zaidgalal
01-14-2005, 03:49 PM
خلق الكون
وعد الله في قرآنه بظهور حقائق كونية تتطابق تمامًا مع آيات كتابه وهو القرآن الكريم:
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (فصلت 53)
ومن ثم تحدَّث القرآن عن خلق الكون. فقال:
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (الأنبياء 30)
والمعنى أنهما كانتا ملتصقتين ففصلهما الخالق سبحانه بقدرته فصارت المجرات والنجوم والكواكب والشهب والنيازك والأقمار وغيرها بعد حدوث ما يسمى بالإنفجار العظيم. وخلق الله من الماء كل شيءٍ حيٍ. وقد ثبت أن الخلية الحية تحتوى على 90% منها ماء. إن الماء يشكل العنصر الأساسي في بناء أجساد جميع الأحياء, فيكون ما بين71% من جسم الإنسان البالغ, و93% من جسم الجنين ذي الأشهر المعدودة, ويكون أكثر من80% من تركيب دم الإنسان, وأكثر من90% من تركيب أجساد العديد من النباتات والحيوانات. ولذلك لا يمكن أن تتم الأنشطة الحياتية في جسم الإنسان والحيوان والنبات في غيبة الماء. (www.55a.net/alkwen.htm)
خلق الله السموات في أربعة أيام والأرض في يومين. وإذا رجعنا إلى ألفاظ القرآن نفهم أن اليوم يعني «مرحلة من مراحل الخلق». أي أن الله خلق الكون في ستة مراحل. بدليل أن الله لم يستخدم «مما تعدون» كوصف للأيام التي تشير إلى مراحل الخلق. ومعنى هذا أيضًا أن الأرض استغرقت ثلث المدة الزمنية التي استغرقها خلق الكون.
وحيث أن التدبير الجيولوجي للأرض منذ بدء تصلب القشرة الأرضية وحتى ظهور الإنسان قد استغرق زمناً قدره 4.5 مليار سنة طبقاً لدراسة عمر الأرض، إذن عمر الكون = 4.5 × 3= 13.5 مليار سنة. وهذا الرقم يقارب ما توصلت إليه وكالة الفضاء الأمريكية ناسا مؤخراً و ذلك باستخدام مكوك فضائي مزود بمجسات متطورة جداً لدراسة الكون، حيث قدرت عمر الكون بـ 13.7 مليار سنة. www.55a.net/alkwen.htm))
وكل شيء في الفضاء يسير في خط منحني. ويتحرك النظام الكوني في الفضاء نحو نقطة محددة حيرت عقول العلماء:
وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (يس 38)
وتسبح المجرات متباعدة بعضها عن بعض فيتسع الكون ويتمدد:
وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (الذاريات 47)
جعل الله الشمس والقمر حسبانًا. وأوضح القرآن أن كل 300 سنة ميلادية تساوى 309 سنة هجرية:
وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (الكهف 25)
وإذا أردنا ان نحقق ذلك رياضيًّا نجد الآتي:
1- متوسط طول الشهر القمرى هو 550329,29 يومًا أرضيًا.
2- عدد أيام السنة الشمسية هو 2422,365 يومًا أرضيًا.
3- عدد الأيام المتضمنة في 300 سنة شمسية هو:
300 x 2422,365 = 66,10972 0
4- عدد السنين القمرية في هذا العدد هو:
66,10972 ÷ 12 x 550329,29 = 309 تمامًا.
(محمد جمال الدين الفندى. الكتاب الكونى أو المعجزة الخالدة. المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. القاهرة 1994م. ص 107)
لقد أنعم الله علينا إذ خلق الغلاف الجوي وزوده بقدرات ليحمي حياتنا من الأشعة الضارة ومن الشهب والنيازك. إن طبقة الماغناتوسفير تتشكل من حقول الأرض المغناطيسية وتشكل درعاً واقيا للأرض من الأجرام السماوية والأشعة الكونية و الجزيئات الضارة ومن الطاقة. كما أن الغلاف الجوي الذي يحيط بالأرض يصفي شعاع الضوء الفضائي الضار ويدمر الكثير من النيازك الكبيرة والصغيرة فيمنعها من السقوط على سطح الأرض وإيذاء الكائنات الحية. ولولا وجود حزام فان ألن، لكانت الانفجارات العظيمة للطاقة المسماة التموجات أو الانفجارات الشمسية قد دمرت الأرض تمامًا: www.55a.net/alkwen.htm))
وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ ءَايَاتِهَا مُعْرِضُونَ (الأنبياء 32)
كما أن هنك الثقوب السوداء التي تنظف الفضاء مما يعلق فيه وتبتلع كل ما يقترب منها. وقد كشف علماء الفلك عن مراحل تمر بها النجوم تنتهي بموتها كنجوم عندما يتحول النجم إلى مادة سوداء شديدة الكثافة تدور بعيدًا في الفضاء السحيق يلتهم أى جسم فضائي يمر بها وذلك لجاذبيته الرهيبة. فهي نجوم قد خنست وتوارت في ظلام كامل كما أنها تقوم بكنس الفضاء من الغبار الكوني والغازات والأشعة وما إلى ذلك. فهي نجوم خنس أي توارت في الظلام إلى الأبد وهي جارية في أفلاكها المحددة لها في الفضاء تكنسه مما يعلق فيه. ومن العجيب أن العلماء الغربيين يسمون هذه الثقوب السود تسمية مجازية عجيبة حين يسمونها بالمكانس العملاقة التي تبتلع(أو تشفط) كل شيء يقترب منها إلي داخلها. (الأهرام. 6 / 8 / 2001. مقال للدكتور زغلول النجار)
فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ. الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (التكوير 15، 16)
يحدث ضوء النهار في الطبقة السطحية للغلاف الجوي فنرى الأشياء نتيجة تناثر أشعة الشمس، على العكس إذا قفزنا فوق الغلاف الجوي فلن نرى شيئًا:
وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ. لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ (الحجر 14، 15) (الكتاب الكوني، ص 104)
لاحظ استخدام الفعل «يعرجون» الذى يدل على السير في خطوط منحنية. وقد أثبت علم طب الطيران أن الإنسان إذا تعرض للإرتفاعات العالية فإنه تحدث له أعراض فسيولوجية تتدرج من الشعور بالضيق الذي يتركز في منطقة الصدر ثم إذا استمر الإنسان في الارتفاع ووصل إلى مرحلة خطيرة من الارتفاع فإنه يتعرض لانخفاض الضغط الجوي الشديد ويدخل في مرحلة حرجة حتى لو تنفس أكسجين بنسبة 100%:
فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (الأنعام 125)
أكد القرآن صعود الإنسان إلى السماء مستقبلاً ونصحه بعدم الغرور لأنه لن يخرج عن قدر الله:
وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (العنكبوت 22)
كانت الأرض كتلة واحدة ولكن الله دحاها فتباعدت أجزاؤها وانتشرت قاراتها فيما يسمى بنظرية تباعد القارات على مر ملايين السنين:
وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (النازعات 30) (المصدر نفسه، ص 83 وما بعدها)
وكانت الأرض مضطربة تميد وتتمايل فلما ظهرت الجبال أكسبتها التوازن الرائع الذى نلمسه الآن:
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (لقمان 10) (الإسلام يتحدى، ص 128)
لقد أصبح معلوماً أن للجبال جذوراً مغروسة في الأعماق ويمكن أن تصل إلى ما يعادل 15مرة من ارتفاعاتها فوق سطح الأرض لإيقاف الحركة الأفقية الفجائية لصفائح طبقة الأرض الصخرية. فكما يختفي معظم الوتد في الأرض للتثبيت، كذلك يختفي معظم الجبل في الأرض لتثبيت قشرة الأرض:
وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (النازعات 32) أي ثبتها.
وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (النبأ 7)
يقول رسول الله «محمد»: «لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ جَعَلَتْ تَمِيدُ، فَخَلَقَ الْجِبَالَ فَعَادَ بِهَا عَلَيْهَا» وقوله: «فعاد بها عليها»، أي أن خلق الجبال كان بخروجها من الأرض وعودتها عليها. www.55a.net/alkwen.htm))
وأودع الله في الجبال معادن شتى منها ما يتميز باللون الأبيض كالجير والفوسفات، والأحمر كالحديد، والأسود كالفحم، وغير ذلك:
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (فاطر 27، 28)
كان العرب في الجاهلية يعتقدون أن النهار لا يسبق الليل، فأقر القرآن هذه المعلومة وصحح لهم أخرى:
لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (يس 40)
وهنا نفهم أن الليل والنهار وجدا معًا في آنٍ واحد. وهذا لا يحدث إلاّ إذا كانت الأرض بيضاوية:
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (الزمر 5)
وأنار الله الأرض للناس، فالشمس ضياءٌ بالنهار. والضياء هو الذى يضئ بذاته وأنارها بالقمر وهو نور ليلي. والنور هو الذى يضيء من غيره. إن الشمس تضيء بذاتها، والقمر يستمد نوره من الشمس:
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (يونس 5)
وقد يسأل سائلٌ: إذا كانت الأرض واحدة كما صورها العلماء من الفضاء فكيف قرر القرآن أنها سبعة لا واحدة في قوله:
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (الطلاق 13)
كشف العلم الحديث أن الأرض تتألف من سبعة طبقات. هي :
1ـ لب صلب داخلي: عبارة عن نواة صلبة تقدر بحوالي2402 كم.
2ـ نطاق لب الأرض السائل(الخارجي): ويقدر سمكه بحوالي2275 كم, ويفصله عن اللب الصلب منطقة انتقالية شبه منصهرة يبلغ سمكها450 كم تعتبر الجزء الأسفل من هذا النطاق.
3ـ النطاق الأسفل من وشاح الأرض «الوشاح السفلي»: ويبلغ سمكه نحو2215 كم.
4ـ النطاق الأوسط من وشاح الأرض «الوشاح الأوسط»: وهو نطاق صلب يبلغ سمكه نحو270 كم.
5ـ النطاق الأعلى من وشاح الأرض «الوشاح العلوي»: ويتراوح سمكه بين335 كم و380 كم.
6ـ النطاق السفلي من الغلاف الصخري للأرض: ويتراوح سمكه بين40 ـ60 كم.
7ـ النطاق العلوي من الغلاف الصخري للأرض «قشرة الأرض». ويتراوح سمكه بين5 ـ 8 كم تحت قيعان البحار والمحيطات وبين60 ـ80 كم تحت القارات. www.55a.net/alkwen.htm))
وإذا كانت الأرض سبع طبقات كل طبقة تحتوى التى تليها من الداخل فإن السموات السبع تكون مرتبة بنفس الطريقة لأن الآية تنص على أن السموات والأرض مشتركتان في الشكل والهيئة.
