المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على منكـري السنـة النبويـة المشرفـة



muslimah
01-27-2005, 10:42 AM
الرد على منكـري السنـة النبويـة المشرفـة

بسم الله الرحمن الرحيم
جاء في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم :-
- "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، لا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه، ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي، ولا كل ذي ناب من السبع، ولا لقطة معاهد، إلا أن يستغني عنها صاحبها، ومن نزل بقوم فعليهم أن يُقروه، فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه"
- " ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته، فيقول : بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه حلالا استحللناه، وما وجدنا فيه حراما حرمناه، وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله"
- "لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته، يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه، فيقول : لا أدرى ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه"
وفي هذا تحذير من الرسول - صلى الله عليه وسلم - بشكل مباشر من محاولة الاستقلال بالحكم الشرعي في السنة عن القرآن الكريم.
وهذا الحديث من معجزاته- صلى الله عليه وسلم -لأنه صور بدقة بالغة ما يردده من يتسمون بالقرآنيين من إنكار للسنة النبوية المشرفة.
كما وتنبأ أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بذلك حيث ورد في صحيح البخاري :-
- " قال عمر : لقد خشيت أن يطول بالناس زمان، حتى يقول قائل : لا نجد الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله، ألا وإن الرجم حق على من زنى وقد أحصن، إذا قامت البينة، أو كان الحمل أو الاعتراف - قال سفيان : كذا حفظت - ألا وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده."
- أن عمر – يعني ابن الخطاب – رضي الله عنه خطب فقال : إن الله بعث محمدا بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان فيما أنزل عليه : آية الرجم، فقرأناها ووعيناها، ورجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا من بعده، وإني خشيت إن طال بالناس الزمان أن يقول قائل : ما نجد آية الرجم في كتاب الله، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله تعالى؛ فالرجم حق على من زنى من الرجال والنساء إذا كان محصنا، إذا قامت البينة، أو كان حمل، أو اعتراف، وأيم الله!لولا أن يقول الناس : زاد عمر في كتاب الله عز وجل، لكتبتها"
الجملة الأخيرة حجة على من يدعون أن أحداً غيَّر شيئاً في القرآن الكريم عما كان عليه عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

من الغريب أن القرآنيين بإنكارهم للسنة النبوية المشرفة ينكرون القرآن الكريم ، وعندما سُئل أحدهم عن ذلك أجاب بأن الله قد تكفل بحفظ القرآن الكريم في قوله سبحانه )إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9) بينما لا نجد دليلاً على أنه تعهد بحفظ السنة النبوية المشرفة .

وهذا منطق أقل ما يقال عنه أنه أعوج فإن القرآن الكريم وصلنا بنفس الطريقة التي وصلنا بها القرآن الكريم أي عن طريق أصحاب رسول الله رضوان الله عليهم وذلك نقلاً مباشراً عنه صلى الله عليه وسلم، فكيف يصدقونه وينكرون السنة والله عز وجل يقول في سورة النحل: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ وقال فيها أيضا وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ فكيف يكِلُ الله سبحانه إلى رسوله تبيين المنزل إليهم وسنته لا وجود لها أو لا حجة فيها ؟؟؟

لقد حفظ أصحاب رسول الله سنته عليه الصلاة والسلام القولية والفعلية، وبلغوها مَن بعدهم من التابعين، ثم بلغها التابعون مَن بعدهم، وهكذا نقلها العلماء الثقات جيلا بعد جيل، وقرنا بعد قرن، وجمعوها في كتبهم وأوضحوا صحيحها من سقيمها، ووضعوا لمعرفة ذلك قوانين وضوابط معلومة بينهم يعلم بها صحيح السنة من ضعيفها، وقد تداول أهل العلم كتب السنة من الصحيحين وغيرهما، وحفظوها حفظا تاما، كما حفظ الله كتابه العزيز من عبث العابثين، وإلحاد الملحدين، وتحريف المبطلين، تحقيقا لما دل عليه قوله سبحانه: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ولا شك أن سنة رسول الله وحي منزل، فقد حفظها الله كما حفظ كتابه، وقيض الله لها علماء نقادا ينفون عنها تحريف المبطلين، وتأويل الجاهلين، ويذبون عنها كل ما ألصقه بها الجاهلون والكذابون والملحدون؛ لأن الله سبحانه جعلها تفسيراً لكتابه الكريم، وبيانا لما أجمل فيه من الأحكام، وضمنها أحكاما أخرى، لم ينص عليها الكتاب العزيز وقد وُجد في دار الوثائق المصرية نسخة تعود إلى عهده صلى الله عليه وسلم وقد دُونت عليها الأحاديث الشريفة.


