المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف يمكن الرد على هذا ؟



ATmaCA
01-26-2005, 04:11 AM
بسم الله الواحد الاحد


================================================== =====

نسأل اي أعجاز في قول القرآن :"أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما" والتركيب الصحيح هو : انزل على عبده الكتاب قيما , ولم يجعل له عوجا - وأي أعجاز في فوله :" أرنا الله جهرة " والصحيح كما قال ابن عباس وابن جرير : (قالوا جهرة : ارنا الله ) اي ان سؤالهم كان جهرة - ونسأل أي أعجاز في قوله :"افرايت من اتخذ الهه هواه " والصحيح هو :(من اتخذ هواه الهه) لأن من اتخذ الهه هواه فهو غير مذموم - ونسأل اي إعجاز في قوله : فضحكت فبشرناها , والصحيح هو فبشرناها فضحكت - وأيضا أي أعجاز في قوله " لولا كلمة من ربك لكان لزاما زاجل مسمى " والصحيح هو :ولولا كلمة واجل مسمى لكان لزاما .... وأين الأعجاز في قوله :"فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم و انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا " والصحيح:" لا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا , انما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة - وفي القرآن غرابات منها شبهة في مرجع الضمائر إلى أصحابها , فيحتار المرء فيالمعنى المقصود مثلا في قوله : إليه يصعد الكلام الطيب , والعمل الصالح يرفعه.

فالضمير في " يرفعه " كقواعد لغة يجب ان يعود فيما عاد إليه ضمير "إليه " وهو الله , ولكن لا يستقيم المعنى الا بان يعود الى " الكلام الطيب"او الى " العمل الصالح " ولكنها إحدى حزا زير القرآن. واما قوله "ولا تستفت فيهم منهم أحدا" فإرجاع الضمائر لأصحابها فيها الكثير من الخلط فهل كل هذا الخلط فيه من الأعجاز شيء؟؟!!!

وهل هو جائز في اللغة والمنطق؟؟!!! ومن غرابات القرآن مثلا في قوله " هو الله أحد , الله الصمد"لماذا جاءت لفظة " أحد " في صيغة النكرة و"الصمد " جاءت في صيغة المعرفة ؟!!

وفي قوله :"ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا و محرم على أزواجنا " لماذا جاءت لفظة خالصة مؤنثة , ومحرم مذكرة ؟؟؟!!!! فقد بحث لها المفسرون عن حجة فما استطاعوا الا ان يبرروا بان " محرم " ترجع إلى "ما" ,وكلمة "خالصة " ترجع الى الأنعام" فهل هذا مقبول من العقل ؟!! ولماذا أجاز القرآن التأنيث في مكان ولم يجزه في مكان آخر, فمثلا في قوله :"أعجاز نخل خاوية " ثم يقول في مكان آخر وأعجاز نخل منقعر " , وفي قوله " السماء منفطر " وفي مكان آخر : اذا انفطرت السماء , والى ما هنالك من غرائب كثيرة في القرآن - ثم أيضا ايهما اصح في الأعجاز ؟! قوله : " ادخلوا الباب سجدا وقولوا : حطة " اما قوله : " قولوا حطة وادخلوا الباب سجدا " ؟؟!!! او قوله :" ما أهل به لغير الله " ام قوله :" ما

أهل لغير الله به" ؟!! او قوله : ولن تمسنا النار اياما معدودة " ام قوله

:"أياما معدودات" ؟؟!!! او قوله :"ان هدى الله هو هدى " ام قوله :" ان الهدى هدى الله " ؟؟!!!! او قوله :"...... وما انزل الينا " ام قوله :".....وما انزل علينا"؟؟؟!!! او قوله :"ولا تقتلوا أولادكم من إملاق " ام قوله :".....خشية إملاق "؟؟!!!


==============================================


والحمد لله رب العالمين .

ATmaCA
01-26-2005, 04:12 AM
2

ماذا عن كروية الأرض

والأرض بعد ذلك دحاها ، النازعات ، الآية30

وهي الآية التي يوردها كل " باحث " للتدليل على أن القرآن قد سبق زمانه بتحديد شكل كروية الأرض ؟!

هذا على الرغم من أن كلمة دحاها لا تعني أكثر من ( بسطها ومدها) في قواميس اللغة والأدحية ، هو المكان الذي تبيض فيه النعامة ، وليس بيضها ، لأن هذا الطائر لا يبني عشاً ، بل: (يدحو الأرض برجله ، حتى يبسط التراب ويوسعه ثم يبيض فيه ، القاموس المحيط .

والدحية ، بكسر الدال هو رئيس الجند . والدحية بفتح الدال ، هي انثى القرد.

أما الدحية ، بمعنى البيضة ، فهذا ما لم تسمع به العرب، إلا منذ زمن سيد قطب .

والسماء وما بناها والأرض وما طحاها )الشمس 5-6 .

طحا : بسط و مد . الطحا: المنبسط من الأرض. الطاحي: المنبسط من الارض . مطحية: منبسطة على وجه الأرض. طحى: بسط ومد وطحيا الشيء أي بسطه . (وإذا الأرض مدت وألقت مافيها وتخلت) الانشقاق .

والأرض مددناها بأيد وانا لموسعون. الذاريات 47.

أفلا ينظرون الى الابل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت والى الأرض كيف سطحت) الغاشية 20.

سطحت: من سطَحَ بمعنى بسط والعامة تقول "سطح التين والعنب" أي بسطهما في المسطاح ويقال سطحه اي صرعه والبيت سوى سطحه اي جعله منبسطا متساويا. السطح: كل شيء كان مرتفعا وأعلاه مسطحا وهو الذي تكون جميع أجزائه على السواء فلا يكون

بعضها ارفع وبعضها اخفض . ويقال له أيضا البسيط .

ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا ) النبأ 7 .

مهادا: المتساوي المنبسط و مهد ومُهُد وأمهدة أي الفراش ، الارض المنخفضة مهد الفراش أي بسطه وسواه وسهله ، تمهد الفراش اي بسطه، إمتهد الشيء . بمعنى انبسط و إستمهد الفراش أي بسطه . المهد: الموضع للصبي يهيأ و يوطأ ، الارض المنخفضة المُهد: و منها مهدة وامهاد والمهدة وتعني مانخفض من الأرض في سهولة واستواء.

الوتد: أداة تتخذ عادة من الخشب او الفولاذ وتستعمل لتثبيت الخيمة او بيت الشعر على الأرض.

مد: مد الشيء اي بسطه ويقال مد نظره اي طمح ببصره ومنها مدد الشيء اي بسطه .

المد: ومنها مد البحر أي امتداد ماء البحر الى البر وهو خلاف الجزر . تمدد: أي انبسط ويقال تمددوا الشيء بينهم اي بسطوه ويقال إمتد أي انبسط . المدى: ويقال بيني وبين فلان مد البصر أي مداه . (وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وانهار.

دعونا من التفسير اللغوي ، ولنعد إلى التاريخ. فنظرية كروية الأرض في زمن القرآن ، لم تكن نظرية معروفة فحسب ، بل كانت حقيقة علمية لا جدال فيها ، وكان الفلكيون في أثينا والإسكندرية ، قد قاسوا محيطها بفارق ضئيل ( مائتي ميل ) عن القياس العصري المعتمد الآن !ان سطح الكرة الأرضية غير مستوي ولا ممهد ولا ممدود ولا يقول بذلك الا جاهل أخرق حيث يبلغ ارتفاع بعض الجبال 4000 متر عن سطح البحر وهذا ما يساوي أربعة كيلومترات، وعليه فإن القول أن مد الأرض هو جعلها مستوية مرفوض جملة وتفصيلا.

أن القمر ليس كوكبا مستقلا وإنما هو كوكب تابع للأرض وعليه فإن الحديث عن تقدير منازل القمر بمعزل عن الأرض يتعارض مع العلم

يتحدث القرآن عن خلق الأرض ثم خلق الجبال لتعمل كرواسي للأرض لتحفظ توازنها هذا الكلام يتعارض مع العلم والأسباب.

أن الجبال هي عبارة عن مقذوفات من داخل الأرض.

أن الجبال تشكلت بفعل العوامل الموضحة أعلاه قبل نشؤ الحياة على الأرض أن العلم الحديث ينكر أي دور للجبال في حفظ توازن الأرض وفوائد الجبال التي يقرها العلم مناخية وزراعية ومصدر المعادن فقط

حجم الجبال الموجود على سطح الأرض يعد ضئيلا جدا إذا ما قورن بمكونات الأرض الداخلية من حيث الحجم والكثافة. ففي داخل الأرض طبقات صخرية عالية الكثافة وعالية التركيز بالحديد وتفوق سماكة الطبقة الصخرية في جوف الأرض عدة آلاف من الكيلومترات وعليه فإن الادعاء بأن الجبال على سطح الأرض تحفظ التوازن مرفوض تماما كحقيقة علمية. خلاصة القول : رغم ما يدعيه هذا " الباحث الإسلامي " من حب العلم والدين ، فإنه ليس عالماً وليس متديناً ، بل مجرد رجل مسحور ، استفرد به معلمه الفقيه في سن مبكرة ، بفضل نظام التعليم الإلزامي ، فخلقه على هيئته ، ونفخ فيه من روحه ، وورطه في الفخ المميت نفسه الذي تورط فيه الفقه منذ زمن بعيد . وما دام هذا الحبل على الجرار . وما دام الحلف الشيطاني القائم بين الحكومات والفقهاء ، يفرض على كل أب أن يرسل أطفاله إلى مدارس الدولة بموجب نظام التعليم الإلزامي . وما دام مجتمعنا يسمح لفقيه أمي أن يحشر نفسه بين العلماء ) ويقول ما يشاء ولمن يشاء باسم الله شخصياً . وما دام الطفل لا يستطيع أن يفعل شيئاً تجاه ما يسمعه من أساطير الفقه ، سوى أن يطوع نفسه للتعايش معها في الظلام فلا مفر . لا مفر من وقوع الكارثة . ولا مفر من أن يغرق

مجتمعنا في موجة بعد موجة من خريجي هذه المدارس الذين تم تنويمهم من قبل أن يستيقظوا ، وعهد إليهم بحمل مسؤولية الهدم والبناء وهم عزل من كل سلاح ، سوى سيف التعصب الأعمى في أيدي ملايين العميان. طوبى لمن نجا .

فيصل القلاف
01-26-2005, 06:53 AM
بسم الله، أخي هذي شبه متهافتة تنم عن أن قلة بضاعة صاحبها، وإنما أتي من عجمة في اللسان وضعف في الفهم. فلعلي أتتبع كلامه، وأبين سبب استشكاله. لكن يطول الأمر، فاصبر علي. والله المستعان.

ATmaCA
01-26-2005, 08:04 AM
اخى فيصل

جزاك الله خيرا

اخى فى الله

انا اعلم ان القران هو الذى وضع اساسيات النحو والعربية وليس

العكس .

لذلك كما قلت انت انة ضعف فهم من الكاتب الاصلى .

وخذ وقتك وتنفس بعمق فالهواء مجانا :)

والحمد لله رب العالمين .

سيف الكلمة
01-26-2005, 08:51 PM
ذكريات قديمة
ذكرتنى هذه التعبيرات القرآنية بمعلم لاحظ ضعفنا فى الإعراب فدخل الفصل حصة إضافية لغياب معلم آخر وأعطانا امتحانا مفاجئا فى الإعراب فقط ورصد خمسة وعشرين قرشا لكل من يحصل على الدرجة النهائية
أتذكر أننى حاولت ولكن أفضل درجة كانت 17 درجة لطالب واحد فقط وحصلت على تسع فقط من العشرين
ورغم أن المعلم نجا من الغرامة فقد أعطى الطالب الأول خمسة وعشرين قرشا وكان هذا مبلغا جيدا بالنسبة لطالب فى عام1959 وكان تنبيه المعلم بموعد لعقد امتحان آخر فى النحو فقط سببا فى تحسن إلمامى بالنحو
يوجد برنامج للقرآن به قرص ليزر مخصص لإعراب القرآن لا أعرف موضع البرنامج على النت وعندى نسخة منه على أقراص والإعراب يلقى الضوء على كثير من أوجه البلاغة

سيف الكلمة
01-26-2005, 10:16 PM
مزيد من الذكريات:
أهل الريف فى محافظة البحيرة يسمون البيض دحيا
وما زال استخدام كلمة الدحية للبيضة المفردة والدحى للجمع مستخدما حتى الآن
فهل أتى هذا المسمى من فراغ

أم أنه موجود فى اللغة قبل أن يولد سيد قطب الذى يظنون أنه أحدث هذا الإسم

ما زالت هذه التسمية بالريف مستخدمة وإن تركها أهل المدن تفرنجا
فهل وفت المعاجم جميع تسميات كل الألفاظ العربية ؟

لا أرجح ذلك

سيف الكلمة
01-26-2005, 10:47 PM
تصحيح آية

الصحيح
(والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون) 47 الذاريات صدق الله العظيم

الخطأ
والأرض مددناها بأيد وإنا لموسعون//كذب الكذابون فلم يقل الله ذلك وليس فى القرآن هذا الكلام

هذا الخطأ قلب المعنى

فقد أثبت العلم الحديث أن السماء تتسع (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون )47 الذاريات

والأرض ينقصها الله من أطرافها بالمد والجزر والأمواج وعوامل التعرية وارتفاع مستوى مياه البحار والمحيطات بسبب ارتفاع حرارة الأرض وذوبان جليد القطبين
ويخبرنا الله بذلك :
(أو لم يروا أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها ) 41 الرعد
(أفلا يرون أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها) 44 الأنبياء
وهانحن نرى الإسكندرية القديمة التى أمر الإسكندر ببنائها من أكثر من 3000سنة تحت مستوى ماء البحر بعشرة متار
والآن يستخرجون آثارها بالمعدات الحديثة وكثير من المدن الساحلية القديمة كذلك بل كانت هناك قارة أطلانتس المفقودة والتى كان للمصريين القدماء تجارة معها وتم اكتشافها تحت مياه المحيط الأطلسى
وتلجأ بعض الدول الساحلية لبناء سواتر قوية لحماية الأرض الزراعية من مياه البحر كهولندا
وهذا زلزال وطوفان تسونامى جرف كثيرا من أطراف الجزر كما رأيتاه فى الصور قبل وبعد على هذا الموقع فى موضوع صور للعبرة من تسونامى

وبسط الأرض ومدها يكون له معان أخرى
ففى الإنشقاق الحديث عن أحداث يوم القيامة ولا يقاس بالكائن الآن فالحاجة للبحار لم تعد موجودة وتسجر البحار بمعنى تشتعل فتزيد رقعة الأرض ( اليابسة )
وفى حالات أخرى يكون المد يمعنى الإتساع

يتبع

سيف الكلمة
01-26-2005, 11:28 PM
طحاها وسطحت
طحاها بمعنى البسط والمد وهنا بمعنى الإتساع لتسع الخلق وسطحت لا تهنى السطح المستوى أليس السطح الكروى سطحا
الأرض مهادا :
ألم تمهد الأرض للسالكين والزراع أى لم يجعلها وعرة صعبة السير وجعلها تصلح للإستخدام الذى يحتاج لأرض منبسطة
الجبال أوتادا:
المهتمون بالإعجاز العلمى كالدكتور النجار قال أن الجبال لها جذور داخل المادة المنصهرة يزيد عمقها عن سبعة أضعاف ارتفاع الجبل عن اليابسة ويكون أدقه فى العمق وأغلظه قرب قاعدة الجبل كالوتد تماما والجبال تثبت القشرة الأرضية من كثير من الإهتزازات يسبب الضغط المرتفع للغازات والسوائل المنصهرة فى طبقة الصهار
وهل وجود الجبال والمرتفعات تتعارض مع مد الأرض
كلمة الأرض كلمة أوسع من إجمال الكرة الأرضية
فأطراف الأرض حين ينقصها الله تعنى أن النقص فى السواحل
ومد الأرض بالنسبة للفلاح امتداد الرقعة الصالحة للإستزراع
وحين أمد خطواتى أسرع بخطواتى وأوسع الخطوة
لغتنا العربية تشتمل العديد من الإستخدامات للفظ الواحد
لذلك كانت الشبهة بالتركيز على بعض المعانى دون غيرها

