المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اسئلة عن علم الغيب و إجاباتها



شريف المنشاوى
09-17-2006, 11:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الايمان بالغيب :
ان الايمان بالغيب هو احد اركان الاسلام ، و الذى لا يسمى الشخص مؤمنا الا اذا آمن به و صدق باخباره
فقد جعل الرسول (الايمان باليوم الآخر) ضمن اجابته عن الايمان حين( سئل ما هو الايمان ؟)
و الاحاديث فى هذا كثيرة اضافة الى ما جاء فى القرآن الكريم من ربط الايمان باليوم الآخر بالايمان بالله
و هذا الموضوع من الامور السمعية اى الغيبية التى امرنا بالايمان بها عن طريق السمع
و من المعلوم ان ما صح من الامور السمعية و خصوصا ما جاء فى تفاصيل اليوم الآخر التى لا يدركها العقل بمفرده ان الايمان بذلك و قبوله مما لا ينبغى ان ينازع فيه احد لان هذه الامور مما لا مجال للعقل فى ادراك حقائقها و جزئياتها الا ما ورد به النص
و على هذا فالمعنى الاصطلاحى للغيب : هو الايمان بما لا نعلمه او بما لا تقع عليه حواسنا مما اخبر به الله سبحانه و تعالى او اخبر به رسوله من المغيبات ، كاليوم الآخر و ما يقع فيه من حساب و جزاء و غيرهما مما ثبت به النص
- و هذه أسئلة عن علم الغيب قدمت الى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء و إجاباتها عليها ، أرجو ان تنفع من يطلع عليها من أعضاء منتدانا الحبيب :
س: هل النبي صلى الله عليه وسلم حاضر وناظر (أي: يعلم الغيب فالحاضر عنده والغائب سواء)؟

ج: الأصل في الأمور الغيبية اختصاص الله بعلمها، قال الله تعالى: سورة الأنعام الآية 59 وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ وقال تعالى: سورة النمل الآية 65 قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ولكن الله تعالى يطلع من ارتضى من رسله على شيء من الغيب، قال الله تعالى: سورة الجن الآية 26 عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا سورة الجن الآية 27 إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا وقال تعالى:
سورة الأحقاف الآية 9 قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ وثبت في حديث طويل من طريق أم العلاء أنها قالت: صحيح البخاري التعبير (6615),مسند أحمد بن حنبل (6/436). لما توفي عثمان بن مظعون أدرجناه في أثوابه فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب ، شهادتي عليك لقد أكرمك الله عز وجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما يدريك أن الله أكرمه؟ ، فقلت: لا أدري بأبي أنت وأمي، فقال رسول صلى الله عليه وسلم: أما فهو فقد جاءه اليقين من ربه، وإني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي ، وقلت: والله لا أزكي بعده أحدا أبدا رواه أحمد وأخرجه البخاري في كتاب الجنائز من صحيحه، وفي رواية له: صحيح البخاري الشهادات (2541),مسند أحمد بن حنبل (6/436). ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل به ، وقد ثبت في أحاديث كثيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلمه الله بعواقب بعض أصحابه فبشرهم بالجنة، وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عند البخاري ومسلم : أن جبريل سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الساعة، فقال: صحيح البخاري تفسير القرآن (4499),صحيح مسلم الإيمان (10),سنن النسائي الإيمان وشرائعه (4991),سنن ابن ماجه المقدمة (64),مسند أحمد بن حنبل (2/426). ما المسؤول عنها بأعلم من السائل! ، ثم لم يزد على أن أخبره بأماراتها، فدل على أنه علم من الغيب ما أعلمه الله به دونما سواه من المغيبات وأخبر به عند الحاجة.

شريف المنشاوى
09-17-2006, 11:52 PM
س: أقسام الغيب، وهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب، وهل كان علمه له كليا أو جزئيا؟

ج: من الغيب ما استأثر الله بعلمه فلم يطلع عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا كتحديد الوقت الذي يقوم فيه الخلق لله رب العالمين للحساب، فإنه لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله، قال تعالى: سورة الأعراف الآية 187 يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ وقال تعالى: سورة الأحزاب الآية 63 يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا وقال تعالى: سورة النازعات الآية 42 يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا سورة النازعات الآية 43 فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا سورة النازعات الآية 44 إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا سورة النازعات الآية 45 إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما الحديث الطويل المشهور صحيح البخاري الإيمان (50),صحيح مسلم الإيمان (10),سنن النسائي الإيمان وشرائعه (4991),سنن ابن ماجه المقدمة (64),مسند أحمد بن حنبل (2/426). أن جبريل سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : متى الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل! . ثم أخبره بأماراتها.

