المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة في تصحيح التاريخ والحاضر لمنع الافتراء والتضليل في المسلمين والأوروبيين



طالب عوض الله
11-02-2006, 02:02 PM
عاجل

بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة الأفاضل.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله أن منَّ علينا بالتعارف في طاعته وأكرمنا بودَّكم ومحبتكم في هذه الدنيا الفانية. وبعد،


ستجدون منشوراً هنا نص رسالة موجَّهة للفاتيكان رداً على التزوير والافتراء في مقالته، كما ستجدون التوقيع عليها من حملة الدكتوراه فقط. من الضروري لإنجاح تعميم فكر الرسالة أن تشترك عدة مواقع بنشرها . طبعاً أرجو ذلك بما تسمح به إمكانياتكم وليس أكثر. حجة النشر تعميم فائدة فكر الرسالة وإتاحة الفرصة لحملة الدكتوراه للتوقيع عليها إن تيسر ذلك.

أرجو الإفادة ولكم الدعاء الدائم أن يعافيكم الله في الدنيا والآخرة.

أخوكم يوسف بعدراني - بيروت
رئيس أمناء مركز الفكر المستنير

"ula" <ula@cyberia.net.lb

الرسالة الموجهه للبابا منشورة بموقع:
http://www.nexuss.info/arabic

رابط الرسالة:
http://www.nexuss.info/arabic/vaticanletter/Letter_to_Vatican.doc

طالب عوض الله
11-02-2006, 02:04 PM
رسالة في تصحيح التاريخ والحاضر
لمنع الافتراء والتضليل في المسلمين والأوروبيين
صفحة 1