أبو مريم
01-27-2005, 01:03 AM
الأخ العزيز أتماكا يبدوا أن صاحب تلك الشبه من هواه الضرب العشوانى وأرجو ألا تعجب أخى الكريم من بساطة الرد :
بالنسبة لقوله تعالى : (( الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا . قيما )) لاحظ أخى الكريم أن ثم حكما من أحكام التجويد اسمه السكت أى أنك يجب أن تسكت على كلمة عوجا
قال فى الكشاف :
(( "ولم يجعل له عوجاً" ولم يجعل له شيئاً من العوج قط، والعوج في المعاني كالعوج في الأعيان، والمراد نفي الاختلاف والتناقض عن معانيه، وخروج شيء منه من الحكمة والإصابة فيه. فإن قلت: بم انتصب "قيماً"? قلت: الأحسن أن ينتصب بمضمر ولا يجعل حالاً من الكتاب، لأن قوله "ولم يجعل" معطوف على أنزل، فهو داخل في حيز الصلة، فجاعله حالاً من الكتاب فاصل بين الحال وذي الدال ببعض الصلة، وتقديره: ولم يجعل له عوجاً جعله قيماً، لأنه إذا نفى عنه العوج فقد أثبت له الاستقامة. فإن قلت: ما فائدة الجمع بين نفي العوج إثبات الاستقامة، وفي أحدهما غنى عن الآخر? قلت: فائدته التأكيد، فرب مستقيم مشهود له بالاستقامة ولا يخلو من أدنى عوج عند السبر والتصفح. وقيل: قيماً على سائر الكتب مصدقاً لها، شاهداً بصحتها. وقيل: قيماً بمصالح العباد وما لا بد لهم منه من الشرائع ))
والحاصل من كلامه أن قيما تفيد عدة معان لم تستفد من عوجا أفادت نفى الاعوجاج وتأكيد ذلك النفى بإثبات الاستقامة الكاملة فالنفى وحدة لا يثبت صفة والدليل أن العدم يمكنك أن تنفى عنه أى صفة دون أن يكون فى ذلك إثبات لضدها فالمعنى نفى كل إعوجاج وإثبات كل استقامة مع ما فى كلمة قيما من معنى القيام بمصالح العباد والهيمنة على الكتب السابقة وتصديقها أما لو تقدمت قيما لكان ذلك وصفا بالأدننى بعد الوصف بالأعلى وهذا مخالف للبلاغة كما ولو تأملت فى الآية التى تليها فلو قال ولم يجعل له عوجا لينذر بأسا شديدا لاقترن الاعوجاج فى اللفظ بالإنذار وليس ذلك كاقتران قيما بالإنذار ..

وأما قوله تعالى : ((أرنا الله جهره )) وزعم صاحب الشبهة أن الصواب قالوا جهرة أرنا الله فهذا من قلة عقل صاحب الشبهة فليس فى التقديم والتأخير صواب وخطأ بل هذه معايير جمالية وليست معايير صواب وخطأ على أن قوله تعالى أرنا الله جهرة أى عيانا كقولك رأيته جهارا نهارا أى رأيته بمنتهى الوضوح وهذا هو المعنى الذى يقتضيه السياق مبالغة فى التعنت فهم لا يريدون أى رؤية يمكن أن تؤول بل يؤكدون على أن مرادهم هو الرؤية البصرية كأوضح ما تكون .
يقول صاحب الشبهة :

:"افرايت من اتخذ الهه هواه " والصحيح هو من اتخذ هواه الهه) لأن من اتخذ الهه هواه فهو غير مذموم - ونسأل اي إعجاز في قوله
أشرنا إلى أن كلا التعبرين ليس خطأ فى اللغة بل هو من جهل صاحب الشبهة وقلة عقلة فلو قلت أعطى الغنى الفقير الزكاة أو أعطى الغنى الزكاة الفقير لم يكن أحدهما صوابا والآخر خطأ بل كلا التعبيرين صواب إذ لا يجب ترتيب معين بين المفعولين ..
المهم ما الفرق بين : من اتخذ إلهه هوا وبين من اتخذ هواه إلهه الفرق هنا فى القصر فمن اتخذ إلهه هواه تقصر اتخاذه الألوهية على الهوى أى أنه لم يتخذ إلها آخر غير الهوى والهوى فقط أما التعبير من اتخذ هواه إلهه فلا تمنع أنه يتخذ إلها آخر ولا يتصرف وفق هواه دائما وليس هذا هو المعنى المقصود .
وأما عن السؤال : فضحكت فبشرناها ولماذا لم يقل فبشرناها فضحكت ودعك من كلمة الصواب هذه التى لا تدل إلا على جهل قائلها قال صاحب الكشاف :
"وامرأته قائمة" قيل: كانت قائمة وراء الستر تسمع تحاورهم. وقيل: كانت قائمة على رؤوسهم تخدمهم. وفي مصحف عبد الله: وامرأته قائمة وهو قاعد "فضحكت" سروراً بزوال الخيفة أو بهلاك أهل الخبائث. أو كان ضحكها ضحك إنكار لغفلتهم وقد أظلهم العذاب. وقيل: كانت تقول لإبراهيم: اضمم لوطاً ابن أخيك إليك فإني أعلم أنه ينزل بهؤلاء القوم عذاب، فضحكت سروراً لما أتى الأمر على ما توهمت. وقيل ضحكت فحاضت.
والمشكلة هى فى عقل صاحب الشبهة وهى أنه رأى مناسبة بين البشرى والضحك وهذا ما دفعه لتوهم أن الضحك لا بد وان يكون بعد هذه البشرى وليس هذا مما يستأهل ردا فى الحقيقة .
الضحك والضحاك كما فى لسان العرب هو الحيض بمعنى أنها بعد هذا السن المتقدم أصبحت مهيأة مرة أخرى للإنجاب وهذا وفى الآية إعجاز بالإشارة إلى معنى اسم إسحاق وهو الضاحك وقد تكرر هذا فى آيات أخرى كما فى قوله تعالى (( إن إبراهيم كان أمة )) (( ولقد ارسلنا نوحا إلى قومه فمكث ))..
كل هذه المعانى قد جاءت من كلمة واحدة وقد تركها هذا الجاهل وذهب إلى معنى غير مقصود وأراد حمل القرآن عليه تعسفا وحمقا .
يقول صاحب الشبهة :

لولا كلمة من ربك لكان لزاما وأجل مسمى " والصحيح هو :ولولا كلمة واجل مسمى لكان لزاما

أجل مسمى معطوفة على الضمير فى كان أي لكان الأخذ العاجل وأجل مسمى لازمين لهم كما كانا لازمين لعاد وثمود، ولم ينفرد الأجل المسمى دون الأخذ العاجل.هذا ولو فرضنا أن المقصود ان يكون معطوفا على كلمة فلا يشترط هذا الترتيب الذى ذكره وإنما هو من قلة العلم وضيق الأفق الذى يتمتع به صاحب الشبهة .
يقول صاحب الشبهة :

وأين الأعجاز في قوله :"فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم و انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا " والصحيح:" لا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا , انما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة -
وهذا من أعجب ما قرأت الرجل يدعى معنى فى ذهنه ثم يحمل مراد القرآن عليه ثم يتوهم قاعدة قد خالفها القرآن !! الواقع أن ليس أى فرض من ذلك صحيحا فالعذاب هنا واقع فى الدنيا وكل محب لغير الله تعالى معذب به قال تعالى (( سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب غليظ )) والعذاب يكون فى الحرص عليها وما يعتورها من منغصات تسوؤهم وما يشعرون به عند فراقها ولا بد من هذا الفراق ..فبأى عقل يفكر هؤلاء الحمقى لا شك ان من يتصور مثل تلك المعانى لا بد وأن يكون غارقا فى الدنيا هى مناه وهمه .
هذا فضلا عن سؤاله عن الإعجاز فى الآية ومعلوم أن التحدى لا يكون بالآية والآيتين وإنما بالسورة كما قال تعالى (( وإن كنتم فى ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهدائكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التى وقودهاالنسا والحجارة أعدت للكافرين )) .

ولا معنى لقول لقوله ((غرابة)) حتى لو تصورنا إبهام المعنى فهو أيضا من الأغراض البلاغية ومعلوم أن كل ما لا يخالف قاعدة فلا يمكن الطعن فيه :
فأما عودة الضمير فى الآية إليه يصعد الكلام الطيب , والعمل الصالح يرفعه.فيمكن أن يكون عائدا إلى العمل الصالح أى أقرب مذكور وتكون الآية بمعنى أن العمل الصالح لا بد منه كى يرفع الكلام الطيب ولا قول يقبل من صاحبه مهما كان طيبا إلا بأن يصدقه عمل ، كما يمكن أن يكون عائدا إلى الله تعالى لكونه تعالى يرفع الأعمال وكلا المعنين صحيح والقرآن الكريم يحمل وجوها لا حصر لها من المعانى الصحيحة لأنه ليس من كلام البشر بل هو كلام الله تعالى الذى لا تنقضى فوائده ولا يحيط بعلمه أحد سواه ولو فرضنا تحديد المعنى وترك التعبير بالضمير لضاعت أكثر المعانى فضلا عن ركاكة الأسلوب وضعفه ولو ذكرت كل تلك المعانى كل على حدة وترك الإيجاز لكان القرآن على أضعاف ما هو عليه مما يتنافى مع تيسير حفظه وتلاوته .
أما قول هذا الرجل المسكين غرابات أو حذاذير فكلام تافه يدل على عقول هؤلاء الناس وجهلهم الفاضح وحقدهم الدفين .أما قوله هل جائز فى اللغة والمنطق فلا أجد تعليقا فى الحقيقة .

وأما تعريف الصمد دون أحد فلأن الصمد اسم من أسماء الله تعالى وكل أسمائه تعالى معرفة أما أحد فهى صفة الفرق بينهما كالفرق بين قولك رحيم والرحيم فالأولى تعبر عن صفة من صفات الله تعالى و الثانية هى اسم من أسمائه تعالى وكل أسماء الله تعالى معرفة بأل التى تميزها عن غيرها بخلاف الصفات وهناك معنى آخر وهو أن النكره لها معان الشيوع وهذا غير متوجب فى أحد إذ لا ثانى له فكيف يتطلب ذكر ما يمنع هذا الشيوع ؟

وهناك مشكلة أخرى فى عقل هذا الكائن وهى ان الجائز واجب أو ممتنع !
معنى الجواز أنه لا فرق بين استعمال الجائزين ولا يحتاج الأمر لعلة فضلا عن جودة التنويع وسئامة التكرار هذا فى حد ذاته يعتبر مرجحا فلا أدرى ما الغرابة فى تنويع القرآن بين الجائزات فى اللغة ولماذا يفترض هذا الأحمق أن يستعمل القرآن نمطا واحدا منها ولا يغيره !
والغريب أن هذه الأمور التى يصفها هو بالغرابة لم تدفعه للتأمل إلى ما خلفها من معانى رائعة بل إلى الطعن فالقاعدة عنده تقديم الطعن قبل النظر .. ومن الأمثلة على ذلك اعتباره ما ذكره عن تأنيث السماء وتذكيرها على ان الأمر لا يخلو من فوائد بلاغية فى الاختيارات القرآنية قال القرطبى فى التفسير : ((لم يقل منفطرة؛ لأن مجازها السقف؛ تقول: هذا سماء البيت؛ قال الشاعر: فلو رفع السماء إليه قوما لحقنا بالسماء وبالسحاب
وفي التنزيل: "وجعلنا السماء سقفا محفوظا" [الأنبياء: 32]. وقال الفراء: السماء يذكر ويؤنث.
وقال أبو علي: هو من باب الجراد المنتشر, والشجر الأخضر, و"أعجاز نخل منقعر" [القمر: 20]. وقال أبو علي أيضا: أي السماء ذات انفطار؛ كقولهم: امرأة مرضع, أي ذات إرضاع, فجرى على طريق النسب. "كان وعده" أي بالقيامة والحساب والجزاء "مفعولا" كائنا لا شك فيه ولا خلف. وقال مقاتل: كان وعده بأن يظهر دينه على الدين كله..)) ا. هـ

والأتفه من ذلك تعسفه فى إجراء المعانى فهو مثلا يريد أن يقول الله تعالى قل إن هدى الله هو الهدى دائما ولا يصح أن يقول قل إن الهدى هدى الله وكأن هذا الكائن غفل عن الفرق بين المعنيين فالأول يقصر الهدى على أنه هدى الله والثانى يقصر هدى الله على الهدى بمعنى ان الهداية لا تكون إلا من عند الله والثانى أن ما هدانا الله إليه هو الهداية الحقيقية فكيف تصور هذا الغر أن الجملتين بنفس المعنى أو أن حداهما خطأ والأخرى صواب أو أنه فى أحدهما غنى عن الأخرى ..
ولو تأملت قوله تعالى ((ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم ))وقوله تعالى (( ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم(( وإياهم )) لوجدت عجبا عندما تقارنها بألآية ألأخرى فالخشية تعنى أن الإملاق والفقر غير متحقق بل هو متوقع مع وجود الأبناء فى المستقبل فكان رزق الله للأبناء الذين يتوقع منهم الفقر هو المقدم أما من إملاق فالإملاق متحقق فكان لا بد ن الإشارة إلى أن الله تعالى سيرزقكمم ويعافيكم مما أنتم فيه من إملاق بقدرته لو توكلتم عليه .. ويرزق من يأتى كذلك ..
لا تقتصر جماليات القرآن الكريم عند حد معين ولكل متأمل نصيب من فضل الله تعالى فاحرص أخى الكريم على تأمل كتاب الله تعالى وتدبره آناء اليل وأطراف النهار
أما قوله تعالى " ادخلوا الباب سجدا وقولوا : حطة " وقوله : " قولوا حطة وادخلوا الباب سجدا " ؟؟
فقد جهل صاحب هذه الشبه _ولا أقول نسى _ أن الواو تفيد مطلق الجمع ولا تفيد ترتيبا بغير قرينة ولا تناقض بين المعنيين فلو قلت جاء زيد وعمرو فهذا لا يختلف من حيث المعنى عن قولك جاء عمرو وزيد فالواو هنا لمطلق الجمع وليس لها معنى الترتيب كالفاء وثم .
وأما مأ أنزل ألينا وما أنزل علينا فلا أدرى ما المشكلة فى ذلك فالقرآن أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وأنزل إلى المؤمنين ولم ينزل عليهم وهذا من دقة التعبير القرآنى فعندما يأمر رسوله يقول له (( قل آمنا بالله وما أنزل علينا )) وحين يخاطبهم المؤمنين يقول (( قولوا منا بالله وما أنزل إلينا ..))
المهم أن صاحب هذه الشبه والتخريفات لا نصيب له لا من العلم باللغة ولا بالمنطق الذى يتحدث عنه ولا بالمقصود بمعنى الإعجاز ولا يختلف اثنان لهما أدنى معرفة باللغة فى ان ليس أصحاب مثل هذا الكلام ممن يسعى للمعرفة ويبحث عن اليقين .

ATmaCA
01-27-2005, 03:13 AM
الاخ العزيز سيف الكلمة

حلوة الذكريات -- بــها كثير من العبر :)

ولكن ارجو ان ترى وجهة نظرى وتقول لى هل خطأ ام لا ؟

بالنسبة لدحو الارض فهو خطأ فى تفسير الاية نفسها عند البعض

فيظن البعض ان الارض هى التى تم دحوها !

وهذة مغالطة

جاء الدحو لااكمال المعنى مع الماء والمرعى !!

بالمعنى الاتى :

يقول الله تعالى

والأرض بعد ذلك دحاها‏ **أخرج منها ماءها ومرعاها‏ .