في القرآن الكريم آيات عديدة تنص على وجوب طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وبذلك فهي تؤكد أهمية السنة المطهرة ومنها قوله تعالى :-

1- )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء:59) الرد إلى الله هو الرد إلى كتابه، والرد إلى الرسول هو الرد إلى سنته.
2- )وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (المائدة:92) البلاغ المبين هو تفسير القرآن الكريم وتوضيح الشريعة

3- كما أن الله تعالى بين أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم طاعةٌ لله عز وجل في قوله تعالى )مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) (النساء:80) كيف يمكن طاعته وردُّ ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله إذا كانت سنته لا يحتج بها، أو كانت كلها غير محفوظة، وعلى هذا القول يكون الله قد أحال عباده إلى شيء لا وجود له، وهذا من أبطل الباطل، ومن أعظم الكفر بالله وسوء الظن به.
4- كما أنه سبحانه أمر المسلمين أن يأتمروا بأمر رسول الله ، وينتهوا بنهيه ، في قوله سبحانه ) وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(الحشر: من الآية7)
5- وآيات أخرى كثيرة تدل على وجوب طاعته صلى الله عليه وسلم ، ورد الأمر إليه ، منها قوله تعالى )وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (النور:56)
6- وقوله جل شأنه )فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65) كيف يحكم الرسول بينهم بدون سنته؟
7- وقوله سبحانه )وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) (الأحزاب:36) أي أن قضاء الله وقضاء رسوله واجبين على المسلمين.
8- قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أي : عن أمر رسول الله ، وهو سبيله ومنهاجه وطريقته، وسنته وشريعته، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله، فما وافق ذلك قُبل، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله كائنا من كان، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن رسول الله أنه قال " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد “ أي: فليخش وليحذر من خالف شريعة الرسول باطنا وظاهرا: أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ، أي: في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ، أي: في الدنيا بقتل أو حد أو حبس أو نحو ذلك.
9- هذا بالإضافة إلى الآيات الكريمة التي قرن الله فيها الحكمة مع الكتاب، كقوله تعالى )ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً) (الاسراء:39)
) وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً)(النساء: من الآية113)
) وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ واعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)(البقرة: من الآية231)
فقد ذهب كثير من أهل العلم إلى أن المقصود بالحكمة هو السنة النبوية فمن المستحيل أن يكون القرآن الكريم هو المقصود بالحكمة في الآيات فحرف العطف لا يكون بين الشيء ونفسه وغير ذلك من الآيات التي من فتنة هؤلاء المتكئين على الأريكة الذين يدّعون أنهم "قرآنيون".. ولا هم قرآنيون ولا سنيون، بل قوم متناقضون، وآية هذا أننا ما عرفنا القرآن الكريم إلاّ عن طريق رسول الله ولا يكتمل الإيمان بالقرآن الكريم إلا بالإيمان بالسنة النبوية الشريفة.
السنة المشرفة تعادل القرآن الكريم في أهميتها القصوى لهذا الدين ولو استبعدنا السنة النبوية واقتصرنا على القرآن الكريم فسوف ينهدم نصف هذا الدين أو أكثر منه فعلم التفسير والفقه والتوحيد والحديث وأحكاما تشريعية وتكاليف تفوق الحصر لم تثبت إلا عن طريق السنة النبوية وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الحقيقة فقال )ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه( والمراد بالمثل الذي أوتيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى جوار القرآن الكريم في هذا الحديث هو السنة النبوية وسأتناول باختصار بعضاً من مواضع حاجتنا لها وأبدأها بأركان الإسلام :-

