عماد
01-24-2005, 11:38 AM
انظر الى إبريق الشاي الصغير الذي امامك ترى انه مؤلف من جوف لنضع فيه السكر والشاي وايضا اسفله مستدير حتى نضعه على النار فلو كان اسفله قائما مثلا او زاوية فلا نتمكن من وضعه على النار , وفي نفس الوقت صنع للابريق بابا واسعا لوضع الماء والسكر منه وهذا الباب لا يصح ان يبقى مكشوفا للغبار والذباب فصنع له غطاءً وجعل للغطاء ممسكا كي سهل علينا مسكه وعندما نريد صب الماء منه نصب من الزمبعة ( فوهته الرفيعة ) , لو أردنا أن نصبّ الشاي من حافّته يكون صعبا ( يتكبكب ) , فصنع لــه الذي صنعه زمبعة وكذلك عندما نريد أن نمسكه ونرفعه فإننا نمسكه بالممسك – اليد , وعندما نريد إزالة الغطاء كيف نزيله ؟ جعل له الذي صنعه ممسكا للغطاء لأنه يفكر ويخطط ويرسم وينفّذ , فكل جزء في هذا الإبريق - هذا إبريق الشاي البسيط الذي ثمنه دنانير قليلة – نعرف من إتقان صنعته أن الذي صنعه حكيم , معنى حكيم يعني يفهم , لأن كل جزء فيه وضع لغاية معينة , فالذي جعله بهذا الشكل حكيم , فهل إبريق الشاي تبعكوا أعظم صنعا من السماوات والأرض .. أعظم صنعا من الإنسان .. أعظم من تنظيم النجوم ؟ ... فعندما تنظر الى الكون ترى ان الذي صنع هذا الكون حكيم . أنظر إلى الإنسان هذا الجزء البسيط من الخلق ! هذا رأس الإنسان .. أُذنه دائما مفتوحة حتى تستورد وتسمع الأخبار من الخارج الذي ينادي بليل او بنهار .. أحدهم ينادي ويضرب جرسا .. نسمعه .. وهذه الاذن دائما مفتوحة فلا بد لها من شيء يحرسها فجعل الله لها الصمغ المر .. الصمغ المر الذي في الاذن هو الحارس , أيّ جرثومة صغيرة تدخل الأذن يقتلها الصمغ المر... , العين شفافة وهي من الشحم , والشحم ماذا يحفظه ؟ يحفظه الملح , لذلك ماء العين مالح ( الدمع زعق ) ... والأنف ينزل مادة المخاط لماذا ؟ لأنه من الداخل مثل المصفاة فيخرج الدخان والغبار إلى هذه المصفاة فتحتاج إلى مادة تنزلها ولو كانت المادة ( المخاط ) مائعة مثل الماء لما أمسكت الغبرة وأنزلتها والمخاط مادة لزجة ولذلك تنزل وهي تسحب معها الدخان وغيره , الريق .. ريق الإنسان عذب يعني ليس لـه طعم , لا هو حلو ولا حامض ولا مالح , ولو كان مرا لكان كل شيء تأكله يكون طعمه مرا ولو كان مالحا لكان كل شيء تأكله يكون طعمه مالحا ... اذا هذا رأس الإنسان البسيط متقن يدل على أن الذي صنعه حكيم , فانظر إلى الكون كله , قال الله تبارك وتعالى : فارجع البصر هل ترى من فطور هل في خلق الله نقص ؟ كله خلق متقن لا يستطيع الجن أن يخلقه ولا الملائكة ولا الأرواح ولا الإنس , أنت يا هذا الإنسان تخرج من بطن أمك وتبدأ ترى وإذا سماء وشمس ونجوم وهلال والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم النجوم في السماء مسخرة لخدمة الإنسان في الأرض نحن عندنا حساب شمسي وحساب قمري .. يقولون ( حساب غربي وحساب شرقي ) .. لا بل حساب شمسي وحساب قمري والحسابين مأخوذين عن السماء , حساب ثابت لا يتغير وهو الحساب الشمسي وهو مأخوذ عن دورة الثريا والدورة الفلكية .. فالله جل جلاله جعل في الكون - من جملة ما جعل - حسابين : حسابا يحفظ المواقيت فلا تتغير ... متى نزرع القطانة ومتى نزرع البندورة ... حساب ثابت وهو الحساب الشمسي , وحسابا آخر وهو الحساب القمري وهو ايضا مأخوذ عن السماء من دورة الهلال ... من أجل أن نعرف أن نصوم وأن نحج لله تعالى في كل فصول السنة وتحت كل الظروف لأن المسلم عبدٌ لله .. جندي في جيش الله ... في الثلج عليه أن يمشي وفي الحر عليه أن يمشي.. والجندي ليس لـه اختيار , الجندي جندي تحت كل الظروف , وانت جندي من جنود الله عليك ان تصوم لله تحت كل الظروف .. في الصيف وفي الشتاء تكون الفاكهة ناضجة ... لا اله الا الله , كم هو ثواب الصائم ! تراه نائما وعطشا والماء المثلج بجانبه ومع ذلك لا يمد يده للماء , والعنب ناضج ومدلى فوق راسه في ايام رمضان ولا يمد يده للعنب ... صائم , واصعب اصعب من هذا ... انظر كم يضحي المسلم ! لم هذا ؟ ... ما الذي يمنعه ! خوفا من الله تعالى لأنه جندي من جنود الله تحت كل الظروف , فالله سبحانه وتعالى جعل لنا هذه الأوامر ... الأشهر العربية تدور على مدار السنة حتى نصوم لله تعالى في البرد وفي الحر , والثمار ناضجة ... وفي كل الظروف , فعندما تخرج من بطن امك تفتح بصرك على الدنيا, وإذا الكون كله منظم قال الله تبارك وتعالى : ألم نجعل الأرض مهادا كيف مهادا ؟ .. بقعة من الأرض بسيطة ... دونم أرض تجد فيها مائة نبتة وكل نبتة فيها علاج لمرض معين , تجد فيها العدس , الحمص , الفول ... والحبوب , كل حبة تحمل مادة يفتقر إليها جسم الإنسان غير موجودة في المادة الأخرى , الفواكه .. سبحان الله , كل فاكهة فيها مادة يحتاجها جسم الإنسان ليست موجودة في الثانية قال الله تعالى : ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون أنظر الى العنب أمامك وإذا هذا عنب أبيض وهذا عنب أسود , من سبغه ؟ .. لا اله إلا الله , هذا رمان حامض وهذا رمان حلو والشفع والوتر معناها والمخلوقات والذي خلقها . الله فرد وما سواه زوج , إذا لم يكن زوجا بالـفعل فهو قابل لـلازدواج , والله غير قابل أن يـكون له مثيل , العقل البشري الذي خاطبنا الله به يحكم بأنه لا يُتصور اله آخر غير الله تبارك وتعالى .