أميرة الجلباب
01-16-2005, 04:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ ؟
من أعجب العجب أن ينكر الملحدون قول المؤمنين بالله: رداً على >الطبيعة< أن الله هو الأول قبل كل شيء (الأول بلا بداية) (أزلية الله)، في الوقت الذي يصفون المادة (السديم المادي) بالوصف نفسه، ويقولون عنه: إنه أول بلا بداية، ويقولون: إنه لا خالق له، وهذا باطل، فأحوال السديم لا تدل على ذلك، والأدلة متضافرة وشاهدة تنطق بأن هذا الكون مخلوق من عدم، وإنه حدث بعد أن لم يكن شيئاً، وإنه ليس أولاً بلا بداية كما يزعمون، بل الله الخالق له هو الأول، يقول عز وجل: (سبح الله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم• له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير• هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم) (الحديد: 1 ـ 3).
الدليل على حدوث الكون
أولاً: إذا تأملنا في الكون فسنجد أن النجوم تمثل مصادر قوية للحرارة، ونجد أجزاء أخرى باردة، مثل الكواكب وغيرها
ومعلوم أن الحرارة تنتقل من المستوى الأعلى حرارة إلى المستوى الأقل حرارة، ولو أن الكون أزلي لكانت الحرارة تساوت في كل أجزاء الكون.
ثانياً: هناك مواد مشعة في الكون، وهي تفقد أجزاء منها في كل فترة زمنية بانتظام، لتتحول إلى مواد أخرى غير مشعة، لو
أن الكون أزلي لكانت المواد المشعة تحولت بكاملها، واستنفدت المواد المشعة إشعاعها.
ثالثاً: إذا شاهدنا تركيب السديم وجدناه يتكون من ذرات مادية، وقد عرف العلماء أن هذه الذرات مركَّبة من جسيمات عدة (الكترونات، بروتونات، نيترونات...إلخ).
واجتماع المكونات المختلفة في الذرة يدل على لحظة التقت فيها تلك المكونات،وإذاً، فللذرة بداية.
وإذا كانت جسيمات الذرة خلقت لتكون الذرة، فللذرة بداية، ولا شك إذاً أن لهذه المكونات بداية أي عكس ما ظن الماديون،
إن اجتماع هذه المكوِّنات المختلفة في تركيب الذرة يجعل العقول تستنتج أن هناك بداية لتكوين الذرة في الكون، وأن تكوين الذرة ليس أزلياً، بمعنى أنه ليس قبله شيء.. وإنما الذرة مخلوق حادث، وعرفنا ذلك من اجتماع أشياء مختلفة متغايرة: الكترونات ذات شحنة كهربائية سالبة، بروتونات ذات شحنة كهربائية موجبة، نيوترونات، ميزونات... إلخ. ومثل ذلك أن تعرف أن القلم ـ الذي بيدك ـ حادث ليس أزلياً، من ملاحظة تركيبه من سن معدنية وجسم عاجي، فتجزم بأن هناك لحظة جمع فيها المعدن مع العاج.
وتدلنا العقول السليمة أيضاً على أن هناك لحظة جمعت فيها الالكترونات مع البروتونات مع غيرها لتكوين الذرة، وتلك اللحظة هي لحظة تكوين الذرة المادية في هذا الكون، التي يتكون منها السديم.
وإذاً ليس هذا السديم أزلياً قديماً كما يزعم مدعو العلمانية. ولا تظن أن الالكترونات مع البروتونات مع باقي مكونات الذرة ـ قبل التقائها معاً ـ كانت سابحة في الكون، ثم اتحدت لتكوين السدم، لا تظن ذلك، لأن الإلكترونات خلقت لتتحد بالبروتونات وبسائر المكونات الأخرى للذرة، ولمعادلة شحنة البروتونات الموجبة، وقد خلقت سائر مكونات الذرة لتكوين الذرة وفق خطة محكمة وتنظيم دقيق وتقدير محدد موزون.
فإذا كانت الحكمة المشاهدة من خلق البروتونات والإلكترونات و... إلخ، هي: تكوين الذرة.. وإذا كانت الذرة المادية حادثة غير أزلية.. فلا شك إذاً أن وجود هذه المكونات (الإلكترونات، البروتونات... إلخ) حادث ليس بالأزلي، الذي لا أول له كما يزعم المتسمون بالعلمانية.