هناك تقارير علمية متخصصة تتحدث عن نهاية وشيكة لكوكب الأرض، إن نيزك (XF) وهو من أكبر النيازك يتجه للاصطدام بالأرض. لقد غير النيزك توجهه وكشف عن أن هناك قوى خفية تتحكم فيه، وأن هذه القوى قادرة علي السيطرة علي هذا النيزك. وأصبحت احتمالات اصطدامه بالأرض تبلغ حسب التقديرات العلمية نسبة 97%. وثبت أن هذا النيزك كلما اقترب من منطقة في الفضاء الخارجي يرسل كميات كبيرة من الدخان لا تستطيع الأجساد البشرية تحمله، وقد يفضي إلي انتشار العديد من الأمراض التي لا تزال مجهولة عن الإدراك حتي الآن. وأن ظاهرة الدخان ستكون هي النذير الأول باقتراب هذا النيزك. ومن المؤكد أن كميات الدخان ستحيل الأرض إلي ظلام دائم، حيث إن الشمس ستعجز عن اختراق هذه الحجب العالية من الدخان، مما يجعل ظاهرة الليل قد استقرت في الأرض. (صحيفة الأسبوع. 11 / 10 / 2004. ص 10) وفي هذا إشارة إلى بعض ظواهر يوم القيامة سواء عن طريق هذا النيزك أو غيره أو ما هو مخزون في علم الله تعالى. يقول الله تبارك وتعالى في قرآنه:
فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ. يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ. رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ. أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ. ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ. إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ. يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (الدخان 10 – 16)
لقد كان الدخان هو السائد في بداية خلق الكون. فقد قامت المركبة الفضائية الأمريكية المسماة «مستكشف الخلفية الكونية» بتصوير بقايا الدخان الكوني الناتج عن عملية الانفجار العظيم على أطراف الجزء المدرك من الكون وأثبتت أنها حالة دخانية معتمة سادت الكون قبل خلق السماوات والأرض. ويرى العلماء الآن نجوماً في السماء تتكون من هذا الدخان الذي هو أصل الكون. وتم تصوير نجماً من النجوم وهو يتكون من الدخان. وظهرت في الصورة الأطراف الحمراء للدخان الذي في بداية الالتهاب والتجمع وظهر الوسط الذي اشتدت به المادة وتكدست فأصبح شيئاً مضيئاً. وهكذا النجوم المضيئة كانت قبل ذلك دخاناً، وكان الكون كله دخاناً من قبل:
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (فصلت 11) www.55a.net/alkwen.htm))
وها هو الدخان يعود ليكون بداية النهاية حيث يعود هذا الكون الممتد الفسيح وينكمش كما بدأ بالضبط، فتنسحب المجرات والنجوم والكواكب إلى نقطة البداية التى نشأ منها الكون، كمثل كتاب بسطه قاريء ولما انتهت مهمة الكتاب أخذ القاريء في طيه:
يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (الأنبياء 104) www.55a.net/alkwen.htm))
وفي الأرض آيات
أكتشف حديثاً أن الأرض التي نحيا عليها لها غلاف صخري خارجي هذا الغلاف ممزق بشبكة هائلة من الصدوع تمتد لمئات من الكيلومترات طولاً وعرضاً بعمق يتراوح ما بين 65 و150 كيلومتر طولاً و عرضاً ومن الغريب أن هذه الصدوع مرتبطة ببعضها البعض ارتباطاً يجعلها كأنها صدع واحد، ويقسم الله سبحانه وتعالى:
وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (الطارق 12) www.55a.net/alkwen.htm))
وقد جعلت هذه الصدوع في قيعان المحيطات وهذه الصدوع تندفع منها الصهارة الصخرية ذات الدرجات العالية التي تسجر البحر فلا الماء على كثرته يستطيع أن يطفىء جذوة هذه الحرارة الملتهبة ولا هذه الصهارة على ارتفاع درجة حرارتها ( أكثر من ألف درجة مئوية ) قادرة أن تبخر هذا الماء. فالحمم البركانية عادة ما تكون داكنة السواد، شديدة الحرارة، ودون اشتعال مباشر: www.55a.net/alkwen.htm))
وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ. إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (الطور 6، 7)
«سجر التنور» في اللغة: أي أوقد على الفرن حتى أحماه (دون اشتعال).
لذلك فإن كلمة المسجور هي أدق كلمة يمكن استخدامها هنا.
يقول الله تعالى في قرآنه الكريم:
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (الحديد 25).
قال المفسرون أن الحديد منزل من السماء، واستدلوا بالحديث المروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أنزل الله أربع بركات من السماء: الحديد، والنار، والماء، والملح».
يقول الدكتور «استروخ» وهو من أشهر علماء وكالة ناسا للفضاء:
«لقد أجرينا أبحاثاً كثيرة على معادن الأرض وأبحاثاً معمليه. ولكن المعدن الوحيد الذي يحير العلماء هو الحديد فلكي يتحد يحتاج إلى طاقة هائلة تبلغ أربع مرات مجموع الطاقة الموجودة في مجموعتنا الشمسية ولذلك فلا يمكن أن يكون الحديد قد تكون على الأرض.. ولا بد أنه عنصر غريب وفد إلى الأرض .. ولم يتكون فيها» . فلما ترجموا له معنى هذه الآية قال : «لا يمكن أن يكون هذا الكلام من كلام البشر».
إن الحديد، الذي هو أساس تكوين لب الأرض، هو أكثر العناصر انتشاراً في الأرض بشكل كلي (35%). إن معدني الحديد والنيكل يشكلان 98% من بعض النيازك التي تهوي إلى الأرض، و50% من بعضها الآخر. وقد عثر على هذه النيازك في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أستراليا. وقد بلغت كمية الحديد المستخرجة منها عشرات الأطنان. والعجيب أن رقم سورة الحديد يوافق الرقم الذرّي لمعدن الحديد وهو 56 بينما يوافق رقم آية الحديد العدد الذرّي لمعدن الحديد وهو 26. www.55a.net/alkwen))
تكوَّن البترول من النباتات والأشجار وبقايا الحيوانات منذ عصور سحيقة، فصارت هؤلاء الأشياء غثاءً أَحْوَى أى سائلاً أسودًا متماسكًا:
وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى. فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى (الأعلى 4، 5)
للرياح قيمة عظيمة فهى التى تحمل حبوب اللقاح إلى إناث النباتات. كما تلقح السحاب بذرات الغبار والبخار اللازم لنزول المطر:
وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (الحِجْر 22)
اكتشف العلماء عدم اختلاط ماء البحر المالح بماء النهر العذب عندما يلتقيان فيما يعرف بظاهرة «التوتر السطحي»، وهى تجاذب جزيئات كل سائل على حِدَة فلا يختلط بسائل آخر في بداية تلاقيهما:
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ. بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ (الرحمن 19، 20)
ولا تحسبن الموج يقتصر على سطح الماء. لقد أثبتت البحوث العلمية الحديثة أن أعماق مياه الأنهار والبحار والمحيطات بها موج داخلي من فوقه موج السطح، وظلمات تحت السطح بعضها فوق بعض. فعند وصول الضوء إلى الماء يتوزع إلى ألوان الطيف السبعة. وكل لون له حد في اختراق سطح الماء. فاللون الأحمر يختفي بعد 10 أمتار فلا يمكن أن ترى أي شيء أحمر اللون، وتظلم الأشعة البرتقالية بعد 30 مترًا،، ولا نجد أثرًا للون الأصفر على بعد 50 مترًا، ثم ظلمة اللون الأخضر عند عمق 100 متر، ثم امتصاص اللون الأزرق بعد 200 متر. إنها ظلمات بعضها فوق بعض. www.55a.net/alkwen.htm))
أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ (النــور 40)
خلق الله كل شيء بقدر ومقدار مضبوط. فلو زاد البوتاسيوم في أجسامنا أو نقص لأدى ذلك إلى اضطرابات يمكن تسجيلها بجهاز رسم القلب. (حامد الجوهرى. هذا خلق الله. دار التعاون. القاهرة 1993م. ص20)
ولو زاد الأكسجين في الهواء عن 21% لزادت فرصة الاشتعال واحترق كل شئ، ولو نقص عن ذلك لاختنق كل شيء:
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (القمر 49)
وكل شئ نجده أزواجًا، ذكرًا وأنثى، موجبًا وسالبًا، حتى الذرة فإنها تتكون من البروتونات الموجبة والإلكترونات السالبة:
وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (الذاريات 49، 50) (القرآن معجزة المعجزات، أحمد ديدات، ترجمة على عثمان، ص 37، 38)
وفي عالم الحشرات والحيوان نرى عجبًا، فالأسد يعامل زوجته بكل الوفاء، والقردة تمتاز بالترابط الأسري. واستطاع العلماء أن يضعوا أيديهم على بعض مفاتيح مفردات اللغات عند بعض الحيوانات سواء كانت هذه اللغة بالصوت أو بالإشارة أو بالحس:
وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (الأنعام 38)
حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (النمل 18)
فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ (الهدهد لسليمان) أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (النمل 22)
عندما يقف الذباب على طعام ليتغذى عليه، يفرز مواد تمكنه من امتصاص أو لعق مركبات هذا الطعام التي تبدأ في التحلل إلى مواد بسيطة التركيب يسهل امتصاصها، لأن الذباب لا يملك جهاز هضمي معقد. فتدخل هذه المواد المهضومة خارج الجسم إلى الأنبوب الهضمي وقد تغيرت تغيرًا كليًا. لذا لا يمكن استرداد الطعام الأصلي بالمرة: www.55a.net/alkwen))
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (الحـج 73)
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله –صلى الله عليه و سلم-:
"طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرّات أولاهنّ بالتراب".
"من أمسك كلباً فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراط إلا كلب حرث أو ماشية" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
إن فيروس الكلب دقيق متناه في الصغر و دور التراب هنا هو امتصاص الميكروب – بالالتصاق السطحي – من الإناء على سطح دقائقه. وثبت علميا أن التراب يحتوي على مادتين قاتلتين للجراثيم
وقد وجد الأطباء بيطريون مختصون أن تربية الكلاب والتعرض لفضلاتها ينقل ديدان طفيلية تعرف باسم "توكسوكارا كانيس" التي تسبب فقدان البصر و العمى. كما ينقل الكلب –إثر عضة أو تلوث جرح بلعابه- مرض داء الكيس المائية ومن أعراضه تكون كيس حتى يصبح بحجم رأس الجنين.
تعيش أنثى العنكبوت حياة فردية في الأغلب الأعم لا يقطع ذلك سوى لحظات التزاوج الذي بعده تفترس الأنثى الذكر وتأكله، ولحظات فقس البيض الذي يشهد اقتتالا بين العناكب ذكورًا وإناثَا ومن يفلت من القتل والظروف المحيطة عليه أن يشق طريقه بنفسه. لذلك استخدم الله صيغة الإفراد في تسمية السورة فسماها سورة «العنكبوت» واستخدم نفس الصيغة في قوله كمثل العنكبوت اتخذ بيتا، على العكس من حديث الله عن النحل والنمل إذ استخدم صيغة الجمع فيهما. ويشهد بيت أنثى العنكبوت ضعفًا ماديًا كلنا يعرفه وضعفًا معنويًا لانعدام أواصر الرحمة والقربى فيه. ولكن خيوطه حريرية دقيقة جداً, يبلغ سمك الواحدة منها في المتوسط واحدًا من أربعة آلاف جزء من سمك شعرة رأس الإنسان, وهي على الرغم من دقتها الشديدة فهي أقوى مادة بيولوجية عرفها الإنسان حتى الآن، وتعتبر الخصلات الحريرية التي تكون نسيج العنكبوت أقوى من الفولاذ، ولا يفوقها قوة سوى الكوارتز المصهور، ويتمدد الخيط الرفيع منه إلى خمسة أضعاف طوله قبل أن ينقطع، ولذلك أطلق العلماء عليه اسم «الفولاذ الحيوي» أو «الفولاذ البيولوجي» أو «البيوصلب»، وهو أقوى من الفولاذ المعدني العادي بعشرين مرة، وتبلغ قوة احتماله 300.000 رطلا للبوصة المربعة، فإذا قدر جدلا وجود حبل سميك بحجم إصبع الإبهام من خيوط العنكبوت فيُمْكِنه حَمل طائرة "جامبو" بكل سهولة. قال تعالى:
مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (العنكبوت 41)
فإذا خطونا إلى عالم النبات وجدناه أزواجًا شتى، ذكرًا وأنثى:
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى (طه 53)
أما اللون الأخضر في النبات فهو المسئول الأول عن توليد الطاقة التي يتم بها الإيقاد إذ يتحول ثاني أكسيد الكربون والماء إلى سكر ونشا فتبني هذه المواد جذور الخلايا المتكونة من السليلوز واللجنين القابلين للإشتعال. وكل هذا بفضل الورق الأخضر الذى يمتص الطاقة الشمسية:
الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ (يس 80) (جريدة «الرأى العام«. عدد 161 لسنة 1993م. ص6)
أما عالم الجماد فإياك أن تحسب أنه ميت. بل هو مكون من ذرات، وكل ذرة بها ألكترونات تدور حول نواتها. وهذا – كما يبدو لي – سر الطواف حول الكعبة. لقد قرر القرآن أن الذرة هى ميزان الأعمال يوم القيامة. كما قرر أن الله خلق ما هو أصغر منها كالبروتون مثلاً:
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (سبأ 3)
إن ما يحدث في الذرة يذكرنا بشعيرة الحج، حيث يطلب من المسلم أن يطوف حول البيت الحرام سبعة أشواط، في عكس عقارب الساعة بدءاً من الحجر الأسود وانتهاءً به. وهو نفس اتجاه الدوران الذي تتم به حركة الكون من أدق دقائقه (ألكترون الذرة الذي يدور حول نفسه وحول النواة في عكس إتجاه عقارب الساعة) إلى أكبر وحداته (الكواكب تدور حول الشمس، والمجموعة الشمسية تدور حول المجرة، والمجرات تدور حول مركز الكون، وكلٍّ في عكس إتجاه عقارب الساعة).
