حازم
01-22-2005, 07:19 PM
لقد خرجت نظرية التطور أو الداروينية من كونها نظرية - أو فرضيّة علميّة - يمكن دراستها ، ووضعها على المحك ، مثل النظريات العلمية الأخرى ، وأصبحت " أيدولوجية " عند من يتبناها من العلماء ، يدافعون عنها في توتر وقلق شديد ، حتى ولو تطلّب الأمر القيام بعمليات تزوير مشينة.
ولكن لماذا تحولت الداروينية من نظرية علمية ، تبحث في نشأة وتكوين الأحياء Evolotion ، إلى أيدولوجية؟
لنقترب قليلاً من النظرية ونناقش شيئا من أساسياتها، نجد أنها تنطلق من وجود تشابه بين الأحياء، وأن بعض الأعضاء الضامرة عند بعض الأحياء الراقية ، هيَ آثار عن أسلاف بدائيّة، كانت مفيدة لها ، ثم بعد ذلك استغني عنها لفقدان الحاجة إليه، فحدث له هذا الضمور.
فمثلاً يزعم دارون أن وجود الشعر في بعض المناطق لدى الإنسان دلالة على أنه ورث هذا الشعر عن أسلاف بدائية من الثديات، وفي أثناء تعاقب المراحل التطورية لديه تساقط هذا الشعر، حتى لم يبق منه سوى القليل في مناطق معينة.
مثل هذهِ الإدعاءات لدارون لا تستند إلى برهان علمي حقيقي، لأن وجود الوجه والعين والأذن في الإنسان لا يشكل دليلاً على أنه تطور عن القرد. كما لا يشكل وجود هذه الأعضاء في بعض الأحياء دليلاً على أنها متطوره عن بعضها البعض، لأن هناك تشابهاً كبيراً بين العديد من الكائنات الحية في العالم، وجميع هذه الكائنات تستند إلى عناصر أربعة رئيسية هيَ : النتروجين ، الكربون ، الأوكسجين ، الهيدروجين. كما أن الإنسان والحيوان يتغذون أغذية مشتركة، والإنسان خاصة يتغذى من الأغذية نفسها، ومع ذلك فإن جميع الموجودات وكذلك الأفراد من الإنسان يبدون في نواح عديدة فروقاً كبيرة فيما بينهم.
ويزعم دارون أن وجود بعض الأمراض التي تصيب الإنسان تصيب الحيوانات أيضاً، دليلاً علو وجود قرابة بين الإنسان والحيوان، وهذا زعم بين البطلان، لأن الإنسان والحيوان ذوي بنية مؤتلفة، ومن المتوقع أن يصاب كلاهما بالمرض نفسه، ولكن هذا لا يشكل دليلا على أن الإنسان تطور من الحيوان.
وعلى ذلك فنحن لا نستطيع الزعم بأن الإنسان متطور عن الفرأ ، نظراً لأن الفأر يصاب بسرطان الدم كما الإنسان، ولا أنه تطور عن الخنازير لمجرد وجود مرض تصلب الشرايين عندها كما لدى الإنسان، وكذلك الحصاة الصفراء في الأرانب، والتهاب الكبد في الكلاب والثيران. إن من الطبيعي أن يصيب الإنسان والحيوان النوع نفسه من الفيروس أو البكتيريا، وليس في هذا دلالة على أن المنشأ واحد، بل إن هناك أمراضا تصيب الإنسان كما تصيب الطيور والدجاج التي تعد من الناحية البيولوجية بعيدة جداً عن الإنسان. فإن نحن أرجعنا الإنسان إلى الدجاج فسيكون هذا ابتعادً عن الداروينية لأن دارون وضع القرد مكان الدجاج بين أنواع الحيوان والإنسان.
بعد أن اتضح أن مسألة التشابه - التي هي من أسس ومنطلقات دارون - لا يمكن أن تكون أساساً للتطور، علينا أن نبين بأن أساساً آخر من أسس الداروينية لا يصلح أيضاً ولا يملك أي مصداقية علمية، وهو زعمهم بأن الأعضاء غير المستعملة ستضمر بمرور الزمن. وأن الصفات المكتسبة عند الأحياء تنتقل إلى ذرياتها وأنسالها حسب نظرية " لامارك ".
صحيح أننا نرى بعض الأعضاء ولاسيما العضلات عندما تستعمل كثيراً فإنها تتضخم. ورافع الأثقال تنمو عضلات ساعده بشكل جيد. ولكن ابن حامل الأثقال لا يأتي إلى الدنيا بعضلات ضخمة وقوية. ولكي يملك مثل هذه العضلات عليه أن يتمرن على رفع الأثقال.
