تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أهمية الدعوة الى الله سبحانه وبحمده



يوسف التازي
07-03-2024, 06:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أهمية الدعوة إلى الله تعالى
إن الحمد لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يضللْ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران: 102].
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء: 1].
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد، فيقول الله - تعالى -: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ [المائدة: 67].
هذا الخطاب إلى الرسول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - الذي أرسله الله إلى الثقلين - الجن والإنس - بشيرًا ونذيرًا، يأمره الله - جلَّ وعلا - بإبلاغ ما أنزله إليه، وهو - عليه الصلاة والسلام - الذي صرف وقتَه وجهده وماله بكل الوسائل، كلُّ ذلك في الدعوة إلى الله، يخاطبه ربُّه بقوله: وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ، إذا كان هذا في حقِّ النبي الكريم، فكيف بحال علماء ودعاة المسلمين؟! بل كيف بنا نحن في هذا العصر؟ ألاَ نتذكَّر قول رسولنا - صلى الله عليه وسلم - لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: ((فوالله لأنْ يهديَ اللهُ بك رجلاً واحدًا، خيرٌ لك من حُمْرِ النَّعَم))( ).
إذًا واجبنا في الدعوة إلى الله يُحتِّم علينا أن ندعوَ الناسَ كافةً إلى دين الله - عزَّ وجلَّ - وإقامة حُجته عليهم، وإزالة عذر الجهالة عنهم، كما قال - تعالى -: رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ [النساء: 165].
وهذا للناس كافةً، فكيف بمن أتَوْا إلى بلادنا، ومكثوا فيها سنين عددًا، وقد وفَّروا علينا عناءَ السفر، وتكلفة المال والجهد والوقت؟ بل ما موقفنا إذا علِمنا أنهم يعودون إلى بلادهم أفواجًا ولم يُبَلَّغُوا؟ ثم ماذا قدَّمْنا للنسبة الكبيرة من هؤلاء الذين يبحثون بكل شغف للتعرُّف على الإسلام وكيفية الدخول فيه؟ ليس هذا فقط؛ بل ما دورنا مع إخواننا المسلمين الذين لا يُجيدون اللغة العربية، الذين يعيشون بيننا في مكاتبنا وأسواقنا، وحتى في بيوتنا، خاصةً وأنهم سيرجعون إلى بلادهم، فيُصبحون بعد ذلك دعاةَ حقٍّ مؤيدين لدين الله؟! إنه من الملاحظ أن هناك نقصًا واضحًا، وتقصيرًا بيِّنًا، في هذه الساحة المهمة، ألاَ وهي الدعوة إلى الله.
إن تبليغ دعوة الله للناس، واستقبال الراغبين في الدخول في دين الله، ومن ثم الاهتمام والرعاية بكل مسلم جديد، وتعليمه أمور دينه التي لا يجوز له الجهلُ بها، وكذلك توعية ورفع مستوى العلم الشرعي عند المسلمين الذين لا يتحدثون اللغة العربية - إنَّ هذا كلَّه يجب أن يتم بطرق مدروسة، وخطًى ثابتةٍ، بعيدًا عن الاجتهادات الفردية الحماسية التي نطاقُها محدودٌ جدًّا، ولن تؤديَ الغرض الذي كُلِّفَتْ به هذه الأمة.
وبعد هذا العرض الموجز لأهمية الدعوة إلى الله، أُجمِل بعض النقاط التي يمكن للشباب المسلم المشاركة بها في دعوة هذا الجمع الغفير من غير المسلمين:
1- الكلمة الطيبة، مع إظهار عزة المسلم، واستعلائه بدينه، واقتناعه به.
2- القيام بمساعدة من يجدونه منهم بحاجة إلى مساعدة، وليكن ذلك من باب البر المسموح به، لا من المودة المحرَّمة.
3- الصِّدق والأمانة في المعاملة، وإعطاء كلِّ ذي حق حقَّه.
4- تقديم الهدية ولو متواضعة.
5- إسماعهم صوت الإسلام بواسطة الكتاب، أو الشريط، أو الكلمة الطيبة.
6- إحضار من يمكن إحضارُه إلى الدروس والمحاضرات التي تقام في مكاتب الدعوة، مثل مكتب التعاون في البطحاء في الرياض.
7- معاشرة من يسلم منهم واستضافته ومواساته، وإشعاره بالأخوة الإسلامية.
8- ترغيب من يسلم في طلب العلم والاستزادة منه.
9- تذكير المسلم حديثًا، أو من وُلد مسلمًا بوجوب الدعوة إلى الله على علمٍ وبصيرة.
وهناك أشياء يدركها الإنسانُ حين يشارك في هذا العملِ، تُعينُه على فهم رسالته، وتفتح له أبوابًا جديدة لا يعلمها من قبلُ، وأهمُّ من ذلك كلِّه أن تكون الدعوةُ همَّه وغايتَه وأسلوبَ حياته، والإخلاصُ لله ومتابعةُ الرسول - صلى الله عليه وسلم - مُنطَلقَه ومبدأه، والاستعانةُ بالله عونَه، وعلى الله توكُّلُه.
هذا ما تيسَّر ذكْرُه، وصلَّى الله على محمد وآله وصحبه وسلَّم.
مكتب التعاون للدعوة والإرشاد
(قسم الجاليات)

