عماد
01-17-2005, 01:57 PM
سؤال13: قال الله سبحانه وتعالى عن العسل : "فيه شفاء للناس" فهل الأسباب هي تنفع بذاتها أم أن الله أودع فيها الأسرار فتفعل ؟
جواب13: لا هذا ولا ذاك.إذاً ما هو الصحيح ؟ هذا الجواب يسبقه أبحاث ، أولها معرفة الله سبحانه ومعرفة هيمنته على خلقه ، ثانياً بحث القضاء والقدر ثم الجواب على سؤالك هذا بعد ذلك .
سؤال14: إن شوقي إلى معرفة الله أعظم من شوقي إلى معرفة العسل وشفائه وشوقي إلى معرفة القدر أشد أيضاً فأجبني يرحمك الله عن ذلك .
جواب14: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى من والاه ، لا أريد في هذا الجواب أن أسوق الأدلة على وجود الله سبحانه وتعالى، فالإنسان المميز الذي يعرف يده اليمنى من اليسرى يعرف الله سبحانه بأقل تأمل في هذا الكون المنظم فلو سألت طفلاً من صنع لك عيناً ترى وأذناً تسمع لاحتار، فإذا قلت له : الله الذي خلقها وخلق كل شئ يستريح قلبه وتطمئن نفسه ويرتوي ضمؤه والحمد لله ، ولهذا أرسل الله سبحانه رسله . وإنما أريد أن أزيدك علماً بالله سبحانه وتعالى. إعلم أن كل مخلوق محدود وكل متعدد محدود ولكن بمقاييس. إذا أردت أن تشتري فاكهه تقول للبائع أعطني خمس كيلوات من العنب، وإذا أردت أن تشتري أقمشة تقول للبائع أعطني عشرين متراً من القماش، تحدد الكمية لكن بمقياس آخر وكل جسم يأخذ حيزاً من الفراغ محدود بقدر ما اشغل من الفراغ. والجن محدود والدليل أنه متعدد ، والملائكة محدودون ولكن بمقياس غير مقياس الأجسام، والجن لأن الجن خلقوا من نار والملائكة خلقوا من نور. والأرواح مخلوقة ومحدودة بدليل أنها متعددة فروح هذا غير روح هذا. والعقل محدود وذلك لتفاوت العقول ثم بداية العقل الحياة و نهايته الموت وإذا أراد الإنسان أن يدخل خيطاً في ثقب إبره فإن عقله يكون محصوراً في ذلك الوقت في ثقب الإبرة. إحفظ هذه العبارة جيداً. ومن خصائص المحدود أنه إذا اشتغل بشيء شغل عن غير ذلك الشيء ، فالملائكة الذين يحفظون هذا غير الذين يحفظون هذا، وروح هذا غير روح هذا، و الجني إذا اشتغل بهذا شغل عن هذا، والعقل إذا اشتغل بإدخال الخيط في الإبرة ذهل عن كل شيء في ذلك الوقت. أما الله سبحانه وتعالى فهو غير محدود. تجد الملايين من الناس على جبل عرفات يدعون الله بلغات مختلفة وأصوات شتى ، فلا تشتبه عليه الأصوات ولا تختلف عليه اللغات وهو سبحانه وتعالى في نفس الوقت يسيِّر الأملاك ويدوِّر الأفلاك ويسوق الغذاء إلى كل شعره بمقدار وإلى كل نبتة ، قال تعالى : "والذي أنزل من السماء ماءً بقدر" ، وقال تعالى : "وخلق كل شيء فقدره تقديرا" ، وهو سبحانه يصور ما في الأرحام، واعلم أن البيضة رحم، وكم من الأسماك والطيور والجراثيم يتناسل عن طريق البيض وفي نفس الوقت هو القائم على كل نفس بما كسبت ويعلم السر وأخفى وهو جل جلاله ولا إله غيره " يمسك السماوات والأرض أن تزولا" ولا يشغله شأن عن شأن, تدبر ترشد. إذاً فالمحدود ما يحكم عليه العقل، وغير المحدود هو ما لا حكم للعقل عليه. فالله تبارك وتعالى غير محدود بهذا المعنى لا من التحديد المكاني، فالعدم المطلق غير متناهي فالله خلق العقل وأحاط بالعقل ولا يحيط العقل به ، علماً بأنه فوق المكان والزمان وإلا لزم القول بالتحديد وينبني عليه بعد ذلك التجسيد حتماً إذ من المستحيل أن يحيط الشيء بما هو محيط به، قال سبحانه : "لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير" والأبصار تطلق على البصائر، قال سبحانه : "فاعتبروا يا أولي الأبصار" يعني العقول إذ الاعتبار هو القياس وهو من وظيفة العقل لا من وظيفة البصر. فالعقل لا يحيط بالله سبحانه ولا حكم له عليه، قال سبحانه : "ولا يحيطون به علما" , "ليس كمثله شيء".