فالدحو فى الاية هو بعد ان تم خلق الارض -- دحاها الله ثم اخرج مائها

ومرعاها -- يقول البعض ان النسر " دحا " الارض -- وهذا يدل على ان

النسر دحا الارض بمعنى " جرفة " او نبش فية

ويقال‏(‏ دحا‏)‏ المطر الحصى عن وجه الأرض أي دحرجه وجرفه‏ .

عن ابن عباس‏(‏ دحاها‏)‏ ودحيها أن أخرج منها الماء والمرعي‏,‏

وشقق فيها الأنهار‏,‏ وجعل فيها الجبال والرمال‏,‏ والسبل والآكام‏,

‏ فذلك قوله‏ (‏ والأرض بعد ذلك دحاها‏ )

فالمعنى الذى اريد ان اصل بة الى العقول هو :

الارض هى التى تم دحوها وليس الكرة الارضية نفسها بمعنى

ان الله تعالى بعد ان خلق الارض وكورها -- دحا القشرة الارضية

ليخرج منها الماء والمرعى . والدحو بمعنى الجرف او النبش او الحفر

مصداقا لقولة تعالى

والارض بعد ذلك دحاها ** اخرج منها مائها ومرعاها .

والله تعالى اعلم .

منتظر رأيك فى تفكيرى هل صحيح ام لا ؟

وشكرا .

------------------

اخى ابو مريم

حقيقة اشكرك على هذا المجهود -- وانا حقيقة لست متعمق فى اللغة

ولكنى ضحكت من عرضك النقطة التالية :

يقول صاحب الشبهة


نسأل اي أعجاز في قول القرآن :"أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما" والتركيب الصحيح هو : انزل على عبده الكتاب قيما , ولم يجعل له عوجا -


ويقول ابا مريم


تعجب أخى الكريم من بساطة الرد :
بالنسبة لقوله تعالى : (( الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا . قيما )) لاحظ أخى الكريم أن ثم حكما من أحكام التجويد اسمه السكت أى أنك يجب أن تسكت على كلمة عوجا

فالرجل صاحب الشبهة يلبس القران كلاما من عندة -- ويبدو انة لم

يرى اى تفسير فى حياتة .

يقول الله تعالى

الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا

ثم نقف هنا --

ونكمل

قيما لينذر بأسا شديدا من لدنة .

فهذة النقطة تدل على حماقة كاتب الشبهة .

شكرا من الاعماق :)

وتقبل تحياتى واحترامى

سيف الكلمة
01-27-2005, 04:31 AM
تفكيرك صحيح ياأخى أتماكا وأشكرك على التوجيه المهذب لما قال به أهل التفسير وهو ما آخذ أنا أيضا به
ولكن أنا لا أستبعد أن يكون الدحو من تشكيل الأرض على شكل الدحية عند تشكيلها بالدوران فى أول خلقها قبل أن تتصلب قشرتها
وما ذكرته من استخدام كلمة الدحى والدحية فى بعض ريف مصر مؤشرا على احتمال صحة ما قاله البعض من هذا الفهم
فمن أين جاءت الكلمة لهم وهى منتشرة بين أهل الريف وتستطيع أن تتأكد من نطقهم لها بنفسك فلا شك أن لها أصلا فى اللغة
والله أعلم

ATmaCA
01-27-2005, 06:32 AM
بعض الاشخاص يااخى سيف يعمم الاية الكريمة على ان الله تعالى

دحا الكرة الارضية " نفسها "-- وهذة مغالطة شديدة -- فالارض ليس شرطا

ان تعنى الكرة الارضية -- فهناك بعض الايات التى جائت تتحدث عن

الارض فى مواضع اخرى -- على انها الارض التى نمشى عليها وليست

الكرة الارضية بالعموم .

فمعنى الاية الكريمة ببساطة :

والارض بعد ذلك دحاها -- اخرج منها مائها ومرعاها .

ان الله تعالى شق الارض واخرج منها الماء والمرعى وذلك بعد

ان اتم الله خلق الارض .

والله اعلم

----


وما ذكرته من استخدام كلمة الدحى والدحية فى بعض ريف مصر مؤشرا على احتمال صحة ما قاله البعض من هذا الفهم
فمن أين جاءت الكلمة لهم وهى منتشرة بين أهل الريف وتستطيع أن تتأكد من نطقهم لها بنفسك فلا شك أن لها أصلا فى اللغة

بلاشك انها لها اصلا فى اللغه -- فاللغة العربية واسعة وليس لها اخر

لانها اصل اللغات .

شكرا اخى على ردك وجميل اسلوبك .

ومضة
01-27-2005, 10:30 AM
الحمد لله وبعد....

فلي تعليق على ما قاله صاحب الشبهة المعترض....


أولا : لقد قام بإيراد قوله تعالى : (( والأرض بعد ذلك دحاها )) باعتبار أنها آية تدل على كروية الأرض....


والحق أنها كذلك....ونزيد على هذا القول بأنها ليست الآية الوحيدة الدالة على كروية الأرض....

فلنأت على الدليل الآخر ثم أعود إلى آية الدحي...


انظر إلى قوله تعالى : (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمّىً أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) (الزمر:5) .

لاحظ دقة التعبير القرآني....

فالليل والنهار يكوران على الأرض...أي ينحنيان بشكل كروي...

وهذا لا يُتصور إلا عند كروية الأرض نفسها....

ووجود مثل هذا التصور قبل ألف وأربعمئة يعد أسطورة لا يمكن تصورها....

ما لم يأت هذا من مصدر سماوي...الأمر الذي يثبت إعجاز القرآن بإتيانه بحقائق علمية لم يصلها البشر في ذلك الزمان..



نأت للآية الأصلية : (( والأرض بعد ذلك دحاها ))

يقول في لسان العرب : (( و الدَّحْوُ: البَسْطُ . يقال: دَحَا يَدْحُو و يَدْحَى أَي بَسَطَ ووسِع )) 14\251

فالأرض مبسوطة وموسعة على العباد....

ولاحظ أيضا دقة التعبير هنا....

جاءت الآية لتثبت توسيع الأرض وبسطها في كل موضع...فكلما مشيت ترى الأرض ممدوة أمامك...

وأهل الهندسة يعلمون يقينا أن هذا لا يتحقق إلا في الشكل الهندسي الوحيد : الكرة...

إذ المربع والمستطيل وغيره لا بد أن تصل فيه إلى زاوية أو موضع غير ممدود ....فأين هذا من الأرض؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


ولذلك يقولون من باب الطرفة:)....(((((س: ما هو قمة المستحيل؟؟ ...ج: أن تؤمر بالجلوس في زاوية غرفة دائرية!!!!))


انظر إلى ما قاله أحد المفسرين : ((("إن مد الأرض هو بسطها إلى ما لا يدرك منتهاه ، و قد جعل الله حجم الأرض عظيماً لا يقع البصر على منتهاه ، و الكرة إذا كانت في غاية الكبير كان كل قطعة منها تشاهد كالسطح المستوي الامتداد ". ))









ثانيا : نأتي إلى المغالطة الثانية : وهي إنكار الإعجاز في قوله تعالى : (( والجبال أوتادا)) بل وإنكار كون الجبال أوتادا..


لنفند هذا الإنكار ..


من المعلوم أن الوتد هو الجزء الضارب في الأرض....ويكون عادة أكبر من الجزء الظاهر...ومهمته هي التثبيت...


فهل الجبال كذلك؟؟؟

لنرى رأي علماء الجيولوجيا في ذلك...


(( تقدم السيرجورج ايري بنظرية مفادها أن القشرة الأرضية لا تمثل أساساً مناسباً للجبال التي تعلوها، وافترض أن القشرة الأرضية وما عليها من جبال لا تمثل إلا جزءاً طافياً على بحر من الصخور الكثيفة المرنة ، وبالتالي فلا بد أن يكون للجبال جذور ممتدة داخل تلك المنطقة العالية الكثافة لضمان ثباتها واستقرارها ، وقد أصبحت نظرية ايري حقيقة ملموسة مع تقدم المعرفة بتركيب الأرض الداخلي عن طريق القياسات الزلزالية، فقد أصبح معلوماً على وجه القطع أن للجبال جذوراً مغروسة في الأعماق))


(( والجبال أوتاد بالنسبة لسطح الأرض، فكما يختفي معظم الوتد في الأرض للتثبيت، كذلك يختفي معظم الجبل في الأرض لتثبيت قشرة الأرض . وكما تثبت السفن بمراسيها التي تغوص في ماء سائل ، فكذلك تثبت قشرة الأرض بمراسيها الجبلية التي تمتد جذورها في طبقةٍ لزجةٍ نصف سائلة تطفو عليها القشرة الأرضية ))

وتفكيك هذه الصورة البيانية...لإثبات وتدية الجبال :

http://www.55a.net/images/4/9.jpghttp://www.55a.net/images/4/9.jpg

ATmaCA
01-28-2005, 04:26 AM
يااخ ومضة

لقد وقعت فى نفس المغالطة على ان الارض هى التى تم دحوها .


دحا الكرة الارضية " نفسها "-- وهذة مغالطة شديدة -- فالارض ليس شرطا

ان تعنى الكرة الارضية -- فهناك بعض الايات التى جائت تتحدث عن

الارض فى مواضع اخرى -- على انها الارض التى نمشى عليها وليست

الكرة الارضية بالعموم .

فمعنى الاية الكريمة ببساطة :

والارض بعد ذلك دحاها -- اخرج منها مائها ومرعاها .

ان الله تعالى شق الارض واخرج منها الماء والمرعى وذلك بعد

ان اتم الله خلق الارض .

فيصل القلاف
01-28-2005, 07:54 PM
الحمد لله المعجز بكتابه الناس أجمعين، نحمده سبحانه أن بينه لنا بلسان عربي مبين. والصلاة والسلام على أفصح الناطقين، محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين.

وبعد، فقد ذكر الأخ أتماكا بعض إشكالات طرحها بعضهم حول كتاب ربنا تبارك وتعالى. وليعلم القارئ أن الاستشكال لا ينقص من قدر القرآن ولا بيانه، وإنما ينقص من قدر المستشكل وفهمه. والأمر كما حكى لنا القرآن الكريم، إذ قال شعيب عليه الصلاة والسلام لقومه: ( يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ) فهو على أمر واضح لا لبس فيه، ومع ذلك قالوا له: ( يا شعيب ما نفقه كثيراً مما تقول ). وكما قال المتنبي رحمه الله: ( ومن يك ذا فم مريض .. مراً يجد فيه الماء الزلالا ).

ثم أشرع مستعيناً بالله تعالى، فالرد على هذه الشبهات يكون على وجهين: وجه إجمالي ووجه تفصيلي. فالإجمالي يتناول ردود كلية تذب هذه الشبهات وغيرها مما يماثلها، بحيث يطمئن بها القلب وتكون درعاً يحتمي به المناظر. والتفصيلي رد كل شبهة بما يخصها، وهذا أقوى في بطلانها.

فأبدأ بالرد الإجمالي.
كلنا يعلم أن أبلغ من تكلم بالعربية هم قدامى العرب الذين بعث في النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حتى كانت أسواق الشعر وكانت المعلقات، والله تعالى يقول لهم: ( والله إنه لحق مثلما أنكم تنطقون ). ثم نعلم كذلك أن أشد من حارب الإسلام وطعن فيه هم أولئك العرب أنفسهم، كما قال الله تعالى: ( قل ما أسألكم عليه إلا المودة في القربى ). وبهذين الأمرين يتبين لنا أمران: الأول قدرة العرب على تفنيد بلاغة القرآن وانتقاصه، إن كان فيه ما يصلح للتفنيد أو الانتقاص. الثاني حرص العرب على ذلك، وتحريهم الخطإ في كتاب الله تعالى. فإذا اكتمل في الشخص القدرة والإرادة وجب وقوع الفعل ضرورة. فإن لم يفع مع كمالهما، علمنا أنه ليس ثم ما ينتقص القرآن الكريم ليتكلموا به.
ثم مع هذا كله رأينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ( أنا أفصح العرب ). هكذا يعلنها صريحة في قوم يأنفون أن يخضعوا لغيرهم في شيء، فتأمل كيف خضعوا لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم في أعز ملكاتهم وأظهر مهاراتهم. هذا – لا شك – يدل على تسليمهم له هذا الأمر، وعجزهم أن يباروه فيه.
بل لم يقف الأمر عند هذا، بل صارحهم صلى الله عليه وآله وسلم فقرأ عليهم قوله تعالى: ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً ) بل قرأ عليهم: ( أم يقولون افتراه قل فائتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ) بل قرأ عليهم: ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فائتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ). هكذا تحداهم أن يأتوا بمثل القرآن أو بعشر سور منه أو حتى بسورة واحدة، فما استطاعوا.
بناء على ذلك يتقرر أن العرب قاطبة أقرت لهذا الكتاب الكريم بالبلاغة البيان، وسكوت كلهم يدل على أن ليس في كتاب الله تعالى ما يستطيع العربي البليغ الفصيح أن يعترض عليه، ولو تعنتاً.
وهنا يأتي الرد الإجمالي على أي شبهة يثيرها الأعاجم المستعربون أو العرب المستعجمون: أأنتم أعلم بلغات العرب واستعمالاتها أم عرب قريش الجاهليين المحتج بهم في اللغة؟
سيقولون ولا بد: بل عرب قريش.
نقول لهم: قد أقروا بصحة هذه الآية التي تشكل بها، مع كمال قدرتهم على النقد وكمال حرصهم عليه، وعجزوا أن يأتوا بمثله، وأقروا للناطق به أنه أفصح الناس. فأنا بين أن أقبل منك وأرد عليهم أو أن أقبل منهم وأرد عليك، ولا شك أنك لست بجانبهم شيئاً مذكوراً، فوجب علي قبول إقرارهم ورد اعتراضك.
سيقولون: فماذا تقول في هذه الشبة التي أذكرها؟
نقول لهم: لا نحن ولا أنت نعلم من لغة العرب ما علمه أهلها. فلا بد إما أنا أخطأنا الاستدلال أو أنا جهلنا وجه اللغة. واحتمال هذين الأمرين فينا كبير.
فهذا الرد الأول، وهو قوي محكم إن شاء الله تعالى.
الوجه الثاني من الرد الإجمالي أن نقول: مصدر استمداد اللغة العربية هو القرآن والحديث وشعر العرب وخطبها وكلامها وغير ذلك مما تكلم به العرب قبل أن تخالطهم الأعاجم بعد توسع الدولة الإسلامية. وهذا محل اتفاق بين علماء اللغة.
وهنا نسأل صاحب الشبهة: كيف عرفت أن هذا الاستعمال في القرآن خطأ أو غير فصيح؟
سيقول بداهة: من قواعد النحو والبلاغة.
نقول له: هذه القواعد فرع، وهذا القرآن أصل. ولا ينازع عاقل أن الأصل مقدم على الفرع. إذ إبطال الأصل إبطال للفرع كذلك تبعاً.
سيقول: كيف وقد تعارض الأصل والفرع؟
نقول: يكون الحل أن القرآن دليل على بطلان هذه القاعدة، إذ شرط القاعدة أن تنطلق من الدليل، وهذه القاعدة خالفت الدليل فبطلت.
وهذا وجه محكم كذلك إن شاء الله تعالى. وبه يتم الاستدلال الإجمالي ولله الحمد.

ثم أبدأ مستعينا بالله تعالى بذكر الشبه والرد عليها تفصيلياً.

الأولى في قوله تعالى: ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً. قيماً ). يقول: والأولى أن يقال: ( الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيماً ولم يجعل له عوجاً ).

