المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العبادة بدافع الخوف نجاة لمن لم لا تحركه المحبة .



نجم ثاقب
03-31-2007, 10:32 PM
هل ديننا الاسلامي الحنيف .... مبني على علاقة خوف بيننا وبين الخالق عز وجل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أنا أرى غير ذلك .......
فاني أرى يقينا أن ديننا الاسلامي دين شامل ......
جاء للناس التي تحترم الخالق لعظمة خلقه .....فأكرمها الله اكراما عظيما ....
وجاء للناس التي أحبت الله لكثرة نعمه .... وشهدت بأن الله محب لخلقه وهم أجنة في بطون أمهاتهم.....
كما أنه جاء للناس الذين نقول فيهم : ( صحيح في ناس تخاف ولا تختشيش ) .......
نعم فهو دين شامل ..... لأن عقول الناس ان كانت في العقلاء مهيئة لاستيعاب الحق على حد سواء لطالما أنها تخلو من الجنون المعفي من المسؤولية بأمر الله العادل المحب .
فان تلك العقول تحكمها الطبائع والمؤثرات التي لا تتشابه بل تختلف بين الناس ..... لذا فان شمول ديننا عدل بذلك الاختلاف ليتناسب مع الجميع .....
وهنا ......
من اتهم ديننا أنه دين خوف ..... أخذ جزء وما تناول شموليته .....
فما رأيكم بهذا المثال :
أب حذر أولاده من فعل كذا وكذا وكذا ..... وهددهم بالعقاب .... ثم سألهم .... هل فهمتم وشهدتم على ما أقول ..... فقالوا جميعا .... نعم .....
ثم احتضنهم بحب غامر ..... احتضنهم بغريزة ذلك الحب الذي بدأ من أول ولادتهم مغمضين العيون ....
ثم أطلقهم أحرار .... أعطاهم مصروفهم ..... حماهم كما كان يحميهم ويمن عليهم من أول يوم كانوا فيه في الوجود ......
فبرأيكم .... لماذا هددهم أبوهم وحذرهم من شدة عقابه ......أليس لأنه أحبهم منذ البدء ولا يريدهم الوقوع بالهلاك ؟
وبرأيكم .... لماذا ضمهم .... وأجزل العطاء لهم .... وأطلقهم أحرار مذكرا وواعظا لهم من حين لاخر.... أليس لأنه أحبهم أيضا ؟
اذا الحب هو البداية .... والحب في النهاية .... والحب فيما بينهما ..... أليس كذلك ؟؟؟؟
فما حاجة الولد الذي أحب والده من كل قلبه ونفذ أوامره لادراكه حب والده وكرمه اللامحدود .... ما حاجته لتذكر تهديد والده واغلاق عليه دائرة الخوف ما دام حبه وطاعته حررته ؟
ما حاجته وهو مستمتع بالطاعة .... مستمتعا بابتسامة الرضى على وجه أبيه ..... أيحتاج أن يتذكر الخوف من تهديد والده رغم أنه احترم وصدق هذا التهديد حين سمعه ؟
أما الولد ( اللي يخاف وما يختشيش) عندما يهم بعمل الخطأ .... فيتذكر تهديد والده بأشد العقاب وأبشع الصور المخيفة ..... فيجري بعيدا عن الخطر الذي حذره الأب منه .....
وهنا النتيجة .... أن الابن الذي تعود الردع من واقع خوفه من بشاعة العقاب .... ابتعد عن الخطر الذي يأذيه .... وظل متمتعا بالسلامة .....
وعندما كبر ذلك الولد ونضج ..... فهم وعرف أن أباه كان له حكمة من تحذيره من أمور معينة .... لقد حمى الله جهل ذلك الخواف حتى نضج ليفهم الحكمة .....
واذا لم يفهم فانه في مأمن من الهلاك ..... لأن الهلاك في اللعب في سلك الكهرباء المكشوف مثلا كان أرحم منه أن يرتعد الابن خوفا من تصوير الاب له بشاعة العقاب .....
فاذا كان التخويف يناسب أشخاص معينين للابتعاد بهم عن أعظم خطر على حياتهم ..... فان الذي خوفهم أحبهم بالاساس وأحب لهم السلامة الأبدية .....
أمفهوم الان .....
ان من لا يعمل الا بالخوف ..... فاليخاف .... في سبيل المحبة بأن يظل سالما ....
أما من نضج وعمل بحب وفهم واحترام ..... فهنيئا له بالسلامة أيضا.....

