المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أول مشاركة (رياض النعيم )



ابوالمنذر
01-21-2005, 10:51 PM
الأخوة الأفاضل والمشايخ الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه اول مشاركة لى فى هذا المنتدى المبارك "نفع الله به" وهى عبارة عن مسودة لفكرة لمعايشة أسماء الله الحسنى ، وهى ستكون مجموعة من المقالات بدأتها باهذين الاسمين الكريمين "الرحمن الرحيم "وسميت هذه المقالات التى ارجو الله ان ينفع بها وييسر طبعها فى كتاب مستقل (رياض النعيم فى ظل الرحمن الرحيم)
فالرجاء من الاخوة الا يبخلوا على بالنصح والارشاد وان يسدوا الخلال ما استطاعوا وجزاكم الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:( 1)
إن العلم بالله وأسمائه وصفاته هو اشرف العلوم على الإطلاق وهو مطلوب لنفسه مراد لذاته قال الله تعالى (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) (الطلاق:12) فهذا العلم هو غاية الخلق المطلوبة وقال تعالى فاعلم انه لا اله إلا الله فالعلم بوحدانيته تعالى وأنه لا إله إلا هو مطلوب لذاته وان كان لا يكتفى به وحده بل لا بد معه من عبادته وحده لا شريك له فهما أمران مطلوبان لانفسهما إن يُعرف الرب تعالى بأسمائه وصفاته وأفعاله وأحكامه وان يعبد بموجبها ومقتضاها فكما ان عبادته مطلوبة مرادة لذاتها فكذلك العلم به ومعرفته وأيضا فإن العلم من أفضل أنواع العبادات كما تقدم تقريره فهو متضمن للغاية و الوسيلة . ا.هـ
إنّ المراد من هذه الدراسة تحقيق التوحيد الذي أرسل الله تعالى به الرسل ونزل به الكتب ، وذلك بتحقيق معرفة الله تعالى والعلم به تعالى فإن (معرفة الله بأسمائه وصفاته ومحبته ودعائه بها ، والتعبد له بمقتضاها هي جنة الدنيا من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة ، وأجمع المسلمون على فضل هذا العلم وشرفه ، فمن قلل من شأنه أو قال عنه : إنه (ترف عقلي) أو إنه انشغال بما غيره أولي منه فهو ضال مبتدع )(2 ) .

ولا نحقق التوحيد الذي أُمرنا أن نحققه إلا إذا خالطت بشاشة الإيمان سويداء القلب فيكون همّ أحدنا صلاح باطنه، وشاغله صحة قلبه ، لا مجرد الانكباب على العبادات الظاهرة وترك الشهوات الخفية تفتك بالقلب وتفسد توحيده بوصمة الرياء ،و العُجب بالنفس ، والاعتماد على الحول والطول ، وحسن الظن بها ، حتى تصير مرتع للشيطان و نعوذ بالله من أن نكون من الذين قال فيهم ربنا ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاًــ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) (3 ).

( واعلم يا أخي الكريم:
أن العبادات الظاهرة غايتها تحقيق العبادات الباطنة قال تعالى( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (4 ) وقال( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ــ )الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) ( 5) ، ولن يذوق العبد طعم الإيمان حتى تقوم هذه العبادات بقلبه)(6 ) .

( واعلم يا أخي :
أنك لن تنال هذه الأعمال القلبية إلا بفضل الله ومنته ولن تنالها بمجرد الأماني الباطلة دون جهد ، بل لابد من دوام الفكر والذكر في الآيات الكونية المرئية ، والآيات الشرعية المسموعة ، وهى ترشدنا إلي الأولى بأحسن طريق وأوضح سبيل ، وكلاهما فيه معرفة الأسماء والصفات ما يوجب للعبد كل العبادات الباطنة من حب وخوف ورجاء وتوكل وتضرع ونحوها مما سبق ذكره ، فثق بالله وتوكل عليه وسر فالطريق مفتوح ميسر لمن يسره الله عليه ) ( 7) .

أخي الكريم ما نحاول جمعه في هذه السلسلة هو كيفية التعبد لله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العُليا،لان ( التعبد بالأسماء والصفات حقيقة التوحيد :
وذلك بأن يمتلئ القلب بأجّل المعارف باستحضار معاني الأسماء الحسنى والصفات العُلى ، ويتأثر القلب بآثارها و مقتضياتها ويدعو الله بها فمثلاً:
*) أسماء ( العظيم والكبير والمتعال والمجيد والجليل ) تملأ القلب تعظيماً وإجلالا له.
*) وأسماء ( البر والكريم والجواد والمنّان والرحيم والجميل والودود ) تملأ القلب حباً له وشوقاً إليه وحمداً له وشكراً.
*) وأسماء ( العزيز وشديد العقاب والجبار والقدير ) تملأ القلب خضوعاً وانكساراً و ذلاً وخوفاً ورهبة منه سبحانه.
*) وأسماء ( العليم والخبير و السميع والبصير والشهيد والرقيب والحسيب ) تملأ القلب مراقبة لله في الحركات و السكنات وتؤدي بالعبد إلي أن يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فأنه يراه .
*) وأسماء ( الغني و الغفور والتواب والمجيب واللطيف ) تملأ القلب افتقاراً إلي فضله ورجاء رحمته ورغبة في منته .
نسأل الله أن يفتح لنا وللمسلمين أبواب هذا الخير الذي لا يُوصف ، والسعادة التي لا تُقارن فإن ذلك لا يُنال إلا بفضله الله ورحمته )(8 )

وصلّ اللهم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه ، وسلم تسليماً مزيداً
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1 ) مفتاح دار السعادة ج: 1 ص178
(2 ) الشيخ/ياسر برهامى حفظه الله منة الرحمن في نصيحة الإخوان ص16
(3 ) الكهف: 104،103
( 4) البقرة:21
(5 ) المؤمنون2،1
(6 ) الشيخ/ياسر برهامى حفظه الله دراسة في معني كلمة التوحيد ص 41
(7 ) الشيخ/ياسر برهامى حفظه الله دراسة في معني كلمة التوحيد ص42
(8 ) الشيخ/ياسر برهامى حفظه الله منة الرحمن في نصيحة الإخوان ص 23:20
يتبع إن شاء الله عزوجل

