المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هكذا نحب النبى صلى الله عليه و سلم و نعظمه



شريف المنشاوى
10-04-2006, 08:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ حمد
الاخ الباحث عن الحق
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هنا تجدان ان شاء الله الإجابة عن أسئلتكم و سوف اكتبها فى شكل مشاركات متتابعة فتابعونى يرحمكم الله

الباحث عن الحق
10-04-2006, 08:08 PM
تسجيل متابعة أخانا "شريف المنشاوي".

شريف المنشاوى
10-04-2006, 09:27 PM
لقد حبا الله تبارك و تعالى نبينا محمدا ( ص ) من الخصائص القوية و الصفات العلية و الاخلاق الرضية ما كان داعيا لكل مسلم ان يجله و يعظمه بقلبه و لسانه و جوارحه .
و قد كان لأهل السنة و الجماعة قدم صدق فى العناية بجمع خصائصه ، و إبراز فضائله ، و الإشادة بمحاسنه ، فلم يخل كتاب من كتب السنة كالصحاح و السنن و نحوها .. من كتب مخصصة فى ذكر مآثره ، كما أُفردت كتب مستقلة للحديث عنه و عن سيرته ؛ فهو ( ص ) محمود عند الله تعالى و محمود عند ملائكته و محمود عند إخوانه المرسلين عليهم الصلاة و السلام و محمود عند أهل الارض كلهم و إن كفر به بعضهم لأن صفاته محمودة عند كل ذى عقل و إن كابر و جحد فصدق عليه وصفه نفسه ( ص ) حين قال " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، ولا فخر ، و أول من يشق عنه القبر ، و أول شافع ، و أول مشفع " أخرجه مسلم
و قد أغاث الله تعالى به البشرية المتخبطة فى ظلمات الشرك و الجهل و الخرافة ، فكشف به الظلمة و أذهب الغمة و أصلح الأمة و صار هو الإمام المطلق فى الهدى لبنى آدم فهدى الله به من الضلالة و علم به من الجهالة و أرشد به من الغواية و فتح به أعينا عميا و آذانا صما و قلوبا غلفا و كثر به بعد القلة و أعز به بعد الذلة و أغنى به بعد العيلة .
عرَّف الناس ربهم و معبودهم غاية ما يمكن أن تناله قواهم من المعرفة و لم يَدَع لأمته حاجة فى هذا التعريف لا إلى من قبله و لا إلى من بعده بل كفاهم و شفاهم و أغناهم عن كل من تكلم فى هذا الباب { أو لم يكفهم أنَّا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إنَّ فى ذلك لرحمة و ذكرى لقوم يؤمنون } و عرَّفهم الطريق الموصلة الى ربهم و رضوانه و دار كرامته و لم يدَع ( ص ) حسنا إلا أمر به و لا قبيحا إلا نهى عنه .
و عرفهم حالهم بعد القدوم على ربهم أتم تعريف فكشف الأمر و أوضحه و لم يدع بابا من العلم النافع للعباد المقرِّب لهم إلى ربهم إلا فتحه و لا مشكلا إلا بينه و شرحه فأى بشر أحق بأن يُحب مثله ؟! جزاه الله عن أمته أفضل الجزاء .

و مما يحمد عليه ( ص ) ما جبله الله عليه من مكارم الأخلاق و كرائم الشيم فإن من نظر فى أخلاقه و شيمه ( ص ) علم أنها خير أخلاق الخلق و أكرم شمائل الخلق فإنه كان أعظم الخلق و أعظمهم أمانة و أصدقهم حديثا و أجودهم و أسخاهم و أعظمهم عفوا و مغفرة و كان لا يزيده شدة الجهل إلا حلما كما روى البخارى فى صحيحه عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما أنه قال فى صفة رسول الله ( ص ) فى التوراة : " محمد عبدى و رسولى سميته المتوكل ، ليس بفظ و لا غليظا ، و لا سخَّاب بالأسواق ، و لا يدفع السيئة بالسيئة ، و لكن يعفو و يصفح ، و لن أقبضه حتى أقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا :
لا إله إلا الله ، و أفتح به أعينا عميا ، و آذانا صما ، و قلوبا غلفا "
و أرحم الخلق و أرأفهم بهم و أعظم الخلق نفعا لهم فى دينهم و دنياهم و أفصح خلق الله و أحسنهم تعبيرا عن المعانى الكثيرة بالألفاظ الوجيزة الدالة على المراد و أصبرهم فى مواطن الصبر و أصدقهم فى مواطن اللقاء و أوفاهم بالعهد و الذمة و أعظمهم مكافأة على الجميل بأضعافه و أشدهم تواضعا و أعظمهم إيثارا على نفسه و أشد الخلق ذبا عن أصحابه و حماية لهم و دفاعا عنهم و أقوم الخلق بما يأمر به و أتركهم لما ينهى عنه و أوصل الخلق لرحمه فهو أحق بقول القائل :
بَردٌ على الأدنى و مرحمةٌ :::: و على الأعادى مارنٌ جَلدُ

.......................

