المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفحة من الصفحات ( الأمانة والتكليف )



السعيد شويل
04-27-2007, 09:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

*******

صفحة من صفحات رسالة الهدى ودين الحق

( الأمانة والتكليف )

إذا ما وصل الإنسان ( أى إنسان ) فى أى زمان أو مكان

إلى سن التكليف ( البلوغ للصبى والمحيض للأنثى )

وكان عاقلا مختارا بلغته رسالة الإسلام

فقد وجب عليه القيام بما أمر الله به 00 والإمتناع عما نهى الله عنه

****

والأمر أو النهى لا يكون إلا من خلال

كتاب الله الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

طالما قد ورد بهما نص ( فعلا أوتركا 0 تحريما أو وجوبا )

فالتكليف لا يطلق إلا على التحريم أو الوجوب

لأجل الحمل على الفعل أو الترك خوفا من العقاب

أما ما عداهما فالمكلف فى سعة لعدم المؤاخذة

يقول الله جل علاه

( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً )

أما ما لم يرد به نص

فى أى مسألة من المسائل أو فى أى واقعة من الوقائع قد تجد فى حياة البشر فإن الأمر يحتاج إلى بيان حكم الله فيها وبيان هذا الحكم

لا يكون إلا بالإستنباط والإستنباط

لا يكون إلا بالتفقه فى الدين

يقول رب العالمين

( فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُم إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)

***

يقول الإمام الشافعى فى الرسالة

( ليس لأحد أبدا أن يقول فى شىء حل أو حرم إلا من جهة العلم به وجهة العلم به هى الخبر فى الكتاب والسنة والإجماع والقياس

فالعلم إتباع وإستنباط

إتباع لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الأمر والنهى

واستنباط منهما بالإجتهاد والقياس

فالكتاب : كتاب الله المبين

قال عنه رب العالمين

(لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)

والسنة : سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

لم تكن لتخالف كتاب الله

فما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة قط إلا ولها أصل فى كتاب الله

أوجاءته بها رسالة الله فأثبتت سنته بفرض الله

فكل ماسن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ليس لله فيه حكم فبحكم الله سنه

ولذا فإن من اتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكتاب الله تبعها

فليس هناك خبرا ألزمه الله جل علاه لخلقه إلا كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم

أما الإجماع :

فلا يكون إلا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنهم

فهم لايجتمعون على خلاف ما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم

فهم خيار المسلمين وخلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أمته والمفسرون لسنته ولا يجتمعون على خطأ فمثلهم لايتفقون على حكم من غير دليل ثابت)

وهنا

إياك أن تجعل أيا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنهم عرضة للقدح لأنهم خيار الأمة

فإنك إن جعلتهم ذلك فمن ذا الذى إذن يختص بالعدالة

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم


(أصحابى كالنجوم بأيهم إقتديتم إهتديتم )

ويقول الله جل علاه


(وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)

فإياك إياك

أن تتعرض لأيا منهم بسوء أو تشوش قلبك بالريب فى أحد منهم فهم أولى الناس فى العدل والحق

ومااختلفوا فى أقوال أو أفعال إلا عن بينة بل وما قاتلوا أو قتلوا إلا فى سبيل إظهار دين الله وجهاد فى سبيله جل علاه

( وأما الإستنباط :

فهو استنباط بالإجتهاد من الكتاب والسنة والقياس والإجماع

والإجتهاد والقياس إسمان لمعنى واحد

فهما يطلبان الخبر فى الكتاب والسنة والإجماع

فالأخبار التى تقاس هى

أى نازلة أو مسألة ليس فيها نص حكم فلا يحل القياس لأى مسألة والخبر أخبر بها (كعدم جواز التيمم عند وجود الماء )

والذى يقيس يجتهد فى طلب إصابة الحق

فما أصاب هو حق فى الظاهر عنده ولايعلم الغيب إلا الله جل علاه )

*****

واعلم

أنه لايقيس إلا من له الآلة التى له القياس بها

حتى لايخرج الأمر عن الخبر والقياس إلى الرأى والهوى

والآلة هى :

أنه يجب على جميع القائسين أوالمجتهدين

أن يكونوا لله متقين ولكتاب الله وعلومه وآياته وتفسيراته متفقهين

ومتأسين بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم

عالمين بسيرته ومغازيه و عالمين بأقواله وأفعاله وتقريراته

وأن يكونوا للغة العربية وجميع قواعدها وفنونها دارسين

و للفقه وأصوله وقواعده متعمقين

ولقصص الأنبياء والمرسلين و أحوال الأمم السابقين معتبرين

وبمناهج الصحابة والتابعين و مناهج الأئمة السابقين ملمين

وعليهم أن يبلغوا غاية جهدهم وجهدهم

****

يقول ابن خلدون فى المقدمة

( لابد أن يكون المجتهد فكره ثاقب وقانت زاهد وجامع للعلوم دارس للقواعد )