www.55a.net/alkwen.htm))
وفي أنفسكم أفلا تبصرون
ثبت علميًا أن جسم الإنسان يحتوى على ستة عشر عنصرًا من عناصر التراب:
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (المؤمنون 12)
ويمر المخلوق الآدمى بمراحل عدة حتى يكتمل نموه وتستعد الدنيا لاستقباله. ومن هذه المراحل: النطفة، العلقة، المضغة، ثم العظام التي تكسى لحمًا. كل هذا وسط ظلمات ثلاث تحيط بالجنين. يقول البروفيسور كيث مور أحد كبار العلماء في العالم في مجال التشريح وعلم الأجنة: «يحمي الجنين في رحم الأم ثلاثة أحجبه أو طبقات موضحة في الشريحة التالية: الجدار البطني - الجدار الرحمي – الغشاء الذي يلف الجنين»:
يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (الزمر 6)
أو أن الظلمات الثلاث هي: الغشاء الأمنيوسي الذي يحتوي على سائل يحيط بالجنين، وغشاء الكوريون، وغشاء Decidua.
والمرحلة الأولى وهى النطفة تنتج عن اندماج الحيوان المنوي بالبويضة وتسمى «النطفة الأمشاج» أى المختلطة:
إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (الإنسان 2)
وتحمل النطفة الصفات الوراثية من الذكر والأنثى فيحملها الجنين. ولذلك نبَّه إلى فحص الراغبين في الزواج تحاشيًا للأمراض الوراثية حيث قال: «تخيروا لنطفكم وأنكحوا إلى الأكفاء وإياكم والذنج فإنه خلق مشوه». (المكتبة الألفية. سنن الدارقطني. ج3. ص 299+ الفردوس بمأثور الخطاب. ج2. ص 51)
ويخرج مَنِّيُّ الرجل من بين صلبه وترائبه أى من بين عموده الفقرى وضلوعه:
خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ. يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (الطارق 6، 7)
يحتضن الرحم «النطفة الأمشاج» ويحميها ويتيح لها الفرصة لتتعلق به فتصير علقة. وتتحول العلقة إلى ما يشبه اللقمة التى مضغها الإنسان ولاكها. يقول البروفيسور الكندى «كيث ل. مور»: «إن الجنين عندما يبدأ في النمو في بطن أمه يكون شكله يشبه العلقة أو الدودة». وعندما عُرِضَت صورة الأشعة المأخوذة في مرحلة المضغة وصورة قطعة من اللبان الممضوغ وُجِدَ الشكل واحدًا. وعند تشريح المضغة تحت الميكروسكوب الإلكتروني وجد أن بعض أجهزة الجنين بدات تتخلق وبعضها لم يتخلَّق:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ (الحج 5) (مجلة «المجاهد» ، عدد 163، لقاهرة، ص 5)
وتبدأ براعم أطراف الجنين في الظهور ثم تظهر الهياكل الغضروفية للأطراف السفلية والعلوية وبعد اكتمال العظام يكسوها الخالق بالعضلات. ثم يتطور الأمر فيتحول من الجنين الحُمَيْل Embryo إلى خلق آخر مكتمل الأعضاء (الجنين الكامل Foetus):
ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (المؤمنون 14)
لا يخلق الجنين من السائل المنوي كله جميعًا، وإنما من جزء من المني يسمي بـ "الحيوان المنوي" كما أن السائل المنوي للرجل هو الذي يحدد نوع المولود ذكرًا أو أنثى لا بويضة الأم:
وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى. مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (النجم 45، 46)
تجمع جميع أجهزة الجنين قبل أربعين يوماً –خلال الأربعين يوماً الأولى- وتظهر تباعاً عند تخلقها، والجنين يكون منحنياً على نفسه. يقول البروفيسور «ت. ف. ن. برسود» أنه بعد 35 يومًا لا يجدون صورة واضحة مميزة للجنين ولكن في خلال الأسبوع السابع وبالتحديد بعد اثنتين وأربعين يومًا تتغير الصورة وتظهر أعضاء الجنين بصورة واضحة. يقول رسول الله «محمد»:
«إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً»
«إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصورها، وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال: يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما شاء»
وقد تعرض البروفيسور «جولي سممسون» للحديثين وأخذ يقارن بينهما وبعد أن رأى هذه الدقائق والتفاصيل وقف في أحد المؤتمرات يعلن رأيه. فقال: «من هذين الحديثين يمكننا استخلاص جدول محدود حول التطور الرئيسي للجنين قبل أربعين يوماً». www.55a.net/alkwen))
وقد يحدث غيض الأرحام في أي مرحلة من مراحل تطور تخلق الجنين. وغيض الأرحام كما ورد في اللغة والتفاسير: هو السقط الناقص للأجنة قبل تمام خلقها, أو هو ما تفسده الأرحام فتجعله كالماء الذي تبتلعه الأرض - أو هو هلاك الحمل قبل اكتمال خلقه أو تضاؤله أو اضمحلاله - وهذا المعنى يتوافق مع الإسقاط التلقائي المبكر للأجنة في الأسابيع الثمانية الأولى من عمرها حينما تهلك ويلفظها الرحم, أو تغور وتختفي تماما من داخله دون إحساس السيدة الحامل بذلك بالمرة. وقد أثبت ذلك إدموندز وزملاؤه عام 1982. فالله يعلم ما تنقصه الأرحام وذلك باختفاء الجنين من داخلها وهو أعلم بما تزداد وهو استمرار تكون الجنين وتطور وظائفه وزيادة حجمه واكتماله:
اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلّ أُنثَىَ وَمَا تَغِيضُ الأرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ. عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (الرعد 8 ، 9).
يزود الخالق الإنسانَ بناصة وهي الجزء الأمامي في جبهته. وقد أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أن ناصية الإنسان هي المسئولة عن الدوافع والتفكير والتخطيط للمضي في أمر ما ومسئولة عن الصدق والكذب:
كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ. نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (العلق 15، 16)
كما ميز الله كل فرد منا ببصمة إصبعه. لذلك لا تجد بصمة مكررة منذ خلق آدم وحتى قيام الساعة حيث يحيي الله الموتى وكلٍّ له بنانه كما كان في الدنيا يميزه عن بنان وبصمات الآخرين:
أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ. بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ (القيامة 3 ، 4)
وزود الله الإنسان بنعمة أعصاب الحس في الجلد ليشعر بالألم فيتجنبه أو يعالج نفسه. فقد استطاع العلماء أن يضعوا أيديهم على معجزة من معجزات الخالق تتعلق بجلد الإنسان. يقول الدكتور تاجات تاجاسون: إذا كان الحرق المصاب به جلد الإنسان عميقاً دمر عضو الإحساس بالألم. لذلك يبدل الله جلود الكفار في جهنم كلما احترقت بعمق وبدأوا يفقدون الإحساس بألم العذاب. مما يشير إلى حقيقة أطراف الأعصاب في الجلد. يقول الله تعالى: www.55a.net/alkwen))
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (النساء 56)
ويخرج الجنين طفلاً رضيعًا قد أعد الله له طعامه – اللبن – قبل أن يخرجه من بطن أمه. وينمو الطفل حتى يبلغ أشُدَّهُ ثم يعود ضعيفًا مرةً أخرى كما بدأ. وأول ما يظهر عليه في شيخوخته ضعف العظام:
قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (مريم 4)
وتبدأ ذاكرته في الضعف إلاّ أنه يتذكر الأحداث البعيدة لأن ذاكرته محتفظة بها:
وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفي وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا (الحج 5)
والمعنى أنه لن يعلم من بعد علمه الماضي أى علمٍ جديدٍ في الحاضر. ويظل هكذا إلى أن يتوفاه الله فيقضي مرحلة البرزخ حتى يحين وقت البعث بنزول ماء من السماء. قال رسول الله: «ينزل الله من السماء ماء (بعد انتهاء الدنيا) فينبتون (ينبت الناس) كما ينبت البقل ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عَجَبُ الْذَنَبِ ومنه يركب الخلق يوم القيامة». «كل بن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب» (المكتبة الألفية. البخاري. ج4. ص 1881، ابن حبان. ج7. ص 407). وقد أثبت المتخصصون في علم الأجنة أن جسد الإنسان ينشأ من شريط دقيق للغاية يسمي باسم «الشريط الأولي» الذي يتخلق في اليوم الخامس عشر من تلقيح البويضة. وثبت أن هذا الشريط يندثر فيما عدا جزءًا يسيرًا منه يبقي في نهاية العمود الفقري (العصعص). وهو المقصود بـ «عجب الذنب» في أحاديث الرسول. وقد أثبت مجموعة من علماء الصين في عدد من التجارب المختبرية استحالة إفناء عجب الذنب (نهاية العصعص) كيميائيًا بالإذابة في أقوي الأحماض أو فيزيائيًا بالحرق أو بالسحق أو بالتعريض للأشعة المختلفة. ( المختار الإسلامي. عدد 253. القاهرة 11 ا 2003م. ص 14، 15)
الطب الوقائي
سبق القرآنُ الكريمُ العلمَ الحديث في تحصين الإنسان من كثيرٍ من الأمراض وذلك بتجنب أسبابها. لقد نهى القرآن عن الاتصال الجنسي في فترة المحيض بسبب وجود بكتريا وطفيليات في دم المحيض تصيب الطرفين بالأمراض:
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (البقرة 222)
يؤدي أكل لحم الخنزير إلى أمراضٍ خطيرة تؤدي إلى الموت أو العاهات المزمنة. ذلك لأنه يحتوي على طفيليات كثيرة منها ما لا يقتله الطهي:
وقد أثبتت الدراسات العلمية أن جزيئات دهن الخنزير تمتص دون أي تحول وتترسب في أنسجة الإنسان كدهون خنزيرية. ويختلط بالدم كولسترول الخنزير الجزئي كبير الذرة الذي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين. ويعتبر البروفيسورroffo أن تناول لحم الخنزير هوالأساس في التحول السرطاني للخلايا. كما أن الخنزير مرتع خصب لأكثر من 450 مرضاً و بائياً، ويختص بمفرده بنقل 27 مرضاً و بائياً إلى الإنسان.
أما تحريم الدم فلأنه يحمل سموماً وفضلات كثيرة ومركبات ضارة وعند تناول كمية كبيرة من الدم فإن هذه المركبات تمتص ويرتفع مقدارها في الجسم، إضافة إلى المركبات التي يمكن تنتج عن هضم الدم نفسه مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة البولة في الدم والتي يمكن أن تؤدي إلى اعتلال دماغي ينتهي بالسبات. ومن المتفق عليه طبياً أن الدم أصلح الأوساط لنمو شتى أنواع الجراثيم ولتكاثرها لذلك تستعمله المخابر لتحضير المزرعة الجرثومية.