يتبع إن شاء الله تعالى

شريف المنشاوى
10-04-2006, 09:30 PM
تسجيل متابعة أخانا "شريف المنشاوي".
بارك الله فيك اخى الحبيب و لكن اصبر على فنحن فى رمضان و الوقت ضيق و ليكن كل يوم مشاركة ان شاء الله :emrose:

شريف المنشاوى
10-05-2006, 06:44 AM
بواعث محبة النبى ( ص ) و تعظيمه :

يدعو المسلم إلى ذلك أمور عدة ، منها :
1 - موافقة مراد الله عز و جل فى محبته لنبيه ( ص ) و تعظيمه له ، فقد أقسم بحياته ( ص ) تعظيما له فى قوله : { لعمرك إنهم لفى سكرتهم يعمهون } كما أثنى عليه فقال : { و إنك لعلى خلق عظيم }و قال : { و رفعنا لك ذكرك }
فلا يُذكر بشر فى الدنيا و يثنى عليه كما يذكر النبى ( ص ) و يثنى عليه . و قد اتخذه ربه خليلا ( ص ) .
قال ابن القيم : و كل محبة و تعظيم للبشر فإنما تجوز تبعا لمحبة الله و تعظيمه كمحبة رسول الله ( ص ) و تعظيمه فإنها من تمام محبة مرسله و تعظيمه فإن أمته يحبونه لمحبة الله له و يعظمونه و يجلونه لإجلال الله له فهى محبة لله من موجبات محبة الله و كذلك محبة أهل العلم و الإيمان و محبة الصحابة رضى الله عنهم و إجلالهم تابع لمحبة الله و رسوله ( ص )
و لذا فإن محبته و تعظيمه ( ص ) من شرط إيمان العبد بل الامر كما قال ابن تيمية : إن قيام المدحة و الثناء عليه و التعظيم و التوقير له قيام الدين كله و سقوط ذلك سقوط الدين كله .
2 - ما ميزه الله تعالى به من شرف النسب و كرم الحسب و صفاء النشأة و كمال الصفات و الأخلاق و الأفعال .
3 - شدة محبته ( ص ) لأمته و شفقته عليها و رحمته بها . قال الله تعالى :
{ لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم }
و كم كان يسأل الله تعالى الخير لأمته و يفرح بفضل الله عليها ، و كم تحمل من مشاق نشر الدعوة ، و أذى المشركين بالقول و الفعل حتى أتم الله به الدين و أكمل به النعمة .
....................
يتبع إن شاء الله

شريف المنشاوى
10-06-2006, 05:53 PM
وجوب محبة النبى ( ص )
محبة النبى ( ص ) أصل عظيم من أصول الدين ، فلا إيمان لمن لم يكن الرسول ( ص ) أحب إليه من ولده و والده و الناس أجمعين .
يقول ربنا عز و جل { قل إن كان آباؤكم و أبناؤكم و إخوانكم و أزواجكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله و رسوله و جهاد فى سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره و الله لا يهدى القوم الفاسقين }
قال القاضى عياض فى شرح الآية : فكفى بهذا حضا و تنبيها و دلالة و حجة على إلزام محبته ، و وجوب فرضها ، و عظم خطرها و استحقاقه لها ( ص ) ، إذ قرَّع الله من كان ماله و أهله و ولده أحب إليه من الله و رسوله و توعدهم بقوله تعالى { فتربصوا حتى يأتى الله بأمره } ثم فسَّقهم بتمام الآية و أعلمهم أنهم ممن ضل و لم يهده الله .
قال رسول الله ( ص ) : " ما من مؤمن إلا و أنا أولى الناس به فى الدنيا و ألآخرة ، اقرأوا إن شئتم : { النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم } و قال رسول الله ( ص ) " أنا أولى بكل مؤمن من نفسه " و قال ( ص ) : " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده و ولده و الناس أجمعين . و قال أيضا : " و الذى نفسى بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من والده و ولده "
و عن عبد الله بن هشاه قال : كنا مع النبى ( ص ) و هو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال له عمر : يا رسول الله لأنت حب إلى من كل شئ إلا من نفسى . فقال النبى ( ص ) : " لا و الذى نفسى بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك "فقال له عمر : فإنه الآن و الله لأنت أحب إلى من نفسى ، فقال النيى ( ص ) " الآن ياعمر " قال ابن حجر : أى الآن عرفت فنطقت بما يجب .
.....................
يتبع إن شاء الله

الباحث عن الحق
10-06-2006, 06:15 PM
أخي شريف,
ألاتعتقد بأن تقديم محبة سيدنا محمد على إبني تعني أنني يجب أن أقف في وجه إبني إذا كان يريد بالإسلام سوء ؟
أعتقد بأن هذا هو المعنى ( ولا أفتي فلعلي أكون مخطيء وإنما أستفسر).
فالصحابة رضوان الله عليهم كانوا يقفون في وجه آبائهم وأهلهم في مكة مع صالح النبي محمد إمتثالا لأمر الله عزوجل ولكن لا أعتقد بأنهم كانوا يحبون النبي أكثر من أهلهم.
النبي محمد عليه الصلاة والسلام كان يحب عمه أبو طالب رغم كفره.
فهل المقصود هو المحبة الفطرية التي تكون للأهل؟ لا أعتقد ذلك.
ولكن بإنتظار متابعة موضوعك.


((متابع لمشاركتك القادمة))
السلام عليكم

شريف المنشاوى
10-06-2006, 06:56 PM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

ولكن بإنتظار متابعة موضوعك.
بالفعل اخى إنتظر و سيأتى إن شاء الله تعالى

شريف المنشاوى
10-06-2006, 09:42 PM
و قال رسول الله ( ص ) :" ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما ، و أن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، و أن يكره أن يعود فى الكفر كما يكره أن يقذف فى النار "
قال الدكتور درَّاز فى شرح هذا الحديث : و محبة الله و رسوله هى أرقى أنواع هذه المحبة العقلية و أقواها ، فمن كان باعث المحبة عنده معرفة ما فى المحبوب من كمال ذاتى فالله تعالى أحق بمحبته إذ الكمال خاصة ذاته و الجمال الأتم ليس إلا لصفاته ، و الرسول ( ص ) أحق من يتلوه فى تلك المحبة لأنه أكرم الخلق عند ربه و هو ذو الخلق العظيم و الهدى القويم و من كانت محبته للغير تقاس بمقاس ما يوصله إليه ذلك من الغير من المنافع و ما يغدق عليه من الخيرات ، فالله تعالى أحق بهذه المحبة أيضا و إن نعمه علينا تجرى مع الأنفس و دقات القلوب و لا نعمة إلا هو مصدرها { و ما بكم من نعمة فمن الله } ، { و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } ، و هذا الرسول الكريم الرؤوف الرحيم هو واسطة النعمة العظمى إذ هو الذى أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور و من الضلالة إلى الهدى و استنقذنا به من النار بعد أن كنا على شفا حفرة منها ، فليس بعد الله أحد أمنَّ علينا منه و محبته الحقيقية شعبة من محبة الله .