والرد أن نقول استشكل هذا أن يفصل بين الحال وفعله بجملة اعتراضية. الفعل ( أنزل ) والحال للمفعول ( قيماً ) والجملة المعترضة ( ولم يجعل له عوجاً ).
وهذا يدل على جهل بقواعد النحو إذ ( قيماً ) يصح إعرابها هنا حالاً لفعل مقدر، فيكون الكلام: ( الحمد لله الذي أنزل على عبد الكتاب ولم يجعل له عوجاً. جعله قيماً ). ويدل على الفعل المقدر نفي العوج، إذ انتفاؤه دليل على الاستقامة. والعرب تحذف من الكلام ما أغنى فهمه عن ذكره.
وعلى قول من قال أن ( قيماً ) حال لفعل ( أنزل ) يكون في الكلام تقديم وتأخير، وهو جائز لغة ولا إشكال. ويبقى ما سببه؟ نقول: أنه تعالى عجل نفي العوج على إثبات الاستقامة لأن في نفي العوج تخلية وفي إثبات الاستقامة تحلية، والتخلية مقدمة على التحلية. بمعنى أن نفي النقص مقدم على إثبات الكمال، كما قال تعالى: ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) وكما نقول: ( لا إله إلا الله ). والله أعلم.
ثم لأن كلمة ( قيماً ) هنا تحتمل معنى الهيمنة على الكتب السابقة أو القيام على أحكام الدنيا والآخر أو غيرهما، فقدم نفي العوج على ذلك لأنه محتمل معنىً واحد، ولو كان تأخر لكان تفسيراً ولتعين أحد المعاني في كلمة ( قيماً )، ومعلوم أن دلالة اللفظ القليل على معاني كثيرة أولى من دلالته على معاني قليلة، فالحمد لله الذي جعل في كتابه جوامع الكلم.
وقد أفاد أخونا الأستاذ جمال الشرباتي جزاه الله خيراً وجهاً آخر، وهو احتمال كلمة: ( قيماً ) معنى القيام بإصلاح شؤون العباد فهو مكمل لغيره، فناسب أن يقدم عليها وصف: ( ولم يجعل له عوجاً ) لأن فيه نفي العيب عن القرآن فهو كامل في ذاته. ومعلوم أن ذكر كمال الشيء في ذاته مقدم على ذكر تكميله لغيره. والحمد لله.

الثاني في قوله تعالى: ( فقالوا أرنا الله جهرة ). يقول: الصواب: ( فقالوا جهرة أرنا الله ).

والرد أن وجه استشكاله أن ( جهرة ) حال من الفعل ( قالوا ) فكيف يفصل بينه وبين فعله بالجملة ( أرنا الله ).
وهذا جهل كذلك. لأن الصحيح أن ( جهرة ) هنا بمعنى ( عياناً ) وعليه فهي حال من لفظ الجلالة ( الله ) في جملة القول، ومن ثم فلا فصل بين الحال وفعله، ولله الحمد.
ومن استعمال القرآن الكريم ( جهرة ) بمعنى عياناً قوله تعالى: ( قل أرأيتم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة ) فيه تسمية النهار جهرة لوضوحه للعيان.
ومن فسر ( جهرة ) بأنها حال من الفعل ( قالوا ) أي قالوا ذلك معلناً واضحاً، قال أن في الكلام تقديم وتأخير، وهو جائز لغة ولا إشكال. بقي ما الحكمة من التقديم والتأخير هنا؟ نقول: عجل الله تعالى الذي قالوا على صفة قولهم لبشاعته استنكاراً له واستعظاماً. والحمد لله.

الثالث في قوله تعالى: ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ). قال: والصحيح: ( أفرأيت من اتخذ هواه إلهه ).

الرد أنه هنا استشكل أن الآية تقول أن الكافر يتخذ الإله هوىً، والصحيح – عنده – أن الكافر يتخذ الهوى إلهاً. وهذا قصور فهم، إذ لم يتدبر ما قبل هذا الكلام ولا ما بعده.
ففي سورة الفرقان يخبر تعالى ذكره أن الكفار يوجبون على الله تعالى أموراً، فيقترحون أن يغير رسوله. فهنا هم لم يتخذوا الهوى إلهاً فحسب، بل قد جعلوا إلههم على وفق ما تمليه عليهم أهواؤهم. لذلك حسن أن يوصفوا بأنهم جعلوا إلههم هواهم، أي على وفق هواهم.
وفي سورة الجاثية كذلك يوجبون على الله أموراً بأهوائهم، فيقترحون أن يجعل الصالح والطالح في الأجر سواء. فهم قد جعلوا إلههم وفقاً لهواهم.
وبهذا يتبين إحكام الآيتين وأن هذا المشبه أتي من بتر النص وقصر الفهم.
ثم على قول من يفسرها: ( جعل الهوى إلهاً ) نقول هنا تقديم وتأخير، وهو جائز لغة ولا إشكال. بقي ما الحكمة منه؟ نقول: الحكمة تعظيم الإلهية فقدمت، وأخر الهوى تحقيراً له. ثم يمكن أن يقال: قدم الإله وحقه التأخير بقصد الحصر، أي أن المشرك لم يعبد شيئاً سوى هواه، لا صنماً ولا غيره، لأن الصنم وغيره من المعبودات إنما هي من إملاء الهوى.
وهذه المعاني لا تستفاد إلا بالسياق القرآني، فتبارك الله رب العالمين.

الرابع في قوله تعالى: ( وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ). قال: الضحك هنا حقه التأخير.

الرد أن استشكاله بسبب أن الضحك هنا بمعنى الحيض، والحيض كان بعد البشرى.
وهذا أضعف ما ذكره من شبه. لأن الصحيح في الضحك هنا هو المعنى المتبادر. فسارة زوج إبراهيم عليهما الصلاة والسلام لما رأت الملائكة تخاطب زوجها ضحكت عجباً من ذلك وسروراً بهذه الكرامة. فلما رأوها تضحك عجباً وسروراً، زادوها فبشروها بأنها ستلد وأن المولود اسمه اسحاق وأنه يولد له يعقوب، فازدادت عجباً بأن تلد وهي عجوز وأن تعلم بأمر غيبي هو اسمه وأنه يكون له ولد، كما ازدادت سروراً إذ أتاها الولد بعد كبر. وعليه فلا إشكال هنا أبداً، لكن كما قيل: ( كم عائب قولاً وآفته في الفهم السقيم ).
ثم لو كان الضحك هنا بمعنى الحيض، فلا إشكال. إذ يكون المعنى أنها حاضت، فلما حصل منها ذلك وهي في سن طاعن خافت أن يكون هذا الدم ضرراً، فضمأنتها الملائكة بأن بشروها بأن هذا الدم حيض وأنها تلد. فيكون الكلام على طبيعته لا تقديم فيه ولا تأخير. ولله الحمد.
فإن أصر إلا أن في الكلام تقديم وتأخير، نقول: ليكن! فهو جائز لغة ولا إشكال. الحكمة منه – والله أعلم – أن الله تعالى عجل ذكر ضحكها على ذكر بشارة الملائكة لما فيه من إعجاز، والحمد لله.

الخامس في قوله تعالى: ( ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاماً وأجل مسمى ). قال: والصحيح: لولا كلمة وأجل مسمى لكان لزاماً.

الرد أن هذا جهل، لأنه استشكل أن يكون كلمة الله السابقة والأجل سبباً للزام، فكيف يقدم بعض السبب ويؤخر بعضه؟
إذ ليس هذا معنى الآية، فالله تعالى قال قبلها: ( أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات لأولى النهى ) فصار الكلام أن الأمم الأولى أهلكت في الدنيا، بينما أخر الله تعالى العذاب عن كفار قريش إلى الآخرة، فبين لهم سبب تأخير العذاب عنهم، فقال تعالى: لولا كلمة سبقت من ربك [ أن يؤخر عذابهم إلى يوم القيامة ] لكان [ العذاب ] لزاماً [ أي معجلاً في الدنيا ] وأجل مسمى [ أي ولكان الأجل المسمى لإهلاكهم لازماً كذلك في الدنيا ].
فتحصل أن ( أجل ) معطوف على اسم كان الضمير المستتر العائد على العذاب.
بقي أن يسأل: ما الحكمة من الفصل بين ( كان ) والمعطوف على اسمها ( أجل ) بالخبر ( لزاماً )؟ يظهر – والله أعلم – أن الحكمة من ذلك التأكيد، وإمكان العطف مع حذف الاسم، والله أعلم.
ثم على قول من قال أن المعنى: ( لولا كلمة سبقت وأجل مسمى لكان لزاماً ) فهذا تقديم وتأخير وهو جائز ولا إشكال. بقي ما الحكمة منه؟ الحكمة منه – والله أعلم بمراده – أن يجعل كلمة الله هي السبب الأساس في تأخير العذاب، إذ الأجل تابع للكلمة، فحسن أن يؤخر لئلا يتوهم امرؤ أن شيئاً يجب على الله تعالى أو يغلبه.

السادس: في قوله تعالى: ( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا ). قال: الصحيح: ( لا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة ).

الرد أنه استشكل كيف يفصل بين الفعل ( تعجبك ) ومعموله ( في الحياة الدنيا ) فاصل طويل ( إنما يريد الله ليعذبهم بها )؟
وهذا ناشء من سوء فهم للآية. إذ المعنى الصحيح: فلا تعجبك يا محمد أموال الكفار ولا أولادهم، فلم يعطهم الله إياها إكراماً لهم، بل ذلك استدراج لهم، فالله تعالى يعذبهم بها في تحمل المشاق في تحصيلها وتجرع المصائب في الحفاظ عليها، ولا يزالون كذلك تلهيهم وتصدهم حتى يفجعهم الموت وهم على كفرهم.
وعليه فالجار والمجرور ( في الدنيا ) متعلق بفعل ( يعذبهم ). وعليه فلا تقديم ولا تأخير. والحمد لله.

السابع: في قوله تعالى: ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ). ادعى أن المعنى: ( إلى الله يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح ) ( يرفع الله الكلم الطيب والعمل الصالح ).

الرد أن المعنى ليس كما زعم، بل المعنى الصحيح: إلى الله يصعد الكلم الطيب. نقف، ثم نستأنف الكلام: والعمل الصالح يرفعه الله تعالى. وعليه فلا إشكال، ولله الحمد.
وفسر بعض أهل العلم الآية بأن المعنى أن الكلم الطيب يرفع العمل الصالح فلا إشكال كذلك، لأن ضمير الفاعل المستتر في ( يرفعه ) يعود على ( الكلم الطيب ) وضمير النصب يعود على ( العمل الصالح ). فيكون المعنى الكلم الطيب ( قول لا إله إلا الله ) يرفع العمل الصالح، لأن العمل من غير توحيد لا يقبل.
وقول ثالث أن المعنى أن العمل الصالح يرفع الكلم الطيب، ولا إشكال كذلك. لأن القول بلا عمل زعم كاذب، وإنما يصدق المرء إن صدق قوله عمله. وهذا المعنى بناء على أن الضمير المستتر في يرفعه عائد على ( العمل الصالح ) وأن الهاء عائدة على ( الكلم الطيب ).
وهذان القولان اختلفا في عود الضميرين: ضمير الرفع وضمير النصب. فهل هذا يمدح به القرآن أم يذم؟ بل هذا من أوجه جمعه للكلم، حيث يدل على المعاني الكثيرة بألفاظ قليلة، وذلك لأن الضمير يدخل في باب المشترك اللفظي، وعند عدم القرينة يجب حمله على كل المعاني ما لم تكن معارضة، ولا تعارض بينها هنا، فيكون كل المعاني مقصودة لله تعالى مرادة، وليس الشأن كما زعم هذا الفاهم خطأاً أن الله تعالى دل على مراده لكن بإيهام غيره. لا وكلا، بل كلام ربنا واضح جلي.

الثامن: في قوله تعالى: ( ولا تستف فيهم منهم أحداً ). يقول: لا يفهم عودة الضميرين في ( فيهم ) وفي ( منهم ) على من؟ أعلى ( أصحاب الكهف ) أم على ( الكفار المتقولين بغير علم )؟

الرد سبب هذا الاستشكال هو قلة فهم المستشكل، لأن الضمير في ( فيهم ) يعود على المسؤول عنهم، وهم أصحاب الكهف، والضمير في ( منهم ) يعود على المسؤول وهم الكفار المتقولون. ويمتنع أن يكون غير هذا. وعليه فلا إشكال في الآية، لكن في فهم القارئ هداه الله. بقي ما الحكمة من إضماره الاثنين ولم يصرح بأي منهما؟ ذلك لأنه أخصر مع كونه غير ملتبس، فكان أولى. والحمد لله.

التاسع: في قوله تعالى: ( قل هو الله أحد. الله الصمد ). قال: لماذا نكرت ( أحد ) وعرفت ( الصمد ).

الرد أن الاستشكال نشأ من جهل بأسباب التنكير والتعريف عند العرب. فهنا قد نكر الله تعالى لفظة ( أحد ) لأن تعريفها لا يزيدها شيئاً إلا كثرة الحروف، إذ ليس واحد لا شفع له إلا الله تعالى، كما قال تعالى: ( ليس كمثله شيء ) وقال تعالى: ( فلا تضربوا لله الأمثال ) وقال تعالى: ( ولله المثل الأعلى ). ولو عرفت ( أحد ) لتوهم متوهم أن ثم واحد غيره، وأن التعريف هنا لتحديد أيهم هو المراد، وهذا باطل قطعاً. لذا وذاك كان مقتضى الحكمة البالغة التنكير.
أما الصمد فهو المقصود في الحوائج. ومعلوم أن الإنسان في حوائجه يقصد من كان قادراً من البشر ويقصد المشركون آلهتهم إلى غير ذلك، فجاء التعريف ليبين أي المقصودين هو المراد. ولا يمتنع أن تكون ( أل ) هنا للاستغراق، أعني لاستغراق الصفات، فيكون الصمد الذي اكتمل فيه القدرة على الإجابة، كما تقول: فلان الرجل أي الذي اكتمل فيه صفات الرجال. ولا يمتنع كذلك أن تكون ( أل ) هنا للعهد الذهني، أي الصمد الذي هو وحده مستحق لأن يصمد إليه الخلق لا أي صمد.
وبهذا تتهافت الشبهة ولله الحمد.

العاشر في قوله تعالى: ( وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا ). يقول: كان ما الحكمة من التأنيث مرة والتذكير مرة؟ لم لم يطرد أحدهما؟

الرد أن الاستشكال جاء من جهل المشبه بمعناني التاء عند العرب. فالتاء هنا في ( خالصة ) ليست للتأنيث وإنما هي للمبالغة كما تقول عن العالم علامة وعن العارف بالأنساب نسابة، فيكون المعنى أن تلك الأنعام في غاية الحل ولا شيء من الإثم فيها على الذكور. وبهذا فلا إشكال، ولله الحمد.
كما يمكن أن تكون ( خالصة ) هنا مصدراً، كما تقول: ( فلان خالصة فلان ) أي صفوته. والمصدر يكون مذكراً، وعليه فلا إشكال كذلك، ولله الحمد.
ومن قال بأنها مؤنثة من أهل العلم فوجهه أن كلمة ( ما في بطون الأنعام ) يحتمل ألبانها وأجنتها، وهما مؤنثان باعتبار المعنى، فجاز بهذا التأنيث. كما أن الاسم الموصول ( ما ) مذكر باعتبار اللفظ، فيجوز التذكير بهذا الاعتبار. فكان التذكير باعتبار اللفظ والتأنيث باعتبار المعنى، فكلاهما عائد على ( ما ) لا كما قال هذا. وكل من اعتباري اللفظ والمعنى أسلوب عربي جائز ولا إشكال، ولله الحمد.

الحادي عشر: في قوله تعالى: ( أعجاز نخل خاوية ) وقوله تعالى: ( أعجاز نخل منقعر ). يقول: ذكر الأعجاز مرة وأنثها أخرى، فأيهما كان صواباً كان الآخر خطأاً.

الرد أن هذا الاستشكال ناشئ من الجهل بما يجوز تأنيثه وتذكيره وما يجب تذكيره أو تأنيثه. فكلمة ( أعجاز ) جمع لغير عاقل، فيجوز تذكيره باعتبار معنى أن آحاده مذكرة ( عجز ) ويجوز تأنيثه باعتبار أن لفظه مؤنث. فهذا مما يجوز فيه الوجهان، وعليه فكلاهما صواب تستعمله العرب.

