المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة كشف الشخصيات (32) : حسن حنفى



حازم
10-10-2006, 10:55 PM
نقلا عن مقال زنادقة الفكر والادب

حسن حنفي:بطاقة تعريف: ولد حسن حنفي في القاهرة عام 1935م حصل على ليسانس الفلسفة عام 1956 ثم شق تعليمه الجامعي إلى أن حصل على درجة الدكتوراه من جامعة السوربون عام 1966.. عين أستاذاً لتدريس الفلسفة في جامعة القاهرة.. شغل منصب السكرتير العام للجمعية الفلسفية المصرية.. يقدم نفسه على أنه صاحب مشروع اليسار الإسلامي.. يؤمن بدبن إسلامي على الطريقة الماركسية يتلاعب بالألفاظ .. وخلاصة أفكار اليسار الإسلامي: فخلاصة فكر هذه المدرسة (اليسار الإسلامي). أنها امتداد للفكر الإعتزالي ومايسمى بالمدرسة الإصلاحية بزعامة الأفغاني ومحمد عبده ومن رجال هذا التيار اليسار الإسلامي فتحي عثمان ومحمد عابد الجابري وغيرهم ويركز هذا التيار على الثورة وابني الإشتراكية والعدل الإجتماعي وتجديد التراث وغير ذلك. ويعتبر حسن حنفي أن اليسار الإسلامي هو النقد الذاتي للحركة الإسلامية وهو التيار المعارض والمصحح داخل هذه الحركة الإسلامية، كما أنه يجب إخياء الجوانب الثورية في الدين وتأويل كل حدث على أنه ثورة. هذه خلاصة أفكار اليسار الإسلامي تلك المدرسة التي يريد أن يفرضها علينا حسن حنفي ومن على شاكلته للأخذ بأيدي المسلمين للفوز بالسعادة الماركسية الحمراء وللمزيد من الإيضاح سنلقي الضوء بعون الله تعالى على أهم ركائز فكر حسن حنفي التدميري وذلك من خلال قراءة في كتابه (التراث والتجديد).. وقد اخترت هذا الكتاب بصفة خاصة عن سائر كتبه لأنه أوضح عبارة وأخطر طرحاً في إفصاحه المباشر عن اطروحته اليسارية ولا تحتاج عباراته إلى تأويل أو غموض قد يحتاج إلى تفسير جلي.. ولكي لا يتهمنا أحد بالتحامل على الدكتور حسن حنفي بزعم أننا نفسر أقواله بما لا تحتمل.. لذلك رشحت هذا الكتاب الذي لم يتب مؤلفه حسن حنفي ولم يعلن ذلك على الملأ بل إنه يعتز به وينادي بكل مافيه.. هذا الكتاب يحتوي على أبرز القضايا التي يدعو لها الدكتور حسن حنفي ويدندن حولها في كتبه ومقالاته وخاصة مؤلفه الضخم: (من العقيدة إلى الثورة محاولة لإعادة أصول الدين).. وكتابه: (الدين والثورة في مصر).. وكتابه: (مقدمة في علم الإستغراب).. وللكاتب مقالات أخرى في فلسفة اليسار الإسلامي غالبها يدور حول نفس الأفكار التي سنطرحها من خلال كتابه التراث والتجديد في هذه المقالة وأهم هذه الأفكار الهدامة هي:

أولاً: العلمانية أساس الوحي:
وحول هذا العنوان يتساءل حسن حنفي ويفتري على الله الكذب ويقول: "فإن قيل إن التراث والتجديد سيؤدي حتماً إلى حركة علمانية وفي العلمانية قضاء على تراثنا القديم وموروثاتنا الروحية وآثارنا الدينية، قيل قد قد نشأت العلمانية في الغرب إستجابة لدعوة طبيعية تقوم على أساس رفض الصور الخارجية وقسمة الحياة إلى قسمين واستغلال المؤسسات الدينية للجماهير وتوطينها مع السلطة وحفاظها على الأنظمة القائمة نشأت العلمانية استرداداً للإنسان لحريته في السلوك والتعبير وحريته في الفهم والإدراك ورفضه لكل أشكال الوصاية عليه ولأي سلطة فوقه إلا من سلطة العقل والضمير، العلمانية إذن رجوع إلى المضمون دون الشكل وإلى الجوهر دون العرض، وإلى الصدق دون النفاق، وإلى وحدة الإنسان دون ازدواجيته وإلى الإنسان دون غيره العلمانية إذن هي أساس الوحي، فالوحي علماني في جوهره والدونية طارئة عليه من صنع التاريخ، تظهر في لحظات تخلف المجتمعات وتوقفها عن التطور، وما شأننا بالكهنوت والعلمانية ماهي إلا رفض له؟ العلمانية في تراثنا وواقعنا هي الأساس واتهامها باللادونية تبعية لفكر غريب وتراث مغاير وحضارة أخرى" ونلاحظ في الفقرة السابقة بياناً صريحاً لدعوة حسن حنفي الإلحادية.. فالصور الخارجية المرفوضة هي: علم الغيب/الجنة/النار/الملائكة.. فالوحي أي القرآن أو الدين بصفة عامة اغتصب حق الإنسان في السلوك والحرية حسب زعم حسن حنفي وأن العلمانية استردت هذا الحق المغصوب وأعادته للإنسان!! فالعلمانية تؤدي إلى الصدق!! أما الدين والوحي والقرآن فيؤدي كل منهما إلى النفاق والكذب!! العلمانية ترفض أي أشكال الوصاية على الإنسان والوصاية المقصودة هنا هي نصوص القرآن والدين بصفة عامة فالقرآن يضيق على تعبير وحرية الإنسان كما أن هذه العلمانية ترفض أي سلطة- أي النص القرآني- أما العقل فهو وحده رب العلمانية وإلاهها.. ويخلص حنفي إلى أن العلمانية جوهر والدونية طارئة عليه فالدين من صنع التاريخ!! بمعنى أوضح فالقرآن والدين الإسلامي نتاج بشري من صنع التاريخ ووليد ظروف اجتماعية متخلفة لأن الدين لايظهر إلا في مجتمعات متخلفة توقفت عن التطور والعلمانية ترفض هذا الكهنوت – أي الدين- ثم بعد ذلك يقرر هذه الحتمية التاريخية التي لايعرفها إلا حسن حنفي ومن على شاكلته: (العلمانية في تراثنا وواقعنا هي الأساس واتهامها باللادونية تبعية لفكر غريب وتراث مغاير وحضارة أخرى)!! فأي دونية يقصد حسن حنفي؟!! أعتقد أنه يقصد أن العلمانية هي الدين لأنها أساس الوحي حسب زعمه!!