رابعاً: إذا تأملت في أحوال المادة فستجدها مقيدة بقوانين متعددة، وأنها تخرج من حكم قوانين إلى حكم قوانين أخرى، فمثلاً: ذرة الهدروجين لها قوانين معينة وخصائص محددة، فإذا اتحدت بذرة الأكسجين تغيرت القوانين والخصائص إلى قوانين جديدة وخصائص جديدة، فبعد أن كان الهدروجين يشتعل بسهولة، ها قد أصبح بعد اتحاده بالأكسجين لا يشتعل، بل أصبح ماء مطفئاً للنيران.. وبعد أن كان خفيفاً يصعد إلى طبقات الجو العليا، أصبح ثقيلاً يسقط على الأرض، فإذا طرنا به في صاروخ بسرعة قوية نقص الوزن، وإذا وصلنا إلى منطقة انعدام الوزن انعدم وزنه، وإذا سخناه زاد حجمه، وإذا بردناه قل حجمه.
وهكذا نجد أن القوانين التي تحكم المادة متغيرة غير ثابتة، وكذلك الخصائص لهذه المادة متغيرة، وبما أنه لكل متغير بداية ونهاية، فلا شك أن للقوانين المتغيرة والخصائص المتبدلة بداية ونهاية، وإذاً لابد من بداية للخصائص والقوانين التي تحكم المادة.
وبما أنه لا يمكن وجود مادة بغير خصائص أو قوانين، لأنه من المستحيل أن تكون مادة موجودة ولا وزن لها أو حجم، ولا نظام أو خصائص،فلا شك أن للمادة بداية بدأت مع بداية الخصائص والقوانيين التي تحكم المادة، وقبل تلك البداية لم تكن هناك مادة أو قوانين أو خصائص، فدلنا ذلك على أن لهذا الكون بداية بدأت عندما قدر الخالق لهذا الكون نظامه وأقداره، ووهب لكل شيء خصائصه، عندما قال للمادة: كوني بتلك الأقدار والخصائص والصفات فكانت كما ذكرها الله عزَّ وجلَّ: (بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون) (البقرة: 117).
إذاً فليس هذا الكون أزلياً بلا بداية، هكذا تستنتج العقول مما تشاهده من نواميس هذا الكون، وتقرُّ وتعترف إنما الأول هو خالق هذا الكون.. الله عز وجل.
وهذا هو الدكتور >بول ابرسولد< (أستاذ الطبيعة الحيوية، مدير قسم النظائر والطاقة الذرية في معامل >أوك ريدج< عضو جمعية البحوث النووية)
يقول في بحث له عنوانه >الأدلة الطبيعية على وجود الله<: (إن الأمر الذي نستطيع أن نثق به كل الثقة، هو أن الإنسان وهذا الوجود من حوله، لم ينشأ هكذا نشأة ذاتية من العدم المطلق، بل إن لهما بداية، ولابد لكل بداية من مبدئ، ونعرف أيضاً أن النظام الرائع المعقد ـ الذي يسود الكون ـ يخضع لقوانين لم يخلقها الإنسان، وإن معجزة الحياة في حد ذاتها لها بداية، ووراءها أيضاً توجيه وتدبير خارج دائرة الإنسان، إنها بداية مقدَسة، وتوجيه مقدَّس، وتدبير إلهي محكم).
وهذه شهادة رائد آخر من رواد العلم الحديث، الدكتور >ايرفنج وليام< المختص في الحياة البرية، أستاذ العلوم الطبيعية في جامعة >متشيغان،المختص في وراثة النباتات،
يقول في بحث له عنوان >المادة وحدها لا تكفي<: (فعلم الفلك مثلاً يشير إلى أن لهذا الكون بداية قديمة، وأن الكون يسير إلى نهاية محتومة، وليس يتفق مع العلم أن نعتقد بأن هذا الكون أزلي.. ليس له بداية، فهو قائم على أساس التغير).
الصفات ـ التي نراها في ملايين الأحداث الكونية.. واستمرار النظام فيما بينها.. ودوام سيرها المحكم المتناغم، وتنم عن حكمة وعلم وعظمة وهيمنة على النظام وغيرها من صفات ـ تشهد أنها صفات تكون لخالق موجود دائم.. فالمعدوم ليست له صفات أو آثار.
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)(3)فاطر.
المصدر: مجلة الوعى الإسلامي(457) _ د.معتز ياسين.
أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ ؟
من أعجب العجب أن ينكر الملحدون قول المؤمنين بالله: رداً على >الطبيعة< أن الله هو الأول قبل كل شيء (الأول بلا بداية) (أزلية الله)، في الوقت الذي يصفون المادة (السديم المادي) بالوصف نفسه، ويقولون عنه: إنه أول بلا بداية، ويقولون: إنه لا خالق له، وهذا باطل، فأحوال السديم لا تدل على ذلك، والأدلة متضافرة وشاهدة تنطق بأن هذا الكون مخلوق من عدم، وإنه حدث بعد أن لم يكن شيئاً، وإنه ليس أولاً بلا بداية كما يزعمون، بل الله الخالق له هو الأول، يقول عز وجل: (سبح الله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم• له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير• هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم) (الحديد: 1 ـ 3).
الدليل على حدوث الكون
أولاً: إذا تأملنا في الكون فسنجد أن النجوم تمثل مصادر قوية للحرارة، ونجد أجزاء أخرى باردة، مثل الكواكب وغيرها
ومعلوم أن الحرارة تنتقل من المستوى الأعلى حرارة إلى المستوى الأقل حرارة، ولو أن الكون أزلي لكانت الحرارة تساوت في كل أجزاء الكون.
ثانياً: هناك مواد مشعة في الكون، وهي تفقد أجزاء منها في كل فترة زمنية بانتظام، لتتحول إلى مواد أخرى غير مشعة، لو
أن الكون أزلي لكانت المواد المشعة تحولت بكاملها، واستنفدت المواد المشعة إشعاعها.
ثالثاً: إذا شاهدنا تركيب السديم وجدناه يتكون من ذرات مادية، وقد عرف العلماء أن هذه الذرات مركَّبة من جسيمات عدة (الكترونات، بروتونات، نيترونات...إلخ).
واجتماع المكونات المختلفة في الذرة يدل على لحظة التقت فيها تلك المكونات،وإذاً، فللذرة بداية.
وإذا كانت جسيمات الذرة خلقت لتكون الذرة، فللذرة بداية، ولا شك إذاً أن لهذه المكونات بداية أي عكس ما ظن الماديون،
إن اجتماع هذه المكوِّنات المختلفة في تركيب الذرة يجعل العقول تستنتج أن هناك بداية لتكوين الذرة في الكون، وأن تكوين الذرة ليس أزلياً، بمعنى أنه ليس قبله شيء.. وإنما الذرة مخلوق حادث، وعرفنا ذلك من اجتماع أشياء مختلفة متغايرة: الكترونات ذات شحنة كهربائية سالبة، بروتونات ذات شحنة كهربائية موجبة، نيوترونات، ميزونات... إلخ. ومثل ذلك أن تعرف أن القلم ـ الذي بيدك ـ حادث ليس أزلياً، من ملاحظة تركيبه من سن معدنية وجسم عاجي، فتجزم بأن هناك لحظة جمع فيها المعدن مع العاج.
وتدلنا العقول السليمة أيضاً على أن هناك لحظة جمعت فيها الالكترونات مع البروتونات مع غيرها لتكوين الذرة، وتلك اللحظة هي لحظة تكوين الذرة المادية في هذا الكون، التي يتكون منها السديم.
وإذاً ليس هذا السديم أزلياً قديماً كما يزعم مدعو العلمانية. ولا تظن أن الالكترونات مع البروتونات مع باقي مكونات الذرة ـ قبل التقائها معاً ـ كانت سابحة في الكون، ثم اتحدت لتكوين السدم، لا تظن ذلك، لأن الإلكترونات خلقت لتتحد بالبروتونات وبسائر المكونات الأخرى للذرة، ولمعادلة شحنة البروتونات الموجبة، وقد خلقت سائر مكونات الذرة لتكوين الذرة وفق خطة محكمة وتنظيم دقيق وتقدير محدد موزون.
فإذا كانت الحكمة المشاهدة من خلق البروتونات والإلكترونات و... إلخ، هي: تكوين الذرة.. وإذا كانت الذرة المادية حادثة غير أزلية.. فلا شك إذاً أن وجود هذه المكونات (الإلكترونات، البروتونات... إلخ) حادث ليس بالأزلي، الذي لا أول له كما يزعم المتسمون بالعلمانية.
