المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل نحن مسيرون أم مخيرون ؟



نجم ثاقب
04-01-2007, 12:11 AM
من أجمل ما قيل في هذا .... ( نفر من قدر الله الى قدر الله ) ......

لقد قابلت ملحدا .... وكان هذا الموضوع أهم ما يجعله يرى التدين سخيف في نظره الضيق .
وتمالكني هدوء عجيب .....
ابتسمت في وجهه ..... انها المسؤولية ..... كيف أترجم عظمة ايماني لتسلسل بسيط يقوده الى تلك العظمة ؟
وتابع قائلا عندما رأى ابتسامتي :
اذا كان الله يعلم ما سيحدث وكان مكتوبا علينا أن نفعل ..... فلم يحاسبنا ؟
تابعت ابتسامتي .... وتنهدت تنهد الارتياح والثقة .... وبدأت أقول :

سأبدأ معك بالسؤال التالي يا عزيزي .....
أنت تعيش الان حياة مليئة بالاهتمامات ..... واندرجت لتكون بين أهلك وجماعتك .....
تحرص أن لا يضيع ما تملكه من أشياء أو حبيب أو صديق .... أليس كذلك ؟
قال : نعم ....
قلت : والان .... أتجد الحياة جديرة لتعيشها ضمن ما تستحسن وتحب .... هل حياتك غالية عليك ؟
قال : نعم .....
قلت : أجبني اذا ..... هل كنت قبل ولادتك لتتوقع أنك ستكون في هذه الحياة بين كل ماتراه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أم أنك ولدت وعشت لترى كل ذلك دون أى تخطيط أو توقع منك ؟؟؟؟؟؟
قال : نعم ..... لم يكن لدى أى فكرة أو توقع عن أني سأعيش مجريات هذه الحياة وظروفها ......
قلت : أتدري .... انك الان أيضا ..... في مرحلة لا تشعر يقينا بما ستراه يقينا بعد موتك .....
فان اليقين الذي تراه الان في الدنيا وأنت جزء منه وما كنت قد خططت له أتيت له قصرا لتكون واقعا منه .....
كذلك سوف تولد في يقين اخر ستراه واقعا وأنت جزء منه وتذهب اليه دون تخطيط أو اختيار له ......
قال : ماذا تريد أن تقول .....
قلت : هذا ما أريد أن تفكر به ..... أن الحياة هذه التي تراها يقينا الان وما كان لديك عقلا لتتوقعها قبل ولادتك ....
فالأحرى بك أن تفكر بما أقوله لأنه سيدفعك لامتلاكك العقل أن تتوقع بأن يقين بعد الموت هو المنطق الطبيعي .
قال : ولماذا يحاسبنا الله ما دام قد كتب وعلم بما نصنع قبل وجودنا ؟
قلت : ان الله الذي تتحدث عنه .... ليس كمثله شىء ......
وليس هو كطبيعتك .....
هو خالق المكان والزمان .....
قال : خلق الزمان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!
قلت : نعم ..... أتعتقد أن الزمان واحد ..... ألست أنت شابا متعلما لتدرك أننا نحلم حلما نخاله لحظات طويلة رغم أن أطول حلم لا يستغرق خمس ثوان ؟ أليس يوم الأرض يختلف عن يوم عطارد وغيره من الكواكب .....
ألسنا عندما نرى ضوء نجم فانه من المحتمل أن النجم قد انفجر وانتهى ونحن لانزال نرى نوره ..... لتأخر ضوئه في
الوصول الينا لبعد المسافة .... اذا ماهو ميتا في الواقع نراه بيقيننا حيا وموجودا ......
وذلك الله الخالق لا تستبعد بمن خلق المكان والزمان والموت والحياة أن يكون وجوده لا بداية له ولا نهاية له .....
وبالتالي حكمته وتقديره منذ البدء لأنه البدء ..... وعلمه يبلغ المنتهى لأنه المنتهى .....
فان سألتني من خلق الله .... أختصر لك الجواب دون جدال .... ان الخلق يعني البدء .... فكيف نقول على من ليس
بداية له ولا نهاية أنه مخلوق .....
ولأننا لسنا كطبيعة الخالق فان مدركاتنا من حولنا ضئيلة لتدرك كنه الخالق ....