ونظير هذا، نجد أن اليهود يختنون منذ أربعة آلاف سنة، والمسلمين يختنون منذ أربعة عشر قرناً، وعلى الرغم من هذا لم يولد طفل يهودي أو مسلم واحد وهو مختون. ولذا فإن قبول انتقال الصفات المكتسبة إلى ذرياتها عن طريق الوراثة، واعتبار هذا الأمر قضية مسلم بها لا يتلائم مع العلم ولا الكرامة العلمية.
ومثيل هذا خرافة أن الأعضاء غير المستعملة تضمر بمرور الزمن، وتنتقل ضامرة إلى الأجيال القادمة، وأما الأعضاء المستعملة فتقوى وتتطور، وقد ادعى لامارك بأن عنق الزرافة أصبحت أطول من المعتاد، لأنها كانت في ما مضى تضطر إلى مد أعناقها لأكل أوراق الشجر العالية، وأنها شعرت بضرورة كون أعناقها طويلة. فإنني أتسائل يا ترى، أي حيوان لا يرغب في أكل الأوراق الموجودة في أعالي الشجر؟ ولماذا طال عنق الزرافة ولم تطل عنق حيوانات أخرى، لها الرغبة ذاتها؟ فمن المعروف أن المعز تتغذى على أغصان الأشجار وأوراقها على الدوام إلى درجة أنها تعتبر من أعداء الغابات. ولكن لكون أعناقها لم تطل فهي مضطرة إلى تسلق الأشجار للوصول إلى أغصانها وأوراقها. كما أن الثعابين ترغب في أن يكون لها أرجل أربعة تمشي عليها بدلاً من صعوبة الزحف بين الصخور والأتربة. بل يدعي دارون أن أرجل الثعابين قد ضمرت بمرور الوقت، فكيف ضمرت يا دارون وهي بأمس الحاجة إلى أرجل؟ فهذا تناقض صارخ.
إننا نرى أن الذين يصرون على التمسك بنظرية التطور يصرون على فكرة الأعضاء غير المستعملة تضمر، وأنها تنتقل بالوراثة إلى الأجيال القادمة، ويقدمون مثالاً على ذلك اللوزتين والزائدة الدودية عند الإنسان. فأنصار هذا القول يقولون عن الزائدة الدودية لدى الإنسان أنها عضو ضامر ورثناه عن أسلافنا آكلة العشب، لذا فلا ضرورة ولا فائدة له. ولكن العلم اليوم يقول إن اللوزتين بوابة حراسة وأمن ضد الجراثيم التي تحاول دخول جسم الإنسان عن طريق الفم.
كما يذكر دارون أن الشعر عند الإنسان ضامر أيضاً، فقد كان أسلافنا من ذوات الشعر الكثيف، وأنه عندما تطور وتحول إلى إنسان سقط الكثير من شعره. ولكنه عندما جاء ليفسر عدم وجود الشعر عند النساء في أكثر أجزاء أجسادهن، اعتذر بعذر لا يتلائم مع العلم ولا ينسجم مع نظرية التطور فقال : ( لقد كانَ هذا ضرورياً لجمال المرأة وجاذبيتها !! ) لقد كان من الممكن أن يكون إيراد هذا السبب مفهوماً لو تم النظر للموضوع من زاوية الحكمة ومن زاوية الخلق الإلهي.
ويحاول دارون تفسير وجود الشعر في منطقة الرأس من الإنسان وعدم تساقطه مع بقية شعر جسمه فيقول: "بما أن الرأس معرض كثيراً للضربات فقد كان من الضروري أن يبقى الشعر عليه" .. سبحان الله ، أيتعرض أنف الإنسان وجبينه إلى صدمات أقل؟
إن الذين تبنوا نظرية التطور، ومن أجل تفسير منشأ الحياة وأصلها يرون ضرورة الإستعانة بالأحافير " المتحجرات " وذلك من أجل البرهنة على صحة هذه النظرية من جهة، وكذلك بسبب عدم حدوث أي تطور أو ما يثبت وقوعه في العهود التاريخية المعروفة.
والخلاصة أنه لكي تتم البرهنة على أن الإنسان أتى من سلف قردي، وأن الأنواع تتحول من نوع إلى آخر، فقد ظهرت الحاجة إلى الاستعانة بالأحافير والمتحجرات للعثور على الحلقات الوسطى الانتقالية الموجودة بين هذه الأنواع، ويسمى هؤلاء العلمواء الذين يقومون بهذا العمل علماء " البالانتولوجيا " أي علماء المتحجرات.
