المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المشرك



عماد
01-26-2005, 03:38 PM
المشرك
الشرك هو اعتقاد وجود شبيه لله تعالى في ذاته او صفاته او افعاله , واعظم عقائد الشرك خطرا تلك التي انحرف أصحابها عن رسالة سماوية كاليهود والنصارى لانه ضلال بعد هدى , أما العقائد الشركية الأخرى فهي في الأصل وثنية لا تؤمن بوجود الله بل تتوقف على الظواهر الطبيعية الموجودة كالشمس والقمر وغيرها ولكنها اضطرت للتسليم بوجود اله من خارج هذه المخلوقات بعد ظهور الرسل فدمجت بين الإيمان باله غير مرئي ووجود آلهة من المخلوقات فزعم اتباعها أن روح الإله حلت في هذه المخلوقات وانهم يعبدونها لتقربهم إلى ذلك الإله . ولقد تحدى الله تعالى امثال هؤلاء المشركين بقـوله :
( ايشركون ما لا يخلق شيئا وهم يخلقون * ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون * وان تدعوهم الى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم انتم صامتون * ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم ان كانوا صادقين * ) سورة الأعراف /191 – 194 .
ويرد على عقائد المشركين عموما ببرهان التمانع المأخوذ من قول الله تعالى : ( لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا ) سورة الأنبياء/ 22 : إذ لو كان للعالم الهان لفسد نظامه غاية الفساد , فان كل اله يطلب مغالبة الآخر والعلو عليه وتفرده دونه بالألوهية إذ الشركة نقص في كمال الألوهية , والإله لا يرضى لنفسه ان يكون الها ناقصا, فان قهر احدهما الآخر كان هو الإله وحده والمقهور ليس بإله وان لم يقهر احدهما الآخر لزم عجزكل منهما ونقصه ولم يكن تام الألوهية فيجب أن يكون فوقهما اله قاهر لهما حاكم عليهما والا ذهب كل منهما بما خلق وطلب كل منهما العلو على الآخر وفي ذلك فساد امر السماوات والأرض ومن فيهما كما هو المعهود من فساد البلد اذا كان فيه ملكان متكافئان وفساد الزوجة اذا كان لها زوجان , واصل فساد العالم انما هو من اختلاف الملوك والخلفاء ولهذا لم يطمع اعداء الاسلام فيه في زمن من الأزمنة إلا في زمن تعدد ملوك المسلمين واختلافهم وانفراد كل منهم ببلاده وطلب بعضهم العلو على بعض , فصلاح السماوات والأرض واستقامتهما وانتظام امر المخلوقات على اتم نظام من اظهر الأدلة على انه لا اله الا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير , وان كل معبود من لدن عرشه الى قرار أرضه باطل إلا وجهه الأعلى قال الله تعالى : ( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله إذا لذهب كل اله بما خلق ولعلى بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون ) سورة المؤمنون /91 , وقال تعالى :( أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون * لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون ) سورة الأنبياء/ 21-22, وقـال تعالى : ( قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا * سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا ) سورة الإسراء / 42 , والمعنى لابتغوا السبيل اليه بالمغالبة والقهر كما يفعل الملوك بعضهم مع بعض او لابتغوا اليه سبيلا بالتقرب اليه وطاعته . فكيف تعبدونهم من دونه وهم لو كانوا الهة كما يقولون لكانوا عبيدا له .
واما عقائد أهل الكتاب لا سيما النصارى فقد ناقشها علماء المسلمين مستنيرين بالقرآن الكريم وهدي العقل السليم من جهتين :
أ. إبطال عقيدة التثليث الشركية بالعقل ب. ابطالها من خلال كتبهم رغم تحريفها .
فمن ناحية العقل يزعم النصارى انهم على ديانة التوحيد ولكن الله تعالى هو اله واحد في ثلاثة اقانيم : اقنوم الآب ( في السماء ) واقنوم الابن ( عيسى عليه السلام ) واقنوم الروح القدس , وهذه الأقانيم كل منها له وجود حقيقي وقد اتحدت مع بعضها اتحادا حقيقيا , ثم يقولون ان الثلاثة هي واحد والواحد ثلاثة , وهذا ينبني عليه الاستحالات التالية :
أ. القول بان الثلاثة ثلث نفسها وان الواحد ثلاثة أضعاف نفسه وهذا مستحيل , فالتثليث إذا غير التوحيد ب. بما ان الاتحاد حقيقي فالله مركب من أجزاء ثلاثة , وكل مركب مفتقر في وجوده الى اجزائه , فالله اذا يكون محتاجا ومفتقرا الى غيره ـ هذا بزعمهم , بينما ثبت لدينا أن المفتقر لغيره يكون محدودا والمحدود محتاج ومفتقر إلى من يحدده , فهل الله محدود ؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا , وغير هذا فان العقل لا يقبل أن يذهب جزء من شيء وبنفس الوقت يبقى يوصف هذا الشيء بالكمال والوحدانية ؟ ان كان عندكم غير هذا فأتوا ببرهان إن كنتم صادقين .