ومن الغيب ما أعلمه الله بعض عباده كالأمور المستقبلة التي أخبر بها النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت معجزة له وآية من آيات الله خص الله بها رسوله، وهي داخلة في قوله تعالى: سورة الجن الآية 26 عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا سورة الجن الآية 27 إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ وفي قوله: سورة آل عمران الآية 179 وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ


وبهذا يتبين أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم الغيب علما كليا، وإنما كان يعلمه علما جزئيا في حدود ما أطلعه الله عليه، شأنه في ذلك شأن إخوانه النبيين، والمقصود الإيضاح بالمثال لا للاستقصاء انظر في هذا الموضوع (الكهانة والغلو في الرسول صلى الله عليه سلم). .

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

شريف المنشاوى
09-17-2006, 11:54 PM
س: في عدد (مجلة العربي) (205) (ص45) التاريخ ديسمبر (1975م) في سؤال وجواب أثبت أن الرجل هو الذي يحدد نوع الجنين، فما موقف الدين من هذا؟ وهل يعلم الغيب أحد غير الله؟

ج : أولا: إن الله سبحانه وتعالى هو وحده الذي يصور الحمل في الأرحام كيف يشاء فيجعله ذكرا أو أنثى كاملا أو ناقصا، إلى غير ذلك من أحوال الجنين، وليس ذلك إلى أحد سوى الله سبحانه؛ قال تعالى: سورة آل عمران الآية 6 هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ


وقال تعالى: سورة الشورى الآية 49 لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ سورة الشورى الآية 50 أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ فأخبر سبحانه أنه وحده الذي له ملك السموات والأرض، وأنه الذي يخلق ما يشاء فيصور الحمل في الأرحام كيف يشاء من ذكورة أو أنوثة، وعلى أي حال شاء من نقصان أو تمام ومن حسن وجمال أو قبح ودمامة، إلى غير ذلك من أحوال الجنين، ليس ذلك إلى غيره ولا إلى شريك معه، ودعوى أن زوجا أو دكتورا أو فيلسوفا يقوى على أن يحدد نوع الجنين دعوى كاذبة، وليس إلى الزوج ومن في حكمه أكثر من أن يتحرى بجماعه زمن الإخصاب رجاء الحمل، وقد يتم له ما أراد بتقدير الله وقد يتخلف ما أراد، إما لنقص في السبب أو لوجود مانع من صديد أو عقم أو ابتلاء من الله لعبده، وذلك أن الأسباب لا تؤثر بنفسها وإنما تؤثر بتقدير الله أن يرتب عليها مسبباتها، والتلقيح أمر كوني ليس إلى المكلف منه أكثر من فعله بإذن الله، وأما تصريفه وتكييفه وتسخيره وتدبيره بترتيب المسببات عليه فهو إلى الله وحده لا شريك له، ومن تدبر أحوال الناس وأقوالهم وأعمالهم تبين منهم المبالغة في الدعاوى والكذب والافتراء في الأقوال والأفعال جهلا منهم وغلوا في اعتبار


العلوم الحديثة وتجاوزا للحد في الاعتداد بالأسباب، ومن قدر الأمور قدرها ميز بين ما هو من اختصاص الله منها وما جعله الله إلى المخلوق بتقدير منه لذلك سبحانه.