وقد أفرط التطوريون في موضوع البحث عن الحلقة الوسطى بين الانسان والقرد إلى درجة أنهم تحدثوا عن أحفورة أو متحجرة ( رجل بلتداون Piltdown man ) في سنوات 1914 - 1912 حيث زعموا أنه جد الانسان الحالي. وكانت الاحفورة عبارة عن قحف إنسان خمن أن عمره يعود إلى خمسمائة سنة مع فك فرد أورانجتون مع بعض الأسنان الانسانية المثبتة. وتبين في سنة 1953 أن هذه المتحجرة مزيفة تماماً ومصنوعة!! أي أن بعض التطوريين قام بتركيب فك لقرد من نوع اورانجتون على قحف إنسان، وركبوا بضعة أسنان إنسانية على هذاالفك، ثم قاموا بإضافة مواد كيماوية على هذه الجمجمة لتبدو قديمة جداً ولإضفاء مسحة تاريخية، ثم الزعم بأنه " إنسان بلتداون" أو الحلقة الوسطى بين الانسان الحالي والقرد. إن مثل هذه التصرفات تجعل من الصعب علينا تصديق الأبحاث المتعلقة بالأحافير والمتحجرات، وهي تشير بل تؤكد إلى أن نظرية التطور أو الداروينية خرجت من كونها مسألة علمية وتحولت إلى مسألة أيدلوجية وإلى عقيدة.
ثم اكتشف بعد ذلك أن مجالات التزوير والتزييف أكثر من أن تحصى، وقد قيل بأن جمجمة " بلتداون " أكتشف زيفها بعد أن كتب فيها آلاف المقالات وعقدت حولها مئات الندوات العلمية ونوقشت عشرات الرسائل الجامعية.
في الختام، نعيد طرح التساؤل نفسه ..
لماذا أصبحت نظرية التطور أيدلوجية؟
لأنها النظرية العلمية الوحيدة التي يمكن أن تؤدي إلى الإلحاد ، ولكونها تدعي القيام بتفسير الكون والحياة دون الحاجة إلى الخالق ، فإذا ظهر أن كل نوع من أنواع الأحياء خلقت على حدة ، وأن الحياة لم تظهر نتيجة مصادفات عشوائية ، لأن هذا أمر مستحيل ، وأن الأحياء لم تتطور عن بعضها البعض فلا يبقى أمام جميع العلماء سوى الإيمان بالله تعالى.
منقول
ولكن لماذا تحولت الداروينية من نظرية علمية ، تبحث في نشأة وتكوين الأحياء Evolotion ، إلى أيدولوجية؟
لنقترب قليلاً من النظرية ونناقش شيئا من أساسياتها، نجد أنها تنطلق من وجود تشابه بين الأحياء، وأن بعض الأعضاء الضامرة عند بعض الأحياء الراقية ، هيَ آثار عن أسلاف بدائيّة، كانت مفيدة لها ، ثم بعد ذلك استغني عنها لفقدان الحاجة إليه، فحدث له هذا الضمور.
فمثلاً يزعم دارون أن وجود الشعر في بعض المناطق لدى الإنسان دلالة على أنه ورث هذا الشعر عن أسلاف بدائية من الثديات، وفي أثناء تعاقب المراحل التطورية لديه تساقط هذا الشعر، حتى لم يبق منه سوى القليل في مناطق معينة.
مثل هذهِ الإدعاءات لدارون لا تستند إلى برهان علمي حقيقي، لأن وجود الوجه والعين والأذن في الإنسان لا يشكل دليلاً على أنه تطور عن القرد. كما لا يشكل وجود هذه الأعضاء في بعض الأحياء دليلاً على أنها متطوره عن بعضها البعض، لأن هناك تشابهاً كبيراً بين العديد من الكائنات الحية في العالم، وجميع هذه الكائنات تستند إلى عناصر أربعة رئيسية هيَ : النتروجين ، الكربون ، الأوكسجين ، الهيدروجين. كما أن الإنسان والحيوان يتغذون أغذية مشتركة، والإنسان خاصة يتغذى من الأغذية نفسها، ومع ذلك فإن جميع الموجودات وكذلك الأفراد من الإنسان يبدون في نواح عديدة فروقاً كبيرة فيما بينهم.