سؤال15: إذاً فكيف نحكم بأن الله عليم حليم مستوٍ على عرشه سميع بصير منزه عن النقائص ؟
جواب15: الآن ترى أن ما قلته لك آنفاً هو قواعد تُحَلُّ على أساسها هذه الكلمات التي أوردتها.قولك منزه عن النقائص فهذا حكم لله لا على الله جل جلاله فلاحظ البَوْنَ الشاسع بين الحكم لله والحكم على الله. أتدري ما معنى سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ؟ التسبيح هو التنزيه فسبحان الله معناها أعترف بالحقيقة الأزلية وهي أن الله منزه عن صفات النقص كلها ، فلا يُتَصوَّر أن يكون حادثاً ولا عاجزاً ولا بخيلاً ولا متصفاً بأي صفةٍ لا تليق بالإله تبارك وتعالى. ومعنى الحمد لله ، أعترف بالحقيقة الأزلية وهي أنك يا إلهي متصف بجميع صفات الكمال بلا نهاية ولا انقطاع. ومعنى لا إله إلا الله: يعني أعترف أن الذات الواجب الوجود في الأزل المنزه عن صفات النقص المتصف بجميع صفات الكمال .. (الله) . اسمه كما علمنا لا يتصور العقل له ثانٍ لأنه غير محدود، ولو كان محدوداً يتصور العقل له ثانٍ . ومعنى الله أكبر: الله أكبر مما سطرت الأقلام في تحميده ، واختلجت به الخواطر في تحميده ، ومما أذعنت به الأرواح في قربه وتقديسه ومما أثنت عليه النفوس من إحسانه. وأكبر من كل ما لهج به الخلق من تحميده، لذلك كان في دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم : "سبحانك لا أُحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك". فتأمل أنت كما أثنيت على نفسك تجد أن علم الخلق بالله على حسب ما أحاطت به عقولهم وأرواحهم، والعقول والأرواح مخلوقة ، فكل ما اعترفت به من جلال قدرة بالنسبة إلى عظيم شأنه كما يأخذ المخيط إذا أُدخل البحر. الحمد لله الحمد لله فأنا أكتب لنفسي أولاً حيث أجد المتعة في تمجيد الله تعالى الحمد لله . فالله سبحانه هو الله الواحد الأحد المسمى بجميع أسمائه الحسنى المتصف بجميع صفاته العليا منذ الأزل قبل كل شيء .
........ الشيخ محمد علي سلمان القضاة رحمه الله
جواب13: لا هذا ولا ذاك.إذاً ما هو الصحيح ؟ هذا الجواب يسبقه أبحاث ، أولها معرفة الله سبحانه ومعرفة هيمنته على خلقه ، ثانياً بحث القضاء والقدر ثم الجواب على سؤالك هذا بعد ذلك .
سؤال14: إن شوقي إلى معرفة الله أعظم من شوقي إلى معرفة العسل وشفائه وشوقي إلى معرفة القدر أشد أيضاً فأجبني يرحمك الله عن ذلك .
جواب14: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى من والاه ، لا أريد في هذا الجواب أن أسوق الأدلة على وجود الله سبحانه وتعالى، فالإنسان المميز الذي يعرف يده اليمنى من اليسرى يعرف الله سبحانه بأقل تأمل في هذا الكون المنظم فلو سألت طفلاً من صنع لك عيناً ترى وأذناً تسمع لاحتار، فإذا قلت له : الله الذي خلقها وخلق كل شئ يستريح قلبه وتطمئن نفسه ويرتوي ضمؤه والحمد لله ، ولهذا أرسل الله سبحانه رسله . وإنما أريد أن أزيدك علماً بالله سبحانه وتعالى. إعلم أن كل مخلوق محدود وكل متعدد محدود ولكن بمقاييس. إذا أردت أن تشتري فاكهه تقول للبائع أعطني خمس كيلوات من العنب، وإذا أردت أن تشتري أقمشة تقول للبائع أعطني عشرين متراً من القماش، تحدد الكمية لكن بمقياس آخر وكل جسم يأخذ حيزاً من الفراغ محدود بقدر ما اشغل من الفراغ. والجن محدود والدليل أنه متعدد ، والملائكة محدودون ولكن بمقياس غير مقياس الأجسام، والجن لأن الجن خلقوا من نار والملائكة خلقوا من نور. والأرواح مخلوقة ومحدودة بدليل أنها متعددة فروح هذا غير روح هذا. والعقل محدود وذلك لتفاوت العقول ثم بداية العقل الحياة و نهايته الموت وإذا أراد الإنسان أن يدخل خيطاً في ثقب إبره فإن عقله يكون محصوراً في ذلك الوقت في ثقب الإبرة. إحفظ هذه العبارة جيداً. ومن خصائص المحدود أنه إذا اشتغل بشيء شغل عن