وحرم الله الميتة لأنه بعد موت الحيوان تغذوه الجراثيم من الداخل والخارج فتنشأ بالميتة مركبات سامة ذات روائح كريهة. وعلينا ألا ننسى احتباس الدم في الميتة وقد بينا أضراره:
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ (المائدة 3)
نهى القرآن عن شرب الخمر والمُسْكِرِ. وقد ثبت علميًا أن الخمر تسبب الصداع الشديد على العكس من خمر الآخرة التى لا يصدعون عنها:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (المائدة 90)
يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ. بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ. لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ (الواقعة 17 – 19)
يجلب الإسراف في المأكل والمشرب كثيرًا من الأمراض. وقد نصح محمد بن عبد الله بتقسيم البطن إلى ثلاث: ثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للتنفس:
يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (الأعراف 31)
كما نهى القرآن عن الزنى. إن الأمراض الناتجة عن الزنا والشذوذ الجنسي كثيرة منها أمراض الإفرنجي و السيلان البني والأمراض الزهرية والإيدز بأنواعه التي تؤدي إلى نقص المناعة فيؤدي ذلك إلى أمراض قاتلة. يقول محمد بن عبد الله:
«لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا. ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم. ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا. ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم. وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم». (المكتبة الألفية. مصباح الزجاجة. ج4. ص 186)
أرسى الإسلام مبادئ الحَجْرِ الصحي لأول مرة في التاريخ. إن إشعال النار في غرف النوم المغلقة النوافذ يتسبب في استهلاك الأكسجين وإنتاج ثانى أكسيد الكربون السام فيصاب النائم بغيبوبة ربما تؤدى به إلى الموت. يقول محمد:
«إن النار عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها عنكم». (المكتبة الألفية. الأدب المفرد. ج1. ص 421)
هناك بعض الأمراض المعدية التى يجب عند وقوعها عزل المرضى عن الناس. يقول «محمد»:
«لا يوردن مُمْرِضٌ على مُصِحٍ». (المصدر السابق. شرح النويي علي صحيح مسلم. ج14. ص 228)
ومن الأمراض المعدية الخطيرة مرض الجزام. وفي الطب نوع من الجذام اسمه «بيروماتوس ليبروسي» وهو أكثر أنواع الجذام انتشارًا. ويحدث للمرضى به تشوه بالوجه ويغلظ الجلد وترتفع الجبهة ويسقط شعر الحواجب. وقال العالمان «دانيال» و«بويك» في سنة 1847م: «إن وجه مريض الجذام يشبه وجه الأسد». ويقول محمد:
«فر من المجذوم فرارك من الأسد» (نفس المصدر. تحفة الأحوذي. ج5. ص 198)
نعانى اليوم من انتشار مرض البلهارسيا. وهذا المرض ينتشر من خلال تبول المريض أو تغوطه في الماء حيث ينزل بيض البلهارسيا في الماء فيفقس فتخرج اليرقات التى تتطور إلى الطَوْر المعدي الذى يسمى «السركاريا» لتدخل جسم الإنسان الذى يغتسل في الماء لتبدأ دورتها من جديد. يقول محمد:
«لا تبل في الماء الدائم الذى لا يجري ثم تغتسل منه». (المصدر نفسه. صحيح مسلم. ج1. ص 235)
والماء الذى لا يجري تكثر فيه القواقع التى تأوى الطور المعدي للبلهارسيا.
في سنة 1967م اكتشف العلماء أن بالفراش الذى ينام عليه الإنسان غبارًا دقيقًا تعيش فيه كائنات دقيقة لا تراها العين المجردة هى «عتة الفراش» تسبب لونًا من ألوان الحساسية الجلدية وأمراض الحساسية التنفسية. ولا حماية للإنسان من ذلك إلاّ أن ينفض فراشه كل يوم بعيدًا عن غرف النوم ويستحسن عرضها للشمس حتى تموت العتة. وقد قال محمد:
«إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه ثم يقول باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين». (نفس المصدر. البخاري. ج5. ص 2329)
من يقرأ التاريخ يعرف أن أول وباء اجتاح أوروبا بأكملها لأن الناس كانوا يفرون من المنطقة التى بدأ فيها الطاعون إلى منطقة أخرى فينقلون العدوى إليها. إن الوقاية من الوباء تعتمد على عزل المصابين وعزل المنطقة الموبوءة. وقد قال محمد:
«إذا سمعتم به (بالطاعون) بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه». (المصدر نفسه. البخاري. ج3. ص 1281)
إن الشخص السليم في منطقة الوباء قد يكون حاملاً للميكروب دون أن يمرض. ومن الميكروبات ما يكمن في الجسم ويقضي فترة حضانة ينقسم فيها ويتكاثر ثم تظهر على حامله أعرض المرض بعد ذلك.
وفي القرن العشرين ظهر آخر وباء للطاعون سنة 1926م في الجزيرة العربية والخليج إلاّ أنه لم يدخل المدينة المنورة قط. إن العدوى لم تصب أهل المدينة يومًا من الأيام. يقول محمد:
«على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال». (نفس المصدر. البخاري. ج2. ص 664)
وهناك نوع من الطاعون ينتقل ميكروبُه إلى الجلد عند اتصال الأوعية الليمفاوية خاصة الموجودة في المراق (أي أسفل البطن) وهي المنطقة الأربية عند اتصال الفخذ بالبطن وتتضخم الغدد الليمفاوية تحت الإبط وتتورم وتمتلأ صديداً. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
«الطاعون شهادة لأمتي، ووخز أعدائكم من الجن، غدة كغدة الإبل تخرج في الآباط والمراق، من مات فيه مات شهيدا، ومن أقام فيه كان كالمرابط في سبيل الله، ومن فر منه كان كالفار من الزحف».
وقد يعجب متعجب أن القرآن ذكر الحسد وهو من الخرافات في قوله:
وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (الفلق 5)
إن أكثر حالات الحسد واستخدام العين والقدرات الخارقة غرابة، وأكثرها مصداقية، وذات توثيق علمي، هي التجربة التي أجريت على نيليا ميخايلوفا التي كان باستطاعتها وبمجرد النظر من على بعد ستة أقدام أن تفصل بياض البيضة عن صفارها مستخدمة في ذلك مقدرتها الخاصة جداً في تحريك الأجسام المادية عن بعد, ودون أن تقربها. يقول الرسول:
«الْعَيْنُ حَقٌّ وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا». (رواه مسلم) ويقول:
«العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر». (الجامع الصحيح للسيوطي)
ولكثرة الأمراض فرض الله الصوم على أمة محمد ليكون علاجًا لكثير منها. يقول ماك فادون من علماء الصحة الأمريكيين: «إن كل إنسان يحتاج إلى الصوم (يقصد صوم المسلم) وإن لم يكن مريضاً لأن سموم الأغذية تجتمع في الجسم فتجعله كالمريض فتثقله ويقل نشاطه فإذا صام خف وزنه وتحللت هذه السموم من جسمه وتذهب عنه حتى يصفو صفاءً تاماً ويستطيع أن يسترد وزنه ويجدد خلاياه في مدة لا تزيد عن 20 يوماً بعد الإفطار. لكنه يشعر بنشاط وقوة لا عهد له بهما من قبل». وقد كان ماك فادون يعالج مرضاه بالصوم وخاصة المصابين بأمراض المعدة وأمراض الدم والعروق والروماتيزم.
وكما أمر القرآن بتجنب الأشياء الضارة، نصح بتناول ما هو طاهر ونافع ورغّبَ فيه:
وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ (النحل 66)
وهذا اللبن هو نتاج عمليات الهضم في الأمعاء (الفرث) الذى يدخل الدورة الدموية (الدم). ويخرجه الله على هيئة سائل أبيض وتضاف عليه خمائر معينة وسكريات لتعطيه الدسم المناسب والطعم المستساغ.
نصح القرآن باستعمال عسل النحل لأنه مفيد لمرضى الجهاز الهضمي وخاصةً المصابين بأمراض الكبد الحادة والمزمنة وقرحة المعدة وعسر الهضم وتقلبات المصران الغليظ:
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ. ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (النحل 68، 69)
أمر الله السيدة مريم بعد ولادتها أن تتناول التمر. ذلك لأن التمر يحتوي على نسبة عالية من السكريات تعطى طاقة للحامل والمرضع ويعوض ما أصابها من ضعف، ويعوض ما فقدت من فيتامينات ومعادن ويعمل على إدرار اللبن وسرعة عودة الرحم إلى وضعه الطبيعي وتقليل النزيف:
وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا. {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا (مريم 25، 26)
قال محمد بن عبد الله:
«إن في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام (أى الموت)». (المصدر السابق. صحيح مسلم. ج4. ص 1735)
تحتوي الحبة السوداء على مضادات حيوية مدمرة للفيروسات والميكروبات والجراثيم وبها الكاروتين المضاد للسرطان. وللحبة السوداء قيمة عظيمة في تقوية جهاز المناعة وعلاج كل الأمراض الجلدية وكثير من الأمراض الأخرى كما ذكرتها (مجلة «منار الإسلام» عدد 8، القاهرة، فبراير 1993م).
كما رغب الرسول في استخدام السواك قبل كل صلاة إذ أنه مرضاة للرب ومطهرة للفم. وقد أوردت مجلة المجلة الألمانية الشرقية في عددها الرابع 1961م مقالاً للعالم رودات ـ مدير معهد الجراثيم في جامعة روستوك ـ يقول فيه أنه بعد أن قرأ عن السواك أنه دليل تخلف أراد أن يحكم بالتجربة، فسحق السواك وبلله ووضع المسحوق على مزارع الجراثيم، فظهرت عليها آثار تشبه آثار البنسلين. وتؤكد الأبحاث المخبرية أن السواك المخضر من عود الأراك يحتوي بنسبة كبيرة على مادة مضادة للعفونة، مطهرة وقابضة تعمل على قطع نزيف اللثة وتقويتها، كما تؤكد وجود مادة خردلية ذات رائحة حادة وطعم حراق تساعد على الفتك بالجراثيم، ومواد أخر تفيد في زيادة بياض الأسنان وتنظيفها وحمايتها من التسوس.
وأشار الرسول في حديث نبوي إلى عرق النسا. فقد ورد في سنن ابن ماجه عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صـلى الله عليه وسلم يقول: «شفاء عرق النسا إلية شاة أعرابية تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء ثم يشرب على الريق في كل يوم جزء». إسناده صحيح ورجاله ثقاة.
تحتوي إلية الشاة على أحماض أساسية تدخل في تكوين الغشاء المحيط بكل خلية في الجسم والذي يقوم بدور حمايتها ولها دور في ترميم الأنسجة العصبية ومنها الأضرار الناتجة عن فتق النواة اللبية التي هي من أهم أسباب آلام عرق النسا كما أثبت العلم الحديث أن للدهون من نوع أوميغا الموجودة في إلية الشاة التي ترعى في البراري ثلاثة فوئد في علاج التهابات الأنسجة العصبية والتي هي السبب الثاني لآلم عرق النسا.