حضرة الكاهن الأعظم للطائفة الكاثوليكية بنيديكت
تحية. وبعد،
أثار الاقتطاف الذي اقتطعته من حديث تاريخي للإمبراطور مانويل باليولوغوس الثاني، إمبراطور الدولة البيزنطية الأرثوذكسية في القرن الرابع عشر والتي أصبحت عاصمتها القسطنطينية هي مدينة اسطنبول التركية الحالية، عاصفة من الرد الصاخب عليك. ثم، بعد ذلك حاولت أن تنسحب من الموقف الذي أثاره تصريحك. ولسنا نحن هنا لبيان فساد قولك أو الهجوم عليك لما قلته ولا لبيان براءة الإسلام مما نقلت من التهمة التي اتهمه بها باليولوغوس الثاني أنه قالها. نحن هنا لتصحيح فهمنا وفهم الذين يسمعون لما قلته أنت بدايةً، ولاستحضار الشاهد على الواقع التاريخي في تعميم المسيحية وانتشارها تالياً.
خلال خطابك في جامعة ريغينزبورغ، تطرقت إلى الاختلافات التاريخية والفلسفية بين الإسلام والمسيحية كدينين، وإلى العلاقة بين العنف والدين. واستشهدت، مشدِّدا على الاقتباس وليس الحديث المباشر، بكلامٍ لإمبراطور وقلت إنها كانت كالتالي: "أرني ما الجديد الذي جاء به محمد وعندها لن تجد إلا ما هو شرير ولا إنساني، مثل أمره نشر الدين الذي نادى به بالسيف". وقلتَ "استشهد" مرتين، حيث أكدت أن الكلمات ليست لك، مضيفا أن العنف "لا يتماشى مع طبيعة الله وطبيعة الروح". وأضفت في الجزء الختامي لحديثك "القصد هنا ليس هو إعادة التخندق أو النقد السلبي، بل توسيع مفهوم العقل وتطبيقاته". وتابعت قائلا "عندها فقط نصبح قادرين على ذاك الحوار الحقيقي للثقافات والأديان الذي بتنا في حاجة ماسة له اليوم". ( نص البي بي سي)
نقاط خطابك كانت حول: 1ـ الاختلافات التاريخية والفلسفية بين الإسلام والمسيحية. 2 ـ العلاقة بين العنف والدين. 3 ـ استشهادك بكلمات الإمبراطور وتوسيع مفهوم العقل وتطبيقاته. 4ـ قولك: العنف ’’لا يتماشى مع طبيعة الله وطبيعة الروح‘‘
النقطة الأولى: الاختلافات التاريخية والفلسفية بين الإسلام والمسيحية. حديث طويل وهو بحث في عمق ألوهية الإسلام ووثنية المسيحية كما قررها فلاسفة الغرب من مسيحيين وعلمانيين لن نخوض فيه لأنه ليس قصيد رسالتنا.
النقطة الثانية: العلاقة بين العنف والدين. البحث في مواضيع من مثل هذا الموضوع يمكن أن يجري في المسيحية والبوذية وغيرها لكن لا يمكن أن يجري في الإسلام. لأن الإسلام لا يكون موجوداً حياً في الوجود إلا إذا كان هناك سلطة تقوم بتنفيذ أحكامه، اليوم لا يوجد دولة إسلامية تباشر تنفيذ أحكام الإسلام على الأمة الإسلامية كافة، فالإسلام لا يمارَس كأساس لحياة الأمة الإسلامية ولا حتى في ناحية من نواحي الحياة. الدول التي تدَّعي أنها دول إسلامية تنافق على المسلمين حتى تُبقيهم في الحظيرة الشيطانية كما هو حال الأمة في إيران مثلاً ـ أو السودان أو غيرها ممن يدعي إسلاماً ـ وهي دولة تابعة لأمريكا تدعي تطبيق الإسلام أولاً لسحق الذين يريدون إخراج إيران من النفوذ الأمريكي مخلصين كانوا أو عملاء للإنكليز (المستعمر الغائب الحاضر لبلاد المسلمين). وثانياً لتكون المثال السيئ للدولة الإسلامية فلا يرغب حتى المسلمون بنظام كهذا في بلادهم. وثالثاً حتى يكون بسبب تفاهته ونفاقه وتخلفه الكيان الحي الذي يكون العداء له مبرراً لعداء الإسلام. ورابعاً لتكون هكذا أنظمة تدعي إسلاماً بمجرد وجودها بهذا التزلف والنفاق في كل أمر تمنع فهم الإسلام كنظام حكم كامل متكامل بذاته.
تماماً كالبحث في العلاقة بين الاقتصاد والدين في غياب الدولة الإسلامية، أو البحث في العلاقة بين الأسرة والدين في غياب حكمٍ يقيم حكم الإسلام الذي يصوغ كيان نشوء العائلة. جميع هذه المواضيع إن جرى بحثها في غياب سلطة الحكم التي تحكم بالإسلام تُنتِج تجنياً على الإسلام لأن سلطة الحكم هي المسئولة عن إنتاج واقع الاقتصاد والعائلة وما تسمونه أو تقصدونه بالعنف. فالفهم يجب أن يكون، إن جرى، من فهم نظام الحكم لا من فهم الواقع الحالي في غياب وجود سلطة الحكم التي تطبق الإسلام. فالواقع الذي ينشأ عن تنفيذ أحكام الإسلام هو الذي يلزم أن يجري فيه البحث وليس واقع غياب الإسلام عن الحياة هو الذي يكون مصدر الفهم للحكم على موضوع في الإسلام. طبعاً هذا التفريق لا يلزم في فهم مواضيع المسيحية لأنه لا يوجَد في المسيحية أحكام توجِد واقعاً وما عرفته البشرية من واقع ويلات تسلط الحكم " المسيحي" على الناس حيثما وُجِدت بخاصة في الأوروبيين لم يكن من فعل المسيحية لأن أفكار المسيحية غير فاعلة لا في الإنسان ولا في المجتمع وليس فيها إمكانية إيجاد واقع حتى على صعيد السلوك الفردي فكيف بالاجتماعي أو السياسي. ولهذا يقول أحد أسلافك في التاريخ الحديث جداً أواسط القرن الماضي "إن الأوروبي كالصوان في الماء لم تدخل المسيحية إلى قلبه". لكنك لا تقصد هذا المستوى من البحث بل تقصد مستوى ما أطلقت عليه أمريكا وأصبح يُعرَف بأعمال الإرهاب.
