المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحاجّة (ميري) بِنت الشّيخ (كريسميس) !!



مالك مناع
01-16-2007, 08:40 PM
الحاجّة (ميري) بِنت الشّيخ (كريسميس) !!
جَمعٌ بين مُتناقضات ..
أم إصْرارٌ على إهانَة الذّات ..

سألني أحد الأفاضل أن أكتب مقالاًً يعبّر عن هذه المفارقة الغريبة التي نعيشها هذه الأيام، ونراها جليّةً في أحوال بعض المسلمين الذين يتبعون سَنَن الكفار ويلعقون آثارهم، ويحرصون على إظهار شعائرهم الدينية وطقوسهم الوثنية، ويغرسون في الأجيال ثقافة التغريب والانسلاخ من الهوية الإسلامية .. تحت شعار الإخوة الإنسانية !! والتي من أبسط حقوقها أن تهنئ الكافر على كفره بالله، وتتمنى له المزيد من الكفر والضلال !!

هذه الثقافة التي أصبحت تتردد في الآونة الأخيرة بشكل مُخجل لا يطاق، إنما هي امتدادٌ لحالة الوهن والروح الانهزامية التي نعيشها في كل لحظة من حياتنا، بعد أن أملى المنتصر شروطه: لك أن تعيش آمناً ولكن دون كرامة !

ثقافة هدمٍ للذات، وبناءٍ للآخر في أعماق جراحنا .. وعلى أنقاض صراخنا .. تدفن فينا كل مساحات الأمل، واحتمالات العودة، ليصبح اليأس قراراً حكيماً، نلجأ إليه للهروب من واقعنا الأليم لتنعم أرواحنا بالنوم على أشلاء مجدنا الغابر، مُتدثّرين بلحاف العولمة والحداثة.

ثقافةٌ سلبية؛ تقتات على فضلات المدنيّة الغربية، دون اعتزازٍ بالذات ولا تحمّلٍ للمسؤولية .. لاقت رواجاً في زمن الإمّعات، الذين يُردّدون ما يريده الأسياد بكل ببغائيّة .. متوهّمين بأنهم يعيشون مناورة برجماتية ذكية .. تتطلبها ظروف المرحلة .. وتختصر عليهم عناء الطريق ووحشته، ولكنهم تناسوا بأنهم سيجدون أنفسهم - حين يصلون - عرايا، تسترهم ثياب الرذيلة والخطايا .. هذا إن وصلوا أصلاً !

هل أكون مبالغاً إذا قلت: إن هذه الثقافة قد تبرر لنا – يوماً ما – مشاركة أعدائنا في احتفالهم بذكرى احتلالهم لبلادنا .. وقتل أولادنا .. واغتصاب نسائنا .. وتمزيق أحلامنا .. والرقص على جراحنا .. والتّندر بآهاتنا وآلامنا ..

هل نستيقظ يوماً على سياط جلادينا .. لنقول لهم : كل عام وأنتم بخير !!

ثم نغفو في خِلْسةٍ من الآلام .. لنحلم في موت هادئ لا يعكر مزاجهم !!

لا أستغرب أن يحدث هذا .. لأن ما يفعله بعض المسلمين الآن: أعظم من كل هذا !!

ميري كريسمس أيها السادة ..

ليست مجرد كلمة تقال في لحظة عابرة ..

ولا مجرد عبارة تثني بها على أفكار (مديرك) التي لم تنجح يوماً ما !!

ولا مجاملة رقيقة تمدح بها طبخ (حماتك) الذي يذكرك (أحياناً) بجدوى الانتحار قبل أكله !! (تم أخذ موافقة خطية من قبل ((وزارة الداخلية!)) على كتابة هذه العبارة بالتحديد).

إنها اختزالٌ بارد لصراعٍ امتدّ آلاف السنين بين الحق والباطل .. بين الخير والشر .. بين الوثنيّة والإسلام .. صراعٌ بُذلت فيه الأكباد والمُهج .. وأريقت فيه دماء الملايين .. لرفع راية التوحيد وتحقيق العبودية لله وحده، وتنزيهه عن الشريك والصاحبة والولد ..

صراعٌ بين من يقول:

"مَا اتخَذَ اللهُ من وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إلَه" ..

وبين من يقول:

" يَسُوع هو الرّب، وابن الرّب" ..

صراعٌ بين أتباع إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة السلام ..

وبين أتباع بولس وأوغسطين ومارتن لوثر وكلفن ..

لا نرضى لمتسكع أو هاوٍ أو مُميّعٍ؛ ما قَدَر الله حقّ قدره، ولا قَدْر هذا الدين العظيم، ولم تتمكن في قلبه عقيدة الولاء والبراء، ولم يُدرك عقله حقيقة العَداء، أن يتجاهل هذا الصراع، ويستخفّ بأسمى درجات العبودية التي خُلق لأجلها الإنس والجنّ، وقامت لها السماوات والأرض، ليقول بكل بلادة ولا مبالاة:

ميري كريسمس .. مباركٌ لكم هذه (المناسبة الكريمة!) .. ميلاد ابن الله !!