ثانياً: لفظ الجلالة (الله) وألفاظ (الرسول.. الدين الجنة.. النار..إلخ)
لم تعد عند حسن حنفي قادرة على التعبير عن مضامينها: لم تسلم شعائر الدين الإسلامي من طعنه، ولم يسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا حتى ذات الله واسمه الأعظم من افتراءات أستاذ الفلسفة حيث يقول: "إن العلوم الأساسية في تراثنا القديم مازالت تعبر عن نفسها بالألفاظ والمصطلحات التقليدية التي نشأت بها هذه العلوم والتي تقضي في الوقت نفسه على مضمونها ودلالتها والتي تمنع أيضاً إعادة فهمها وتطويرها، يسيطر على هذه اللغة القديمة الألفاظ والمصطلحات الدينية مثل: الله، الرسول، الدين، الجنة، النار، الثواب، العقاب(..) هذه اللغة لم تعد قادرة على التعبير عن مضامينها المتجددة طبقاً لمتطلبات العصر نظراً لطول مصاحبتها للمعاني التقليدية الشائعة التي تريد التخلص منها، ومهما أعطيناها معاني جديدة فإنها لن تؤدي غرضها لسيادة المعنى العرفي الشائع على المعنى الإصطلاحي الجديد، ومن ثم أصبحت لغة عاجزة عن الأداء بمهمتها في التعبير والإيصال" أقول: انظر إلى هذا الإفتراء وإلى هذه الجرأة الوقحة مع رب العزة سبحانه وتعالى، فلفظ الجلالة ما هو إلا لفظ قاصر ليس له واقع ولا يعبر عن شئ والرسول والجنة والنار ماهي إلا ألفاظ جوفاء قاصرة لا تعبر عن واقع ولا عن شئ بل يدعو حسن حنفي إلى التخلص منها أي رفض الدين جملة وتفصيلاً!! فالأمر إذن دعوة للإلحاد بالمعنى الفصيحح. ثالثاً: لفظ الجلالة (الله) يحتوي على تناقض حسب افتراءات حسن حنفي: فحاشا لله أن يحتوي اسمه الأعظم على تناقض.. يشرح حنفي أسباب قصور اللغة القديمة _أي النص القرآني_ فيقول: "إنها لغة إلهية تدور الألفاظ فيها حول "الله" ولو أنه يأخذ دلالات متعددة حسب كل علم، فهو "الشارع" في علم أصول الفقه.. وهو "الحكيم" في علم أصول الدين، وهو "الواحد" في التصوف، لفظ "الله" يستعمله الجميع دون تحديد سابق لمعنى اللفظ إن كان له معنى مستقل أو لما يقصده المتكلم من استعماله، بل إن لفظ "الله" يحتوي على تناقض داخلي في استعماله باعتباره مادة لغوية لتحديد المعاني أو التصورات، مطلقاً يراد التعبير عنه بلفظ محدود" ويزيد حسن حنفي شرحه للفظ الجلالة: "يعبر عن اقتضاء أو مطلب، ولا يعبر عن معين أي أنه صرخة وجودية، أكثر منه معنى يمكن التعبير عنه بلفظ من اللغة أو بصور في العقل، وهو رد فعل على حالة نفسية أو عن إحساس أكثر منه تعبيراً عن قصد أو إيصال لمعنى معين، فكل ما نعتقده ثم نعظمه تعويضاً عن فقد، يكون في الحس الشعبي هو الله، وكل ما نصبو إليه ولا نستطيع تحقيقه فهو أيضاً في الشعور الجماهيري هو الله، وكلما حصلنا على تجربة جمالية قلنا: الله! الله! وكلما حفت بنا المصائب دعونا الله، وحلفنا له أيضاً بالله" وماذا بعد كل هذه الإفتراءات حول لفظ الجلالة؟! يخلص حنفي إلى الآتي: "فالله لفظ نعبر به عن صرخات الألم وصيحات الفرح أي أنه تعبير أدبي أكثر منه وصفاً لواقع، وتعبير إنشائي أكثر منه وصفاً خيرياً، وما زالت الإنسانية كلها تحاول البحث عن معنى للفظ الله" انظر إلى قوله (فما زالت الإنسانية كلها).. فلماذا كلها وليس بعضها؟! فهل هذا خطاب علمي موضوعي لرجل يزعم أنه أفنى عمره في البحث والتنقيب، فكأنه يخوفنا بتعميماته – الإنسانية كلها- لكن المسلمين وحتى أصحاب الديانات الأخرى ضد هذه الأطروحة الإلحادية.. أليس المسلمون وأصحاب الديانات الأخرى من الإنسانية؟!.. بالطبع هذا هراء علمي! وهذه طريقة الخطاب الماركسي في التعتيم والحتمية لإرهاب القارئ بأن ما يكتب مسلمة تاريخية!! وفي تطاوله المستمر على لفظ الجلالة يقول حنفي: (فالله عند الجائع هو الرغيف، وعند المستعبد هو الحرية، وهند المظلوم هو العدل، وعند المحروم عاطفياً هو الحب، وعند المكبوت هو الإشباع، أي أنه في معظم الحالات صرخة المضطهدين، والله في مجتمع يخرج من الخرافة هو العلم، وفي مجتمع آخر هو التقدم، فإذا كان الله هو أعز مالينا فهو الأرض، والتحرر، والتنمية، والعدل، وإذا كان الله هو ما يقيم أودنا وأساس وجودنا ويحفظنا فهو الخبز، والرزق، والقوت، والإدارة، والحرية، وإذا كان الله ما نلجأ إليه حين الضرر، وما نستعيذ به من الشرر فهو القوة والعتاد، والإستعداد، كل إنسان وكل جماعة تسقط من احتياجاتها علي، ويمكن التعرف على تاريخ احتياجات البشر بتتبع معاني لفظ "الله" على مختلف العصور (..) ومن ثم فتوحيدنا هو لاهوت الأرض، ولا هوت الثورة، ولا هوت التنمية، ولا هوت النظام، ولا هوت التقدم، كما هو الحال في العديد من الثقافات المعاصرة في البلاد النامية التي نحن جزء منها" أقول: هكذا يفتري هذا الرجل على الله تخرصاً (ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً).. يفتري على اسم الله الأعظم.. تعالى الله عما يقول حنفي علواً كبيراً.. أهذا ما يريد اليسار الإسلامي لديننا!! أهكذا يكتب رجل عن رب العزة سبحانه وتعالى.. بكل هذه الوقاحة!! خبرونا إن لم يكن ما كتبه حسن حنفي في الفقرة السابقة إلحاداً وإنكاراً لوجود الله؟!! فماذا يكون إذن؟!! أهكذا يصل الخطاب تحت مظلة البحث العلمي بحق الله تعالى! في منتهى السخف والإستهزاء بجناب رب العزة.. فضلاً عن الإستهزاء بعقيدة أهل التوحيد.. (سبحانك هذا بهتان عظيم).. لو طلب من حسن حنفي أن يكتب بحثاً أو مقالة في فرعون من الفراعين ما اجترأ أن يتحدث بهذه الطريقة الإلحادية التي تدل على زندقة سافرة.. (الله هو الرغيف!! والحب والتنمية والأرض والحرية و الرزق والقوت!!).. والله لقد قال هذا الزنديق الذي يصر على أنه مسلم قولاً (تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا).. ورغم هذا الكفر البواح يتبجح حسن حنفي عبر وسائل الإعلام مدعياً أنه مسلم يقدم مشروعاً حضارياً لينقذ به أمة الإسلام!! رابعاً: لا تقديس للقرآن والسنة: قد تناول حنفي في طعنه أعظم ما تعتز به هذه الأمة من شعائر دينها والعاصم لها من الضلال بعد الهدى ومصدر شريعتها إذ يقول: "نشأ التراث من مركز واحد وهو القرآن والسنة ولا يعني هذان المصدران أي تقديس لهما بل هو مجرد وصف لواقع" سادساً: الحجاب كبت جنسي: لم يترك حسن حنفي أي شعيرة أو فضيلة في الإسلام إلا نقضها وطعن فيها وتطاول وافترى على المشرع الحكيم الذي فرض الحجاب وأمر به!! فيقول حنفي: "سيادة التصور الجنسي للعالم، البداية بالحجاب وعدم الإختلاط، والأمر بغض البصر، وخفض الصوت، وكلما ازداد الحجاب ازدادت الرغبة في معرفة المستور، والدعوة السياسية الإجتماعية أرحب وأوسع عن هذا التصور الجنسي للعلاقات الإجتماعية، ولماذا يصنف المواطن إلى رجل وامرأة؟ ولماذا ينظر إلى الإنسان باعتباره ذكراً أم أنثى؟ إن تأكيد النظرة الإنسانية أو الإعلان عن الثورة السياسية من شأنه إحداث ثورة في السلوك الفردي دون ماحاجة إلى التصنيف الجنسي للمواطنين، خاصة وإن كان لا يدل على فضيلة بل يدل على رغبة جنسية مكبوتة أو حرمان جنسي في حالة من التسامي والإعلاء" انظر إلى هذا الميزان المقلوب الذي يزن به حسن حنفي أسباب فشل تغيير الواقع بالقديم أي عن طريق القرآن!! فهناك تناسب طردي بين الحجاب والرذيلة!! فكلما ازداد الحجاب زادت الرذيلة!! فالحجاب في نظره رغبة جنسية مكبوتة!! والحجاب سبب تفشي الرذيلة والفوضى الجنسية في العالم!! ويتطاول حسن حنفي على النص القرآني (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين).. ويتساءل حنفي لماذا ينظر إلى الإنسان باعتباره ذكراً أم أنثى؟!! ولماذا يصنف المواطنون إلى رجل وامرأة؟!! صفوة القول في الدكتور حسن حنفي: رغم تمسحه بالإسلام ورغم مقالاته المتعددة في العديد من المجلات والدوريات التي تصدر على مستوى العالم الإسلامي وخاصة مقالاته الدورية في جريدة الزمان اللندنية التي يبطنها بالدفاع عن الإسلام في مواجهة الغرب إلا أن كل ذلك لا يؤثر في أنه زنديق من كبار الزنادقة الجدد في العصر الحديث وصاحب مشروع تخريبي لهوية الإمة الإسلامية..