أحكام الإسلام منها ما يتعلق بالفرد ومنها العام الذي يتعلق بالجماعة أي بالأمة، لكنها جميعها يشرف على تنفيذها جهاز الحكم ولا يوجَد علاقة أو معالجة إسلامية إلا وتشرف على تنفيذها الدولة بكافة هيئاتها، حتى الأعمال الفردية إن كانت فرضاً على الفرد ولم يقم بها على الدولة أن تأطره أطراً على القيام بها وإن قصَّر بحسن أدائها فعلى الدولة أن تلزمه بحسن الأداء. أعمال العنف إن كانت من قبيل تنفيذ أحكام الشرع فهي من صلاحية الدولة وليس من صلاحية الأفراد عندها لا تُسمى عنفاً. أما إذا كانت من التعديات على الأنفس والحقوق الشرعية فإن مسئولية منعها تكون من مسئولية سلطة الحكم بالإسلام ولا يجوز أن يقوم الفرد بأعمال الدولة في ممارسة تطبيق الأحكام على الناس.
نحن، نفهم ونصدق أنك لم تقصد هذا العنف لأن واقعه النظري والعملي غير موجود، يبقى أن يكون البحث في العنف السائد اليوم في عصر غياب الإسلام بل منع تطبيقه على المسلمين. وبحث هذا سهل جداً لمعرفة حقيقته من خلال دراسة فكر الحركة المسلحة وطريقتها. وقد أجرينا بدورنا هذه الدراسة على كل حركة مسلَّحة تدّعي أنها ’إسلامية‘ لم نجد في فكر أيٍّ منها فكراً إسلامياً. وبحثنا في ممارسات هذه الحركات لم نجد طريقةَ أيٍّ منها تقارب طريقة الإسلام في غياب تطبيقه أو في وجود دولة تطبقه. دراسة هذه الحركات التي قامت منذ اضمحلال الدولة الإسلامية وزوالها في عام 1924 وحتى اليوم تثبت أن كل الحركات المسلحة التي قامت بحجة إعادة الدولة الإسلامية جميعها كانت حركات عميلة لدول الغرب أولاً وعلى رأسها بريطانيا وعندما بدأت أمريكا تغزو العالم اتبعت سلوك الإنكليز في هذا المجال كأسلوب من أساليب منع عودة إقامة حكم الإسلام ثانية إلى الأرض. تعاظم النفوذ الأمريكي بدوره استحوذ على معظم هذه الحركات المسلحة كما كانت تُعرَف والإرهابية كما تُعرَف اليوم بعد 11/9 أمريكية في وجودها وإدارتها وخطتها وفي غايتها وأهدافها وممارساتها وجغرافية عملها. هدف أمريكا الأول أن تكون هذه الحركات سبيلاً لاقتلاع نفوذ الإنكليز بالمقاومة العسكرية. الثاني أن تكون هذه الحركات كما خطط لها الإنكليز من البداية المثال السيئ لطريقة الدعوة للإسلام. الثالث أن تكون هذه الحركات هي الحائط السد الذي يمنع عقول المسلمين أن تجتمع لتعمل كما أمرها الله بطريقة الإسلام لإقامة دولته التي تطبق أحكام الإسلام في الحياة. الرابع أن تكون هذه الحركات هي مرآة الإسلام التي تعافها النفس البشرية حدَّ الكراهية لما تمثل من انحطاط فكري وهمجية خلقية ووثنية تشبه وثنية الكِلت قبل أن يقضي عليها أعظم وثنيي العالَم الروماني يوليوس قيصر. لا يوجَد حركة مسلَّحةٌ في هذا العالم حتى الحركات التي نجحت وأوجدت دولة مثل دولة الجزائر أو سلَّمت دولة مثل دولة فلسطين أو تحاول تقسيم بلدٍ مثل العراق والسودان وإندونيسيا أو غيره، إلا وهي إما جزء من خطة أمريكية أو إنكليزية أو روسية حيث بدأت روسيا تحاول أن تتزين بقبعة الدول الكبرى بعد أن حاول يلتسين صنعَ تابوتٍ على مقاسها تعيش فيه بقية روحها. نتيجة الدراسة لا تستثني أحداً لكننا لا نعدِّدها هنا بأسمائها ولا بانتمائها الخياني لأن المقام ليس البحث في هذا بل إخراج أعمال هذه الحركات من مبدأ الإسلام هو موضوع البحث.
حركات الإرهاب في بلاد المسلمين اليوم كما كانت في السابق قبل 11/9 حركات ضِد الإسلام كمبدأ للحياة أولاً لأنها تناقضه بالفكر المجتَزأ الذي تقوم عليه وبالفكر الكلي لرؤيتها وبالفكر الفرعي لأهدافها. وتخالفه وتناقضه في طريقة الدعوة له وفي أحكام تحديد أولويات الإسلام وغايات أعمال الإسلام، وتناقضه في غايات أحكامه بل تمنع تحقيق غاياته حتى بالقتل وكل تزوير فكري. أحداث 11/9 أضافت بُعداً جديداً للحركات المسلَّحة ’الإسلامية‘ أنها أصبحت دعامة السياسة الخارجية لأعتى وأقوى دولة في الإجرام البشري في تاريخ البشرية بعد دولة قسطنطين الرومانية. أمريكا، بعد إفلاسها الفكري، أضاعت كنزَ الحياة للأمم وهو: التزام فكرها الحضاري الذي يحدِّد قِيَمَها. أمريكا بدون فكر إنساني لم تجد دوراً لها إلا تبرير قتل المسلمين في كل مكان بحجة محاربة الحركات الإرهابية ’الإسلامية‘ واحتلال بلادهم خوفاً من عودة الحركات الإسلامية، ونهب ثرواتهم بحجة تجفيف موارد الإرهاب، وتقطيع أوصال بلاد المسلمين بحجة فرض حرية البغاء الفكري والجسدي.