فحسبنا أن أعظم نعمة من ربنا أنه أعطانا عقل لنستشعر وجوده مما هو حولنا وما في أنفسنا ....
واني اذ أقول لك أني أوافقك بأن الله يعلم ما ستفعله أنت في النهاية وهو الذي كتبه عليك .....
فانه لو حاسبك بأعمالك دون أن تعيش تلك الحياة .... فانك بقصور علمك بالغيب .... وبطبيعة خلقك المحدودة .....
ستقول لله : يا ربي .... أقسم بجلالك الذي أراه وأشهد له الان كما لم أشهد له من قبل .... بأني ما فعلت كذا وكذا .....
وتكون أنت صادقا بقصور طبيعتك وعلمك ..... ولكن علم الله وتقديره السابق أصدق لأنك فعلت قبل أن تفعل ......
ولهذا ..... فان الله الذي هو أعلم بمن خلق ..... والذي هو أعدل من العدل كله .....
أعطى العقل كنعمة كبرى ..... ليحاسب الانسان عليها ..... فبها أعطاه نعمة حرية الاختيار .....
وها أنت الان ..... لديك تلك النعمة ..... وأمامك الحقائق ..... والله يعلم بكل نفس الى أين ستسير .....
وهل هي من أهل النعيم أم الشقاء ..... لذا فان الانسان الظالم الذي يموت ..... يلقى الله الذي كان يعلم مسبقا بمصيره
وكل جزئية في حياته .... عندما يحاسبه ..... تشهد عليه عيونه ويده ولسانه وأعضائه .....
تشهد على من حمل أمانة تسيير هذه الأعضاء بحرية اختياره ......
فلا تملك لا أنت ولا أنا أن نقول لربنا : ما فعلنا كذا وكذا ......
وهنا يطابق الله علمه المسبق بعدله الأعظم بين التسيير والتخيير .......
وينطبق قول الله تعالى على صاحب نعمة العقل بأنه ليس بظالم لعبيده .....
وذلك العدل نفسه الذي رفع الحساب عمن كتب عليه أن يكون مجنونا لا يملك العقل ومنطق الاختيار .....
وهذا دليل على أن المسير بجنونه رفع الله عنه الحساب لأن تسير الله له لم يكن معه نعمة حرية وسلامة العقل بالاختيار.
وهكذا فان من الطبيعي أن ماتراه غريبا كانسان في تفكيرك بذات الله لا يتناسب مع واقع ذات الله ......
ومن هنا تأتي استحقاقية الله بالعبادة والتقديس والاجلال والتوحيد .....
لأنه ليس كمثله شىء ..... ولأنه يملك ذاتا الاهية وليس بشرية .....
ذاتا خلقت الزمان والمكان والانسان .... وجعلتهم يتفاعلون مع بعضهم كما هي سائر المخلوقات ......
أما هو الاله .... الذي فوق كل مكان وزمان ..... أبعد من كل بعيد وأقرب من كل قريب ......
يدرك الأبصار ولا تدركه الأبصار .... متنزه عن كل نقص وعيب .... حى .... قيوم .......
واحد حيث هو من خلق التعدد ..... موجود حيث هو من خلق الوجود .......
خلق البدايات والنهايات ..... وهو فوق البداية والنهاية .....
تأنس النفس المخلوقة في الخضوع والتسليم بحق وجوده ...... لأن منه الحياة واليه المصير ......
هو من قلت فيه أنا :
اللهم أعني واهديني فيم خيرتني لأقود نفسي به الى حيث أريد في حياتي .....
فيارب ... اذا نزعت مني تلك الارادة بموتي ..... فسيرني برحمتك الى ما كنت أتمنى أن أكون مخيرا وقتها لأذهب ....

هو رب مستحق للعبادة ..... كلما فكرت وأطلقت العنان لتدركه ..... عدت غير بالغ منتهاه .... غانما بما رجعت فيه ....
واحد لا شريك له ..... كلما فكرت به .... أحسست بعظمة من أفكر به ......
وأغمضت عيني مستسلما لمحدوديتي أمام عظمة كمال ادراكه ......
وتنفست تنفس الصعداء والراحة ..... حين أسلم له أمري واخلاصي وعبادتي واجلالي .....
فأقول مدركا متعة ما أقول :
أشهد أنك لا اله الا أنت .... مالك الملك ..... فاحفظني يارب في رحمتك ......

