تميم العدناني
10-05-2006, 06:20 PM
ماتقولون في كلام هذا العالم؟
ورد في كتاب ((الإسلام الصراط المستقيم)) الذي ألفه مجموعة من علماء العالم الإسلامي في الفصل الثالث منه وهو العقيدة والشريعة في الإسلام، وقد كتبه الشيخ محمود شلتوت -عضو جماعة كبار العلماء وأستاذ القانون المقارن في الجامع الأزهر- ما يلي:
"وكل من ينكر إحداها -إي أركان الإيمان- لا يمكن أن يكون مسلماً ولا خاضعاً للأحكام الإسلامية. ولا ينبني على هذا أن كل من لا يؤمن بأية من هذه الحقائق يعد غير مؤمن بالله وسيكون ملعوناً إلى الأبد، إنما يعني ذلك -ببساطة- أنه لا يعد مسلماً، ولا يكون ملزماً بعبادة الله بحسب أحكام المسلمين، ولن يمنع مما حرم الإسلام كشرب الخمر أو أكل لحم الخنزير، وإذا مات فلا يغسل ولا يصلي عليه المسلمون.
يعد المرء كافراً إذا اقتنع طوعاً واختياراً بصدق هذه العقائد ومع هذا أبى إلا أن يرفضها أو يرفض قسماً منها استكباراً أو عناداً أو بسبب الجشع أو أبهة السلطان او خشية النقد. أما إذا لم تكن هذه العقائد قد عرضت له، أو أنها عرضت ولكن بطريقة بغيضة، أو أنها قدمت له بطريقة صحيحة إلا أنه لم يستطع تفهمها جيداً، أو استطاع تفهمها لكنه مات قبل أن يقتنع بها اقتناعاً تاماً - ففي مثل هذه الحالات لا يعد المرء كافراً بناءً على قضاء الله، ولن يصيبه عقاب أبدي. والكفر الوحيد الذي ورد ذكره في القرآن والذي يحاسب المرء عليه هو الكفر الذي سببه المكابرة والعناد. وأن الشعوب النائية التي لم يبلغها الإسلام، أو التي بلغها ولكن بطريقة بغيضة، أو التي لم تفهم البينة برغم محاولتها ذلك، لن ينالها الحساب لذلك، ولكنها لن تعامل معاملة المسلمين لأنها لم تنطق بالشهادتين. إنها لم تقل مقتنعة:((أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله))".
في الحقيقة أول ما قرأت هذا الكلام ورد في ذهني عدة أمور تتناقض مع ما ذكر في نظري، وهي ما يلي:
1- أليس الله يقول في آخر سورة الكهف: "قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً أؤلئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم وزنا ذلك جزائهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا" فكيف يتم التوفيق بين الكلام السابق الذي ينص على أن العقاب الأبدي لا يقع إلا على كفر المكابرة والعناد فقط وبين الآية؟
2- ورد في رسالة ((معنى إقامة الحجة)) للشيخ عبدالله بن عبد الرحمن أبابطين ما نصه:
"قال الشيخ أبو محمد موفق الدين ابن قدامة رحمه الله تعالى ـ لما أنجز كلامه في مسألة : هل كل مجتهد مصيب أم لا ؟ ورجح أنه ليس كل مجتهد مصيب بل الحق في قول واحد من أقوال المجتهدين ، قال : وزعم الجاحظ أن مخالف ملة الإسلام إذا نظر فعجز عن درك الحق فهو معذور غير آثم إلى أن قال... وأما ما ذهب إليه الجاحظ فباطل يقينا وكفر بالله تعالى ورد عليه وعلى رسوله ، فإنّا نعلم قطعا أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر اليهود والنصارى بالإسلام واتباعه، وذمهم على إصرارهم وقاتل جميعهم، يقتل البالغ منهم ونعلم أن المعاند العارف ممن يقل، وإنمـا الأكثر مقلدة اعتقدوا دين آبائهم تقليدا ولم يعرفوا معجـزة الرسول صلى الله عليه وسلم وصدقه.
والآيات الدالة في القرآن على هذا كثيرة كقوله تعالى : {ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار} {وذلكم ظنكم الـذي ظننتـم بربكـم أرداكــم فأصبحتم مـن الخـاسـرين} { إن هـم إلا يظنون} وقوله : {ويحسبون أنهم على شيء} {ويحسبون أنهم مهتدون} {الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا} {أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا} وفي الجملة ذم المكذبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينحصر في الكتاب والسنة. انتهى".
3- إذا كنا نقطع أن أكثر اليهود والنصارى اليوم وغيرهم جهال مقلدون وأن المعاند العارف ممن يقل فهذا يعني أن الذين سيدخلون النار قلة إذا كان لا يدخلها إلا المكابر المعاند، والمتأمل لصريح القرآن وصحيح السنة يجزم بخلاف ذلك.
هذه بعض الإشكالات التي وردت علي، فمن فتح الله عليه بفهم وفقه في هذه المسألة فليفدنا وجزاه الله كل خير.
