المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة تاريخية تفند مزاعم اليهود في حقهم في فلسطين



Brain_User
10-05-2006, 06:51 PM
أعجبتني بشدة الدراسة التاريخية التالية التي تفند مزاعم اليهود في تاريخ دولتهم المزعومة في فلسطين (الدراسة منقولة من أحد المنتديات العربية للمثقفين العرب):

تطور علم التنقيب عن الاثار في الفترة الاخيرة تطورا رهيبا وحدثت طفرة كبيرة منذ الثمانينات و تم رصد العديد من الادلة الاركيولوجية عل الممالك الموجودة في المنطقة الواقعة في العراق و الشام و مصر والآن نملك تاريخا مفصلا مدعما بالوثائق على وجود الممالك الكبرى و تطورها و علاقاتها و مراسالاتها بين بعضها و الحروب و معاهدات الصلح
في خضم هذه الاحداث تخبرنا التوراة و القرآن بوجود ملك عظيم
لم تشهد له الارض مثيلا اسمه سليمان بن داوود دانت له الممالك و بنت له الجن المنشآت الاعجازية التى لا يستطيع ان يبنيها بشر

وانا الان سوف اناقش مدى تاريخية وجود سليمان طبقا لهذه النقاط

1) الاثار العظيمة المتبقية

فجميع الحضارات الكبرى قد ابقت اثارا و معابد ومنشآت في جميع دول العالم بينما لا يوجد حتى قطعة فخار تشير الى عصر هذا الملك العظيم فهل تم تدمير كل الاثار التى تركها بعد موته
ساتعرض لهذه النقطة بالتفصيل

2)المراسلات بينه وبين الممالك المجاورة

بمعنى اننا نجد في اي عصر مثلا عصرنا الحالى مراسلات بين الدول موثقة و بالتأكيد كلما كانت الدولة كبرى و مؤثرة في المنطقة كان ذكرها اكثر مع الممالك فمقارنة بالولايات المتحدة الان هل يمكن ان تكون الولايات المتحدة دولة عظمى و لايوجد معها مراسلات او معاملات اقتصادية او معاهدات مع بقية الدول
ان عظمة الدولة بالتأكيد تنعكس على علاقتها بمن حولها ومدى تاثيرها في مجريات الامور في المنطقة فهل تأمرت كل دول العالم على محو مراسلاتها مع سليمان بالذات
وسنتعرض ايضا لهذه النقطة بالتفصيل

3)تاريخية مملكة سبأ و الملكة بلقيس

فهذه هي المملكة الوحيدة التى يذكر لنا القرآن تعامل سليمان معها
فهل فعلا كانت هناك اسمها سبأ كموجودة في هذا العصر
وماهو تاريخ مملكة سبأ وهل يتقاطع مع حكم الملك سليمان
وسنصل الى هذه النقطة في نهاية الموضوع

الآن سوف اعرض الايات و الاحاديث الصحيحة التى تتكلم عن عظمة ملك سليمان
لتكون حكما بيننا على مصداقية البحث

قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ 35
فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ 36
وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ37
وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ38
هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ39 ص

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن سليمان عليه السلام سأل الله تعالى ثلاثا فأعطاه اثنتين ونحن نرجو أن تكون لنا الثالثة سأله حكما يصادف حكمه فأعطاه إياه وسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه إياه وسأله أيما رجل خرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه فنحن نرجو أن يكون الله عز وجل قد أعطانا إياها " وقد روى هذا الفصل الأخير من هذا الحديث النسائي وابن ماجه من طرق عن عبد الله بن فيروز الديلمي


وهكذا يتضح لنا مدى اتساع ملك سليمان ومدى تفرد عماله باشياء لا يمكن تكرارها في زمانه وعلى هذا الاساس سنستعرض النقاط الثلاث بالتفصيل تباعا



الاثار العظيمة المتبقية


لكى نجاوب على هذا السؤال ينبغى ان نعلم متى عاش الملك سليمان
بدأت فكرة التنقيب اساسا من اجل هدف دينى بحت وهو اثبات ما جاء في الكتاب المقدس وذلك في عهد الملكة فيكتوريا
وقد اصاب الحماس الجميع عندما وجدت بعثة ارسلت الى العراق
في اثر للدولة الاشورية يدعى المسلة السوداء للملك شلمنصر الثالث 859-824 ق.م
يتكلم عن اخضاعه للملك ياهو بن عمري وعمري هذا هو احد ملوك اسرائيل وهو العاشر في سلسلة ملوك السامرة
والملك عمري هو اول ملوك السامرة الذى يوجد له تاريخ موثق وهو مؤسس مملكة اسرائيل وعاصمتها السامرة بنيت عام 880 ق.م وكان شعار هذه الدولة العجل الذهبى المقدس
وهذه الدولة موصوفة في التوراة و في النصوص الاشورية على حد سواء
من هذه النقطة ننطلق الى معرفة وجود مملكة سليمان
حيث قبل هذا التاريخ لا يوجد اى ذكر لتاريخ مملكة اسرائيل
ولذلك نعتمد فقط على التوراة التى تعطى النسب السابق للملك عمرى
وطبقا لهذه الحسابات
فأن سليمان عاش في القرن العاشر قبل الميلاد و توفى في عام 931 ق.م وفقا للتوراة

تزعم التوراة ان المملكة كانت في عهد سليمان مملكة موحدة ثم انفصلت بعد وفاته الى مملكتين
هما مملكة اسرائيل وعاصمتها السامرةو مملكة يهوذا وعاصمتها اورشليم

تاريخيا ظهرت السامرة قبل يهوذا بعد السامرة بحولى القرن
الآن يمكننا ان نتخيل الصورة للتاريخ المكتوب في التوراة و الواقع

والآن يمكننا ان تسأل ماهى الاثار التى وجدت في القرن العاشر قبل الميلاد
في اورشليم او القدس التى بنى بها سليمان هيكله المزعوم و الذى صلى اليه المسلمون كاولى القبلتين
وماهى الاثار التى وجدت في الحضارات المجاورة

بالنسبة لاورشليم في القرن العاشر قبل الميلاد

يفاجئنا علم الآثار بمفاجأة من العيار الثقيل فأورشليم في هذا العصر كانت مدينة صغيرة جدا و لا ذكر لها و مساحتها لا تتعدى 4-5 هكتارات وهي بذلك قرية مسورة لا عاصمة مملكة كبرى شيدتها الجن
وهذه المساحة لا تستوعب اكثر من الفى مواطن !!!
فكيف لعاصمة ليس بها الا الفى مواطن ان تكون نواة للملكة كبرى وبها مساكن للجند و القادة و الامراء فضلا عن قصر الحكم

ويقول عالم الاثار الاسرائيلى ب.مازار "اننا لم نعثر الا على القليل جدا من اللقى الاثرية تعود الى الفرن العاشر قبل الميلاد في اورشليم و يصفها بالمتواضعة جدا اذا ما قورنت بالحضارات المحيطة مثل الحضارة الارامية و الفينيقية و المصرية و الحثية و البابلية"
هذا يعنى ان مساحة اورشليم العاصمة كانت اقل من المدن الفلسطنية الكبرى مثل حاصور في الجليل ومجدو في وادى يزرعيل بنسيبة واحد الى عشرة
بينما المقارنة مع مدن مثل بابل او نينوى العواصم الحقيقية لامبرطوريات اثرت و تاثرت في المنطقة يجعل الامر مضحكا
فمساحة القصر الملكى فقط فى هذه العواصم كان يفوق مساحة عاصمة المملكة الكبرى التى لم يشهد لها التاريخ سلبقا او لاحقا

واختم هذه النقطة بقول المؤرخ التوراتى تومبسون في كتابه "the bible history"
خلال القرن العاشر قبل الميلاد لم تكن مرتفعات يهوذا تحتوى الا على عدد ضئيل من السكان لا يتجاوز الالفى تسمة موزعة على بضع عشرات من التجمعات القروية الصغيرة التى تعيش على زراعات الكفاف اضافة الى فعالية ضعيفة في مجال الرعى و الاحتطاب"

هذا هو الوضع للعاصمة الكبرى في هذا الوقت فهل كانت احوال الدول المجاورة كذلك ؟

بالنسبة للدول المجاورة في القرن العاشر قبل الميلاد

في نفس الفترة ازدهرت حضارات على حوض الفرات الاوسط و الخابور الاسفل عدد من الممالك الارامية القوية وعثر في هذه المواقع على دلائل اركيولوجية واضحة
مثل مملكة بيت لاقى و بيت بحيانى بين عدينى
بالرغم من ان هذه الممالك لم تكن في عظمة الاشوريين الذين اسسوا فعلا مملكة او امبراطورية كبرى كانت موجودة خلال نفس الفترة الزمنية و استمرت الى بعد ذلك لكثير

وتحتوى وثائق موجودة الآن اسماء هذه الملوك
وظهرت ايضا الثقافة الفينيقية على شاطئ المتوسط
وكانت مملكة امورو و عاصمتها سيميرا التى تم اكتشافها مؤخرا بجانب حمص
اما بمصر
فكان الفرعون سيامون اخر فراعنة الاسرة 21
ثم الفرعون شيشق اول الاسرة 22
كل هذه الحضارات يوجد اثار واضحة لها واحداث مسجلة و معابد و بيوت و ادوات تملأ متاحف العالم
و امساحات عواصمها كلها كانت كبيرة جدا
فلماذ فى وسط هذه اللممالك كلها اختفت فقط اثار و عاصمة سليمان
لماذا فقط من ضمن حضارات القرن العاشر قبل الميلاد لم تختف الا الدلائل الاساسية على وجود هذا الملك
هل هناك مؤامرة تاريخية مدبرة ضده ؟
ولماذا ذكر التاريخ حفيده عمرى ؟؟


التفسير هو ان ربما كان هناك سليمان لكنه كان كشيخ قبيلة صغيرة اضفى عليه احفاده قدسية
ربما هو كمشايخ القبائل التى تحكم الآن دول الخليج التى بالتأكيد ينتسب حكامها الحقيقين الى اباء حكمت هذه القبائل فبل الطفرة البترولية
لكن لا يذكر التاريخ هؤلاء الاباء لانهم لم يؤثروا في المنطقة سابقا

او ان سليمان موجود في عصر آخر لكن تبقى المشكلة قائمة في اى عصر لانه لا توجد الى اثار له في اى عصر
ويبقى السؤال متى كان عصر سليمان


2)المراسلات بينه وبين الممالك المجاورة


اذا سلمنا ان لظروف لا يعلمها أحد ان جميع الاثار التى وجدت في عصر مملكة سليمان الكبرى فد اختفت او أنها ما زالت موجودة في مكان لم يصل اليه علماء الاثار بعد
فنحن امام مشكلة أخرى وهي انه معنا وثائق و كتابات و فخاريات بل و مكتبة كاملة للحضارات المجاورة
مثل الحضارة الاشورية المجاورة و الحضارة المصرية و الارامية هذه الممالك الكبرى عاصرت سليمان
و بالتأكيد ان جيوش سليمان لكى تتوسع يجب ان تصطدم باحدى هذه الممالك التى تحيطها من جميع الاتجاهات الا اذا كان توسع مملكة سليمان راسيا !!
ويجب ان تكون هناك طرق تجارية مشتركة تمر عبر اراضى هذه الدول
و يجب ان تكون هناك مصالح اقتصادية وسياسية مشتركة

و هنا لا يوجد اى فقد للمعلومة بدليل وجود كل هذه الاثار
فيما يتعلق بالنصوص المصرية من عصر الفرعون سيامون لا تذكر اى شئ عن سليمان او مملكته بالرغم من الاحتكاك المباشر المفترض بين المملكتين
و يستمر الامر حتى عصر الفرعون شيشق الذي يرد ذكره في التوراة لكن ببساطة لا نجد نصا واحدا في سجلات هذا الفرعون تتكلم عن سليمان او حتى شئ يدعى مملكة اسرائيل من الاساس
بالرغم من حملة هذا الفرعون كانت في نفس الاراضى التى يفترض قيام مملكة سليمان بها
لكننا نجد نصبا تذكاريا اقامه الفرعون شوشانق (شيشق التوراتى) في موفع مجدو بوادى يزرعيل شملا

وفي نفس الوقت نجد النصوص الاشورية قد اعطتنا معلومات تفصيلية عن كل الدول المهمة التى قامت في بلاد الشام خلال القرن العاشر ق م ولكنها ايضا لم تذكر قيام مملكة قوية في اورشليم
ولم نجد لو حتى اشارة لهذه المملكة او ملكها الذى اتاه الله ملكا لم يتكرر
بينما ظهرت مملكة اسرائيل في نفس السجلات الاشورية العسكرية للحملات الاشورية علي مملكة يهوذا و مملكة اسرائيل السامرة ابتداء من تاريخ تاسيس السامرة
هنا يجب ان نسأل
فاما ان التاريخ قد أحبك مؤامرة مقصودة او ان هذه المملكة لم يقم لها قائمة الا في خيال الفكر الدينى

اما الممالك الارامية فوجدت اثار كتابية في مملكة بيت بحيانى بها للملوك الذين حكموا المنطقة
كما وجد في مملكة بيت عدينى على الضفة الشرقية للفرات على كتابات تذكر ملكها آخونى وهو ايضا مذكور في السجلات الاشورية
وقد يقول قائل لماذا تقبل هذه الدلائل بينما نرفض التوراة مثلا كدليل فالدليلان عثر عليهما كتاريخ
و الرد ببساطة ان هذه الوثائق تعود الى نفس العصر التى كانت تتكلم عنه اما اقدم النسخ التى تتكلم عن سليمان تعود للقرن الاول للميلاد
وهذا يعنى ببساطة انها كتب تتكلم عن احداث حدثت قبلها بالف سنة فايهما اقرب للحقيقة الاثار التى وجدت مجتمعة في كل هذه البلاد المتباعدة لنفس الحقبة الزمنية ام كتاب كتب بعد وفاة سليمان بعدة قرون على افضل تقدير؟


وفي نهاية هذه النقطة اضع هذا التساؤل
بعد احتلال كامل للقدس منذ 1967 و اسرائيل جعلت كل همها الوصول الى الهيكل المزعوم
هل تساءل احدنا لماذا لمدة اربعين سنة لم تستطع اسرائيل الوصول الى مكان الهيكل اعادة بنائه كما تريد
لماذا لم تنشر الجامعات العبرية التى تعمل بجد منذ الاحتلال 1948 على اعطاء دليل واحد قوى على وجود اسرائيل
كلنا يعلم مدى بجاحة هذه الدولة لكن عند هذه النقطة بالذات ومنذ ولادتى اسمع ان اسرائيل تنقب عن الهيكل
هل يعرف احد لماذا ما زالت تبحث
الاجابة ببساطة لانها تبحث عن سراب تاريخى اسمه سليمان و مملكة اسرائيل الموحدة
الحلم الذى اخترعه كتبة التوراة و صدقه القرآن



3)تاريخية مملكة سبأ



هل كانت فعلا هناك مملكة تسمى سبأ وما هى عبادة السبأيون

اقتباسا من كتاب المفصل في تاريخ العرب
نجد ان هناك مملكتان لسبأ
الاولى و التى تكلم عنها القرآن وبها سد مأرب
التانية تكونت من القبائل النازحة الى شمال جزيرة العرب
واشتهرت هذه المملكة الصغيرة بالملكات و ربما يفسر هذا مسافة السفر القصيرة للهدهد العائد بالخبر

من كتاب المفصل

هذه المملكة لم تكن ملكة على ملكة سبأ الشهيرة التي هي في اليمن، وإنما كانت ملكة على مملكة عربية صغيرة في أعالي جزيرة العرب، كان سكانها من السبئيين القاطنين في الشمال. ويستدلون على ذلك بعثور المنقبين على أسماء ملكات عربيات، وعلى اسم ملك عربي، هو "يثع أمر" السبئي في النصوص الآشورية، في حين إن العلماء، لم يعثروا حتى الآن على اسم ملكة في الكتابات العربية الجنوبية، ثم صعوبة تصور زيارة ملكة عربية من الجنوب إلى سليمان و تعجبها من بلاطه وحاشيته وعظمة ملكه، مع إن بلاط "أورشليم" يكون إلا يكون شيئاً بالقياس إلى بلاط.، ملوك سبأ، ولهذا لا يمكن إن تكون هذه المملكة في نظر هذه الجماعة من علماء التوراة، إلا ملكة مملكة عربية صغيرة لم تكن بعيدة عن عاصمة ملك سليمان، قد تكون في جبل شمر أو في نجد، أو الحجاز.