حازم
10-24-2006, 08:42 PM
من هو حسن حنفي ؟

هو أحد المفكرين التنويرين المعاصرين والذين يتبعون منهج المعتزلة ويقدمون العقل على النقل وهو الداعي إلى الثورة ضد العقيدة كما هو واضح من خلال كتبه والتي منها ( من العقيدة إلى الثورة ) ، ( التراث والتجديد ) ، وغيرها من الكتب التي تدعو إلى التحرر من الدين من خلال العقل والثورة ضد كل ماهو موروث ، فهو يعتبر الدين الإسلامي ميراث ثقافي يتغير بحسب الظروف والأحوال .

فيذهب حسن حنفي إلى أنه ليس هنالك دين في ذاته بل هناك تراث يمكن تطويره وتطويعه حسب الظروف والملابسات : " الأول التراث القديم لا قيمة له في ذاته كغاية أو وسيلة, ولا يحتوي على أي عنصر من عناصر التقدم ، وأنه جزء من تاريخ التخلف أو أحد مظاهره , وأن الارتباط به نوع من التغريب ونقص في الشجاعة وتخل عن الموقف الجذري ونسيان للبناء الاجتماعي الذي هو إفراز منه, وفي حين أن الجديد علمي وعالمي يمكن زرعه في كل بيئة " أهـ - التراث والتجديد .

ويذهب حنفي إلى ان العلمانية هو اساس الوحي ، فيقول : " العلمانية إذن أساس الوحي ، فالوحي علماني في جوهره ، والدينية طارئة عليه من صنع التاريخ " أهـ - التراث والتجديد .

فالدين طارئ والعلمانية هي الأصل والأساس ، هذا ما يذهب إليه حسن حنفي التحرر من الروابط العقائدية ، يدعو إلى استخدام العقل لإفادة المجتمعات ، ووصلت به زندقته إلى أن قال : " وهل تجب النبوة لحاجات عملية أي للتنفيذ والتحقيق وأداء الرسالة مادام الإنسان غير قادر على سن القوانين وتأسيس الشرائع وإقامة الدول أو تجنيد الجماهير وتوجيه الأمم وفتح البلدان، ألا يمكن للعقل قيادة المجتمعات مثل قيادة الإمام لها، هناك أيضا العقل الاجتماعي والعقل السياسي والعقل التاريخي لوضع القوانين وسن الشرائع.. إن العقل ليس بحاجة إلى عون، وليس هناك ما يند عن العقل . هل استطاعت النبوة أن تخفف من نقائص الإنسان وهي أول من يعترف بها؟ " أهـ - من العقيدة إلى الثورة .

وهو ينكر شرع الله الملزم ويعتبر ما جاء في القرآن فكر ثقافي قائلاً : " ليس القرآن كتاب تحليل وتحريم بل كتاب فكر وليس الغرض منه تغليف العالم بقوانين وتقييد السلوك الإنساني بقواعد بل مساعدة الطبيعة على الازدهار والحياة على النماء " أهـ - من العقيدة إلى الثورة .

ويقول أيضاً : " نشأ التراث من مركز واحد وهو القرآن والسنة ولا يعني هذان المصدران أي تقديس لهما بل هو مجرد وصف لواقع " أهـ - التراث والتجديد .

ووصل به الإلحاد إلى أن قال : " وما أسهل أن يولد الدفاع عن حق الله دفاعا مضاداً عن حق الإنسان " أهـ - من العقيدة إلى الثورة .

وقد أفترى على النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً : " أن النبي محمداً كان يحمل هم الوحدة الوطنية للقبائل العربية وتكوين دولة في الجزيرة العربية، وكانت له مشاكل مع اليهود والنصارى ومع المشركين أيضا، فجاء المشركون إليه بعرض جيد -وأنا أتكلم عن الرسول كرجل سياسة وليس كنبي- وقالوا له: نعم أيها الأخ ، ما المانع أن تذكر اللات والعزى لمدة سنة واحدة وقل أنهم ليسوا آلهة.. فقال بينه وبين نفسه: إن هذا العرض يشكل بالنسبة لي كزعيم سياسي شيئا جيدا لأنه يحقق لي مصالحة مؤقتة مع العدو، وماذا يعني لو أنني ذكرت اللات والعزى لمدة سنة واحدة ثم أغير بعدئذ ؟ ثم إن الوحي يتغير طبقا للظروف " أهـ - الإسلام والحداثة .

إنه مذهب خبيث يخرب العقائد بحجة التحرر عن طريق الفلسفة والزندقة ، إنه من جيل الفلاسفة الملاحدة وعلى دربهم يسلك ، فقد قال عليه لعنة الله : " مع أن علماء أصول الدين يتحدثون عن الله ذاته وصفاته وأفعاله، فإنهم في الحقيقة يتحدثون عن الإنسان الكامل ؛ فكل ما وصفوه على أنه الله إن هو إلا إنسان مكَبَّر إلى أقصى حدوده " أهـ - التراث والتجديد

تعالى الله علواً كبيرا فهو المنزه عن النقائص سبحانه جل قدره .