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

شريف المنشاوى
09-18-2006, 12:00 AM
مفاتيح الغيب خمس
س: يقول الله تعالى في كتابه العزيز: سورة لقمان الآية 34 إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ من ضمن الآية الكريمة أن الله يقول: سورة لقمان الآية 34 وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ لقد صار بيني وبين أحد الأصدقاء نقاش كبير حول هذه الآية، فلقد قال لي: إن العلم الحديث والأطباء قد توصلوا لمعرفة ما في رحم المرأة هل هو ذكر أم أنثى بواسطة الأشعة، وقلت له: الله سبحانه يقول: سورة لقمان الآية 34 وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ هل معنى الآية: أن العلم لم يكتشف ما في الأرحام أم إن الآية تفسيرها غير ذلك؟
ج: ثبت في الأحاديث الصحيحة أن مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله، وأنها المذكورة في الآية المسؤول عنها، من ذلك ما رواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح البخاري تفسير القرآن (4499),صحيح مسلم الإيمان (10),سنن النسائي الإيمان وشرائعه (4991),سنن ابن ماجه الفتن (4044),مسند أحمد بن حنبل (2/426). مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله : سورة لقمان الآية 34 إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ وفي رواية له عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صحيح البخاري التوحيد (6944),مسند أحمد بن حنبل (2/24). مفاتيح الغيب خمس ثم قرأ: سورة لقمان الآية 34 إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ رواه الإمام أحمد عنه وعن ابن مسعود بمعناه، وروي من طرق أخرى تؤيد ما دلت عليه الآية، ومعنى الآية: أن الله تعالى استأثر بعلم الساعة فلا يجليها لوقتها إلا هو، فلا يعلمها لميقاتها ملك مقرب ولا نبي مرسل، وقد أعلمهم الله بأماراتها، ولا يعلم متى ينزل الغيث ولا في أي مكان ينزل إلا الله، وقد يعرف ذلك أهل الخبرة عند وجود الأمارات وانعقاد الأسباب علما تقريبيا إجماليا يشوبه شيء من التخمين وقد يتخلف، واختص سبحانه أيضا بعلم ما في الأرحام تفصيلا من جهة تخلقه وعدم تخلقه ونموه وبقائه لتمام مدته وسقوطه قبلها حيا أو ميتا وسلامته وما قد يطرأ عليه من آفات دون أن يكسب
علمه بذلك من غيره أو يتوقف على أسباب أو تجارب، بل يعلم ما سيكون عليه قبل أن يكون وقبل أن تكون الأسباب فإن لمقدر الأسباب وموجدها علما لا يتخلف ولا يختلف عنه الواقع وهو الله سبحانه، وقد يطلع المخلوق على شيء من أحوال ما في الأرحام من ذكورة أو أنوثة أو سلامة أو إصابته بآفة أو قرب ولادة أو توقع سقوط الحمل قبل التمام لكن ذلك بتوفيق من الله إلى أسباب ذلك من كشف بأشعة لا من نفسه ولا بدون أسباب ذلك بعد ما يأمر الله الملك بتصوير الجنين، ولا يكون شاملا لكل أحوال ما في الرحم، بل إجمالا في بعضه مع احتمال الخطأ أحيانا، ولا تدري نفس ماذا تكسب غدا من شؤون دينها ودنياها، فهذا أيضا مما استأثر الله بعلمه تفصيلا، وقد يتوقع الناس كسبا أو خسارة على وجه الإجمال مما يبعث أملا وإقداما على السعي أو خوفا وإحجاما بناء على أمارات وظروف محيطة بهم فكل هذا لا يسمى علما، وكذا لا تدري نفس بأي أرض تموت في بر أو بحر في بلدها أو بلد آخر، إنما يعلم تفصيل ذلك الله وحده فإنه سبحانه له كمال العلم والإحاطة بجميع الشؤون علنها وغيبها ظاهرها وباطنها.

وجملة القول: إن علم الله من نفسه غير مكتسب من غيره ولا متوقف على أسباب وتجارب، وأنه يعلم ما كان وما سيكون، وأنه لا يشوب علمه غموض ولا يتخلف، وأنه عام شامل لجميع الكائنات تفصيلا جليلها ودقيقها بخلاف غيره سبحانه، والله المستعان.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