لكن بما ان القرآن تكلم عن سبأ مأرب فدعونا نكتشف هذه المملكة بالتفصيل

ظهرت كلمة سبأ مبكرا في التاريخ في كتابات السومرية حوالى 2500 ق م
ولذلك يرجح الكثير من العلماء ان سبأ منشأها هو شمال الجزيرة ثم هاجرت هذه القبائل الى الجنوب في اليمن

من كتاب المفصل

وقد ذهب "مونتكومري" Montgomery إلى إن السبئيين المذكورين في النصوص السومرية كانوا من سكان "العربية الصحراوية"، أي البادية، وهذه البادية هي مواطنهم الأصلية الأولى، ومنها ارتحلوا إلى اليمن. أما متى ارتحلوا عنها، فليس لدى هذا المستشرق علم بذلك. و يرى بعض الباحثين إن مجيء السبئيين إلى ديارهم التي عرفت باسمهم، إنما كان في ابتداء العصر الحديدي، أي في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وذلك بعد مئات من السنين من هجرة المعينيين و القتبانيين إلى اليمن.
ورأى بعض آخر احتمال هجرة السبئيين إلى اليمن في حوالي السنة "1200" قبل الميلاد، أما هجرة المعنيين و القتبانيين وأمل حضرموت، فقد كانت في حوالي السنة "1500 ق. م.". وقد مارس السبئيون الزراعة والتجارة،
وذهب "هومل" إلى إن السبئيين هم من أهل العربية الشمالية في الأصل، غير إنهم تركوا موطنهم هذه، وارتحلوا في القرن الثامن قبل الميلاد إلى جنوب جزيرة العرب، حيث استقروا في منطقة "صرواح" و "مأرب" وفي الأماكن السبئية الأخرى. كانوا يقيمون على رأيه في المواضع التي عرفت ب "أريبي" "عريبي" "أريبو" في الكتابات الآشورية و ب "يارب" Jareb=Jarb في التوراة. ومن "يرب" "يارب" على رأيه جاء اسم "مأرب" عاصمة "سبأ". ويؤيد رأيه بما جاء في النص: Glaser 1155 الذي سبق إن تحدثت عنه من تعرض السبئيين لقافلة معينية في موضع، يقع بين "معان" و "رجمت" الواقع على مقربة من "نجران". وعنده إن هذا النص يشير إلى إن السبئيين كانوا يقيمون في أيام ازدهار حكومة معين في أرضين شمالية بالنسبة إلى اليمن، ثم انتقلوا إلى اليمن. ويرى في اختلاف لهجتهم عن لهجة بقية شعوب العربية الجنوبية دليلاً آخر على إن السبئيين كانوا في الأصل سكان المواطن الشمالية من جزيرة العرب، ثم هاجروا إلى الجنوب.

اما مملكة سبأ فهى تختلف تماما عن سبأ القبيلة او الشعب
فقيام الدولة الاسلامية و حديثنا عن الخلافة الاسلامية و تاريخها
لايعنى مثلا عدم وجود العرب قبل الاسلام
وايضا حديثنا عن الممالك في سبأ يختلف بنفس الطريقة عن الأصلالذى ينتمى اليه السبأيون


متى ظهرت اول مماكة لسبأ
اول مملكة كانت تسمى بالمكربيين
ثم مملكة سبأ
ثم مملكة سبأ وذو ريدان

من المفصل

لقب أقدم حكام سبأ، بلقب "مكرب" في الكتابات السبئية، و في هذا اللقب معنى "مقرب" في لهجتنا، و تدل اللفظة على التقريب من الآلهة، فكان "المكرب" هو مقرب أو وسيط بين الآلهة و الناس، أو واسطة بينها و بين الخلق.
وقد كان هؤلاء "المقربون" "المكربون" في الواقع كهاناً، مقامهم مقام "المزاود" عند المعينين و "شوفيط" Shopet، و جمعها "شوفيطيم" عند العبرانيين، أي "القضاة". و جاء في كتب اللغة: "كرب الامر يكرب كروباً: دنا، يقال كربت حياة النار، أي قرب انطفاؤها، و كل شيء دنا، فقد كرب.
قال أبو عبيد: كرب، أي دنا من ذلك وقرب، وكل دان قريب فهو كارب. وورد: الكروبيون سادة الملائكة، منهم جبريل وميكائيل، و اسرافيل هم المقربون، والملائكة الكروبيون أقرب الملائكة إلى العرش. فللفظة معنى التقريب حتى في عربيتنا هذه: عربية القرآن الكريم.
و قد قدّر "ملاكر" Mlaker حكم المكربين بحوالي قرنين ونصف قرن، إذ افترض إن حكم المكرب الأول كان في حوالي السنة "800 ق. م،"، وجعل نهاية حكم المكربين في حوالي السنة "650 ق. م.". وفي حوالي هذا الزمن استبدل - على رأيه - بلقب مكرب لقب "ملك"، وانتهى بهذا التغيير في اللقب دور المكربين.
وقدّر غيره حكم المكربين بزهاء ثلاثة قرون، فجعل مبدأ حكمهم في حوالي السنة "750 ق. م."، ونهاية حكمهم في حوالي السنة "450 ق. م."، وجعل بعض آخر في مبدأ حكم المكربين في القرن العاشر أو القرن التاسع قبل الميلاد. وقد تمكن العلماء من جمع زهاء سبعة عشر مكرباً، وردت أسماؤهم في الكتابات العربية الجنوبية، وكانوا يقيمون في عاصمة سبأ القديمة الأولى مدينة "صرواح". وقد رتب أولئك العلماء أسماء المكربين في مجموعات، وضعوا لها تواريخ تقريبية، لعدم وجود تواريخ ثابتة تثبت حكم كل ملك بصورة قاطعة، ولذلك تباينت عندهم التواريخ وتضاربت، فقدم بعضهم تأريخ الآسرة الأولى، بأن وضع لحكمها تأريخا يبعد عن الميلاد أكثر من غيره، و قصر آخرون في التأريخ، و اخروا، و كل آرائهم في نظري فرضيات لا يمكن ترجيح بعضها على بعض في هذا اليوم. و قد يأتي يوم يكون في الامكان فيه تثبيت تواريخهم بصورة قريبة من الواقع، استنادا إلى الكتابات التي سيعثر عليها و علاى دراسة الخطوط و تقدير أعمار ما يعثر عليه و تحليل محتوياته بالأساليب الآثارية الحديثة التي تقدمت اليوم كثيراو ستتقدم أكثر من ذلك في المستقبل من غير شك.
ويعد المكرب "سمه على" أقدم مكرب وصل إلينا اسمه. ولا نعرف اللقب الذي كان بلقب به، ومن عادة حكام العربية الجنوبية من مكربين وملوك اتخاذ ألقاب يعرفون بها، ومن هذه الألقاب نستطع التفريق بينهم. ولا نعرف شيئاً كذلك من أمر والده. وقد جعل "فلبي" مبدأ حكمه بحدود عام "800" قبل الميلاد في كتابه "سناد الإسلام" وبحدود سنة "820" قبل الميلاد في المقال الذي نشره في مجلة Le Museon.
وتعد الكتابة الموسومة ب Glaser 1147، من كتابات أيام هذا المكرب. وهي كتابة قصيرة مكتوبة على الطريقة الحلزونية Boustrophedon كأكثر كتابات أيام المكربين، ولقصرها ونقصها لم نستفد منها فائدة تذكر في الوقوف على شيء من حياة هذا المكرب.
وقد عد "كلاسر" الكتابة الموسومة ب Glaser 926 من كتابات أيام هذا المكرب، وتابعه على ذلك "فلبي". وهي من الكتابات المدونة على الطريقة الحلزونية Boustrophedon، وقد كتبت عند إنشاء بناء، وصاحبها "صبحم بن يثع كرب فقضن". وقد ورد فيها اسم "سبأ" و "مرب" أي مدينة "مأرب" و "فيش" "فيشان"، ووردت فيها لفظة "فراهو" أي "سيدة"، قبل اسم "سمه على" الذي كان يحكم شعب "سبأ" في ذلك العهد، ودونت في النص أسماء الآلهة: عثتر، و "المقه" و "ذت بعدن"، على العادة المألوفة في التيمن بذكر أسماء الآلهة في الكتابات، ثم التيمن بذكر اسم الحاكم من مكرب أو ملك يوم تدوين الكتابة.


كما نرى اول مملكة لسبأ لا حمل اسم ملك سبأ بل مكرب
و تبدأ في الفرن التاسع فبل الميلاد على ابعد تقدير
وكل الملوك من الرجال
وان هناك الهة و تماثيل وهذه الالهة لها اسماء و لم تكن الشمس معبودا لاهل سبأ كما يخبرنا القرآن



اما مملكة سبأ نفسها

من المفصل


ملوك سبأ
وبتلقب "كرب ايل وتر" بلقب ملك، وباستمرار ما جاء بعده من الحكام على التلقب به، ندخل في عهد جديد من الحكم في سباً، سماه علماء العربيات الجنوبية عهد "ملوك سبأ" تمييزاً له عن العقد السابق الذي هو في نظرهم العهد الأول من عهود الحكم في سبأ، وهو عهد المكربين، وتمييزاً له عن العهد التالي له الذي سمي عهد "ملوك سبأ وذي ريدان".
ويبدأ عهد "ملوك سباً" بسنة "650 ق. م." على تقدير "هومل" ومن شايعه عليه من الباحثين في العربيات الجنوبية. ويمتد إلى سنة "115 ق. م." على رأي غالبية علماء العربيات الجنوبية، أو سنة "109 ق. م." على رأي "ركمنس" الذي توصل إليه من عهد غير بعيد. وعندئذ يبدأ عهد جديد في تأريخ سبأ، هو عهد "ملوك سبا وذي ريدان".
أما "البرايت"، فيرى أن حكم هذا المكرب الملك في حوالي السنة "450 ق. م."، أي بعد قرنين من تقدير "هومل"3، وبناء على ذلك يكون عهد الملوك- على رأيه- قد بدأ منذ هذا العهد.
وقد قدّر بعض الباحثين زمان كحم المكرب والملك "كرب ايل وتر" في القرن الخامس قبل الميلاد. وقد كان يعاصره في رأي "البرايت" "وروايل" ملك أو مكرب قتبان، الذي حكم بحسب رأيه أيضاً في حوالي سنة "450 ق. م."، وكان خاضعاً ل "كرب ايل وتر"، و "يدع ايل" ملك حضرموت.
ويمتاز هذا العهد عن العهد السابق له، وأعني به عهد حكومة المكربين، بانتقال الحكومة فيه من "صرواح" العاصمة الأولى القديمة، إلى "مأرب" العاصمة الجديدة، حيث استقر الملوك فيها متخذين القصر الشهير الذي صار رمز "سبأ"، وهو قصر "سلحن" "سلحين"، مقاماً ومستقراً لهم، منه تصدر أوامرهم إلى أجزاء المملكة في إدارة الأمور.
و "كرب آل وتر" "كرب ايل وتر"، هو أول ملك من ملوك سبأ افتتح هذا العهد. لقد تحدثت عنه في الفصل السابق، حديثاً أعتقد انه واف، ولم يبق لدي شيء جديد أقول عنه. وليس لي هنا الا أن أنتقل إلى الحديث عن الملك الثاني الذي حكم بعده، ثم عن بقية من جاء بعده من ملوك.
أما الملك الثاني الذي وضعه علماء العربيات على رأس قائمة "ملوك سبأ" بعد "كرب ايل وتر"، فهو الملك "سمه على ذرح". وقد ذهب "فلبي" إلى احتمال أن يكون ابن الملك "كرب ايل وتر". وقد كان حكمه على حسب تقديره في حوالي السنة "600 ق. م."5.
وقد وقفنا من النص الموسوم ب CIH 374 على اسمي ولدين من أولاد "سمه على ذرح"، ما "الشرح" "اليشرح"، و "كرب ايل". وقد ورد فيه: أن "الشرح" أقام جدار معبد "المقه" من موضع الكتابة إلى أعلاها، ورمم أبراج هذا المعبد، وحفر الخنادق، ووف بجميع نذره الذي نذره لإلهه" "المقه" على الوفاء به إن أجاب دعاءه، وقد استجاب إلهه لسؤاله، فيسر أمره واعطاه كل ما اراد، فشكراً له على آلائه ونعمائه، وشكراً لبقية آلهة سبأ، وهي: "عثتر" ، و "هبس" "هوبس"، و "ذات حمم" "ذات حميم"، و "ذت بعدن" "ذات بعدان"، وتمجيداً لاسم والده "سمه على ذرح" أن أمر بتدوين هذه الكتابة ليطلع عليها الناس. وقد سجل فيها مع اسم شقيقه "كرب آل" "كرب ايل".
أما "كرب ىل" "كرب ايل" أحد أولاد "سمه على ذرح" فلا نعرف شيئاً من أمره. وشد صيره "هومل" خليفة والده، وجاراه "فلبي" في ذلك، وقدر زمان حكمه بحوالي السنة "580ق. م."2.
ووضع "هومل" اسم "الشرح" "اليشرح"، وهو ولد من أولاد "سمه على ذرح" بعد اسم شقيقه "كرب ايل وتر"، وجاراه "فلبي" في هذا الترتيب، ولا نعلم شياً عنه يستحق الذكر.
وانتقل عرش سباً إلى ملك آخر، هو "يدع آل بين" "يدع ايل بين" وهو ابن "كرب آل وتر" "كرب ايل وتر". وقد ورد اسمه في النص الموسوم ب Glaser 105، ودونه رجل اسمه "تيم". وقد حمد فيه الإلَه "المقه" بعل "أوم" "أوام"، لأنه ساعده وأجاب طلبه، وتيمن بهذه المناسبة بتدوين اسم الملك، كما ذكر فيه اسم "فيشن" أي "فيشان"، وهي الأسرة السبئية الحاكمة التي منها المكربون وهؤلاء الملوك، كما ذكر اسم "بكيل شبام".
وقد ورد في الكتابة المذكورة اسم حصن "الو". وهو حصن ذكر في كتابات أخرى. ويرى بعض الباحثين أن هذه الكتابات هي من ابتداء القرن الرابع قبل الميلاد، أي أن حكم "يدع آل بين"، كان في هذا العهد.
والنص Glaser 529 من النصوص التي تعود إلى أيام "يدع آل بين" "يدع ايل بين" كذلك " وقد ورد فيه اسم عشيرته: "فيشن" "فيشان". وانتقل عرش سبأ إلى "يكرب ملك وتر" من بعد "يدع آل بين" على رأي "هومل"،وهو ابنه. وقد ذكر اسمه في الكتابة الموسومة ب Halevy 51، وهي عبارة عن تأييد هذا الملك لقانون كان قد صدر في أيام حكم أبية لشعب سبأ ولقبيلة "يهبلح" في كيفية استغلال الأرض واستثمارها في مقابل ضرائب معينة تدفع إلى الدولة، وفي الواجبات المترتبة على سبأ وعلى "يهبلح" في موضوع الخدمات العسكرية، وتقديم الجنود لخدمة الدولة في السلم وفي الحرب. وقد وردت في هذا انص أسماء قبائل أخرى لها علاقة بالقانون، منها قببلة "أربعن" "أربعان"، وكانت تتمنع باستقلالها، يحكمها رؤساء منها، يلقب الواحد منهم بلقب "ملك".