1- الشهادتان وهما شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. كيف يصح زعم القرآنيون باستبعاد السنة المشرفة رغم اقتران شهادة ألا إله إلا الله بشهادة أن محمداً رسول الله؟ من المعروف أن للشهادتين لوازم ومقتضيات ولا يُحقق أي منهما بدونها فهل الاعتراف بكون محمد صلى الله عليه وسلم نبياً فقط يكفي ؟ وأين نجد في القرآن الكريم أنواع الشرك ومبطلات التوحيد ؟ ألا يدعو القرآنيون بزعمهم عدم مشروعية السنة إلى تجريده صلى الله عليه وسلم من كل فضل؟
2- (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ)(البقرة: من الآية43)
السنة المشرفة تفصل المُجمل فالذي جاء في القرآن الكريم هو الأمر بالصلوات والصلاة الوسطى فقط ،أما أحكام الصلاة بدءا من تكبيرة الإحرام وانتهاء بالتسليم ، وكذلك أوقاتها... وشروطها ...وفرائضها... وسننها ...وصلاة الجماعة والإمامة فيها... ومستحبات الصلاة... ومكروهاتها ...وصلاة أهل الأعذار... وصلاة من فاته الدخول مع الإمام... والسهو فيها... والنوم عنها ...وصلاة التطوع ...والعيدين... وأوقات النهي عن الصلاة فلم يرد عنها في القرآن الكريم شيء ، ولولا السنة لم نعرف تلك الأمور ولم نعرف أن الظهر والعصر والعشاء أربع، والمغرب ثلاث، والفجر ركعتان، ،فكل ذلك لا نجده في القرآن الكريم لا على سبيل الإجمال ولا التفصيل ، وإنما تكفلت ببيانه السنة الصحيحة.

