يوسف التازي
07-21-2024, 06:38 PM
هل الخلاف بين أهل الأثر والأشاعرة خلاف سنة وبدعة أم إيمان وكفر؟
468174
السؤال
هل الاختلافات بين العقائد الثلاثة أهل الأثر، الأشاعرة، والماتريدية خطيرة بما يكفي لإخراج المرء من الإسلام، أم أنها تعتبر بدعة، ويمكن أن تُغفَر لأنها اجتهاد؟ أيّ، مسألة ما إذا كان لله حيّز ماديّ أم لا ، أو كيف تحدَّث الله إلى موسى؟ هل يجوز عدم النفي أو التأكيد؟ هل هذه الاختلافات تخرج المرء من الإسلام؟ هل هذه العقائد الثلاثة من الطوائف الناجية التي تحدَّث عنها نبينا، لأنني رأيت بعض أهل التكفير المتطرفين يكفرون كبار علماء مثل القرطبي، وحتى العوام؟
435 - التسجيل في الدورة 18 لأكاديمية زاد
الجواب
الحمد لله.
أولا:
العقيدة الصحيحة تؤخذ من الكتاب والسنة بفهم الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام من أهل القرون المفضلة، فعليك بما في كتاب التوحيد من صحيح البخاري، وما في كتاب السنة من أبي داود، وما كتبه الإمام أحمد، وما نقله عنه ابنه عبد الله في السنة، وحرب الكرماني في مسائله، وما كتبه الطبري والدارمي والمزني والآجري، وأمثالهم من المتقدمين، وكتبهم مطبوعة والحمد لله، وتجد آثار السلف مجموعة في: الإبانة لابن بطة، والشريعة للآجري، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للطبري اللالكائي، والعرش لابن أبي شيبة، والعرش للذهبي، والعلو للذهبي.
ثانيا:
لم يقل أحد من أهل العلم إن الله في حيز مادي، إلا قول الجهمية إنه في كل مكان، فهذا يعتبر تحييزا، أو يلزم منه القول بالتحيز. والقول بذلك كفر عند أهل السنة.
والأقوال في علو الله ثلاثة:
1-أنه فوق كل شيء، فوق السموات والعرش والأمكنة، فلا يحوزه شيء، ولا يحيط به شيء، وهذا ما دلت عليه النصوص، وهو قول السلف والأئمة.
2-أنه في كل مكان، وهو قول الجهمية، ومثله قول الصوفية من أصحاب الاتحاد.
3-أنه لا داخل العالم ولا خارجه، وهو قول الأشاعرة والماتريدية، وهو قول باطل مخالف للنصوص، ولإجماع السلف، مع ما فيه من وصف الله بصفات العدم؛ فإن هذه صفة المعدوم، فليس إلا الله والعالم، فإما أن يكون الله داخل العالم، أو خارجه، وأما لا داخل ولا خارج، فهذه صفة المعدوم.
وحاصل هذا القول الباطل: أن وجود الله وجود ذهني عقلي، لا في الخارج.
ولهذا قال ابن كلاب -وهو شيخ الأشعري-: "أُخْرجَ من النظر والخبر قول من قال: لا هو في العالم ولا خارج منه، فنفاه نفيا مستويا؛ لأنه لو قيل له: صفه بالعدم، ما قدر أن يقول فيه أكثر من هذا، ورد أخبار الله نصا، وقال في ذلك ما لا يجوز في نص ولا معقول، وزعم أن هذا هو التوحيد الخالص، والنفي الخالص عندهم هو الإثبات الخالص، وهم عند أنفسهم قياسون" انتهى نقلا عن "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (5/317).
وختم الذهبي رحمه الله كتابه العلو بقوله: " وَالله فَوق عَرْشه، كَمَا أجمع عَلَيْهِ الصَّدْر الأول وَنَقله عَنْهُم الْأَئِمَّة، وَقَالُوا ذَلِك رادين على الْجَهْمِية الْقَائِلين بِأَنَّهُ فِي كل مَكَان، محتجين بقوله: وَهُوَ مَعكُمْ؛ فهذان الْقَوْلَانِ هما اللَّذَان كَانَا فِي زمن التَّابِعين وتابعيهم، وهما قَولَانِ معقولان فِي الْجُمْلَة.