ابوالمنذر
01-21-2005, 11:05 PM
تمهيد


الحمد لله القائل في محكم كتابه ( كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ )( 1)؛ المثنى على نفسه بأجل صفاته قائلاً (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (2 ) ؛ الذي تعرف إلى عباده برحمته فقال في الحديث القدسي ( إن رحمتي سبقت غضبى )( 3) ‘ ودعا العباد إلى رحمته قائلاً ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ )(4 )؛ فاستجاب من ادخله في مشيئته ( يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ )( 5)؛ ولم يُيأس أحداً من رحمته فقال اعز من قائل ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)( 6) ؛ فلما طمحت نفوس الذين لم يستحقوها ولم يحققوا توحيده وإحسان عبوديته فقطع طمعهم بقوله ( إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)(7 ). و الصلاة والسلام على الذي قال فيه ربنا ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (8 ) ؛ وأنزل عليه كتابه رحمة لمن به آمن فقال عزوجل ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ )( 9) ؛ وألهم من أراد بهم الرحمة سؤاله الرحمة فقال عزوجل ( إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) (10 ) فله الحمد أن جعل نبينا صلى الله عليه وسلم لنا رحمة فقال جلا وعلا ( وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُم)( 11) ؛ ودلنا به صلى الله عليه وسلم على الرحمة ، وجعله قائدنا إلي الجنة وهى مستقر الرحمة مع الذين بيض الله وجوههم من أهل الرحمة ( وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) ( 12). صل اللهم عليه وعلى آل بيته الطيبين وعلى أصحابه أهل الرحمة في الدنيا والآخرة والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين.

أما بعد

فهذه محاولة قاصرة لجمع ما فتح الله عزوجل به على علمائنا رحمهم الله جلا وعلا رحمة واسعة في معاني أسماء الله عزوجل الحسنى مبتدءاً بما تيسر لي جمعه من الاسمين الكريمين ( الرحمن الرحيم ) وهذه بين يديك مراحل البحث وخططه .




خطة البحث

1- ورود الاسمين الكريمين في الكتاب والسنة .
2- التحقيق اللغوي : ذلك أن القران الكريم نزل بلغة العرب ،و الألفاظ العربية ذات معاني وضعت لها وربما ضمن اللفظ اكثر من معنى ، لان اللغة ثرية والله ما اختارها لكتابه العزيز إلا لحكم بالغة ، وصدق جل وعلا حين قال ( كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (13 ) ؛ وقال عزوجل ( إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) ( 14) ؛ وقال عزوجل ( بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) ( 15) . فنحن نسترشد اللغة العربية نُجلى بها معاني الألفاظ القرآنية حسب وضعها الشرعي،ومن أهم من اعتنى بذلك الإمام الزجاج في (تفسير أسماء الله الحسنى ) وابن فارس في (معجم مقاييس اللغة ) وابن منظور في (لسان العرب ) .
3- الفرق بين الاسمين الشريفين (الرحمن الرحيم )من حيث الدلالة اللغوية والصرفية ؛ الاستخدام القرآني لكلا الاسمين .
4- أقوال أهل العلم –رحمهم الله جلا وعلا – في معاني الأسماء ؛ معولاً على أقوال السلف –رحمهم الله – من كتب التفسير وغيرها ؛ و أقوال العلماء أمثال البيهقى في (الاعتقاد، والأسماء والصفات، وشُعب الإيمان) والخطابي في ( شأن الدعاء ) ، مروراً بالإمام القرطبي في ( الأسنى) ؛ والغزالى في ( المقصد الأسنى ) ؛ الرازى في (اللوامع ) ، والقشيرى في (شرح الأسماء ) ، مع التنبيه على المخالف لعقائد السلف من تأويل لما دلت عليه الأسماء الحسنى من صفات عُلا ، والعمدة في ذلك ما نقل عن السلف وكلام شيخ الإسلام ابن تيميه وابن القيم رحمهما الله فان قلم الأخير سيال في معاني الأسماء ومشاهدة آثارها في الخلق والأمر لله دره ورحمه الله رحمة واسعة في انتصاره للحق شارحا ًوموضحاً في ثنايا كتبه ومؤلفاته العظام ؛ ومعرجاً على أقوال المعاصرين على مذهب السلف كالشيخ السعدي و الشيخ خليل هراس و الشيخ حافظ حكمي والشيخ الشنقيطى والشيخ ابن باز والشيخ العثيمين رحمهم الله وغيرهم( 16) .
5- إثبات ما دل عليه الاسمين من الصفات ( صفة الرحمة ) والرد على من أنكرها مدعياً أن الرحمة رقة وعطف وانفعال نفسي والله جل وعلا منزه عن ذلك ؛ ولا سبيل لمثل هذا في صفات الله جلا وعلا ، والرد على الذين عطلوا الصفات بلوازم التزاموها أو آثارها.
6- من معاني الرحمة في القران الكريم والسنة المشرفة.
7- هل الكافر مرحوم ؟
8- كيف يوصف الله جلا وعلا بالرحمة مع ما نراه من مصائب وكوارث تقع على الخلق في الدنيا ؟ بل كيف وهو جلا وعلا ارحم الراحمين ويعذب عباده بالنار ؟
9- شهود رحمة ارحم الراحمين كما قال عزوجل ( فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهٌِ) ( 17)
10- الأسباب التي تنال بها رحمة ارحم الراحمين أو ( المرحومون في ضوء القران الكريم والسنة المطهرة ).
11- الآثار والفوائد الإيمانية :-
( أ ) خُلق الرحمة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
(ب‌) نماذج من خلق الرحمة في حياة الأنبياء والرسل عليهم السلام واتباعهم من القران الكريم .
(ت‌) خُلق الرحمة في حياة السلف رحمهم الله عزوجل .
(ث‌) خُلق الرحمة في حياة المسلم:- 1) مع نفسه وأهله . 2) مع إخوانه وفى مجتمعه.
(ج‌) القسوة وأثارها السيئة على الفرد والمجتمع .
(ح‌) أثر الرحمة في حياة المسلم :-
1) الرحمة والصحة النفسية . 2) أثر الرحمة في مائله.
(ج ) كيف أكون عبداً رحيماً ؟
(ح ) الدعاء بالاسمين الكريمين في الكتاب والسنة.