3- ( وَآتُوا الزَّكَاةَ )(البقرة: من الآية43)
وهنا أيضاً تأتي السنة المشرفة لتفصل المجمل فلا نجد في كتاب الله تفاصيل الزكاة من نصاب ...وزمن.... وكمية... ومستحِق.... وحكم منعها.... وعلى من تجب... وفيم تجب .
إن إنكار السنة يعني تعطيل ركن من أركان الاسلام وتعطيلاً للقرآن الكريم
جاء في الصحيحين عن أبي هريرة قال: لما توفي رسول الله وارتد من ارتد من العرب، قال أبو بكر الصديق والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فقال له عمر كيف تقاتلهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإن قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها” فقال أبو بكر الصديق أليست الزكاة من حقها؟ والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلتهم على منعها فقال عمر فما هو إلا أن عرفت أن الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق وقد تابعه الصحابة رضي الله عنهم على ذلك، فقاتلوا أهل الردة حتى ردوهم إلى الإسلام، وقتلوا من أصر على ردته، وفي هذه القصة أوضح دليل على تعظيم السنة، ووجوب العمل بها
4- (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ )(البقرة: من الآية183)
مرة أخرى تفصل السنة المشرفة المجمل فكيف لنا بدونها معرفة وقت بدء الشهر الفضيل ... وانتهائه.... وبدء الصوم.... وآدابه... وصيام أهل الأعذار... ومبطلات الصيام... ومباحاته... وصيام التطوع ...وأيام النهي عن الصيام ....وقضاؤه ؟؟؟
5- (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ)(البقرة: من الآية196)
الحج آخر ركن من أركان الإسلام فأين نجد في القرآن الكريم شروطه..وحكم من مات ولم يؤده...والمواقيت...والإحرام وأنواعه وآدابه ومحظوراته وما على من اقترف شيئاً من المحظورات...والطواف وسننه وشروطه؟
وأين نجد في القرآن الكريم ما يتعلق بالسعي ...وبمنى ...وعرفة...والمزدلفة ورمي الجمرات...والنحر ووقته وغير ذلك الكثير مما يتعلق بالحج؟
لقد وصلتنا الإجابات والتعليمات عن كل ما يتعلق بالحج مباشرة من نبينا الكريم فقد حج عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم حجة الوداع في السنة العاشرة من الهجرة وقال للمسلمين "خذوا عني مناسككم"
6- يقول الله عز وجل في كتابه الكريم )الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) (النور:2) وفي الآية الكريمة تعميم لمقترفي فاحشة الزنا فهي تتكلم عن جميع الزناة نساء ورجالاً..متزوجين وغير متزوجين..إماء وحرائر . فوضحت لنا السنة المشرفة الفرق بين نوع إقامة الحد على كل منهم.
7- من أوجه البيان تفسير المبهم وقد أُبهم على الصحابة رضوان الله عليهم فهم معنى كلمة "ظلم" في الآية الكريمة )الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) (الأنعام:82) فاعتقدوا أنها تعني ما يتداوله الناس وهو ظلم البعض لغيره فقالوا لنبي الله " ومن منا لم يظلم أحداً؟" فأجابهم عليه الصلاة والسلام أن المقصود بالظلم في هذا الموضوع هو الشرك وذلك بناء على قوله جل وعلا ) إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)(لقمان: من الآية13)
8- السنة النبوية المشرفة ترفع المشكل فإن للفظ الواحد أكثر من معنى وبناء عليه فإننا لو تركنا السنة المشرفة لتعددت الأحكام . يقول الله عز وجل في كتابه الكريم )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ )(الأحزاب: من الآية49) معنى النكاح هنا عقد القران
ويقول جل وعلا )فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَه)(البقرة: من الآية230) والمعنى هنا الوطء . وبدون السنة المشرفة لا نعرف أن الطلاق في المرة الثالثة يُحرم الزوجة على زوجها قبل أن تتزوج بغير زواجاً كاملاً يليه طلاق.
9- السنة المشرفة تقيد المطلق فالله عز وجل يقول )وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (المائدة:38)
تُطلق كلمة اليد على الجزء من الجسم من أطراف الأصابع إلى المنكبين..ومن أطراف الأصابع إلى المرفقين..ومن أطراف الأصابع إلى الرسغين، فما هو الجزء الذي يأمر الله بقطعه كحد لجريمة السرقة ؟ وهل هي اليد اليمنى أم اليسرى؟
10- أين نجد في القرآن الكريم أنواع الماء وما يصلح منها للتطهر ...والطهارة... وبم تتم وعلى أي شيء تجب؟؟؟
تـــم بحمــــد الله وجزى الله نبينا الكريم وصحابته الكرام خير الجزاء على أن أورثونا هذا الكنز العظيم

وصّلِّ اللهم وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين

والحمد لله على نعمة الإسلام

nobleness
01-27-2005, 02:01 PM
الأخت مسلمة،

إذا كان القرآن كلملاً غير ناقص، وصُرف فيه من كل مثل، ولم يفرط فيه، فلماذا يعتمد على السنة كل هذا الاعتماد ولا يستغني عنها؟؟ وصار القرآنيون مخطئين؟؟

هناك الكثيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــر من الأمور غير موجودة فيه ومن أنكرها فهو باطل، بمعنى أن القرآن غير كاف..

وشكرًا..