تميم العدناني
ورد في كتاب ((الإسلام الصراط المستقيم)) الذي ألفه مجموعة من علماء العالم الإسلامي في الفصل الثالث منه وهو العقيدة والشريعة في الإسلام، وقد كتبه الشيخ محمود شلتوت -عضو جماعة كبار العلماء وأستاذ القانون المقارن في الجامع الأزهر- ما يلي:
"وكل من ينكر إحداها -إي أركان الإيمان- لا يمكن أن يكون مسلماً ولا خاضعاً للأحكام الإسلامية. ولا ينبني على هذا أن كل من لا يؤمن بأية من هذه الحقائق يعد غير مؤمن بالله وسيكون ملعوناً إلى الأبد، إنما يعني ذلك -ببساطة- أنه لا يعد مسلماً، ولا يكون ملزماً بعبادة الله بحسب أحكام المسلمين، ولن يمنع مما حرم الإسلام كشرب الخمر أو أكل لحم الخنزير، وإذا مات فلا يغسل ولا يصلي عليه المسلمون.
يعد المرء كافراً إذا اقتنع طوعاً واختياراً بصدق هذه العقائد ومع هذا أبى إلا أن يرفضها أو يرفض قسماً منها استكباراً أو عناداً أو بسبب الجشع أو أبهة السلطان او خشية النقد. أما إذا لم تكن هذه العقائد قد عرضت له، أو أنها عرضت ولكن بطريقة بغيضة، أو أنها قدمت له بطريقة صحيحة إلا أنه لم يستطع تفهمها جيداً، أو استطاع تفهمها لكنه مات قبل أن يقتنع بها اقتناعاً تاماً - ففي مثل هذه الحالات لا يعد المرء كافراً بناءً على قضاء الله، ولن يصيبه عقاب أبدي. والكفر الوحيد الذي ورد ذكره في القرآن والذي يحاسب المرء عليه هو الكفر الذي سببه المكابرة والعناد. وأن الشعوب النائية التي لم يبلغها الإسلام، أو التي بلغها ولكن بطريقة بغيضة، أو التي لم تفهم البينة برغم محاولتها ذلك، لن ينالها الحساب لذلك، ولكنها لن تعامل معاملة المسلمين لأنها لم تنطق بالشهادتين. إنها لم تقل مقتنعة:((أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله))".
في الحقيقة أول ما قرأت هذا الكلام ورد في ذهني عدة أمور تتناقض مع ما ذكر في نظري، وهي ما يلي:
1- أليس الله يقول في آخر سورة الكهف: "قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً أؤلئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم وزنا ذلك جزائهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا" فكيف يتم التوفيق بين الكلام السابق الذي ينص على أن العقاب الأبدي لا يقع إلا على كفر المكابرة والعناد فقط وبين الآية؟
2- ورد في رسالة ((معنى إقامة الحجة)) للشيخ عبدالله بن عبد الرحمن أبابطين ما نصه:
"قال الشيخ أبو محمد موفق الدين ابن قدامة رحمه الله تعالى ـ لما أنجز كلامه في مسألة : هل كل مجتهد مصيب أم لا ؟ ورجح أنه ليس كل مجتهد مصيب بل الحق في قول واحد من أقوال المجتهدين ، قال : وزعم الجاحظ أن مخالف ملة الإسلام إذا نظر فعجز عن درك الحق فهو معذور غير آثم إلى أن قال... وأما ما ذهب إليه الجاحظ فباطل يقينا وكفر بالله تعالى ورد عليه وعلى رسوله ، فإنّا نعلم قطعا أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر اليهود والنصارى بالإسلام واتباعه، وذمهم على إصرارهم وقاتل جميعهم، يقتل البالغ منهم ونعلم أن المعاند العارف ممن يقل، وإنمـا الأكثر مقلدة اعتقدوا دين آبائهم تقليدا ولم يعرفوا معجـزة الرسول صلى الله عليه وسلم وصدقه.
والآيات الدالة في القرآن على هذا كثيرة كقوله تعالى : {ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار} {وذلكم ظنكم الـذي ظننتـم بربكـم أرداكــم فأصبحتم مـن الخـاسـرين} { إن هـم إلا يظنون} وقوله : {ويحسبون أنهم على شيء} {ويحسبون أنهم مهتدون} {الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا} {أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا} وفي الجملة ذم المكذبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينحصر في الكتاب والسنة. انتهى".
3- إذا كنا نقطع أن أكثر اليهود والنصارى اليوم وغيرهم جهال مقلدون وأن المعاند العارف ممن يقل فهذا يعني أن الذين سيدخلون النار قلة إذا كان لا يدخلها إلا المكابر المعاند، والمتأمل لصريح القرآن وصحيح السنة يجزم بخلاف ذلك.
هذه بعض الإشكالات التي وردت علي، فمن فتح الله عليه بفهم وفقه في هذه المسألة فليفدنا وجزاه الله كل خير.
تميم العدناني