يقول عليه لعنة الله : " إن لفظ ( الله ) يحتوي على تناقض داخلي في استعماله باعتباره مادة لغوية لتحديد المعاني أو التصورات، مطلقاً يراد التعبير عنه بلفظ محدود " أهـ - السابق

ويضيف : " فكل ما نعتقده ثم نعظمه تعويضاً عن فقد ، يكون في الحس الشعبي هو الله " اهـ - السابق .

ويضيف : " ومن ثم فتوحيدنا هو لاهوت الأرض، ولا هوت الثورة ، ولا هوت التنمية ، ولا هوت النظام ، ولا هوت التقدم ، كما هو الحال في العديد من الثقافات المعاصرة في البلاد النامية التي نحن جزء منها " أهـ - السابـــــــــــــــق .

وهو يقول موضحاً المنهج الإعتزالي كخيار بديل عن الدين : " أن وجداننا المعاصر يعاني من ضياع أخذ زمام المبادرة منه باسم الله مرة ، وباسم السلطان مرة أخرى ، ومن ثم فالاختيار البديل ، الاختيار الاعتزالي .. هذا الاختيار قد يكون أكثر تعبيرا عن حاجات العصر، وأكثر تلبية لمطالبه " أهـ - التراث والتجديد .


هذا هو حسن حنفي أحد الزنادقة الداعين إلى العصرنة بمفهوم عقلي قاصر والداعي لتحرير الفكر من ثوابت الدين الحنيف .

حازم
11-09-2006, 11:20 AM
تطاول خطير على الذات الإلهية


شهدت ندوة نظمتها مكتبة الإسكندرية أمس تطاولاً غير مسبوق على الذات الإلهية والسخرية من بعض آيات القرآن الكريم والسنة، على لسان الدكتور حسن حنفي أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة.

فقد فوجئ جمهور المكتبة أثناء حضوره ورشة العمل أقامتها المكتبة عن الحرية الفكرية، بسخرية الدكتور حسن حنفي من الأسماء الحسنى لله سبحانه وتعالى، بعد أن وصف أسماء المهيمن والمتكبر والجبار بأنها أسماء تدل على الديكتاتورية للذات الإلهية وأنه يجب حذف تلك الأسماء.

وزعم أن هناك تناقضًا بين آيات القرآن الكريم وخاصة التي وردت عن الرسول الكريم، مشيرًا إلى القرآن ذكر في بعض آياته أن الرسول هو مذكر للعباد وليس مسيطرًا عليهم وفي هذا تعبير عن الحرية، على حد تعبيره.

واستطرد قائلاً: إنه ليس هناك آية قرآنية واحدة تتحدث عن أن الرسول قد أمر أن يقاتل الناس حتى يشهدوا ويدخلوا الإسلام، معتبرًا ذلك أقصى درجات العنف في الإسلام.

كما انتقد الحديث الشريف الذي قال فيه الرسول " خير القرون هو قرني ثم الذي يليه "، قائلاً: ما ذنبي أنا حسن حنفي أن أعيش في قرن من أسوأ القرون ولماذا لم أعش في خير القرون.

وقد أثار كلامه هذا اعتراض جمهور الحضور الذين صاحوا مطالبين بإنزاله من فوق المنصة، إلا أن المسئولين عن المكتبة رفضوا وطلبوا منه مواصلة حديثه من منطلق حرية التعبير، على حد زعمهم.

وقد وصف جمهور الحضور ما تفوه به أستاذ الفلسفة حسن حنفي بأنه أخطر من الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها الصحف الدانماركية العام الماضي، وخاصة وأنه اعتاد ترديد مثل هذا الكلام في كل ندواته وكان آخرها في مؤتمر الفلاسفة والذي عقد في المعهد السويدي بالإسكندرية منذ عدة أشهر.

وكان الدكتور إسماعيل سراح الدين رئيس مكتبة الإسكندرية دأب خلال الأعوام الماضية على دعوة واستضافة المثقفين الماركسيين والعلمانيين فقط للتحدث في كافة ندوات ومؤتمرات المكتبة سواء المحلي منها أو الدولي. وفي المقابل، تجاهل مثقفي الإسكندرية ورجال الدين من الحضور في تلك الندوات للرد على ما يثار فيها من شبهات مثل التي يرددها الدكتور حسن حنفي.



المصريون
28/8/2006

حازم
11-09-2006, 11:21 AM
لوصفه القرآن بالسوبر ماركت.. أزهريون يهدرون دم حنفي

علمت الجزيرة نت أن إسلاميين وأساتذة وعلماء أزهريين أهدروا دم الدكتور المصري وأستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة القاهرة حسن حنفي، مطالبين بفصله من الجامعة وإقامة حد الردة عليه بسبب ما أسموه الأفكار الشيطانية التي صدرت منه تجاه النص القرآني.

وقال د. عبد الصبور شاهين إن حنفي اعتاد على مهاجمة الدين وثوابته والتطاول عليه من خارج الإطار الجامعي، خاصة بعد أن أحيل إلى التقاعد لأنه -حسب قوله- سيكون منبوذا وممجوج الرأي لو طرحه من داخل الجامعة.

وشبه شاهين د. حنفي بطه حسين ونصر أبو زيد وذلك لتجرؤه وطعنه في صحة القرآن وبأنه متناقض ومتضارب، مؤكدا أن آيات القرآن لا تحمل تناقضا ولا تضاربا وأنه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه قائلا "التناقض والتضارب موجود فقط في عقل حنفي".

كما أوضح أن التصدي لتفسير القرآن العظيم ليس من حق أي شخص لأن ذلك يتطلب -في رأيه- خبرة ودراية بأسباب النزول وطبيعة الأحداث التي كانت الدعوة الإسلامية تمر بها خلال 23 سنة، وهي الفترة التي قضاها الرسول الكريم في تبليغ رسالة ربه.

وأضاف د. شاهين أن كلام حنفي حول أسماء الله الحسنى وما قاله عن ضرورة حذف الأسماء التي تشير إلى القوة والجبروت بدعوى أنها تكرس الله - سبحانه وتعالى - كدكتاتور ، بأنه كلام "مساطيل" فأسماء الله الحسنى تنوعت بين الرحمة والعذاب وهذا من صفات الكمال.

من جهته قال عضو مجمع البحوث الإسلامية د. مصطفى الشكعة إن تفسير فهم معاني القرآن الكريم يتطلب إدراكا كاملا بدروب اللغة العربية ودراسة لتاريخ الدعوة الإسلامية وترتيب أحداثها والإلمام بالسيرة النبوية، بالإضافة إلى أن يكون المفسر كامل الإيمان بالله ولا ينحاز إلى عقله أو يعظمه متجاهلا النص القرآني.

وكان حنفي قد أثار هذا الموضوع بمحاضرة ألقاها بمكتبة الإسكندرية أثناء مشاركته بورشة عمل عن "الحرية الفكرية في مصر" وصف فيها كتاب الله العزيز بأنه أشبه بالسوبر ماركت ، مما أحدث ردود فعل كثيرة داخل أوساط مثقفين مصريين، بينما رفض هو التعليق عليها واعتبر الأمر شأنا لا يعنيه.


