المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صياغة جديدة لمعلقة عنترة بن شداد



قاهر الظلام
09-27-2006, 07:08 PM
صياغة جديدة لمعلقة عنترة بن شداد

شعر: عبد الرحمن العشماوي





هل غادر الرؤساء من متردمِ؟ أم هل عرفت حقيقة المتكلـمِ؟

سنَةٌ على سنَةٍ تراكم فوقها تعبُ الطريق وسوءُ حال المسلــم

سنة على سنة وأمتنا على جمرِ الغضى والحزنُ يشرب من دمي

قِممٌ تُشَيَّدُ فوق أرض خضوعنا أرأيت قصرًا يُبتنى في قمقـــم؟!

يا دارَ مأساة الشعوب تكلمي وعِمي صباحَ الذل فينا واسلمـي

إنا على المأساة نشرب ليلَنا سهرًا وفي حضن التوجُّس نرتمي

ما بين مؤتمرٍ ومؤتمرٍ نرى شبحًا يعبِّر عن خيالٍ مبهـــمِ

التوصيات تنام فوق رُفوفها نومَ الفقير أمام باب الأشـــأمِ

شجبٌ وإنكارٌ وتلك حكايةٌ ماتت لتحيا صرخةُ المستسلـــم

أأبا الفوارس وجهُ عبلة شاحبٌ وأمـــام خيمتها حبائلُ مجـرم

أأبا الفوارس صوتُ عبلةَ لم يزل فينــا ينادي: ويك عنتر أقــدم

ترنو إليك الخيلُ وهْي حبيسةٌ تشكــو إليك بعَبرةٍ وتحمحُــمِ

هلا غسلتَ السيفَ من صدأ الثرى وعزفت في الميدان ركض الأدهـم

هلا أثرت النقع حتى ينجلي عــن قبح وجه الخائن المتلثــم

وأرحتنا من كل صاحب زلةٍ يوحـي إليك بقصةِ ابني ضمضــم

أأبا الفوارس أمطرت مِن بعدكم سُحُب الهدى غيثًا هنيءَ الموســم

لو أبصرَتْ عيناك وجهَ محمدٍ ورأيت ما يَجري بدارِ الأرقـــــم

ورأيت مكةَ وهْي تغسل وجهَها بالنور من آثار ليلٍ مظلــــــمِ

وفتحت نافذةً لتسمع ما تلا جبريلُ من آي الكتاب المحكــــمِ

ورأيت ميزانَ العدالة قائمًا يُقتص فيه ضحىً من ابن الأَيْهَـــم

ورأيت كيف غدا بلالٌ سيدًا ومضى الطغاة إلى شفير جهنــــم

لو أن عينَك أبصرَت إسلامَنا لخرجتَ من كهفِ الضلالِ المعتـــمِ

وحملت عبلةَ والحجابُ يزيدها شرفًا وأطفأتَ اللظى فـي زمـــزمِ

لو عشتَ في الإسلام ما عانيتَ من لونِ السوادِ ولا نضحت بمَنْشَـــمِ

أأبا الفوارس قد عرفتُك حافظًا حقَّ الجوارِ تغضُّ طــرفَ الأكـرم

ولقد رأيتك في خيالي والوغى تشتد حين كَرَرْتَ غير مذمــــمِ

فأَدَرْتُ دولاب الأماني أن أرى في عصرنا وجهَ الشجاع المقــدم

لكنَّ دولابَ الأماني لم يُدَر إلا بصورةِ خائفٍ متوهـــــم

كم فارسٍ مِن قومنا لمَّا رأى لهبَ الرصاص أدار مقلةَ غيلــمِ!!

تركَ الضحايا خلفَه وسعى إلى قبـوٍ ليغمضَ مقلتيه ويحتمــي!!

أأبا الفوارس قِفْ مكانَك إننا لنعيشُ في زمنِ الخداعِ المبــرمِ

لم يدرك العربي في أيامنا كرمَ الجدودِ ولا يقينَ المسلـــمِ

طُعِنَت كرامةُ أمتي في قلبها ليس الكريم على القنا بمحــرَّم

وصراخ أسئلتي يجسِّد ما حوى قلبي من الجرح العميق المؤلــم

يا أمةَ الإسلام هل لكِ فارس يغشى الوغى ويعف عند المغنـم؟!

إني ذكرتكِ والجراح نواهل مني وحرفي قد تلجلج في فمــي

فوددت تمزيقَ الحروف لأنها وجمت وجومَ جبينكِ المتــورم

يا أرض (داكار) اسألي عن حالنا إن كنتِ جاهلةً بما لم تعلمــي

يخبرْك مَنْ شهد الهزيمةَ أننا بتْنا على حال الأصمِّ الأبكــمِ

يا أرضَ داكار المَشُوقَة ربما رَفَعَت إليك الريحُ صوتَ اليُتَّـمِ

ولربما فتحت لكِ الباب الذي يفضي إلى الأقصى الجريح فيمِّمي

ولربما أفضى إليك البحر في زمنِ السكوت بسرِّه فتفهَّمــي

وتأملي كلَّ الوجوه وردِّدي ما تسمعين من الهتاف ونغِّمــي

وإذا رأيت بشائر الفرح التي ماتت لدينا فاصرخي وتكلمــي

يا قادةَ الدول التي لم تتَّخذ لغةً موحدةً أمام المجــــرمِ

في الكون دائرتان: واحدة لها ألْقٌ وأخرى ذاتُ وجهٍ أسْحَــم

يا قادةَ الدول التي لولا الهوى وخضوعِها لعدوها لم تُهــزَمِ

القمة الكبرى.. صفاء قلوبكم لله نصْرُ الخائف المتظلـــم

القمة الكبرى.. خلاص نفوسكم من قبضة الدنيا وأسر الدرهـم

القمة الكبرى.. انتشال شعوبكم من فقرها من جهلها المستحكـم

القمة الكبرى.. جهادٌ صادق وبناء صرح إخائنا المتهـــدم

أما مطاردة السراب فإنها وهم يجرِّعنا كئوس العلقـــمِ

مُدُّوا إلى الرحمن أيديكم فما خابت يدٌ تمتد نحو المنعــمِ