رابعاً: إذا تأملت في أحوال المادة فستجدها مقيدة بقوانين متعددة، وأنها تخرج من حكم قوانين إلى حكم قوانين أخرى، فمثلاً: ذرة الهدروجين لها قوانين معينة وخصائص محددة، فإذا اتحدت بذرة الأكسجين تغيرت القوانين والخصائص إلى قوانين جديدة وخصائص جديدة، فبعد أن كان الهدروجين يشتعل بسهولة، ها قد أصبح بعد اتحاده بالأكسجين لا يشتعل، بل أصبح ماء مطفئاً للنيران.. وبعد أن كان خفيفاً يصعد إلى طبقات الجو العليا، أصبح ثقيلاً يسقط على الأرض، فإذا طرنا به في صاروخ بسرعة قوية نقص الوزن، وإذا وصلنا إلى منطقة انعدام الوزن انعدم وزنه، وإذا سخناه زاد حجمه، وإذا بردناه قل حجمه.
وهكذا نجد أن القوانين التي تحكم المادة متغيرة غير ثابتة، وكذلك الخصائص لهذه المادة متغيرة، وبما أنه لكل متغير بداية ونهاية، فلا شك أن للقوانين المتغيرة والخصائص المتبدلة بداية ونهاية، وإذاً لابد من بداية للخصائص والقوانين التي تحكم المادة.
وبما أنه لا يمكن وجود مادة بغير خصائص أو قوانين، لأنه من المستحيل أن تكون مادة موجودة ولا وزن لها أو حجم، ولا نظام أو خصائص،فلا شك أن للمادة بداية بدأت مع بداية الخصائص والقوانيين التي تحكم المادة، وقبل تلك البداية لم تكن هناك مادة أو قوانين أو خصائص، فدلنا ذلك على أن لهذا الكون بداية بدأت عندما قدر الخالق لهذا الكون نظامه وأقداره، ووهب لكل شيء خصائصه، عندما قال للمادة: كوني بتلك الأقدار والخصائص والصفات فكانت كما ذكرها الله عزَّ وجلَّ: (بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون) (البقرة: 117).
إذاً فليس هذا الكون أزلياً بلا بداية، هكذا تستنتج العقول مما تشاهده من نواميس هذا الكون، وتقرُّ وتعترف إنما الأول هو خالق هذا الكون.. الله عز وجل.
وهذا هو الدكتور >بول ابرسولد< (أستاذ الطبيعة الحيوية، مدير قسم النظائر والطاقة الذرية في معامل >أوك ريدج< عضو جمعية البحوث النووية)
يقول في بحث له عنوانه >الأدلة الطبيعية على وجود الله<: (إن الأمر الذي نستطيع أن نثق به كل الثقة، هو أن الإنسان وهذا الوجود من حوله، لم ينشأ هكذا نشأة ذاتية من العدم المطلق، بل إن لهما بداية، ولابد لكل بداية من مبدئ، ونعرف أيضاً أن النظام الرائع المعقد ـ الذي يسود الكون ـ يخضع لقوانين لم يخلقها الإنسان، وإن معجزة الحياة في حد ذاتها لها بداية، ووراءها أيضاً توجيه وتدبير خارج دائرة الإنسان، إنها بداية مقدَسة، وتوجيه مقدَّس، وتدبير إلهي محكم).
وهذه شهادة رائد آخر من رواد العلم الحديث، الدكتور >ايرفنج وليام< المختص في الحياة البرية، أستاذ العلوم الطبيعية في جامعة >متشيغان،المختص في وراثة النباتات،
يقول في بحث له عنوان >المادة وحدها لا تكفي<: (فعلم الفلك مثلاً يشير إلى أن لهذا الكون بداية قديمة، وأن الكون يسير إلى نهاية محتومة، وليس يتفق مع العلم أن نعتقد بأن هذا الكون أزلي.. ليس له بداية، فهو قائم على أساس التغير).
الصفات ـ التي نراها في ملايين الأحداث الكونية.. واستمرار النظام فيما بينها.. ودوام سيرها المحكم المتناغم، وتنم عن حكمة وعلم وعظمة وهيمنة على النظام وغيرها من صفات ـ تشهد أنها صفات تكون لخالق موجود دائم.. فالمعدوم ليست له صفات أو آثار.
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ)(3)فاطر.
المصدر: مجلة الوعى الإسلامي(457) _ د.معتز ياسين.