وقد سميت هذا الجمع

( رياض النعيم في ظل الرحمن الرحيم )

أسأل الله عزوجل أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم و أن ينفع به جامعه وقارئه ومن أعان على إتمامه ونشره هو ولي ذلك والقادر عليه .

فهذا جُُُُُُُُهد المقل فانظر أخي إليه بعين الرحمة والرافة فان الرحمة جلابة للخير فاشفق على أخ لك هذه أخطاءه بين يديك؛ فلك غُنمه وعلى جامعه غُرمه ، فان يكون خيراً فمن الله عزوجل وحده فله الفضل وهذا منه مِنَّة ورحمة ( يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) (18 ) فلا تحرمني من دعوة بظاهر الغيب فإنها لك مردودة من ملك كريم يقول آمين ولك مثله ، وان تكن الأخرى فهي من سيئات عملي وخيبة أملى وسوء ظني بنفسي فادع الله لي أن يغفر ويرحم فإنه ستر عنك ما هو به أعلم وهو أرحم الراحمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
( 1) الأنعام: من الآية54
( 2) الفاتحة:3
( 3) متفق عليه
( 4) الزمر: من الآية53
( 5) الإنسان: من الآية31
( 6) الأعراف: من الآية156
( 7) الأعراف: من الآية56
( 8) الأنبياء:107
( 9) الإسراء: من الآية82
( 10) المؤمنون:109
( 11) التوبة: من الآية61
( 12) آل عمران:107
( 13) فصلت:3
( 14) الزخرف:3
( 15) الشعراء:195
( 16) من المعاصرين وان خالفوا في بعض المسائل ونحن لاننقل عنهم تزكية لما خالفوا فيه ولكن لان الحكمة ضآلة المؤمن ونحن أهل الحق وان نطق به إبليس وقصة أبى بن كعب وأبى هريرة رضى الله عنهما اشهر من أن نذكرها فقبول الحق صفة أهل الحق جعلنا الله جل وعلا منهم بفضله وكرمه ورحمته وهو أرحم الراحمين.
( 17) الروم:50
( 18) آل عمران:74

يتبع إن شاء الله تعالى

مراقب 1
01-22-2005, 12:20 AM
بارك الله فيك أخى الكريم ، ونحن فى انتظار باقى هذه السلسلة القيمة .

حسام الدين حامد
01-22-2005, 10:23 PM
ما شاء الله لا قوة إلا بالله .
أعتقد الجميع في شوق إلي تفصيل خطة البحث القيمة هذه .
أعانك الله و جزاك خيرًا .

احمد المنصور
01-22-2005, 10:44 PM
ما شاء الله لا قوة إلا بالله .
أعتقد الجميع في شوق إلي تفصيل خطة البحث القيمة هذه .
أعانك الله و جزاك خيرًا .
.
.
.

ابوالمنذر
01-23-2005, 09:33 AM
الأخوة الأفاضل والمشايخ الكرام
جزاكم الله خيراً ، ولازلت اطلب منكم النصح والارشاد فلا تبخلوا علي بها
ارجو الله عز وجل ان يعيننى على اتمامه هو ولى ذلك والقادر عليه
وإليكم اولى المقالات


( 1 ) ورود الاسمين الكريمين في الكتاب والسنة


الرحمن( عزوجل ) :-
ورد هذا الاسم الكريم في كتاب الله جل وعلا (57 ) مرة بخلاف البسملة فقد تكرر في البسملة (112 ) مرة فيكون مجموع ورود الاسم المبارك في كتاب الله جل وعلا ( 169 ) مرة .

الرحيم ( عزوجل ) :-
ورد هذا الاسم الكريم في كتاب الله جل وعلا محلي ب ( ال ) التعريف (95) مرة ، وبدونها (20 ) مرة ، فيكون مجموعها (115) مرة ، هذا بخلاف البسملة فقد تكرر في البسملة (112 ) مرة فيكون مجموع ورود الاسم المبارك في كتاب الله جل وعلا ( 227 ) مرة .

أرحم الراحمين( عزوجل ):-
ورد في القران الكريم ( 4 ) مرات .
1)على لسان موسى عليه السلام ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) ( 1)
2)على لسان يعقوب عليه السلام ( فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)( 2)
3) على لسان يوسف عليه السلام ( قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) ( 3)
4) وحكاية عن أيوب عليه السلام ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (4 )

خير الراحمين ( عزوجل ):-
ورد في القران الكريم مرتين في سورة المؤمنون ، الأولى دعاء للمؤمنين ( إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) ( 5)

والثانية أمر من الله جل وعلا بدعائه ( وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ) (6 )


أما في السنة فقد جاء الاسمين كثيراً في دعائه صلى الله عليه وسلم وكذا في توجيهاته منها على سبيل المثال لا الحصر:-
• عن أبى هريرة رضى الله عنه ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :( قال الله عزوجل : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، ولعبدي ما سأل ،فإذا قال العبد { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } قال الله: حمدني عبدي ،وإذا قال العبد { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } قال الله : أثنى علي عبدي ..................) الحديث (7 ).

• عن عبد الرحمن بن عوفرضى الله عنه ،أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( قال الله تعالى : أنا الرحمن خلقت الرحم ، وشققت لها اسماً من اسمي ، فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته ) (8 ) .

• عن عبد الله بن عمر رضى الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو يحكى عن ربه عزوجل فقال : إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة جمع السموات السبع والارضين السبع في قبضته ثم يقول : أنا الله ، أنا الرحمن ، أنا الملك ، أنا القدوس ،...........................الحديث )(9 ).

• عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه قال : ( قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم علمني دعاءً أدعو به في صلاتي قال : قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك و ارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ) ( 10).

• عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلي الرحمن سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ) ( 11).