شريف المنشاوى
10-07-2006, 02:04 AM
أقسام محبته ( ص ) :
ذكر ابن رجب الحنبلى أن محبة الرسول ( ص ) درجتين : إحداهما : فرض و هى المحبة التى تقتضى قبول ما جاء به الرسول ( ص ) من عند الله و تلقِّيه بالمحبة و الرضا و التعظيم و التسليم و عدم طلب الهدى من غير طريقه بالكلية ثم حُسن الإتباع له فيما بلَّغه عن ربه من تصديقه فى كل ما أخبر به و طاعته فيما أمر به من الواجبات و الإنتهاء عمَّا نهى عنه من المحرمات و نُصرة دينه و الجهاد لمن خالفه بحسب القدرة ، فهذا القدر لابد منه و لا يتم الإيمان بدونه .
و الدرجة الثانية : فضل ، و هى المحبة التى تقتضى حسن التأسى به و تحقيق الإقتداء بسنته و أخلاقه و آدابه و نوافله و تطوعاته و أكله و شربه و لباسه و حسن معاشرته لأزواجه و غير ذلك من آدابه الكاملة و أخلاقه الطاهرة .
و نقل الحافظ ابن حجر العسقلانى عن بعض العلماء قوله : محبة الله على قسمين : فرض و ندب ، فالفرض : المحبة التى تبعث على إمتثال أوامره و الإنتهاء عن معاصيه و الرضا بما يُقدِّره ، فمن وقع فى معصية من فعل محرم أو ترك واجب فلتقصيره فى محبة الله حيث قدَّم هوى نفسه . و التقصير تارة يكون مع الإسترسال فى المباحات و الإستكثار منها فيورث الغفلة المقتضية للتوسع فى الرجاء فيقدم على المعصية .
و كذلك محبة الرسول ( ص ) على قسمين كما تقدم و يزداد : ألا يتلقى شيئا من المأمور و المنهيات إلا من مشكاته و لا يسلك إلا طريقته و يرضى بما شرعه حتى لا يجد فى نفسه حرجا مما قضاه و يتخلق بأخلاقه فى الجود و الإيثار و الحلم و التواضع و غيرها .
...................
يتبع إن شاء الله

حمد
10-07-2006, 10:10 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد :
اللهم أرنا الحق حقاً وأرزقنا أتباعه وأرنا الباطل باطلاً وأرزقنا أجتنابه
شريف المنشاوي
أنا ليس لدي شك في وجوب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم على محبة جميع الناس
ودليلي هو حديث عمر بن الخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال له (الآن ياعمر)
أشكرك على أهتمامك بالموضوع وجعله في ميزان حسناتك وواصل بارك الله فيك.


الباحث عن الحق

سؤال : لو أفترضنا أن هناك شخصاً ساعدك أو أعانك على أمر من أمور الدنيا, وأصبحت بعدها تـتـنـعـم من خيرات هذا النجاح الذي حصل بواسطة هذا الشخص بعد الله , ولو لم ترا هذا الشخص بل بمجرد الهاتف أو عن طريق أحد الأقارب,
أليس تحب هذا الشخص وتمدحة وتدافع عنه, ولا أقول أن تقدم محبته على محبة الولد والوالد ؟؟
إذا كانت الأجابة بنعم وهذا هو المتوقع من أي شخص , فكيف بمن دلنا على النجاح في الدارين؟؟؟ مع شدة محبته لأمته و شفقته عليها و رحمته بها . قال الله تعالى :
{ لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم }
و كم كان يسأل الله تعالى الخير لأمته و يفرح بفضل الله عليها ، و كم تحمل من مشاق نشر الدعوة ، و أذى المشركين بالقول و الفعل حتى أتم الله به الدين و أكمل به النعمة .

شريف المنشاوى
10-08-2006, 03:34 AM
جزاك الله خيرا اخى حمد ، و نواصل إن شاء الله .

شريف المنشاوى
10-08-2006, 03:55 AM
المراد بالتعظيم :
قال الله تعالى : { إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا و نذيرا . لتؤمنوا بالله و رسوله و تعزروه و توقروه و تسبحوه بكرة و أصيلا }
فذكر تعالى : حقا مشتركا بينه و بين رسوله ( ص ) و هو الإيمان ، و حقا خاصا به تعالى و هو التسبيح ، و حقا خاصا بنبيه ( ص ) و هو التعزير و التوقير .
و حاصل ما قيل فى معناهما أن : التعزير إسم جامع لنصره و تأييده و منعه من كل ما يؤذيه . و التوقير : إسم جامع لكل ما فيه سكينة و طمأنينة من الإجلال و الإكرام ، و أن يعامل من التشريف و التكريم و التعظيم بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار .
و هذه المعانى هى المراد بلفظ التعظيم عند إطلاقه ؛ فإن معناه فى اللغة : التبجيل ، يقال : لفلان عظمة عند الناس : أى حرمة يعظم لها ، و لفظ التعظيم و إن لم يرد فى النصوص الشرعية إلا أنه استعمل لتقريب المعنى إلى ذهن السامع بلفظ يؤدى المعنى المراد من ( التعزير و التوقير ) .
و التعظيم أعلى منزلة من المحبة ، لأن المحبوب لا يلزم أن يكون معظَّما ، كالولد يحبه والده محبة تدعوه إلى تكريمه دون تعظيمه ، بخلاف محبة الولد لأبيه ؛ فإنها تدعوه إلى تعظيمه .