يتبع ان شاء الله

طالب عوض الله
11-02-2006, 02:16 PM
رسالة في تصحيح التاريخ والحاضر
لمنع الافتراء والتضليل في المسلمين والأوروبيين
صفحة 2




حضرة الكاهن
هل تعترض على هذا العنف الذي يمنع الحياة عن فكر الإسلام ويختنق به المسلمون قبل أن يشعر به أي فردٍ غربي؟ أي عنف تريد محاربته، هل في قلبك نيةٌ أم في عقلك قناعةٌ لمحاربته؟ هل يمكن للمسلمين أمثالي محاربته؟ هل يمكنني، إذا سلمت معك أن هناك إرهاباً مستقلا عن شبكة مخابرات إحدى الدول الأربع لأننا نسينا إشراك ذكر إسرائيل في إيجاد حركات ’المقاومة‘ لتحرير فلسطين ’الإسلامية‘ منها و’الجهادية‘ و’الإلهية‘ مباشرة وغير مباشرة، وقد كشفت عن حقيقة دسيستك لديني أن نتعاون لوقفه؟ هل تعلم حقيقة هذه الحركات أم تكذب على العالم كله كما يكذب عليه "ديك" كل صباح عندما تتهم الإسلام بإنجاب هذا الضلال والكفر والإفساد الذي يفرضه هذا العنف؟ عفواً، نعلم أنك لا تكذب مثل "كاوبوي أمريكا" لكن ماذا أنت، هل أنت جاهل بحقيقة طبيعة هذا العنف ’الإسلامي‘ وأنه جزء من الخطة الدولية لترسيخ كراهية الإسلام في نفس كل إنسان فلا يستمع أبداً إلى حجته في أي أمر؟ وجاهل أنه دعامة السياسة الأمريكية الجديدة لبناء إمبراطوريتها باحتلال بلاد المسلمين؟ وجاهل أنه الحالة الضرورية لتحديث قوانين كبت العقل الأوروبي بعد أن مَنَع تشيني أيّ دور للعقل في أمريكا؟ إنني أخاف أن أقول إنني أصدق أنك جاهل بهذا لأن كل قوانين الأرض ستتهمني بإهانة وقدح مقامكم الذي تفرض الأعراف والقِيَم كما ديننا الإسلام يفرض علينا احترام أصول المخاطبة معكم. وأخاف أن أقول إنك غير جاهل وتعلم هذا الأمر على حقيقته ولكنك تصر على أن تتحدث بلغة العصر ’لغة بوش‘ التي ينطق بها كل يوم دون أن تثور ثائرة أحد عليه، لأنه لو ثبت عليَّ هذا الخوف لقام فلاسفة النفاق الأمريكي بحملة شعواء ضِدي باتهامي رئيس دولة المخابرات أنه رجل إنساني مثل حضرتكم! حيث يصرون كل يوم أنهم لم يعودوا يقبلون أن نفهم أفعالَهَم أنها أفعال بشر، أو نحاسبهم بمقياس قِيَم البشر، أو أن نقبلَ أقوالَهَم أنها أقوال بشر، تصوَّر سيد الفاتيكان إنهم يصرون أن يكونوا من جنس بلير! ألا يجب أن أخشاهم وأسكت خوفاً من قولِ مِمَّا أخاف أن أفهمه من قولك؟ إني أخاف، لكني أعلم أن الموضوع لم يوفَّ حقه وإذ أسكت هنا فلأنتقل إلى النقطة الأهم في تصريحك وهي نقطة ليست منك بل من إمبراطور لم تسمع باسمه أجيال الحاضر إلا منك.
النقطة الثالثة استشهادك وكلام إمبراطور؛ نطقت نيافتكم: إن كلمات الإمبراطور كانت كالتالي: "أرني ما الجديد الذي جاء به محمد وعندها لن تجد إلا ما هو شرير ولا إنساني، مثل أمره نشر الدين الذي نادى به بالسيف". وقلت "استشهد" مرتين، حيث أكدت أن الكلمات ليست لك، مضيفا أن العنف "لا يتماشى مع طبيعة الله وطبيعة الروح". وأضفت لحديثك "القصد هنا ليس هو إعادة التخندق أو النقد السلبي، بل توسيع مفهوم العقل وتطبيقاته". وتابعت قائلا "عندها فقط نصبح قادرين على ذاك الحوار الحقيقي للثقافات والأديان الذي بتنا في حاجة ماسة له اليوم". اسمح لي بتواضع عميق أن أعِفَّ عن نقاش ما استشهدت به لأن آلاف الكتب التي كتبها المستشرقون المأجورون من ملوك ونبلاء وكبار كهنة أوروبا وفلاسفة الضلال والتضليل الأوروبي ورهبان كنائس أوروبا مليئة بمثل هذه الأقوال التي لا أجرؤ على وصفها لأنه ليس من صفة المفكر أن يشتم غيره في فكر الجسد وإذا كان لا بد من الشتم فهو شتم لفكرٍ وأسلوبُ ذلك تحصره تعاليم الإسلام والقِيَم الإنسانية ببيان حجة فساده وتشبيهٍ واقعيٍّ لمضمونه.
أهمية الرد يجب أن لا تتعلق بكيف نشأ الإسلام وانتشر فهناك أحداث التاريخ تبيِّنه. ثانياً ليس هذا الرد على ’حبرٍ أعظم‘ أساء للإسلام، فلا يوجَد واحد منهم لم يحاول الإساءة للإسلام بل والدعوة لقتل المسلمين بأجسادهم. النقطة عندنا هنا ما هو معنى الاستدلال أولاً أي متى يستدل المفكر أو لماذا يحتاج المفكر إلى استدلال أو اقتطافٍ للاستشهاد، وما هو القصد من هذا الاستدلال ثانياً. الاستشهاد هو استحضار شاهد يشهد على صحة قول أو واقع، وهذا لا يكون إلا بقناعة الذي يستحضر الشاهد أنه يؤيد فهمه. الشاهد ملحَق بقناعةٍ أو ملتحق بها، فالشاهد يؤتى به لإثبات قناعة في الموضوع الحاضر. أهم شرطين لقبول الاستشهاد هما أهلية الشهادة بعناصرها أولاً، وأهلية الشاهد؛ إذ هي التي تحدِّد قيمة الشهادة. هل باليولوغوس الثاني عدو الإسلام الأول في ذلك الزمن عنده مصداقية الشهادة على الإسلام؟ هل ترضى أن يكون المسلمون اليوم حتى وهم يقبلون بالحياة بدون دولة تحكم بالإسلام أن يكونوا هم الشهداء على بطلان المسيحية؟ أو على أنها مشروع إمبراطوري سياسي روماني لتوحيد شعوب الإمبراطورية في تقديس الطاعة للإمبراطور؟ أو على وثنيتها؟ أو على تحريفها؟ أو على غنوصيتها؟ هل ترضَ بشهادة فلاسفة أوروبا في مئات وآلاف الكتب التي كتبها أمثال: الباحث الألماني د. ف. ستراوس عندما كتب: ’’الحقيقة أن كلَّ مَنْ يعلن إيمانه بالمسيحية إنما يعلن عن تخليه عن كل قوانين التفكير البشري‘‘؟
الحقيقة في معناها ومعدنها وفي حقِّها وعناصرها وشرطها وغايتها ودورها وأثرها وتأثيرها ترفض شهادة عدوٍّ للمسيحية أنه قول الحقيقة دون عناصر الحقيقة في القول. نحن المسلمين لا نرضى بشهادة أحدٍ هو ضِدّ المسيحية لأن الشاهد على أن الإيمان بالمسيحية يفرض التخلي عن كل قوانين العقل يجب أن يتَّصف بالمصداقية في مقام القول، فالعدو من الطبيعي أن يحقِّر اعتقاد عدوه، وإن كنا لا نصنِّف ستراوس هكذا. شهادة الجنون هذه يجب أن تأتي من المسيحية نفسها أو من فلسفتها أو من لاهوتييها قديسيها أحبارها أمثالكم ولو أنكم أضعف المؤثرين في فكر الكنيسة لأن فيك حياء إنساني يتناقض مع مهمتك. شهادة: أن ’’الإيمان بالمسيحية يفرض أن يتخلى الإنسان عن كلِّ قوانين التفكير البشري ‘‘ نأخذها ونستشهد عليها ونقبل مقولَتَها وتشع حقيقتها من قول قديس مسيحيٍّ أعظم؛ حبر منظِّر في تعاليمها من الصف الأول من الذين ساهموا في صياغة فكرٍ للمسيحية ولو ليس من خميرة أناجيلها هو "أنسليم" قديس بشهادة بابوية! يقول: ’’يجب أن تعتقد أولاً ما يُعرَض على قلبك بدون نظر ثم اجتهد بعد ذلك في فهم ما اعتقدت‘‘. هذا يصلح للشهادة أن الإيمان بالمسيحية بحسب قوانين العقل مستحيل. هكذا يكون الاستدلال الذي يمكن أن يكون حجةً وليس بقول ستراوس عن المسيحية، ولا بقولك عن فلان وهو عدو لنا ولعقيدتنا أنه قال عنك ما تعتقده أنت صحيحاً، وإلا، فأين مبرر الاستشهاد بقول غيرك عن الإسلام؟