وما أذكره أن ذلك الملحد الذي درس معي في نفس جامعتي ..... قد قالها وبالحرف الواحد :
( جيد ..... من قال لك أني لا أحب أن أقتنع لأكون مؤمنا بوجود الله .....) وحينها قاطعنا الأصدقاء الذين أتوا على خلوتنا
يتحدثون بأمور الحياة .... بينما عقلي يفكر بأمر ذلك الملحد ..... وقلبي يدعو له بالهداية الى الحق ......
فانه يبدو سعيدا بأصدقائه وحياته ..... وانه لا يكذب يقين هذه الحياة التي ما خطط لها وتوقعها قبل ولادته .....
فدعوت له أن يدرك أن يقين حياة أخرى قبل أن تباغته ليراه يقينا ويرى نفسه يقينا فيها ....
ويرى الحق يقينا .... ويرى كيف اختار حين كان مخير , ما كان الله يسيره فيه وهو يعطيه نعمة العقل الكبرى ليصبح حرا
في اختياره .... ليحاسبه الله على اختياره .... فلا ظلم من العادل .... فان الاختيار الذي يظلم الغير والنفس وحق الله ....
كفيل به .... لأنه العادل .... حيث لا يحاسب من أرغم على عمل ما ..... ولا من فقد عقله .... انه العادل .....
فقط يحاسب على حرية الاختيار لأنها وحدها التي ستشهد على ما سيره الله راضية غير مظلومة ......


أرجو أن أكون قد وفقت بتوضيح الأمر لمن تلعثم في الاستيضاح ......
ولكل من سأل عن حكم الله ..... فحسبنا ايماننا أنه العادل .... فهل نحن أعدل منه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فيجب أن نعتقد أن مانراه نحن عدلا بأن الله أعدل منا باختياره .... فلا داعي للجدل ....
وأن ما نراه يحتاج الرحمة فان الله أرحم الراحمين ..... وأعدل العادلين .... فاتركوا الأمر لحكم لله .
فلا تقولوا .... أمعقول أن انسانا يفعل كذا وكذا وكذا يقذف الله به في النار ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فاذا قال الله ذلك ..... فانه لن يظلم أحد ..... ولن يترك من يستحق الرحمة الا ليرحمه ......
فدعوا الخلق للخالق .... هو الأعدل وهو الأرحم ..... وواسع الحكمة في حكمه .....
فما نحن بجدلنا بالغين كماله ولا صفاته .... وان ايماننا كفيل بأن نترك الجدل فيه وبحكمه وننشغل بطاعته وحبه واجلاله .


اللهم اهدي القوم الضالين ..... ليشهدوا بأنك المستحق بأن يشهدوا لك .....
بأنك القدوس الواحد العظيم .... عالم الغيب والشهادة ...... وما أروع أن تكرمنا بواسع رحمتك وأنت الحاكم بأمرنا ....
محبة تأتينا من عظمتك ..... وأنت تعلم أننا الفقراء اليك وأنت الغني عنا ..... ولكننا منك خلقنا فكنت الرؤوف بنا ....
الهي ما أعظمك .... ما أرحمك ..... ما أكرمك ..... ليس كمثلك شىء ......
فمن أنا لتدركني عظمتك لولا عدلك ورحمتك وكرمك .......
الحمدلله لأنك ربي ..... ولا اله سواك ..... لك الحكم فينا واليك المصير ....
اللهم أحيني وأمتني على شهادة أن لا اله الا أنت وحدك لا شريك لك ......


وللجميع مني خير ما أدعوه لنفسي بالخير والهداية والثبات على الحق .


في حفظ الله ورعايته أترككم ......




مقال بقلم وتحليل أخوكم المسلم / نجم ثاقب .




(ونظرا لوجود أشخاص اخرين محترمين لهم نفس اسم نجم ثاقب فان رمزي الشخصي هو 28271828212125241110101261113611916 وهي رموز أستطيع تفسيرها وحدي فهي بصمتي)

noor
04-20-2007, 02:05 PM
عندما أراد الله أن يرسل موسى لفرعون تجد كل شىء مأمور: أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) (طـه:39)
وأن أى شىء سيحدث هو بإرادة الله: يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (آل عمران:154)