مرة أخرى لا شمس لا ملكات
بالاضافة الى ان تاريخ المملكة لا يتقاطع ابدا عصر الملك سليمان


اذا اين هي بلقيس و من عبد الشمس واين كانت تلك المملكة في القرن العاشر قبل الميلاد في التاريخ


الاجابة كل هذا موجود فقط في التوراة ثم القرآن ضاربا بكل المعلومات الاخرى عرض الحائط

محارب الروافض
10-05-2006, 11:00 PM
علماء الأثار يؤكدون أن معبد القمر بعد اكتمال حفرياته سيكون أعجوبة الدنيا الثامنة

تزخر اليمن بالعديد من الموارد السياحية سواء الأثرية أو التاريخية أو الطبيعية والشاطئية، وهي تسير نحو تبوؤ المكانة اللائقة بها علي خريطة السياحة العالمية ..وهو ما تناولنا جزءاً منه في الرسالة السابقة ويتعلق بالعاصمة صنعاء، وفي هذه الرسالة نواصل الحديث عما تزخر به اليمن في محافظة تاريخية أخري تملأ شهرتها الأفاق لأنها تحتضن آثار حضارة من أعظم الحضارات التي عرفها العالم وتحدثت عنها الكتب السماوية وهي حضارة مملكة سبأ التي امتد تاريخها لعدة قرون في محافظة مأرب التي قمنا بزيارتها في إطار الدعوة الكريمة لمتابعة فعاليات احتفالات الجمهورية اليمنية بعيدها الوطني السادس عشر من عمر الوحدة اليمنية المباركة.

وقد كانت منطقة مأرب الواقعة علي بعد 170كم شرق العاصمة اليمنية صنعاء عاصمة لمملكة سبأ، وهي مهد أعرق حضارة قديمة عرفت في جنوب الجزيرة العربية، مملكة سبأ التي كانت المرتكز الأساسي للحضارات اليمنية القديمة إذ اعتبر الحميريون امتداداً متكاملاً لمملكة سبأ التي سادت كامل منطقة جنوب الجزيرة العربية، والبحر الأحمر حتي مناطق اريتريا وأثيوبيا الشرقية في القرن الأفريقي .

اشتهر السبئيون بمهارتهم في مجال التجارة كما عرفوا بالجسارة وفن القتال، وكانوا يعبدون الكواكب من دون الله، وذلك هو النبأ العظيم الذي عاد به الهدهد إلي سيدنا سليمان عندما مر بمملكة سبأ ووجد أهلها يعبدون الشمس، وتحكمهم امرأة هي الملكة بلقيس التي أرسل إليها سيدنا سليمان لتدخل في دين الله، فترددت وأمرت له بهدية علها تكشف حقيقة مقصده وهل هو فعلاً نبي مرسل أم مجرد طامع في مملكة سبأ التي كانت تعيش أزهي مراحل رقيها وحضارتها وهي المملكة التي حكمت بالشوري وطبقت الديمقراطية قبل آلاف السنين حيث انها لم تقطع في أمر التصرف مع سيدنا سليمان إلاّ بعد أن شاورت قومها فقالت (قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتي تشهدون) ذلك بعد أن وصلتها رسالة سيدنا سليمان (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم أن لا تعلوا علي وأتوني مسلمين) وقالت الملكة بلقيس كما ورد ذكره علي لسانها في القرآن الكريم (إن ! الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون).

إذن تلك هي مملكة سبأ والملكة بلقيس التي ورد ذكرها في الكتب المقدسة، ومن بينها القرآن كانت هي التاريخ والحضارة والثقافة والمجد العربي في جنوب جزيرة العرب علي مدي عشرات القرون لكنها تحولت إلي مجرد أساطير وحكايات يتواتر ذكرها علي ألسن الرواة فمثلاً سد مأرب العظيم الذي كان واحداً من نحو 80 سداً في مملكة سبأ تحول بعد سيل العرم إلي أسطورة باستثناء جزء بسيط من جداره الضخم لا يزال منتصباً عند الضفة الغربية لوادي أرض الجنتين، وأما سواه من معالم مملكة سبأ فقد طماها سيل العرم وزحفت عليها كثبان رمال الصحراء لتدفنها علي أعماق مختلفة وحولتها إلي مجرد أساطير يحاول الباحثون الاسترشاد إليها من خلال ما وصلهم من المخطوطات وبعض النقوش القديمة وبخاصة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين.

وظلت مأرب مهداً لحضارة إنسانية عملاقة يزيد عمرها عن ثلاثة آلاف سنة، كما ظلت أرضاً للأساطير والحكايات غير أنها اليوم واليمن عند عتبة الألفية الثالثة نجدها في حالة الطلق إنها في حالة مخاض حقيقي تريد أن تضع حملها وتكشف عن كنوز سبأ وحمير التي توارت منذ آلاف السنين في باطن أرضها حيث امتزجت الحقيقة بالأسطورة، وتكاد أعمال الحفر والتنقيب المتواصل عن الآثار أن تحول الأسطورة إلي حقيقة علي أرض الواقع، وذلك ما تم مؤخراً بعد أن أنهي فريق أثري ألماني تابع لمعهد برلين للآثار أعمال الحفر والتنقيب والترميم لعرش بلقيس طوال مدة 13 سنة انتهت في نوفمبر الماضي وجري الاحتفال رسمياً بذكري الألفية الثالثة لبناء عرش بلقيس معبد الشمس .


عرش بلقيس

ولم يشأ الزمن ولا التاريخ أن يظل عرش بلقيس مجرد أسطورة وهو الموقع الأثري الأشهر بين آثار اليمن عُرف بأعمدته الخمسة وسادسها عمود مكسور كان حتي عام 1988م ينتصب وسط كثبان الرمال المحيطة به، يجهل الإنسان ما تخفي تحتها باستثناء أن اليمنيين استخدموا صور تلك الأعمدة كرمز وطني مهم للبلاد اليمنية فتصدرت لوائح الإعلانات، وظهرت مرسومة في العملات الورقية وعلي طوابع البريد، وأغلفة بعض كتب التاريخ اليمني.

تغني الشعراء والمبدعون اليمنيون بعرش بلقيس، وظلوا يترقبون عودة ظهور معبد الشمس وسطوع شمس حضارة سبأ وحمير ومنذ 1888م أضحي معلوماً لدي الباحثين أن عرش بلقيس تسمية شعبية لمعبد سبئي قديم كان الرحالة النمساوي والباحث أدورد جلازر أول من دوّن نقشاً سبئياً حفر علي أحد أعمدة المعبد في العهد السبئي الوسيط ويتحدث النقش عن المعبد السبئي المقة، رب المعبد، برآن ويحذر كل من يحاول أن ينهب كنوز المعبد الفضية، والمعبود السبئي المقة كان يرمز لعبادة القمر، أحد الكواكب السماوية أما برآن فهو الاسم السبئي القديم لقسم من الجنة اليسري في أرض مأرب، وكان معبد برآن عرش بلقيس يبعد حوالي 3كم عن أسوار المدينة وموقعه كما هو الحال تقريباً وسط حقول الجنة اليسري بعيداً عن أماكن الاستيطان البشري ويوجد علي بعد 3كم في الشمال الشرقي محرم بلقيس وهو أكبر معبد كان يحج إليه السبئيون في مواقيت محددة في السنة ويعرف باسم معبد آوام أو م! عبد القمر وهذا المعبد ينتظر فرق التنقيب الأثرية تأتي إليه لتستكمل ما بدأته قبل نصف قرن حتي تكشف عن تفاصيله المدفونة تحت الرمال فيزهو بعودته إلي النور كما يزهو اليوم عرش بلقيس الذي أصبح مفتوحاً أمام الزوار وحتي يكتمل ظهور أعجوبة الدنيا الثامنة يفرض عرش بلقيس علي أي زائر لأرض الجنتين أن يقف وقتاً مع التاريخ يتأمل عظمة الإنسان اليمني قبل ثلاثة آلاف سنة ومستوي تطوره الحضاري المتكامل .

يقول فريق الحفر والتنقيب الأثري الألماني برئاسة بوركهارد فوكت رئيس المعهد الألماني للآثار بصنعاء (عندما بدأ التنقيب في عام 1888م لم يكن قد تبقي من عرش بلقيس سوي تل منخفض يرتفع عند الحقول المجاورة بحوالي ثلاثة أمتار ويبرز في أعلاه صف من الأعمدة تنتشر حوله أحجار البلق المهدمة وبعض العناصر المعمارية المتكسرة، وخلال أربعة مواسم من أعمال الحفر والتنقيب تلتها عملية تثبيت وترميم المعالم بكل عناية بعون مالي ألماني، أصبح المعبد عرش بلقيس مهيأ لاستقبال الزوار ومفتوحاً لعامة الناس).

ولا شك أن الكشف المتكامل لعرش بلقيس في وادي مأرب قد شد الانتباه إلي مهد الحضارة السبئية وحفز السلطات والمهتمين بالآثار والحضارات القديمة للدخول في مشروعات حفر وتنقيب واسعة عن آثار الحضارات اليمنية القديمة في جنوب الجزيرة العربية، حيث توجد نحو عشر بعثات أثرية غربية أمريكية، فرنسية، ألمانية، إيطالية، كندية، واسترالية وغيرها تقوم بأعمال حفر وتنقيب عن الآثار في مأرب وشبوه وحضرموت ولحج وأب وزبيد، وغيرها من مراكز وعواصم الحضارات اليمنية القديمة، وأعلن الخبير الأثري اليمني ورئيس الهيئة العامة للآثار والمخطوطات الدكتور يوسف عبد الله (إن عدداً من الفرق وخبراء الآثار ستصل إلي اليمن خلال الأسابيع المقبلة للبدء بعملية الحفر والتنقيب خلال الموسم الجديد، ومن بين هذه البعثات بعثة أثرية تابعة للمؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان تتكون من آثاريين أمريكيين، وكنديين، وبولنديين، وروسيين، وفلسطينيين وذلك لاستئناف ع! ملية الحفر والتنقيب عن معبد آوام أو محرم بلقيس الذي يقع علي بعد نحو 3 كم إلي الشرق من عرش بلقيس، وهو المعبد الذي وصفه البروفيسور الكندي بيل جلانزمان بأنه قد يصبح أعجوبة الدنيا الثامنة).

ومحرم بلقيس أو معبد القمر يزيد عمره عن ثلاثة آلاف سنة وهو معلم أثري مذهل يحيط بالكثير من أسرار عظمة مملكة سبأ وهو جزء مهم من التراث الإنساني العالمي ويعتقد فريق التنقيب والحفر الآثاري إن هذا المعبد قد وجد خلال الفترة 1200 قبل الميلاد حتي عام 550 للميلاد، وتري مرلين فلييس رئيسة الفريق الأثري (أن محرم بلقيس اكتشاف مذهل لم يره الناس منذ آلاف السنين).

ومن الطريف أننا عندما زرنا عرش بلقيس فوجئنا بالسيد مبخوت مهتم الشريف المسؤول في مديرية آثار مأرب يقول لنا إن هدهد سيدنا سليمان عليه السلام مازال حياً وهذا مكان عشه فاندهشنا فقال لنا : جاءت باحثة ألمانية لتشاهد عرش بلقيس فجاء هدهد ووقف في أعلي العرش فقلت لها مازحاً هذا هدهد سليمان.


السدود مفتاح الحضارة


وكانت السدود العظيمة التي شيدها السبئيون والمعابد أهم علامة بلوغ حضارتهم وأوجها وذلك في القرن العاشر قبل الميلاد بلغ ارتفاع سد مأرب 16 متراً وعرضه60 متراً وطوله 620 متراً، وهذا يعني حسابياً أنه يمكن أن يروي 9600 هكتارا من الأراضي، منها 5300 في السهل الجنوبي، والباقي للسهل الشمالي، كان يشار إلي هذين السهلين في النقوش السبئية مأرب والسهلان 41 و يشير التعبير الدقيق في القرآن: (جَنَّتاَنِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ) إلي وجود حدائق وكروم في هذين الواديين أو السهلين، لقد أصبحت المنطقة أكثر مناطق اليمن غني وإنتاجاً بفضل السد ومياهه. أثبت الباحثان: الفرنسي ج. هوفلي والنمساوي غلاسر أن سد مأرب قد أوجد منذ زمن بعيد. وتروي الوثائق المكتوبة بلغة "حِمْيَر" أن هذا السد قد جعل المنطقة في غاية الخصوبة والعطاء.