• عن النواس بن سمعان رضى الله عنه قال : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما من قلب إلا بين إصبعين من أصابع الرحمن .............................الحديث ) . ( 12)

• والأحاديث في ذلك كثيرة ، والملاحظ اتفاق الاستخدام النبوي والقرآني لكلا الاسمين الكريمين كما سيتضح معنا في ثنايا البحث بعون الله وتوفيقه .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
( 1) الأعراف:151
( 2) يوسف: من الآية64
( 3) يوسف:92
( 4) الأنبياء:83
( 5) المؤمنون:109
( 6) المؤمنون:118
( 7) رواه الستة إلا البخاري ومالك واحمد
( 8) رواه الترمذى وأبو داود وأحمد من حديث أبى هريرة والحاكم والبيهقى
( 9) رواه البيهقي وأصله في الصحيحين
( 10) متفق عليه
( 11) متفق عليه
( 12) صحيح ابن ماجة برقم 199


يتبع إن شاء الله تعالى إن كان فى العمر بقية

ابوالمنذر
01-23-2005, 09:54 AM
الأخوة الأفاضل والمشايخ الكرام
جزاكم الله خيراً ، ولازلت اطلب منكم النصح والارشاد فلا تبخلوا علي بها
ارجو الله عز وجل ان يعيننى على اتمامه هو ولى ذلك والقادر عليه
وإليكم ثانى المقالات


( 2 ) التحقيق اللغوي


اللغة أداة من أهم أدوات الفهم الصحيح لمعاني الألفاظ القرآنية والنبوية ، إذ الألفاظ القرآنية والنبوية ذات دلالات خاصة تخاطب شعور المستمع لها والمتحدث بها ، لذا كان العربي يستشعرها من أول وهلة عند سمعها فتختلط بقلبه معانيها ، فينصت بروحه لإيقاعات ألفاظها مهما حاول إيقاف ذلك عنها ، فيهتز لها وجدانه وكيانه فيكون ذلك أدعى له للإيمان و العمل بما استقر في قلبه من معاني عقدية ، أما اليوم فصار أكثر من ينتسب إلي العربية لا يستشعر حلاوة ما يقرأ من آي القران الحكيم ، والأحاديث النبوية الكريمة ، مع كثرة ما يردده منهما قل أن يتحرك فينا ساكناً أو تتأثر قلوبنا ، لما أصاب اللسان من عُجمة ، والذوق من فساد ، والحس من بلادة ، والقلب من قسوة - إلا ما رحم الله وعصم - فأنى لأمثالنا أن نفهم المعاني ونحن في منأى عن اللسان العربي ، فلغة القرآن في وادٍ وأهلها في آخر ، و إنا لله و إنا إليه راجعون.

فهيا بنا نحاول أن نحى لغة القران في قلوبنا ، ونزكى جذوة الفهم والتدبر ، لعلنا نصل إلى فهم المعاني المقصودة في الألفاظ القرآنية والنبوية في الأسماء الربانية ، لعل الله عزوجل إن يفتح لنا بمفاتيح المعاني الكامنة فيها وهو الفتاح العليم .

بداية ...... لابد لنا أن نعلم أن بعض العلماء الذين خاضوا في علم اللغة والاستخدام القرآني قالوا إن القران يحتوى على بعض الألفاظ الأعجمية ( غير عربية ) (1 ) ومنها اسمه الرحمن وقد قال بعضهم أنه عبراني ولا تعرفه العرب وقد رد ذلك جمع من العلماء وعلى رأسهم شيخ المفسرين الإمام الطبري رحمه الله، (2 )بل وهناك من أنكر الاشتقاق وقد رد علماء كُثر ذلك على رأسهم الطبري والخطابي وتبعهم جمع غفير من أهل العلم بل إن القرطبي كان ينقل أحرف الخطابي في كتابه( شأن الدعاء ) بواسطة ابن الحصار الذي رد بدوره على ابن العربي في بعض قوله مثل هذا( 3) .
قول الإمام الزجاج رحمه الله تعالى : ( 4)
فأما الرحمن والرحيم فهما اسمان رقيقان وأحدهما أرق من الآخر الرحمن يختص بالله سبحانه وتعالى ولا يجوز إطلاقه في غيره ، وقال بعض أهل التفسير الرحمن الذي رحم كافة خلقه بأن خلقهم وأوسع عليهم في رزقهم والرحيم خاص في رحمته لعباده المؤمنين بأن هداهم إلى الإيمان وهو يثيبهم في الآخرة الثواب الدائم الذي لا ينقطع، وقد قالوا رحمان اليمامة وإنما قيل له ذلك على جهة الاستهزاء به والتهكم ( 5) فأما الفائدة في إعادة هاتين اللفظتين مع الاشتقاق واللفظ واحد فهي لما ذكرناه من تزايد معنى فعلان في رحمان و عمومه في الخلق كلهم ألا ترى أن بناء فعلان إنما هو لمبالغة الوصف يقال فلان غضبان وإناء ملآن وإنما هو للممتلى غضبا وماء فلهذا حسن الجمع بينهما وفيه وجه آخر وهو أنه إنما حسن ذلك لما في التأكيد من التكرير وقد جاء مثله في القرآن قال الله عز اسمه ( فغشيهم من اليم ما غشيهم ) ولو قال فغشيهم ما غشي لكان الكلام مستقيما . إ.هـ


قال ابن فارس رحمه الله تعالى ( 6) :
(رحم) الراء والحاء والميم أصلٌ واحدٌ يدلُّ على الرّقّة والعطف والرأفة. يقال من ذلك رَحِمَه يَرْحَمُه، إذا رَقَّ لـه وتعطَّفَ عليه. والرُّحُْم والمَرْحَمَة والرَّحَْمة بمعنى(أي واحد). والرَّحِم: عَلاقة القرابة، ثم سمِّيت رَحِمُ الأنثى رَحِماً من هذا، لأنّ منها ما يكون ما يُرْحَمُ وَيُرَقّ لـه مِن ولد. إ.هـ

وقال ابن منظور رحمه الله تعالى( 7): -

رحم: الرَّحْمة: الرِّقَّةُ والتَّعَطُّفُ، والمرْحَمَةُ مثله، وقد رَحِمْتُهُ وتَرَحَّمْتُ عليه. وتَراحَمَ القومُ: رَحِمَ بعضهم بعضاً.
وقوله تعالى في وصف القرآن: هُدىً ورَحْمةً لقوم يؤمنون؛ أَي فَصَّلْناه هادياً
ومَرحَمَةً. وقال الله عز وجل: وتَواصَوْا بالصَّبْر وتواصَوْا بالمَرحَمَةِ؛ أَي أَوصى بعضُهم بعضاً بِرَحْمَة الضعيف والتَّعَطُّف عليه. وتَرَحَّمْتُ عليه أَي قلت رَحْمَةُ الله عليه
و الرَّحَمُوتُ: من الرحمة. وفي المثل: رَهَبُوتٌ خير من رَحَمُوتٍ أَي لأَنْ تُرْهَبَ خير من أَن تُرْحَمَ(8 )، لم يستعمل على هذه الصيغة إِلا مُزَوَّجاً (أي مزدوجاً ).
وتَرَحَّم عليه: دعا له بالرَّحْمَةِ ، واسْتَرْحَمه: سأَله الرَّحْمةَ، ورجل مَرْحومٌ ومُرَحَّمٌ شدّد للمبالغة .