شريف المنشاوى
10-08-2006, 04:28 AM
كيف نحقق محبة النبى ( ص ) و تعظيمه ؟
إن الأمر بمحبة النبى ( ص ) و تعظيمه يعنى أن ذلك عبادة لله عز و جل و قربة إليه سبحانه .
و العبادة التى أرادها الله تعالى و يرضاها من العبد هى ما ابتُغى به وجهه سبحانه و كان على الصفة التى شرعها فى كتابه العظيم و على لسان نبيه الكريم ( ص ) .
فأما الإخلاص فى الأعمال و ابتغاء وجه الله تعالى فيها فهو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله ؛ لأن معناها لا معبود بحق إلا الله سبحانه و تعالى .
و أما متابعة النبى ( ص ) فهى مقتضى الشهادة بأن محمدا رسول الله ، و لازم من لوازمها ؛ إذ معنى الشهادة له بأنه رسول الله حقا : طاعته فيما أمر و تصديقه فيما أخبر و إجتناب ما عنه نهى و زجر و أن لا يعبد الله إلا بما شرع .
و هذا تمام المحبة و كمال التعظيم و غاية التوقير . و أىُّ تعظيم أو محبة للنبى ( ص ) لدى من شك فى خبره أو استنكف عن طاعته أو ارتكب مخالفته أو ابتدع فى دينه و عبدَ الله من غير طريقته ؟!!!!!
و لذا اشتد نكير الله تعالى على من سلكوا فى العبادة سبيلا لم يشرعها فقال : { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله } .
و قال ( ص ) " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " أى مردود عليه .
فإذا كانت المحبة و التعظيم عبادة ؛ فإن العبادة محلها القلب و اللسان و الجوارح .
و يتحقق تعظيم النبى ( ص ) بالقلب بتقديم محبته على النفس و الوالد و الولد و الناس أجمعين ؛ إذ لا يتم الإيمان إلا بذلك ، ثم إنه لا توقير و لا تعظيم بلا محبة .
و إنما يزرع هذه المحبة معرفة قدره و محاسنه ( ص ) .
و إذا استقرت تلك المحبة الصادقة فى القلب كان لها لوازم هى فى حقيقتها مظاهر للتعظيم و دلائل عليه ، تظهر على اللسان و الجوارح .
و سنرى منزلة النبى ( ص ) عند المصطفين من هذه الأمة رضى الله عنهم من خلال أمثلة تنطق بالتعظيم و تشهد بالمحبة .
..............
يتبع إن شاء الله

شريف المنشاوى
10-10-2006, 05:56 AM
حال الصحابة فى محبتهم للنبى ( ص ) و تعظيمهم له فى حياته :

نال الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين شرف لقاء النبى ( ص ) فكان لهم النصيب الأوفى من محبته و تعظيمه مما سبقوا به غيرهم و لم و لن يدركهم من بعدهم .
فقد سئل على بن أبى طالب رضى الله عنه : كيف كان حبكم لرسول الله ( ص ) ؟ قال : كان و الله أحب إلينا من أموالنا و أولادنا و أمهاتنا و من الماء البارد على الظمأ .
و سأل أبو سفيان بن حرب و هو على الشرك حينذاك زيد بن الدَّثنة رضى الله عنه حينما أخرجه أهل مكة من الحرم ليقتلوه و قد كان أسيرا عندهم : أنشدك بالله يا زيد : أتحب أن محمدا الآن عندنا مكانك نضرب عنقه و إنك فى أهلك ؟ قال : و الله ما أحب أن محمدا الآن فى مكانه الذى هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه و إنى جالس فى أهلى ! ، فقال أبو سفيان : ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا .
و قال سعد بن معاذ رضى الله عنه للنبى ( ص ) يوم بدر : يانبى الله ألا نبنى لك عريشا تكون فيه و نعد ركائبك ثم نلقى عدونا فإن أعزنا الله و أظهرنا علي عدونا كان ذلك ما أحببنا و إن كانت الأخرى جلست على ركائبك فلحقت بمن ورائنا من قومنا فقد تخلف عنك أقوام ما نحن بأشد حبا لك منهم و لو ظنوا أنك تلقى حربا ما تخلفوا عنك يمنعك الله بهم يناصحونك و يجاهدون معك فأثنى عليه رسول الله ( ص ) خيرا و دعا له بخير .
و عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : لما كان يوم أحد حاص أهل المدينة حيصة قالوا قُل محمد حتى كثرت الصوارخ فى ناحية المدينة فخرجت امرأة من الأنصار متحزِّمة فاستُقبلت بابنها و أبيها و زوجها و أخيها لا أدرى أيهم استقبلت به أولا فلما مرت على أحدهم قالت : من هذا ؟ قالوا : أبوك ، أخوك ، زوجك ، ابنك ! تقول : ما فعل رسول الله ( ص ) ؟!
يقولون : أمامك حتى دفعت الى رسول الله ( ص ) فأخذت بناحية ثوبه ثم قالت : بأبى أنت و أمى يا رسول الله لا أُبالى إذ سلمتَ من عطب و فى رواية قالت : كل مصيبة بعدك جلل ( أى : يسيرة و هينة ) .
و لقد حكَّم الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله ( ص ) فى أنفسهم و أموالهم فقالوا : هذه أموالنا بين يديك فاحكم فيها بما شئت و هذه نفوسنا بين يديك لو استعرضت بنا البحر لخضناه نقاتل بين يديك و من خلفك و عن يمينك و عن شمالك ، و هذا أصدق تعبير عن المحبة .
.............................
يتبع إن شاء الله تعالى

الباحث عن الحق
10-10-2006, 03:45 PM
تابع أستاذ شريف.
أنا أتابع معك وأستفيد.

أخونا حمد حياك الله ومرحبا بك.