لقد تم إصلاح هذا السد خلال القرنين الخامس والسادس للميلاد، إلا أن هذه الإصلاحات لم تمنع السد من الانهيار عام 542 للميلاد. انهار السد بسبب سَيل العَرِمِ الذي ذكره القرآن الكريم، والذي سَبَّبَ أضراراً بالغة، لقد هلكت كل البساتين والكروم والحدائق التي بقي السبئيون يرعونها لعدة قرون علي بَكْرَةِ أبيها، بعد انهيار السد عاني السبئيون من فترة ركود طويلة لم تقم لهم قائمة بعدها... وهذه كانت نهاية القوم التي بدأت مع انهيار السد.


نقوش مكتوبة بلغة سبأ

"كما استخدم في التعبير سيل العرم، فإن كلمة عَرِم مشتقة من كلمة عريمين المستخدمة في لهجة سكان جنوب الجزيرة، والتي تعني السد، الحاجز ، وقد عثر علي هذه الكلمة في أثناء الحفريات التي نفذت في جنوب اليمن باستعمالات كثيرة تفيد هذا المعني، علي سبيل المثال: استخدمت هذه الكلمة في الكتابات التي كانت تملي من قبل "أبرهة" الحبشي الذي حكم اليمن، بعد تعمير وأصلاح سد مأرب في 542 و543 م لتعني السد الحاجز مرة أخري. إذن فإن (سَيْلَ العَرِم) يعني "كارثة السيل التي حدثت بعد تحطم سد".

(وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَي أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ) (سبأ: 16). أي: إن البلدة بكاملها قد غرقت بعد انهيار السد بسبب السيل، لقد تحطمت جميع أقنية الري التي حفرها السبئيون، وكذلك الحائط الذي أنشؤوه ببنائهم حواجز بين الجبال، ولم يعد لنظام الري أي وجود، وهكذا تحولت الجنان إلي أدغال، ولم يبقَ من الثمار شيء، سوي ثمار تشبه الكرز وأشجار قصيرة كثيرة الجذور.

لقد أقر الكاتب وعالم الآثار المسيحي وورنر كيلر صاحب كتاب الكتاب المقدس كان صحيحاً" أن سيل العرم قد حدث كما ورد وصفه في القرآن الكريم، وأنه وقع في تلك المنطقة، وأن هلاك المنطقة بكاملها بسبب انهياره، إنما يبرهن علي أن المثال الذي ورد في القرآن الكريم عن قوم الجنتين قد وقع فعلاً.

وبعد وقوع كارثة السد، بدأت أراضي المنطقة بالتصحر، وفقد قوم سبأ أهم مصادر الدخل لديهم مع اختفاء أراضيهم الزراعية، وهكذا كانت عاقبة القوم الذين أعرضوا عن الله وترفعوا عن شكره، وتفرق القوم بعد هذه الكارثة، وبدأ السبئيون يهجرون أراضيهم مهاجرين إلي شمالي الجزيرة، مكة وسوريا.

يأتُي الحيز الزماني الذي شغلته هذه الكارثة بعد زمن العهد القديم والعهد الجديد، لذلك لم يرد ذكره إلا في القرآن الكريم.

تقف آثار مأرب المهجورة والتي كانت في يوم من الأيام موطناً للسبئيين، كآية من آيات العذاب تنذر أولئك الذين يكررون خطيئة القوم.

أصبح السبئيون أصحاب أعظم حضارة قامت علي الري بعد بنائهم سد مأرب بأحدث الوسائل التقنية، لقد سمحت لهم أرضهم الخصبة التي امتلكوها وسيطرتهم علي الطرق التجارية، أن ينعموا بالرخاء والازدهار الذي طبع أسلوب حياتهم، ومع ذلك "أعرضوا عن الله" الذي يتوجب عليهم أن يكونوا ممتنين، شاكرين له ولأَنْعُمِه، لذلك انهار سدهم وأهلك "سيل العَرِم"كلَّ ما بنوه. عاد اليوم السد السبئي المشهور مرة أخري إلي ما كان عليه من إمكانات الري السابقة

يخبرنا القرآن الكريم أن ملكة سبأ وقومها كانوا يعبدون الشمس من دون الله قبل أن تتّبع سليمان، وتوضح المعلومات التي تحملها هذه النقوش هذه الحقيقة، كما تشير إلي أنهم كانوا يعبدون الشمس والقمر في معابدهم .

بعد طول انتظار وترقب تكاد الملكة بلقيس ملكة سبأ تعتلي صرح عرشها معبد الشمس أو معبد برآن في أرض الجنتين لتؤدي مناسك التعبد التي اعتادت تأديتها قبل نحو ثلاثة آلاف سنة لعبادة النجوم والكواكب فمن إعادة بناء سد مأرب العظيم منتصف الثمانينيات من القرن العشرين إلي الكشف عن عرش بلقيس تبدو أرض مأرب اليمنية علي طريق المجد ثانية تحاول أن تستعيد بريقها الحضاري في جنوب جزيرة العرب بل إن علماء الآثار الغربيين الذين بدؤوا الحفر والتنقيب عن محرم بلقيس، أو معبد القمر يؤكدون أنهم في الطريق إلي الكشف عن أكبر معبد من معابد الحضارات اليمنية القديمة ويؤكد فريق التنقيب الأثري التابع للمؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان بأن محرم بلقيس سيكون أعجوبة الدنيا الثامنة حيث يعود تاريخ إنشائه بحسب النقوش التي تم العثور عليها حتي الآن إلي القرن الثاني عشر قبل الميلاد!!

وعندما زارت بلقيس ملكة سبأ الملك سليمان وكانت مملكة سبأ التي عاصمتها مأرب مرياباً غنية جداً لمهارة أهلها في التجارة وسيطرتهم حينذاك علي الأسواق كما ورد في التوراة أن بلقيس قدمت إلي سليمان الذهب والحجارة الكريمة والطيوب بكميات كبيرة، وأشار القرآن الكريم إلي ذلك وإلي ثراء الملكة بلقيس ورخاء السبئيين عامة، وذلك في حوار بين سليمان والهدهد، قال تعالي (وتفقد الطير فقال مالي لا أري الهدهد أم كان من الغائبين، لأعذبنه عذاباً شديداً أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين، فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين، إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم).

وكانت مملكة سبأ تسيطر علي طرق القوافل التجارية بين جنوب الجزيرة العربية وشمالها وصولاً إلي مصر وغزة وبلاد ما بين النهرين، وكان السبئيون يصدرون إنتاجهم الخاص من البخور والطيوب والعطور والتوابل في هذه الاتجاهات وكانوا يلعبون دور الوسيط مع الهند بفضل مرافئهم علي المحيط الهندي وكانت ديانة سبأ قريبة جداً من الديانة البابلية بمجوسها وبعبادة الكواكب وأما الالهان الرئيسان فكانا الإله القمر، والإله الشمس التي يتجه نحوها السبئيون ليصلوا عند الفجر، والسبئيون مزارعون ماهرون وبناة قلاع وقصور ذات هندسة معمارية متميزة، ومؤلفات فنية. وأبدع السبئيون حضارة خاصة بهم تحميهم من الغزاة علي الجبال الشاهقة والصحاري الشاسعة، والمساحات البحرية الواسعة وعرفوا بالازدهار إلي درجة أنهم وصلوا إلي مستوي عال جداً من الازدهار. وكانت مأرب العاصمة من أكثر المناطق ازدهاراً في ذلك الزمن. أشار الكاتب الإغريقي بليني الذي زار المن! طقة وأسهب في مدحها إلي وقال انها أراض واسعة وخضراء

محارب الروافض
10-05-2006, 11:04 PM
(17)

"داود عليه السلام"

هو من الرسل الذين أرسلهم الله إلى بني إسرائيل، وقد آتاه الله الملك والنبوة، وهو من سِبط يهوذا بن يعقوب، وقد ذكره الله في عداد مجموعة الرسل عليهم السلام، وقال: {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [الإسراء: 55].



* نسب داود عليه السلام:

أثبت أهل التوراة وأهل الإِنجيل نسبه على الوجه التالي:

هو داود بن يسى "إيشا" بن عَوْبيد بن بوعز "أفصان" بن سلمون بن نحشون بن عِمّيناداب بن إرَام، بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب "إسرائيل" عليه السلام.



* حياة داود عليه السلام في فقرات:

)أ) أبرز ما تعرض له المؤرخون من حياة داود عليه السلام ما يلي:

أولاً- مقدمة عن حال بني إسرائيل منذ وفاة موسى عليه السلام حتى قيام ملك داود عليه السلام:

1- بعد انقضاء المدّة التي أقامها بنو إسرائيل في التيه -وهي (40) سنة- وبعد وفاة هارون وموسى، تولى أمر بني إسرائيل نبي من أنبيائهم اسمه (يوشع بن نون عليه السلام)، فدخل بهم بلاد فلسطين، وقسم لهم الأرضين. وكان لهم تابوت "صندوق" يسمونه تابوت الميثاق أو "تابوت العهد"، فيه ألواح موسى وعصاه ونحو ذلك، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم بقوله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ ءايَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 248].



2- لما توفي يوشع بن نون، تولى أمر بني إسرائيل قضاة منهم، ولذلك سمي الحكم في هذه المدّة: حكم القضاة.

وفي هذه المدة دبّ إلى بني إسرائيل التهاون الديني، فكثرت فيهم المعاصي، وفشا فيهم الفسق، إلى أن ضيعوا الشريعة، ودخلت في صفوفهم الوثنية، فسلَّط الله عليهم الأمم، فكانت قبائلهم عرضة لغزوات الأمم القريبة منهم، وكانوا إلى الخذلان أقرب منهم إلى النصر في كثير من مواقعهم مع عدوهم، وكثيراً ما كان خصومهم يخرجونهم من ديارهم وأموالهم وأبنائهم.

3- وفي أواخر هذه المدّة سَلب الفلسطينيون منهم "تابوت العهد"، في حربٍ دارت بين الطرفين، وكان ممّن يدبر أمرهم في أواخر مدّة حكم القضاة نبي من أنبياء بني إسرائيل من سِبط لاوي اسمه: (صمويل = شَمْويل)، يتصل نسبه بهارون عليه السلام.

فطلب بنو إسرائيل من (صمويل) أن يجعل عليهم ملكاً يجتمعون عليه، ويقاتلون في سبيل الله بقيادته، {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلا قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [البقرة: 246].



فسأل شمويل ربه في ذلك، فأوحى الله إليه أن الله قد جعل عليهم ملكاً منهم اسمه (طالوت= شاؤول) من سبط بَنْيامين، وكانت قبيلة بنيامين في ذلك العهد قد أوشكت على الفناء في حرب أهلية وفتن داخلية قامت بين بني إسرائيل، فاستنكروا أن يكون طالوت ملكاً عليهم.

قال الله عزّ وجلّ: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 247].



فسألوا عن دليل رباني يدلهم على أن الله ملَّكه عليهم، فقال لهم صمويل:

{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ ءالُ مُوسَى وَءالُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 248].



وأعطاهم صمويل موعداً لمجيء التابوت تحمله الملائكة، فخرجوا لاستقباله فلما وجدوا التابوت قد جيء به حسب الموعد أذعنوا لملك طالوت، فكان أول ملك من ملوك بني إسرائيل.

4- جمع طالوت صفوف بني إسرائيل، وهيأهم لمحاربة عدوهم، وخرج بهم، ثم اصطفى منهم خلاصة للقتال، يقارب عددها عدد المسلمين في غزوة بدر. قالوا: وكان عددهم نحواً من (319) مقاتل، وذلك بطريقة قصها القرآن علينا في قوله تعالى: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلا مَنْ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 249].



وهؤلاء القلة هم الذين اصطفاهم طالوت للقتال بعد رحلة برية شاقة سار بهم فيها، وقد اشتد فيها ظمأ القوم، وبهذه القلة التي جاوزت النهر واجه طالوت الأعداء.

5- لقي طالوت خصومه الوثنيين الفلسطينيين، وكان رئيسهم جالوت (جليات عند العبرانيين) قوياً شجاعاً فرهبه بنو إسرائيل.

وهنا دخل في صفوف بني إسرائيل المقاتلين فتى صغير من سِبط يهوذا كان يرعى الغنم لأبيه "اسمه داود"، ولم يكن في الحسبان أن يدخل مثله في المقاتلين، ولكن أباه أرسله إلى إخوته الثلاثة الذين هم مع جيش طالوت ليأتيه بأخبارهم.

قالوا: فرأى داود جالوت وهو يطلب المبارزة معتداً بقوته وباسه، والمقاتلون من بني إسرائيل قد رهبوه وخافوا من لقائه.

فسأل داود -وهو الفتى الصغير- عما يصير لقاتل هذا الرجل الجبار شديد البأس، فأُجيب بأن الملك "طالوت" يغنيه ويزوِّجه ابنته، ويجعل بيت أبيه حراً في إسرائيل.

فذهب داود إلى الملك طالوت وطلب منه الإِذن بمبارزة جالوت، فضنَّ به طالوت وحذره.

فقال له داود: إني قتلت أسداً أخذ شاة من غنم أبي، وكان معه دبّ فقتلته أيضاً، فألبسه طالوت لامَة الحرب وعدة القتال، فلم يستطع داود أن يسير بها لعدم خبرته السابقة بذلك، فخلعها وتقدم بعصاه ومقلاعه وخمسة أحجار صلبة انتخبها من الوادي.

وأقبل داود على جالوت وجرت بينهما مكالمةٌ عن بعد، وأظهر جالوت احتقار الفتى وازدراءه، والعفة عن مبارزته لصغر سنِّه، لكن داود أخذ مقلاعه -وكان ماهراً به- وزوَّده بحجرٍ من أحجاره، ورمى به فثبت الحجر في جبهة جالوت الجبار فطرحه أرضاً، ثم أقبل إليه وأخذ سيفه وفصل به رأسه، وتمت الهزيمة لجنود جالوت بإذن الله!

قال الله تعالى: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة: 251].



ووفَّى طالوت لداود بالوعد، فزوجه ابنته (ميكال) وأغناه.

6- ومنذ ذلك التاريخ لمع اسم (داود) في جماهير بني إسرائيل، ثم توالت الانتصارات لبني إسرائيل على يد داود، وخاف طالوت على ملكه منه فلاحقه ولاحق أنصاره وعَزَمَ على التخلص منه بالقتل، إلاَّ أن الله سلَّم داود منه، ولم يكن من داود لطالوت إلاَّ الوفاء والطاعة وحسن العهد، وقد تهيأت له الفرصة عدة مرات أن يقتله فلم يفعل ولو شاء لانتزع منه الملك.

7- ولما لم يجد داود سبيلاً لإِصلاح نفس طالوت عليه، اعتزل عنه بعد عدة محاولات وفاء قام بها نحوه، فلم يخفف ذلك من حسده وقلقه وآلامه.