الرَّحْمَنُ الرحيم:

بنيت الصفة الأُولى على فَعْلانَ لأَن معناه الكثرة، وذلك لأَن رحمته وسِعَتْ كل شيء وهو أَرْحَمُ الراحمين، فأَما الرَّحِيمُ فإِنما ذكر بعد الرَّحْمن لأَن الرَّحْمن مقصور على الله عز وجل،. والرحيم قد يكون لغيره .
قال الفارسي: إِنما قيل بسم الله الرَّحْمن الرحيم فجيء بالرحيم بعد استغراق الرَّحْمنِ معنى الرحْمَة لتخصيص المؤمنين به في قوله تعالى:( وكان بالمؤمنين رَحِيماً )، كما قال: اقْرَأْ باسم ربك الذي خَلَقَ، ثم قال: خَلَقَ الإِنسان من عَلَقٍ؛ فخصَّ بعد أَن عَمَّ لما في الإِنسان من وجوه الصِّناعة ووجوه الحكمةِ، ونحوُه كثير.
قال الزجاج: الرَّحْمنُ اسم من أَسماء الله عز وجل مذكور في الكتب الأُوَل، ولم يكونوا يعرفونه من أَسماء الله؛ قال أَبو الحسن: أَراه يعني أَصحاب الكتب الأُوَلِ، ومعناه عند أَهل اللغة ذو الرحْمةِ التي لا غاية بعدها في الرَّحْمةِ، لأَن فَعْلان بناء من أَبنية المبالغة، ورَحِيمٌ فَعِيلٌ بمعنى فاعلٍ كما قالوا سَمِيعٌ بمعنى سامِع وقديرٌ بمعنى قادر.
قال الأَزهري : ولا يجوز أَن يقال رَحْمن إِلاَّ الله عز وجل، وفَعَلان من أَبنية ما يُبالَعُ في وصفه، فالرَّحْمن الذي وسعت رحمته كل شيء، فلا يجوز أَن يقال رَحْمن لغير الله؛ وحكى الأَزهري عن أبي العباس في قوله الرَّحْمن الرَّحيم: جمع بينهما لأَن الرَّحْمن عِبْرانيّ والرَّحيم عَرَبيّ .

وقال ابن عباس رضى الله عنه: هما اسمان رقيقان أَحدهما أَرق من الآخر، فالرَّحْمن الرقيق والرَّحيمُ العاطف على خلقه بالرزق.<سوف يأتى تخريخه قربياُ>
وقال الحسن: الرّحْمن اسم ممتنع لا يُسَمّى غيرُ الله به ، وقد يقال رجل رَحيم. وقال الجوهري: الرَّحْمن والرَّحيم اسمان مشتقان من الرَّحْمة، ونظيرهما في اللغة نَديمٌ ونَدْمان، وهما بمعنى (أي مترادفين بمعنى واحد يحل أحدهما محل الآخر) ، ويجوز تكرير الاسمين إِذا اختلف اشتقاقهما على جهة التوكيد كما يقال فلان جادٌّ مُجِدٌّ، إِلا أَن الرحمن اسم مختص لله تعالى لا يجوز أَن يُسَمّى به غيره ولا يوصف، أَلا ترى أَنه قال عز وجل:( قل ادْعُوا الله أَو ادعوا الرَّحْمَنَ) فعادل به الاسم الذي لا يَشْرَكُهُ فيه غيره، وهما من أَبنية المبالغة، ورَحمن أَبلغ من رَحِيمٌ، والرَّحيم يوصف به غير الله تعالى فيقال رجل رَحِيمٌ، ولا يقال رَحْمن ،وكان مُسَيْلِمَةُ الكذاب يقال له رَحْمان اليَمامة .

والرَّحْمَةُ في بني آدم عند العرب: رِقَّةُ القلب وعطفه. ورَحْمَةُ الله: عَطْفُه وإِحسانه ورزقه( 9). والرُّحْمُ، بالضم: الرحمة. وما أَقرب رُحْم فلان إِذا كان ذا مَرْحَمةٍ وبِرٍّ أَي ما أَرْحَمَهُ وأَبَرَّهُ. وفي التنزيل: وأَقَربَ رُحْماً، وقرئت: رُحُماً؛قال الأَزهري: يقول أَبرَّ وقال أَبو إِسحاق في قوله: وأَقربَ رُحْماً؛ أَي أَقرب عطفاً وأَمَسَّ بالقرابة. والرُّحْمُ والرُّحُمُ في اللغة: العطف والرَّحْمةُ؛ وأُمُّ رُحْمٍ وأُمّ الرُّحْمِ: مكة. وفي حديث مكة: هي أُمُّ رُحْمٍ أَي أَصل الرَّحْمَةِ. والمَرْحُومةُ: من أَسماء مدينة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. إ.هـ

قال الراغب الأصفهاني رحمه الله تعالى ( 10) :-

والرحمة رقة تقتضي الإحسان إلى المرحوم، وقد تستعمل تارة في الرقة المجردة، وتارة في الإحسان المجرد عن الرقة، نحو: رحم الله فلانا. وإذا وصف به الباري فليس يراد به إلا الإحسان المجرد دون الرقة، وعلى هذا روي أن الرحمة من الله إنعام وإفضال، ومن الآدميين رقة وتعطف. وعلى هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم ذاكرا عن ربه (أنه لما خلق الرحم قال له: أنا الرحمن، وأنت الرحم، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته، ومن قطعك بتته) (11 )فذلك إشارة إلى ما تقدم، وهو أن الرحمة منطوية على معنيين: الرقة والإحسان، فركز تعالى في طبائع الناس الرقة، وتفرد بالإحسان، فصار كما أن لفظ الرحم من الرحمة، فمعناه الموجود في الناس من المعنى الموجود لله تعالى، فتناسب معناهما تناسب لفظيهما. والرحمن والرحيم، نحو: ندمان ونديم، ولا يطلق الرحمن إلا على الله تعالى من حيث إن معناه لا يصح إلا له، إذ هو الذي وسع كل شيء رحمة، والرحيم يستعمل في غيره وهو الذي كثرت رحمته، قال تعالى: (إن الله غفور رحيم) (12 )، وقال في صفة النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ) ( 13)، وقيل: إن الله تعالى: هو رحمن الدنيا، ورحيم الآخرة، وذلك أن إحسانه في الدنيا يعم المؤمنين والكافرين، وفي الآخرة يختص بالمؤمنين، وعلى هذا قال: (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ) (14 )، تنبيها أنها في الدنيا عامة للمؤمنين والكافرين، وفي الآخرة مختصة بالمؤمنين.


