المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ولكن ماذا يريدون؟



moslem&proud
02-26-2007, 11:25 PM
الحقيقة اني قضيت كل هذا الوقت في القراءة و تتبع النقاشات حول الاسلام و لاتزال عندي ايضا تساؤلات خاصة لازلت اتتبعها، و مماكتبه اعداء الاسلام الكثير عن النبي صلوات ربي و سلامه عليه، و هو كمصدر و ناقل للوحي الهدف الاساسي للهجوم رغم انه صلى الله عليه و سلم بكل المقاييس اعظم عظماء البشر..
و لكن لي وقفة مع ما يكتبه هؤلاء و لعلي اجيب نفسي قبل ان اجيبهم، فهمهم الوحيد نفي الصفة الالهية عن مانقله النبي و تحليل تصرفاته البشرية و نبش هفواته صغير كانت او كبيرة، ولكني لا اعرف لماذا كل هذا العناء في سبيل اثبات مالم ينفه الاسلام يوما [ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل: سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا ] و قوله ايضا [ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء]
ولي ملاحظة اولى قبل ان اخوض في هذا الموضوع هي ان الجميع يسارع الى نقد ماتاتي به سير التاريخ عن حياته صلى الله عليه و سلم دون ان يتساءلوا كيف يسمح الدجال او مدعي النبوة بان تكون حياته و تصرفاته تحت المجهر و بهذه الشفافية؟ اليس الاحرى بالحاكم ان يضرب عليه و على اهله و بيوته حجبا كثيفة و حراسة و حرسا؟اليس ذلك الكم الهائل من التدوين لتفاصيل حياته صلى الله عليه وسلم مثيرا للدهشة؟
اذا كان المنتصر هو الذي يكتب التاريخ فكيف اذا تاتى لنا ان نعرف ان الله عاتب النبي في مواقع عديدة نقلها لنا القران بامانه مذهله، فلامه صلى الله عليه و سلم عن اعراضه عن ابن ام مكتوم الاعمى و نهاه عن التمثيل بالقتلى و انبه على تحريمه الحلال على نفسه ابتغاء مرضاة الزوجات و ان يخفي في نفسه مايعلمه الله من امر زينب بنت جحش بل و علم القاصي و الداني بالتفاصيل فلم يكن له ليخفي عن المسلمين شيئ صلى الله عليه و سلم، و لكن رغم ذلك قد لا يكون هذا بالدليل لمن يابى الا المحسوس و تابى بصيرته النفاذ الى ماوراء السطور...
و لكن رغم ذلك فان هذا التدوين الدقيق لحياته مما لا يطيقه البشر لبين الحكمة واضح المعنى، فان كان النبي خلاصة الاخلاق و خير بني البشر فكيف اذا به يخطا و يصيب مثلهم؟
و ليس الرد على ذلك بالعسير، فالمطلوب لم يكن يوما انسانا الى الملاك اقرب و الا لارسل الله ملاكا للناس يدعوهم للاسلام، و لو ان العرب الوثنيين راوا الملاك او من شابهه من البشر لسارعوا لعبادته و هو المحسوس القريب اليهم و لنسوا حكمة الارسال في حد ذاتها و الدعوة الربانية للتوحيد.

المطلوب اذن بشر سامي الاخلاق طاهر القلب صادق الاقوال، بشر يختلط بالناس و ياكل معهم و يعلمهم و يتقاسم همومهم و يعاني مثلهم في سبيل الدين، فيحمل حجارة المسجد بيديه و يقاتل معهم فيجرح و تدمى قدماه و تكسر رباعيته و يدمى وجهه و يقدم اقرب الناس اليه الى مقدمة صفوف القتال فيستشهدوا الواحد تلو الاخر، ثم يعفو عن المسيئين بعد النصر المبين، و يمضي للقاء ربه فلا يخلف مالا وفيرا و لا ولي عهد و ملكا و انما دينا و اصلاحا و تقوى و ذكرا لله الى يوم الدين..
اليست القدوة هكذا افضل و هل يبقى بعد ذلك للتركيز على ان النبي قد يخطا و يصيب من معنى؟
و هل قلنا غير ذلك؟
و هل ادعى هو غير ذلك؟
ثم يقولون لك انه كان سفاكا للدماء محبا للعنف، و يستفيضون في الحديث عن حروبه و عن قتله بني قريظة و عن مايسمى بالاغتيالات السياسية، و لكن لماذا التحيز في التحليل و نقل الاخبار؟
ا فلا يحق للرجل ان يدافع عن نفسه؟
اليس السلم و الحرب و الخير و الشر جزءا من حياتنا؟
كفى بالملحد المتحذلق خاصة العرب منهم ان يعلم انه لولا الحرب و القوة لما تحررت الجزائر من نير الاستعمار الفرنسي و لما تحرر المشرق من نير الانتداب البريطاني و لما بقيت لنا كرامة، فعن اي سلام تتحدثون؟
فيستفيض لك في الحديث عن رغبة النبي و اتباعه في نهب اموال قريش عند بدر و لا يحدثك البته عن مصادرة قريش لاموال من اسلم و تعذيبهم للمسلمين و تنكيلهم بهم حتى انهم لحقوا من نجى بنفسه منهم الى الحبشة رغبة باستعادته و الاستمرار في تعذيبه!!!
و يحدثك عن بني قريظة المساكين الابرياء و لا يحدثك لماذا و كيف، افلا تعلم لماذا قال النبي لسعد ماقال عند سماعه الحكم؟
انظر الى التوراة و اقرا ما يفعله هؤلاء اذا حاصروا مدينة و ابت ان تستسلم و حاربتهم فستعلم ان الاسلام حكم عليهم بعقيدتهم اعدل حكم و هم الذين خانوا العهد و ميثاق المواطنة.
مالذي كان هؤلاء يريدونه، ان يسلم النبي نفسه لمشركي قريش فيقتلوه؟ ام يدع اليهود يتامرون عليه فيستاصلوه و دينه ام ماذا؟