وهكذا كان الاسلام شاملا .... والشرع مكتملا للجميع .... لعلم الله بطبائع خلقه المختلفة .... ومن محبته لهم .... أنعم عليهم بما يناسب الجميع لهدايتهم وعدم الوقوع بالهلاك الأبدي .

ولهذا فان الله عندنا هو الرحمن الرحيم .... هو الرؤوف ... هو الحافظ .... هو التواب .... هو الودود ..... هو الوهاب .... هو المجيب .... هو المعز ....
ولهذا هو شديد على من ضيع محبته الواسعه .... فهو المنتقم ....
وحسبنا أنه العدل ..... فالحمدلله أنه العدل .... والعدل بحد ذاته صور من صور الحب .....

فالى كل من قال أن ديننا دين مبني على علاقة خوف بيننا وبين الخالق .....
انه ليس كذلك .....
أنه الحق كما جاء في الحديث القدسي التالي في قول رب العزة جل وعلا :
(اني والانس والجن في نبأ عظيم .
أخلق ويعبد غيري...أرزق ويشكر سواى...
خيري الى العبد نازل ...وشرهم الي صاعد ....
أتودد اليهم برحمتي وأنا الغني عنهم ....
ويتبغضون الي بالمعاصي وهم أفقر ما يكونون الي .....
أهل ذكري أهل مجالستي ...فمن أراد أن يجالسني فليذكرني ....
أهل طاعتي أهل محبتي ...أهل معصيتي لا أقنتهم من رحمتي ....
ان تابوا الي فأنا حسبهم ....
من أتاني منهم تائبا تلقيته من بعيد ....ومن أعرض عني ناديته من قريب....
أقول له : ألك رب سواى ؟ الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد....
والسيئة عندي بمثلها وأعفو .....
وعزتي وجلالي لو استغفروني منها لغفرتها لهم ) .

انها علاقة المحبة التي تحتضننا .....
هي من وراء كل تحذير وتهويل للعقاب .... من واقع محبة ما هو خير لنا للأبد ....
تماما كما هي في تعظيم المكافأة .... وذكر المحبة التي لا تضاهيها محبة .... انها محبة الله لنا ....
فكفاكم يا من تسعون الى تنفيرنا من الاسلام .... لكى نبحث عن حنان المحبة في مكان اخر .....
ان المحبة التي نريد هى محبة الله كما جاءتنا في دين الاسلام الحنيف ..... ليس أعظم منها محبة .....

لذا فمن عبد الله عز وجل خشية منه لأن طبيعته التحرك بدافع الخوف .....
كان في نظري كمثل من مشى في طريق الخطر والضياع ..... فقام المحب له بالتخفي لتخويفه أثناء مسيره ....
ونجح في اشعال الذعر في قلب المتهور المتهاون .... فولى هاربا في الاتجاه المعاكس .....
وكان ذلك الاتجاه المعاكس هو النهاية السعيدة رغم صعوبتها ومشقتها .....
فظل الهارب يركض ويلهث .... وينظر وراءه مذعورا من مجرد التفكير بالرجوع أو حتى التباطؤ في الهرب .....
وعندما وصل النهاية .... نظر الى روعة النهاية ..... فابتسم ابتسامة الراحة والفرح ......
وما كان المحب يقصد التخويف لأجل التخريف ..... بل التخويف من فرط المحبة ليقود الجاهل العاقل الى النجاة ....