يوسف التازي
07-05-2024, 06:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف تحمي نفسك من المصائب؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
فالإسلام دين متميِّز، له عقائدُ ثابتةٌ، وأحكامٌ عادلة، وعبادات سهلة، وتوجيهات حكيمة، تربط المسلمَ بخالقه ومُوجِدِه في هذه الحياة.
فهو مؤمن بالله - تعالى - ربًّا وخالقًا، وراضيًا بالله إلهًا ومعبودًا، وهو متوكلٌ عليه في جلْب ما ينفعه، ومعتمدٌ عليه في دفْع ما يضره، ومتخذٌ الإسلامَ منهجًا وسلوكًا، ومقتدٍ بالنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ومتخذٌ إيَّاه أسوةً وقدوة في جميع أموره، وهو مصدِّقٌ بيوم المعاد، وأنه سيحاسَب على عمله من خيرٍ وشر، وهو أيضًا يؤمن بقضاء الله وقدره، ويعلم أن ما أصابه لم يكن لِيُخطِئه، وما أخطأه لم يكن ليُصِيبه؛ حتى لا يحزن على ما فات من الأمور المادية، ولا يفرح بما آتاه الله من الأمور الدنيوية.
هذا، وقد شرع الله لأهل الإسلام أن يستعينوا به في تحقيق مطالبهم الدينية والدنيوية، ودفْع كلِّ ما يخشونه من المضار والمفاسد في هذه الحياة، وأمَرَهم عند المصائب باللجوء إليه، وإخلاصِ العبادة له، والتضرعِ إليه، والاستكانةِ بين يديه، والصبرِ على ما أصابهم؛ رجاءَ كشف ما بهم؛ لقول الله - تعالى -: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة: 153].
وقوله - سبحانه -: وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [المائدة: 23].
وقوله - جل شانه -: وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ [إبراهيم: 12].
وقد أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم - أمَّتَه إلى ما يتَّقون به الشرور والأذى، والمصائب والفتن، ومن ذلك:
أولاً: أن يقول المسلم في كلِّ صباح ومساء: (بسم الله الذي لا يضُرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم) ثلاث مرات؛ لما ورد في "مسند الإمام أحمد" و"سنن الترمذي" - بإسناد صحيح - عن عثمان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من عبدٍ يقول في صباح كل يوم، ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، ثلاث مرات، فلا يضره شيء)).
ثانيًا: قراءة آية الكرسي: اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة: 255] عند النوم؛ فإنه لم يزل عليه من الله حافظٌ، ولا يقربه شيطانٌ حتى يصبح، كما صحَّ بذلك الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
ثالثًا: قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة في كل ليلة: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أأَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ  [البقرة: 286،285].
لما ورد في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((مَن قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ، كفتاه))، والمعنى - والله أعلم -: كفتاه من كل سُوء.
رابعًا: ومن ذلك قراءة: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثلاث مرات بعد صلاة الفجر وصلاة المغرب.
ففي السنن عن عبدالله بن خُبَيْب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((قل))، قلت: يا رسول الله ما أقول؟ قال: ((قل هو الله أحد، والمعوذتين، حين تمسي وحين تصبح، ثلاث مرات، تكفيك من كل شيء))؛ قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
خامسًا: ومن ذلك الإكثار من قول: (أعوذ بكلمات الله التامات من شرِّ ما خلق)؛ ففي "صحيح مسلم" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((مَن نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضرَّه شيء حتى يرتحل من منزله ذلك)).
وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، ما لقيت من عقرب لدغني البارحة، فقال: ((أما إنك لو قلتَ حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم تضرك)).
واعلم أن الأدوية الإلهية تنفع من الداء بعد حصوله، وتمنع من وقوعه، وإن وقع لم يقع وقوعًا مضرًّا وإن كان مؤذيًا.
وقال القرطبي: "هذا خبر صحيح، وقول صادق، علِمنا صدقه دليلاً وتجرِبة؛ فإني منذ سمعتُ هذا الخبر، عملتُ عليه فلم يضرني شيءٌ إلى أن تركتُه، فلدغتني عقرب بالمهدَّبة ليلاً، فتفكرت في نفسي، فإذا بي قد نسيتُ أن أتعوَّذ بتلك الكلمات".
فينبغي للمسلم الإكثار من التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، في الليل والنهار، وعند نزول أيِّ منزل في البناء أو الصحراء، أو الجو أو البحر، أو غير ذلك.
سادسًا: ومن ذلك التصبح بسبع تمرات عجوة؛ فقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من تصبَّح بسبع تمرات عجوة، لم يضره ذلك اليوم سُم ٌّولا سحر))؛ رواه البخاري (7/ 31).
منقول من كتاب معلومات نهمك لعبد الله بن جار الله

السليماني
04-10-2025, 09:38 AM
بارك الله فيك ...