(www.55a.net/alkwen.htm)
مما سبق يتضح أنه لا يمكن للصدفة أن تلعب كل هذا الدور في تطابق الحقائق العلمية مع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة. وليس أمام أي منصف إلا أن يعترف بأن ذلك وحي من الله العليم الخبير. لذلك يقول أحد العلماء ويسمى «راو»:
«من الصعب أن نفترض أن هذا النوع من المعرفة كان موجوداً في ذلك الوقت منذ 1400 سنة هجرية ولذلك فمن المؤكد أن هذا ليس علماً بشرياً». www.55a.net/alkwen)) (من مقالات وكتب د. زغلول النجار والشيخ عبد المجيد الزنداني ود. هارون يحيي والأستاذ منصور حسب النبي)
يقول الله سبحانه وتعالى في قرآنه المجيد:
وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (سبأ 6)
لَّكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا (النساء 166)
وعد الله في قرآنه بظهور حقائق كونية تتطابق تمامًا مع آيات كتابه وهو القرآن الكريم:
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (فصلت 53)
ومن ثم تحدَّث القرآن عن خلق الكون. فقال:
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (الأنبياء 30)
والمعنى أنهما كانتا ملتصقتين ففصلهما الخالق سبحانه بقدرته فصارت المجرات والنجوم والكواكب والشهب والنيازك والأقمار وغيرها بعد حدوث ما يسمى بالإنفجار العظيم. وخلق الله من الماء كل شيءٍ حيٍ. وقد ثبت أن الخلية الحية تحتوى على 90% منها ماء. إن الماء يشكل العنصر الأساسي في بناء أجساد جميع الأحياء, فيكون ما بين71% من جسم الإنسان البالغ, و93% من جسم الجنين ذي الأشهر المعدودة, ويكون أكثر من80% من تركيب دم الإنسان, وأكثر من90% من تركيب أجساد العديد من النباتات والحيوانات. ولذلك لا يمكن أن تتم الأنشطة الحياتية في جسم الإنسان والحيوان والنبات في غيبة الماء. (www.55a.net/alkwen.htm)
خلق الله السموات في أربعة أيام والأرض في يومين. وإذا رجعنا إلى ألفاظ القرآن نفهم أن اليوم يعني «مرحلة من مراحل الخلق». أي أن الله خلق الكون في ستة مراحل. بدليل أن الله لم يستخدم «مما تعدون» كوصف للأيام التي تشير إلى مراحل الخلق. ومعنى هذا أيضًا أن الأرض استغرقت ثلث المدة الزمنية التي استغرقها خلق الكون.
وحيث أن التدبير الجيولوجي للأرض منذ بدء تصلب القشرة الأرضية وحتى ظهور الإنسان قد استغرق زمناً قدره 4.5 مليار سنة طبقاً لدراسة عمر الأرض، إذن عمر الكون = 4.5 × 3= 13.5 مليار سنة. وهذا الرقم يقارب ما توصلت إليه وكالة الفضاء الأمريكية ناسا مؤخراً و ذلك باستخدام مكوك فضائي مزود بمجسات متطورة جداً لدراسة الكون، حيث قدرت عمر الكون بـ 13.7 مليار سنة. www.55a.net/alkwen.htm))
وكل شيء في الفضاء يسير في خط منحني. ويتحرك النظام الكوني في الفضاء نحو نقطة محددة حيرت عقول العلماء:
وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (يس 38)
وتسبح المجرات متباعدة بعضها عن بعض فيتسع الكون ويتمدد:
وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (الذاريات 47)
جعل الله الشمس والقمر حسبانًا. وأوضح القرآن أن كل 300 سنة ميلادية تساوى 309 سنة هجرية:
وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (الكهف 25)
وإذا أردنا ان نحقق ذلك رياضيًّا نجد الآتي:
1- متوسط طول الشهر القمرى هو 550329,29 يومًا أرضيًا.
2- عدد أيام السنة الشمسية هو 2422,365 يومًا أرضيًا.
3- عدد الأيام المتضمنة في 300 سنة شمسية هو:
300 x 2422,365 = 66,10972 0
4- عدد السنين القمرية في هذا العدد هو:
66,10972 ÷ 12 x 550329,29 = 309 تمامًا.
(محمد جمال الدين الفندى. الكتاب الكونى أو المعجزة الخالدة. المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. القاهرة 1994م. ص 107)
لقد أنعم الله علينا إذ خلق الغلاف الجوي وزوده بقدرات ليحمي حياتنا من الأشعة الضارة ومن الشهب والنيازك. إن طبقة الماغناتوسفير تتشكل من حقول الأرض المغناطيسية وتشكل درعاً واقيا للأرض من الأجرام السماوية والأشعة الكونية و الجزيئات الضارة ومن الطاقة. كما أن الغلاف الجوي الذي يحيط بالأرض يصفي شعاع الضوء الفضائي الضار ويدمر الكثير من النيازك الكبيرة والصغيرة فيمنعها من السقوط على سطح الأرض وإيذاء الكائنات الحية. ولولا وجود حزام فان ألن، لكانت الانفجارات العظيمة للطاقة المسماة التموجات أو الانفجارات الشمسية قد دمرت الأرض تمامًا: www.55a.net/alkwen.htm))
وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ ءَايَاتِهَا مُعْرِضُونَ (الأنبياء 32)
كما أن هنك الثقوب السوداء التي تنظف الفضاء مما يعلق فيه وتبتلع كل ما يقترب منها. وقد كشف علماء الفلك عن مراحل تمر بها النجوم تنتهي بموتها كنجوم عندما يتحول النجم إلى مادة سوداء شديدة الكثافة تدور بعيدًا في الفضاء السحيق يلتهم أى جسم فضائي يمر بها وذلك لجاذبيته الرهيبة. فهي نجوم قد خنست وتوارت في ظلام كامل كما أنها تقوم بكنس الفضاء من الغبار الكوني والغازات والأشعة وما إلى ذلك. فهي نجوم خنس أي توارت في الظلام إلى الأبد وهي جارية في أفلاكها المحددة لها في الفضاء تكنسه مما يعلق فيه. ومن العجيب أن العلماء الغربيين يسمون هذه الثقوب السود تسمية مجازية عجيبة حين يسمونها بالمكانس العملاقة التي تبتلع(أو تشفط) كل شيء يقترب منها إلي داخلها. (الأهرام. 6 / 8 / 2001. مقال للدكتور زغلول النجار)
فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ. الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (التكوير 15، 16)
يحدث ضوء النهار في الطبقة السطحية للغلاف الجوي فنرى الأشياء نتيجة تناثر أشعة الشمس، على العكس إذا قفزنا فوق الغلاف الجوي فلن نرى شيئًا:
وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ. لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ (الحجر 14، 15) (الكتاب الكوني، ص 104)
لاحظ استخدام الفعل «يعرجون» الذى يدل على السير في خطوط منحنية. وقد أثبت علم طب الطيران أن الإنسان إذا تعرض للإرتفاعات العالية فإنه تحدث له أعراض فسيولوجية تتدرج من الشعور بالضيق الذي يتركز في منطقة الصدر ثم إذا استمر الإنسان في الارتفاع ووصل إلى مرحلة خطيرة من الارتفاع فإنه يتعرض لانخفاض الضغط الجوي الشديد ويدخل في مرحلة حرجة حتى لو تنفس أكسجين بنسبة 100%:
فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (الأنعام 125)
أكد القرآن صعود الإنسان إلى السماء مستقبلاً ونصحه بعدم الغرور لأنه لن يخرج عن قدر الله:
وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (العنكبوت 22)
كانت الأرض كتلة واحدة ولكن الله دحاها فتباعدت أجزاؤها وانتشرت قاراتها فيما يسمى بنظرية تباعد القارات على مر ملايين السنين:
وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (النازعات 30) (المصدر نفسه، ص 83 وما بعدها)
وكانت الأرض مضطربة تميد وتتمايل فلما ظهرت الجبال أكسبتها التوازن الرائع الذى نلمسه الآن:
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (لقمان 10) (الإسلام يتحدى، ص 128)
لقد أصبح معلوماً أن للجبال جذوراً مغروسة في الأعماق ويمكن أن تصل إلى ما يعادل 15مرة من ارتفاعاتها فوق سطح الأرض لإيقاف الحركة الأفقية الفجائية لصفائح طبقة الأرض الصخرية. فكما يختفي معظم الوتد في الأرض للتثبيت، كذلك يختفي معظم الجبل في الأرض لتثبيت قشرة الأرض:
وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (النازعات 32) أي ثبتها.
وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (النبأ 7)
يقول رسول الله «محمد»: «لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ جَعَلَتْ تَمِيدُ، فَخَلَقَ الْجِبَالَ فَعَادَ بِهَا عَلَيْهَا» وقوله: «فعاد بها عليها»، أي أن خلق الجبال كان بخروجها من الأرض وعودتها عليها. www.55a.net/alkwen.htm))
وأودع الله في الجبال معادن شتى منها ما يتميز باللون الأبيض كالجير والفوسفات، والأحمر كالحديد، والأسود كالفحم، وغير ذلك:
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (فاطر 27، 28)
كان العرب في الجاهلية يعتقدون أن النهار لا يسبق الليل، فأقر القرآن هذه المعلومة وصحح لهم أخرى:
لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (يس 40)
وهنا نفهم أن الليل والنهار وجدا معًا في آنٍ واحد. وهذا لا يحدث إلاّ إذا كانت الأرض بيضاوية:
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (الزمر 5)
وأنار الله الأرض للناس، فالشمس ضياءٌ بالنهار. والضياء هو الذى يضئ بذاته وأنارها بالقمر وهو نور ليلي. والنور هو الذى يضيء من غيره. إن الشمس تضيء بذاتها، والقمر يستمد نوره من الشمس:
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (يونس 5)
وقد يسأل سائلٌ: إذا كانت الأرض واحدة كما صورها العلماء من الفضاء فكيف قرر القرآن أنها سبعة لا واحدة في قوله:
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (الطلاق 13)
كشف العلم الحديث أن الأرض تتألف من سبعة طبقات. هي :
1ـ لب صلب داخلي: عبارة عن نواة صلبة تقدر بحوالي2402 كم.
2ـ نطاق لب الأرض السائل(الخارجي): ويقدر سمكه بحوالي2275 كم, ويفصله عن اللب الصلب منطقة انتقالية شبه منصهرة يبلغ سمكها450 كم تعتبر الجزء الأسفل من هذا النطاق.
3ـ النطاق الأسفل من وشاح الأرض «الوشاح السفلي»: ويبلغ سمكه نحو2215 كم.
4ـ النطاق الأوسط من وشاح الأرض «الوشاح الأوسط»: وهو نطاق صلب يبلغ سمكه نحو270 كم.
5ـ النطاق الأعلى من وشاح الأرض «الوشاح العلوي»: ويتراوح سمكه بين335 كم و380 كم.
6ـ النطاق السفلي من الغلاف الصخري للأرض: ويتراوح سمكه بين40 ـ60 كم.
7ـ النطاق العلوي من الغلاف الصخري للأرض «قشرة الأرض». ويتراوح سمكه بين5 ـ 8 كم تحت قيعان البحار والمحيطات وبين60 ـ80 كم تحت القارات. www.55a.net/alkwen.htm))
وإذا كانت الأرض سبع طبقات كل طبقة تحتوى التى تليها من الداخل فإن السموات السبع تكون مرتبة بنفس الطريقة لأن الآية تنص على أن السموات والأرض مشتركتان في الشكل والهيئة.