واما كتبهم فإنها مليئة بما يناقض ادعاءاتهم المغلوطة بل انها تناقض بعضها البعض مما يدل دلالة قطعية على بطلان عقيدتهم وما حدث هذا الا بعد تلاعبهم وتحريفهم لكتبهم , اقرأ إن شئت وقل الحق وإلا ــ فماذا بعد الحق إلا الضلال:
القول الأول : ورد في إنجيل يوحنا17/3 قول عيسى عليه السلام في خطاب الله هكذا((وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته)) ونلاحظ من هذا النص أن عيسى عليه السلام بين أن الحياة الأبدية عبارة عن أن يعرف الناس أن الله واحد حقيقي ، وأن عيسى رسوله ، ولم يقل : إن الحياة الأبدية أن يعرفوا أن ذاتك ثلاثة أقانيم ، وأن عيسى إنسان وإله ، أو أن عيسى إله مجسّم.
القول الثاني : ورد في إنجيل مرقس 12/28-34 ((فجاء واحد من الكتبة وسمعهم يتحاورون فلما رأى أنه أجابهم حسناً سأله :أيّة وصية هي أول الكل فأجابه يسوع : إن أول كل الوصايا هي : اسمع يا إسرائيل .الرب إلهنا رب واحد وتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك .. فقال له الكاتب : جيّداً يا معلم بالحق قلت لأن الله واحد وليس له آخر سواه ..... فلما رآه يسوع أنه أجاب بعقل قال له : لست بعيداً عن ملكوت الله )) .
القول الثالث: ورد في إنجيل مرقس 13/32 قول المسيح ((وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بها أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الابن إلا الأب )) وهذا دليل على بطلان التثليث لأن المسيح خصص علم القيامة بالله فقط ، ونفاه عن نفسه كما نفاه عن الآخرين ، وهذا يتعارض مع ما يدعيه المسيحيون من الحلول أو الإنقلاب ، فعلى قولهم كان لا بد أن يعلم الابن ما يعلمه الله ، فظهر أنه ليس إلهاً .
القول الرابع : ورد في إنجيل متى 19/17 ما يقطع ببطلان التثليث وانعدامه من الأساس وهو قول المسيح ((فقال له : لماذا تدعوني صالحاً ليس أحد صالحاً إلا واحداً وهو الله )).
القول الخامس: ومما ينفي ألوهية المسيح رأساً وبخاصة على مذهب القائلين بالحلول أو الانقلاب ما ورد في إنجيل لوقا 23/46 قول المصلوب بزعمهم : ((ونادى يسوعُ بصوت عظيم وقال : يا أبتاه في يديك أستودع روحي ))، وذلك لأن المسيح لو كان إلهاً لما استغاث بإله آخر ، ولامتنع العجز والموت عليه , فالإله الحقيقي هو الذي كان عيسى عليه السلام يستغيث به في هذا الوقت.
القول السادس: ورد في إنجيل يوحنا 14/24 قول المسيح عليه السلام ((والكلام الذي تسمعونه ليس لي بل للآب الذي أرسلني)) ففي هذا القول صرح أنه مرسل من الله لتبليغ كلامه.
القول السابع : ورد في إنجيل متى 23/9-10 قول المسيح في خطاب تلاميذه ((ولا تدعوا لكم أباً على الأرض لأن أباكم واحد الذي في السماوات ولا تدعوا معلّمين لأن معلّمكم واحد المسيح)).فهذا يدلنا على أن الله واحد ، وأن المسيح معلّم.
القول الثامن : كان من عادة المسيح عليه السلام أنه إذا أراد أن يعبر عن نفسه كان يعبر بابن الإنسان ، كما لا يخفى على ناظر الأناجيل المشهورة عندهم الآن ، وظاهر أن ابن الإنسان لا يكون إلا إنساناً.
فهذه شهادة كتبهم عليهم ومن كانت هذه شهادة كتبهم عليهم فباي حق يصح اتباعهم ؟ والحال عند اليهود ارذل مما هو عند النصارى وكلاهما دعواه باطلة وهم وأتباعها من اصحاب النار وبئس المصير . وما أجمل قول الله تبارك وتعالى : ( إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية * إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية * جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه * ) سورة البينة / 6-8 .