ومن ثَمّ بدأت الهزائم تلاحق طالوت في حروبه مع أعداء بني إسرائيل، حتى قُتل هو وثلاثة من بنيه، وهُزم رجاله. قالوا: وقد ندم طالوت على ما كان منه وتاب.

وكان نبيهم صمويل قد تغير على طالوت وهجره لما بدر منه نحو داود، وقد أُخبر داود أن المُلكَ صائر إليه بعد موت طالوت.

ثانياً- داود في الملك:

8- علم داود بمقتل طالوت، فصعد إلى حبرون (مدينة الخليل)، فجاء رؤساء سبط يهوذا وبايعوه بالملك.

أما بقية أسباط بني إسرائيل فقد دانوا بالطاعة لولد من أولاد طالوت اسمه: (إيشبوشت).

ثم قامت حروب بين جنود داود وجنود إيشبوشت، انتهت بمقتل ابن طالوت بعد سنتين أو ثلاث، واستتب لداود الملك العام على بني إسرائيل، وكان عمره (30) سنة.

9- اتسعت مملكة بني إسرائيل على يد داود عليه السلام، وآتاه الله مع الملك النبوة، وجعله رسولاً إلى بني إسرائيل يحكم بالتوراة، كما أنزل عليه (الزبور) - أحد الكتب السماوية الأربعة الكبار - وآتاه الله الحكمة وفصل الخطاب.

10- قالوا: وقد دام ملكه (40) سنة ثم توفي عليه السلام، ودفن في "بيت لحم" بعد أن أوصى بالملك لابنه سليمان، فيكون عمره على هذا حين قبض عليه السلام (70) سنة. والله أعلم.

)ب) وقد تعرض القرآن الكريم في عدة سور لحياة داود عليه السلام، بشكل تناول أهم النقاط البارزة في حياته، مما يتصل ببدء ظهور اسمه في بني إسرائيل، وملكه ونبوته، وبعض صفاته ونعم الله عليه، وأبرز ما جاء فيه النقاط التالية:

1- إثبات نبوته ورسالته، وأن الله أوحى إليه وأنزل عليه الزبور، وآتاه الحكمة وفصل الخطاب، وعلمه مما يشاء، وأمره أن يحكم بين الناس بالحق.

2- إثبات أنه قتل جالوت في المعركة التي قامت بين بني إسرائيل وعدوهم بقيادة طالوت.

3- إثبات أن الله أنعم عليه بنعم كثيرة منها:

)أ) أن الله آتاه الملك وشدّه له، وجعله خليفة في الأرض، وأعطاه قوةً في حكمه.

(ب) أن الله سخر الجبال والطير يسبحن معه في العشي والإِبكار.

"فقد آتاه الله صوتاً حسناً، وقدرة على الإِنشاد البديع، فهو يصدح بصوته بتسبيح الله وتحميده، ويتغنى فيه بكلام الله في الزبور في العشي والإِبكار، فترجّع الجبال معه التسبيح والتحميد، وتجتمع عليه الطير فترجع معه تسبيحاً وترنماً وغناءً.

)جـ) أن الله آتاه علم منطق الطير، كما آتى ولده سليمان من بعده مثل ذلك.

)د) أن الله ألان له الحديد، "فهو يتصرف بَطيّه وتقطيعه ونسجه، كما يتصرف أحدنا بالأشياء اللينة بطبعها.

)هـ) أن الله علَّمه صناعة دروع الحرب المنسوجة من زرد الحديد.

قالوا: وكانت هذه الصناعة غير معروفة قبل داود عليه السلام.

4- عرض قصة استفتاء فقهي وُجِّه إليه، فأفتى فيه بوجه، وكان ابنه سليمان فتىً صغيراً حاضراً مجلس الاستفتاء فأفتى بوجه آخر، وكان ما أفتى به سليمان أضمن للحق وأقرب للصواب.

وذلك ما أشار إليه القرآن الكريم بقوله تعالى: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 78-79].



نفشت: أي رعت ليلاً بلا راعٍ.

قال المفسرون: إن زرعاً دخلت فيه ليلاً غنم لغير أهله، فأكلته وأفسدته، فجاء المتحاكمون إلى داود - وعنده سليمان -، فحكم داود بالغنم لصاحب الحرث عوضاً عن حرثه الذي أتلفته الغَنم ليلاً. فقال سليمان - وهو ابن إحدى عشرة سنة -: غير هذا أرفق، فأمر بدفع الغنم إلى أهل الحرث لينتفعوا بألبانها وأولادها وأشعارها، وبدفع الحرث إلى أهل الغنم ليقوموا بإصلاحه حتى يعود إلى ما كان، ثم يترادّان.

5- عرض قصة الخصمين اللذين تسوّرا على داود، ودخلا عليه المحراب في وقت عبادته الخاصة التي يخلو بها ولا يسمح لأحد أن يدخل عليه فيها، ففزع داود منهما، لأنهما لم يستأذنا بالدخول عليه، ولم يدخلا محرابه من بابه، فقالا له:

{لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ} [ص: 22] أي: لا تَجُرْ في الحكم - {وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ}.

فأصغى لهما داود، فقال أحد الخصمين:

{إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا} - أي: ملكنيها- {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} [ص: 23] أي: غلبني في المخاصمة بنفوذٍ أو بقوة.

وسكت الآخر سكوت إقرار.

فقال داود: {لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} [ص: 24].

وانصرف المتسوران دون أن يعلِّقا بشيء على ما أفتى به داود.

فرجع داود إلى نفسه، فعرف أن الله أرسل إليه هؤلاء القوم بهذا الاستفتاء ابتلاء، وذلك لينبهه على أمر ما كان يليق به أن يصدر منه بحسب مقامه، فوبخ نفسه: {فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} تائباً من ذنبه، خائفاً من ربه.



وتطبيقاً لمبدأ عصمة الرسل عليهم السلام، فإن ما فُتِنَ به داود ونبِّه عليه عن طريق الخصمين المستفتيين ينبغي أن لا يكون معصية ثابتة، وإنما هو من المباحات العامة التي لا تليق بمقام الرسل المصطفين عليهم السلام.

هذا إذا كانت الحادثة بعد النبوة، أما إذا كانت قبل النبوة فينبغي أن لا تكون من الكبائر، إذ الكبائر لا تليق بآحاد المؤمنين، فضلاً عن الذين يهيؤون للرسالة. والله أعلم.

وذكر فريق من المفسرين أنّ فتنة داود عليه السلام كانت لأنه حكم بمجرّد سماع الدعوى، دون أن يسأل البيِّنة، أو يسمع كلام المدَّعى عليه، ولذلك قال الله له بعد ذلك كما جاء: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} [ص: 26].



(18)

"سليمان بن داود عليهما السلام"

هو من الرسل الذين أرسلهم الله إلى بني إسرائيل بعد أبيه داود عليهما السلام، وقد انفردا من بين الرسل بأن الله آتاهما الملك والنبوة. وقد ذكر الله سليمان في عداد مجموعة الرسل عليهم السلام، فقال تعالى في سورة النساء: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا...} [النساء: 163].



* حياة سليمان عليه السلام في فقرات:

)أ) أبرز ما تعرض له المؤرخون من حياة سليمان عليه السلام ما يلي:

1- أوصى داود عليه السلام بالملك لولده سليمان، ولما مات داود ورثه سليمان في الملك، وكان عمره حينئذٍ اثنتي عشرة سنة، وكان سليمان - على حداثة سنه - ممن آتاهم الله الحكمة والفطانة وحسن السياسة.

2- اتسع ملك سليمان، وغالَبَ الأمم من حوله، حتى ضرب الجزية على جميع ملوك الشام، ثم امتد ملكه حتى كان له نفوذ على ملوك اليمن، وخضعت له ملكة سبأ، فآمنت به ودخلت في دينه وطاعته.

3- قام بعمارة بيت المقدس - تنفيذاً لوصية أبيه داود عليه السلام - بعد أربع سنين من توليه الملك، وأنفق في ذلك أموالاً كثيرة، وانتهى من عمرانه بعد سبع سنين، وأقام السور حول أورشليم (مدينة القدس).

ثم بنى الهيكل (القصر الملكي)، قالوا: وقد أتم بناءه في مدة ثلاث عشرة سنة، وأنشأ مذبح القربان، وكان له اهتمام عظيم بالإِصلاح والعمران، وكان له أسطول بحري، قالوا: وكانت السفن تجلب له من الهند الذهب والفضة والبضائع، والفيلة والقرود والطواويس، وكان له عناية فائقة بالخيل، يروضها ويعدها للحرب، وكانت له مجموعة كبيرة من النساء الحرائر والسراري.

قالوا: وقد قام بأعمال تجارية واسعة في البر والبحر، وأدخل نظام الضرائب والسُّخرة، حتى أصبحت عظمة حكمه مضرب الأمثال.

4- وأورد المؤرخون أن سليمان عليه السلام حجَّ إلى بيت الله الحرام بمكة، في ركبٍ مَلَكيٍ كبيرٍ وفّى فيه نذره، وقدم في حجته ذبائح وقرابين كثيرةً، وأنه بعد حجه عليه السلام سافر بركبه إلى اليمن، ودخل أرض صنعاء. والله أعلم.

5- ولبث في الملك (40) سنة ثم توفي عليه السلام، وقد بلغ عمره (52) سنة.

)ب) وقد تعرض القرآن الكريم في عدة سور لحياة سليمان عليه السلام، بشكل تناول أهم النقاط البارزة في حياته، مما يتصل بنبوته وملكه، وبعض صفاته ونعم الله عليه، وذكر منها ما لم يتعرض له أهل التاريخ، وأبرز ما جاء في الكتاب العزيز مما يتصل به عليه السلام النقاط التالية:

1- إثبات نبوته ورسالته، وأن الله أوحى إليه كما أوحى إلى سائر الرسل، وأن الله آتاه علماً، وفضله وأباه على عالمي زمانه، كما قال أبوه داود من قبل: {الحمد الله الذي فَضَّلَنا على كثيرٍ من عباده المؤمنين}.

2- إثبات أنه أوَّاب، ولذلك أثنى الله عليه بقوله :

{وَوهبنا لداود سليمان نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص: 30].



3- إثبات أن الله أنعم عليه بنعم كثيرة منها ما يلي:

)أ) أن الله آتاه الملك ميراثاً من أبيه داود عليه السلام، قال تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ} [النمل: 16].



(ب) أن الله آتاه علم منطق الطير، كما آتى أباه داود مثل ذلك من قبله.

(جـ) أن الله آتاه الحكمة على حداثة سنه، ويشهد لذلك قصة الاستفتاء الفقهي الذي وُجِّه إلى أبيه داود، فأفتى فيه بوجه، فاستدرك سليمان فأفتى بوجه آخر، وكان ما أفتى به سليمان أضمن للحق وأقرب للصواب، وقد أوردنا هذه القصة فيما سبق عند الكلام على حياة داود عليه السلام.

(د) أن الله سخَّر لسليمان الريح تجري بأمره حيث أراد، غُدُوُّها شهر ورواحها شهر، فإذا أرادها رخاء جرت بأمره رخاء حيث أصاب، وإذا أرادها عاصفةً جرت بأمره عاصفة إلى الأرض التي أراد.

فتسوق له السفن حسب إرادته، وتتجه بأمره إلى الأرض التي يوجهها إليها حسب المصالح التي يقدرها.

وهذا التسخير من المعجزات التي اختص الله بها سليمان عليه السلام.

(هـ) أن الله سخر له من الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه، ومن يزغ منهم عن أمر الله يذقه من عذاب السعير، يعملون له ما يشاء من محاريب، وتماثيل، وجفان كالجواب، وقدور راسيات. كما سخر له من الشياطين - وهم مَرَدَة الجن - من يغوصون له في البحار، لاستخراج ما يريد منها، ومن يبنون له المباني الضخمة، كما سلطه الله على آخرين من الشياطين إذ يكف شرهم عن الناس، وذلك بتقييدهم بالأغلال. قال الله تعالى: {فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ * وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ * وَءاخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ}.



مقرّنين في الأصفاد: مقيدين في الأغلال.

)و) أن الله سخر له الجنود من الجن والإِنس والطير، يجتمعون بأمره ويطيعونه. قال تعالى: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ}.



يوزعون: يؤمرون فيطيعون، ويمنعون فيمتنعون.

(ز) أن الله أسال له عين القِطر - وهو النحاس - فكان النحاس يتدفق له مذاباً من عين خاصةٍ كتدفق الماء، ولعل ذلك كان في أرض بركانية.

4- ومن الأحداث التي جرت لسليمان عليه السلام، قصته مع ملكة سبأ، قالوا: واسمها بلقيس. والله أعلم.

وخلاصة هذه القصة - مقتبسة مما جاء في الكتاب المجيد في سورة (النمل) - كما يلي:

عرفنا أن الله سخَّر لسليمان الطير يستخدم كلاً منها في مهماته، ضمن حدود القدرات التي وهبها الله ذلك الصنف من الطير، وكان قد اختصه الله بفهم منطقها، وكيفية خطابها وإفهامها أوامره ونواهيه، وتلك معجزة خاصة من الله لسليمان.

وكان من الطير المسخرة له (الهدهد)، إلاَّ أن هذا الهدهد قد وهبه الله امتيازاً إدراكياً خاصاً، يستطيعأن يدرك به بعض ما يدركه الناس.

وذات مرة تفقّد سليمان جنوده من الطير، فلم يجد بينها طائر الهدهد.

قال سليمان: {مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنْ الْغَائِبِينَ * لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ} [النمل: 20-21].

ثم أقبل الهدهد، وحضر بين يدي سليمان عليه السلام، وسمع تأنيبه على غيابه، وتوعُّدَه له إلاَّ أن يأتي بسلطانٍ مبين يبرر غيابه.

فقال الهدهد لسليمان: {أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} [النمل: 22].

فسأله سليمان: ما هو هذا النبأ اليقين؟

فأجاب الهدهد: {إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ * يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [النمل: 23-26].

قال سليمان: {قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْكَاذِبِينَ * اذْهَب بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ} [النمل: 27-28].

حمل الهدهد كتاب سليمان، وطار به حتى وصل إلى ملكة سبأ، فألقاه إليها، ففضته وقرأته.

ثم قالت لوزرائها ومستشاريها: {يَا أَيُّهَا المَلأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ} [النمل: 29]، فاسمعوا محتواه: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِاِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ * أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} [النمل: 30-31].

ولما قرأت عليهم الكتاب قالت لهم: {يَا أَيُّهَا المَلأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِي} [النمل: 32].

قال ملَؤها ومستشاروها: "نحن أولو قوة وأولوا بأس شديد"، فإن كنت تريدين الحرب فنحن أهل لها، وقد ذكروا ذلك ليشدوا من قوى مليكتهم، ويشيروا عليها بعدم الاستسلام، ثم قالوا لها: {وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ} [النمل: 33]. معلنين بذلك كمال الطاعة لما تأمر به.