هناك تقارير علمية متخصصة تتحدث عن نهاية وشيكة لكوكب الأرض، إن نيزك (XF) وهو من أكبر النيازك يتجه للاصطدام بالأرض. لقد غير النيزك توجهه وكشف عن أن هناك قوى خفية تتحكم فيه، وأن هذه القوى قادرة علي السيطرة علي هذا النيزك. وأصبحت احتمالات اصطدامه بالأرض تبلغ حسب التقديرات العلمية نسبة 97%. وثبت أن هذا النيزك كلما اقترب من منطقة في الفضاء الخارجي يرسل كميات كبيرة من الدخان لا تستطيع الأجساد البشرية تحمله، وقد يفضي إلي انتشار العديد من الأمراض التي لا تزال مجهولة عن الإدراك حتي الآن. وأن ظاهرة الدخان ستكون هي النذير الأول باقتراب هذا النيزك. ومن المؤكد أن كميات الدخان ستحيل الأرض إلي ظلام دائم، حيث إن الشمس ستعجز عن اختراق هذه الحجب العالية من الدخان، مما يجعل ظاهرة الليل قد استقرت في الأرض. (صحيفة الأسبوع. 11 / 10 / 2004. ص 10) وفي هذا إشارة إلى بعض ظواهر يوم القيامة سواء عن طريق هذا النيزك أو غيره أو ما هو مخزون في علم الله تعالى. يقول الله تبارك وتعالى في قرآنه:
فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ. يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ. رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ. أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ. ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ. إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ. يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (الدخان 10 – 16)
لقد كان الدخان هو السائد في بداية خلق الكون. فقد قامت المركبة الفضائية الأمريكية المسماة «مستكشف الخلفية الكونية» بتصوير بقايا الدخان الكوني الناتج عن عملية الانفجار العظيم على أطراف الجزء المدرك من الكون وأثبتت أنها حالة دخانية معتمة سادت الكون قبل خلق السماوات والأرض. ويرى العلماء الآن نجوماً في السماء تتكون من هذا الدخان الذي هو أصل الكون. وتم تصوير نجماً من النجوم وهو يتكون من الدخان. وظهرت في الصورة الأطراف الحمراء للدخان الذي في بداية الالتهاب والتجمع وظهر الوسط الذي اشتدت به المادة وتكدست فأصبح شيئاً مضيئاً. وهكذا النجوم المضيئة كانت قبل ذلك دخاناً، وكان الكون كله دخاناً من قبل:
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (فصلت 11) www.55a.net/alkwen.htm))
وها هو الدخان يعود ليكون بداية النهاية حيث يعود هذا الكون الممتد الفسيح وينكمش كما بدأ بالضبط، فتنسحب المجرات والنجوم والكواكب إلى نقطة البداية التى نشأ منها الكون، كمثل كتاب بسطه قاريء ولما انتهت مهمة الكتاب أخذ القاريء في طيه:
يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (الأنبياء 104) www.55a.net/alkwen.htm))
وفي الأرض آيات
أكتشف حديثاً أن الأرض التي نحيا عليها لها غلاف صخري خارجي هذا الغلاف ممزق بشبكة هائلة من الصدوع تمتد لمئات من الكيلومترات طولاً وعرضاً بعمق يتراوح ما بين 65 و150 كيلومتر طولاً و عرضاً ومن الغريب أن هذه الصدوع مرتبطة ببعضها البعض ارتباطاً يجعلها كأنها صدع واحد، ويقسم الله سبحانه وتعالى:
وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (الطارق 12) www.55a.net/alkwen.htm))
وقد جعلت هذه الصدوع في قيعان المحيطات وهذه الصدوع تندفع منها الصهارة الصخرية ذات الدرجات العالية التي تسجر البحر فلا الماء على كثرته يستطيع أن يطفىء جذوة هذه الحرارة الملتهبة ولا هذه الصهارة على ارتفاع درجة حرارتها ( أكثر من ألف درجة مئوية ) قادرة أن تبخر هذا الماء. فالحمم البركانية عادة ما تكون داكنة السواد، شديدة الحرارة، ودون اشتعال مباشر: www.55a.net/alkwen.htm))
وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ. إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (الطور 6، 7)
«سجر التنور» في اللغة: أي أوقد على الفرن حتى أحماه (دون اشتعال).
لذلك فإن كلمة المسجور هي أدق كلمة يمكن استخدامها هنا.
يقول الله تعالى في قرآنه الكريم:
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (الحديد 25).
قال المفسرون أن الحديد منزل من السماء، واستدلوا بالحديث المروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أنزل الله أربع بركات من السماء: الحديد، والنار، والماء، والملح».
يقول الدكتور «استروخ» وهو من أشهر علماء وكالة ناسا للفضاء:
«لقد أجرينا أبحاثاً كثيرة على معادن الأرض وأبحاثاً معمليه. ولكن المعدن الوحيد الذي يحير العلماء هو الحديد فلكي يتحد يحتاج إلى طاقة هائلة تبلغ أربع مرات مجموع الطاقة الموجودة في مجموعتنا الشمسية ولذلك فلا يمكن أن يكون الحديد قد تكون على الأرض.. ولا بد أنه عنصر غريب وفد إلى الأرض .. ولم يتكون فيها» . فلما ترجموا له معنى هذه الآية قال : «لا يمكن أن يكون هذا الكلام من كلام البشر».
إن الحديد، الذي هو أساس تكوين لب الأرض، هو أكثر العناصر انتشاراً في الأرض بشكل كلي (35%). إن معدني الحديد والنيكل يشكلان 98% من بعض النيازك التي تهوي إلى الأرض، و50% من بعضها الآخر. وقد عثر على هذه النيازك في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أستراليا. وقد بلغت كمية الحديد المستخرجة منها عشرات الأطنان. والعجيب أن رقم سورة الحديد يوافق الرقم الذرّي لمعدن الحديد وهو 56 بينما يوافق رقم آية الحديد العدد الذرّي لمعدن الحديد وهو 26. www.55a.net/alkwen))
تكوَّن البترول من النباتات والأشجار وبقايا الحيوانات منذ عصور سحيقة، فصارت هؤلاء الأشياء غثاءً أَحْوَى أى سائلاً أسودًا متماسكًا:
وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى. فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى (الأعلى 4، 5)
للرياح قيمة عظيمة فهى التى تحمل حبوب اللقاح إلى إناث النباتات. كما تلقح السحاب بذرات الغبار والبخار اللازم لنزول المطر:
وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (الحِجْر 22)
اكتشف العلماء عدم اختلاط ماء البحر المالح بماء النهر العذب عندما يلتقيان فيما يعرف بظاهرة «التوتر السطحي»، وهى تجاذب جزيئات كل سائل على حِدَة فلا يختلط بسائل آخر في بداية تلاقيهما:
مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ. بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ (الرحمن 19، 20)
ولا تحسبن الموج يقتصر على سطح الماء. لقد أثبتت البحوث العلمية الحديثة أن أعماق مياه الأنهار والبحار والمحيطات بها موج داخلي من فوقه موج السطح، وظلمات تحت السطح بعضها فوق بعض. فعند وصول الضوء إلى الماء يتوزع إلى ألوان الطيف السبعة. وكل لون له حد في اختراق سطح الماء. فاللون الأحمر يختفي بعد 10 أمتار فلا يمكن أن ترى أي شيء أحمر اللون، وتظلم الأشعة البرتقالية بعد 30 مترًا،، ولا نجد أثرًا للون الأصفر على بعد 50 مترًا، ثم ظلمة اللون الأخضر عند عمق 100 متر، ثم امتصاص اللون الأزرق بعد 200 متر. إنها ظلمات بعضها فوق بعض. www.55a.net/alkwen.htm))
أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ (النــور 40)
خلق الله كل شيء بقدر ومقدار مضبوط. فلو زاد البوتاسيوم في أجسامنا أو نقص لأدى ذلك إلى اضطرابات يمكن تسجيلها بجهاز رسم القلب. (حامد الجوهرى. هذا خلق الله. دار التعاون. القاهرة 1993م. ص20)
ولو زاد الأكسجين في الهواء عن 21% لزادت فرصة الاشتعال واحترق كل شئ، ولو نقص عن ذلك لاختنق كل شيء:
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (القمر 49)
وكل شئ نجده أزواجًا، ذكرًا وأنثى، موجبًا وسالبًا، حتى الذرة فإنها تتكون من البروتونات الموجبة والإلكترونات السالبة:
وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (الذاريات 49، 50) (القرآن معجزة المعجزات، أحمد ديدات، ترجمة على عثمان، ص 37، 38)
وفي عالم الحشرات والحيوان نرى عجبًا، فالأسد يعامل زوجته بكل الوفاء، والقردة تمتاز بالترابط الأسري. واستطاع العلماء أن يضعوا أيديهم على بعض مفاتيح مفردات اللغات عند بعض الحيوانات سواء كانت هذه اللغة بالصوت أو بالإشارة أو بالحس:
وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (الأنعام 38)
حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (النمل 18)
فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ (الهدهد لسليمان) أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (النمل 22)
عندما يقف الذباب على طعام ليتغذى عليه، يفرز مواد تمكنه من امتصاص أو لعق مركبات هذا الطعام التي تبدأ في التحلل إلى مواد بسيطة التركيب يسهل امتصاصها، لأن الذباب لا يملك جهاز هضمي معقد. فتدخل هذه المواد المهضومة خارج الجسم إلى الأنبوب الهضمي وقد تغيرت تغيرًا كليًا. لذا لا يمكن استرداد الطعام الأصلي بالمرة: www.55a.net/alkwen))
يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (الحـج 73)
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله –صلى الله عليه و سلم-:
"طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرّات أولاهنّ بالتراب".
"من أمسك كلباً فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراط إلا كلب حرث أو ماشية" مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
إن فيروس الكلب دقيق متناه في الصغر و دور التراب هنا هو امتصاص الميكروب – بالالتصاق السطحي – من الإناء على سطح دقائقه. وثبت علميا أن التراب يحتوي على مادتين قاتلتين للجراثيم
وقد وجد الأطباء بيطريون مختصون أن تربية الكلاب والتعرض لفضلاتها ينقل ديدان طفيلية تعرف باسم "توكسوكارا كانيس" التي تسبب فقدان البصر و العمى. كما ينقل الكلب –إثر عضة أو تلوث جرح بلعابه- مرض داء الكيس المائية ومن أعراضه تكون كيس حتى يصبح بحجم رأس الجنين.
تعيش أنثى العنكبوت حياة فردية في الأغلب الأعم لا يقطع ذلك سوى لحظات التزاوج الذي بعده تفترس الأنثى الذكر وتأكله، ولحظات فقس البيض الذي يشهد اقتتالا بين العناكب ذكورًا وإناثَا ومن يفلت من القتل والظروف المحيطة عليه أن يشق طريقه بنفسه. لذلك استخدم الله صيغة الإفراد في تسمية السورة فسماها سورة «العنكبوت» واستخدم نفس الصيغة في قوله كمثل العنكبوت اتخذ بيتا، على العكس من حديث الله عن النحل والنمل إذ استخدم صيغة الجمع فيهما. ويشهد بيت أنثى العنكبوت ضعفًا ماديًا كلنا يعرفه وضعفًا معنويًا لانعدام أواصر الرحمة والقربى فيه. ولكن خيوطه حريرية دقيقة جداً, يبلغ سمك الواحدة منها في المتوسط واحدًا من أربعة آلاف جزء من سمك شعرة رأس الإنسان, وهي على الرغم من دقتها الشديدة فهي أقوى مادة بيولوجية عرفها الإنسان حتى الآن، وتعتبر الخصلات الحريرية التي تكون نسيج العنكبوت أقوى من الفولاذ، ولا يفوقها قوة سوى الكوارتز المصهور، ويتمدد الخيط الرفيع منه إلى خمسة أضعاف طوله قبل أن ينقطع، ولذلك أطلق العلماء عليه اسم «الفولاذ الحيوي» أو «الفولاذ البيولوجي» أو «البيوصلب»، وهو أقوى من الفولاذ المعدني العادي بعشرين مرة، وتبلغ قوة احتماله 300.000 رطلا للبوصة المربعة، فإذا قدر جدلا وجود حبل سميك بحجم إصبع الإبهام من خيوط العنكبوت فيُمْكِنه حَمل طائرة "جامبو" بكل سهولة. قال تعالى:
مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (العنكبوت 41)
فإذا خطونا إلى عالم النبات وجدناه أزواجًا شتى، ذكرًا وأنثى:
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى (طه 53)
أما اللون الأخضر في النبات فهو المسئول الأول عن توليد الطاقة التي يتم بها الإيقاد إذ يتحول ثاني أكسيد الكربون والماء إلى سكر ونشا فتبني هذه المواد جذور الخلايا المتكونة من السليلوز واللجنين القابلين للإشتعال. وكل هذا بفضل الورق الأخضر الذى يمتص الطاقة الشمسية:
الَّذِي جَعَلَ لَكُم مِّنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنتُم مِّنْهُ تُوقِدُونَ (يس 80) (جريدة «الرأى العام«. عدد 161 لسنة 1993م. ص6)
أما عالم الجماد فإياك أن تحسب أنه ميت. بل هو مكون من ذرات، وكل ذرة بها ألكترونات تدور حول نواتها. وهذا – كما يبدو لي – سر الطواف حول الكعبة. لقد قرر القرآن أن الذرة هى ميزان الأعمال يوم القيامة. كما قرر أن الله خلق ما هو أصغر منها كالبروتون مثلاً:
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (سبأ 3)
إن ما يحدث في الذرة يذكرنا بشعيرة الحج، حيث يطلب من المسلم أن يطوف حول البيت الحرام سبعة أشواط، في عكس عقارب الساعة بدءاً من الحجر الأسود وانتهاءً به. وهو نفس اتجاه الدوران الذي تتم به حركة الكون من أدق دقائقه (ألكترون الذرة الذي يدور حول نفسه وحول النواة في عكس إتجاه عقارب الساعة) إلى أكبر وحداته (الكواكب تدور حول الشمس، والمجموعة الشمسية تدور حول المجرة، والمجرات تدور حول مركز الكون، وكلٍّ في عكس إتجاه عقارب الساعة).