الجزيرة نت 22 / 9 / 2006

ploto
01-30-2007, 10:50 PM
ماذا قدم الفكر السلفى للعالم أو للمسلمين هل قدم نهضة علمية أو حياة كريمة أو نهضة علمية فقط هم يمنون المسلمين بحياة أخروية فى الجنة .....فى ظل فكر المعتزلة أنتشر العلم وشاع التفكير العلمى وظهر العلماء والفلاسفة وتقدم المسلمين ...وبعد أن تراجعوا ماذا حل بالمسلمين .....الفكر السلفى هوالمنتشر بين المسلمين الآن أنظروا ماذا حل بنا التعصب المقيت والتخلف العلمى والثقافى للأسف.....

أبو مريم
01-31-2007, 12:36 AM
يبدو أن الاستاذ بلوتو قادم إلينا من كوكب بلوتو !!
يا أخى ربنا يهديك المعتزلة لم يحكموا العالم الإسلامى أكثر من بضع سنوات فقط والتقدم العلمى الرهيب لم يكن له صلة بالمعتزلة طبعا أنت لا تريد التركيز على المعتزلة من أجل المعتزلة فهم برىء من العلمانيين والملاحدة بل وكما يتضح من كلامك أنت تريد إلصاق التخلف بالعقيدة والإيمان بالله كغيرك من الملاحدة وكما قلت لك من يدعى هذا إما قد غسلت دماغه أو لا دماغ له أصلا أو قادم من كوكب بلوتو .

سليمان الخراشي
09-13-2007, 06:27 PM
حسن حنفي.. زندقة اليسار الديني , للشيخ عمر بن محمود أبو عمر


الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين.
والصلاة والسلام على النبي وعلى آله وصحبه أجمعين..


- بعد نصر حامد أبوزيد والضجة التي رافقت قضية حكم الردة عليه والتفريق بينه وبين زوجته، الآن تدور الضجة حول حسن حنفي، وذلك بعد أن قدم فضيلة الشيخ يحيى أسماعيل حبلوش الأمين لجبهة علماء الأزهر دراسة حول مشروع حسن حنفي واعتبره مشروعا تدميريا، وقد دعا الدكتور الفاضل (حبلوش) لمعالجة هذا المشروع والوقوف ضده بكل قوة، وكالعادة وقفت الصحافة العلمانية الكافرة مطبلة مزمرة ضد الدكتور حبلوش، وبدأت جوقة الجهالة بالدفاع عن حسن حنفي وبإسباغ أوصاف التعظيم والتبجيل عليه، وقد آثرنا في هذه الصفحات أن نعرض فكر حسن حنفي كما هو ومعالجته ومواجهته كما ينبغي.

حنفي من مواليد القاهرة بمصر عام (1925) وهو أستاذ الفلسفة في جامعة القاهرة ورئيس القسم فيها وهو السكرتير العام للجمعية الفلسفية المصرية التي يرأسها وزير الأوقاف في الحكومة، كتب بالعربية: التراث والتجديد (صدرسنة1980)، ومن العقيدة إلى الثورة (صدر سنة 1988)، ومقدمة في علم الاستغراب (صدر سنة1990).

مجمل ما يريده حسن حنفي في مشروعه:

يقدم حسن حنفي نفسه مفكراً اسلامياً همه صياغة التقدم الحضاري في مجتمعاتنا من خلال التراث باعتباره عملا انسانياً لا دينياً يستند إلى المذاهب والفرق والاختيارات بينها، ولا يستدل بالنص المقدس، إذ أنه من خلال عنوان كتابه: (من العقيدة الى الثورة) يختزل كل ما يريد أن يقوله، فالعقيدة (تراث) والثورة (تجديد)، والعقيدة اهتمام بالله والرسول وهذا يجب تجاوزه، والثورة اهتمام بالإنسان وهذا الذي يجب أن ننشغل به ونركز اهتمامنا حوله.

فالنبوة عنده قد انتهت والعقل الإنساني قادر على الوصول إلى الحقائق وتحقيق الأهداف دون النظر إلى أي عامل خارجي، وأهم عامل خارجي يجب استبعاده هو الوحي.. يقول في هذا:- وهل تجب النبوة لحاجات عملية أي للتنفيذ والتحقيق وأداء الرسالة مادام الإنسان غير قادر على سن القوانين وتأسيس الشرائع وإقامة الدول أو تجنيد الجماهير وتوجيه الأمم وفتح البلدان، ألا يمكن للعقل قيادة المجتمعات مثل قيادة الإمام لها، هناك أيضا العقل الاجتماعي والعقل السياسي والعقل التاريخي لوضع القوانين وسن الشرائع.. إن العقل ليس بحاجة إلى عون، وليس هناك ما يند عن العقل.

هل استطاعت النبوة أن تخفف من نقائص الإنسان وهي أول من يعترف بها؟ (مستنكراً أن تكون النبوة قادرة على أن تملأ المجتمعات بالحركة والفاعلية) "من العقيدة إلى الثورة".

وهو يركز نقده على الأقدمين (السلف) لاحتمائهم بالوحي والرسالة والعلماء، وهذا عنده نوع من عبادة الأشخاص وتشخيص الأفكار.

ثم هو يربط هذه القضية مع تصوره لما حدث في التاريخ من اخضاع الناس لسلطان الله وسلطان الزمان، وهذا عنده قمة الإنحطاط، إذ يعتبر أن دعاء الله تعالى هو نوع تملق ونفاق وضعف لا يصح ويعادل التملق والنفاق للسلاطين.

وبالتالي مشروعه هو اسقاط هذين السلطانين إذ يمثلان العقيدة..ثم ارجاع هذا السلطان إلى الشعب أي الثورة.

يقول في هذا:

1- وأحيانا تختلط المقدمات الإيمانية التقليدية بين الحمد والثناء عليه (أي الرب سبحانه وتعالى) وبين الدعوة للسلطة والتزلف إليها.. فلا فرق بين الثناء على الله والثناء على السلطان كلاهما يصدران عن بناء نفسي واحد.. فالثناء على الله تدعيم للثناء على السلطان، والثناء على السلطان نابع من الثناء على الله. وكلاهما قضاء على الذاتية، ذاتية الأفراد وذاتية الشعوب.. (من العقيدة إلى الثورة).

2- وإذا كانت بعض المقدمات الإيمانية القديمة تبدأ فقط: (باسم الله الرحمن الرحيم)، فإننا نبدأ (باسم الأمة) فالله والأمة واجهتان لشىء واحد بنص القرآن..

ويقول:- إذن عبارات ؛ الله عالم، الله قادر، الله حي، الله سميع، الله بصير، الله متكلم، الله مريد، إنما تعكس مجتمعا جاهلاً عاجزاً ميتا لا يسمع ولا يبصر ولا يتكلم، مسلوب الإرادة، وبالتالي يكشف الفكر الديني الذي يجعل الله موضوعا في قضايا من هذا النوع عن الظروف الإجتماعية والسياسية التي يعيشها المجتمع الذي تطلق في أمثال هذه القضايا، فالله كموضوع في قضية خير مشجب لأماني البشر، وأصقل مرآة تعكس أحلامهم وأحباطاتهم (من العقيدة إلى الثورة).

قلت: وهو نص يعادل قولهم:- الدين أفيون الشعوب.