شريف المنشاوى
10-10-2006, 07:19 PM
جزاك الله خيرا اخى الكريم الباحث عن الحق و اشكرك جدا لتواصلك الكريم فهو وسام على صدرى

شريف المنشاوى
10-11-2006, 08:01 PM
كما كان شأنهم فى تعظيمه و توقيره أوضح و أظهر من أن يستدل عليه ، و أجمل من وصف شأنهم فى ذلك عروة بن مسعود رضى الله عنه حين فاوض النبى ( ص ) فى صلح الحديبية فلما رجع إلى قريش قال : أى قومِ و الله لقد وفدت على الملوك و وفدت على قيصر و كسرى و النجاشى ، و الله إن تنخَّم نخامةً إلا وقعت فى كف رجل منهم فدلك بها وجهه و جلده و إذا أمرهم ابتدروا أمره و إذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوءه و إذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده و ما يحدون النظر إليه تعظيما له .
و قد وُصف الصحابة حال جلوسهم و إستماعهم للنبى ( ص ) بوصف عجيب جاء فى أحاديث عدة منها قول أبى سعيد الخدرى : و سكت الناس كأن على رؤوسهم الطير .
و قال عمرو بن العاص رضى الله عنه : و ما كان أحد أحب إلىَّ من رسول الله ( ص ) و لا أجلَّ فى عينى منه و ما كنت أطيق أن أملأ عينى منه إجلالاًً له و لو سئلت أن أصفه ما أطقت لأنى لم أكن أملأ عينىَّ منه .
و لما زار أبو سفيان ابنته أم حبيبة رضى الله عنها فى المدينة و دخل عليها بيتها ذهب ليجلس على فراش رسول الله ؛ فطوته ، فقال : يا بنية ، ما أدرى أرغبت بى عن هذا الفراش أم رغبت به عنى ؟ فقالت : هو فراش رسول الله ( ص ) ، و أنت مشرك نجس ؛ فلم أحب أن تجلس على فراشه .
و من شدة حرص الصحابة على إكرامه و تجنب إذائه قول أنس بن مالك : إن أبواب النبى ( ص ) كانت تقرع بالأظافير .
و لما نزل قول الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبى و لا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم و أنتم لا تشعرون } ، قال ابن الزبير : فما كان عمر يُسمع النبى ( ص ) بعد هذه الآية حتى يستفهمه ، و كان ثابت بن قيس جَهوَرى الصوت يرفع صوته عند النبى ( ص ) ، فجلس فى بيته منكساً رأسه يرى أنه من أهل النار بسبب ذلك حتى بشَّره النبى ( ص ) بالجنة .

شريف المنشاوى
10-12-2006, 02:07 AM
دلائل محبته ( ص ) و مظاهر تعظيمه :
أولاً : تقديم النبى ( ص ) و تفضيله على كل أحد :
فضَّل الله تعالى نبيه محمداً على جميع الخلق أولهم و آخرهم فهو خاتم الأنبياء و إمامهم و سيدهم قال ( ص ) : " إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل و اصطفى قريشاً من كنانة و أصطفى بنى هاشم من قريش ، و اصطفانى من بنى هاشم " .
و قال : " أنا سيد ولد آدم و لا فخر و أول من ينشق عنه القبر و أول شافع و أول مشفع "
و مما ينتج عن اعتقاد تفضيله : استشعار هيبته ( ص ) و جلالة قدره و عظيم شأنه و استحضار محاسنه و مكانته و منزلنه ، و المعانى الجالبة لحبه و إجلاله و كل ما من شأنه أن يجعل القلب ذاكراً لحقه من التوقير و التعزير فمتى ما كان تعظيم النبى ( ص ) مستقراً فى القلب مسطوراً فيه على تعاقب الأحوال فإن آثار ذلك ستظهر على الجوارح حتماً لا محالة . و حينئذ سترى اللسان يجرى بمدحه و الثناء عليه و ذكر محاسنه ، و ترى باقى الجوارح ممتثلة لما جاء به و متبعة لشرعه و أوامره و مؤدية لما له من الحق و التكريم .
و قد ضلَّ فى هذا الباب أصناف من الناس منهم :
أ - الرافضة الغلاة الذين فضَّلوا أئمتهم المعصومين بزعمهم ! على النبى ( ص ) .
ب- الصوفية الباطنية الذين فضَّلوا الأولياء و الأقطاب على النبى ( ص ) .
و كلا الفعلين و العياذ بالله زندقة و كفر و إلحاد و مخالفة للنصوص المتواترة و إجماع المسلمين .
.................
يتبع إن شاء الله

شريف المنشاوى
10-31-2006, 06:05 PM
ثانياً : سلوك الأدب معه :( ص )
و يتحقق ذلك بالأمور التالية :
أ - الثناء عليه ( ص ) بما هو أهله ، و أبلغ ذلك ما أثنى عليه ربه - عز و جل - به ، و ما أثنى هو على نفسه به ، و أفضل ذلك :
الصلاة و السلام عليه ؛ لأمر الهه - عز و جل - و توكيده :
{ إن الله و ملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما } الاحزاب : 56
قال ابن عباس : يُصلُّون : يُبرّكون .
و هذا إخبار من الله - تعالى - : بمنزلة عبده و نبيه عنده فى الملأ الأعلى بأنه يثنى عليه عند الملائكة المقربين ، و أن الملائكة تصلى عليه ، ثم أمر - تعالى - أهل العالم السفلى بالصلاة و التسليم عليه ليجتمع الثناء عليه من أهل العالَمين العلوى و السفلى جميعاً ، و صلاة المؤمنين عليه هى الدعاء طلباً للمزيد من الثناء عليه .
و فى الآية أمر بالصلاة عليه ، و الأمر يقتضى الوجوب ؛ لهذا قال النبى ( ص ) :
" البخيل من ذُكرتُ عنده فلم يصلّ علىَّ " . و قال : " رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل على " .
و الصلاة عليه مشروعة فى عبادات كثيرة كالتشهد ، و الخطبة ، و صلاة الجنازة ، و بعد الأذان ، و عند الدعاء .. و غيرها من المواطن .
و أفضل صيغها : ما علَّمه النبى ( ص ) لأصحابه حين قالوا : أما السلام عليك فقد عرفناه ، فكيف الصلاة ؟ قال : " قولوا : اللهم صل على محمد ، و على آل محمد ، كما صليت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد . اللهم بارك على محمد ، و على آل محمد ، كما باركت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد " .
و غير خافٍ ما فى الصلاة عليه من الفوائد و الثمرات من كونها سببا لحصول الحسنات ، و محو السيئات ، و إجابة الدعوات ، و حصول الشفاعة ، و صلاة الله على العبد ، و دوام محبة النبى ( ص ) و زيادتها ، و النجاة من البخل ...
...................
يتبع إن شاء الله