قال ابن الأثيررحمه الله تعالى (15 ):

رحم في أسماء الله تعالى الرحمن الرحيم وهما اسْمانِ مُشْتَقَّانٍ من الرَّحْمة مثْل نَدْمان ونَدِيم وهُما من أبْنِية المبالغة ورَحْمَان أبْلَغ من رَحِيم والرَّحمن خاصٌّ لله لا يُسمَّى به غير ولا يُوصَف والرَّحيمُ يُوصفُ به غيرُ الله تعالى فيقال رجلٌ رحيمٌ ولا يقال رَحْمن ومنه حديث مكة هي أمُّ رُحْم أي أصلُ الرَّحمة .


قول الزمخشري رحمه الله تعالى ( 16):
والرحمن فعلان من رحم كغضبان وسكران من غضب وسكر وكذلك الرحيم فعيل منه كمريض وسقيم من مرض وسقم وفي الرحمن من المبالغة ما ليس في الرحيم ولذلك قالوا‏:‏ رحمان الدنيا والآخرة ورحيم الدنيا ويقولون‏:‏ إن الزيادة في البناء لزيادة المعنى‏.‏
وقال الزجاج في الغضبان‏:‏ هو الممتلئ غضباً‏.‏
فان قلت‏:‏ ما معنى وصف الله تعالى بالرحمة ومعناها العطف والحنو ومنها الرحم لانعطافها على ما فيها‏.‏
قلت‏:‏ هو مجاز عن إنعامه على عبادة لأن الملك إذا عطف على رعيته ورق لهم أصابهم بمعروفه وانعامه كما أنه إذا أدركته الفظاظة والقسوة عنف بهم ومنعهم خيره ومعروفه‏.( 17)
فان قلت‏:‏ فلم قدم ما هو أبلغ من الوصفين على ما هو دونه والقياس الترقي من الأدنى إلى الأعلى كقولهم‏:‏ فلان عالم نحرير وشجاع باسل وجواد فياض قلت‏:‏ لما قال ‏"‏ اَلرحمَنِ ‏"‏ فتناول جلائل النعم وعظائمها وأصولها أردفه الرحيم كالتتمة والرديف ليتناول ما دق منها ولطف‏.‏
قول ابن حيان رحمه الله تعالى( 18):
{ الرَّحْمَـنُ }: فعلان من الرحمة، وأصل بنائه من اللازم من المبالغة وشذ من المتعدي، وأل فيه للغلبة، فهو وصف لم يستعمل في غير الله، كما لم يستعمل اسمه في غيره، وسمعنا مناقبه، قالوا: رحمن الدنيا والآخرة، ووصف غير الله به من تعنت الملحدين، وإذا قلت الله رحمن،ففي صرفه قولان ليسند أحدهما إلى أصل عام، وهو أن أصل الاسم الصرف، والآخر إلى أصل خاص، وهو أن أصل فعلان المنع لغلبته فيه. ومن غريب ما قيل فيه إنه أعجمي بالخاء المعجمة فعرب بالحاء، قاله ثعلب.{لرَّحِيمِ }:فعيل محوّل من فاعل للمبالغة ، وقيل: وجاء رحيم بمعنى مرحوم، قال العملس بن عقيل :
فأما إذا عضت بك الأرض عضة فإنك معطوف عليك رحيم .


الخلاصة

بعد هذا التجوال بين رياض اللغة العربية ، وآفاقها الرحبة الفسيحة قد يكون استبد بك الشوق إلى قطف أزهار هذه الأبحاث اللغوية، من النتائج ما يلي:

1) ترادف الاسمين أي أن الرحمن والرحيم بمعنى واحد وهما كنديم وندمان، وإنما جاء التكرر لتوكيد.( 19)
2) اسمه عزوجل الرحمن ابلغ من الرحيم ، على قاعدة زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى.
3) اسمه عزوجل الرحمن لا يطلق على غيره ، بينما اسمه عزوجل الرحيم فيطلق على غيره كما في التنزيل ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ). (20 )
4) اسمه عزوجل الرحمن له خصائص عن اسمه الرحيم منها :
انه لايُثنى ولا يُجمع ، بينما الرحيم يُثنى ويُجمع ، ليس له مؤنث على وزنه بل تنقل إلى غيره فمثلاً عطشان لا يقال عطشانة وانما يقال عطشى ، أما الرحيم فله مؤنث فيقال : رجلٌ رحيم ، وامرأة ٌ رحيمة ، وأيضاً لا يُصرف(21 )، بينما الرحيم يُصرف كما جاء في التنزيل ( وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ). (22 )

وهناك فوائد أخرى تظهر لك جليّاً في الفصل التالي الفروق اللغوية والصرفية في الاستخدام القرآني والنبوي .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ

( 1) قد أنكر ذلك جمع من العلماء وقالوا إن اللغات ربما تواطأت على استخدام الحرف الواحد لنفس الشيء وقالوا ليس في القران العظيم كلمة غير عربية وقد انتصر لهذا الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه الفذ ( الرسالة ) وانظر الفقرات 148:127 بتحقيق العلامة احمد شاكر رحمه الله تعالى، إليك ما نقله السيوطي عن بعض أهل العلم فى ذلك( وها أنا ألخص هنا فوائده فأقول اختلف الأئمة في وقوع المعرب في القرآن فالأكثرون ومنهم الإمام الشافعي وابن جرير وأبو عبيدة والقاضي أبو بكرو بن فارس على عدم وقوعه فيه لقوله تعالى ( قرآنا عربيا ) وقوله تعالى( ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي ) وقد شدد الشافعي النكير على القائل بذلك 2642 وقال أبو عبيدة إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول ومن زعم أن كذابا بالنبطية فقد أكبر القول , وقال ابن فارس لو كان فيه من لغة غير العرب شيء لتوهم متوهم أن العرب إنما عجزت عن الإتيان بمثله لأنه أتى بلغات لا يعرفونها، وقال ابن جرير ما ورد عن ابن عباس وغيره من تفسير ألفاظ من القرآن إنها بالفارسية أو الحبشية أو النبطية أو نحو ذلك إنما اتفق فيها توارد اللغات فتكلمت بها العرب والفرس والحبشة بلفظ واحد ، وقال غيره بل كان للعرب العاربة التي نزل القرآن بلغتهم بعض مخالطة لسائر الألسنة في أسفارهم فعلقت من لغاتهم ألفاظا غيرت بعضها بالنقص من حروفها واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها حتى جرت مجرى العربي الفصيح ووقع بها البيان وعلى هذا الحد نزل بها القرآن وقال آخرون كل هذه الألفاظ عربية صرفة ولكن لغة العرب متسعةجدا ولا يبعد أن تخفى على الأكابر الجلة وقد خفي على ابن عباس معنى فاطر وفاتح قال الشافعي في الرسالة لا يحيط باللغة إلا نبي) إ هـ الاتقان ج1 ص193
(2 ) وقد زعم بعض أهل الغبـاء أن العرب كانت لا تعرف الرحمن ولـم يكن ذلك فـي لغتها ولذلك قال الـمشركون للنبـي صلى الله عليه وسلم: وَمَا الرّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لـما تَأْمُرُنَا إنكارا منهم لهذا الاسم. كأنه كان مـحالاً عنده أن ينكر أهل الشرك ما كانوا عالـمين بصحته, أو كأنه لـم يتل من كتاب الله قولَ الله: الّذِينَ آتَـيْنَاهُمُ الكِتابَ يَعْرِفُونَهُ يعنـي مـحمدا كَما يَعْرِفُونَ أبْنَاءَهُمْ وهم مع ذلك به مكذبون, ولنبّوته جاحدون. فـيعلـم بذلك أنهم قد كانوا يدافعون حقـيقة ما قد ثبت عندهم صحته واستـحكمت لديهم معرفته.أ هـ ج1ص11
(3 ) (قال القرطبي : واختلفوا أيضاً في اشتقاق اسمه الرحمن، فقال بعضهم: لا اشتقاق له لأنه من الأسماء المختصة به سبحانه، ولأنه لو كان مشتقاً من الرحمة لا تصل بذكر المرحوم، فجاز أن يقال: الله رحمن بعباده، كما يقال: رحيم بعباده. وأيضاً لو كان مشتقاً من الرحمة لم تنكره العرب حين سمعوه، إذ كانوا لا ينكرون رحمة ربهم، وقد قال الله عز وجل: "وإذ قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن" [الفرقان:60] الآية. ولما كتب علي رضي الله عنه في صلح الحديبية بأمر النبي صلى الله عليه وسلم: "بسم الله الرحمن الرحيم" قال سهيل بن عمرو: أما "بسم الله الرحمن الرحيم" فما ندري ما "بسم الله الرحمن الرحيم"! ولكن اكتب ما نعرف: باسمك اللهم، الحديث. قال ابن العربي: إنما جهلوا الصفة دون الموصوف، واستدل على ذلك بقولهم: وما الرحمن؟ ولم يقولوا: ومن الرحمن؟ قال ابن الحصار: وكأنه رحمه الله لم يقرأ الآية الأخرى: "وهم يكفرون بالرحمن" [الرعد:30] وذهب الجمهور من الناس إلى أن "الرحمن" مشتق من الرحمة مبني على المبالغة؛ ومعناه ذو الرحمة الذي لا نظير له فيها، فلذلك لا يثنى ولا يجمع كما يثنى "الرحيم" ويجمع.
قال ابن الحصار: ومما يدل على الاشتقاق ما خرجه الترمذي وصححه عن عبد الرحمن بن عوف أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: (قال الله عز وجل أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها اسما من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته). وهذا نص من الاشتقاق، فلا معنى للمخالفة والشقاق، وإنكار العرب له لجهلهم بالله وبما وجب له.
زعم المبرد فيما ذكر ابن الأنباري في كتاب "الزاهر" له: أن "الرحمن" اسم عبراني جاء معه بـ "الرحيم". وأنشد:
لن تدركوا المجد أو تشروا عباءكم بالخز أو تجعلوا الينبوت ضمرانا
أو تتركون إلى القسين هجرتكم ومسحكم صلبهم رحمان قربانا
قال أبو إسحاق الزجاج في معاني القرآن: وقال أحمد بن يحيى: "الرحيم" عربي و"الرحمن" عبراني، فلهذا جمع بينهما. وهذا القول مرغوب عنه. وقال أبو العباس: النعت قد يقع للمدح، كما تقول: قال جرير الشاعر: وروى مطرف عن قتادة في قول الله عز وجل: "بسم الله الرحمن الرحيم" قال: مدح نفسه. قال أبو إسحاق وهذا قول حسن. وقال قطرب: يجوز أن يكون جمع بينهما للتوكيد. قال أبو إسحاق: وهذا قول حسن. وفي التوكيد أعظم الفائدة، وهو كثير في كلام العرب، ويستغني عن الاستشهاد، والفائدة في ذلك ما قاله محمد بن يزيد: إنه تفضل بعد تفضل، وإنعام بعد إنعام، وتقوية لمطامع الراغبين، ووعد لا يخيب آمله) تفسير القرطبي ج1 ص9،والاسنىج1 ص68:64 إ.هـ
(وقال مقيده عفا الله عنه وعن والديه ) :في مسئلة اشتقاق الأسماء الحسنى قول بديع للإمام ابن القيم رحمه الله عند رده على من قال بعدم اشتقاق لفظ الجلالة ( الله جل جلاله )واليك نصه عسى أن ينفع الله به ( زعم السهيلي وشيخه أبو بكر بن العربي أن اسم الله غير مشتق ،لان الاشتقاق يستلزم مادة يشتق منها الاسم واسمه تعالى قديم والقديم لا مادة له ، و لا ريب انه إن أريد بالاشتقاق هذا المعنى وانه مستمد من أصل أخر فهو باطل ، و لكن الذين قالوا بالاشتقاق لم يريدوا هذا المعنى و لا ألم بقلوبهم ، وإنما أرادوا انه دال على صفة له تعالى وهى الإلهية كسائر أسمائه الحسنى كالعليم والقدير والغفور والرحيم السميع والبصير ، فان هذه الأسماء مشتقة من مصادرها بلا ريب وهى قديمة ، والقديم لا مادة له ،فما جوابكم عن هذه الأسماء ؟ فهو جواب القائلين باشتقاق اسمه الله ، ثم الجواب عن الجميع : إننا لا نعني بالاشتقاق إلا إنها ملاقية لمصادرها في اللفظ والمعني ) بدائع الفوائد ج1 ص23:22
( 4) تفسير أسماء الله الحسنى 29:28
( 5) احسن ما قيل في ذلك قول الإمام الحسن بن عرفة رحمه الله تعالى: انهم قالوا رحمان اليمامة مضافا إلى غيره ،أما الرحمن المعرف غير المضاف فقد صانه الله عزوجل من أن يسمى في جاهلية العرب ، فضلا عن حفظه وصيانة بالإسلام. ا.هـ بتصريف والعبارة من عندي.
( 6) معجم مقاييس اللغة ص 369 ج2
(7 ) لسان العرب ج5 ص 175:173
(8 ) أي لان تخوف بالله تعالى فتعمل على الرهبة والخشية خير لك من أن تتكل على رحمة الله تعالى وتترك العمل.
(9 ) سيأتي الكلام على ذلك تفصيلا لان ما ذكر هنا من آثار رحمة الله تعالى
( 10) مفردات القرآن ج1 ص564:562
( 11) الحديث( عن عبد الرحمن بن عوف قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (قال الله: أنا الله، وأنا الرحمن، خلقت الرحم، وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته) أخرجه الترمذي وقال: حديث صحيح، انظر: عارضة الأحوذي 8/10؛ وأخرجه الحاكم 4/157 وصححه، ووافقه الذهبي؛ وأحمد برقم 1680؛ وأبو داود في الزكاة برقم 1694؛ باب صلة الرحم. وانظر: شرح السنة 1/179 – 180