الثاني عشر: في قوله تعالى: ( السماء منفطر به ) وقوله تعالى: ( إذا السماء انفطرت ). فيه مثل الإشكال السابق.

والرد مثل الرد السابق. فكلمة السماء مما يذكر ويؤنث. قال بعض العلماء لأن مجازها السقف وهو مذكر، فتؤنث باعتبار الحقيقة وتذكر باعتبار المجاز. وقال بعضهم هو من باب الجراد والشجر والأعجاز كما مر. وقال بعضهم هو من باب قول العرب: ( امرأة مرضع ) أي ذات إرضاع، فيكون المعنى: ( السماء ذات انفطار ). فالحاصل أن جواز التذكير والتأنيث ثابت، لكن في سببه أقوال، ولا يبعد صحتها جميعاً، إذ لا يمتنع أن تجتمع الأسباب الكثيرة على نتيجة واحدة.

الثالث عشر في قوله تعالى: ( وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة ) وقوله تعالى: ( قولوا حطة وادخلوا الباب سجداً ). يقول: أيهما كان أصح، كان الثاني أخطأ.

الرد أن الواو لا تقتضي ترتيباً، وإنما هي لمطلق الجمع. وعليه فكل صحيح فصيح إذ لا اختلاف في المعنى بينهما. ألا ترى أنك تقول: ( جاء محمد وخالد ) وأقول: ( جاء خالد ومحمد ) ولا يكون لكلامنا أحدنا على صاحبه فضل. فتسقط الشبهة ولله الحمد.

الرابع عشر: قوله تعالى: ( وما أهل به لغير الله ) وقوله تعالى: ( وما أهل لغير الله به ). يقول فيه مثل الذي قال فيما سبق.

الرد أن كلاً من حرفي الجر الباء واللام متعلق بالفعل ( أهل ). وكل منهما جائز التقديم والتأخير، وعليه يكون الرد كما سبق: أمران جائزان، ولا إشكال.
لكن هنا يزاد أن الآية التي فيها تقديم الباء فيها مزيد اهتمام بحكم ما ذبح على النصب، والآيات التي فيها تقديم اللام فيها مزيد اهتمام بحكم التوحيد والذبح لغير الله. فتحصل أن للفعل جهتين: جهة أنه غير مذكى الذكاة الشرعية، وجهة أنه شرك بالله تعالى. فكان في تقديم هذا مرة وهذا مرة معنىً لم يكن ليوجد لو كان أحدهما قدم دائماً، والله أعلم.

الخامس عشر في قوله تعالى: ( وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة ) وقوله تعالى: ( ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودات ). قال فيه مثل ما سبق.

الرد أن منشأ استشكاله هنا الجهل بأساليب العرب في الجمع. فكلمة أيام يجوز وصفها بصيغة المفرد: ( أياماً معدودة ) باعتبار المعنى أنها مدة واحدة، ويجوز وصفها بصيغة الجمع: ( أياماً معدودات ) باعتبار اللفظ أنها جمع يوم. كما تقول: أيام الإجازة قصيرة، وأيام الاختبارات طوال.
ولكل معنىً مطلوب إثباته، فالأول المفرد يفيد أن هذه الأيام تنقضي بزعمهم كثرت أو قلت. والثاني يفيد أن الأيام قليلة، إذ جمع المؤنت السالم جمع قلة. فكان في تغيير اللفظ زيادة معنى، وهذا مقتضى الحكمة والبلاغة، ولله الحمد.

السادس عشر: في قوله تعالى: ( قل إن هدى الله هو الهدى ) وقوله تعالى: ( إن الهدى هدى الله ). لم يبين استشكاله، لكن أفترض أنه في جعل هدى الله مسنداً مرة، ومسنداً إليه مرة أخرى، وبعكسه الهدى في المرتين.

والرد أن منشأ إستشكاله عدم تدبر الفرق بين الجملتين. ففي الأولى يخبر سبحانه وتعالى عن هدى الله الذي رضيه لعباده أنه هو الهدى الحق الذي ما عداه كان باطلاً، فالمراد حصر الهدى الحق في هدى الله. وفي الثانية يخبر سبحانه وتعالى أن الهدى الحق الذي من عداه كان مبطلاً هو هدى الله الذي رضيه لعباده، بعكس الأولى، فيكون المراد حصر هدى الله تعالى في الهدى الحق. والفرق بينهما أن الأولى منع كون غير دين الإسلام دين حق، والثانية تطهير وتنزيه لدين الإسلام أن يكون غير حق. ففي كل منهما معنىً زائد على الآخر، وكل منهما مناسب للسياق الذي ذكر فيه.
فالأولى في قوله تعالى: ( ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير ) وفي قوله تعالى: ( قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين ). فالسياق في الآيتين في ذكر من ضل الطريق الصواب وأراد استزلال غيره إلى الباطل، فكان الكلام عن طريق الحق: ما هو؟ فأجاب سبحانه عن ذلك بما يناسبه، وهو أن يحصر دين الحق الذي يطلبه الإنسان ويبحث عنه في الإسلام.
والثانية في قوله تعالى: ( وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون. ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثلما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ). فالسياق في ذكر كلام اليهود الذين يريدون أن يصدوا عن سبيل الله تعالى بأن يخادعوا المؤمنين بادعاء أنهم آمنوا بالإسلام ثم ارتدوا عنه لخلل رأوه فيه، ثم كلامهم في العناد في البقاء على دينهم حتى لو كان أحد أوتي من العلم والفضل مثل ما أوتوا، فالكلام عن الهدى: يريدون أن يردوا المهتدين إلى الكفر وأن يصروا هم على الكفر ولا يتبعوا الهدى، فناسب أن يذكرهم الله تعالى أن الهدى والضلال ليس مما يملكون، بل هو لله تعالى، فقال سبحانه: ( إن الهدى ) الذي تتكلمون عنه ( هدى الله ) لا يملكه غيره. فدين الإسلام الذي رضيه الله تعالى ليس فيه باطل تشنعون به عليه عند الناس، وفيه من الفضل والعلم مثل ما عندكم، فوجب اتباعه.
والحمد لله رب العالمين.

السابع عشر: في قوله تعالى: ( قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا ) وقوله تعالى: ( قل آمنا بالله وما أنزل علينا ).

والرد أن الاستشكال من عدم فهم دلالات حروف المعاني. ذلك أن ( إلى ) تفيد انتهاء الغاية وأن ( على ) تفيد العلو. فتكون الأولى مفيدة أنا متعبدون بهذا الشرع المنزل، والثانية مفيدة أن مصدر هذا الشرع هو الله تعالى لا غيره. فكان لكل فائدة زائدة، ولله الحكمة البالغة.

الثامن عشر في قوله تعالى: ( ولا تقتلوا أولادكم من إملاق ) وقوله تعالى: ( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق ).

والرد أن كلاً من الآيتين يحمل من المعنى ما لا تحمله الأخرى. فالآية الأولى تتكلم عن الذي يقتل أولاده بسبب فقر واقع به، لذا قال بعدها سبحانه وتعالى: ( نحن نرزقكم وإياهم ) فتكلم عن رزق الوالدين أولاً لما هم فيه الآن من فقر. والآية الثانية تتكلم عن الذي يقتلهم بسبب خوفه من فقر قد يحدث له عند زيادة عياله، لذا قال سبحانه وتعالى بعدها: ( نحن نرزقهم وإياكم ) فتكلم عن رزق العيال أولاً لأن سبب القتل الخوف على أن لا يجدوا لهم ما يطعمون. والله أعلم، وله الحمد.
فتبين أن التنويع في الألفاظ كان لتنويع في المعاني، ولله الحكمة البالغة.

هذا والله أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

سيف الكلمة
02-02-2005, 12:52 AM
الأخ أتماكا والأخ ومضة
قول الله الأرض هذا قول مطلق
إن فهمناه على أنه كرة الأرض ويسمح السياق بذلك فى إطار المعارف المتاحة إذا ثبت صحتها فالفهم صحيح
وإذا فهمناه بالأرض الممتدة ويسمح سياق الآية والآيات بذلك فالقول صحيح
وذلك ما لم يثبت خطأ الإستدلال
فالمطلق لا يقيد بدون دليل

أبو جهاد الأنصاري
07-29-2005, 11:27 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله .... أما بعد
هذه بعض الردود على بعض الشبهات حول القرآن الكريم والتى عرضت فى هذا المنتدى الكريم
الرد عليها من وجهين :-
الوجه الأول : رد إجمالى.
الوجه الثانى : رد تفصيلى.
والله المستعان ، ولا حول ولا قوة إلا به.
أولاً : الرد الإجمالى.
لا يجوز لأى أحد اياً ما كان عربياً أو أعجمياً أن يطعن فى بلاغة القرآن وفصاحته وإعجازه من الناحية اللغوية. لماذا؟
لأن القرآن نزل على أمة الفصاحة والبلاغة والبيان.
ويشهد التاريخ أنه لم توجد أمة من الأمم بلغت فيها الفصاحة مثلما بلغت أمة العرب.
ولا يعلم التاريخ قوماً جعلوا للفصاحة والبلاغة والشعر ، سوقاً ومنتديات كأمة العرب.
بل بلغ بهم الأمر إلى أنهم كانوا يكتبون الشعر فى صحائف من الجلد بماء الذهب ويعلقونها على صدورهم افتخاراً وتباهياً بما فيها.
والكلام على هذا الأمر يطول بشرحه ، وليس هذا مقامه.
الشاهد : أن العرب رغم ما بلغوه من فصاحة ، وقريش هى أفصح العرب ، ورغم أنهم عادوا القرآن ، وقاوموه بكل شكل حتى تآمروا على قتل النبى صلى الله عليه وسلم ، رغم كل هذا لم نجد منهم احد يطعن فى فصاحة وطلاقة القرآن الكريم ، وأنه بلغ أعلى درجات الفصاحة.
وقد تحداهم القرآن بأن يأتوا ولو بسورة من مثله ، ومعلوم أن أصغر سورة فى القرآن هى سورة الكوثر وعدد كلماتها عشر كلمات.
ولو كان القرآن به شئ من طعن ألم يكن من الأسهل عليهم أن ينقدوه ويبينوا خلله ويوضحوا ما به أخطاء أسهل عليهم من أن يلجأوا إلى القتال بالسيف.
فإذا كانوا هم ملوك الفصاحة والبلاغة والبيان قد سكتوا عن هذه المسألة بل نجد رؤوسهم وأكابرهم يشهدون بعلو القرآن على كل كلام بشرى؟
فكيف يتأتى لأى متوهم ويظن أن بالقرآن خلل أو عوج؟ ولكنه الكفر.
ثانياً : الرد التفصيلى
حتى يسهل علينا الرد على هذ الشبه فنتذكر سوياً هاتين القاعدتين البلاغيتين المهمتين :
1- تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر والتخصيص.
2- زيادة المبنى زيادة فى المعنى.
وسوف نحيل الإجابة إلى هاتين القاعدتين أو إحداهما أثناء الرد.

الشبهة الأولى


نسأل اي أعجاز في قول القرآن :"أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما" والتركيب الصحيح هو : انزل على عبده الكتاب قيما , ولم يجعل له عوجا
[الرد] : أن الكمال لا يأتى إلا بعد انتفاء العيوب. فتقدم القول بـ (لم يجعل له عوجاً) على (قيماً) . ومثال هذا شهادة التوحيد (لا إله إلا الله) فبدأت بالنفى (لا إله) ثم الإثبات (إلا الله) لإفادة نفى كل الألوهية عن كل شئ ثم إثباتها لله وحده لا شريك له. ولا شك أن هذا أبلغ فى زيادة المدح والثناء.
ونلاحظ التركيب البلاغى الجميل فى قوله تعالى (له) ولم يقل (به) لأن (له) تفيد نفى وقوع العوج عليه من خارجه وهذا ابلغ فى نفى وقع العوج فى ذاته ، فإنه إن لم يثبت (له) عوج ، فكيف يثبت (به عوج). [والله تعالى أعلم]

الشبهة الثانية


وأي أعجاز في فوله :" أرنا الله جهرة " والصحيح كما قال ابن عباس وابن جرير : (قالوا جهرة : ارنا الله ) اي ان سؤالهم كان جهرة

قوله تعالى : (فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً) [النساء : 153]
[الرد] : المعنى واضح ولا يحتاج لأى فهم أو إمعان نظر.
ف (جهرة) : حال متعلق بالفعل (أرنا) ، وليس متعلق بالفعل (قالوا). والمعنى : رؤية بالبصر ظاهرة منكشفة. وبناء على ذلك قال بعض العلماء : إنهم سألوا متعنتين، ولذلك عاقبهم الله تعالى، ويستدل من هذا جواز الرؤية، لا امتناعها ، فلو كان العقاب لمجرد سؤال الرؤية لعوقب وذم كل من سألها، وقد سألها بعض الأنبياء كموسى عليه السلام نفسه ، وهو المرسل إليهم فلم يعقابه الله على سؤاله هذا، وهم أيضاً لم يعاقبوا لذلك ولم يذموا، والتعنت إنما ورد في تحديد حالة الرؤية أنا (جهرة) ، وهذا فيه تحجير على الله تعالى وتحكم في الطلب والسؤال المنافي للعبودية وغير اللائق بسؤال الله تعالى.
ولو صح القول عن ابن عباس رضى الله عنه بأن معنى الآية (قالوا جهرة أرنا الله) فإن الرد يكون بناء على القاعدة الأولى وهو : أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر والتخصيص. فالمهم فى السياق هنا هو طلبهم لرؤية الله سبحانه وتعالى لذا تم تقديم (أرنا الله) بعد (قالوا) ثم تأخر وصف حالهم وهم يتكلمون (قالوا ... جهرة) لأن وصف حالهم بالكلام أقل أهمية من الطلب ذاته ، فتم تأخير (جهرة).
أما قوله (والتركيب الصحيح .....) فهذا ينم عن سفه ، لأن ما يساق فى موضع التفسير والشرح والبيان لا يعد هو التركيب الصحيح. [والله أعلم]

الشبهة الثالثة


ونسأل أي أعجاز في قوله :"افرايت من اتخذ الهه هواه " والصحيح هو :(من اتخذ هواه الهه) لأن من اتخذ الهه هواه فهو غير مذموم

قوله تعالى : (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) [الجاثية : 23]
[الرد:]
أولاً : الفعل (اتخذ) فعل متعد لمفعولين أصلهما المبتدأ والخبر يفيد التحويل بمعنى أن يصير أحدهما إلى الآخر. والبناء اللغوى الذى يدعيه هذا صحيح لغةً ، ولكن السياق القرآنى جاء على نسق أعلى وأرقى مما اعتادت عليه لغة العرب وسأبين هذا بمثال.
المثال الأول : اتخذ الطالب كتابه رفيقه.
المثال الثانى : اتخذ الطالب رفيقه كتابه.
نلاحظ أن المثالين على نفس النسق والبناء القرآنى ، ولكن المثال الثانى هو الأقرب بلاغة.
ولنتأملهما جيداً لنعرف الفرق بين البنائين.
المثال الأول : (اتخذ الطالب كتابه رفيقه) يفيد أن الطالب قد اتخذ الكتاب رفيقاً له ، ولكن هذا لا يمنع من وجود رفاق آخرين مع الكتاب.
المثال الثانى : (اتخذ الطالب رفيقه كتابه) يفيد أن الطالب قد اتخذ الكتاب رفيقاً له أيضاً ، ولكن هنا الكتاب هو الرفيق الوحيد ولا رفيق سواه. أى أن كل الرفاق عند الطالب أصبحوا هم الكتاب نفسه ، فهذه صيغة تخصيص وحصر.
ثانياً : أنقل لكم قول عبد القاهر الجرجانى مؤسس علم البلاغة فى مسألة التقديم والتأخير فيقول فى كتابه الفذ (دلائل الإعجاز) ص131 طبعة مكتبة الأسرة : "تقديم ذكر المُحَدّث عنه يفيد التنبيه والتحقيق" ويقول فى نفس الصفحة : "تقديم المحدث عنه يقتضى تأكيد الخبر".
إذن أصبحت المسالة واضحة لا لبس فيها إن شاء الله.
ثالثاً : قلنا أن تقديم قوله تعالى : (إلهه) يفيد الحصر والتخصيص فباستعراضنا جيداً للسورتين اللتين ذكر فيهما هذه الآية (الفرقان : 43) ، (الجاثية : 23) نجد مثلاً الحديث فى سورة الفرقان كله يأتى للحديث عن الإله الحق.
(تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) (1) ....... [الإله الحق]
(الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ((2) ....... [الإله الحق]
(وَاتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً) ....... [الإله الحق]
(تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاء جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا (10) ....... [الإله الحق]
أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا (45) ....... [الإله الحق]
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (47) ....... [الإله الحق]
وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ... (48) ....... [الإله الحق]
(وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ)... (53) ....... [الإله الحق]
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54) ....... [الإله الحق]
الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59) ....... [الإله الحق]
َبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا (61) ....... [الإله الحق]
(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا) (62) ....... [الإله الحق]
يتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن السورة بتمامها جاءت للإخبار عن الإله الحق ، ولذا وجب وجب تقديم قوله : (إلهه) عند الحديث عن الإله الباطل لأنه هو المقصود من الكلام. [والله أعلم]