شريف المنشاوى
11-01-2006, 03:03 PM
ب - الإكثار من ذكره ، و التشوق لرؤيته ، و تعداد فضائله و خصائصه و معجزاته و دلائل نبوته ، و تعريف الناس بسنّته و تعليمهم إياها ، و تذكيرهم بمكانته و منزلته و حقوقه ، و ذكر صفاته و أخلاقه و خلاله ، و ما كان من أمور دعوته و سيرته و غزواته ، و التمدح بذلك شعراً و نثراً . فإن العبد - كما قال ابن القيم - كلما أكثر من ذكر المحبوب و استحضار محاسنه و معانيه الجالبة لحبه ؛ تضاعف حبه له ، و تزايد شوقه إليه ، و استولى على جميع قلبه . و إذا أعرض عن ذكره و إحضاره و إحضار محاسنه بقلبه نقص حبه من قلبه ، و لا شئ أقرّ لعين العبد المحب من رؤية محبوبه ، و لا أقر لقبه من ذكره و إحضار محاسنه ، فإذا قوى هذا فى قلبه جرى لسانه بمدحه و الثناء عليه و ذكر محاسنه ، و تكون زيادة ذلك و نقصانه بحسب زيادة الحب و نقصانه فى قلبه .
.................
يتبع إن شاء الله

شريف المنشاوى
11-02-2006, 01:44 PM
ج - التأدب عند ذكره ( ص ) بأن لا يذكر بإسمه مجردا ، بل يوصف بالنبوة أو الرسالة ، و هذا كما كان أدبا للصحابة - رضى الله عنهم - فى ندائه فهو أدب لهم و لغيرهم عند ذكره ، فلا يقال محمد ، و لكن : نبى الله ، أو الرسول ، و نحو ذلك .تلك خصيصة للنبى (ص) فى خطاب الله - تعالى - له فى كتابه الكريم دون إخوانه من الأنبياء - عليهم الصلاة و السلام - فلم يخاطبه - تعالى - قط باسمه مجرداً ، و حين قال : { ما كان محمد أبا أحدٍ من رجالكم } قال بعدها : { و لكن رسول الله و خاتم النبيين }
يجيء التوجيه إلى هذا الأدب فى قوله تعالى : { لا تجعلوا دُعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا ً }

الاسيف
11-05-2006, 02:47 AM
جزاك الله خيرا شريف المنشاوي هذا الموضوع نحتاجه جميعا , اذا استطعت ان تستمر في الموضوع فل تستمر
وانا من المتابعين ,سجلت دخولي في منتداكم من اجله .

شريف المنشاوى
11-06-2006, 01:00 PM
جزاك الله خيرا اخى الحبيب الاسيف ، جعل الله تشجيعك هذا فى ميزان حسناتك ، و نستمر ان شاء الله

شريف المنشاوى
11-06-2006, 01:28 PM
د - الأدب فى مسجده ، و كذا عند قبره ، و ترك اللغط و رفع الصوت ، و لذا أنكر عمر رضى الله عنه على من رفع صوته فيه .
عن السائب بن يزيد قال : كنت قائماً فى المسجد ، فحصبنى رجل ، فنظرت فإذا عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال : اذهب فائتنى بهذين ، فجئته بهما قال : من أنتما ؟ قالا : من أهل الطائف . قال : لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ، ترفعان أصواتكما فى مسجد رسول الله (ص)


ه - حفظ حرمة بلده المدينة النبوية ؛ فإنها مهاجره ، و دار نصرته ، و بلد أنصاره ، و محل إقامة دينه ، و مدفنه ، و فيها مسجده خير المساجد بعد المسجد الحرام .
و المقصود من تعظيم المدينة هو تعظيم حَرَمها ، و هذا أمر واجب فى حق من سكن بها أو دخل فيها ، مع ما يجب على ساكنيها من مراعاة حق المجاورة و حسن التأدب فيها ؛ و ذلك لما لها من المنزلة و المكانة عند الله و عند رسوله (ص) .
فيتأكد فيها العمل الصالح ، و تزداد السيئة قبحاً ؛ لشرف المكان .


و - توقير حديثه ، و التأدب عند سماعه ، و الوقار عند دراسته . و قد كان لسلف الأمة و علمائها عموماً و المحدثين خصوصاً منهج رصين و رصيد ثريٌّ فى إجلال حديث رسول الله (ص) ، و توقير مجلس الحديث ، و التحفُّز لاستباق العمل به ؛ تعظيماً له .
------------------
يتبع إن شاء الله

الباحث عن الحق
11-06-2006, 03:02 PM
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد وعلى أصحاب محمد أجمعين
اللهم آمين.

سلمت يمينك أستاذنا الغالي شريف.
تسجيل متابعة.....