ويزعم دارون أن وجود بعض الأمراض التي تصيب الإنسان تصيب الحيوانات أيضاً، دليلاً علو وجود قرابة بين الإنسان والحيوان، وهذا زعم بين البطلان، لأن الإنسان والحيوان ذوي بنية مؤتلفة، ومن المتوقع أن يصاب كلاهما بالمرض نفسه، ولكن هذا لا يشكل دليلا على أن الإنسان تطور من الحيوان.
وعلى ذلك فنحن لا نستطيع الزعم بأن الإنسان متطور عن الفرأ ، نظراً لأن الفأر يصاب بسرطان الدم كما الإنسان، ولا أنه تطور عن الخنازير لمجرد وجود مرض تصلب الشرايين عندها كما لدى الإنسان، وكذلك الحصاة الصفراء في الأرانب، والتهاب الكبد في الكلاب والثيران. إن من الطبيعي أن يصيب الإنسان والحيوان النوع نفسه من الفيروس أو البكتيريا، وليس في هذا دلالة على أن المنشأ واحد، بل إن هناك أمراضا تصيب الإنسان كما تصيب الطيور والدجاج التي تعد من الناحية البيولوجية بعيدة جداً عن الإنسان. فإن نحن أرجعنا الإنسان إلى الدجاج فسيكون هذا ابتعادً عن الداروينية لأن دارون وضع القرد مكان الدجاج بين أنواع الحيوان والإنسان.
بعد أن اتضح أن مسألة التشابه - التي هي من أسس ومنطلقات دارون - لا يمكن أن تكون أساساً للتطور، علينا أن نبين بأن أساساً آخر من أسس الداروينية لا يصلح أيضاً ولا يملك أي مصداقية علمية، وهو زعمهم بأن الأعضاء غير المستعملة ستضمر بمرور الزمن. وأن الصفات المكتسبة عند الأحياء تنتقل إلى ذرياتها وأنسالها حسب نظرية " لامارك ".
صحيح أننا نرى بعض الأعضاء ولاسيما العضلات عندما تستعمل كثيراً فإنها تتضخم. ورافع الأثقال تنمو عضلات ساعده بشكل جيد. ولكن ابن حامل الأثقال لا يأتي إلى الدنيا بعضلات ضخمة وقوية. ولكي يملك مثل هذه العضلات عليه أن يتمرن على رفع الأثقال.
ونظير هذا، نجد أن اليهود يختنون منذ أربعة آلاف سنة، والمسلمين يختنون منذ أربعة عشر قرناً، وعلى الرغم من هذا لم يولد طفل يهودي أو مسلم واحد وهو مختون. ولذا فإن قبول انتقال الصفات المكتسبة إلى ذرياتها عن طريق الوراثة، واعتبار هذا الأمر قضية مسلم بها لا يتلائم مع العلم ولا الكرامة العلمية.
ومثيل هذا خرافة أن الأعضاء غير المستعملة تضمر بمرور الزمن، وتنتقل ضامرة إلى الأجيال القادمة، وأما الأعضاء المستعملة فتقوى وتتطور، وقد ادعى لامارك بأن عنق الزرافة أصبحت أطول من المعتاد، لأنها كانت في ما مضى تضطر إلى مد أعناقها لأكل أوراق الشجر العالية، وأنها شعرت بضرورة كون أعناقها طويلة. فإنني أتسائل يا ترى، أي حيوان لا يرغب في أكل الأوراق الموجودة في أعالي الشجر؟ ولماذا طال عنق الزرافة ولم تطل عنق حيوانات أخرى، لها الرغبة ذاتها؟ فمن المعروف أن المعز تتغذى على أغصان الأشجار وأوراقها على الدوام إلى درجة أنها تعتبر من أعداء الغابات. ولكن لكون أعناقها لم تطل فهي مضطرة إلى تسلق الأشجار للوصول إلى أغصانها وأوراقها. كما أن الثعابين ترغب في أن يكون لها أرجل أربعة تمشي عليها بدلاً من صعوبة الزحف بين الصخور والأتربة. بل يدعي دارون أن أرجل الثعابين قد ضمرت بمرور الوقت، فكيف ضمرت يا دارون وهي بأمس الحاجة إلى أرجل؟ فهذا تناقض صارخ.
إننا نرى أن الذين يصرون على التمسك بنظرية التطور يصرون على فكرة الأعضاء غير المستعملة تضمر، وأنها تنتقل بالوراثة إلى الأجيال القادمة، ويقدمون مثالاً على ذلك اللوزتين والزائدة الدودية عند الإنسان. فأنصار هذا القول يقولون عن الزائدة الدودية لدى الإنسان أنها عضو ضامر ورثناه عن أسلافنا آكلة العشب، لذا فلا ضرورة ولا فائدة له. ولكن العلم اليوم يقول إن اللوزتين بوابة حراسة وأمن ضد الجراثيم التي تحاول دخول جسم الإنسان عن طريق الفم.