( 12) البقرة/182
(13 ) التوبة/128
( 14) الأعراف/156
( 15) النهاية ج 2 ص 210
( 16) الكشاف ج1 ص7-6
( 17) قال الألوسي ’:‏( وأما ثالثا فلأن كون الرحمة في اللغة رقة القلب إنما هو فينا وذا لا يستلزم ارتكاب التجوز عند إثباتها لله تعالى لأنها حينئذ صفة لائقة بكمال ذاته كسائر صفاته ومعاذ الله تعالى أن تقاس بصفات المخلوقين وأين التراب من رب الأرباب ولو أوجب كون الرحمة فينا رقة القلب ارتكاب المجاز في الرحمة الثابتة له تعالى لاستحالة اتصافه بما نتصف به فليوجب كون الحياة والعلم والإرادة والقدرة والكلام والسمع والبصر ما نعلمه منها فينا ارتكاب المجاز أيضا فيها إذا أثبتت لله تعالى وما سمعنا أحدا قال بذلك وما ندري ما الفرق بين هذه وتلك ولكها بمعانيها القائمة فينا يستحيل وصف الله تعالى بها فأما أن يقال بارتكاب المجاز فيها كلها إذا نسبت إليه عز شأنه أو بتركه كذلك وإثباتها له حقيقة بالمعنى اللائق بشأنه تعالى شأنه والجهل بحقيقة تلك الحقيقة كالجهل بحقيقة ذاته مما لا يعود منه نقص إليه سبحانه بل ذلك من عزة كماله وكمال عزته والعجز عن درك الإدراك إدراك فالقول بالمجاز في بعض والحقيقة في آخر لا أراه في الحقيقة إلا تحكما بحتا.
بل قد نطق الإمام السكوتي في كتابه التمييز لما للزمخشري من الاعتزال في تفسير كتاب الله العزيز بأن جعل الرحمة مجازا نزعة اعتزالية قد حفظ الله تعالى منها سلف المسلمين وأئمة الدين فإنهم أقروا ما ورد على ما ورد وأثبتوا لله تعالى ما أثبته له نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم من غير تصرف فيه بكناية أو مجاز وقالوا لسنا أغير على الله من رسوله لكنهم نزهوا مولاهم عن مشابهة المحدثات ثم فوضوا إليه سبحانه تعيين ما أراده هو أو نبيه من الصفات المتشابهات لمسلمون.) إ .هـ روح المعاني ج1 ص59
( 18) البحر المحيط ج1 ص3
(19 ) قال مقيده عفا الله عنه وعن والديه: قد رد العلامة القاسمي هذا القول قائلاً رحمه الله تعالى:(وقد ناقش في كون (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة:3) بمعنى واحد ، العلامة محمد عبده المصريّ في بعض مباحثه التفسيرية قائلاً: إن ذلك غفلة نسأل الله أن يسامح صاحبها ـ ثم قال ـ وأنا لا أجيز لمسلم أن يقول في نفسه أو بلسانه :إن في القران كلمة جاءت لتأكيد غيرها ولا معنى لها في نفسها ، بل ليس في القران حرف جاء لغير مقصود ........ إلى أخر ما نقله )وكذلك رده ابن عاشور في التحرير (وينسب إلى قطرب أن الرحمان والرحيم يدلان على معنى واحد من الصفة المشبهة فهما متساويان وجعل الجمع بينهما في الآية من قبيل التوكيد اللفظي ومال إليه الزجاج وهو وجه ضعيف إذ التوكيد خلاف الأصل والتأسيس خير من التأكيد والمقام هنا بعيد عن مقتضى التوكيد، وقد ذكرت وجوه في الجمع بين الصفتين ليست بمقنعة).
( 20) التوبة:128
( 21) أي يُنون
( 22) هود:90



يتبع إن شاء الله تعالى إن كان فى العمر بقية

و الصبر ضياء
06-11-2007, 06:59 AM
اكمل بارك الله فيك