الاسيف
11-07-2006, 04:06 AM
اخي الفاضل شريف

هل الحب لنبي يكون بالمشاعر مثلا الشوق والوله للقاءه ام يكون بالغضب عند سبه والفرح لمديحه دون
الشوق اليه وتمني رؤيته .فانا من متبعي سنته عليه الصلاه والسلام لكنني لااخفيك سرا لااحس بذك الشوق
اليه .لااعرف ماهو السبب وقدغضبت اشدالغضب عندما اسيئ اليه لكن ..لايوجد لهفه اليه اوشوق .اردت
ان اعرض المشكله والعله ليتم علاجها .ونحن خبراء في الحب والشوق ...واستغفر الله العظيم

شريف المنشاوى
11-07-2006, 10:01 AM
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد وعلى أصحاب محمد أجمعين
اللهم آمين.

سلمت يمينك أستاذنا الغالي شريف.
تسجيل متابعة.....
رزقك الله الجنة اخى الحبيب الغالى :emrose:

شريف المنشاوى
11-07-2006, 10:25 AM
اخي الفاضل شريف

هل الحب لنبي يكون بالمشاعر مثلا الشوق والوله للقاءه ام يكون بالغضب عند سبه والفرح لمديحه دون
الشوق اليه وتمني رؤيته .فانا من متبعي سنته عليه الصلاه والسلام لكنني لااخفيك سرا لااحس بذك الشوق
اليه .لااعرف ماهو السبب وقدغضبت اشدالغضب عندما اسيئ اليه لكن ..لايوجد لهفه اليه اوشوق .اردت
ان اعرض المشكله والعله ليتم علاجها .ونحن خبراء في الحب والشوق ...واستغفر الله العظيم
اخى الحبيب الاسيف
تذكر اخى ان رسول الله صلى الله عليه و سلم كان سببا فى هداية امة عظيمة من النار
كان سببا فى هدايتك و هدايتى و ذويك و ذوي و قد انقذنا من الخلود فى النار
و ستعرف اخى قيمة هذا الكلام حين تنظر الى الكافرين و هم يلقون فى الجحيم غير مأسوف عليهم
نعم ستعاين ذلك ، لا بل ، سينادى اصحاب النار اصحاب الجنة :
وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50)
و سيوبخهم اصحاب الاعراف :
وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48)
أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (49)
يا اسيف من يحب اكثر يؤخذ منه اكثر و يتبع اكثر.
رسول الله (ص) الذى ابكته امته شفقة عليها و حبا لها و هو من تحمل من اجل هدايتها من يعجز عن إطاقته سواه
هو من كان يناجى ربه و يبكى يارب امتى امتى
تصور من حملنا و همنا جميعا فى قلبه أفلا يستحق ان يحمله كل منا فى قلبه
المشكلة فينا نحن الذين لم نرتق من حب الغرائز الى حب الافكار و المصائر و الاهداف العظام
تدبر اخى كلام ابن القيم فى اعلى الصفحة ( مشاركة 21 )
و اعلم ان الله قد احبه حبا جما
و الله لا يحب باطلا
فكيف بإتخاذه خليلا
أليس لنا فى الله الأسوة
وصيتى لك ان تكثر من الصلاة عليه صلى الله عليه و سلم و لا تتعجل فى إقتطاف الثمر .
و تعرف على سيرته من مصادر شتى
و واصل معى اخى
يرحمنى الله و إياك

شريف المنشاوى
11-07-2006, 04:34 PM
و هذه بعض الشواهد :
حدَّث عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه فكان مما قال : و ما سمعته قط يقول : قال رسول الله (ص) إلا مرة ، فنظرت إليه و قد حل إزاره و انتفخت أوداجه ، و اغرورقت عيناه ، فقال : أو نحو ذلك ، أو دون ، أو قريباً من ذلك ، أو شبه ذلك .
و جاء عن عِدَّة من الأئمة أنهم كانوا لا يُحدِّثون بحديث رسول الله (ص) إلا على وضوء ، منهم : قتادة ، و جعفر بن محمد ، و مالك بن أنس ، و الأعمش ؛ بل قد صار ذلك مستحباً عندهم ، و كرهوا خلافه . قال ضرار بن مرة : كانوا يكرهون أن يُحدِّثوا عن رسول الله (ص) و هم على غير وضوء . قال إسحاق : فرأيت الأعمش إذا أراد أن يتحدث و هو على غير وضوء تيمم .
و قال أبو سلمة الخزاعى : كان مالك بن أنس إذا أراد أن يخرج يُحدِّث ؛ توضأ وضوءه للصلاة ، و لبس أحسن ثيابه ، و لبس قلنسوة ، و مشط لحيته ! فقيل له فى ذلك ، فقال : أوقِّر به حديث رسول الله (ص) .
و قال ابن الزناد : كان سعيد بن المسيب - و هو مريض - يقول : أقعدونى ؛ فإنى أعظم أن أُحدِّث حديث رسول الله (ص) و أنا مضطجع .
و مرّ مالك بن أنس على أبى حازم - و هو يُحدِّث - فجازه ، و قال : إنى لم أجد موضعاً أجلس فيه ، فكرهت أن آخذ حديث رسول الله (ص) و أنا قائم .
و كان محمد بن سيرين يتحدث فيضحك ، فإذا جاء الحديث خشع .
قال حماد بن سلمة : كنا عند أيوب نسمع لغطاً ! فقال : ما هذا اللغط ؟! أما بلغهم أن رفع الصوت عند الحديث عن رسول الله (ص) كرفع الصوت عليه فى حياته ؟!
و قال أحمد بن سليمان القطان : و كان عبد الرحمن بن مهدى لا يُتحدث فى مجلسه ، و لا يُبرى فيه قلم ، و لا يبتسم أحد ؛ فإن تُحدث أو بُرى قلم .. صاح و لبس نعليه و دخل ! و كذا كان يفعل ابن نمير ، و كان من أشد الناس فى هذا ، و كان وكيع أيضاً فى مجلسه كأنهم فى صلاة ، فإن أنكر من أمرهم شيئاً انتعل و دخل ، و كان ابن نمير يغضب و يصيح ، و كان إذا رأى من يبرى قلماً تغير وجهه .