كما يذكر دارون أن الشعر عند الإنسان ضامر أيضاً، فقد كان أسلافنا من ذوات الشعر الكثيف، وأنه عندما تطور وتحول إلى إنسان سقط الكثير من شعره. ولكنه عندما جاء ليفسر عدم وجود الشعر عند النساء في أكثر أجزاء أجسادهن، اعتذر بعذر لا يتلائم مع العلم ولا ينسجم مع نظرية التطور فقال : ( لقد كانَ هذا ضرورياً لجمال المرأة وجاذبيتها !! ) لقد كان من الممكن أن يكون إيراد هذا السبب مفهوماً لو تم النظر للموضوع من زاوية الحكمة ومن زاوية الخلق الإلهي.
ويحاول دارون تفسير وجود الشعر في منطقة الرأس من الإنسان وعدم تساقطه مع بقية شعر جسمه فيقول: "بما أن الرأس معرض كثيراً للضربات فقد كان من الضروري أن يبقى الشعر عليه" .. سبحان الله ، أيتعرض أنف الإنسان وجبينه إلى صدمات أقل؟
إن الذين تبنوا نظرية التطور، ومن أجل تفسير منشأ الحياة وأصلها يرون ضرورة الإستعانة بالأحافير " المتحجرات " وذلك من أجل البرهنة على صحة هذه النظرية من جهة، وكذلك بسبب عدم حدوث أي تطور أو ما يثبت وقوعه في العهود التاريخية المعروفة.
والخلاصة أنه لكي تتم البرهنة على أن الإنسان أتى من سلف قردي، وأن الأنواع تتحول من نوع إلى آخر، فقد ظهرت الحاجة إلى الاستعانة بالأحافير والمتحجرات للعثور على الحلقات الوسطى الانتقالية الموجودة بين هذه الأنواع، ويسمى هؤلاء العلمواء الذين يقومون بهذا العمل علماء " البالانتولوجيا " أي علماء المتحجرات.
وقد أفرط التطوريون في موضوع البحث عن الحلقة الوسطى بين الانسان والقرد إلى درجة أنهم تحدثوا عن أحفورة أو متحجرة ( رجل بلتداون Piltdown man ) في سنوات 1914 - 1912 حيث زعموا أنه جد الانسان الحالي. وكانت الاحفورة عبارة عن قحف إنسان خمن أن عمره يعود إلى خمسمائة سنة مع فك فرد أورانجتون مع بعض الأسنان الانسانية المثبتة. وتبين في سنة 1953 أن هذه المتحجرة مزيفة تماماً ومصنوعة!! أي أن بعض التطوريين قام بتركيب فك لقرد من نوع اورانجتون على قحف إنسان، وركبوا بضعة أسنان إنسانية على هذاالفك، ثم قاموا بإضافة مواد كيماوية على هذه الجمجمة لتبدو قديمة جداً ولإضفاء مسحة تاريخية، ثم الزعم بأنه " إنسان بلتداون" أو الحلقة الوسطى بين الانسان الحالي والقرد. إن مثل هذه التصرفات تجعل من الصعب علينا تصديق الأبحاث المتعلقة بالأحافير والمتحجرات، وهي تشير بل تؤكد إلى أن نظرية التطور أو الداروينية خرجت من كونها مسألة علمية وتحولت إلى مسألة أيدلوجية وإلى عقيدة.
ثم اكتشف بعد ذلك أن مجالات التزوير والتزييف أكثر من أن تحصى، وقد قيل بأن جمجمة " بلتداون " أكتشف زيفها بعد أن كتب فيها آلاف المقالات وعقدت حولها مئات الندوات العلمية ونوقشت عشرات الرسائل الجامعية.
في الختام، نعيد طرح التساؤل نفسه ..
لماذا أصبحت نظرية التطور أيدلوجية؟
لأنها النظرية العلمية الوحيدة التي يمكن أن تؤدي إلى الإلحاد ، ولكونها تدعي القيام بتفسير الكون والحياة دون الحاجة إلى الخالق ، فإذا ظهر أن كل نوع من أنواع الأحياء خلقت على حدة ، وأن الحياة لم تظهر نتيجة مصادفات عشوائية ، لأن هذا أمر مستحيل ، وأن الأحياء لم تتطور عن بعضها البعض فلا يبقى أمام جميع العلماء سوى الإيمان بالله تعالى.
منقول