبل مضمون الشبهة فيما لو كان اللاديني الذي نقلت عنه يعيش في القرن الرابع عشر أو الخامس عشر حيث المجتمعات الغربية آنذاك لازالت محافظة حيث يعد انتشار هذه الفاحشة فيها ضربا من الخيال أما والحال أن هذا اللاديني يعيش في قرن تنتشر فيه قرى للمثليين ومناصرين وداعمين بالملايين داخل البلد الواحد ومن يعارضهم ممن يقطن تلك البلدان وهو ليس من اهلها يطرد على الفور وتسحب منه الإقامة في مشهد مطابق لما عاشه لوط عليه السلام في قومه فإن اعتراضه هنا يعتبر مسخرة.

- اللاديني يلعب على النسب المائوية للإيحاء بأن التعداد قليل مقارنة بحجم المجتمع وهذه مغالطة لسببين: أولا لأن مجتمعات اليوم مبنية على جغرافيا استعمارية ضمت أقوام وملل ونحل داخل رقعة جغرافية واسعة جدا على عكس المجتمعات القديمة التي كانت تُبنى على القبيلة والعشيرة والإنتماء فما إن تنتشر فيهم عادة إلا وشملت كل المجتمع ويكفي إلقاء نظرة على بعض المجتمعات المنغلقة المتواجدة اليوم في إفريقيا واستراليا وامريكا الجنوبية ستجد عادات ومعتقدات وممارسات غريبة تشمل كل من ينتمي لتلك المجتمعات دونما استثناء.
أما ثانيا فإن النسب المائوية ليست بتلك القلة التي يوحي بها صاحب الشبهة فلو أخذنا مثلا نسبة الشواذ أو المثليين في البرازيل تقدر بــ 8.35٪ سنجدها تترجم إلى 20 مليون برازيلي! وهو رقم مرعب قد يشكل عدة دول من دولنا اليوم فضلا لو قسمنا الرقم على تعداد السكان في القرى قديما فكم سنستخرج منه من قرية بحجم قرية لوط عليه السلام! ليت اللاديني معنا ليجيب..هذه البرازيل لوحدها فضلا عن الولايات المتحدة الامريكية وأرقامها المرعبة.

- لا يحق للاديني الإعتراض من منطلق أن النسبة كذا وهي ليست كذا ولا يمكن أن تكون شاملة لأنه أولا لا مانع عقلي يمنع أن تكون النسبة 100٪ حتى في مجتمعات اليوم المختلطة ولا يوجد مانع ليبرالي أيضا يمنع أن تصل النسبة إلى 100٪ في أي مجتمع من مجتمعات اليوم طالما أن اللبرالية تسمح والقانون يسمح..ولا يملك اللاديني هنا منطلقات فكرية تسمح له بمجرد إلقاء الإعتراض وهو اعتراض مردود ليس فقط نظريا بل حتى واقعا إذ يكفي إلقاء نظرة على الإستطلاع الذي قامت به مؤسسة غالوب في 2018 من أن 67٪ من الأمريكيين يؤيدون زواج المثليين تخيل أن هذا الرقم هو نسبة من أكثر من 330 مليون نسمة! يمثلون التعداد السكاني في أمريكا..ثم تخيل لو قسمنا كل هذه الملايين على تعداد قرية لوط عليه السلام فكم قرية نستخرج؟..طبعا حتى وإن لم يمارسوا كل تلك الملايين الفاحشة فهذا لا يخرجهم من مسمى الشواذ فإقرار الفعل يقع محل الفعل وهو ما لحق بزوجة لوط عليه السلام فهي لم تمارس الفاحشة ولكنها ناصرتهم ودعمتهم فلحقها ما لحقهم.

-بالنسبة لمسألة انقراض قوم لوط فهم انقرضوا بالإهلاك وما قبل الإهلاك لا يمكن الخوض فيه لأننا لا ندري متى انتشرت الفاحشة فيهم بشكل كلي وكم استمرت فيهم إذ أنها بدأت حسب بعض الروايات بالأغراب..ثم لا ندري معدل أعمار اولئك القوم ..ثم زوجة لوط عليه السلام هي من اولئك القوم ولكنها تزوجت من لوط عليه السلام وانجبت بنتين..فقد لا يكون الترك عندهم بالكلية كأن يقال ترك زوجته ليحي حياة الرذيلة مع بائعات الهوى فلا يشترط أن يكون ترك الزوجة هنا بالكلية وإنما هو تركٌ للأصل والله أعلم.

-اخيرا النمو السكاني في امريكا والغرب عموما في انحدار مهول لأسباب كثيرة منها ما هو اقتصادي ومنها أيضا التشجيع على هذا النوع من الرذائل ولو لا تعداد المهاجرين وأبناء المهاجرين في كثير من البلدان لما وجدنا فيه اليوم وليس الغد العجائز ولا غير العجائز كما هو الحال في اليابان حيث نسبة الشيوخ عالية ونسبة انخفاض المواليد مهولة وقياسية..إذن فانقراض الأمم في عصرنا الحالي واقع معاش والإحصائيات والأرقام تخبرنا أنك لن تجد في كثير من بلدانهم خلال المائة أو المائتي عام القادمة غير المهاجرين وأبناء المهاجرين..هذا إن استمروا في غيهم..

أحمد جميل مسعد
02-15-2024, 05:25 PM
جزاكما الله خيرا أخويّ الكريمين ياسر فوزيّ ومستفيد على المداخلات القيّمة النّافعة ..