وهو في هدمه للعقيدة وانتصاره للأمة (كما يزعم) ينطلق في هذا كله من التراث ومن داخله لا بعيدا عنه (كذلك يزعم) مع رفضه أن يسمى هذا التراث دينا بل يعتبره نتاجا عقليا صرفا. ومن أمثلة هذا الاختيار من داخل التراث إليك هذا المثال:-

يقول تحت عنوان: إعادة الاختيار بين البدائل...
قضية (التراث والتجديد) هي أيضا قضية إعادة كل الاحتمالات في المسائل المطروحة، وإعادة الاختيار طبقا لحاجات العصر، فلم يعد الدفاع عن التوحيد بالطريقة القديمة مفيدا ولا مطلوبا، فكلنا موحدون منزهون، ولكن الدفاع عن التوحيد يأتي عن طريق ربطه بالأرض وهي أزمتنا المعاصرة. فالتجسيم (أي أن القول أن الله تعالى جسم سبحانه وتعالى) وهو الاختيار القديم المرفوض، قد يثير الأذهان حالياً في الربط بين الله وسيناء، بين التوحيد وفلسطين، فالفصل القديم بين الخالق والمخلوق كان دفاعا عن الخالق ضد ثقافات المخلوق القديمة، ولكن الحال قد تغير الآن، وأصبحت مأساتنا هي مكاسبنا القديمة، الفصل بين الخالق والمخلوق، ومطالبنا هو ما هاجمناه قديما، الربط بين الله والعالم، لقد ساد الاختيار الأشعري أكثر من عشرة قرون، وقد تكون هذه السيادة إحدى معوقات العصر لأنها تعطي الأولوية لله في الفعل وفي العلم وفي الحكم وفي التقييم، في حين أن وجداننا المعاصر يعاني من ضياع أخذ زمام المبادرة منه باسم الله مرة، وباسم السلطان مرة أخرى، ومن ثم فالاختيار البديل، الاختيار الاعتزالي.. هذا الاختيار قد يكون أكثر تعبيرا عن حاجات العصر، وأكثر تلبية لمطالبه، ما رفضناه قديما قد نقبله حديثا، وما قبلناه قديما قد نقبله حديثا، فكل الاحتمالات أمامنا متساوية. (التراث والتجديد).

وهو لا يعد هذا تراثا اسلاميا ولكنه يعده تراثا إنسانيا، فبالتالي نحن لسنا مسلمين، ولكننا إنسان كوني، يقول:- لذلك يكون من السخف البحث عن هوية فرعونية أو قبطية أو عربية أو إسلامية. (المرجع السابق).

هذا هو عماد مشروع حسن حنفي، وهو يعده يسارياً لأنه ينطلق من منطلق الرافض لسلطان السماء وسلطان الأرض، فهو رجل ثائر وكذلك اليسار معارض ثائر.

ومما يلاحظ أن قيام الثورة الإيرانية الشيعية قدم دعما عقديا للفكر اليساري/ الديني، وكذلك عمق كثير من المفكرين القادمين من الماركسية إلى الإسلام!! تنظيرات اليسار الديني من أمثال عادل حسين المصري/ حليف الإخوان المسلمين هذه الأيام في حزب العمل، ومنير شفيق الفلسطيني في الكثير من طروحاته وأفكاره التي بدت لأول وهلة سلفية الاتجاه، وسنرى فيما يأتي تأثر الثوريين في داخل صفوف الحركات الجهاديه بهذه الطروحات في خطابتهم.

وللذكر فإن حنفي لم يبدأ أفكاره بهذا الطرح إنما بدأها على قاعدة (أن نقد التراث الديني هو الشرط الضروري لنقد المجتمع وإن نقد الدين هو المقدمة الضرورية لتحريك الواقع وثورته).

هذا هو حسن حنفي خاليا من كل الحواشي التي ملأ بها كتبه، وتبجح فيها بكثرة معرفته بأسماء الكتب وأسماء المؤلفين ونقل الصفحات الكاملة منها، وادعائه معرفة الفرق والذاهب وأقوالهم في الربوبية والنبوة والشريعة، وهي معرفة وإن عدها صعالكة المثقفين وغمار الكتاب شيئا عجيبا أدت بهم إلى الإنبهار والدهشة لكنها في الحقيقة ليست من ذلك في شىء فصغار طلبة المدارس الدينية في آخر دولة بني عثمان يعرفون أكثر منها، ويحفظون أضعافها.

ولكن هل يعتبر حسن حنفي النص الديني (القرآن الكريم) إلهياً؟ وهل يعتبر النموذج النبوي صورة واقعية لهذا النص؟

حسن حنفي يعتبر أن القرآن نص إنساني (من خلال فذلكة معينة يطول شرحها كما هو قول عامة هذه الزمرة الخبيثة أمثال أركون ونصر حامد أبو زيد وغيرهم) يقول متسائلا مقررا:- ففي موضوع النبوة ما العيب في القول بأن نظم القرآن ليس بمعجز في ثقافة تقوم على الإبداع الشعري واللغوي؟؟ ليس القرآن كتاب تحليل وتحريم بل كتاب فكر وليس الغرض منه تغليف العالم بقوانين وتقييد السلوك الإنساني بقواعد بل مساعدة الطبيعة على الازدهار والحياة على النماء.. وما أسهل أن يولد الدفاع عن حق الله دفاعا مضاداً عن حق الإنسان (من العقيدة إلى الثورة)، بل ويتصور أن النبي صلى الله عليه وسلم على صورة من السياسي الذي لا يقيم شأناً للمبادىء والقيم على حساب المصالح والنتائج، ولذلك عندما سئل عن حادثة الغرانيق (وهي قصة مكذوبة مفادها أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد لأصنام قريش حتى يقربهم للإسلام) أقر هذه القضية وأيد ما قاله الزنديق سلمان رشدي في آياته الشيطانية، وصرح بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد قبل هذا العرض، وهذا ما دفع الشيوعي الأوقح عبارة (صادق جلال العظم) في كتابه (ذهنية التحريم) أن يثني على موقف حسن حنفي هذا واعتبره قمة العلم والموضوعية. (ألا لعنة الله على الظالممين).

يقول حنفي: وما ورد بخصوص (الآيات الشيطانية) صحيح. ومن بين أسباب النزول هو أن النبي محمداً كان يحمل هم الوحدة الوطنية للقبائل العربية وتكوين دولة في الجزيرة العربية، وكانت له مشاكل مع اليهود والنصارى (مع اليهود بصورة خاصة) ومع المشركين أيضا، فجاء المشركون إليه بعرض جيد -وأنا أتكلم عن الرسول كرجل سياسة وليس كنبي- وقالوا له: نعم أيها الأخ، ما المانع أن تذكر اللات والعزى لمدة سنة واحدة وقل أنهم ليسوا آلهة.. فقال بينه وبين نفسه: إن هذا العرض يشكل بالنسبة لي كزعيم سياسي شيئا جيدا لأنه يحقق لي مصالحة مؤقتة مع العدو، وماذا يعني لو أنني ذكرت اللات والعزى لمدة سنة واحدة ثم أغير بعدئذ؟ ثم إن الوحي يتغير طبقا للظروف. (الإسلام والحداثة/ندوة مواقف ص234).

فعماد أسس حنفي في مشروعه كما شأن بقية جوقة (القول على الله بغير علم) : هو الابتعاد عن مفهوم الدين والخضوع لديان وإله غيبي، له نعمل وبأمره نمتثل، ومن أجل رضاه نسعى ونحفد، ومن أجل جنته نموت ونحيا، إن بنينا الدنيا فمن أجل الآخرة، وإن خربت دنيانا فلأن مصلحة الدين أولى وأرفع، كل هذه المفاهيم والقواعد والتصورات التي امتلأ بها القرآن الكريم وحفلت بها السنة النبوية، كل هذا لا وزن له عند حسن حنفي وزنادقة هذا العصر، بل الأمر كل الأمر -إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر- ولذلك هو ينكر انتهاء الحياة الدنيا ووجود يوم آخر لها. (انظرج4 من العقيدة الى الثورة حيث جعل الحياة الدنيا خالدة لا نهاية لها).