ولكن الكلام عن الله هنا مختلف ......
فقد وصف الله نفسه أنه الرحمن الرحيم ...... وهذا ما يأسر النفس ويشعرها بالطمأنينة .....
وأيضا وصف الله عذابه أنه العذاب الأليم ..... وكل من يؤمن بالله فانه يصدق كلام الله وبالتالي لا يتمنى أن يكون المعذب ....
بل يخاف من مجرد التفكير بهول ذلك العذاب ......
ولكن الشمولية تستدعي التفكير العميق ....
عندما حذرنا الله منه ...." بسم الله الرحمن الرحيم (ويحذركم الله نفسه) صدق الله العظيم"
هل كان يريد أن يرى عبده يرتعش جامدا في مكانه .... أم ذلك حثا له لينال رضاء الله ..... وبالتالي مكافأة النعيم ؟
وهناك من يعمل طمعا بالجنة .....
وهناك من يعمل خوفا من النار ......
وهناك من يعمل لأن عقله أقر باستحقاقية الله للاجلال والتقديس فرأى في ذلك سر الوجود وسعادة نفسه ....
وأقر بقلبه استشعاره لمحبة هى أكبر من أى محبة فأحب الله بكل جوارحه ......
ولننظر ....
الطمع بالجنة والخوف من النار والتعلق بمحبة وعقل .... كل ذلك نعمة من الله لكى نفر ونسعى الى الله .....
لأن في ذلك نجاتنا من الهلاك .....
فاذا خر الانسان ساجدا متذللا ..... جاء مخلص العمل لله ..... ومات فلقى ربه .....
فان الله العادل يظهر عظمة محبته .....
حين لا يرجح ميزان عمله الطويل بالخير أمام كفة نعم الله العظيمة والمتعددة .....
يرى الانسان عظمة استحقاق الخالق لأكثر من عمره كله وعمله كله .....
ولايمانه بأن الله عادل فيظن أنه قد هلك .....
ولكن محبة الله تتدخل .... فبرحمة الله ترجح نجاة العبد ..... فيرى محبة الله تتجلى بواسع رحمته .....
وهذا هو الله المحب منذ البدء وفي المنتهى لكل من أقر لله بما يستحق ......


فأشهد أن لا اله الا هو وحده لا شريك له , له الحمد وله الملك وهو على كل شىء قدير .....
وسعت رحمته كل شىء .....



والحمد لله على نعمة الاسلام .... دين الحق الى الأبد ....


مقال من تحليل وتنسيق أخوكم / نجم ثاقب .

نجم ثاقب
03-31-2007, 10:41 PM
احترام وتقدير للأخ مالك مناع .....
فقد قرأت موضوعه الجميل المشابه الذي تناول المحبة والخوف والرجاء في علاقة العبد بربه جل وعلا ....
أشكر أخي مالك على موضوعه .....
ليبقى الحق ملهمنا لنظل نكتب فيه دون ملل لنؤكد عليه .

أطيب الأمنيات للجميع من أخوكم نجم ثاقب .

قرآن الفجر
04-01-2007, 06:21 PM
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
اسمح لي أن أخالفك قليلاً
اشتمل كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم على الخوف والرجاء لينتظم حال المؤمن فلا إفراط ولا تفريط
فلا يكفي الخوف فقط للتعبير عن الحب لأنه إذا ذهب الخوف ذهب الحب !!
الخوف لا يعني الفزع والرعب فقط ، بل يدخل فيه معنى الردع والعفة والكف والتقوى
ندعو الله دوماً "اللهم نرجو رحمتك ونخاف عذابك" فمن أمن العقاب أساء الأدب
الأمر الآخر: نحن لا نفر من الله بل نفر إلى الله وهنا الفرق ، مهما كانت ذنوبنا عظيمة ومهما كان إسرافنا في أمرنا نفر إلى الله بالتوبة ودموع الندم ، نفر إلى الله بطلب العفو والمغفرة ، ندعوه أن يرحمنا ويصلح أحوالنا
ربنا اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا واعفو عنا وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين