المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عصمة الرسل



عماد
01-17-2005, 02:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
( عصمة الرسل )
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , اللهم لا علم لنا إلا ما علّمتنا انك أنت العليم الحكيم , رب اشرح لي صدري ويسر لـي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي , اللهم انفعنا بما علّمتنا وعلمنا مـــا ينفعنا وزدنا علما يقربنا إليك يا رب العالمين :
نتحدث إن شاء الله عن موضوع هام في عقيدتنا وهو عصمة الرسل , من عقيدة المسلم ان الرسل معصومون , معنى معصومون ؛ معصومون من الذنوب التي تُعدّ بحق عامة الناس ذنوبا , إلا ان لهم ذنوبا من نوع خاص , فالرسول محمد عليه الصلاة والسلام عندما اخذ الفداء من اسرى بدر اختار العمل الفاضل على العمل الافضل وباجتهاد وليس مخالفة لامر الله , لم يكن عنده اوامر من الله ان يقتلهم او ياخذ منهم الفداء , استشار سيدنا عمر فاشار عليه بقتل الاسرى واستشار ابا بكر فاشار عليه - وكان رقيق القلب رحيما رضي الله عنهم – قال : يا رسول الله خذ منهم الفداء نقوي الجيش ونستعين على طاعة الله سبحانه وتعالى وعلى الجهاد ولعلهم ان يُسلموا , لعل الله ان يهديهم , فأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم برأي ابي بكر , وكان من طريق الرسول عليه الصلاة والسلام انه ما خُير بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن اثما او قطيعة رحم , فاخذ برأي ابي بكر اجتهادا اذ ليس عنده امر رباني كيف يفعل , فاختار اخذ الفداء وكان الافضل قتلهم , فنزل عليه العتاب الرباني فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي فجاء ابو بكر فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي فجلس واخذ يبكي بدون سؤال ولا جواب , رأى الرسول يبكي فجلس فورا وصار يبكي , جاء عمر رضي الله عنه فقال : يا رسول الله إن كان هناك شيء يبكي بكيت معكم وإلا سلّيتكم , فقال الرسول عليه الصلاة والسلام : لقد عُرض علي عذاب هذه الامة اقرب من هذا – امامه جدار , حائط . فما الذنب الذي فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ اختار الفاضل وترك الافضل , وهذه بحق الانبياء تعد معصية وذنبا , اما بحق عامة الناس فعندنا : المجتهد اذا اصاب فله اجران واذا اخطأ فله اجر وليس عليه عقوبة , فالرسل معصومون عن كل ذنب يعد بحق عامة الناس معصية , عندما نقول : الرسل معصومون فهذا شيء ضروري , يعني اولا حكم عقلي , فالرسول حجة في قوله وفعله وتقريره , معنى تقريره أي انه اذا فعل احدهم شيئا امام الرسول صلى الله عليه وسلم وسكت عليه فمعناه ان هذا الشيء حلال , قالوا : ما الدليل على ان الضب اكله حلال ؟ قالوا : أُكل الضب على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فكان هذا دليل الصحابة ودليل المسلمين على ان الضب اكله حلال . فالرسول لو لم يعصمه الله - ليس فقط رسولنا بل كل الرسل وكل الانبياء – لو لم يعصمهم الله سبحانه وتعالى فاننا لا نستفيد من رسالتهم أي شيء , لانه اذا لم يكن معصوما فانه اذا تكلم فإنا لا ندري اهو كاذب ام صادق واذا فعل شيئا فلا ندري اهو يفعل قربة الى الله ام معصية واذا سكت عن شيء فلا نستطيع ان نفهم ان هذا الشيء حلال لانه سكت عليه او حرام ... لا نعرف , اذا لم يكن الرسول معصوما فلا فائدة اصلا من رسالته .
نستعرض الاشياء التي تشتبه على الناس ويظنون ان الرسل ليسوا معصومين :

عماد
01-17-2005, 02:13 PM
قصة آدم عليه السلام
واكل من الشجرة وخالف امر الله تعالى : " وعصى آدمُ ربَّه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى " لا يصح ان تقف عند " فغوى " عليك ان تقول " فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى " ادبا مع نبي الله مع رسول الله آدم عليه السلام , هذا نص قرءاني لكن في نفس السورة – سورة طه – يقول الله تبارك وتعالى : " ولقد عهدنا الى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما " يقول بعض الناس نسي يعني ترك , قلنا صحيح تستعمل كلمة نسي بمعنى ترك " وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا " , الله لا ينسى لكن معنى النسيان هنا الترك و" كما نسيتم " يعني كما تركتم " قال كذلك اتتك ءاياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى " واللهُ لا ينسى لكن هذا اسمه في علم البلاغة ( المشاكلة ) سمى تركهم لامر الله تعالى نسيانا فسمى حرمانهم من رحمته نسيانا , هذا من قبيل المشاكلة , أي نعم , فنعم إن كلمة نسي تخرج عن معناها الاصلي الى ترك , لكن اللفظ لا يفسر بغير معناه الاصلي الا اذا استحال معناه الاصلي او كانت هنالك قرينة تصرفه عن معناه الاصلي , فهل يستحيل على آدم ان ينسى ؟ وما سمي الانسان الا لنسيه ولا القلب الا انه يتقلب , اللهم مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك , هذا من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم وكان يكثر منه , فاذاً لماذا نفسرها بترك آدم ؟ نسي يعني نسي , فكانت معصية آدم عليه السلام عن طريق النسيان , القى الله عليه النسيان فاكل من الشجرة , هذا بالنسبة لقصة آدم عله السلام .
يقولون لك : كل هذا الذي حدث لنا بسبب نسيان ؟ طيّب , اما قلنا لك : الرسول محمد عليه الصلاة والسلام عندما اختار الفاضل وترك الافضل قال : عُرض علي عذابكم اقرب من هذا , مع انه بالنسبة لنا لا يعتبر معصية ولا عذاب عليه , هذا النسيان بحق الانبياء معصية اما بحقنا نحن فليس بمعصية اذاً هنا اعتبار المقامات لا بد منه , اضرب لك مثالا على ان النسيان كيف يكون احيانا عندنا جريمة : اذا عمل احدنا ( طبخة ) وليمة ... عزومة .. ولقي صديقه وقال له : هذه الليلة عندنا عشاء تفضل يا فلان ( لتتعشى ) عندنا , وعند وقت العشاء لم يحضر , قال له : ما لك لم تحضر يا فلان وقد دعوناك ؟ اجابه : والله انشغلت ونسيت لا تؤاخذني , إيه نسيت .. نسيت , لا حول ولا قوة الا بالله , يعذره وينتهي الامر , لكن لو ان الملك اتصل بالهاتف وقال : الو , يا رئيس الحكومة تعال الي فورا , محتاجك , مرت ساعة ... ساعتين ولم يحضر , رفع الملك سماعة الهاتف واتصل به قائلا : ما لك لم تحضر ماذا تفعل عندك ؟ قال : ايه يا مولاي والله نسيت , رد عليه الملك : نعم ؟ نسيت ؟ كيف نسيت ؟ اذا انا عندك منسيّ فما هو المذكور عندك ؟ والله فورا يقيل الحكومة كلها ويغيرها ! شو نسيت ؟ فهنا ملاحظة قرب المقامات , يعني احدنا لو نسي فشرب في نهار رمضان فانه لا يأثم ولا يفطر وصيامه صحيح , لكن لو فعلها نبي فانه يعتبر عاصيا بالنسبة لقرب مقامه من الله تبارك وتعالى بسبب قربه من الله تبارك وتعالى فبأي شيء ينشغل النبي عن ربه ؟ ! لذلك الله سبحانه وتعالى القى على آدم النسيان فنسي ثم كان المقدور ولله في خلقه شئون , فنحن على قدر ما نفهم من اسرار فعل الله ومن اسرار شريعة الله فاننا لا نحيط بكل اسرار شريعة الله , فمثلا عندما نقول : الخمر محرمة بسبب انها تذهب بالعقول وانها طعام فاسد هذا ليس هو السبب الوحيد في تحريمها , الله سبحانه وتعالى اعلم بسبب تحريمها , هذا من الاسباب التي استطعنا ان نفهمها بتوفيق الله سبحانه وتعالى ان من اسباب تحريم الخمر هو انها تذهب بالعقول وانها طعام فاسد يؤدي الى المضرة الصحية وهذا ليس كل السر فنحن لم نطلع على جميع اسرار التشريع ولكن الله يطلع من يشاء من خلقه على ما يشاء من اسرار التشريع , اما الاحاطة بجميع اسرار التشريع فلا نعلمها . لماذا القى الله سبحانه وتعالى على آدم النسيان ؟ هذا شيء لا نستطيع ان نحيط به , اضرب لك مثالا : عندما تمسك خيطا وتريد ان تدخله في ثقب ابرة يكون كل تفكيرك محصور ... اين ؟ في ثقب ابرة , فالعقل الذي ينحصر في ثقب ابرة احيانا هل يستطيع ان يحيط بكل علم الله سبحانه وتعالى وحكمته ؟ ... الله ... اما عن قصة سيدنا آدم عليه السلام مع زوجته " فلما تغشاها حملت حمْلا خفيفا فمرت به فلما اثقلت دعَوَا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما تالله لتُسألن عما كنتم تعملون " هنا الاية فيها دمج , يقولون ان سيدنا آدم كان يولد لـه اولادا مشوهين فدعا الله ان : اذا اعطاه ولدا ليس مشوها وليس لـه قرون وليس على شكل الحيوانات وليس له اظلاف ليشكرن الله , فجاءه الشيطان وقال له : يا آدم اذا سميته عبدالحارث فانا اضمن لك ان ياتي المولود سالما , فلما ولد له ولد سالم سماه عبدالحارث ؛ هذه من روايات الكفرة . الاية فيها دمج : ذلك ان سيدنا آدم عاهد الله لئن آتاه صالحا ان يكون من الشاكرين لنعمة الله فلما آتاهما أي الاجيال من بعده واستمر الانسان ياتي صالحا - يعني ليس فيه شبه من الحيوانات وليس لـه ذنَب ولا قرون ولا اظلاف , فلما استمرت نعمة الله تبارك وتعالى على الناس منذ ان خلق الله آدم ولم يكن آدم يولد لـه اولاد مشوهين ... لا ... القصة انه عندما حملت حواء وكان آدم يتوقع ان تلد دعَوَا الله ان اذا آتيتنا مولودا صالحا ان نشكرك ولم يكن لـه ابناء مشوهين ومن ثم بدءوا يصيحوا ... لا بل اننا سنشكرك يا رب على النعمة التي هي انك تُبارك فينا وتجعل لنا ذرية , فالله تعالى يقبّح على المشركين من بعد آدم ان العهد الذي أُخذ عليكم والذي اعطاه الله لربه ان تشكروا الله على نعمه عندما ياتيكم مولود فكيف اصبحتم تسمونه عبد فلان من الاصنام ... عبداللات وعبدالعزى , هذه هي الملامة , هذا فيه دمج في القرءان والقرءان وجيز وبليغ , والذي يتامل في آياته يدرك هذا الدمج فسيدنا سليمان عليه السلام في قصته " ردوها علي " يعني الشمس فصلى العصر , ثم الخيل فاخذ يمسح التراب عن اعناقها وعن سوقها وليس انه بدأ يقطع رؤوسها وان الله اعطاه الريح , الله اعطاه الريح كرامة له ومعجزة وآية من آياته ... أي نعم .

عماد
01-17-2005, 02:14 PM
قصة سيدنا يوسف عليه السلام
قال الله تبارك وتعالى : " ولقد همت به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه " قال بعض المفسرين : هم بها أي يضربها , من اين اتيت بهذا ؟ نريد دليلا عليه , لا يوجد دليل قطعي , " همت به " يوجد دليل على انها همت به تريد الزنا لانه يوجد دليل قبله " وراودته التي هو في بيتها عن نفسه " لكن " هم بها " لا يوجد دليل على انه اراد الزنا , الذي ورد في القرءان " ولقد همت به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه " التفسير الصحيح والله سبحانه وتعالى اعلم هو " ولقد همت به " تريد الزنا "وهم بها لولا ان رأى برهان ربه " يعني الاية فيها تقديم وتاخير يعني لولا انه راى برهان ربه لهم بها وهذا زيادة ثناء من الله تعالى وتاكيد على براءة يوسف عليه السلام ونزاهته , الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم , يوسف رسول ابن يعقوب رسول ابن اسحق رسول ابن ابراهيم رسول , كلهم رسل الله , فهذا زيادة تاكيد من الله تبارك وتعالى على طهارة يوسف وبراءته فلم يكن هنالك مانع طبيعي من ان يهم بها , فالمراة جميلة وهي الراغبة والطالبة والابواب مغلقة ويوسف عليه السلام لم يكن عِنّينا , يعني انه لم يكن ( طربيلة ) لا ينفع النساء , كان رجلا سويا فاي مانع من وقوع العملية الجنسية ؟ ليس هنالك سبب مادي يمنع وقوع العمل الجنسي الا شيئا خارجيا وهو انه راى برهان ربه , كيف راى برهان ربه ؟ يقول بعض الناس .. بعض التفاسير تاتي بروايات عن ابن عباس وغيره انه بعد ان حلحل سراويله وقعد بين رجليها مقعد الرجل من امراته واذا به يرى صورة ابيه أمامه وهو عاض على اصبعه فتركها وقام ... هذا التفسير ينسبونه لابن عباس رضي الله عنه ( وياما كذبوا ) وطالما كذبوا على النبي صلى الله عليه وسلم وكذبوا على ابن عباس , نرجع الى تحليل الموضوع حتى نعرف قاله ابن عباس او لم يقله , في هذه الحالة لو كان كما فسروا فاي فضل ليوسف عله السلام على بقية الناس حتى يثني عليه ربنا ؟ يقول تبارك وتعالى : " ولما بلغ اشده ءاتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين " أيُّ واحد من عامة الناس يحدث معه مثل هذا المشهد فانه يقوم ويترك الفاحشة فاي فضل لـه على بقية الناس ؟ ليس هذا هو الواقع , الواقع انه لم يهم بها لانه كان على علم بالله سبحانه وتعالى , متى راى برهان ربه اذن ؟ راى برهان ربه عندما راى في المنام " احد عشر كوكبا والشمس والقمر " قال : " رايتهم لي ساجدين " راى برهان ربه عندما القاه اخوته في البئر وتخلوا عنه , قال الله تعالى : " واوحينا اليه لتنبئنهم بامرهم هذا وهم لا يشعرون " وهذه افضل تسلية مناسبة لطفل في هذا السن في هذا المقام لان الاولاد يحبون لعبة الخبابة ( الطماية ) كثيرا , " واوحينا اليه لتنبئنهم بامرهم هذا وهم لا يشعرون " اوحينا اليه ... نزل عليه جبريل عليه السلام ووضع جناحه بين يوسف وبين الماء وحضنه حتى لا يقتله البرد " وجاءت سيارة فارسلوا واردهم " راى برهان ربه فهو قد عاش في بيت رسول فكيف لا يعرف الله ! وهو معد لان يكون رسولا فكيف لا يعرف الله ! الم يعرف الله سبحانه وتعالى الا في تلك اللحظة عندما راى اباه عاضا على اصابعه ؟ هذا الكلام بعيــد " ولقد همت به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه " يقول بعض علماء النحو ان ما بعد لولا لا ينقض ما قبلها , فلو كنت انا وانت امام القاضي وادعيت انك اقرضتني مائة دينار , وسال القاضي : هل صحيح اقرضك مائة دينار ؟ اقول لـه : اقرضني هو مائة دينار لولا انني ( بطلت ) عدلت عن ذلك , فهنا القاضي لا ينظر الى ما بعد لولا , من ناحية اسلوب اللغة العربية سيحكم بانني استقرضت ولا ينظر الى لولا لان لولا ما بعدها لا ينقض ما قبلها . نعم لولا ما بعدها لا ينقض ما قبلها في حالة طبيعية كالتي ذكرناها , لكن يجوز ان لولا ما بعدها ينقض ما قبلها في امر هام مثل : انسان في بستانه يحرسه في الليل وبندقيته معه وفجاة سمع صوتا غريبا .. خربشة ... عند راسه ظنها خنزيرا او ... اشتبه عليه هل هو عدو سبع ... مد البندقية فورا وسددها , فهم ان يطلق النار ليقتل... فتحرك صاحب الصوت والخربشة فتبين انه ابنه يبدأ فورا بالنكير عليه ... يصيح عليه ... ياخذه الرعب والملامة ... يفزع جاره من هناك : ما لك يا فلان ؟ ما لك تصيح على الولد ؟ تسب وتشتم ؟ يقول لـه انظر هل تلومني ... جاء الي بدون ان يعطيني خبرا مسبقا أي انني قتلته لو ان الله لم يقتله , قتلته لولا ان الله سلّم , يقول هكذا ولا يقول لولا الله لم يقتله لقتلته , تاتي العبارة فيها ركاكة يقول : قتلته لكن الله لم يقتله , فتاتي العبارة بهذا الشكل لتاكيد وقوع الشيء الذي لم يقع لمانع خارجي , قال : قتلته لولا ان الله لم يقتله , لكن الله لم يقتله والا انا قتلته وانتهى , ففي مثل هذا المقام يمكن ( لولا ) ما بعدها ينقض ما قبلها , فهنا كان الامر متحقَّق الوقوع لولا سبب خارجي وهو معرفته بالله تعالى , فِعلا مقام صعب جدا ولا يثبت عليه الا الاقلة من الناس , ولذلك قال الله سبحانه وتعالى : " ولقد همت به وهم بها لولا ان رأى برهان ربه " ما الذي يمنعه ان يهم بها لولا انه راى برهان ربه ؟ راه في السابق وليس في تلك اللحظة ان اباه عاض على يده , وانظر الادلة التي تدل على براءة يوسف من الهم , قال بعض العلماء : هذا الهم لا يعتبر معصية , اخي هذا بحقك انت لا يعتبر معصية اما بحق يوسف يعتبر معصية كبرى , اذا كان السهو من آدم اعتبر معصية كبرى واذا كان اختيار الفاضل وترك الافضل من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتبر معصية كبرى بحقه صلى الله عليه وسلم فكيف يهم بامراة , يهم بالزنا , كيف لا يعتبر جريمة ؟ يعتبر جريمة كبرى لو حدث هذا , لكن الايات القرءانية والنص القرءاني كله يوضح ويشهد ببراءة يوسف ؛ اولا " وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الابواب وقالت هيت لك قال معاذ الله " واذا سيدها لدى الباب , ماذا قال سيدنا يوسف ؟ قال : " هي راودتني عن نفسي " فهل يكذب النبي ؟ كلا , الله عز وجل اقام الطفل الرضيع يشهد " إن كان قميصه قُد من قُبل فصدقت وهو من الكاذبين وان كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين فلما راى قميصه قُد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم "... الله ... فهل هذا واحد كان يحلحل سراويله حتى راى اباه ناظرا اليه بطريق الكشف وهو عاض على اصبعه ؟ هل يُنطق اللهُ الطفلَ ليشهد ببراءته ؟ ثم عندما جمعت النساء قالت : " فذلك الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما ءامره ليسجنن وليكونن من الصاغرين " لم تقل : بعد ان قعد ذلك المقعد وحلحل سراويله ثم ( انطقر ) عدل ... تراجع وقال والله لم ادر ماذا اجيبك , او ما الذي لم يعجبه , لم تقل هذا بل قالت : " فاستعصم " فعندما دخل السجن وبعث اليه الملك " وقال الملك ائتوني به " " فلما جاءه الرسول قال ارجع الى ربك فاساله ما بال النسوة اللاتي قطعن ايديهن ان ربي بكيدهن عليم " لو كان فعلا قعد ذلك المقعد حتى راى اباه عاضا على اصبعه وياتي يتدلل حتى تثبت براءته ومن ثم يخرج , هل يحاول ان يؤكد الكذب ؟ نبي يحاول ان يؤيد الكذب من اجل ان يبرئ نفسه ؟ هل يكون بتلك الوقاحة ؟ لو عملها لكان ( ما صدّق ) وان يأتي الله بالفرج ويخرج ويخلص من السجن , لكنه واثق من نفسه قال : " ارجع الى ربك فاساله ما بال النسوة اللاتي قطعن ايديهن ان ربي بكيدهن عليم " ولما ناقش الملك النسوة " قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء " " قالت امراة العزيز الان حصحص الحق انا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين ذلك ليعلم اني لم اخنه بالغيب وان الله لا يهدي كيد الخائنين " فعندما جاء ابوه فماذا قال يوسف لابيه ؟ " انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين " فهذه الشواهد كلها تدل على ان سيدنا يوسف عليه السلام ما همّ بالفاحشة ولا حلحل سراويله وانما هذه قصص اسرائيلية ادخلها قسم من علماء الاسلام السابقين , كان يريد حشي كتابه , المهم ان يكون الكتاب كبيرا , اما ماذا يضع فيه ؟ كحاطب ليل , ممكن ان يضع حطبا وممكن ان يمسك حية ويضعها مع الحزمة لكن جزى الله علماءنا خيرا , القسم الاخر منهم ياتي الى هذه القصص وينقحها ويدحضها , اذن فسيدنا يوسف عليه السلام معصوم .