الشبهة الرابعة


ونسأل اي إعجاز في قوله : فضحكت فبشرناها , والصحيح هو فبشرناها فضحكت

قوله تعالى : (وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا) [هود : 71]
[الرد:]
الضحك فى اللغة له معنيان:
الأول : بمعنى التبسم والسرور.
والثانى : بمعنى الحيض. (وهو الراجح فى هذا الموقف لوجود قرينة تنقل المعنى إليه)والقرينة هنا قوه تعالى : (قائمة) . فما فائدة ذكر أنها قائمة فى هذا الموضع؟ وما الفرق بين ذلك وبين لو كانت قاعدة؟ أو لم يذكر أصلا حال قيامها أو قعودها. تماماً كما لم يذكر حال إبراهيم والملائكة ولم يبين أكانوا قائمين أم قاعدين.
الفائدة هنا من ذكر (قائمة) – والله أعلم بمراده – هو أن الضحك المقصود هنا هو (الحيض) وذكر القيام مهم جداً إذ أن إحساس المرأة بنزول دم الحيض عليها وهى واقفة يكون أشد منه وهى فى حال القعود.
ومما يؤكد هذا وجود حرف الفاء فى قوله تعالى : (فضحكت) لأن الفاء تفيد التعقيب السريع.
أى أن المعنى يكون هكذا : أنها كانت واقفة ثم حاضت وشعرت بنزول دم الحيض ثم بشرتها الملائكة بالمولود. وهذا ترتيب صحيح جاء فى الآية على أعلى درجات الفصاحة ، ولكن من ذا الذى يدرك البهاء فى أحلى حلله.
فقد ينكر الفم طعم الماء من سقم ، وقد تنكر العين ضوء الشمش من رمد. [والله أعلم]

الشبهة الخامسة


وأيضا أي أعجاز في قوله " لولا كلمة من ربك لكان لزاما زاجل مسمى " والصحيح هو :ولولا كلمة واجل مسمى لكان لزاما

قوله تعالى : (وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى) [طه : 129]
أولاً : سياق الآية فيه خطأ وما أوردناه هنا هو الصواب.
والشبهة هنا تكمن فى تقديم قوله تعالى (سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا) على قوله (وَأَجَلٌ مُسَمًّى) .
[الرد:]
بتطبيق القاعدة الأولى : وهى أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر.
والفائدة هنا تتجلى فى أن المهم فى ها المقام أن تكون الكلمة من الله ، ثم يأتى بعد هذا الأجل المسمى ، وهو تالى فى الأهمية فى الإنذار لهم.وهذا كثير جداً فى القرآن (وأقصد به التقديم والتأخير) لأن هذا التقديم والتأخير يأتى حسب المعنى المراد من حيث تقديم الأهم ثم المهم وهكذا ، ولمن يتدبر هذه القاعدة فى القرآن سيفتح الله عليه علماً غزيراً ، فدائماً ما يسأل المؤمن نفسه : ما الحكمة الإلهية من تقديم كذا ، وما الحكمة الإلهية من تأخير كذا. وهنا سيجد المؤمن أمام علوم قرآنية وحكم إلهية لا حصر لها. [والله أعلم]

الشبهة السادسة


وأين الأعجاز في قوله :"فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم و انما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا " والصحيح:" لا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا , انما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة

قول الله تعالى : (فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (55)) [التوبة]
أولاً : هناك خطأ فى سياق الآية التى أوردها والصواب ما أثبتناه بعاليه.
[الرد:]
الله أعلم بمراده ، يريد أن يعذبهم فى الدنيا بأموالهم وأولادهم ، ولهم فى الآخرة عذاب الجحيم ، وشبيه بهذا قول الله تعالى فى حق اليهود : (وَلَوْلا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاء لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ (3)) [الحشر].
وكذلك قول الله تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114)) [البقرة]
وأيضاً قوله تعالى : (إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)) [المائدة]
إذن الله يتوعدهم بعذابين الأول : فى الدنيا ،والثانى : فى الآخرة. [والله أعلم]

الشبهة السابعة


وفي القرآن غرابات منها شبهة في مرجع الضمائر إلى أصحابها , فيحتار المرء فيالمعنى المقصود مثلا في قوله : إليه يصعد الكلام الطيب , والعمل الصالح يرفعه.
فالضمير في " يرفعه " كقواعد لغة يجب ان يعود فيما عاد إليه ضمير "إليه " وهو الله , ولكن لا يستقيم المعنى الا بان يعود الى " الكلام الطيب"او الى " العمل الصالح " ولكنها إحدى حزا زير القرآن

قوله تعالى : (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) [فاطر : 10].
[الرد:]
من قال أن (الضمير في " يرفعه " كقواعد لغة يجب ان يعود فيما عاد إليه ضمير "إليه " وهو الله). بل ما تقوله قواعد اللغة هو أن يعود الضمير إلى العمل الصالح.
فالقاعدة تقول : أن عود الضمير إلى أقرب المذكورين أولى من عوده إلى أبعدهما.
فيكون المعنى المقصود من الآية : أن الكلم الطيب يصعد إلى الله ، وأن العمل الصالح يرفع هذا الكلم الطيب. مثله فى ذلك مثل الكلمة الطيبة التى أصلها ثابت وفرعها فى السماء.قال تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء (24)) [إبراهيم] وهذا هو أحد الأقوال. [والله اعلم]

الشبهة الثامنة


واما قوله "ولا تستفت فيهم منهم أحدا" فإرجاع الضمائر لأصحابها فيها الكثير من الخلط فهل كل هذا الخلط فيه من الأعجاز شيء؟؟!!!

قول الله تعالى : (وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا) [الكهف : 22]
[الرد:]
البلاغة هى أن نعبر عن المعانى الكثيرة بأقل الألفاظ.
ولا الإعجاز فى استخدام الضمائر فى هذه الآية لكانت كالآتى:
ولا تستفت يا محمد فى شأن الفتية أصحاب الكهف أحداً من قومك.
عندما تحل خمس كلمات محل اثنتى عشرة كلمة ألا يعتبر إعجازاً؟ أم ماذا يكون الإعجاز إذن!!؟
وفى الآية ثلاثة ضمائر.
1- ضمير مخاطب مفرد (تاء المخاطبة).
2- ضمير جمع غائب (فيهم).
3- ضمير جمع غائب أيضاً (منهم).
- فالمخاطب المفرد معروف وهو النبى صلى الله عليه وسلم.
- والمستفتى عنهم معلومون وهم أصحب الكهف.
- والذين يوجه لهم الحوار معلومون أيضاً وهم الكفار.
فأين الخلط. الخلط يتم إذا تمت الإحالة على جهالة.
وتقديم (فيهم) العائدة على أصحاب الكهف. أولى من تقديم (منهم) العائدة على الكفار. لأن أصحاب الكهف هم محل السؤال.وأخيراً أقول كما قال الشاعر:
وليس كل خلاف يعد معتبراً إلا خلاف له حظ من النظر
[والله أعلم]

الشبهة التاسعة


وهل هو جائز في اللغة والمنطق؟؟!!! ومن غرابات القرآن مثلا في قوله " هو الله أحد , الله الصمد"لماذا جاءت لفظة " أحد " في صيغة النكرة و"الصمد " جاءت في صيغة المعرفة ؟!!

قوله تعالى (قل هو الله أحد (1) الله الصمد(2)) [الإخلاص]
والسؤال : (لماذا جاءت لفظة " أحد " في صيغة النكرة و"الصمد " جاءت في صيغة المعرفة ؟!!)
[الرد:]
من قواعد علم البلاغة : أن النكرة تفيد الإطلاق. أى أن الله هو الأحد المطلق الذى لا شريك له.
ودخول (الـ) التعريفية على (أحد) لتصبح (الأحد) فإنها توحى بوجود آخرين بينما يكون الله سبحانه هو المتفرد منهم. أم تنكير (أحد) فتفيد نفى وجود آخر بأى وجه من الوجوه.أما (الصمد) فمن معانى اسم الله الصمد : أى الذى بلغ المنتهى فى كل صفات الكمال.
ومن معانيه أيضاً : الذى تصمد (أى تلجأ) إليه المخلوقات لقضاء حوائجها.
ودخول (الـ) على الاسم تفيد الاستغراق أى أنه لا صمد سواه ، ولا أحد يلجأ إليه فى قضاء الحاجات إلا الله سبحانه. فينفى أى شبهة لأن يكون هناك ند لله يُلجأ إليه.
فهناك من المخلوقات من قد يتصف ببعض هذه الصفة مع تناسبها مع عجزه وبشريته.
فجاءت (الـ) هنا لتفيد أن الله سبحانه هو الصمد الحق ولا صمد سواه وإن توهم أحد غير هذا. [والله أعلم]

الشبهة العاشرة


وفي قوله :"ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا و محرم على أزواجنا " لماذا جاءت لفظة خالصة مؤنثة , ومحرم مذكرة ؟؟؟!!!! فقد بحث لها المفسرون عن حجة فما استطاعوا الا ان يبرروا بان " محرم " ترجع إلى "ما" ,وكلمة "خالصة " ترجع الى الأنعام" فهل هذا مقبول من العقل ؟!! ولماذا أجاز القرآن التأنيث في مكان ولم يجزه في مكان آخر,

قوله تعالى : (َقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَـذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاء سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حِكِيمٌ عَلِيمٌ (139)) [الأنعام]
والشبهة : هى تأنيث (خالصة) مع تذكير (محرم).
[الرد:]
الأصل أن الكلمتين مذكرتان. والهاء في "خالصة" للمبالغة في الخلوص؛ كأن نقول : هذا رجل (علامة) و (نسابة).وقد اختلف العلماء فى تفسير حال (خالصة) هل هى للتذكير أم للتأنيث. والراجح عندى أنها للمبالغة بدليل أنها جاءت مع الذكور (لذكورنا) لبيان مدى حرصهم واستئثارهم بها دون النساء ، حتى غلب اللفظ بها فجاءت زيادة المبنى لتدل على زيادة المعنى ، أى أنها جميعاً للذكور ولا شئ منها للإناث.
كقولنا فى لغتنا الدارجة : فلان خلاصة قومه. هل هنا نؤنثه؟
أما (محرم) جاءت مع (أزواجنا) لأن التحريم درجة واحدة لا يحتاج لمبالغة.
ويؤكد هذا قراءة الأعمش "خالص" بغير هاء. قال الكسائي: معنى خالص وخالصة واحد، إلا أن الهاء للمبالغة؛ كما يقال: رجل داهية وعلامة. [والله أعلم]

وسنوالى نشر باقى الردود تباعاً إن شاء الله تعالى

احمد المنصور
07-30-2005, 07:19 PM
ماذا عن كروية الأرض

والأرض بعد ذلك دحاها ، النازعات ، الآية30

وهي الآية التي يوردها كل " باحث " للتدليل على أن القرآن قد سبق زمانه بتحديد شكل كروية الأرض ؟!

هذا على الرغم من أن كلمة دحاها لا تعني أكثر من ( بسطها ومدها) في قواميس اللغة والأدحية ، هو المكان الذي تبيض فيه النعامة ، وليس بيضها ، لأن هذا الطائر لا يبني عشاً ، بل: (يدحو الأرض برجله ، حتى يبسط التراب ويوسعه ثم يبيض فيه ، القاموس المحيط .

والدحية ، بكسر الدال هو رئيس الجند . والدحية بفتح الدال ، هي انثى القرد.

أما الدحية ، بمعنى البيضة ، فهذا ما لم تسمع به العرب، إلا منذ زمن سيد قطب .

ملحوظة: بالنسبة لكلمة "الدحية" بمعنى "البيضة" فكما ذكر أخي سيف الكلمة "أهل الريف فى محافظة البحيرة يسمون البيض دحيا" أضيف أن هناك مناطق اخرى ما زال فيها استخدام كلمة الدحية للبيضة المفردة والدحى للجمع مستخدما حتى الآن منها مثلاً شمال غرب ليبيا.


مهم جدًا
تفسير الآية يجب فهمه في نطاق ما جاء في لغة العرب وعليه سأستعين بما جاء في قواميس اللغة. وسترى أخي الفاضل مدى التعبير الإعجازي في هذه الآية والذي لم يدركه صاحب الشبهة إلى هذه اللحظة من القرن 21.

يعارض صاحب الشبهة مساواة الدحية بالبيضة؛ لأن حسب تصوره هذا التشبيه بلاغي ويثبت حقيقة علمية. وبالتالي طالما (الدحية لا تساوي البيضة) إذًا لا يوجد هناك إعجاز علمي!.

ولكن لنضع سؤالا: هل الأرض تشبه البيضة؟

العديد من القراء في هذه اللحظة سيجيب بــ نعم! وكذلك صاحب الشبهة هكذا إعتقد.

الإجابة الصحيحة: لا

والإجابة الدقيقة هي: منظر الأرض من القطاع الجانبي يشبه القطاع الجانبي للبيضة فقط (الشكل 1- كما هو موضح على الرسم المرفق). اما من القطاع الشاقولي والأمامي فلا.


http://www.w6w.net/users/30-07-2005/w6w_200507301016252505665add457.jpg


وقبل أن أرجع لتعريف الدحي حسب قواميس اللغة. لنرى كيف إكتسبت الأرض شكلها: شكل الأرض هو كرة تم الضغط على أطرافها من أعلى وأسفل (أو هو الحيز الذي تكونه بيضة تلف حول محورها الأقصر). و شكل الأرض حدث تحت تأثير قوى الطرد المركزية عندما بدأت الأرض في الدوران.

http://www.w6w.net/users/30-07-2005/w6w_2005073009220925056cdeeafb8.jpg

وكما ذكرنا، الأرض لم تنبعج نتيجة تأثير القوى "على أطرافها من أعلى وأسفل" ولكن نتيجة تأثير القوى الطاردة المركزية. ونقاط تأثير القوى المحصلة هو الدائرة الموجودة على مستوى خط الإستواء. ويوجد تماثل بين النصف الأعلى فوق خط الإستواء والنصف الأسفل. لنعمل قطاع عند خط الإستواء، فماذا سنجد؟


شكل منطبق تمامًا مع مدحى النعامة
كيف تدحو النعامة المكان الذي تبيض فيه؟

لا يوجد وصف أقرب وأبسط من تشبيه القوى الطاردة المركزية؛ بالنعامة وهي تقف وسط المدحى وتقذف بالتراب للخارج. تفعل ذلك وهي تدور، فلو أخذنا محور دورانها وتخيلناه هو محور دوران الارض (الصورة الثانية)، لو جدنا أن وصف القوى الطاردة المركزية (ومكان ظهور المحصلة) هو شكل التراب المقذوف للخارج بقدميها. وكذلك المكان الناتج من الحفر (مكان وضع البيض) هو شكل مطابق لنصف الكرة الأرضية (والنصف الأخر متماثل تمامًا).

