المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : امتناع الولد عن الله سبحانه وتعالى



مالك مناع
09-11-2006, 11:03 PM
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تفسيره لسورة الصافات :

" أما الدليل العقلي فنقول :

أولاً: لو كان لله ولد لكان جزءاً منه وكان مستحقا للعبادة كما استحق ذلك والده.

ثانياً: أن نقول ؛ لو اتخذ الله ولداً لكان هذا الولد حادثاً ، والحدوث يمتنع أن يكون جزءاً من الله ، لأن الله لم يزل ولا يزال موجودا بذاته – سبحانه وتعالى– فإذا قُدِّر أنه اتخذ ولداً صار هذا الولد إيش ؟ حادثاً ، فكيف يكون حادثا وهو جزء من الله ؟! لأن الولد جزء من الوالد ، كما قال الله تعالى {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءاً } [الزخرف : 15] ، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن فاطمة بَضعة مني ).

ثالثاً: ويمتنع أيضاً اتخاذ الله ولداً ، لأن الولد لا بد أن يكون مُشبهاً لأبيه ، هذا الوجه الثالث ؛ أن يكون مشبهاً لأبيه ، والله سبحانه ليس له شبيه ، لا يماثله أحد.

رابعاً: الولد إنما يتخذه من يحتاج إليه لبقاء النوع ، لبقاء النوع ، والله سبحانه وتعالى غير محتاج لأحد ، ولهذا إذا كان الإنسان عقيماً انقطع أثره من الدنيا ، لكن إذا كان ولودا وتوالد له ولد بعد ولد ، بقي ، بقي أثره في الدنيا ، ولهذا كان التوالد بين البشر هو السبب الوحيد لبقاء النوع الإنساني.

فهذه وجوه أربعة عقلية تدل على إيش ؟ امتناع الولد على الله – سبحانه وتعالى. "

انتهى كلامه رحمه الله.