قالت الملكة: {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً} - أي: عنوة وعن طريق القتال - {أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً} {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} [النمل: 34-35]؟!

فالرأي أن نصانعه أولاً بالهدايا، ونحمِّلها لرجال دهاة منا، ينظرون مدى قوة سليمان، ثم بعد ذلك نقرر ما يجب أن نفعله في ضوء ما يأتينا من معلومات عنه.

حمل رسل ملكة سبأ هداياهم إلى سليمان، فلما وصلوا إليه ووضعوها بين يديه، قال سليمان: {أَتُمِدُّونَنِي بِمَالٍ فَمَا آتَانِي اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ} [النمل: 36]!!.

وبذلك أعلن لهم أنه ليس بحاجة إلى مال، وإنما هو رسول صاحب دعوة ربانية. ثم قال لرئيس رسل ملكة سبأ:

{ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ} [النمل: 37].

فرجع الرسل، ووصفوا لمليكتهم ما شهدوه عن عظمة ملك سليمان، وقوة بأسه، وأنه لم يقبل هداياها، ولم يرضَ المصانعة، وأنه عازمٌ على ما ذكر في كتابه لها.

فعزمت الملكة على الاستسلام والانقياد، وشدّت رحالها وأحمالها، وسارت بركابها إلى سليمان.

علم سليمان عليه السلام بأن القوم وافدون إليه طائعين منقادين، فقال لوزرائه ومستشاريه، وسائر حاشيته من الإِنس والجن:{ يَا أَيُّهَا المَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} [النمل: 38]؟!

فتسارع جنود سليمان وأنصاره لتلبية الطلب.

قال عفريت من الجن: {أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ} [النمل: 39].

وكان لسليمان مجلس ملكي يجلس فيه للاستشارة والقضاء، وتصريف مهام الملك.

قال الذي عنده علم من الكتاب: {أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ}.

وإذا بعرش ملكة سبأ حاضر بين يدي سليمان قبل أن يرتد إليه طرفه.

فلما رآه مستقراً عنده قال:{ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [النمل: 40].

وأعدّ سليمان لها صرحاً خاصاً قبل أن تصل إليه، وجعل أرضه ممردة من زجاج متلامع، مهيأ بشكل يخَاله الناظر لُجّةً.

وأراد عليه السلام أن يغير بعض معالم عرش ملكة سبأ، وينكِّره لها، ليمتحن قوة ملاحظتها وانتباهها إذا جاءت وشهدت مظاهر عظمة هذا الملك المؤيد بالخوارق والعجائب، ودهشت بها، ولذلك: {قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنْ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ}.

{فَلَمَّا جَاءَتْ}فوجئت بأول امتحان، فعرض عليها عرشها و "قيل: {أَهَكَذَا عَرْشُكِ}؟! فنظرت إليه - وكانت صاحبة فطنة وذكاء - وتأملته ثم "قالت: كأنه هو" وهي قولة فَطِنٍ حَذِر.

وكأنها أدركت السرَّ، وأنه عرشها حقاً نقل من اليمن إلى مركز ملك سليمان، ونُكِّر لها لامتحانها واختبار قوة ملاحظتها، فقالت: {وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ}.

وأعلنت بذلك أن الذي جاء بها إلى سليمان - من بلادها - مسلمة طائعة، ما كان قد حصل لديها من العلم بما عند سليمان من قوى خارقة وملك عظيم، وأنه مؤيد بما لم يؤيَّد به ملك آخر.

إنها امرأة ذات عقل راجح، وفطنة عالية، ولديها استعداد سريع لإِدراك الحقيقة والإِيمان بالله العلي القدير، إلا أن وجودها في بيئة كافرة - اعتادت أن تعبد من دون الله - هو الذي كان قد صدّها عن إدراك الحقيقة والإِيمان بها: {وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ}.

ثم دُعيت إلى دخول الصرح الذي أعدَّ لها:

"قيل لها: {ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا}.

قال سليمان لها: {إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ}.

وهنا أدركت أن ذكاءها البالغ قد خانها في هذه اللحظة، إذ امتحنت بأمر لم يسبق لها فيه ملاحظة أن تجربة، فأعلنت إيمانها مع سليمان لله رب العالمين.

"قالت: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [النمل: 44].

5- ومن الأحداث التي جرت لسليمان عليه السلام مروره على وادي النمل، وذلك ما تضمنه قوله تعالى: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنْ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} [النمل: 17-19].



فهذه القصة تتضمن أن الله خلق في هذه النملة قوة إدراك أدركت به مرور سليمان وجنوده في الوادي، فأمرت سائر النمل بدخول مساكنهم خشية أن يحطمهم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون، إذ لا غرض لهم بتحطيمهم، إنما هم قوم يجتازون في طريقهم، وكان ذلك هبة خاصة اختص الله بها وادي النمل هذا من دون سائر النمل.

وسمع سليمان قول النمل بما آتاه الله من معجزات، فتبسّم ضاحكاً من قولها، وتأمل في ما آتاه من نعمة الرسالة، ونعمة الملك، ونعمة اختصاصه بكثير من المعجزات، فدعا الله أن يُوزِعه - يلهمه - أن يشكر نعمته التي أنعم بها عليه وعلى والديه، وأن يعمل عملاً صالحاً يرضاه، وأن يدخله برحمته في عباده الصالحين.

6- وقد تعرض القرآن الكريم لحادثةٍ جرت لسليمان عليه السلام، تتصل باهتمامه بإعداد خيول الجهاد في سبيل الله وإشرافه عليها، لأن الخيول كانت من أعظم وسائل القتال قبل وجود هذه الآليات الحربية الحديثة.

وخلاصة هذه الحادثة: أنه عليه السلام كان قد أمر بإعداد مجموعة كبيرة من خيول الجهاد، ثم أراد أن يشاهد ما بلغت إليه هذه الخيول وفرسانها من قوة وترويض، فعقد لذلك مشهداً في عشية يوم من الأيام، فعرضت عليه مجموعة الخيول بكامل عدتها الحربية، فسره مرآها، وأعجبته كثرتها وقوتها. ورأى جنود سليمان وخاصته إعجابه بهذه الخيول وحبه لها، وإقباله على اقتنائها ورياضتها، فقال مبيناً سرّ ذلك: "إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي"، أي: إنني ما أحببت هذه الخيول تلبية لشهوة من شهوات النفس، ولا تحقيقاً لغرض من أغراض الدنيا، وإما أحببتها ابتغاء تقوية دين الله، ونشر الحق والخير. وإذا كان أناس يحبون أشياء من مظاهر الدنيا حب الشر، ورغبة في تلبية المطالب الدنيئة للأَنفس، فإني أحببت حب الخير، ورغبة بتحقيق طاعة الله تعالى. ثم إن هذا الحب ليس أثراً صادراً عن النفس التي تدفع كثيراً من ذوي السلطان إلى الظلم والعدوان، وبسط النفوذ على الشعوب لأغراض دنيوية، ولكنه أثر صادر عن ذكر الله تعالى، وذكر الله يدفع المؤمن إلى السعي في طاعته، والعمل ابتغاء مرضاته، وإن من طاعة الله تعالى الإِعداد للجهاد في سبيل نشر دينه.

ثم أمر عليه السلام بإجرائها فانطلق بها فرسانها من الجهة التي هو فيها، وتابعها النظر "حتى توارت بالحجاب" أي غابت عن بصره، ثم قال: "ردوها علي"، فلما وصلت إليه، وسرّه منظر صلفها وقوتها، وأعجبه ترويضها، أقبل عليها وطفق في تواضع كريم يمسح بيده سوقها وأعناقها تكريماً لها.

وإلى هذه الحادثة أشار القرآن الكريم بقوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ* فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ * رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ} [ص: 30-33].



7- وقد تعرض القرآن الكريم لقصّة فتنة سليمان، وإلقاء الجسد على كرسيه، وذلك في قوله تعالى: {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ * قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [ص: 34-35].



ولم يثبت بخبرٍ صحيح الأمر الذي فتن الله به سليمان، ولا المراد من قوله تعالى: {وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا}. وقد ذكر المفسرون عدة وجوه يحتملها النص، ولكن لا سبيل إلى الجزم بواحد منها، ولأهل الحشو حول ذلك قصص لا أصل لها! وعليه فنحن نفوض الأمر إلى الله تعالى حتى يأتينا ما يكشف لنا المراد بوضوح.

وقد استأنس بعض المفسرين في شرح المراد من هذه الآية بما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن سليمان قال:

لأطوفنَّ الليلة على سبعين امرأة تأتي كل واحدة بفارس يجاهد في سبيل الله تعالى، ولم يقل إن شاء الله، فطاف عليهن فلم تحمل إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل. قال صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعون.

قالوا: فلعل المراد من فتنة سليمان ابتلاؤه بما آتاه الله من ملك عظيم، ونساء كثيرات حرائر وإماء، وتمنيه أن يكون له من صلبه أولاد كثيرون يقاتلون في سبيل الله، ويوطدون دعائم الدولة الربانية، ونسيانه تعليق ذلك على مشيئة الله تعالى، وذلك إذ أخذ على نفسه أن يطوف في ليلة واحدة على عدد كبير من نسائه، تأتي كل واحدة منهن بفارس يجاهد في سبيل الله، وتجاوز بذلك حدود بشريته، ونسي أن يفوض تحقيق الأمر إلى مشيئة الله تعالى، فجوزي على هذا بأن النساء اللواتي طاف عليهن لم يحملن منه إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل. قالوا: فلعل هذا الشق هو المراد من قوله تعالى: {وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا }، فلما رأى سليمان ذلك رجع إلى ربه وأناب، وقال: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}. وبذلك فوض أمر توطيد الملك - الذي لا ينبغي لأحد من بعده - في مملكته الربانية إلى الله تعالى، لا إلى المجاهدين في سبيل الله من أولاده.

8- وقد تعرض القرآن المجيد أيضاً لقصّة موت سليمان عليه السلام، وبعض الملابسات التي رافقت ذلك، فقال تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلا دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتْ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ} [سبأ: 14].



المنسأة: العصا.

فهذا النص القرآني يدلّ على أن سليمان عليه السلام قضى الله عليه الموت فمات، وبقي أمر موته مجهولاً، وأنه كان قبل موته متكئاً على عصاه، فلما مات بقيت العصا هي الحافظة لتوازن جسمه من أن يخرّ.

لبث هكذا حتى جاءت دابة الأرض - قالوا: وهي الأرضة - فأخذت تأكل عصاه، إلى أن ضعفت العصا بتأثير الأرضة عن حمل جثة سليمان، فانكسرت فخرّ جسمه على الأرض، عند ذلك علموا موته، وأقبلوا عليه ودفنوه، وظهر لهم بعد البحث أن الموت قد حصل من زمن غير قصير. ولما رأت الجن - المسخرون لسليمان بالأعمال الشاقة من كل بناء وغواص - ذلك تبينوا أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين هذه المدة الواقعة ما بين موته وعلمهم به!!

والذي يظهر: أن سليمان عليه السلام كان إذا دخل محرابه وخلا لنفسه، واعتكف لعبادة ربه، لم يستطع أحد أن يدخل عليه - سواء كان من أهله أو من غير أهله، وسواء كان من الإِنس أو من الجن - حتى يأذن له. وذلك بما وهبه الله من هيبة وسلطان في الملك، وما يعلمون عنه من معجزات وخوارق عادات، وقوى نافذة يستطيع أن يسخر بها الجن والطير، والريح الرخاء والريح العاصفة، وبخاصة بعد أن استقر ملكه، وتمرس به نوَّابه، وكبرت سنه، وصار ميّالاً للخلوات، يعبد فيها ربه، ويتجرد فيها من كل علائق الدنيا. وأما طعامه وشرابه وحاجاته فإنهم يعلمون أن ذلك أيسر ما في الأمر عليه، فلا يضعونها في حسابهم، بل يفوضون له الأمر، حتى يأمر بشيء منها.

وبهذا التحليل تُدفع طائفة الإِشكالات التي قد تخطر على البال حول كيفية بقائه مدة من الزمن ميتاً، وهو ملك البلاد دون أن يعلم بذلك أهله وخاصته، والجن والشياطين المسخرون للعمل بأمره. والله أعلم.

محارب الروافض
10-05-2006, 11:08 PM
هما رسولان من رسل بني إسرائيل، وقد ذكرهما الله في عداد مجموعة الرسل عليهم السلام.

قال تعالى: {وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ * أَتَدْعُونَ بَعْلا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ * اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ * فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ * إِلا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ * سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ} [الصافات: 37].



وقال تعالى في شأن اليسع عليه السلام: {وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 86].

* نسب إلياس:

لم يتفق المؤرخون على نسب منضبط له، وقد ذكر الطبري له النسب التالي:

هو إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون.

فهو على هذا من ذرية هارون عليه السلام، وهكذا يذهب نسبه صاعداً إلى إبراهيم عليه السلام.

* نسب اليسع:

جاء في تاريخ الطبري أنه: (اليسع بن أخطوب).

وجاء في تاريخ ابن خلدون أنه: (اليسع بن أخطوب من سبط أفرايم).

وقيل: هو ابن عم إلياس.

قال ابن عساكر: (اسمه أسباط بن عدي بن شوليم بن افرائيم). والله أعلم.

ومن المقطوع به: أن كلاً من إلياس واليسع من بني إسرائيل، ومن ذرية إبراهيم عليه السلام.

* حياة إلياس واليسع عليهما السلام في فقرات:

(أ) ليس لدى المؤرخين صورة صحيحة كاملة عن حياة إلياس واليسع عليهما السلام، إلا أننا نستطيع أن نستخلص من مختلف أقوالهم الأمور البارزة التالية:

1- عقب انتهاء ملك سليمان عليه السلام في سنة (933)ق.م انقسمت مملكة بني إسرائيل إلى قسمين:

القسم الأول: كان خاضعاً لملك سلالة سليمان بن داود عليه السلام، وأول ملوكهم رُحُبْعام بن سليمان، ويشمل هذا القسم سبطي يهوذا وبنيامين.

القسم الثاني: كان خاضعاً لملك (جربعام) بن ناباط وأسرته من بعده. قالوا: وقد جاءهم (جربعام) من مصر، وهو من سبط أفرايم بن يوسف عليه السلام، وبايعه سائر أسباط بني إسرائيل العشرة، وقد حكمت هذه الأسرة من 933-887ق.م، وهي مدّة (46) سنة تقريباً.

وسبب شقاق الأسباط العشرة عن (رُحُبْعام) بن سليمان، أنه رفض إعفاءهم من الضرائب التي كانت عليهم.

2- ثم قامت بعد أسرة (جربعام) الحاكمة على أسباط بني إسرائيل العشرة أسرة (عُمْري)؛ وملكت من (887-843)ق.م، وهي مدة (44) سنة تقريباً.