عماد
01-17-2005, 02:16 PM
قصة سيدنا داوود عليه السلام
الذي يقولـه اليهود لعنة الله عليهم : ان داوود كان في المحراب وجاءت حمامة من ذهب فرّت وحاول امساكها واثناء ذلك نظر من الشباك واذا امراة اوريال قائد جيشه تستحم فاعجبته كثيرا ... فزنى بها وحبلت منه ! زوجها كان في المعركة يقاتل في سبيل الله ورسول الله داوود يزني بامراته , لعنة الله على اليهود , وقالوا اكثر من هذا , قالوا : يعقوب زنى بكنته ( زوجة ابنه ) وقالوا : لوط زنى بابنتيه الاثنتين وحبلن منه بعد ان انجاه الله من الهلاك - وهذا كله قبل ان تصل الى الصفحة مئة في التوراة , وكان الحاخامات والخورة رؤساء الدين يكذبون على الانبياء حتى يجعلوا لانفسهم مبررا اذا فعلوا الفواحش , عندهم اذا طهرت المراة من الجنابة او من الحيض او النفاس تغتسل بالماء ورماد البقر ثم تاخذ زوجا من الحمام او اليمام ( يعني زغاليل ) وتذهب الى الكاهن فيطهرها , كيف يطهرها الكاهن وهي تقلي له الحمام ؟ والله نحن ( ما عندنا هاي الشغلات ) لا يوجد عندنا هذا الشيء .
كيف ياخذ علماء الاسلام بهذه الاقاويل ويجعلونها في كتب الاسلام وهم يعرفون ان الرسل معصومون وهذا من صميم عقيدتنا , كيف يعتمدون على كتاب يقول اصحابه - هذا النبي ارميا في صفحة 1087 من العهد القديم يقول لليهود : ( كيف تقولون نحن حكماء وشريعة الرب معنا , حقا انه الى الكذب حوّلها قلم الكتبة الكاذب , خُزي الحكماء اُخذوا وارتاعوا , أي حكمة لكم ) – انظر كتاب الحياة طبعة 6/1996 إنجلترا صفحة 900/901 فصل الاتكال على الحكمة المضللة - معناه يقول : كيف تقولون نحن حكماء يعني نفهم , وشريعة الرب معنا يعني التوراة , حقا انه الى الكذب حوّلها قلم الكتبة الكاذب يعني حولتموها من توراة كلام الله الى اكاذيب حشوتموها واملأتموها كذبا . هذه شهادة انبيائهم على كتابهم , فكيف يصبح هذا مصدرا لعقائدنا ؟ انهم ياخذون مثل هذه القصص ويضعونها عندنا , إقرا هذا عندهم في التوراة .