www.55a.net/alkwen.htm))
وفي أنفسكم أفلا تبصرون
ثبت علميًا أن جسم الإنسان يحتوى على ستة عشر عنصرًا من عناصر التراب:
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (المؤمنون 12)
ويمر المخلوق الآدمى بمراحل عدة حتى يكتمل نموه وتستعد الدنيا لاستقباله. ومن هذه المراحل: النطفة، العلقة، المضغة، ثم العظام التي تكسى لحمًا. كل هذا وسط ظلمات ثلاث تحيط بالجنين. يقول البروفيسور كيث مور أحد كبار العلماء في العالم في مجال التشريح وعلم الأجنة: «يحمي الجنين في رحم الأم ثلاثة أحجبه أو طبقات موضحة في الشريحة التالية: الجدار البطني - الجدار الرحمي – الغشاء الذي يلف الجنين»:
يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (الزمر 6)
أو أن الظلمات الثلاث هي: الغشاء الأمنيوسي الذي يحتوي على سائل يحيط بالجنين، وغشاء الكوريون، وغشاء Decidua.
والمرحلة الأولى وهى النطفة تنتج عن اندماج الحيوان المنوي بالبويضة وتسمى «النطفة الأمشاج» أى المختلطة:
إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (الإنسان 2)
وتحمل النطفة الصفات الوراثية من الذكر والأنثى فيحملها الجنين. ولذلك نبَّه إلى فحص الراغبين في الزواج تحاشيًا للأمراض الوراثية حيث قال: «تخيروا لنطفكم وأنكحوا إلى الأكفاء وإياكم والذنج فإنه خلق مشوه». (المكتبة الألفية. سنن الدارقطني. ج3. ص 299+ الفردوس بمأثور الخطاب. ج2. ص 51)
ويخرج مَنِّيُّ الرجل من بين صلبه وترائبه أى من بين عموده الفقرى وضلوعه:
خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ. يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (الطارق 6، 7)
يحتضن الرحم «النطفة الأمشاج» ويحميها ويتيح لها الفرصة لتتعلق به فتصير علقة. وتتحول العلقة إلى ما يشبه اللقمة التى مضغها الإنسان ولاكها. يقول البروفيسور الكندى «كيث ل. مور»: «إن الجنين عندما يبدأ في النمو في بطن أمه يكون شكله يشبه العلقة أو الدودة». وعندما عُرِضَت صورة الأشعة المأخوذة في مرحلة المضغة وصورة قطعة من اللبان الممضوغ وُجِدَ الشكل واحدًا. وعند تشريح المضغة تحت الميكروسكوب الإلكتروني وجد أن بعض أجهزة الجنين بدات تتخلق وبعضها لم يتخلَّق:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ (الحج 5) (مجلة «المجاهد» ، عدد 163، لقاهرة، ص 5)
وتبدأ براعم أطراف الجنين في الظهور ثم تظهر الهياكل الغضروفية للأطراف السفلية والعلوية وبعد اكتمال العظام يكسوها الخالق بالعضلات. ثم يتطور الأمر فيتحول من الجنين الحُمَيْل Embryo إلى خلق آخر مكتمل الأعضاء (الجنين الكامل Foetus):
ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (المؤمنون 14)
لا يخلق الجنين من السائل المنوي كله جميعًا، وإنما من جزء من المني يسمي بـ "الحيوان المنوي" كما أن السائل المنوي للرجل هو الذي يحدد نوع المولود ذكرًا أو أنثى لا بويضة الأم:
وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى. مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (النجم 45، 46)
تجمع جميع أجهزة الجنين قبل أربعين يوماً –خلال الأربعين يوماً الأولى- وتظهر تباعاً عند تخلقها، والجنين يكون منحنياً على نفسه. يقول البروفيسور «ت. ف. ن. برسود» أنه بعد 35 يومًا لا يجدون صورة واضحة مميزة للجنين ولكن في خلال الأسبوع السابع وبالتحديد بعد اثنتين وأربعين يومًا تتغير الصورة وتظهر أعضاء الجنين بصورة واضحة. يقول رسول الله «محمد»:
«إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً»
«إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصورها، وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال: يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما شاء»
وقد تعرض البروفيسور «جولي سممسون» للحديثين وأخذ يقارن بينهما وبعد أن رأى هذه الدقائق والتفاصيل وقف في أحد المؤتمرات يعلن رأيه. فقال: «من هذين الحديثين يمكننا استخلاص جدول محدود حول التطور الرئيسي للجنين قبل أربعين يوماً». www.55a.net/alkwen))
وقد يحدث غيض الأرحام في أي مرحلة من مراحل تطور تخلق الجنين. وغيض الأرحام كما ورد في اللغة والتفاسير: هو السقط الناقص للأجنة قبل تمام خلقها, أو هو ما تفسده الأرحام فتجعله كالماء الذي تبتلعه الأرض - أو هو هلاك الحمل قبل اكتمال خلقه أو تضاؤله أو اضمحلاله - وهذا المعنى يتوافق مع الإسقاط التلقائي المبكر للأجنة في الأسابيع الثمانية الأولى من عمرها حينما تهلك ويلفظها الرحم, أو تغور وتختفي تماما من داخله دون إحساس السيدة الحامل بذلك بالمرة. وقد أثبت ذلك إدموندز وزملاؤه عام 1982. فالله يعلم ما تنقصه الأرحام وذلك باختفاء الجنين من داخلها وهو أعلم بما تزداد وهو استمرار تكون الجنين وتطور وظائفه وزيادة حجمه واكتماله:
اللّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلّ أُنثَىَ وَمَا تَغِيضُ الأرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ. عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (الرعد 8 ، 9).
يزود الخالق الإنسانَ بناصة وهي الجزء الأمامي في جبهته. وقد أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أن ناصية الإنسان هي المسئولة عن الدوافع والتفكير والتخطيط للمضي في أمر ما ومسئولة عن الصدق والكذب:
كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ. نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (العلق 15، 16)
كما ميز الله كل فرد منا ببصمة إصبعه. لذلك لا تجد بصمة مكررة منذ خلق آدم وحتى قيام الساعة حيث يحيي الله الموتى وكلٍّ له بنانه كما كان في الدنيا يميزه عن بنان وبصمات الآخرين:
أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ. بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ (القيامة 3 ، 4)
وزود الله الإنسان بنعمة أعصاب الحس في الجلد ليشعر بالألم فيتجنبه أو يعالج نفسه. فقد استطاع العلماء أن يضعوا أيديهم على معجزة من معجزات الخالق تتعلق بجلد الإنسان. يقول الدكتور تاجات تاجاسون: إذا كان الحرق المصاب به جلد الإنسان عميقاً دمر عضو الإحساس بالألم. لذلك يبدل الله جلود الكفار في جهنم كلما احترقت بعمق وبدأوا يفقدون الإحساس بألم العذاب. مما يشير إلى حقيقة أطراف الأعصاب في الجلد. يقول الله تعالى: www.55a.net/alkwen))
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا (النساء 56)
ويخرج الجنين طفلاً رضيعًا قد أعد الله له طعامه – اللبن – قبل أن يخرجه من بطن أمه. وينمو الطفل حتى يبلغ أشُدَّهُ ثم يعود ضعيفًا مرةً أخرى كما بدأ. وأول ما يظهر عليه في شيخوخته ضعف العظام:
قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (مريم 4)
وتبدأ ذاكرته في الضعف إلاّ أنه يتذكر الأحداث البعيدة لأن ذاكرته محتفظة بها:
وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفي وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا (الحج 5)
والمعنى أنه لن يعلم من بعد علمه الماضي أى علمٍ جديدٍ في الحاضر. ويظل هكذا إلى أن يتوفاه الله فيقضي مرحلة البرزخ حتى يحين وقت البعث بنزول ماء من السماء. قال رسول الله: «ينزل الله من السماء ماء (بعد انتهاء الدنيا) فينبتون (ينبت الناس) كما ينبت البقل ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عَجَبُ الْذَنَبِ ومنه يركب الخلق يوم القيامة». «كل بن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب» (المكتبة الألفية. البخاري. ج4. ص 1881، ابن حبان. ج7. ص 407). وقد أثبت المتخصصون في علم الأجنة أن جسد الإنسان ينشأ من شريط دقيق للغاية يسمي باسم «الشريط الأولي» الذي يتخلق في اليوم الخامس عشر من تلقيح البويضة. وثبت أن هذا الشريط يندثر فيما عدا جزءًا يسيرًا منه يبقي في نهاية العمود الفقري (العصعص). وهو المقصود بـ «عجب الذنب» في أحاديث الرسول. وقد أثبت مجموعة من علماء الصين في عدد من التجارب المختبرية استحالة إفناء عجب الذنب (نهاية العصعص) كيميائيًا بالإذابة في أقوي الأحماض أو فيزيائيًا بالحرق أو بالسحق أو بالتعريض للأشعة المختلفة. ( المختار الإسلامي. عدد 253. القاهرة 11 ا 2003م. ص 14، 15)
الطب الوقائي
سبق القرآنُ الكريمُ العلمَ الحديث في تحصين الإنسان من كثيرٍ من الأمراض وذلك بتجنب أسبابها. لقد نهى القرآن عن الاتصال الجنسي في فترة المحيض بسبب وجود بكتريا وطفيليات في دم المحيض تصيب الطرفين بالأمراض:
وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (البقرة 222)
يؤدي أكل لحم الخنزير إلى أمراضٍ خطيرة تؤدي إلى الموت أو العاهات المزمنة. ذلك لأنه يحتوي على طفيليات كثيرة منها ما لا يقتله الطهي:
وقد أثبتت الدراسات العلمية أن جزيئات دهن الخنزير تمتص دون أي تحول وتترسب في أنسجة الإنسان كدهون خنزيرية. ويختلط بالدم كولسترول الخنزير الجزئي كبير الذرة الذي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين. ويعتبر البروفيسورroffo أن تناول لحم الخنزير هوالأساس في التحول السرطاني للخلايا. كما أن الخنزير مرتع خصب لأكثر من 450 مرضاً و بائياً، ويختص بمفرده بنقل 27 مرضاً و بائياً إلى الإنسان.
أما تحريم الدم فلأنه يحمل سموماً وفضلات كثيرة ومركبات ضارة وعند تناول كمية كبيرة من الدم فإن هذه المركبات تمتص ويرتفع مقدارها في الجسم، إضافة إلى المركبات التي يمكن تنتج عن هضم الدم نفسه مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة البولة في الدم والتي يمكن أن تؤدي إلى اعتلال دماغي ينتهي بالسبات. ومن المتفق عليه طبياً أن الدم أصلح الأوساط لنمو شتى أنواع الجراثيم ولتكاثرها لذلك تستعمله المخابر لتحضير المزرعة الجرثومية.