اما ما يخص الشريعة وتبديلها وتعديلها لموافقة روح العصر (كما يزعم) فهو موقف ينطلق من منطلق التصورات والعقائد السابق، فأنه يرى أن الشريعة يجب أن تتبدل كلما دعت الحاجة إلى ذلك.

هذا هو حسن حنفي، وهذه أفكاره وتقريراته وعقائده، وما تعظيمه وتبجيله إلا عمل جرى عليه العلمانيون مع كل رجل يريد سلب إيمان الأمة والتصاقها بدينها، وقد صار واضحا لكل ذي عينين مبصرتين أن تطبيل أزلام الفكر العلماني ما هو إلا من قبيل النفخ في رموز استمرأت الهجوم على مقدساتنا وديننا.

ومما يجدر التنبيه عليه أن الدراسات التي تقوم على تفسير ديننا وتراثنا على هذا النمط هى طريقة مستقاة من طريقة الشيوعين الأوائل في روسيا حيث دعا إمامهم الأكبرلينين الى التعامل مع التراث بالقضم والتأويل والإنتقاء لما يريد وهذا خلال مناقشات لينين مع الوطنيين الروس، حتى يكون الثوري تراثيا مع تقدميته ويكون هو -الحافظ للتراث والأكثر أمانة له- حسب تعبير لينين نفسه ، وهي كما نرى- أنجح طريقة لنبذ الدين والقضاء عليه، فإنه ليس هناك طريقة أعظم من القضاء على الدين بسيف الدين نفسه، كما يقول جمال الدين الأفغاني كما ينسب له مكسيم رودنسون.

منطلقات وأثار هذا الكفر والزندقة:

في الحقيقة ليس هناك خوف كبير من هؤلاء على مجتمعاتنا وشعوبنا لأسباب متعددة أهمها أنهم أبعد ما يكونون عن فطرة شعوبنا المسلمة، ولذلك فخطابهم في داخل المجتمعات المسلمة خطاب مرفوض مستنكر، وهم يزمزمون بكلماتهم هذه في كتب يتداولها الخاصة وطلبة الجامعات، وفي أنديتهم، وأفكارهم هذه هي عمل متأخر لما يقوم به حكام بلادنا، إذ أن حقيقة أفكارهم اسباغ لما تقوم به الدولة من تشريعات ومناهج ونظم، وما تعانيه الأمة من التطبيقات العملية لهذه الأفكار أشد وأعظم من هذه الأفكار، وما دور حنفي وأمثاله إلا دور السحرة مع فرعون، حيث يزينون له أفعاله، ويجابهون الخصوم بسيف القلم، كما تجابه السلطه هؤلاء الخصوم بسوط الأمن والمخابرات، وبقيد السجون والمعتقالات، ولذلك ادعاء حسن حنفي أنه مع الإنسان ضد الله كذب وزور، بل هو في الحقيقة مع السلطة ضد الرب جل في علاه أولا وضد الأمة المسلمة ثانيا.

ولكن يكمن خطرهم الأكبر في تلقي قادة العمل الإسلامي لمبادىء هذه الطروحات الكافرة أو دعوتهم إلى الأخذ بالأصول النظرية لهذه الزندقة.

إن أول مبدأ يرتكز عليه هؤلاء الزنادقة هو تعدد الحق ونسبيته، فعندهم كل مجتهد مصيب، وهذا المبدأ يؤمن به الكثير من المعممين وأصحاب الكلمة في داخل الجماعات الإسلامية، فهم يعتبرون أن كل قول قاله أحد في تاريخنا الإسلامي هو فقه وقول اسلامي، سواء كان هذا القول في مسائل التصور والتصديق أم في مسائل الفقه والعمل، فالمعتزلة والخوارج والمشبهة والشيعة بكل أقسامهم هم نتاج اسلامي صحيح لأصل واحد تعددت فروعه على شكل متفق الأصول ولا اختلاف فيه، هذا في مسائل التصور، أما الإختلافات الفقهية فإن كل قول قاله عالم هو قول صحيح واسلامي ويجوز للمسلم أن يتعبد به، وهذا الإعتقاد عند هؤلاء القادة أفرز هذه الفتاوى الغريبة والمتضاربة وجعل هؤلاء الزنادقة يرتكزون عليه في بنائهم لهذه المقولات.

فعندما يسأل شيخ ما عن حكم الربا في ديار الكفر فيفتي بجوازه، وعندما يسأل عن الغناء فيفتي بجوازه، وعندما يفتي يجواز مشاركة الكفار في أعيادهم وبجواز دخول البرلمانات في دول الكفر بحجة أن هذه الأقوال قال بها بعض العلماء وهي فقه إسلامي، وحيث قالها بعض العلماء فيجوز لنا أن نأخذها ونتخير بينها، ولا نجد في ذلك حرجا، حين ترى تعرف حينئذ مرتكزات حسن حنفي في نظرية الإختيار بين البدائل، ولذلك إن ما وصل إليه حنفي مرتكز على هذا الأصل وهذا الإنحراف.

ولكن لنعلم أن هذه إحدى ركائز الزندقة التي حذر منها علماؤنا حين قالوا: من أخذ بزلة كل عالم تجمع فيه الشر كله، وكقولهم: من تتبع الرخص فقد تزندق. وهي ركائز حسن حنفي في تسمية ما يقوم به من زندقة أنها بناء من داخل التراث.

ثم هذا الإقرار لهذه الطوائف بأنهم أصحاب الإسلام الصحيح الذي نسمعه من هؤلاء المعممين والمفكرين من قادة الجماعات الإسلامية كالشييعة والخوارج والصوفية وأخيرا النصيريين، ماذا سيكون الفرق النظري بينهم وبين ما يقوله حسن حنفي من اعتبار تبني أي قول لهؤلاء لا يهدم التراث بل يختار منه؟!!

إنها في الحقيقة نفس المشكاة من الوجهة النظرية. . هذه واحدة ..

أما الثانية: فهو التعامل مع الأغيار من أجل المصلحة الدنيوية دون النظر الأخروي والرضا الإلهي. وبعبارة أوضح: الإسلام النافع لا الإسلام الصحيح.

حسن حنفي ومن لف لفه يريد أن يستخدم الموروث من أجل إصلاح الواقع والنهضة به كما يزعم، وهو يعتبر أن هذا الموروث هو الأصلح لهذه الإنطلاقة. وعلى ضوء هذا فهو لا يمنع من مشاركة الآخرين في تحقيق هذا المقصد. يقول: إن الذي يريد أن يحرر فلسطين باسم الله فليتفضل، والذي يريد أن يحرر فلسطين باسم الليبرالية أو الحرية أو باسم البروليتاريا العالمية أو باسم القومية العربية فليتفضل، أما أنا فيهمني تحرير فلسطين ولا أدخل في الأطر النظرية (ندوة مواقف).

