المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عثرة قدم بحجر تغير المسار



سيف الكلمة
04-06-2007, 03:31 PM
كتب أحد أعضاء المنتدى .. ولم يشأ ذكر اسمه

عثرة قدم بحجر تغير المسار


كم غرِقتُ في الطموح وتعلقت بالدنيا وسعيت فيها ، اهتممت بالمسرح سنوات ، ثم شغلني عن هواية التمثيل والكتابة للمسرح عملي الذي كنت بحمد الله موفقا فيه. لكنَّ دخل الوظيفةِ كان محدوداَ فعملت بعض الوقت في نجارة الأثاث ، ثم سافرتُ للخارج ووفرتُ بعض المال الذي اشتريتُ به قطعة أرض لتربية الأسماك. فاستغرقت في العمل حتى تركت المطالعة ، وقد كنت من قبلُ أقرأ في كل شيء ولم تكن القراءة في الدين إلا بعض جوانب مطالعاتي ، كنت أقرأ القرآن في عملي كلما توفر لي الوقت ولكن كنت أؤدي الفروض فحسب.


وكان لي زميل نصراني نتحدث في العقيدة معاً من حينٍ إلى حين


ويوماً ما ! لفت نظري في سورة الإسراء آيات تشير إلى نبوءة وردت بالتوراة :
وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا {4} فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً {5} ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا {6} إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا {7} عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا {8}
سألت الزميل النصراني عما لديهم من هذه النبوءة فحدثني عن سفر الرؤيا وتجاهل الحديث عن العهد القديم. تخيلته يسخر منى وهو يحدثني عن نبوءات سفر الرؤيا بعد عهد المسيح ليجيب عن أسئلتي عما أنزل على موسى في الكتاب ، والطامة الكبرى أنني كنت أصدق ما كان يقوله لي ! إلى أن تناقشت مع أخٍ مسلمٍ حول هذا الأمر فبين لي أن هناك فرقاً يقدر من حيث الزمن يقدر بـ : 1300 سنة بين عصر موسى وبين يوحنا الرؤيا.


قررت أن أعرف بنفسي


وكان هذا أول العهد بالكتاب الذي يقدسون .. قرأت الكتاب كاملاً في المرة الأولى ، كان هدفي التعرف على النبوءة لديهم. ثم بدأت استخراج النبوءات في القراءة الثانية ثم الثالثة .. وقرأت بعض تفسيراتهم لبعض الأسفار مثل دانيال وحزقيال والرؤيا وهالني ما فيها من مبالغات وعدم توثيق !! ثم تعرفت على رجل يهتم بشهود يهوة وقرأت بعض كتبهم.


كنت أقرأ القرآن وليس لي علم بتفسيره فبدأت أبحث عن تفسير النبوءة بوعد الآخرة عند ابن كثير والألوسي والقرطبي ، واطلعت على بعض الكتب في علامات الساعة والدجال والمهدي وقرأت التذكرة والفتن والملاحم لابن كثير وقصص الأنبياء لابن عروس وابن كثير ود. النجار وبدأت أقرأ أكثر وأكثر وفق كل احتياج.

بدأت أول دراسة مقارنة في النبوءات بين الإسلام والنصرانية واليهودية متأثرا بدراسة رقمية لبسام جرار عن وعد الآخرة وكانت الملاحظات الرقمية ومؤشراتها ملفتة لنظري إلى حد بعيد .

وبدأت مؤشرات الإعجاز العلمي والطبي والفلكي والتاريخي وغيرها من أوجه الإعجاز تنتشر وكنت أهتم بها ، كان استخدامي للآلة الكاتبة محدوداً في التعامل مع الكي بورد فوفرت جهاز كمبيوتر لكتابة البحوث. ثم دخلت على الشبكة العنكبوتية وتعاملت مع بعض المواقع وأنا أحسب أن لدي بعض العلم لمحاورة النصارى، وبالاحتكاك علمت أنني لا زلت في أول الطريق.