بهذا الوصف تم الإشارة إلى الحقائق الآتية (على الأقل):
- شكل الارض
- دوران الأرض
- القوى الطاردة المركزية


والآن للنرجع لتعريف الدحي حسب قواميس اللغة وسأترك المقارنة للقارىء الكريم للتمتع بالوصف الرباني (وأريد التأكيد أن ما ذكرته ما هو إلا غيض من قيض)، وكل ذلك في قوله عزّ وجلّ: "والأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاها":

المحيط:
دَحَا يَدْحُو أُدْحُ دَحْواً [دحو]:- البَطْنُ: عظم ونزل إلى أسفل.- الشّيْءَ: بسَطه وَالارْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا دحا الخبّازُ العجين.-: الشّيْءَ: دَفعه؛ دحت الجرّافةُ الحصى عن وجه الأرض.- ـه: رماه؛ دحا رفيقَه بيده.- الماشيةَ: ساقها.

الوسيط:
دَحَا - [د ح و]. (ف: ثلا. لازمتع. م. بحرف). دَحَوْتُ، أَدْحُو، اُدْحُ، مص. دَحْوٌ. 1. "دَحَا اللَّهُ الأرْضَ" : بَسَطَهَا.والأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاها (قرآن)

2. "دَحَا الحَجَرَ" : رَمَى بِهِ، دَفَعَهُ. 3. "دَحَا البَطْنُ" : اِسْتَرْخَى وَتَدَلَّى إلَى أَسْفَلَ. 4. "دَحَا الْمَاشِيَةَ" : سَاقَهَا. 5."دَحَا الفَرَسُ" : جَرَّ يَدَيْهِ عَلَى وَجْهِ الأرْضِ. 6."دَحَا الحَجَرَ بِيَدِهِ": رَمَى بِهِ.

الغني:
(دَحَا) البطنُ -ُ دَحْواً: استرخى لِعِظمه. و- الفرسُ: جرَّ يديه على وجه الأَرض، ولم يرفع سنبكه عنها فدحا تُرابَها. و- الشيءَ: بسطه ووسعه. يقال: دحا اللهُ الأَرض. و- دفعه. يقال: دحا الصبي المِدحاةَ. و- رماه: ويقال: دحاه بيده. و- الماشية: ساقها.
القاموس المحيط:
(دَحَا): الله الأرضَ
(يَدْحُوهَا وَيَدْحَاهَا دَحْواً) بَسَطَها والرَّجُلُ جامَعَ والبَطْنُ عَظُمَ واسْتَرْسَلَ إلى أسْفَلَ
(وادْحَوَى) انْبَسَطَ
(والأُدْحِيُّ) كَلُجِّيٍّ ويُكْسَرُ
(وَالأُدْحِيَّةُ والأُدحُوَّة) مَبِيضُ النَّعامِ في الرَّمْلِ
لسان العرب:
دحَا البطنُ يدحُو ويدحَى دَحْوًا (واويٌّ) عظم واسترسل إلى أسفل.
ودحا الله الأرض بسطها. والرجل المرأة جامعها.
ودحا المطر الحصى عن وجه الأرض دفعها. ويقال للاعب بالحوز أبعِد المَدَى وادحُهُ.
ويُقال مرَّ الفرس يدحو دحوًا إذا رمى بيديهِ رميا لا يرفع سنبكهُ عن الأرض كثيرًا
ادحوَى الشيءُ إدحواءً انبسط
الأُدْحِيُّ والإِدْحِيُّ مَبِيض النعام في الرمل.
وهو أُفْعُول من دحوت لأنها تدحوهُ برجلها ثم تبيض فيهِ وليس للنعام عشٌّ
الأُدْحِيَة والأُدْحُوَّة الأدحيُّ
مَدْحَى النعام موضع بيضها

محي الدين
07-31-2005, 04:16 AM
الأخ أبو جهاد الانصاري :
إجاباتك طيبة و مفيدة ، فتابع بارك الله فيك .

أبو جهاد الأنصاري
08-02-2005, 08:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نوالى ردودنا على الشبهات
الشبهة الحادية عشرة :

ولماذا أجاز القرآن التأنيث في مكان ولم يجزه في مكان آخر, فمثلا في قوله :"أعجاز نخل خاوية " ثم يقول في مكان آخر وأعجاز نخل منقعر
والشبهة : هى تأنيث (خاوية) فى موضع وتذكير (منقعر) فى موضع آخر
[الرد:]
القاعدة : كل أسماء الأجناس يجوز فيها التذكير والتأنيث. نقول : قال العرب و قالت العرب. فالعرب اسم جنس يجوز تذكيره ويجوز تأنيثه. وكذلك الحال فى كلمة (نخل). فوصفت مرة على التأنيث (نخل خاوية) ، ووصفت فى الأخرى على التذكير (نخل منقعر). وذلك لحكم منها:-
1- أن تشمل كلا الوجهين الجائزين فى اللغة.
2- مناسب للفواصل (نهايات الآيات) لكل سورة ففى سورة القمر نجد فواصل الآيات على حرف الرا (القمر – مستمر – مستقر – منهمر - .... منقعر) أما في سورة الحاقة ففواصل الآيات حرف (الها) مثل (القارعة – الطاغية – عاتية .... خاوية). فتناسب الكلام واتساقه من كمال بلاغته.
وقد ذكر الإمام السيوطي في كتاب (إحكام الرأي في أحكام الآي: الإتقان 2: 99) قال : اعلم أن المناسبة أمر مطلوب في اللغة العربية يُرتكب لها أمور مخالفة الأصول. وقد تتبعت الأحكام التي وقعت في آخر الآي مراعاة للمناسبة فعثرتُ منها على نيف عن الأربعين حكماً:-
وذكر منهما فى النوع الحادى عشر : إيثار تذكير اسم الجنس كقوله " أعجاز نخل منقعر". والثانى عشر : إيثار تأنيثه نحو "أعجاز نخل خاوية".
3- جاءت (نخل منقعر) فى موضع لتفيد معنى وجاءت ( نخل خاوية) فى موضع آخر لتفيد معنى آخر جديد.
المعنى : فخاوية تفيد أنه أجوف من الداخل بحيث يدخل الهواء من جهة ويخرج من الجهة الأخرى. وقد كانوا كذلك.
ومنقعر : تفيد أن رؤوسهم قد انفصلت عن أجسادهم وصاروا كأعواد النخل؛ لأنه ليس لهم رؤوس.
4- وقد جاءت على الوجهين الجائزين من اللغة لمقتضى العدل بين التذكير والتأنيث.
5- كما تلاحظ أن النخلة اسم مؤنث وجمعها (النخل) اسم جمع مذكر ولذا جاء التعبير يشمل التذكير (منقعر) والتأنيث (خاوية). قال السيوطى فى الإتقان : " وكل أسماء الاجناس يجوز فيها التذكير حملا على الجنس، والتأنيث حملا على الجماعة".

الشبهة الثانية عشرة :

ولماذا أجاز القرآن التأنيث في مكان ولم يجزه في مكان آخر, ..... وفي قوله " السماء منفطر " وفي مكان آخر : اذا انفطرت السماء ,
[الرد:]
إذا أطلقت كلمة السماء فى تشير إلى ثلاثة أشياء:-
1- السماء بالمعنى اللغوى وهو : (العلو) من مادة: سما يسمو أى علا يعلو. فكل ما علاك هو سماك.
2- السماء بمعنى السماء الدنيا التى تلى الأرض وتسبق السماء الثانية ، وهى التى ذكرها الله بقوله : (إنا زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين).
3- السماء بمعنى جنس السماوات أى السماوات السبعة. كقوله تعالى : (ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سموات).
وفى قوله تعالى : (إذا السماء انفطرت) السماء المشار إليها هنا هى السماء الدنيا والدليل على هذا أنه قرن بها أشياء تتعلق بها أو قريبة منها هى : (وإذا الكواكب انتثرت).
أما فى قوله تعالى : (السماء منفطر به) السماء المقصودة هنا هو (العلو) فجاء التأنيث لموافقة المعنى والمعنى هنا مذكر (العلو) وإن كان مخالفاً للمذكر اللفظى ، وموافقة الكلام للمعنى أولى من موافقته للفظ. ذلك أن الألفاظ جاءت للتعبير عن المعانى وليس العكس.
وقال بعضهم : "وإنما قال منفطر ولم يقل منفطرة لتنزيل السماء منزلة شيء لكونها قد تغيرت، ولم يبق منها إلا ما يعبر عنه بالشيء. وقال أبو عمرو بن العلاء: لم يقل منفطرة، لأن مجازها السقف ... هذا كما في قوله: "وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً" وقال الفراء: السماء تذكر وتؤنث. وقال أبو علي الفارسي: هو من باب الجراد المنتشر والشجر الأخضر، و"أعجاز نخل منقعر" قال أيضاً: أي السماء ذات انفطار كقولهم امرأة مرضع: أي ذات إرضاع على طريق النسب"
كما نلاحظ لطيفة فى مسالة التأنيث والتذكير.
فالتأنيث علامة على الضعف.
كما أن التذكير علامة القوة أو على الأقل التشبه بها.
وهذا قد يكون مراد فى هذين الموضعين. كيف؟
(السماء انفطرت) من هول يوم القيامة فلا قدرة لها على التماسك فظهر ضعفها وندرك أن ضعفها كان شديداً من هول ما لاقت.
(السماء منفطر) فالله سبحانه يجئ يوم القيامة للفصل بين خلقه. لكن السماء أى (العلو) يشمل السموات السبع فتنفطر ولكن لمجموعها تظهر تماسكها كحال الرجل الضعيف الذى يخشى من إظهار عجزه فظهر تماسكه.

عبد الواحد
08-03-2005, 01:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله.
جزى الله الاخوة على ردودهم ونفعنا بعلمهم.

أعقب ان شاء الله على قول الاخ:

المشاركة الأصلية بواسطة ATmaCA
ونسأل اي إعجاز في قوله : فضحكت فبشرناها , والصحيح هو فبشرناها فضحكت

اخي الكريم لو قلنا انها ضحكت بعد البشرى في (هود 71) لتناقض ذلك مع (الذاريات28 و 29) ( وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا)
والترتيب السليم انها ضحكت ثم بُشرت ثم صكت وجهها.

لماذا ضحكت؟
ضحكت بعد ان اخبروهما انهم رسل الى قوم لوط.
ضَحِكَتْ تَعَجُّبًا مِنْ أَنَّهَا وَزَوْجهَا إِبْرَاهِيم يَخْدُمَانِ ضِيفَانهمْ بِأَنْفُسِهِمَا تَكْرِمَة لَهُمْ , وَهُمْ عَنْ طَعَامهمْ مُمْسِكُونَ لَا يَأْكُلُونَ
ضَحِكَتْ لَمَّا رَأَتْ بِزَوْجِهَا إِبْرَاهِيم مِنْ الرَّوْع
ضَحِكَتْ سُرُورًا بِالْأَمْنِ مِنْهُمْ لَمَّا قَالُوا لِإِبْرَاهِيم : لَا تَخَفْ , وَذَلِكَ أَنَّهُ قَدْ كَانَ خَافَهُمْ وَخَافَتْهُمْ أَيْضًا كَمَا خَافَهُمْ إِبْرَاهِيم , فَلَمَّا أَمِنَتْ ضَحِكَتْ , فَأَتْبَعُوهَا الْبِشَارَة بِإِسْحَاق .

لماذا صكت وجهها؟
تصرف سارة عليها السلام طبيعي لأنها فقدت الامل في الولد
الذاريات( 29 ) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ
هود (72) قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ
***********************

ويمكن ان تكون قد ضحكت بسبب الحيض لكن لدي بعض التساؤلات:
كيف بعد احساسها بالحيض وهي (قَآئِمَةٌ) وسماع البشرى (أَقْبَلَتِ) اليهم (فَصَكَّتْ وَجْهَهَا) وَ(قَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ)

أبو جهاد الأنصاري
08-04-2005, 12:37 PM
حتى لا نقول على الله بغير علم

ويمكن ان تكون قد ضحكت بسبب الحيض لكن لدي بعض التساؤلات:
كيف بعد احساسها بالحيض وهي (قَآئِمَةٌ) وسماع البشرى (أَقْبَلَتِ) اليهم (فَصَكَّتْ وَجْهَهَا) وَ(قَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ)
أخى : jerusalem2004
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه ملحوظة طيبة منك
خاصة أن الفاء فى قوله تعالى : (فأقبلت) ، (فصكت) تفيد التعقيب السريع ، يعنى أنها أسرعت إليهم ولو كان حيضاً لذهبت لإصلاح شأن نفسها وهى فى هذه الحال ، ثم أن صك الوجه يكون مباشرة بعد سماع الخبر العجيب وليس بعد مرور فترة زمنية منه.
فإن كان القول كما قلت أنت وهو أن الضحك ليس بمعنى الحيض بل بمعنى الضحك حقيقة
فإنى أعود وأرجع عما قلت من أن معناه هو الحيض ، وأستغفر الله من أجل هذا الخطأ.
وجزاك الله خيراً

أبو جهاد الأنصاري
08-05-2005, 03:49 PM
الشبهة الثالثة عشرة :


ثم أيضا ايهما اصح في الأعجاز ؟! قوله : " ادخلوا الباب سجدا وقولوا : حطة " اما قوله : " قولوا حطة وادخلوا الباب سجدا " ؟؟!!!
الشبهة هى : أيهما أصح تقديم (ادخلوا الباب سجداً ) أم تقديم : (قولوا حطة) ، وعلى زعمه أنه إذا كانت إحداهما صواب فالأخرى خطأ.
[الرد:]
كما ذكرنا سلفاً : كل واحدة منهما صواب فى موضعها ، ولا يجوز لإحداهما أن تحل محل الأخرى.
ولو حدث لاختل المعنى. ولو جاز هذا فى كلام البشر - وأقصد به التقديم والتأخير فى الكلام - فإنه لا يجوز فى كلام الله الذى أحكم كتابه.
ولننظر إلى الآيتين ونتأملهما سوياً:
(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58)) [البقرة]
(وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ(161)) [الأعراف].
ففى سورة البقرة جاء الترتيب هكذا:-
1- الأمر بدخول القرية ......... ثم 2- الأمر بالأكل منها حيث يشاءون رغداً..... ثم 3- الأمر بدخول الباب سجداً (أى راكعين ساجدين وجاء التعبير بالسجود لعمومه وأنه الأنسب لحال التضرع والخشوع والذلة لله تعالى) ..... ثم وأثناء دخولهم الباب سجداً .... 4- يقولون حطة أى يدعون الله أن يغفر لهم ويحط عنهم خطاياهم.
وهذا متماشى تماماً مع الأمر الذى جاء فى مطلع الآية ألا وهو (ادخلوا القرية).
أما فى سورة الأعراف فالوضع يختلف.
فالأمر هنا ، فهنا ليس الأمر بدخول القرية ، ولكنه الأمر بأن يسكنوا القرية ، والسكنى تستغرق وقتاً ممتداً من الزمن. فجاء تقديم الأمر بأن يقولوا حطة كى يكون دعاؤهم بالمغفرة مستمراً وملازماً لهم حال كونهم ساكنين فى القرية سواء دخلوا المسجد أم لا.
أما دخولهم المسجد فهو شئ عارض لا يكون إلا فى أوقات الصلاة فقط.
فتقدم الأمر بأن يقولوا حطة على الأمر بدخول المسجد ، وذلك للعموم.
فالدعاء سيكون شيئاً ملازماً لهم فى كل أحوالهم المعيشية لأنهم أُمروا بسكنى القرية ، أما دخول المسجد فليس فى كل حين.
إذن التقديم جاء فى سورة البقرة لإفادة الترتيب الزمنى : دخول المسجد ثم الدعاء بمغفرة الذنوب.
أما فى سورة الأعراف فتقديم الدعاء بالمغفرة على دخول المسجد لإفادة العموم ، والتنبيه على تكرار الدعاء فى كل وقت وحال حال كونهم ساكنين فى القرية.
وأذكركم بما قاله عبد القاهر الجرجانى مؤسس علم البلاغة فى مسألة التقديم والتأخير إذ قال فى (دلائل الإعجاز) : "تقديم ذكر المُحَدّث عنه يفيد التنبيه والتحقيق".
إذن أصبحت المسألة واضحة لا لبس فيها إن شاء الله.
والله المستعان.