*******

ويقول الإمام الشافعى فى الرسالة

( لايعجل بالقول حتى يجد الإنصاف من نفسه أى يعرف من أين قال ما يقول ومن أين ترك مايترك )

******

ويقول الإمام الغزالى فى الإحياء

(الأصل فى أى إستدلال للمستجدات أو للحوادث المتعاقبة

وإن لم يندرج تحت النقل الكلى صراحة إلا أنه يستند إلى الكتاب والسنة

لأن جميع العلوم موجودة فيهما بالقوة لا بالتصريح

فأبواب العلم والحكمة فيهما لا تحصى ولا تستقصى

ومن أراد السبيل إلى استقصائهما لن يبلغ إلى ذلك وصولا

ومن رام الوصول إلى إحصائهما لن يجد إلى ذلك سبيلا

فقد قال سبحانه وتعالى


( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً )

***

لذا على جمبع المجتهدين

أن يزنوا بالميزان المستقيم فيما به يفتون ليقضون حتى لا يدخلوا فى الدين ما ليس فيه

فهم يحكمون ويقضون بما حكم وقضى به الله جل علاه

ويقولون بما قال به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

يقول الله جل علاه

( َأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ )


) وَضَعَ الْمِيزَانَ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ)

******

لذا عليك

إذا ما ارتدت فى علم الله أفقا أوجبت فيه بحرا :

لا تكن مختل الآلة فى باب البحث أوفى وجه الفحص

ولا تكن حائد النظر فى الدلالات أو بعيد الفهم عن مافى الكتاب من آيات

ولا تستكن حتى تبلغ غاية جهدك وجهدك وتصل إلى نهاية فكرك ووسعك

وعلى حسب ما أوتيت من العلم والفضل وما أوتيت من الكمال والعقل

سيقع لك الهداية و البيان

فإن حرمت الوصول 00 فبسبب تضييعك للأصول

لأن هناك أصول وقواعد فى الدين لكشف ما فيه من أغوار وكشف ما يحويه من أسرار

يقول الله جل علاه

(َ أَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَان َ)

يقول سبحانه وتعالى

)َ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نور)


والسلام عليكم ورحمة الله

فخر الدين المناظر
04-28-2007, 05:35 AM
أولا أهلا بك أخي الفاضل ..

ثانيا:


أما الإجماع :

فلا يكون إلا من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنهم


الصحابة عدول رضي الله عنهم وهم خير الناس بعد الأنبياء عليهم السلام وأفقههم ،، ولكن اختزال الإجماع في إجماع الصحابة فقط بدون الإلتفات إلى إجماع العلماء في عصور ما بعد الصحابة أمرٌ لا أراه صوابا ...

فالإجماع في اصطلاح الأصوليين هو اتفاق المجتهدين من أمة محمد ( ص ) بعد وفاته في عصر من العصور على حكم شرعي في واقعة ليس لها حكم في الكتاب والسنة.
فإمكانية وقوع الإجماع في أي عصر من العصور أمر وارد إذا توفرت أركانه.

والإجماع مستمد أصلا من نظام الشورى الذي أمر الإسلام به أولي الأمر قائلا : { وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ }

إضافة إلى أدلة كثيرة يستنتج منها أن المقصود من الإجماع هو إجماع العلماء وأهل الحل والعقد في الأمة.

{ وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ ٱلأَمْنِ أَوِ ٱلْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُوْلِي ٱلأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ }

وقد عرف الحكم الإسلامي عبر العصور وبالأندلس أيضا نظام الشورى حيث كانت مهمة أفراد هذا المجلس هو النظر في الأحكام الشرعية للوقائع المستجدة المعروضة عليه...
وكما وقع الإجماع في عصور سابقة فإنه يمكن أن يقع في عصرنا هذا وفي أي عصر من العصور ،، قال الآمدي في الإحكام في أصول الأحكام : "وذهب كثير من القائلين بالإجماع إلى أن الإجماع المحتج به غير مختص بإجماع الصحابة بل إجماع أهل كل عصر حجة"

فمثلا انعقاد الإجماع في عصرنا هذا من طرف كل أهل العلم من مختلف البلدان الإسلامية على رأي، ملزم للأمة الإسلامية بسائرها ...

ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون هناك إجماع على ضلالة فالأمة معصومة من الوقوع فيها فالرسول ( ص ) قال : "لا تجتمع أمتي على ضلالة".

وهذا كان باختصار وإلا فالكلام طويل وذو شجون ،، وحسبك من القلادة ما يلف العنق.

جزاكم الله خيرا...