حازم
01-27-2005, 05:29 PM
الاستاذ nobleness

انقل اليك هذا الرد لعله يجيب تساؤلاتك من كتاب عندى للرد على شبهات منكرى السنة

فإن الأمة مجمعة على أن القرآن العظيم قد اشتمل الدين مجملاً في كثير من جوانبه وأحكامه، ومفصلاً في جوانب أخرى، وقد جاءت السنة النبوية المطهرة فبينت المجمل وفصلته، والنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبين ويفصل إنما ينفذ أمر الله - تعالى - ويؤدي ما وكله الله - تعالى - إليه من بيان القرآن المنزل على الخلق، تطبيقاً واستجابة لأمر الله - عز وجل - في قوله : وأنـزلنا إليــك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون (النحل:44 ).
فالقرآن المجيد قد اشتمل على قضايا الدين، وأصول الأحكام الشرعية، أما تفاصيل الشريعة وجزئياتها فقد فصل بعضها وأجمل جمهرتها، وإنما جاء المجمل في القرآن بناء على حكمة الله - عز وجل - التي اقتضت أن يتولى رسوله - صلى الله عليه وسلم - تفصيل ذلك المجمل وبيانه .. وهذا هو ما قام عليه واقع الإسلام، وأجمعت عليه أمته، ومن ثم فلا وزن لمن يقول بغير ذلك أو يعارضه، لأن معارضته مغالطة واضحة وبهتان عظيم، وإذا كان أصحاب هذه الشبهة يزعمون أن القرآن المجيد قد فصل كل شيء، وبين كل صغيرة وكبيرة في الدين ؛ فلنحتكم وإياهم إلى عماد الدين الصلاة ؛ أين في القرآن الكريم عدد الصلوات، ووقت كل صلاة ابتداء وانتهاء، وعدد ركعات كل صلاة، والسجدات في كل ركعة، وهيئاتها، وأركانها، وما يقرأ فيها، وواجباتها، وسننها، ونواقضها، إلى غير ذلك من أحكام لا يمكن أن تقام الصلاة بدونها؟


ولعل من حكمة الله - سبحانه - في ترك التفاصيل والبيان لرسوله - صلى الله عليه وسلم – ؛ أن تفصيل الأحكام وبيان جزئياتها، وتوضيح دقائقها، إنما يكون بالطريق العملي أولى وأجدى، ولو أن الأحكام فصلت قولاً نظرياً، لما استغنت عن بيان عملي واقعي.
ولعله من الحكمة وراء ذلك - أيضا - بيان ما لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من منزلة سامية لا يشاركه فيها غيره، ومكانة رفيعة عالية لا يرقى إليها سواه، وذلك بإسناد الله - تعالى - تفصيل الأحكام وبيانها إليه - صلى الله عليه وسلم -، إذ لو كان كل شيء مفصلا مبينا لكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل غيره من الناس مطبقاً لما هو قائم فعلاً، لكن الله - عز وجل - اختصه - صلى الله عليه وسلم - بتفصيل الأحكام وبيان مجمل القرآن تكريماً لشأنه وإعلاء لمنزلته، وليس ذلك أمراً قائماً بذاته، بل هو مبني على ما سبق أن بيناه من حِكَم .