أبو جهاد الأنصاري
08-05-2005, 08:50 PM
الشبهة الرابعة عشرة:


او قوله :" ما أهل به لغير الله " ام قوله :" ما
أهل لغير الله به" ؟!!
والشبهة كسابقتها. أنه إذا ثبت صواب إحداها فيعنى خطأ الأخرى.
[الرد:]
ولهذه أيضاً نقول : كل واحدة منهما صواب فى موضعها ، ولا يجوز لإحداهما أن تحل محل الأخرى.
وهنا يجب أن ننبه على قاعدة جليلة وهى :
الفعل وما فى حكمه يكون مطلقاً ، فإن قُيد بشئ تقيد به.
وللتوضيح نسوق هذا المثال:
إذا قلنا : دخل زيد.
الفعل (دخل) هنا جاء مطلقاً غير مقيد بشئ. فلم نقل أنه دخل (سعيداً أم حزيناً) ولم نقل أنه دخل (مسرعاً أم متمهلاً) ولم نقل أنه دخل (راكباً أم ماشياً) ، ولم نقل أنه دخل (صباحاً أو مساءً).
فالفعل هنا مطلق أما إذا قيدناه بشئ تقيد به كأن نقول : دخل زيد مسرعاً.
والفعل (أهلّ) جاء هنا مقيداً بقيدين :
الأول : الإهلال بالأنعام كما فى قوله تعالى (أهل به).
الثانى : الإهلال غير الله. كقوله تعالى : (أهل لغير الله).
ويكون تقديم أحدهما على الآخر بحسب مقتضى السياق وحسب إرادة التنبيه على أيهما أولاً ثم يلحقه الآخر فى الترتيب.
فإن كان المراد هو التنبيه على الأنعام قدمت (أهل به) كما فى موضع سورة البقرة.
(إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (173) [البقرة]
ويتضح أكثر إذا نظرنا للآية التى قبلها :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172) [البقرة]
فالسياق هنا يتحدث عن الطيبات التى أحلها الله لعباده ، فجاء تقديم (أهل به) ليكون مناسباً لهذا السياق.
وإن كان المراد هو التنبيه على مسألة الإهلال لغير الله تقدمت وتأخرت الأخرى كما فى موضع سور المائدة والأنعام والنحل.
قال تعالى : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (3) [المائدة]
ويتأكد هنا أن السياق يتحدث عن الإهلال ذاته وليس عن عين الأنعام من قوله تعالى فى ختام الآية : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا)
وهكذا الحال فى سورة الأنعام : (قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (145) [الأنعام]
وسورة النحل :(َّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالْدَّمَ وَلَحْمَ الْخَنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (115) [النحل]
وليس فى الأمر أى لبس أو غموض ولكن فقط هذا الأمر يحتاج لإيمان ومزيد تأمل فى كتاب الله.
والله المستعان.

سيف الكلمة
08-07-2005, 08:49 AM
حول بشرى الغلام لسارة
يحتمل المعنى التسلسل الآتى :
1) ضحكت وهى قائمة بمعنى أحست بالحيضة والحيضة فى هذا السن أمرغير معتاد.
2) الحيضة ليست بشارة فالحيض لا ينفى استمرار العقم فالمرأة يمكن أن تحيض وهناك عقم ولكنه علامة تمهد للبشارة الآتية بعدها مباشرة .
3) سمعت البشارة لإبراهيم فكانت بشارة لها فأقبلت عليهم وقالت عجوز عقيم وصكت وجهها بمعنى دفعت وجهها لتشير إلى تأكيدها لكبر عمرها بقولها عجوز وإشارتها إلى عقمها بقولها عقيم وأشارت إلى أن بعلها أيضا شيخا كبيرا .
4) ردت الملائكة لما وجدوا من تعجبها
(قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم ) .
وتعجبها لا يعنى عدم تصديقها للبشارة فهى تعجب عجب الموقنة بقدرة الله .
وكان رد الملائكة تأكيد لإيمانها بالقدرة الإلهية .

أبو جهاد الأنصاري
08-11-2005, 01:54 AM
رد الشبهة الخامسة عشرة


او قوله : ولن تمسنا النار اياما معدودة " ام قوله :"أياما معدودات" ؟؟!!!
والشبهة كسابقتها. أنه إذا ثبت صواب إحداها فيعنى خطأ الأخرى.
[الرد:]
ولهذه أيضاً نقول : كل واحدة منهما صواب فى موضعها ، ولا يجوز لإحداهما أن تحل محل الأخرى.
وهنا أذكر بقاعدة مهمة فى هذا الشأن وهى أن :
السياق والسباق واللحاق من المقيدات.
ولكى نستفيد من هذه القاعدة ننظر إلى السياق الذى جاءت فيه هاتان الآيتان لنتعرف على الفرق بينهما.
الآية الأولى :
قال تعالى : (وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (80)) [سورة البقرة]
ونلاحظ أن هذه الآية قد جاءت فى سياق الحديث عن قصة سيدنا موسى عليه السلام مع بنى إسرائيل .
الآية الثانية :
قال تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ (23) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (24)) [آل عمران]
وهذه الآية جاءت فى سورة آل عمران فى سياق الحديث مع وفد نجران وهم وفد من نصارى اليمن الذين ذهبوا للتحاور مع النبى صلى الله عليه وسلم فنزلت بضع وثمانين آية من أول سورة آل عمران لتحاجهم.
وإن كان سياق الآيات لم يغفل أيضا الحديث عن اليهود أيضاً.
إذن الآية الأولى تتحدث عن اليهود ، والآية الثانية تحاج النصارى.
فجاءت (معدودات) عند محاجة النصارى. وجاءت (معدودة) عند الحديث عن اليهود.
وإذا ما رجعنا إلى القاعدة البلاغية التى تقول أن :
زيادة المبنى زيادة فى المعنى.
استفدنا أن (معدودات) تفيد أن العدد يكون أكبر منه فى (معدودة).
وهنا يثار لنا تساؤل...
لماذا جاءت (معدودة) مع اليهود لإفادة القلة، وجاءت (معدودات) مع النصارى لإفادة الكثرة.
قلنا ذلك أن اليهود يدعون أنهم أبناء الله وأحباؤه ، وأهم شعب الله المختار ، وأنه سوف يعذبهم فى النار أياماً قليلة ، أقل من تلك التى يعذب فيها النصارى.
[والله أعلى وأعلم].

أبو جهاد الأنصاري
08-11-2005, 12:35 PM
رد الشبهة السادسة عشرة :

او قوله :"ان هدى الله هو هدى " ام قوله :" ان الهدى هدى الله " ؟؟!!!!
والشبهة كسابقتها. أنه إذا ثبت صواب إحداها فيعنى خطأ الأخرى.
[الرد:]
ولهذه أيضاً نقول : كل واحدة منهما صواب فى موضعها ، ولا يجوز لإحداهما أن تحل محل الأخرى ، وعلى من أراد التعرف على معنى الإعجاز أن يتأمل مثل هذه الآيات التى تتشابه فى أغلب مفرداتها وتختلف فى بعض الحروف أو فى تقديم كلمة على أخرى ، أو تعريف وتنكير ، أو تذكير وتأنيث وهكذا.....
وعندها يتحقق للمرء فهم عالٍ ، وإدراك كبير ، ويتعرف ما هو الحد بين كلام الله وكلام البشر ، بل من أراد أن يسبق نظراءه وأمثاله فى الفهم والوعى والإدراك ، فليس عليه إلا أن يتأمل النص القرآنى وخاصة أمثال هذه الآيات المعجزة.
وهنا أذكر بقاعدة سبق أن ذكرناها فى الرد على بعض الشبهات السابقة وهى أن:
الفعل وما فى حكمه يكون مطلقاً ، فإن قيد بشئ قُيد به.
وهنا كلمة (هدى) جاءت على هذين الوجهين:
الأول : مطلقة (غير مقيدة بشئ) : كما فى كلمة (الهدى) الأولى من قوله تعالى :
(قل إن الهدى هدى الله) وقد جاءت على هذا النحو فى موضع واحد فى القرآن [آل عمران : 73]
الثانية : مقيدة كما فى قوله تعالى :
(قل إن هدى الله هو الهدى) وقد جاءت فى موضعين فى القرآن وهما : [البقرة : 120] ، [الأنعام : 71]
وإذا ما استخدمنا القاعدة السابقة فى فهم هذه الآيات سهل علينا رد هذه الشبهة.
فقوله تعالى : (إن الهدى هدى الله) يفيد أن الهداية الحقة والمطلقة هى هداية الله. ويعين على هذا الفهم تدبر السياق الذى جاءت فيه هذه الآية.
قال تعالى : (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (71) وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّهِ أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (73)) [آل عمران]
فسياق الآيات هنا يتحدث عن الإيمان ذاته والهداية ذاتها ، أى الهداية المطلقة وبيان أن الهداية الحقة هى هدى الله ولا غير.
أما قوله تعالى : (قل إن هدى الله هو الهدى). فمحور الكلام عن هداية الله بصفة خاصة ، وأنها جاءت للمفارقة بينها وبين هدايات أخرى باطلة والتأكيد على أنها هى الهدى الحق.
ولنتأمل السياق:
1- فى سورة البقرة : (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ (120)).
إذن هنا هدى الله فى مقابل هدى أهل الباطل من اليهود والنصارى.
2- وفى سورة الأنعام : (قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71))
وهنا أيضاً هدى الله فى مقابل هدى شياطين الإنس والجن.
وبعد هذا البيان لا يبقى المجال لمؤمن إلا أن يقول : "حقاً هذا مصداق قوله تعالى : (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ (7)) [آل عمران].
[والله أعلم].

أبو جهاد الأنصاري
08-11-2005, 02:08 PM
رد الشبهة السابعة عشرة:

او قوله :"...... وما انزل الينا " ام قوله :".....وما انزل علينا"؟؟؟!!!
[الرد:]
إن استخدام حروف الجر فى القرآن الكريم جاء على أعلى نسق بلاغى. وهى علم متكامل وقائم بذاته ولمن يتدبره يحصل من ورائه علم غزير.
ويختلف المعنى عند استخدام فعل معين باختلاف حرف الجر الذى يليه.
فعندما نقول : (عدل إلى كذا) يعنى : قصده.
أما إذا قلنا : (عدل عن كذا) يعنى : انصرف عنه. وهكذا
حرف الجر (إلى) يختلف عن حرف الجر (على).
فـ (إلى) تفيد قرب وصول الغاية أو المقصود.
أما (على) فتفيد العلو.
وإذا استعرضنا الآيات التى جاءت فيها هاتين العبارتين (أنزل علينا) و (أنزل إلينا) وجدنا أن رد الشبهة سهلاً وواضحاً ولا يحتاج لشرح.
ففى جميع الآيات التى جاء فيها قوله تعالى (أنزل إلينا) نجد أن المقصود الأول بالحديث هم الأمم المقصودة من الرسالة ومن نزول الكتب السماوية سواء أكانوا مسلمين أم أهل الكتاب أم غيرهم. وفى جميع الآيات التى جاء فيها قوله تعالى (أنزل علينا) كان المقصود الأول بالحديث هو الكتب السماوية ذاتها، ولنتأمل هذه الآيات:
1- (وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137)) [البقرة]
الحديث عن أمة الإسلام فى مقابل اليهود والنصارى.
2- (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59)) [المائدة]
نفس الشئ.
3- (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46)) [العنكبوت]
وهذه هى المواضع التى ذكر فيها قوله تعالى : (أنزل علينا).
1- (َإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاء اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (91) وَلَقَدْ جَاءكُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ (92)) [البقرة]
المقصود بالحديث هنا هو التوراة ، ويتضح هذا أكثر من تدبرنا للآية (89) التى تسبقها :
(وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ (89) ) طبعاً المعنى المراد واضح جداً.
2- (قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84)) [آل عمران] المقصود الكتب السماوية التى نزلت على هؤلاء.
ويتضح أكثر إذا رجعنا إلى الآية (81) من نفس السورة : (وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (81)).
3- (َوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ (157)) [الأنعام]
الخلاصة : فى جميع الآيات التى جاء فيها قوله تعالى (أنزل إلينا) يكون المقصود الأول بالحديث هو الأمم المقصودة بالرسالة ، وفى جميع الآيات التى جاء فيها قوله تعالى (أنزل علينا) كان المقصود الأول بالحديث هو الكتب السماوية ذاتها.
[والله أعلم].

أبو جهاد الأنصاري
08-11-2005, 03:12 PM
الشبهة الثامنة عشرة :

او قوله :"ولا تقتلوا أولادكم من إملاق " ام قوله :".....خشية إملاق "؟؟!!!
[الرد:]
الإملاق هو الفقر. وقد جاءت مقترنة مرة بحرف الجر (من) ، ومرة أخرى بـ (خشية).
ولنتفهم الفرق بين الصيغتين يجب أن نتفهم معنى وفائدة كل منهما.
فـ (من) تفيد التبعيض ، وتفيد أيضاً السببية.
وهذا يبين أن الإملاق وهو الفقر موجود فعلاً وهو سبب موجود ومحسوس.
أما الخشية فمعناها : الخوف من وقوع الضرر. أى أنه لم يوجد بعد ولكنه متوقع الحدوث.
وجاء النهى فى الآيتين عن قتل الأولاد سواء بسبب الفقر الموجود فعلاً ، أو حتى بسبب توقع حدوثه مستقبلاً.
وإلى هنا انتهت ردودنا على هذه الشبهات.
وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ييسر لنا وضع أسلوب عملى واضح ومحدد لكيفية الرد على الشبهات فى القرآن الكريم.
هذا والله أعلى وأعلم وهو من وراء القصد.

ابو مارية القرشي
04-05-2006, 01:27 PM
كنت ابحث اليوم عن بعض المقالات في فهرس فسم الحوار عن الإسلام((دليل الصالحين)) فوقعت عيني على هذا الموضوع الذي فاتني على ما يبدو في فترة تغيبي عن المنتدى ، وقد فرأت أجوبة سيف الكلمة وأبي مريم واستمتعت بها ثم مررت بأجوبة القلاف وأبي جهاد و التعليقات الطريفة لأتماكا ، فأعجبني الموضوع والردود العلمية ذات المستوى الرفيع ، فأحببت رفعه ليطلع عليه من كان حاله كحالي ولم يطلع على الموضوع.

ATmaCA
04-05-2006, 07:02 PM
و التعليقات الطريفة لأتماكا
ماشى ياعمنا مقبولة منك (ابتسامة) .. وجزاك الله خيراً على رفع الموضوع مرة اخرى مع العلم ان الموضوع موجود فى الفهرس تجده هـنا :
http://70.84.212.52/vb/showthread.php?t=145
وياليتك ترى مشكلة الرسائل الخاصة عندك , كلما أرسلت لك رسالة خاصة تظهر صفحة بيضاء ولايؤكد الإرسال .

ابو مارية القرشي
04-05-2006, 07:53 PM
حياك الله اخي أتماكا،
حقيقة لا أعلم ما المشكلة مع الرسائل معك وانا استلم العديد من الرسائل من الاخوة هنا ولم يشتكي أحد وأعمل دوما على تفريغ الخاص!!!
اعتقد يجب أن نسأل مراقب 1

:emrose:

حازم
10-19-2007, 12:34 AM
لم ارى من قبل شبهة نسفت نسفا كما حدث هنا

مؤمن
03-28-2010, 06:56 PM
لم ارى من قبل شبهة نسفت نسفا كما حدث هنا

صدقت !

للرفع