بدأت الحوار مع الملحدين هنا وكنت أعتمد على ثقافتي العامة أكثر من اعتمادي على العلوم الشرعية ، بدأت أحتك بشبهات الملحدين وبشبهات النصارى ولم تعد قضيتي دراسة النبوءات ، ولم يعد يكفيني ما قرأت من تفسيرات في مجالها ، فكم فجّرت الشبهات من قضايا علمتني البحث في بعض علوم القرآن وعلوم الحديث.

راجعت بعض أبحاثي في النبوءات فوجدت أنني لم أوثق حديثا واحدا ولم أكن أفرق بين درجات الحديث. دفعتني الشبهات للبحث عن الردود فكان فضلا من الله عليّ لكي يزداد فهمي ويزداد يقيني فله الحمد والمنة سبحانه وتعالى.

قلت لنفسي لعل الله أراد بي خيرا فمن أراد الله به خيرا يفقهه في الدين ، وكلما عرفت جديدا ازداد يقيني بأنني أجهل الكثير ، وندمت على ما أمضيته من عمر تعلمت فيه ما لم ينفعني.


رؤيا


رأيت منذ زمن بعيد أنني أوجه فيها لكمات لشيطان كلما ضربته سقط ثم يقوم وأضربه فيسقط حتى اختفى بعد آخر لكمة وسقوط ، كانت لكماتي في الرؤيا أقوى من قدرتي المتوقعة على توجيه اللكمات ، وكان إلى جواري رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تقدمت أمامه لأواجه الشيطان ، فلما اختفى الشيطان نظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجده واستيقظت من النوم فعلمت أنها خبر أو رسالة ، تعجبت وقتها من الرؤيا وظننت أنني سأشارك في جهاد وقتال سيأتي وقته ، حتى رزقني الله الجهاد بالكلمة ، وأن يخرج من علمي القليل لكمات مؤثرة على بعض الشياطين ، فهي قوة الحق من عبد ضعيف يعترف بضعفه وقلة علمه.
علمت تعبير رؤياي أو ظننت أنني عرفت ذلك ، هذا إن كنت أحسنت الفهم ، والله أعلم.

خاتمة
كان هذا هو جزء من الرؤيا التي علمت منها أن الأمر كله بيد الله ، وضع قوة في يد ضعيفة لأنها كانت إرادته ، ووضع أمامي من يستفزني ليحفزني لتعديل المسار وطلب العلم
ولأجني بعض ثمار الدعوة لله والفاع عن دين الله لاستمر في طلب المزيد من التعلم.
كما تعرضت لبعض الفشل لأعلم أن الله هو من يهدى إلى سواء السبيل.
هذه قصتي ، وقصة كل من عرفته هنا ومعظمهم أكثر منى علماً وأثراً .. فالفضل كله بيد الله ، يؤتى من يشاء ما يشاء من عطائه .. وأظن أن الله كما استعملنا في الدعوة إليه
استعمل المنكرين في تحفيزنا على طلب المزيد من العلم والمزيد من الحكمة والمزيد من العطاء
وهو عطاء من الله قبل أن يكون عطاء أيّ منا ..
لذلك أحب دائما أن أدعو بهذا الدعاء ..
اللهم ارزقني هداية بعض من قدرت لهم الهداية .. فسبحان الهادي إلى سواء السبيل
والآن يحضرني قوله سبحانه وتعالى :
البقرة (آية:252): "فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ"


كانت هزيمتهم لأعداء الله عطاء من الله ، وكان قتل جالوت عطاء ، وكان المُلك عطاء ، وكانت الحكمة عطاء ، وكان العلم عطاء ، وحتى دفع الله الناس بعضهم ببعض عطاء يتم من خلاله كل هذا العطاء .. فسبحان المعطي ما يشاء لمن يشاء ..
فهدايته لنا عطاء مستلزم للحمد .. فالحمد الله أنا مسلمون ..

قرآن الفجر
04-24-2007, 11:23 PM
جزاك الله خيراً أستاذي الفاضل
من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين‏ ، ومن يصدق الله يصدقه ، ومن يتحر الخير يعطه سبحانه وتعالى
رزقنا الله الهداية والإخلاص في القول والعمل ، وجعلنا من عباده الصالحين ، اللهم آمين