سأقرا لك ما هو ( القرءان ) الذي نزل على رسول الله سليمان بن داوود عليهم السلام , إقرا الاصحاح السابع ( نشيد الإنشاد ) - انظر كتاب الحياة طبعة 6/1996 إنجلترا صفحة 818 الى 822 الاصحاح 1الى 8 - ترى شيئا عجبا , اشياء لا تقال , والله نستحي ان نقولها , اذا اردت ان تتعلم الغزل فهناك , يقول فيه ( طبعا بدون اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولا بسم الله الرحمن الرحيم ) : ( ما اجمل رجليك بالنعلين يا بنت الكريم , دوائر فخذيك حلي صنعة صناع صرّتك كاس مدورة لا يعوزها شراب بطنك صبرة حنطة مسوسحة بالسوسن .... الخ ) هذا القرءان الذي يُتعبد بتلاوته ؟ والله ان الادباء في الجاهلية انتقدوا امرىء القيس وقالوا : في شِعره قذاعة لانه يذكر العورات , ففي الجاهلية الجهلاء يُنتقد امرىء القيس لانه ذكر بيتين في قصيدته استحي ان اقولهن ... فيهن قلة ادب . واقرأ في نشيد الانشاد : ( اين القاك ياحبيبي قال تلاقيني مع الجديان ورباياه ) اهذا قرءان يتعبد بتلاوته ؟ هؤلاء جماعة كفروا ... المغضوب عليهم لعنة الله عليهم واوسخ منهم النصارى عندما يقولون عن عيسى ملعون ( صفحة 307 من العهد الجديد / رسالة بولص الى اهل غلاطية يقول لهم : المسيح افتدانا بنفسه من لعنة الناموس اذ صار لعنة لاجلنا لانه مكتوب ملعون كل من عُلّق على خشبة ) يعني المسيح تحمل الصلب واللعنة من اجلنا , ربه ملعون فهل يلعن احد ربه يا ناس ؟ ! , المسيح لنا وليس لهم ؛ اذا مر اثنين باحد الناس فقال احدهما : السلام عليكم وقال الاخر لعنة الله عليكم فايهما صديقك ؟ الذي قال السلام عليكم , نحن نقول عيسى عليه السلام والنصارى يقولون عليه اللعنة ... النصارى وليس اليهود , والنصارى هم الذين يقولون ان المسيح ملعون , هذه هي الديانات الخربانة . وياتي علماء من علماء الاسلام واذا به يملأ كتابه ويحشوه ان داوود نظر واذا امراة اوريا تستحم فاعجبته والتف حولها وزنى بها ونادى زوجها من المعركة حتى يغطي على خطئه , فزوجها لم ينم عندها فاخبرت داوود وقالت لـه : هذا الرجل لم ينم عندي وانها حبلى من الزنى فذهب داوود نبي الله ورسول الله عليه السلام المجاهد في سبيل نشر دين الله وارسل قائد جيشه مع جماعة اقلاّء وامره بمهاجمة جيش – يعني حرب غير متكافئة – فقُتل قائد جيشه ففرح داوود لان الجو خَلا له ثم تزوجها وولدت له سليمان , هذه اقوال اليهود وهذه اقاويلهم , هذا الكلام غير صحيح ولم يرد في القرءان . الذي قاله الله سبحانه وتعالى : " وهل اتاك نبأ الخصم اذ تسوروا المحراب اذ دخلوا على داوود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تُشطط واهدنا الى سواء الصراط ان هذا اخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال اكفلنيها وعَزّني في الخطاب قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى نعاجه وان كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض الا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم " , هذا كلام الله وليس كلام داوود " وظن داوود انما فتناه " يعني امتحناه " فاسغفر ربه وخر راكعا واناب فغفرنا له ذلك وان له عندنا لزلفى وحسن مآب يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله " لغاية هنا هذا خطاب لداوود يليها كلام الله للناس " إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب وما خلقنا السماء الأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا ءاياته وليتذكر أولوا الألباب " هذه موجهة للناس اما داوود فلو وجهت هذه الكلمات لـه فانه يموت , الذي حصل مع سيدنا داوود عليه السلام : كان في يوم يقضي به بين الناس ويوم ان كان يعبد الله تبارك وتعالى في المحراب – تصوروا ان الملك كله لم يشغله عن عبادة الله - تفاجأ واذا باثنين يدخلان عليه ، الله أعلم هل هم ملائكة ضربوا له مثلا او انهم فعلا شخصين , فالله سبحانه يريد ان يعطيه درسا جديدا ويعطي العالم من بعده وكل حاكم درسا وهو ان لا يتهور مع قوة الحجة حتى النبي عليه الصلاة والسلام قال " انما انا بشر وانكم تختصمون لدي ولعل بعضكم ان يكون الحن بحجته من بعض فاقضي لـه بنحو ما اسمع فمن قضيت له بحق اخيه فانما اقضي له بقطعة من النار " وفي رواية اخرى " ان شاء فلياخذها وان شاء فليدعها " فعندما نتامل الموضوع وهذا الحديث نجد فيه عدة عبر ؛ اولا قوة الحجة إن من البيان لسحرا , ثانيا كونك تلحن بالحجة فهذا من التطفيف الذي حرمه الله في القرءان , النقطة التي نتحدث عنها هنا ان سيدنا داوود عندما جاءه احد الخصمين بهذه الحجة البالغة – اليهود يقولون انه كان عند داوود تسعة وتسعين امراة والتف على امراة قائد جيشه – العبارة التي اريد وضعها هنا واذكّر كل المسلمين بها انه لا يوجد مسلم يعرف العفة يصدق هذا عن نبي من انبياء الله انما نحن نبرهن للذي لا يعرف العفة يعني لم يصل به الايمان الى درجة انه اذا تمكن من الزنى ان يعفّ , ليس كل المسلمين وصلوا لهذه الدرجة , يقول سيدنا الغزالي رحمه الله : ان الذي يقدر على الزنى ويعف يعتبر صِدّيقا , لكن صِديقا على الحافة لان آخر ما يخرج من رؤوس الصِدّيقين حب السيادة , طبعا وقائد الصِديقين هو ابو بكر رضي الله عنه , فالذي يقدر على الزنى ويعف مخافة من الله وليس لسبب آخر بل خوفا من الله يعتبر صِدّيقا , يوجد مسلمين كثيرين من هذا النوع فكيف يتوقع أي انسان فينا العفة من نفسه ولا يتوقعها من رسل الله ؟ لا احد يكون عفيفا شريفا طاهرا يفكر ان يتهم يوسف او داوود ابدا انما الذي لم يصل الى تلك الدرجة من الصفاء والتقوى هو الذي يحتاج الى براهين على ان داوود ليست هكذا قصته وليس كما يفسرها الناس المخطئين .
اذا دخل عليه اثنين وفزع منهم لانهم دخلوا عليه في يوم ليس بيوم القضاء بل دخلوا عليه في يوم العبادة " تسوروا المحراب " يعني واحد عن يمينه والاخر عن شماله " قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تُشطط واهدنا إلى سواء الصراط " دُلنا على الصحيح " إن هذا أخي لـه تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها " يعني اعطني اياها "وعزني في الخطاب " يعني غلبني بالكلام , فورا سيدنا داوود الذي بعثه الله بالرحمة والعدل عندما راى هذه الصورة من البشاعة والجشع والطمع لم يبق عنده صبر فتدخل الهوى هنا وهو الميل للانتقام من اجل الحق , هذا الميل للانتقام من اجل حق يجب الا يدخل في القضاء , اولا تسمع حجة الثاني ثم بعد ذلك مِل مع الحق , هنا سيدنا داوود استثارته هذه الصورة الغريبة فلم يمهل الاخر حتى يسمع عذره لذلك فورا قال " لقد ظلمك " فلو تكلم الاخر فماذا سيقول ؟ نحن نقدر انه لو تكلم واتيحت له الفرصة للكلام ولم يتسرع سيدنا داوود عليه السلام – طبعا ماذا كان خطؤه عليه السلام ؟ هو عدم الصبر واعطاء الحكم جزافاً ارضاءً للشعور المتأجج عندما بهرته قوة الحجة وجلاء الصورة فلم يصبر حتى يأخذ الخصم الثاني حقه بالدفاع عن نفسه وإظهار الغاية إذ ربما كانت نبيلة , والغضب لله تعالى اخرجه عن التحكم بالاوامر التي تعلمها من الله تعالى وهي ان لا تقضي لأحد حتى تسمع من الثاني , هكذا اصول القضاء , لو تكلم الثاني لقال : يا نبي الله هذا عنده عشرة ابناء وكل النهار ( يكركروا ) يجرجروا بهذه النعجة وهي (غلبانين وبلشانين فيها) تشغلهم وهم مشغولون بها وباوساخها اذا اعطاني اياها لاكمل المئة وفعلا تصبح مئة تامة احسن لكن في نفس الوقت انا اعطيه سمنا ولبنا واعطيه ثمنها ولن اقصر معه يعني سياخذ من عندي مثل حليب نعجتين انما انا اريد ان اريح الاولاد منها لانه اتعب العائلة بنعجته , ليضعها مع النعاج ويرتاح ويكرَم فلن اقصر معه , افلا يكون هذا الكلام مقبولا ؟ يكون مقبولا .
الرسل اهل غيرة لله وسيدنا داوود عليه السلام بعث بالرحمة كبقية الانبياء , فعندما راى هذه الصورة من الجشع والطمع لم يبق عنده صبر حتى يسمع حجة الاخر , الظاهر والله اعلم ان الثاني قال له : يا نبي الله لم تسمع حجتي وقضيت قبل ان تسمع حجتي " وظن داوود انما فتناه " يعني امتحناه , امتحنه ليرى صبره والله اعلم بما سيجيب ثم امتحنه ليعلمه , يعني عندما تسأل تلميذك سؤالا ويخفق ماذا تعمل ؟ اذا اجاب خطأ فانت تصحح لـه الجواب , فهو وقع في خطأ في التسرع في الحكم والله سبحانه وتعالى نبهه الى ان من هوى النفس الميل للانتقام " فاستغفر ربه فخر راكعا واناب فغفرنا له ذلك " ... يا سلام ... لو بقينا على التفسير الاول : رسول ( داير ) يركض وراء امراة قائد جيشه يبعثه حتى يُقتل ومن ثم بمجرد ان سَلِم بين يدي الله قال له : " فغفرنا له ذلك " ! فما القيمة التي بقيت للحلال والحرام ! والله نحن اذن على ضعفنا معذورين اكثر من اولئك الرسل . اذا كان محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذ الفداء من اهل بدر وكان الافضل ان يقتلهم جلس يبكي ويقول : " لقد عُرض علي عذابكم اقرب من هذا " هو لم يعمل ذنبا عليه السلام " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تاخر " الرسل اعرف الناس بالله واخوفهم من الله , فهل هذا تصرف يصدر من رسل الله ! والعجيب انه يُنسب الى الغزالي في الإحياء تقريبا تأكيد من هذا الكلام مع انه رحمه الله من اهل السنة والجماعة وهم يؤمنون بعصمة الرسل , لا اعرف هل هو دسّ على الغزالي ام انه اوّلها بانه لم يقع في ذنب او لـه فيها تاويلاته الفقهية لكن هذا الموضوع لا ياتي يا سيدنا الغزالي على التحليلات الفقهية , هذا الموضوع واضح الخطأ ولا يمكن ان يقع فيه رسول من رسل الله ولذلك " فاستغفر ربه فخر راكعا واناب فغفرنا له ذلك " غفر لـه ذلك التسرع غفر لـه تلك الغيرة العارمة التي جعلته لا يسمع حجة الاخر وان كانت لله فان الله لم يُعلّمه ان ينتقم قبل ان يتاكد من الخطأ , الحكم على الشيء فرع عن تصوره , فما هو تصوره عن حجة الاخر ؟ هذا هو الشيء المعقول والذي نلقى الله عليه ان رسل الله معصومون .