غير ذلك الشيء ، فالملائكة الذين يحفظون هذا غير الذين يحفظون هذا، وروح هذا غير روح هذا، و الجني إذا اشتغل بهذا شغل عن هذا، والعقل إذا اشتغل بإدخال الخيط في الإبرة ذهل عن كل شيء في ذلك الوقت. أما الله سبحانه وتعالى فهو غير محدود. تجد الملايين من الناس على جبل عرفات يدعون الله بلغات مختلفة وأصوات شتى ، فلا تشتبه عليه الأصوات ولا تختلف عليه اللغات وهو سبحانه وتعالى في نفس الوقت يسيِّر الأملاك ويدوِّر الأفلاك ويسوق الغذاء إلى كل شعره بمقدار وإلى كل نبتة ، قال تعالى : "والذي أنزل من السماء ماءً بقدر" ، وقال تعالى : "وخلق كل شيء فقدره تقديرا" ، وهو سبحانه يصور ما في الأرحام، واعلم أن البيضة رحم، وكم من الأسماك والطيور والجراثيم يتناسل عن طريق البيض وفي نفس الوقت هو القائم على كل نفس بما كسبت ويعلم السر وأخفى وهو جل جلاله ولا إله غيره " يمسك السماوات والأرض أن تزولا" ولا يشغله شأن عن شأن, تدبر ترشد. إذاً فالمحدود ما يحكم عليه العقل، وغير المحدود هو ما لا حكم للعقل عليه. فالله تبارك وتعالى غير محدود بهذا المعنى لا من التحديد المكاني، فالعدم المطلق غير متناهي فالله خلق العقل وأحاط بالعقل ولا يحيط العقل به ، علماً بأنه فوق المكان والزمان وإلا لزم القول بالتحديد وينبني عليه بعد ذلك التجسيد حتماً إذ من المستحيل أن يحيط الشيء بما هو محيط به، قال سبحانه : "لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير" والأبصار تطلق على البصائر، قال سبحانه : "فاعتبروا يا أولي الأبصار" يعني العقول إذ الاعتبار هو القياس وهو من وظيفة العقل لا من وظيفة البصر. فالعقل لا يحيط بالله سبحانه ولا حكم له عليه، قال سبحانه : "ولا يحيطون به علما" , "ليس كمثله شيء".
سؤال15: إذاً فكيف نحكم بأن الله عليم حليم مستوٍ على عرشه سميع بصير منزه عن النقائص ؟
جواب15: الآن ترى أن ما قلته لك آنفاً هو قواعد تُحَلُّ على أساسها هذه الكلمات التي أوردتها.قولك منزه عن النقائص فهذا حكم لله لا على الله جل جلاله فلاحظ البَوْنَ الشاسع بين الحكم لله والحكم على الله. أتدري ما معنى سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ؟ التسبيح هو التنزيه فسبحان الله معناها أعترف بالحقيقة الأزلية وهي أن الله منزه عن صفات النقص كلها ، فلا يُتَصوَّر أن يكون حادثاً ولا عاجزاً ولا بخيلاً ولا متصفاً بأي صفةٍ لا تليق بالإله تبارك وتعالى. ومعنى الحمد لله ، أعترف بالحقيقة الأزلية وهي أنك يا إلهي متصف بجميع صفات الكمال بلا نهاية ولا انقطاع. ومعنى لا إله إلا الله: يعني أعترف أن الذات الواجب الوجود في الأزل المنزه عن صفات النقص المتصف بجميع صفات الكمال .. (الله) . اسمه كما علمنا لا يتصور العقل له ثانٍ لأنه غير محدود، ولو كان محدوداً يتصور العقل له ثانٍ . ومعنى الله أكبر: الله أكبر مما سطرت الأقلام في تحميده ، واختلجت به الخواطر في تحميده ، ومما أذعنت به الأرواح في قربه وتقديسه ومما أثنت عليه النفوس من إحسانه. وأكبر من كل ما لهج به الخلق من تحميده، لذلك كان في دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم : "سبحانك لا أُحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك". فتأمل أنت كما أثنيت على نفسك تجد أن علم الخلق بالله على حسب ما أحاطت به عقولهم وأرواحهم، والعقول والأرواح مخلوقة ، فكل ما اعترفت به من جلال قدرة بالنسبة إلى عظيم شأنه كما يأخذ المخيط إذا أُدخل البحر. الحمد لله الحمد لله فأنا أكتب لنفسي أولاً حيث أجد المتعة في تمجيد الله تعالى الحمد لله . فالله سبحانه هو الله الواحد الأحد المسمى بجميع أسمائه الحسنى المتصف بجميع صفاته العليا منذ الأزل قبل كل شيء .
........ الشيخ محمد علي سلمان القضاة رحمه الله