وفي مثل هذا من الاستشهاد المسيحي: القس وهيب عطا الله في كتابه "طبيعة السيد المسيح" صفحة 18 في بحثه بموضوع التجسيد، محاولاً أن يفهم هو أولاً، يعلن عن فشله في الفهم ولكنه مقتنع به. ثم يحاول إقناع القارئ بالفهم الذي لم يستطعه لنفسه فيصاب باليأس من إمكانية الإفهام، تبريراً لفشله بالفهم والإفهام يعلن أن التفكير في المسيحية مستحيل لا بل تفكير في غباء، يقول ما نصه: ’’إن التجسيد قضية فيها تناقضٌ مع العقل والمنطق والحس والمادة والمصطلحات الفلسفية، ولكننا نصدق ونؤمن أن هذا ممكن حتى ولو لم يكن معقولاً.‘‘ غيره، يذهب إلى أبعد من هذا في استهزاء المسيحية بالعقل الإنساني وفي سخريته من إمكان العقل في فهم شيء من المسيحية، مثل قول حبيب سعيد في كتابه "أديان العالم الكبرى" صفحة 106، نصه: ’’إن الإنسان لن يبلغ هذا الإيمان عن طريق المطارحات النظرية، بل بإلهام من اللّه وإعلان منه.‘‘
شهادة أخرى في موضوع آخر: القول أن المسيحية مزيج من وثنيات الأرض الغابرة كتَبَ عنه فلاسفة أوروبا الكبار بأسلوب التوثيق الذي يُمنَع استعماله في فهم أو صياغة اللاهوت، ومع ذلك لم يكن عندنا ذلك كافياً حتى تم التوثيق من الأناجيل وحدها. من هذا التوثيق الإنجيلي الذي لا يحصى عندما رصدَ في عام 1912 الباحث م. ط. تنير في كتابه: "العقائد الوثنية في الديانة النصرانية" لوحة تبديل تعاليم كريشنا بتعاليم المسيح فيها 46 نصاً إنجيلياً منقولة حرفياً عن أقوال كريشنا كما جاءت عن ’دوان‘ في كتابه "خرافات التوراة وما يماثلها في الديانات الأخرى" وكما جاءت عن ’موريس‘ في كتابه "تاريخ بلاد الهند". كذلك رصدَ منهما لوحة تبديل تعاليم بوذا بتعاليم المسيح فيها 47 نصاً حرفياً إنجيلياً منقولاً عن تعاليم بوذا، وهذا غير مئات النصوص المتشابهة لكنها ليست حرفية. هكذا يكون الاستشهاد الذي لا يُنقَض ولا يُرَد ولا يثير أحقاداً بل يكون أساساً للحوار الذي تتغنى به ويتغنى به ضِعافُ عقولٍ وإيمانٍ وفهمٍ بالإسلام نصّبتموهم ممثلين عنا ونحن منهم براء. وليس كما فعلتَ باستحضار مقالةٍ من فمِ حاقدٍ عدوٍّ قاتل لأهل الملة الإسلامية يُنكِر أن الله واحد أحد فرد صمد، يقدّس تثليث أنو، بل، أيا وتثليث جوبيتر، أبوللو، بيغاسوس وتثليث أهرامازاد، ميترا، أهريمان وتثليث الإله الأب بتاح، وكلمته توت، وروحه القدس حورس، أو واحدٍ من 120 تثليثاً مما أحصاه الباحث الألماني المعاصر ’أوزينير‘ في الأديان اليونانية وحدها. أو مما لا يعد أو يحصى من تثليث الوثنيات لأنه في مجموعها قامت على التثليث وإذا وجِدَت وثنية ليس فيها تثليث فهي فرع لوثنية فيها تثليث الألوهة.
النقطة الرابعة موضوع هذه الرسالة الأهم هو قولك الشخصي وليس استشهادك: أن العنف ’’لا يتماشى مع طبيعة الله وطبيعة الروح‘‘. لنحاول أن نفهم كلامك بالاستشهاد التاريخي، وليكن هذا المثال بطريقته هو الذي نحتذي به جميعاً مسلمين وغير مسلمين في فهم حقيقة فكر الآخر وليس الدس الفكري الرخيص الذي تقوم به معاهد الفكر الغربي ولا الألاعيب السياسية الغربية المدمِّرة التي تمنع الفرد الأوروبي أن يتعرَّف إلى إنسانيته إلا في مرآة المرحاض. لنأخذ موضوع إقرار الفكر ’المقدَّس‘ المسيحي بعد ما يقرب من 300 عام من ولادة عيسى "عليه السلام منا المسلمين" في مؤتمر نيقية عام 325 ميلادي.
قبل مجمع نيقية طَلَبَ الإمبراطور ومعه كهان الكنيسة وكبير موظفي القصر الإمبراطوري الحبر الأعظم من جميع المسيحيين والمبشرين والكنسيين واللاهوتيين إحضارَ ما لديهم من كتابات لإطْلاع المجمع عليها. لم يتبادر إلى ذهن أحد أن الإمبراطور ينصب لهم فخاً، وأن كهان الكنيسة والحبر الأعظم يتآمرون عليهم. صدَّق الجميع كاهنهم الأكبر! وأحضر كل واحدٍ ما يكنز من كتابات (مقدسة) ليعرضها ويعمَّ نفعها، جميع تلك المخطوطات والكتب الأناجيل التي قدَّمها كتابها أو ورَثَتها أحرقها الحبر الأعظم بأمر الإمبراطور دون قراءة سطر واحد منها. آلاف الأناجيل ـ لا علاقة لعدد الأناجيل بعدد الحضور، ولا علاقة لعدد الحضور بعدد الأعضاء الـ 3028 الذي انعقد بهم مجمع نيقية قبل تشريدهم وقتلهم في أول غدرٍ بالقتل المسيحي ـ أحرقوها دون بحث في مضمونها! لم يبق في الدنيا مخطوطٌ أو إنجيلٌ يمكن تداوله غير الأناجيل الأربعة {التي أقرت أنها أناجيل المسيحية فيما بعد في مؤتمر نيقية الثاني} والمخطوطات الرسائل التي فرضتها الكنيسة بأمر الإمبراطور، إلا تلك المخطوطات أو الكتب الأناجيل ـ وهي من نوع ما أُحرِق ـ التي لم تحضر مجمع نيقية، يظهر بين الحين والآخر أوراق أو واحدٌ منها. من هذه الكتب ظهر مؤخراً ما أسموه إنجيل مريم المجدلية وهو غير إنجيل مريم الذي هو أساساً كتيب اسمه معراج مريم وُجدت نسخه الأصلية باليونانية والقبطية. يوضح الفيلسوف كارل غوستاف يونغ في كتابه "علم النفس والديانة" خطورة ما جاء في هذا الإنجيل الذي في رأيه يلغي ويُبطل الأساس الذي قامت عليه المسيحية كما جاءت بها الأناجيل الأربعة التي أقرتها وفرضتها الكنيسة في مجمع نيقية الثاني بمن سمحت له بحضوره، وفي جميع رسائل العهد الجديد. ونحن نرى أن سبب إحراق جميع ما قُدِّم لإدارة مجمع نيقية لدراسته والاستفادة منه هو حتى لا يتسرَّب أي كلام أو فكر منها يناقض الفكر الأساس الذي صاغته الإدارة الرومانية الخفية في الرسائل والأناجيل الأربعة وجميع مقولات العهد الجديد.