هذا الذي يقوله حسن حنفي هو عين ممارسة الكثير من الحركات الإسلامية على مستوى التطبيق العملي حينا وعلى مستوى الخطاب حينا آخر.

فما هذه التحالفات بين الحركات الإسلامية وبين ما يسمى بالوطنيين (وهوأكبر وأعظم ما وقعت فيه الحركات الإسلامية من موبقات وجرائم وللاسف قلما خلت من حركة إسلامية أو رمز إسلامي) إلا تطبيقا عملياً لما ينظر له حنفي وأمثاله.

الإخوان المسلمون في مصر، والرفاه في تركيا، والإخوان المسلمون في الأردن ومشروع الكتلة الواحدة في الإنتخابات البرلمانية، وحزب الإصلاح اليمني (إخوان وخلائط) والنهضة التونسية مع شخصيات المعارضة المهترئة، كل هذه التحالفات منطلقها تحقيق مصالح العباد دون النظر إلى قيمة الدين ومصلحته، وهو خلاف ما ورد في الشريعة أن مصلحة الدين مقدمة على كل مصالح الوجود من مال وعرض وعقل ونفس. فإن الأموال تنفق في سبيل هذا الدين، والنفوس تبذل في سبيل هذا الدين، كل هذا لا قيمة له عندهم ويرونه من التخلف الفكري والجمود السياسي والسلفية الجامدة فيا ضيعة هذا الدين على أيدي هؤلاء الورثة.

ولذلك نجدهم أبعد الناس عن مفهوم الولاء والبراء على أساس ما هو للغيب والآخرة وأبعد الناس عن قوله صلى الله عليه وسلم: (أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله)، بل إن الكثير منهم يقول عين ما يقوله حسن حنفي في هذا الباب: دعونا من الخصومات حول الله وصفاته والآخرة وأهميتها ولنرجع إلى همومنا السياسية والإقتصادية والاجتماعية.

هذا على مستوى التطبيق في العمل.

أما تأثر الإسلامين بهذه العقيدة على مستوى الخطاب، فهو أمر قلما خلا منه تيار إسلامي سواء كان دعوياً أو سياسياً أو جهادياً (إلا من رحم ربي).

واختصار وصف هذه الظاهرة المبتدعة نقول:

النهضة بالأمة عندنا هي بتحقيق العبودية لله وذلك بالإيمان بالله تعالى وتصفية النفس من علائق الشهوات للوصول إلى الإخلاص الكلي للدار الآخرة ( الآخرة بمفهوم شرعي صحيح بعيد عن التأثر الصوفي الفاسد)، ومهمة الدعاة إلى الله بيان الأعمال الشرعية التي تحقق هذا الهدف، فما من عمل يطلبه الداعي من الأمة إلا وهو محتف بغلاف تحقيق الرضا الإلهي وبلوغ الجنة، وقد جعل الله الدنيا تبعا لهذا الأمر، وقد تفوت الدنيا، وفواتها لا يؤثر على إقبال المرء على العمل في شىء. وكلما ازداد المرء والشعب قربا من الله وأخلصوا أعمالهم لله وامتلأت قلوبهم بحب الدار الآخرة كلما حقق الداعي إلى الله وصاحب الكلمة هدفه. فليس المقصود ذات العمل فقط ولكن لب العمل وجوهره هو تحقق العبودية في قلب الإنسان.

على ضوء هذا فكل خطاب ينتسب إلى الإسلام ولا يملأ الأمة بهذا فهو خطاب ليس من الإسلام في شىء وإن إدعى صاحبه إسلاميته.

حين نطلب من الأمة أن ترتقي في درجات الوعي والعلم فهو من أجل هذا. وحين نطلب من الأمة أن تجاهد فهو من أجل هذا، وحين نطلب منها أن تثور على طواغيتها فهو من خلال هذا الإطار وهذا البعد.

فالداعي إلى الله لم يسق الناس إلى أهداف الإسلام وإلى تحقيق سلطان الله في الأرض من خلال شهوات زائلة، ومن أجل رغيف خبز، ولا من أجل أرض مغصوبة، لكننا نسوق الناس إلى أعمال البر والتقوى من أجل تحقيق رضا الله والدار الآخرة.

إن هناك فرقا كبيرا بين أن تدعو الناس بآية من كتاب الله تعالى فتملأ جوانحهم بالرغبة فيما عند الله تعالى وبين أن تقول لهم: إنك عاري وإنك جوعان فثر لبطنك وبدنك. وهذا الذي نقوله لا يعني أبدا أن لا نستخدم نتائج الجاهلية فيما يرى الناس ويعيشونه من أجل تبغيض الناس بها ومن أجل تنفير الناس عنها، ولكن هناك فرق بين أن يكون هذا تبعا أو أن يكون هذا الخطاب هو الأصل وفقط.

ونقطة أخرى في الفرق بين خطاب القرآن والسنة وخطاب السياسين المعاصرين، أو بمعنى آخر: الفارق بين الخطاب السلفي الصارم والخطاب السياسي المتميع، هو كشف خطاب كل واحد منهما لهم الداعي الداخلي، فالرجل الذي لا يثور ولا يتحرك عندما يرى الشرك في العبادات من عبادة قبور والتجاء إلى الأضرحة، ثم تثيره عندما يرى أعظم جرائم الوجود عنده هو اغتصاب السلطة عن طريق الغلبة والقوة، لهو دليل على أن سلم الأولويات لديه مختل جاهل بحساب الشرع والدين، ولذلك هو عدو لمعاوية رضي الله عنه، صديق وولي للصوفية والمشعوذين والقبوريين، ثم يلتقي مع الإسلاميين الذين هم ضد السلطة حتى ولو كانوا من أفسد الناس نظرا لقضايا التوحيد والعبادة، أما الخطاب السلفي فإنه يكشف هم الرضى الإلهي والنظر الأخروي، وعلى ذلك تستطيع أن ترى الفارق بين الأمرين جلياً في الكثير من الأمور والقضايا والأحكام ونوع الخطاب.

إن هذا الخطاب له مقدمات في نفوس هؤلاء الدارسين والخطباء في الصف الإسلامي -لعلنا نأتي على بعضها يوما ما- لكن أهمها هو حالة الإعجاب والإنبهار بما وصل إليه الآخرون من بناء للدول والتنظيمات والإطلاع على كتبهم من أجل المعرفة والتعلم والتلقي، وأمر آخر هو أن هؤلاء هم من أجهل الناس بحقيقة هذا الدين، والعظيم فيهم من أخذ منه شيئاً يسيرا في صباه، ثم رأى في نفسه صلاحية الحديث عن روح الدين وقواعده العامة.

إن من أمانة هذا الدين وحقه علينا وفي أعناقنا هو أن نكشف نهايات وفروع هذه الأفكار المنحرفة في داخل صفوفنا، وهو أمر شاق وعسير لأنه متقنع بلباس الإسلام وراية السلفية ودعوى الثورية والجهاد.

وأخيرا إن الخطورة من أمثال هؤلاء الزنادقة من أمثال حسن حنفي هي كخطورة الفلاسفة في تاريخنا على الفقهاء والمتكلمون فلئن عجز الفلاسفة أن يقودوا الأمة وتياراتها فإنهم لم يعدموا الشر بأن يتنشق المتكلمون والفقهاء والمفكرون زمرمة هذه الفلسفة ويعيدوا صياغة الشريعة والدين على أساسها.

والله الحافظ لدينه وقرآنه.