وفي هذه الأثناء-أي نحو (875)ق.م-سمح (أخاب)-أحد ملوك هذه الأسرة-لزوجته إيزابيل بنت أثعيل-ملك صور-أن تقوم بنشر عبادة قومها في بني إسرائيل؛ فشاعت العبادة الوثنية فيهم، فصار لهم صنم يعبدونه يسمونه (بعلاً).

3- فأرسل الله إليهم (إلياس عليه السلام)، -ويسمى عند المؤرخين: إليشاه أو إيليَّا-فنهاهم عن عبادة الأوثان، وأمرهم بعبادة الله وحده، والرجوع إلى الشريعة الصافية التي جاء بها موسى ومن بعده من أنبياء بني إسرائيل عليهم السلام؛ ونصح بذلك ملكهم (أخاب) فلم يستجب له، وأصرّ على عناده وانحرافه عن الإسلام الخالص من شوائب الوثنية، فانتقم الله منه، فأزال ملكه وملك أسرة عمري على يد (يهوشافاط) وهو من سبط (مِنسَّا) بن يوسف عليه السلام.

4- وقد آمن بإلياس رجل صالح من بني إسرائيل اسمه: (اليسع = اليشع)، فصاحبه مدة حياته في الأرض ثم أرسله الله من بعده في بني إسرائيل.

5- جاء في تاريخ الطبري عن ابن إسحاق ما ملخّصه: أن إلياس عليه السلام لما دعا بني إسرائيل إلى نبذ عبادة الأصنام، والاستمساك بعبادة الله وحده، رفضوه ولم يستجيبوا له، فدعا ربه فقال:

اللَّهم إن بني إسرائيل قد أبوا إلا الكفر بك، والعبادة لغيرك، فغيِّر ما بهم من نعمتك. فأوحى الله إليه: إنا جعلنا أمر أرزاقهم بيدك، فأنت الذي تأمر في ذلك، فقال إلياس: اللَّهم فأمسك عنهم المطر، فحبس عنهم المطر، فحبس عنهم ثلاث سنين حتى هلكت الماشية والشجر، وجهد الناس جهداً شديداً. وكان إلياس لما دعا عليهم استخفى عن أعينهم، وكان يأتيه رزقه حيث كان، فكان بنو إسرائيل كلما وجدوا ريح الخبز في دار قالوا: هنا إلياس، فيطلبونه وينال أهلَ ذلك المنزل منهم شرٌّ.

وقد أوى ذات مرة إلى بيت امرأة من بني إسرائيل، لها ابن يقال له، (اليسع بن أخطوب) به ضرٌّ، فأتوه وأخفت أمره، فدعا الله لابنها فعافاه من الضرّ الذي كان به، واتبع إلياسَ وآمن وصدقه ولزمه، فكان يذهب معه حيثما ذهب، وكان إلياس قد أسنّ وكبر، وكان اليسع غلاماً شاباً.

ثم إن إلياس قال لبني إسرائيل: إذا تركتم عبادة الأصنام دعوت الله أن يفرج عنكم، فأخرجوا أصنامهم ومحدثاتهم، فدعا الله لهم ففرج عنهم وأغاثهم، فحييت بلادهم، ولكنهم لم يرجعوا عما كانوا عليه، ولم يستقيموا، فلما رأى ذلك إلياس منهم دعا ربه أن يقبضه إليه فقبضه ورفعه. والله أعلم.

ثم إن الله أرسل إليهم اليسع بعد إلياس.

)ب) أما القرآن الكريم فإنه اقتصر في الحديث عن هذين الرسولين على ما يلي:

1- إثبات نبوة ورسالة كل من إلياس واليسع.

2- إثبات دعوة إلياس قومه إلى عبادة الله وحده، ونهيهم عن عبادة الصنم (بعل).

3- إثبات أن قومه كذبوه إلا عباد الله المخلصين.

4- إكرام الله له بأن الله ترك في الآخرين سلاماً عليه

muslimah
10-06-2006, 10:49 PM
وهذه دراسة من كتابهم تثبت بطلان حقهم الديني الذي يزعمونه في فلسطيننا الأبية:



وعد الله ليس لليهود
أوصاف اليهود في الإنجيل :-‏
سفر الخروج الإصحاح 12 : 35 لصوص ويدعون أن ربهم أمرهم بذلك ‏
سفر الخروج الإصحاح 12 : 37 لو كان هذا العدد صحيحاً لدل على جبنهم ونذالتهم وضعف ‏إيمانهم وإلا فكيف تمكن الفرعون من إذلالهم دون أية مقاومة منهم ؟
سفر الخروج الإصحاح 13 : 17-19 جبناء بشهادة الله سبحانه وتعالى‏
سفر الخروج الإصحاح 14 : 11-13 أذلة ودنيئوا النفس فقد تذمروا على موسى عليه السلام ‏وقالوا أنهم يفضلون أن يكونوا خَدماً للمصريين على الحرية والعيش بكرامة
سفر الخروج الإصحاح 16 : 3 أذلة ودنيئوا النفس فقد تذمروا على موسى وهارون عليهما ‏السلام وقالوا أنهم يفضلون الطعام على دينهم وكرامتهم
سفر الخروج الإصحاح 32 : 1-6 وثنيين واتهموا هارون عليه السلام بصناعة العجل الذهبي ‏لعبادته ‏
سفر العدد الإصحاح 11 : 4-5 يبيعون دينهم بالطعام الذي يحصلون عليه مجاناً‏
سفر العدد الإصحاح 25 : 1-6 زناة ووثنيين ‏
سفر التثنية الإصحاح 9 : 7 لم يخلصوا إيمانهم لله أبداً
سفر التثنية الإصحاح 9 : 24 وفي الإصحاح 31 : 27 عصاة لله ومتمردون عليه
سفر التثنية الإصحاح 20 : 10-16 شعب مخرب يمارس القتل والسلب واستعباد وإبادة ‏الشعوب سفر استير رمز لما يمكن أن تقوم به المرأة اليهودية. فقد دبرت مؤامرة أدت إلى قتل ‏أكثر من 75 ألفاً من الفرس !‏
سفر إشعياء الإصحاح 61 : 5-6 نهب ثروات الشعوب والتآمر عليهم
سفر حزقيال الإصحاح 3 : 7 قساة القلوب
سفر حزقيال الإصحاح 16 : 28-30 نساؤهم بغايا
إنجيل متى الإصحاح 3 : 7 أولاد أفاعي
إنجيل متى الإصحاح 12 : 39 شريرون وفاسقون
إنجيل متى الإصحاح 13 : 13-16 صم ، بكم ، عمي ، غلاظ
إنجيل متى الإصحاح21 : 31 الزواني يسبقونهم إلى ملكوت الله سبحانه وتعالى ‏
إنجيل متى الإصحاح 23 : 13-35 مراءون ، جهال ، عميان ، قتلة أنبياء ، حيات وأولاد ‏أفاعي إنجيل لوقا الإصحاح 11 : 39-44 خبثاء ، أغبياء ، مراءون وبعيدون عن الحق وحب ‏الله سبحانه وتعالى
إنجيل يوحنا الإصحاح 8 : 44 أبناء إبليس ‏

أما نظرة اليهود لله عز وجل فهذه بعض الأمثلة " تعالى الله عما يقولون علواً ‏كبيرا " :-‏
سفر التكوين الإصحاح 2 : 1-3 وفي سفر الخروج الإصحاح 20 : 11 تعب فاستراح !‏
سفر التكوين الإصحاح 3 : 8-9 مشى في الجنة ولم يعرف أين آدم !‏
سفر التكوين الإصحاح 6 : 6 حزن وتأسف !‏
سفر التكوين الإصحاح 11 : 5-8 نزل يتفقد الناس وبلبل ألسنتهم وشتتهم !‏
سفر التكوين الإصحاح 21 : 12 أمر إبراهيم عليه السلام بطاعة سارة وطرد هاجر وابنها !‏
سفر التكوين الإصحاح 32 : 24-30 ظهر كإنسان وصارع يعقوب إلى الفجر ، لم يغلب بل ‏طلب الإطلاق فاشترط عليه يعقوب أن يباركه بالمقابل رغم أنه لم يكن يعرف أنه الله سبحانه ‏وتعالى ! لم يعرف الله سبحانه وتعالى اسم يعقوب ثم سماه إسرائيل ، يعقوب (إسرائيل ) رأى ‏وجه الله سبحانه وتعالى ! ‏
سفر الخروج الإصحاح 7 : 1 جعل موسى إلهاً لفرعون ! ‏
سفر الخروج الإصحاح 12 : 22-23 احتاج إلى علامة دم ليميز بين بيوت بني إسرائيل ‏والمصريين !‏
سفر الخروج الإصحاح 13 : 21-22 قام بدور دليل !‏
سفر الخروج الإصحاح 25 : 8 وفي سفر الملوك الأول الإصحاح 6 : 13 سكن مع شعبه ‏المختار !‏
سفر الخروج الإصحاح 32 : 12-14 ندم وأطاع أوامر موسى عليه السلام !‏
سفر الخروج الإصحاح 33 : 7-11 اجتمع بشعبه المختار وكلم موسى وجهاً لوجه كما يكلم ‏الرجل صاحبه!‏
سفر الخروج الإصحاح 33 : 18-23 رأى موسى ظهر الله فقط بعد مشاورات معه !‏
سفر التثنية الإصحاح 23 : 19 يحرم عليهم الربا مع بعضهم البعض ويحله مع الآخرين‏
سفر صموئيل الأول الإصحاح 16 : 14 روح رديء منه !‏
سفر صموئيل الثاني الإصحاح 12 : 11-13 أحذ نساء داود عليه السلام وأعطاهن لقريبه ‏ليضطجع معهن !‏
سفر صموئيل الثاني الإصحاح 22 : 11 ركب وطار ورآه الناس !‏
سفر الملوك الأول الإصحاح 22 : 20 غوى الناس !‏
سفر الملوك الثاني الإصحاح 5 : 15 ليس إله في الأرض إلا في إسرائيل‏
المزمور 89 : 39 نقض العهد !‏
سفر إشعياء الإصحاح 7 : 18 صفر للذباب والنحل !‏
سفر إشعياء الإصحاح 5 : 26 وكذلك في سفر زكريا الإصحاح 10 : 8 رفع راية وصفر ‏للناس ! ‏
سفر إشعياء الإصحاح 7 : 20 عمل حلاقاً !‏
سفر إشعياء الإصحاح 20 : 2-4 أمر بالعري 3 سنين !‏
سفر إشعياء الإصحاح 45 : 7 خلق الشر !‏
سفر إرميا الإصحاح 10 : 19 يوبخ نفسه !‏
سفر إرميا الإصحاح 15 : 6 مل من الندم !‏
سفر إرميا الإصحاح 25 : 30 زمجر وزأر !‏
سفر حزقيال الإصحاح 14 : 9 أضل نبيه !‏
هوشع الإصحاح 1 : 2 وفي هوشع الإصحاح 3 : 1 أمر بالزواج من زانية ! ‏
أيوب الإصحاح 12 : 25 يعاقب كالسكران ! ‏
كورنثوس الأولى الإصحاح 1 : 25 جاهل وضعيف !‏
تسالونيكي2 الإصحاح 2 : 11 أرسل عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب !‏
العبرانيين الإصحاح 12 : 29 نار آكلة !‏

أما نظرتهم للأنبياء وعائلاتهم فهذه بعض الأمثلة :-‏
سفر التكوين الإصحاح 9 : 21 نوح عليه السلام سكر وتعرى !‏
سفر التكوين الإصحاح 9 : 25-27 نوح عليه السلام وضع الأسس لعبودية ابنه لإخوته ! ‏
سفر التكوين الإصحاح 12 : 11- 16 إبراهيم عليه السلام عرض جمال زوجته للمنفعة !‏
سفر التكوين الإصحاح 16 : 6 إبراهيم عليه السلام كان أُلعوبة في يد زوجته سارة وظلم ‏هاجر وإسماعيل !‏
سفر التكوين الإصحاح 19 : 33-36 لوط عليه السلام سكر وزنى ببنتيه !‏
سفر التكوين الإصحاح 20 : 2-5 إبراهيم عليه السلام وزوجته سارة قالا أنهما إخوة رغم لعن ‏من ضاجع أخته في سفر التثنية الإصحاح 27 : 22‏
سفر التكوين الإصحاح 26 : 7-14 إسحق عليه السلام أيضاً قال إن زوجته أخته للمنفعة !‏
سفر التكوين الإصحاح 35 : 22 رأوبين ابن يعقوب عليه السلام زنى بسرية أبيه !‏
سفر التكوين الإصحاح 38 : 13-30 يهوذا ابن يعقوب عليه السلام زنى بأرملة ابنه !‏
سفر العدد الإصحاح 20 : 12 موسى وهارون عليهما السلام لم يؤمنا بالله سبحانه وتعالى !‏
سفر التثنية الإصحاح 32 : 51 موسى وهارون عليهما السلام خانا الله سبحانه وتعالى !‏
سفر صموئيل الأول الإصحاح 18 : 27 داود قتل مائة فلسطيني واستخدم غلفهم مهراً لابنة ‏الملك !‏
سفر صموئيل الأول الإصحاح 19 : 24 شاول وهو أحد أنبيائهم تعرى أمام الناس ليتنبأ !‏
سفر صموئيل الأول الإصحاح 21 : 13 داود عليه السلام تظاهر بالجنون !‏
سفر صموئيل الثاني الإصحاح 6 : 16 داود عليه السلام رقص واحتُقر !‏
سفر صموئيل الثاني الإصحاح 11 : 3-28 داود عليه السلام زنى بامرأة وتآمر لقتل زوجها !‏
سفر صموئيل الثاني الإصحاح 13 : 1-15 أمنون ابن داود عليه السلام زنى بأخته ثامار !‏
سفر صموئيل الثاني الإصحاح 16 : 22 أبشالوم ابن داود عليه السلام زنى بسراري أبيه !‏
سفر الملوك الأول الإصحاح 11 : 1-13 سليمان عليه السلام ارتد وبنى معابد للأصنام ‏وعصى الله سبحانه وتعالى بزواجه من ألف امرأة رغم تحريم ذلك في سفر التثنية الإصحاح ‏‏17 : 17 وعصى الله سبحانه وتعالى بزواجه من بعضهن رغم تحريم ذلك في سفر التثنية ‏الإصحاح 7 : 3 ‏
أما المسيح عليه السلام فقد تآمروا على صلبه وقتله كما في :-‏
إنجيل متى الإصحاح 27 : 1-50‏
وإنجيل مرقس الإصحاح 15 : 1-38 ‏
وإنجيل لوقا الإصحاح23 : 1-47‏
وإنجيل يوحنا الإصحاح 19 : 1-30‏