فإن عمدتهم – منكرى السنة - في الاستدلال على ما ذهبوا إليه هو قول الله - عز وجل:  ما فرطنا في الكتاب من شيء  ( الأنعام:38)، مدعين أن هذه الآية تعني أن الكتاب الكريم قد احتوى تفصيل كل صغيرة وكبيرة وبيانها، ومن ثم فلا حاجة إلى السنة التي تبينه وتفصله، وقد ذهب جمهور المفسرين إلى أن المراد بالكتاب في الآية الكريمة، إنما هو اللوح المحفوظ، وليس القرآن الكريم، وسياق الآية كاملة يرجح هذا، فالآية الكريمة كاملة :  وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم. ما فرطنا في الكتاب من شيء. ثم إلى ربهم يحشرون (الانعام:38) فالآية تتحدث عن عظيــم علــم الله - تعالى -، وإحاطته بكل شيء في الوجود من دواب وطيور وغيرها، وقد شمل علم الله - سبحانه - كل شيء، وقدر ما يقع لكل منها، ثم إليـــه يحشــر الكــل. وذلك كقوله - تعالى:  ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها. إن ذلك على الله يسير (الحديد:22). فالكتاب الذي احتوى كل شيء كان أو كائن أو يكون إنما هو اللوح المحفوظ - وعلى تفسير الكتاب بأنه القرآن الكريم، فقد قال المفسرون أن معنى الآية إن الله - تعالى - قد ضمن القرآن الكريم كل ما يحتاج إليه المكلفون من أوامر ونواه، وعقائد وشرائع، وبشارة ونذارة .. إلى غير ذلك، وليس معنى ذلك أنه لا يحتاج إلى السنة المبينة له، فهو وحي، والسنة وحي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، وقد قال عنه ربه - سبحانه - : وما ينطق عن الهوى.إن هو إلا وحي يوحى ( النجم:3-4). فالله - سبحانه - الذي ضمن القرآن العظيم قضايا الدين وأصول الأحكام مجملة، هو - سبحانه - الذي وجه الناس وأرشدهم إلى الطريق الذي يحصلون منه على تفصيل ذلك المجمل وبيانه، وقد جاء التوجيه في القرآن نفسه فقد قال الله - عز وجل - :  يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم  ( محمد:33) ، وقال -تبارك وتعالى-:  وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا  ( الحشر:7). وغير ذلك آيات كثيرة تأمر المؤمنين بطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والأخذ عنه .. وبذلك يتضح معنى الآية الكريمة :  ما فرطنا في الكتاب من شيء ، وأن الكتاب لو فسر بأنه القرآن، فإن الله - تعالى - قد ضمنه كل شيء يحتاج إليه المكلف، فما كان فيه من تفصيل كفى، وما كان فيه من إجمال، فقد وجه القرآن المؤمنين إلى الطريق الذي يجدون فيه تفصيل ذلك المجمل، وهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبذلك يكون القرآن المجيد قد اشتمل كل شيء، وصدق الله العظيم القائل :  ما فرطنا في الكتاب من شيء .

nobleness
01-27-2005, 07:31 PM
الاستذا الفاضل حازم،
أشكرك على إجابتك، لكن ألا ترى أن الشرح يتطرق دائمًا إلى الأمور الشرعية فقط؟؟؟ حتى الآيات الآمرة باتباع الرسول، تجد أنها تتحدث عن الشريعة.أتفق معك أن السنة تفصل القرآن في الشرع، وهذا لا يعيب القرآن بشيء،
لكن إن قال لك قائل: أنا لا أؤمن بالدجال وهذا خرافة و و و..... وقال لك لم يرد في القرآن، فماذا ستجيبه؟
إن وصفته بالخطأ، فهذا فعلاً يدل على أن القرآن ليس كاملاً،

وشكرًا..

حسام الدين حامد
01-27-2005, 10:46 PM
الأستاذ nobleness
الإجابة سهلة و ميسورة :
نقول له الدليل علي الدجال في القرآن الكريم ،
أمرنا تعالي في نحو أربعين موضعًا بطاعة الرسول صلي الله عليه و سلم :
قال تعالي ( مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً )
و قال تعالي ( لَا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضاً قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذاً فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
و قال تعالي ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً )
و أمرنا تعالي باتباع سنته فقال في دعاء الخليل عليه السلام :
( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ)
و قال تعالي ( لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ )
و قال تعالي لزوجات النبي صلي الله عليه و سلم :
( وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً )
قال العلماء : و في هذا دليل علي أن الحكمة هي " السنة " .

فنذهب بعد ذلك للسنة النبوية فنجد فيها حل النزاع في شأن الدجال و هل هو خرافة أم لا مستندين إلي قوله تعالي :
( فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )

فيكون جوابنا - الآخذين بالسنة أعني - لمن قال إن الدجال خرافة كما سبق ، فضلًا عن أنني لن أمررها إلا بعد أن أطالبه بتعريف الخرافة :)

أبو مريم
01-27-2005, 10:58 PM
أعتقد أن المشكلة لدى الزميل نوبلس تتمثل فى مفهوم الكمال الذى يفترض هو أن يتصف به القرآن الكريم كشرط من شروط الإعجاز فهل يستطيع أن يحدد لنا هذا المفهوم .

muslimah
01-28-2005, 10:21 AM
هل قرأت الموضوع جيداً يا نوبلنس؟