وحرم الله الميتة لأنه بعد موت الحيوان تغذوه الجراثيم من الداخل والخارج فتنشأ بالميتة مركبات سامة ذات روائح كريهة. وعلينا ألا ننسى احتباس الدم في الميتة وقد بينا أضراره:
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ (المائدة 3)
نهى القرآن عن شرب الخمر والمُسْكِرِ. وقد ثبت علميًا أن الخمر تسبب الصداع الشديد على العكس من خمر الآخرة التى لا يصدعون عنها:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (المائدة 90)
يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ. بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ. لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ (الواقعة 17 – 19)
يجلب الإسراف في المأكل والمشرب كثيرًا من الأمراض. وقد نصح محمد بن عبد الله بتقسيم البطن إلى ثلاث: ثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للتنفس:
يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (الأعراف 31)
كما نهى القرآن عن الزنى. إن الأمراض الناتجة عن الزنا والشذوذ الجنسي كثيرة منها أمراض الإفرنجي و السيلان البني والأمراض الزهرية والإيدز بأنواعه التي تؤدي إلى نقص المناعة فيؤدي ذلك إلى أمراض قاتلة. يقول محمد بن عبد الله:
«لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا. ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم. ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا. ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم. وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم». (المكتبة الألفية. مصباح الزجاجة. ج4. ص 186)
أرسى الإسلام مبادئ الحَجْرِ الصحي لأول مرة في التاريخ. إن إشعال النار في غرف النوم المغلقة النوافذ يتسبب في استهلاك الأكسجين وإنتاج ثانى أكسيد الكربون السام فيصاب النائم بغيبوبة ربما تؤدى به إلى الموت. يقول محمد:
«إن النار عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها عنكم». (المكتبة الألفية. الأدب المفرد. ج1. ص 421)
هناك بعض الأمراض المعدية التى يجب عند وقوعها عزل المرضى عن الناس. يقول «محمد»:
«لا يوردن مُمْرِضٌ على مُصِحٍ». (المصدر السابق. شرح النويي علي صحيح مسلم. ج14. ص 228)
ومن الأمراض المعدية الخطيرة مرض الجزام. وفي الطب نوع من الجذام اسمه «بيروماتوس ليبروسي» وهو أكثر أنواع الجذام انتشارًا. ويحدث للمرضى به تشوه بالوجه ويغلظ الجلد وترتفع الجبهة ويسقط شعر الحواجب. وقال العالمان «دانيال» و«بويك» في سنة 1847م: «إن وجه مريض الجذام يشبه وجه الأسد». ويقول محمد:
«فر من المجذوم فرارك من الأسد» (نفس المصدر. تحفة الأحوذي. ج5. ص 198)
نعانى اليوم من انتشار مرض البلهارسيا. وهذا المرض ينتشر من خلال تبول المريض أو تغوطه في الماء حيث ينزل بيض البلهارسيا في الماء فيفقس فتخرج اليرقات التى تتطور إلى الطَوْر المعدي الذى يسمى «السركاريا» لتدخل جسم الإنسان الذى يغتسل في الماء لتبدأ دورتها من جديد. يقول محمد:
«لا تبل في الماء الدائم الذى لا يجري ثم تغتسل منه». (المصدر نفسه. صحيح مسلم. ج1. ص 235)
والماء الذى لا يجري تكثر فيه القواقع التى تأوى الطور المعدي للبلهارسيا.
في سنة 1967م اكتشف العلماء أن بالفراش الذى ينام عليه الإنسان غبارًا دقيقًا تعيش فيه كائنات دقيقة لا تراها العين المجردة هى «عتة الفراش» تسبب لونًا من ألوان الحساسية الجلدية وأمراض الحساسية التنفسية. ولا حماية للإنسان من ذلك إلاّ أن ينفض فراشه كل يوم بعيدًا عن غرف النوم ويستحسن عرضها للشمس حتى تموت العتة. وقد قال محمد:
«إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه ثم يقول باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين». (نفس المصدر. البخاري. ج5. ص 2329)
من يقرأ التاريخ يعرف أن أول وباء اجتاح أوروبا بأكملها لأن الناس كانوا يفرون من المنطقة التى بدأ فيها الطاعون إلى منطقة أخرى فينقلون العدوى إليها. إن الوقاية من الوباء تعتمد على عزل المصابين وعزل المنطقة الموبوءة. وقد قال محمد:
«إذا سمعتم به (بالطاعون) بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه». (المصدر نفسه. البخاري. ج3. ص 1281)
إن الشخص السليم في منطقة الوباء قد يكون حاملاً للميكروب دون أن يمرض. ومن الميكروبات ما يكمن في الجسم ويقضي فترة حضانة ينقسم فيها ويتكاثر ثم تظهر على حامله أعرض المرض بعد ذلك.
وفي القرن العشرين ظهر آخر وباء للطاعون سنة 1926م في الجزيرة العربية والخليج إلاّ أنه لم يدخل المدينة المنورة قط. إن العدوى لم تصب أهل المدينة يومًا من الأيام. يقول محمد:
«على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال». (نفس المصدر. البخاري. ج2. ص 664)
وهناك نوع من الطاعون ينتقل ميكروبُه إلى الجلد عند اتصال الأوعية الليمفاوية خاصة الموجودة في المراق (أي أسفل البطن) وهي المنطقة الأربية عند اتصال الفخذ بالبطن وتتضخم الغدد الليمفاوية تحت الإبط وتتورم وتمتلأ صديداً. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
«الطاعون شهادة لأمتي، ووخز أعدائكم من الجن، غدة كغدة الإبل تخرج في الآباط والمراق، من مات فيه مات شهيدا، ومن أقام فيه كان كالمرابط في سبيل الله، ومن فر منه كان كالفار من الزحف».
وقد يعجب متعجب أن القرآن ذكر الحسد وهو من الخرافات في قوله:
وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (الفلق 5)
إن أكثر حالات الحسد واستخدام العين والقدرات الخارقة غرابة، وأكثرها مصداقية، وذات توثيق علمي، هي التجربة التي أجريت على نيليا ميخايلوفا التي كان باستطاعتها وبمجرد النظر من على بعد ستة أقدام أن تفصل بياض البيضة عن صفارها مستخدمة في ذلك مقدرتها الخاصة جداً في تحريك الأجسام المادية عن بعد, ودون أن تقربها. يقول الرسول:
«الْعَيْنُ حَقٌّ وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا». (رواه مسلم) ويقول:
«العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر». (الجامع الصحيح للسيوطي)
ولكثرة الأمراض فرض الله الصوم على أمة محمد ليكون علاجًا لكثير منها. يقول ماك فادون من علماء الصحة الأمريكيين: «إن كل إنسان يحتاج إلى الصوم (يقصد صوم المسلم) وإن لم يكن مريضاً لأن سموم الأغذية تجتمع في الجسم فتجعله كالمريض فتثقله ويقل نشاطه فإذا صام خف وزنه وتحللت هذه السموم من جسمه وتذهب عنه حتى يصفو صفاءً تاماً ويستطيع أن يسترد وزنه ويجدد خلاياه في مدة لا تزيد عن 20 يوماً بعد الإفطار. لكنه يشعر بنشاط وقوة لا عهد له بهما من قبل». وقد كان ماك فادون يعالج مرضاه بالصوم وخاصة المصابين بأمراض المعدة وأمراض الدم والعروق والروماتيزم.
وكما أمر القرآن بتجنب الأشياء الضارة، نصح بتناول ما هو طاهر ونافع ورغّبَ فيه:
وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَآئِغًا لِلشَّارِبِينَ (النحل 66)
وهذا اللبن هو نتاج عمليات الهضم في الأمعاء (الفرث) الذى يدخل الدورة الدموية (الدم). ويخرجه الله على هيئة سائل أبيض وتضاف عليه خمائر معينة وسكريات لتعطيه الدسم المناسب والطعم المستساغ.
نصح القرآن باستعمال عسل النحل لأنه مفيد لمرضى الجهاز الهضمي وخاصةً المصابين بأمراض الكبد الحادة والمزمنة وقرحة المعدة وعسر الهضم وتقلبات المصران الغليظ:
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ. ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (النحل 68، 69)
أمر الله السيدة مريم بعد ولادتها أن تتناول التمر. ذلك لأن التمر يحتوي على نسبة عالية من السكريات تعطى طاقة للحامل والمرضع ويعوض ما أصابها من ضعف، ويعوض ما فقدت من فيتامينات ومعادن ويعمل على إدرار اللبن وسرعة عودة الرحم إلى وضعه الطبيعي وتقليل النزيف:
وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا. {فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا (مريم 25، 26)
قال محمد بن عبد الله:
«إن في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام (أى الموت)». (المصدر السابق. صحيح مسلم. ج4. ص 1735)
تحتوي الحبة السوداء على مضادات حيوية مدمرة للفيروسات والميكروبات والجراثيم وبها الكاروتين المضاد للسرطان. وللحبة السوداء قيمة عظيمة في تقوية جهاز المناعة وعلاج كل الأمراض الجلدية وكثير من الأمراض الأخرى كما ذكرتها (مجلة «منار الإسلام» عدد 8، القاهرة، فبراير 1993م).
كما رغب الرسول في استخدام السواك قبل كل صلاة إذ أنه مرضاة للرب ومطهرة للفم. وقد أوردت مجلة المجلة الألمانية الشرقية في عددها الرابع 1961م مقالاً للعالم رودات ـ مدير معهد الجراثيم في جامعة روستوك ـ يقول فيه أنه بعد أن قرأ عن السواك أنه دليل تخلف أراد أن يحكم بالتجربة، فسحق السواك وبلله ووضع المسحوق على مزارع الجراثيم، فظهرت عليها آثار تشبه آثار البنسلين. وتؤكد الأبحاث المخبرية أن السواك المخضر من عود الأراك يحتوي بنسبة كبيرة على مادة مضادة للعفونة، مطهرة وقابضة تعمل على قطع نزيف اللثة وتقويتها، كما تؤكد وجود مادة خردلية ذات رائحة حادة وطعم حراق تساعد على الفتك بالجراثيم، ومواد أخر تفيد في زيادة بياض الأسنان وتنظيفها وحمايتها من التسوس.
وأشار الرسول في حديث نبوي إلى عرق النسا. فقد ورد في سنن ابن ماجه عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صـلى الله عليه وسلم يقول: «شفاء عرق النسا إلية شاة أعرابية تذاب ثم تجزأ ثلاثة أجزاء ثم يشرب على الريق في كل يوم جزء». إسناده صحيح ورجاله ثقاة.
تحتوي إلية الشاة على أحماض أساسية تدخل في تكوين الغشاء المحيط بكل خلية في الجسم والذي يقوم بدور حمايتها ولها دور في ترميم الأنسجة العصبية ومنها الأضرار الناتجة عن فتق النواة اللبية التي هي من أهم أسباب آلام عرق النسا كما أثبت العلم الحديث أن للدهون من نوع أوميغا الموجودة في إلية الشاة التي ترعى في البراري ثلاثة فوئد في علاج التهابات الأنسجة العصبية والتي هي السبب الثاني لآلم عرق النسا.
(www.55a.net/alkwen.htm)
مما سبق يتضح أنه لا يمكن للصدفة أن تلعب كل هذا الدور في تطابق الحقائق العلمية مع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة. وليس أمام أي منصف إلا أن يعترف بأن ذلك وحي من الله العليم الخبير. لذلك يقول أحد العلماء ويسمى «راو»:
«من الصعب أن نفترض أن هذا النوع من المعرفة كان موجوداً في ذلك الوقت منذ 1400 سنة هجرية ولذلك فمن المؤكد أن هذا ليس علماً بشرياً». www.55a.net/alkwen)) (من مقالات وكتب د. زغلول النجار والشيخ عبد المجيد الزنداني ود. هارون يحيي والأستاذ منصور حسب النبي)
يقول الله سبحانه وتعالى في قرآنه المجيد:
وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (سبأ 6)
لَّكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا (النساء 166)