شريف المنشاوى
09-18-2006, 12:02 AM
إطلاع الرسل على الغيب
س: إذا قلنا لإخواننا هنا: إن علم الغيب خاص بالله تعالى فلا يعلم الغيب رسول ولا ملك قالوا لنا: إن الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب وهذا القرآن الذي جاء به هو غيب و.. و.. و.. ويستدلون أيضا بقوله تعالى: سورة الجن الآية 26 عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا سورة الجن الآية 27 إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ والرسول ممن ارتضاه الله يعلم الغيب. فما رد فضيلتكم في هذا، وهل يجوز القول بأن الرسول يعلم الغيب استنادا إلى هذه الآية. الرجاء من معاليكم الرد على هذا السؤال؟
ج علم الغيب خاص بالله تعالى؛ لقوله تعالى: سورة النمل الآية 65 قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وقوله: سورة الأعراف الآية 188 قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ
لكنه سبحانه يطلع من يشاء من عباده كالملائكة والأنبياء والمرسلين على ما شاء من غيبه؛ لقوله تعالى: سورة الجن الآية 26 عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا سورة الجن الآية 27 إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ومن ذلك ما أنزله الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من الوحي ومنه القرآن، وكذلك شأن الله مع أنبيائه ورسله السابقين غير أن علمهم ذلك ليس لهم من أنفسهم، بل بإعلام الله إياهم، ثم إن هذه النصوص لا تدل على أن الله تعالى علمهم كل غيب، وإنما تدل على أنه علمهم ما شاء منه.

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

شريف المنشاوى
09-18-2006, 12:04 AM
أسباب اختلاف العلماء

س: لماذا اختلف الأئمة الأربعة في بعض الأمور الشرعية؟ هل الرسول يعرف بأن هؤلاء سيأتون بعده؟

ج: لا نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يعرف أو لا يعرف أن الأئمة الأربعة رحمهم الله سيأتون بعده؛ لأنه لا يعلم الغيب وإنما يعلم ما علمه الله. أما أسباب اختلاف العلماء فكثيرة، منها: أن كل واحد منهم لا يحيط بالعلم كله فقد يخفى عليه ما علم غيره، وقد يفهم من النصوص ما لا يفهمه غيره عندما يختفي عليه الدليل الواضح، وقد بسط الكلام في ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه [رفع الملام] فراجعه تجد المطلوب واضحا إن شاء الله.

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

شريف المنشاوى
09-18-2006, 12:06 AM
ما حكم زيارة المرابطين الذين يزعمون علم الغيب؟


س: ما حكم زيارة المرابطين الذين يزعمون علم الغيب ما حكم الشرع فيهم ومن سكت عنهم ومن زارهم؟

ج: علم الغيب من اختصاص الله جل وعلا، ومن ادعى علم الغيب من الناس فقد ادعى لنفسه ما هو من اختصاص الله جل وعلا وجعل نفسه شريكا له في ذلك، وقد يظهر الله ما شاء من الغيب لمن ارتضاه من رسله
قال تعالى: سورة الأنعام الآية 59 وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وقال تعالى: سورة النمل الآية 65 قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وقال تعالى: سورة الجن الآية 26 عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا سورة الجن الآية 27 إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا فقد دلت هذه الآيات على أنه جل وعلا منفرد بالغيب دون خلقه ثم استثنى من ارتضاه من الرسل فأودعهم ما شاء من غيبه بطريق الوحي إليهم، وجعله معجزة لهم ودلالة صادقة على نبوتهم، وليس المنجم ومن ضاهاه ممن يضرب الحصى وينظر في الكتب ويزجر الطير ويدعي علم الغيب ممن ارتضاه من الرسل فيطلعه على ما يشاء من غيبه، بل هو كافر بالله مفتر عليه بحدسه وتخمينه وكذبه.

وبهذا يعلم أن زيارتهم محرمة، وأنهم كفار، ولا يجوز السكوت عنهم ولا عمن زارهم، بل الواجب بيان الحق للكل؛ أداء للأمانة، وبراءة للذمة ونصحا للأمة.

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

شريف المنشاوى
09-18-2006, 12:08 AM
ادعاء علم الغيب


س: لدينا امرأة تسمى بـ: الغائبة، فإذا كان سبب تسميتها بهذا الاسم ادعاؤها علم الغيب فما الحكم؟

ج: إدعاء علم الغيب كفر، قال تعالى: سورة النمل الآية 65 قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وينبغي أن تغير اسمها باسم طيب كفاطمة وعائشة ونحو ذلك حتى يزول عنها تلقيبها بأنها تعلم الغيب، وعليها مع ذلك التوبة إلى الله توبة نصوحا من دعواها علم الغيب أو تعاطيها ما حرم الله عليها من الكهانة والتنجيم وغير ذلك مما ينتحله من يدعون علم الغيب، فإن لم تتب وجب رفعها إلى ولي الأمر بالبلد الذي هي فيه لمعاقبتها بما تستحق وتحذير الناس من عملها وتصديقها.