يتبع ان شاء الله

طالب عوض الله
11-02-2006, 02:20 PM
رسالة في تصحيح التاريخ والحاضر
لمنع الافتراء والتضليل في المسلمين والأوروبيين
صفحة 3


يقول يونغ: ’’أول ما يلفت النظر في» إنجيل مريم المجدلية« أنه ينفي الأساس الذي قامت عليه المسيحية التاريخية، وهو عقيدة الإيمان بالخطيئة الأصلية. وكانت الكنيسة في لاهوتها قد جعلت هذه الخطيئة الأصلية مبرراً جوهرياً لمجيء المسيح حيث تقول الكنيسة» إنه ابن الله الوحيد« أرسله إلى الأرض لخلاص البشرية من تلك الخطيئة. بذلك يترتب على نفي الخطيئة الأصلية تقويض الأركان الثلاثة الباقية من العقائد المسيحية وهي الفداء والخلاص والصلب.‘‘ نورد هذا لنبيِّن طبيعة الأناجيل والأوراق الدينية المسيحية التي أحرقها الإمبراطور وبسبب تمسك 90% من الحاضرين بدينهم النصرانية أمر قسطنطين بقتلهم أو نفيهم في البراري طعاماً للذئاب. لم يجبن ويخذل قناعته ويرضخ لدين قسطنطين الجديد إلا 300 من 3038 هم الذين أقروا مسيحية فاتيكان اليوم!
هل الذي حصل في نيقية يتوافق ’’مع طبيعة الله وطبيعة الروح‘‘ بنبذ العنف؟ هل قتل المعارضين لفكر تحريف ديانةٍ ’’طبيعة الله وطبيعة الروح‘‘ يصلح استشهاداً على صحة ديانة ما؟ هل يكون فكر صياغة الدين من مؤتمر يأمر به الإمبراطور أم يجب أن يكون من الإله الخالق مباشرة؟ هل فكرت أنت أو أجرت الكنيسة تحقيقاً في صحة أفكار قسطنطين أنها من الله وأن تعاليم جميع علماء المسيحية، الذين اجتمعوا في نيقية تلبية لأشهر منافَقَةٍ في التاريخ وأخطر مجزرةٍ في التاريخ، أفكار شيطانية؟ هل ترضى الحقيقة أن تقعد في عقل أو قلب إنسان وهو يخاف منها أو يكرهها؟ هل يمكن فرض الحقيقة في شرنقة القناعة؟ أنت تقبل، والمسيحيون يقبلون بتعاليم المسيحية التي فرَضَها قسطنطين في مجمع نيقية بأمر إمبراطوري بقتل مَنْ لا يقبل بها من المسيحيين، أليس هذا شهادة على سبب عدم إمكانية العقل للقبول بها؟ وشهادة على سبب عدم خضوع النفس لها فنجد حتى بطاركة المسيحية الكبار يصرون على مخالفتها في أقدس مقدساتها وهو العفَّة والتعفّف وطهارة الفرج وصونه؟ وسبب قول مَنْ قال إنها ضِد العقل وطريقة عمله وبرهان القناعة وعناصر المحاجة الفكرية وفلسفة الفكر في كل موضوع؟
شهادة أخرى في موضوع فرض المسيحية أنه كان بالقتل: ثيودوس بعد قرنٍ وَجَدَ أن أكثر من نصف سكان الإمبراطورية ما زال على وثنيته مما يمنع تحقيق هدف المسيحية في توحيد شعوب الإمبراطورية في أخوَّة البشر بتقديس الطاعة للإمبراطور بحجة حمايته للصنم المصلوب. أصدر مرسوماً إمبراطورياً ’المسيحية أو الموت‘ في عام 438م، وهكذا فرض مسيحية قسطنطين لا مسيحية بولس ولا مسيحية مرقص وأشباهه، بقتل كل فرد يبقى على وثنية غير مسيحيةٍ يطاله سيف الجندي المسيحي. هكذا تحوَّل الوثنيون إلى مسيحيين! وبقي الحال أن الإمبراطور إله المسيحيين الحي حامي الإله الذي مات وأبقوه مصلوباً حتى مجيء الإسلام. لم يحتجِ الإمبراطور إلى خدعة لإثبات قداسته فقد استمر الاعتقاد بقدسية الإمبراطور منذ مجزرة قسطنطين في ’علماء المسيحية‘ مجمع نيقية الأول. لم تجرِ في المسيحيين العملية الفكرية في أحقية الإمبراطور بالتقديس فقد كان ذلك في صلب طقوسهم؛ كما التثليث، عبادة صنم مصلوب، أكل الخبز أنه أكلٌ لألوهة الصنم بديل الابن، شرب الخمر أنه شرب لدم الابن المعلَّق أبداً. لم يتجرأ أحدٌ على التساؤل كيف يكون إمبراطورنا مقدساً في الوثنية ويبقى مقدساً في المسيحية، ولا تساءل أحدٌ ما الفرق في تقديسنا في الوثنية وبين تقديسنا ونحن في المسيحية، فهم لم يلحظوا فرقاً يلفت نظرهم فكيف يُثير فكرهم. قنعوا أنهم ما زالوا على ما كانوا عليه!
العنف ’’لا يتماشى مع طبيعة الله وطبيعة الروح‘‘ كم هو كلام مسيحي فيه كفر وفيه حقيقة يتبادر للنفس لوهلة أن فيه جمالاً نفسياً وروحياً لكن العقل يرفضه لما فيه من تعاليم نيقية. تطالب: ’’توسيع مفهوم العقل وتطبيقاته‘‘ نحن نفهم هذا القول من طريقة توسيع مفهوم العقل وتطبيقاته من خلال فهمنا لهذه الممارسة في مجمع نيقية الأول ومجمع نيقية الثاني ومجمع القسطنطينية ومرسوم الإمبراطور ثيودوس، لكن لا ندري كيف تفهمه أنت، لأنك لو كنت تفهمه كما يجب بطبيعة القول لما كنت لتقوم بهذه الخدعة الفكرية الساذجة للإيقاع حتى بأولئك البسطاء برتبة سفراء. هم على سطحيتهم وعبوديتهم لأنظمة الحكم التي انتدبتهم يطأطئون رؤوسهم أدباً لا قبولاً بإذلالٍ فكري.