عماد
01-17-2005, 02:17 PM
سؤال عن سيدنا سليمان عليه السلام قال الله تعالى : " ولقد فتنا سليمان والقينا على كرسيه جسدا ثم اناب قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي انك انت الوهاب " التفسير الذي استطيع ان ادحضه هو ما يقوله اليهود انه ترك عبادة الله وعبد صنما لأن زوجته كانت تعبد الاصنام فمال الى آلهة زوجته وعبد الصنم بدلا من عبادة الله تعالى لأن اليهود لغاية هنا وصلوا , نمشي معهم او لا نمشي معهم سنصل الى هنا , فنسال الله العفو والعافية , هذا كذب على انبياء الله لا يصدقه عاقل .
وسيدنا سليمان طوّع الخيل ليجاهد في سبيل الله اما قبل سليمان فيذكر لنا تاريخ ابن الاثير ان سيدنا اسماعيل عليه السلام كان يصيد الخيل البرية ثم يذهب ويبيعها في مصر , فلما طوّع الخيل بطريقة ما وجعل اللجام في رؤوسها واخذوا يطاردون عليها امامه فنسي صلاة العصر فَـ " رُدوها علي فطفق مسحا بالسوق والاعناق " فرد الله عليه الشمس فصلى العصر ثم غابت الشمس , اما قولهم قام سيدنا سليمان يقطع رؤوس الخيل وعراقيبها " فطفق مسحا بالسوق والاعناق " قال : فلما قتل الخيل سخر الله له بدلها الريح لأنه قتلها وهو معجب بها من اجل الله وغيرة لله تعالى لانها اشغلته عن صلاة العصر , لكن الواقع والله سبحانه وتعالى اعلم فان الانبياء اعلم واحكم وارحم من ان يقتلوا حيوانا لا ذنْب لـه انما " رُدوها علي " فرد الله عليه الشمس حتى صلى العصر ثم عندما عادت اليه الخيل – تُراك تجد دمجا في القرءان يلاحظه القارىء , فلما ردوها عليه بدأ يمسح الغبار عن اعناقها وعن سوقها لانه فرح بها ليقاتل في سبيل الله وفي سبيل نشر دين الله على ظهور الخيل .
اما بالنسبة لسيدنا ابراهيم عليه السلام فما هي الكذبات الثلاث ؟
اولا : " قال اني سقيم " والسقيم هو العليل , فهي كلمات تورية تحتمل معنيين وهو قصد المعنى الصحيح لكن يريد ان يوهمهم الى المعنى الاخر يريد ان يتاخر حتى لا يذهب الى عيد الاصنام لأن عيد الاصنام بعيد عن الاصنام حتى يذهبوا هم الى عيدهم ويرجع هو الى الاصنام ليكسرها انتصارا لله تعالى , فلما " قال اني سقيم " تركوه وذهبوا , فهموا من سقيم انه مريض لا يستطيع الذهاب معهم بينما هو كان يقصد من كلمة سقيم يعني انا متألم وموجوع من كفركم .
ثانيا : "عندما قال عن سارة انها اختي فهموا انها اخته ابنة امه وابيه بينما كان يقصد اختي في الاسلام قال الله تبارك وتعالى : " انما المؤمنون اخوة " .
ثالثا : التورية عندما قال : " بل فعله كبيرهم هذا " بل فعله يعني عن ابراهيم " قالوا ءانت فعلت هذا بآلهتنا يا ابراهيم قال بل فعله , كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون " فعله كبيرهم هذا يعني عن اصبع الابهام او الصنم الكبير " فجعلهم جذاذا الا كبيرا لهم " فعلق الفاس برقبة الصنم الكبير وقال لهم : هذا الصنم هدد الصغار لأنه لا يطيق له شريكا لان الاله لا يطيق شريكا - يضرب لهم بذلك مثلا على ان الله سبحانه وتعالى لا يقبل شريكا .
اما سيدنا ايوب عليه السلام فامتحنه الله تبارك وتعالى لان الرسل قدوة للبشر , فاذا كان يوم القيامة يعتذر بعض الناس الى الله بانْ صدهم عن عبادته البلاء فيقول لهم : هذا ايوب لم يصرفه البلاء عن طاعتي , ويعتذر بعض الناس بالغنى والملك فيحتج الله عز وجل بسليمان فيقول : هذا سليمان لم يصرفه الملك ولا الغنى ولا المال عن طاعتي .
تحدثنا عن عصمة الرسل بما ورد في القرءان عن كل هذه القصص ووجهناها التوجيه الصحيح ورفضنا ما لم يكن ثابتا من الاقاويل التي ادخلها اليهود على انبيائهم
بصوت الشيخ محمد علي سلمان القضاة رحمه الله / المتوفى سنة 1997
والله تبارك وتعالى اعلم وصلى الله على سيدنا محمد نبي الرحمة وعلى اله وسلم والحمد لله رب العالمين .