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

شريف المنشاوى
09-18-2006, 12:09 AM
لا يعلم قيام الساعة إلا الله

س: سمعنا بعض علمائنا: أن في الحديث خبرا يقول: بعد أربعة عشر قرنا وشيء يكون قيام الساعة، فهل هذا الخبر صحيح؟ علما بأنه مضت أربعة عشر قرنا وما هو الشيء؟

ج: لا يعلم تحديد وقت خبر قيام الساعة إلا الله سبحانه، وليس في الأحاديث الصحيحة ما يدل على صحة ما ذكره من نسبتم إليه ما ذكر في السؤال.

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

شريف المنشاوى
09-18-2006, 12:12 AM
هل الولي يعلم الغيب؟

س : قال الله تعالى: سورة الجن الآية 26 عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا سورة الجن الآية 27 إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فهل الولي من أمة الرسول تابع له في علم الغيب؟


ج : إن الله سبحانه حكم بأن علم الأمور الغيبية خاص به، فقال: سورة النمل الآية 65 قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ ولم يستثن من ذلك إلا من ارتضى من رسله فيظهره على ما شاء من الغيب، قال تعالى: سورة الجن الآية 26 عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا سورة الجن الآية 27 إِلا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا

فمن ادعى من أمم الأنبياء والمرسلين أنه يعلم الغيب فهو كاذب.

ومن زعم أن أحدا من الأولياء والصالحين أتباع الرسل عقيدة وعملا يعلم الغيب فهو مخطئ كاذب؛ لمخالفته ما نزل من آيات القرآن وما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الدالة على اختصاص الله تعالى بعلم المغيبات.

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

شريف المنشاوى
09-18-2006, 12:15 AM
كل من عليها فان
هل الجن يموتون؟

س: أؤكد لكم أن التلاميذ يلقون علي أسئلة محرجة ولا أجد جوابا مقنعا، فمن ذلك سؤال يقول: هل الجن يموتون كالإنس ويدفنون؟ وهل يشملهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: الترمذي برقم (2335،3550) ، وابن ماجه واللفظ له برقم (4236)، والقضاعي في مسنده برقم (252)، والحاكم (2 / 427)، والخطيب (6 / 397)، و(12 / 42). أعمار أمتي ما بين الستين والسبعين ……….إلخ؟

ج: الجن يموتون كالإنس؛ لعموم قوله تعالى: سورة آل عمران الآية 185 كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وأما تقدير أعمارهم فالظاهر أنه يعمهم الحديث المذكور؛ لأنهم من جملة الأمة في عموم رسالة محمد صلى الله عليه وسلم؛ لعموم قوله: سورة الأحقاف الآية 29 وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ سورة الأحقاف الآية 30 قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ سورة الأحقاف الآية 31 يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ سورة الأحقاف الآية 32 وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ

وقوله تعالى: سورة الجن الآية 1 قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا سورة الجن الآية 2 يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا إلخ السورة.

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

شريف المنشاوى
09-18-2006, 12:19 AM
هل الملائكة الموكلون بالإنسان يموتون بموته؟


س: أفتونا عن الملائكة الموكلين بالإنسان لإحصاء أعماله في مدة الحياة وهم رقيب وعتيد عندما يموت الإنسان، هل يموت الملكان الموكلان به أو أين يكون مصيرهما بعد وفاة الإنسان؟

ج: أحوال الملائكة وشؤونهم من الغيبيات، ولا تعرف إلا من قبل السمع، ولم يرد نص في موت كتبة الحسنات والسيئات عند موت من تولوا كتابة حسناته وسيئاته، ولا نص ببقاء حياتهم ولا عن مصيرهم، وذلك إلى الله وليس ما سئل عنه مما كلفنا اعتقاده، ولا يتعلق به عمل، فالسؤال عن ذلك دخول فيما لا يعني؛ لذا ننصح السائل أن لا يدخل فيما لا يعنيه، ويبذل جهده في السؤال عما يعود عليه وعلى المسلمين بالنفع في دينهم ودنياهم.

وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.