الإمبراطور تاوديوس الكبير في عام 381 أي بعد ستة وخمسين عاماً وَجَدَ أنَّ مجمع نيقية لم يقر التثليث لأن الحبك في قصة التثليث لم تكتمل في الرؤية المسيحية بعد. أمَر أن يُعقد مؤتمر فرض التثليث في القسطنطينية بالرغم من شهرة موقف أسقف القسطنطينية مقدونيوس واعتقاده وتبشيره في ذلك الزمن أنه ضد التثليث، لأنه يعتقد أن الروح القدس ليست ثلث إله أو وجهاً من أوجه الألوهية، لم يكن يحتاج الأب والابن برأيه إلى قِناع الثالث في الروح القدس حتى يتنكَّر به الأول أبُ الابن. وبهذا قال الأسقف أوسابيوس أنْ لا ضرورةَ لاعتبار الروح القدس إلهاً. الثلاثة أقنوم واحد وهذا يكفي لتقديس الروح القدس، لكن لا يقبل العقل أن الروح القدس أزلية مثل الأب ومثلما فرض قسطنطين في مؤتمر نيقية في جعل الابن أزلياً أيضاً. أوسابيوس أصرَّ أنه يجب وقف هذا الاستهزاء بعقول البشر والاحتقار لعقول رجال الكنيسة واللاهوت، لا بل يجب وقف إذلالهم الفكري والكهنوتي والجسدي بفرض أفكارٍ وثنيةٍ أنها مسيحية.
رغم المعارضة القسطنطينية القوية الظاهرة في الكنيسة والمسيحيين أصرَّ الإمبراطور على عقده في القسطنطينية، وهذا ما أضاء على حقيقة المؤتمر أنه سياسي مثل مؤتمر نيقية. مثل مجمع نيقية كان مجمع القسطنطينية للموافقة على قرار مفروض وليس للبحث في ثلاثة بواحد أو واحد بثلاثة، ولا للبحث في أن الروح القدس إله أو مخلوق مثل كل المخلوقات.
مجمع القسطنطينية في عام 381 ميلادية أقر ألوهية الروح القدس بهذا النص: [[ ’ليس روح القدس عندنا بمعنى غير روح اللّه، وليس روح اللّه شيئاً غير حياته، فإذا قلنا إن روح القدس مخلوق فقد قلنا إن روح اللّه مخلوق، وإذا قلنا إن روح اللّه مخلوقة، قلنا إن حياته مخلوقة، وإذا قلنا إن حياته مخلوقة، فقد زعمنا أنه غير حي، وإذا زعمنا أنه غير حي فقد كفرنا به، ومن كفر به وجب عليه اللعن.] وكانت عبارة: [ومن كفر به وجب عليه اللعن‘ ]] حكماً على كهنوتيةِ ولاهوتية وإنسانيةِ أسقف القسطنطينية مقدونيوس والأسقف أوسابيوس وكثير غيرهم وعلى جميع أتباعهم، وبدأ مرة جديدة دورة شاملة من الاضطهاد المسيحي الإمبراطوري في المسيحيين الكهان والناس الذين خالفوا مسيحية الإمبراطور وحبره الأعظم في أهمية الروح القدس!
نص قرار اجتماع القسطنطينية هو قرار تأليه الروح القدس وشهادة تاريخية أن ألوهية الروح القدس لم تكن قبل ذلك التاريخ نصاً دينياً، وأنَّ الوجه الثالث وجهٌ أخذوه بقرار وليس من مصدر إلهي أو من وحي إلهي بل من عندهم يقولون (ليس روح القدس عندنا) يعني القرار فقط من عنديّاتهم. لهذا لا نبحث في بطلان إلصاق الثالث مع الاثنين أو تذويب الاثنين في الثالث، إذ لا يمكن لعاقل أن يبحث في قول أي إنسان دون مصدر فيه، وحتى يتجرأ إنسان على الخروج على الناس بقول يدعوهم إليه أنه من عندياته وهي تعني من تخيلاته أو افتراضاته، لا بد أن يكون إما معتوهاً أو قادراً على فرضه. لكن نحن العاديين لا يمكن أن نقبل به وإن كان كثيرون ولا شك سيخضعون لمثل قول كهذا ليس فيه برهان أو مصدر صدق إذا فرضته قوة عصابةٍ تحكم.
تاريخ صياغة الأفكار التي أنتجت مقدسات الطقوس المسيحية هو الشهادة التي يجب خضوع العقل لها في قبول أو رفض المسيحية وفي معرفة هل هي ديانة إلهية أم إمبراطورية. حقائق المسيحية هي التي يجب أن تكون الشاهد على أنها مشروع سياسي لتوحيد البشر في طاعة الحاكم المسيحي إمبراطور الرومان. وقائع تاريخ المسيحية هي الشاهد الحي على أن مسيحية قسطنطين وتاوديوس الكبير وثيودوس هي غير نصرانية المسيح عيسى بن مريم {عليه وعلى أمه سلام الله} الذي يؤمن به المسلمون ومستعدون للحوار من أجل بيان الحقيقة في رسالته وسببها ومهمته في تتابع النبوَّة بين البشر، وما يتعلق بتعاليمه وموته أو رفعه، وإنجيله وإعجازه ومعجزة الله في ولادته، وارتباطه بجنس يهود وغدر يهود به ولماذا برَّأَ أسقف روما السابق يهود من جريمة الغدر به عليه سلام الله. تاريخ المسيحية هو الشاهد أنَّ المسيحية لم يكتمل صياغتها إلا بعد قتل كل مؤمن بنصرانية عيسى عليه السلام. وقائع المسيحية في نصوصها هي الشهادة أنها الديانة الوحيدة في تاريخ الجنس البشري التي أمرت بقتل أجناس البشر الذين لا يستبدلون وثنيتهم بها. متى في تاريخ الكنيسة قامت بالحوار الحقيقي للثقافات والأديان؟ هل في تاريخ البشر أكثر كذباً من الذي يقول إن الإسلام انتشر بالعنف وقرآنه يحرِّم ذلك، وممارسته أنه ليس في وقائع انتشاره أن أُرغِمَ فردٌ واحد على قبول الإسلام ديناً أو الموت دون ذلك.