من المستحيل أن يصدق المرء أن الله سبحانه وتعالى اختار شعبا هذه صفاته ونظرته لخالقه ‏وخيرة خلقه ليمنحه أي وعد ! ولكن هذا الشعب يدعي ملكية فلسطين الحبيبة ويخطط للاستيلاء ‏على المزيد من ديار المسلمين مدعياً أن الله سبحانه وتعالى وعده بذلك لأنه شعبه المختار ! ‏
إننا كمسلمين نفهم أن تفضيل الله سبحانه وتعالى لبني إسرائيل على غيرهم معناه إرسال العديد ‏من الرسل لهم أي أنه تفضيل مؤقت ، وإن دل على شيء فإنما يدل على عصيانهم لله وعدم ‏امتثالهم لأوامره مما استدعى توالي إرسال الرسل لهم لعلهم يهتدون . والله تعالى أعلم حيث ‏يجعل رسالته لننظر إلى ما جاء في كتابهم بخصوص الوعد :-‏
سفر التكوين الإصحاح 12 : 1-8 الوعد هنا لنسل إبراهيم عليه السلام والمنطقة أرض كنعان ‏‏.إن البركة التي حصلت عليها قبائل الأرض من إبراهيم عليه السلام هي الإسلام فاليهود لم ‏يقدموا للعالم سوى الشر ‏

سفر التكوين الإصحاح 13 : 14-18 الوعد هنا لإبراهيم عليه السلام ونسله ويشمل فلسطين ‏والمناطق المحيطة بها
ونسل إبراهيم عليه السلام هنا كتراب الأرض فهل اليهود بهذه الكثرة ؟
سفر التكوين الإصحاح 23 : 1-20 بقي إبراهيم عليه السلام كما قال في الجملة # 4غريباً ‏وضيفاً ولم يملك أية أرض فاشترى حقلاً ومغارة من عفرون الحثي في مدينة الخليل ليتخذها ‏مقبرة له ولعائلته فأين كان العهد وقتئذٍ ؟
سفر التكوين الإصحاح 35 : 27 وفي سفر التكوين الإصحاح 37 : 1 وصفت فلسطين بأنها ‏أرض غربة إبراهيم وإسحق عليه السلام في مما يدل على عدم تملكهم لها كما جاء في سفر ‏أعمال الرسل الإصحاح 7 : 5 " ولم يعطه فيها ميراثاً ولا وطأة قدم ولكن وعد أن يعطيها ملكاً ‏له ولنسله من بعده ولم يكن له بعد ولد "‏

سفر التكوين الإصحاح 15 : 18-20 الوعد هنا لنسل إبراهيم عليه السلام وسمته التوسع ‏الإقليمي من نهر مصر ( النيل ) إلى الفرات ‏

سفر التكوين الإصحاح 17 : 7-8 الوعد هنا لإبراهيم عليه السلام ونسله ويشمل كل أرض ‏كنعان ومُلكها أبدي ‏

إن الملك الأبدي ينطبق على العرب فإن وجودهم في فلسطين لم ينقطع منذ أن هاجرت بعض ‏القبائل السامية من الجزيرة العربية قبل 50 قرناً إلى فلسطين ومصر وسوريا ولبنان وعاشت ‏فيها وقد أثبتت كتب التاريخ ذلك ‏

أما اليهود فلم يتمكنوا أبداً من الملكية الأبدية لفلسطين كما زعم مؤلفو سفر التكوين فقد استمر ‏النزاع بينهم وبين الكنعانيين وبين بعضهم البعض كما في :-‏
سفر القضاة الإصحاح 13 : 1 وأيضاً سفر القضاة الإصحاح 20 كله وفي سفر صموئيل الأول ‏الإصحاح 4 : 10 ‏
إضافةً إلى أنهم تعرضوا للغزو والسبي البابلي كما هو معروف في كتب التاريخ .يؤكد العلماء ‏أن التوراة كتبت في بابل وأن الوعد المزعوم ما هو إلا محاولة من اليهود لإيجاد وثيقة تثبت ‏ادعاءهم بملكية فلسطين وبالتالي حق العودة إليها
‏ ‏
سفر التكوين الإصحاح 22 : 15-18 الوعد هنا لنسل إبراهيم عليه السلام الذي سيرث باب ‏أعدائه ويكون كثيرا كنجوم السماء وتتبارك به جميع أمم الأرض ‏
إن الوعد ينطبق علينا نحن العرب فنحن من نسل إبراهيم عليه السلام وعددنا كنجوم السماء ‏نسبة إلى عددهم ؟ ثم إن العالم قد تبارك بنسل إسماعيل عليه السلام بسبب الإسلام ولم يجن من ‏اليهود سوى الشر

سفر التكوين الإصحاح 28 : 13-14 الوعد هنا ليعقوب (إسرائيل) ونسله ويشمل فلسطين ‏والمناطق المحيطة بها
هنا نسل يعقوب عليه السلام كتراب الأرض فهل اليهود بهذه الكثرة ؟ وهل تباركت قبائل ‏الأرض من اليهود ؟
رأينا كيف صارع يعقوب الله سبحانه وتعالى وغلبه واشترط عليه أن يباركه مقابل إطلاقه في ‏سفر التكوين الإصحاح32 :24-30 ‏

سفر العدد الإصحاح 34 : 1-12 الوعد هنا لبني إسرائيل بواسطة موسى عليه السلام ويشمل ‏أرض كنعان "فلسطين" بتخومها وكذلك في سفر الخروج الإصحاح 3 : 8-10حيث أمر الله ‏سبحانه وتعالى موسى عليه السلام أن يخرج بني إسرائيل من مصر ويأخذهم إلى فلسطين.لكن ‏الله سبحانه وتعالى حرم موسى وهارون عليهما السلام من دخولها لأنهما خانا الله سبحانه ‏وتعالى كما في سفر التثنية الإصحاح 32 : 51 .إن الهدف من إخراجهم من مصر كان لعبادة ‏الله سبحانه وتعالى كما في سفر الخروج الإصحاح 9 : 1 وكان الوعد لفترة مؤقتة هي بعد ‏خروجهم من مصر ولكنهم تمردوا وعصوا موسى وهارون عليهما السلام فعاقبهم الله سبحانه ‏وتعالى بالتيه في صحراء سيناء كما في سفر الخروج الإصحاح 13 : 17-18 ‏
لماذا لم يتحقق الوعد خلال القرون التي مرت بين زمن إبراهيم إلى زمن موسى عليهما السلام ‏؟ سفر التثنية الإصحاح 9 : 5-6 سبب الوعد لبني إسرائيل هو إثم شعوب المنطقة ووفاء لوعد ‏الرب لإبراهيم وإسحق ويعقوب (إسرائيل) وليس لبر لليهود أو لاستحقاقهم له ‏

سفر التثنية الإصحاح 11 : 24-25 الوعد هنا لبني إسرائيل وسمته التوسع الإقليمي .لقد ‏اضطُهد اليهود من قبل شعوب كثيرة وهذا عكس الجملة # 25 وهم مكروهون حيثما وُجدوا ‏وما تأييد العالم لوجودهم على أرض فلسطين الحبيبة إلا وسيلة للتخلص منهم ولإضعاف ‏المسلمين ‏

سفر التكوين الإصحاح 17 : 19-21 حُرم إسماعيل عليه السلام من الوعد قبل ميلاد إسحق ‏عليه السلام رغم أن الله سبحانه وتعالى باركه ! وهكذا خص كتاب التوراة بني إسرائيل بالوعد ‏وعملوا على استبعاد أخيه إسماعيل ‏
لماذا "بزعمهم" فضل الله سبحانه وتعالى إسحق عليه السلام على إسماعيل عليه السلام ؟ لقد ‏بشر الله سبحانه وتعالى سيدنا إبراهيم عليه السلام بميلاد إسحق كما في سفر التكوين الإصحاح ‏‏18 : 9-15 بينما بشر هاجر نفسها بميلاد إسماعيل عليه السلام كما في سفر التكوين الإصحاح ‏‏16 : 10-11 وهذا فضل لهاجر على سارة ! ثم إن الله سبحانه وتعالى استجاب لدعاء هاجر ‏فأخرج لها ولابنها ماء زمزم ووعدها أن يجعل ابنها أمة عظيمة كما في سفر التكوين الإصحاح ‏‏17 : 20 ألسنا نحن تلك الأمة ؟ ‏

كما حاول كتبة التوراة تجريد إسماعيل عليه السلام من كل فضل فقد ادعوا أن الذبيح هو ‏إسحق عليه السلام كما في سفر التكوين الإصحاح 22 : 1-2 ‏
يبدو أن كتبة التوراة لم ينسقوا فيما بينهم فقد جاء في سفر التكوين الإصحاح 16 : 16 أن ‏إبراهيم عليه السلام كان عمره 86 عاماً عندما رزق بإسماعيل عليه السلام ‏
وكان عمره 100 عام عندما رزق بإسحق عليه السلام كما في سفر التكوين الإصحاح 21 : 5 ‏وأن إسماعيل عليه السلام هو الأكبر كما في سفر التكوين الإصحاح 17 : 18-26 هذا يعني أن ‏إسماعيل عليه السلام كان الابن الوحيد لإبراهيم عليه السلام لمدة 14عاماً ‏
فدى الله سبحانه وتعالى إسماعيل عليه السلام بذبح عظيم كما جاء في سفر التكوين الإصحاح ‏‏22 : 13 وهو سبب الأضحية التي يقدمها المسلمون سنويا‏
إذا كان للشخص ابن واحد فما الداعي لذكر اسمه ؟ أليس المقصود من ذكر الاسم تمييز شخص ‏عن غيره ؟
لقد عمل كتبة التوراة على رسم صورة ضئيلة لهاجر وإسماعيل كما في سفر التكوين الإصحاح ‏‏25 : 12 وفي سفر التكوين الإصحاح 21 : 10 فهي جارية وابنها ابن جارية لا أهمية لهما ‏عند إبراهيم عليه السلام وذلك لإقناع القارئ بادعائهم وحتى أن الله سبحانه وتعالى أمر إبراهيم ‏عليه السلام بطاعة سارة وطرد هاجر وابنها . هل يعقل أن يتصرف إبراهيم عليه السلام كهذا ‏وأن تتصرف سارة بهذا الشكل رغم تقدم سنها وإقناعها إبراهيم عليه السلام بالزواج من هاجر ‏ليكون له ولد ؟
كما عملوا على إنكار الصلة بين إبراهيم عليه السلام وبناء الكعبة المشرفة للإيهام بأن بيت الله ‏سبحانه وتعالى هو فقط الموجود في القدس فقد قطعوا علاقته مع إسماعيل عليه السلام وأمه ‏كما في سفر التكوين الإصحاح 21 : 14 لكن الكتبة عادوا فقالوا أن إسماعيل وإسحق عليهما ‏السلام دفنا أبيهما عند وفاته في سفر التكوين الإصحاح 25 : 9 دون ذكر كيف عرف إسماعيل ‏عليه السلام بوفاة أبيه.‏

كما استبعد كتبة التوراة إسماعيل عليه السلام فقد استبعدوا أيضاً أخا يعقوب "عيسو" أما قصة ‏استبعاده فموجودة بالتفصيل في سفر التكوين الإصحاح 27 كله وهي تروي كيف تآمر ( ‏إسرائيل) يعقوب عليه السلام بمساعدة أمه وانتحل شخصية أخيه عيسو وخدع والده إسحق عليه ‏السلام مستغلا ضعف بصره وأخذ بركة أخيه عيسو ! إذن فالوعد المزعوم يستند على مؤامرة ‏وخدعة دنيئة حدثت في بيت نبي ونفذت وكأن إرادة الله سبحانه وتعالى تخضع لمخططاتهم . ‏وهذا يتعارض مع سفر التكوين الإصحاح 33 كله حيث أظهر يعقوب تعظيمه لعيسو ‏

لماذا لم يتحقق الوعد خلال فترة حكم داود وسليمان عليهما السلام رغم قدراتهما الهائلة فقد ‏كان الرب مع سليمان وعظمه جداً كما في أخبار الأيام الثاني الإصحاح 1 : 1 ؟ ‏

غلاطية 3 : 15-17 شذ بولس عن المفهوم للوعد وقرر أن المسيح عليه السلام هو الوعد !‏

غلاطية الإصحاح 4 : 28-31 كعادة اليهود عمل بولس على تشويه الحقائق وإظهار عنصريته ‏بادعائه أن نسل إسحق عليه السلام رفيع النسب كما في الجملة # 29 رغم أن المسيح عليه ‏السلام هو الوحيد الذي ولد بالروح كما ادعى أن إسماعيل عليه السلام اضطهد أخيه إسحق ‏عليه السلام رغم اعترافه في الجملة # 30 أن سارة هي التي أمرت بطرده وأمه حتى لا يرث ‏مع ابنها وأيضاً جاء ذلك في سفر التكوين الإصحاح 21 : 10 ‏
هذا يثبت أن المال عند اليهود أهم من كل شيء وحتى الابن !‏

إنجيل لوقا الإصحاح 19 : 45-46 قال المسيح عليه السلام أن اليهود حولوا الهيكل إلى مغارة ‏لصوص .‏
إنجيل متى الإصحاح 24 : 2 وفي إنجيل مرقس الإصحاح 13 : 2 وفي إنجيل لوقا الإصحاح ‏‏21 : 6 أخبر المسيح عليه السلام اليهود أن بناء الهيكل سيهدم
إنجيل متى الإصحاح 21 : 43 أخبر المسيح عليه السلام أن الله سبحانه وتعالى سينزع النبوة ‏من أيدي اليهود ويعطيها لأمة تعمل أثمارها . إنها أمة الإسلام أمة محمد صلى الله عليه وسلم‏

الفقير الى الله
10-08-2006, 05:11 PM
لطيف جدا السم في العسل الذي قدمه لنا Brain_User

فالموضوع تبدو عليه البراءة حيث انه يفند مزاعم اليهود في حقهم في فلسطين
بينما هو في الواقع محاولة لتصوير ان ما جاء في القران ليس الا وهم ولا اساس له في التاريخ

حازم
10-08-2006, 09:36 PM
ذلك موضوع مكرر ونرجو من الادارة حذفه فصاحب المقال هو وليد وقد سبق ان عرضه هنا وقام الاخوة ببيان بطلان مزاعم وليد كعادتهم
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=5008
للعلم هذه الدراسة (على فرض اننا اعتبرناها دراسة اصلا) تسمى دراسة بطيخية وليست تاريخية كما يسميها براين ...... رجاء يا براين لا تعطى الموضوع اكبر من حجمه وتجعل لتفاهات زميلك وليد اهمية لا تستحقها ....... بالمناسبة الم تمنعك الادارة من اثارة شبهات حتى تناقشنا حول عقيدتك ؟ اظننت ان غيابك سيجعلنا ننسى ؟ ان كانت الادارة نسيت فلازلنا نحن متذكرين وسننبههم