شريف المنشاوى
11-07-2006, 09:43 PM
ثالثاً : تصديقه فيما أخبر :
من أصول الإيمان و ركائزه الرئيسية ، الإيمان بعصمة النبى (ص) من الكذب أو البهتان ، و تصديقه فى كل مل أخبرمن أمر الماضى أو الحاضر أو المستقبل ، قال الله تعالى : { و النجم إذا هوى . ما ضل صاحبكم و ما غوى . و ما ينطق الهوى . إن هو إلا وحيٌ يوحى } .
و الجفاء كل الجفاء ، بل الكفر كل الكفر اتهامه و تكذيبه فيما اخبر ، و لهذا ذم الله المشركين بقوله : { و ما كان هذا القرآن أن يُفترى من دون الله و لكن تصديق الذى بين يديه و تفصيل الكتاب لا ريب فيه من رَّب العالمين . أم يقولون افتراه قُل فأتوا بسورة مثله و ادعوا من استطعتم من دون الله إن كُنتم صادقين . بل كذَّبوا بما لم يحيطوا بعلمه و لَّما يأتهم تأويلُه كذلك كذَّب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين } .
قال الإمام ابن القيم : فرأس الأدب مع الرسول (ص) كمال التسليم له ، و الانقياد لأمره ، و تلقى خبره بالقبول و التصديق ، دون أن يُحمله معارضة بخيال باطل يسميه معقولاً ، أو يُحمله شبهة أو شكاً ،أو يقدم عليه آراء الرجال و زبالات أذهانهم ، فيوحِّده بالتحكيم و التسليم ، و الإنقياد و الإذعان ، كما وحَّد المرسِلَ - سبحانه و تعالى - بالعبادة و الخضوع و الذل و الإنابة و التوكل .
و انظر الى المنزلة العالية الرفيعة التى حازها أبو بكر الصديق رضى الله عنه الذى آمن بالنبى (ص) حقَّ الإيمان ؛ فصدَّقه حقَّ التصديق ؛ فعن عائشة رضى الله عنها قالت : لما أسرى بالنبى (ص) إلى المسجد الأقصى ، أصبح يتحدث الناس بذلك ، فارتد ناس ممن كانوا آمنوا به و صدقوه ، و سعوا بذلك إلى أبى بكر رضى الله عنه فقال : هل لك فى صاحبك ، يزعم أنه أسرى به الليلة إلى بيت المقدس ؟ قال : أوَ قال ذلك ؟ قال : نعم ! قال : لئن كان قال لقد صدق ، قالوا : أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس و جاء قبل أن يصبح ؟! قال : نعم ! إنى لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك ، أصدقه بخبر السماء فى غدوة أو روحة . فلذلك سمى أبو بكر الصديق .
و من لطائف هذا الباب التى تدل على منزلة الشيخين الجليلة ، أن رسول الله (ص) قال لأصحابه : بينما راع فى غنمه عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة فطلبها حتى استنقذها ، فالتفت إليه الذئب ، فقال له : من لها يوم السبع ليس لها راع غيرى ؟! و بينما رجل يسوق بقرة قد حمل عليها ، فالتفتت إليه ، فكلمته فقالت : إنى لم أخلق لهذا ، و لكنى خُلقت للحرث ، فقال الناس : سبحان الله ! قال النبى (ص) : فإنى أومن بذلك و أبو بكر و عمر بن الخطاب .
------------
يتبع إن شاء الله

شريف المنشاوى
11-09-2006, 05:04 PM
رابعاً : اتباعه و طاعته ، و الاهتداء بهديه (ص) :
الأصل فى أفعال النبى و أقواله أنها للاتباع و التأسى ، قال الله تعالى :

لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)

قال ابن كثير : هذه الآية أصل كبير فى التأسى برسول الله فى أقواله و أفعاله و أحواله و لهذا أمر الله تبارك و تعالى الناس بالتأسى بالنبى يوم الأحزاب فى صبره و مصابرته و مجاهدته و انتظار الفرج من ربه عز و جل .
و جاء أمر الله سبحانه و تعالى فى وجوب طاعة الرسول فى آيات كثيرة منها قوله تعالى :


مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80)

و أمر بالرد عند التنازع إلى الله و الرسول فقال :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)


و تواترت النصوص النبوية فى الحث على اتباعه و طاعته و الاهتداء بهديه و الاستنان بسُنَّه و تعظيم أمره و نهيه و من ذلك قول الرسول : " صلوا كما رأيتمونى أصلى " .
و قوله : " لتأخذوا عنى مناسككم " .
و قوله : " فعليكم بسنَّتى و سنَّة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ و إياكم و محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة " قال الامام الخطابى : إنما أراد بذلك الجد فى لزوم السنَّة فِعل من أمسك الشئ بين أضراسه و عضَّ عليه منعاً له أن ينتزع و ذلك أشد ما يكون من التمسك بالشئ إذ كان ما يمسكه بمقاديم فمه أقرب تناولاً و أسهل انتزاعاً .
----------------
يتبع إن شاء الله

الاسيف
11-19-2006, 04:03 AM
اخي شريف ااسف لتاخري في الرد عليك لظروف العمل

كان سؤالي عن هذا الحديث
- حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْرَأُ إِلَى كُلِّ خَلِيلٍ مِنْ خِلِّهِ وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ خَلِيلًا وَإِنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَفِي الْبَاب عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَابْنِ عَبَّاسٍ

اقصد الم يكن الرسول يخبرنا بان حبيبه هو ابو بكر فكيف ذلك من هذا الحديث

وجزاك الله خيرا على تعليقك .........