يتبع ان شاء الله

طالب عوض الله
11-02-2006, 02:22 PM
رسالة في تصحيح التاريخ والحاضر
لمنع الافتراء والتضليل في المسلمين والأوروبيين
صفحة 4



كتابنا إليك، هذا، ليس من أجل تغيير قناعتك أو تغيير قناعة أحدٍ بالإسلام، الحقيقة لا تمت إلى العدد في كثرته أو قِلَّته كما هي عندكم في مسيحيتكم وفي ديمقراطيتكم، في الإسلام لا قيمة للعدد في معدن الحقيقة، عناصرها هي التي تثبتها. كتابنا شهادة للتاريخ أنك كجميع أسلافك تفتري على دين الله؛ ديننا، دين يوم الحساب عندما تقوم أنتَ والمسيحيون والمسلمون والملحدون من القبور لتدانوا أو تُثابوا بمقياس دين الإسلام. لا ندافع عن الإسلام من افتراء أو تشويهٍ لكننا بشر نحتقر الضلال بجنسه والتضليل بأهله لأننا نؤمن أن الإسلام دين الله وأن الدنيا بلاءُ طاعةٍ أو معصية لله، وأن الحق يجب أن يُقال لبيانه ونفعِه وثوابه. أنتم بشر تقولون ما لا تفعلون، تصرخون بحبكم للحقيقة وتركضون تسعون وراء الحقيقة، لكنكم تموتون وأنتم أحياء وأرواحكم عامرة في صدوركم وأنتم تدوسونها حتى لا تصدقوا أن هناك حقيقة فتشهد عليكم يوم الدينونة، وحتى لا يراها غيركم! نحن نحيا ونموت في سعادة الحقيقة لا نلتقي ’إن شاء الله‘ بأشقياء الجهل في سبب الوجود ووجودهم، وشقاء الضالين عن معرفة نظام ربط الحياة بالموت والمصير إلى جنة أو نار. كتابنا ليس للرد على مَنْ يكذبون علينا في حياتنا بتسفيه ديننا فهم أكثرية الناس في الدنيا ويوم الحساب، قصدنا هنا هو قصد الحقيقة في كل شيءٍ وأمرٍ وقناعة؛ التذكير بالواقع الذي لا تنقضه ثرثرة، والتذكير بخبث الرجال الذين يدسّون في قلب عقول الأوروبيين سمَّ النفاق ليصدّوا همسةَ الحقيقة في سعادة الحياة والموت والبعث، وبأننا في حِلْمِ الإيمان نعلو فوق هامات الأصنام والرجال بعقل يرنو إلى فهم الآخر حتى لا نقع في حبائل شيطانه.
التاريخ ليس زمناً مضى أو حاضراً يمضي، إنه شهادةُ الله على الإنسان الذي كذبَ وسرقَ وقتل، وشهادةُ الله على العالِمِ الذي أفسد عِلمَه بشهادة الزور على نفسه أولاً، وعلى ربعه ثانياً، وليس علينا أبداً مهما طأطأ حاكمنا رأسه لغير الله، وشهادةُ الله على أعمالكم في إبادتكم لغيركم، مسلمين وغير مسلمين، وأنتم مسيحيون كما وأنتم ديمقراطيون، وعلى أعمالنا أننا لم نقتل إنساناً لأنه لم يتحوَّل إلى مسلم بدين الله؛ لأن الله حرَّم ذلك في قرآنه الكريم. وشهادتنا عليكم في عفونا عن افتراءكم على ديننا والدعوة إلى كراهيتنا والصدِّ عن سماع صوت إنسانية في ذاتكم، توغِرون علينا بباطل ودسيسةٍ وحقد، تفرَح قلوبكم بقتلنا أفرادأ وجمعاً لأننا الصورة الحية لإنسانية أضعتموها. لا نملك إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل هو سبحانه علينا وعليكم، ارتضينا حكمه بيننا وبينكم في الدنيا والآخرة وندعوكم بما أمرنا به تبارك وتعالى في القرآن الكريم من دعوة إلى حجة وعقل في أمر الحياة والموت والبعث: ((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)) (64) آل عِمران.
مع ملاحظة أننا ملتزمون بهذه الرسالة باللغة العربية فقط، اللغة التي اختارها الله لينزل كتابه القرآن بها، وكل ترجمة لهذه الرسالة إلى أية لغة أخرى لا تلزمنا في شيء لاحتمالية تغير المعنى، والسلام على من اتبع الهدى.

وقع على هذه الرسالة إلى تاريخه حملة شهادة الدكتوراه التالية أسماؤهم:

1. د. باسم أبو جدايل – مدينة إربد – الأردن
2. د. فهمي أبو الرب – مدينة إربد – الأردن
3. د. أحمد جميل – مدينة عمان – الأردن
4. د. محمد حواري – مدينة عمان – الأردن
5. د. لانا شعار – مدينة دبي – الإمارات
6. د. أشرف خلاف – مدينة الشارقة – الإمارات
7. د. إسماعيل شاهين – مدينة الشارقة – الإمارات
8. د. رائد عودة – مدينة الشارقة – الإمارات
9. د. صالح رضا – مدينة الشارقة – الإمارات
10. د. محمد جراح – مدينة الشارقة – الإمارات
11. د. محمد جابر – مدينة العين – الإمارات
12. د. شعبان أبو يوسف – مدينة الرياض – السعودية
13. د. عبد الله الضبيعان – مدينة الرياض – السعودية
14. د. عبد الله الغامدي - مدينة الرياض - السعودية
15. د. مصعب حامد – المدينة المنورة – السعودية
16. د. صديقة وشى – مدينة أم درمان – السودان
17. د. ماهر الجعبري – مدينة الخليل – فلسطين
18. د. محمد الدشت – مدينة الخليل – فلسطين
19. د. جمعة العايدي – مدينة غزة – فلسطين
20. د. معن حسين – مدينة كالجاري - كندا
21. د. مازن طبارة – مدينة بيروت – لبنان
22. د. مرسي أبو يوسف – مدينة الإسكندرية – مصر

يوم الثلاثاء
9 شوال 1427 هـ
31 تشرين أول/أكتوبر 2006 م


منقول:

http://www.nexuss.info/arabic/vatica...to_Vatican.doc