468174
السؤال
هل الاختلافات بين العقائد الثلاثة أهل الأثر، الأشاعرة، والماتريدية خطيرة بما يكفي لإخراج المرء من الإسلام، أم أنها تعتبر بدعة، ويمكن أن تُغفَر لأنها اجتهاد؟ أيّ، مسألة ما إذا كان لله حيّز ماديّ أم لا ، أو كيف تحدَّث الله إلى موسى؟ هل يجوز عدم النفي أو التأكيد؟ هل هذه الاختلافات تخرج المرء من الإسلام؟ هل هذه العقائد الثلاثة من الطوائف الناجية التي تحدَّث عنها نبينا، لأنني رأيت بعض أهل التكفير المتطرفين يكفرون كبار علماء مثل القرطبي، وحتى العوام؟
435 - التسجيل في الدورة 18 لأكاديمية زاد
الجواب
الحمد لله.
أولا:
العقيدة الصحيحة تؤخذ من الكتاب والسنة بفهم الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام من أهل القرون المفضلة، فعليك بما في كتاب التوحيد من صحيح البخاري، وما في كتاب السنة من أبي داود، وما كتبه الإمام أحمد، وما نقله عنه ابنه عبد الله في السنة، وحرب الكرماني في مسائله، وما كتبه الطبري والدارمي والمزني والآجري، وأمثالهم من المتقدمين، وكتبهم مطبوعة والحمد لله، وتجد آثار السلف مجموعة في: الإبانة لابن بطة، والشريعة للآجري، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة للطبري اللالكائي، والعرش لابن أبي شيبة، والعرش للذهبي، والعلو للذهبي.
ثانيا:
لم يقل أحد من أهل العلم إن الله في حيز مادي، إلا قول الجهمية إنه في كل مكان، فهذا يعتبر تحييزا، أو يلزم منه القول بالتحيز. والقول بذلك كفر عند أهل السنة.
والأقوال في علو الله ثلاثة:
1-أنه فوق كل شيء، فوق السموات والعرش والأمكنة، فلا يحوزه شيء، ولا يحيط به شيء، وهذا ما دلت عليه النصوص، وهو قول السلف والأئمة.
2-أنه في كل مكان، وهو قول الجهمية، ومثله قول الصوفية من أصحاب الاتحاد.
3-أنه لا داخل العالم ولا خارجه، وهو قول الأشاعرة والماتريدية، وهو قول باطل مخالف للنصوص، ولإجماع السلف، مع ما فيه من وصف الله بصفات العدم؛ فإن هذه صفة المعدوم، فليس إلا الله والعالم، فإما أن يكون الله داخل العالم، أو خارجه، وأما لا داخل ولا خارج، فهذه صفة المعدوم.
وحاصل هذا القول الباطل: أن وجود الله وجود ذهني عقلي، لا في الخارج.
ولهذا قال ابن كلاب -وهو شيخ الأشعري-: "أُخْرجَ من النظر والخبر قول من قال: لا هو في العالم ولا خارج منه، فنفاه نفيا مستويا؛ لأنه لو قيل له: صفه بالعدم، ما قدر أن يقول فيه أكثر من هذا، ورد أخبار الله نصا، وقال في ذلك ما لا يجوز في نص ولا معقول، وزعم أن هذا هو التوحيد الخالص، والنفي الخالص عندهم هو الإثبات الخالص، وهم عند أنفسهم قياسون" انتهى نقلا عن "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (5/317).
وختم الذهبي رحمه الله كتابه العلو بقوله: " وَالله فَوق عَرْشه، كَمَا أجمع عَلَيْهِ الصَّدْر الأول وَنَقله عَنْهُم الْأَئِمَّة، وَقَالُوا ذَلِك رادين على الْجَهْمِية الْقَائِلين بِأَنَّهُ فِي كل مَكَان، محتجين بقوله: وَهُوَ مَعكُمْ؛ فهذان الْقَوْلَانِ هما اللَّذَان كَانَا فِي زمن التَّابِعين وتابعيهم، وهما قَولَانِ معقولان فِي الْجُمْلَة.