المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاحتباس الحراري سيقضي على التكنلوجيا يوما ما و شرارة حروب مستقبليه



سبع البوادي
05-14-2007, 03:47 AM
الفساد البيئي

عقد علماء البيئة اجتماعاً في فرنسا (مؤتمر باريس 2 فبراير 2007)، وخرجوا بثلاث نتائج اتفق عليها أكثر من 500 عالم من مختلف دول العالم:
1- لقد بدأت نسب التلوث تتجاوز حدوداً لم يسبق لها مثيل من قبل في تاريخ البشرية، وهذا يؤدي إلى إفساد البيئة في البر والبحر. ففي البر هنالك فساد في التربة، وفساد في المياه الجوفية وتلوثها، وفساد في النباتات ، حيث اختل التوازن النباتي على اليابسة.
وفي البحر بدأت الكتل الجليدية بالذوبان بسبب ارتفاع حرارة الجوّ، وبدأت الكائنات البحرية بالتضرر نتيجة ذلك. إذن هنالك فساد في البيئة وهذا ما عبَّر عنه أحد العلماء، يقول الدكتور جفري شانتون أحد علماء البيئة في جامعة فلوريدا:
carbon dioxide (CO2), has increased in the atmosphere and now threatens to spoil our nest.
إن غاز الكربون ازداد في الغلاف الجوي بشكل أصبح ينذر بفساد أرضنا [1]. وانظر كيف يستخدم هذا العالم فعل الإفساد للبيئة! وأن درجة الحرارة للأرض سترتفع ثلاث درجات خلال هذا القرن إن لم تُتخذ الإجراءات المناسبة.


يبين هذا المخطط أن معدل درجة الحرارة ارتفع درجة خلال المئة سنة الماضية، وهذا الارتفاع سوف يؤدي إلى الكثير من الكوارث الطبيعية، مثل الأعاصير وازدياد التصحّر والأمطار الحامضية وغير ذلك.

2- اتفق 500 عالم على أن الإنسان هو المسؤول عن هذا الإفساد للبيئة، ويقولون: إن الناس بسبب إفراطهم وعدم مراعاتهم للتوازن البيئي الطبيعي، فالحروب والتلوث والإفراط في استخدام التكنولوجيا، دون مراعاة البيئة وقوانينها، كل ذلك أدى إلى تسارع في زيادة نسبة الكربون في الجوّ [2] حيث تضاعفت نسبته أكثر من عشرة أضعاف منذ بداية الثورة الصناعية (أي منذ 300 سنة).


هنالك ظاهرة تسمى الاحتباس الحراري، فالغازات الناتجة عن المصانع والسيارات تُحبس داخل الغلاف الجوي وترفع درجة حرارته وتلوث الجوّ والبر والبحر، وتؤدي إلى ازدياد نسبة الكربون، وقد أكد العلماء إن الناس هم الذين سببوا هذا الإفساد في البيئة وأخلّوا بالتوازن الطبيعي لها.


3- وجّه العلماء في نهاية اجتماعهم نداء عاجلاً وإنذاراً لجميع دول العالم أن يتخذوا الإجراءات السريعة والناسبة للحدّ من التلوث لتلافي الأخطار القادمة الناتجة عن التلوث الكبير في الجو والبحر واليابسة [3].
الإعجاز العلمي في آية واحدة
القرآن هو كتاب المعجزات، ففيه معجزات إلهية لا تُحصى، فقد تحدث القرآن الكريم في آية من آياته عن هذه النتائج الثلاثة بدقة مذهلة، يقول تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41]. فقد تضمنت هذه الآية الكريمة إشارة إلى النتائج الثلاثة التي اتفق عليها العلماء اليوم وهي:
1- (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) اتفق العلماء على أن الفساد في البيئة وكلمة الفساد تشمل التلوث والتغيرات المناخية وكل شيء جاوز الحدّ، ومن معاني الفساد (الجدْب) أي التصحر، وهو ما يحدث اليوم على الأرض حيث يؤكد العلماء أن المساحة الخضراء تتقلص بفعل البشر وسوف تزداد الأراضي الجافة والمتصحرة في الأعوام القادمة بسبب زيادة التلوث. ويؤكدون أيضاً أن الفساد البيئي يشمل البرّ والبحر، تماماً كما جاء في الآية الكريمة.
2- (بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) يؤكد العلماء أن التلوث والفساد البيئي في البر والبحر إنما نتج عن الإنسان، فالناس هم المسؤولون عن هذا التغير البيئي الخطير، تماماً كما حدثنا القرآن قبل ألف وأربع مئة سنة.
3- (لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) وتتضمن هذه الآية تحذيراً للناس في أن يرجعوا إلى الإصلاح في الأرض وتدارك هذا الفساد البيئي الذي نتج بسبب تجاوزهم الحدود التي خلق الله الأرض عليها وأن يعيدوا للغلاف الجوي توازنه ويقللوا من كمية الملوثات التي يطلقونها كل يوم والتي تقدر بملايين الأطنان!! هذا التحذير هو نفسه الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة قبل أيام!!
إذن الآية الكريمة تحدثت ظهور الفساد الذي يشمل البر والبحر، وقد عبّر القرآن عن ذلك بكلمة (ظَهَرَ) بالماضي لأن القرآن لا ينطق إلا بالحق فالمستقبل بالنسبة لله تعالى هو حقيقة واقعة لا مفر منها وكأنها وقعت في الماضي وانتهى الأمر، ولذلك جاء التعبير عن هذه الحقيقة العلمية بالفعل الماضي. كذلك تحدثت الآية الكريمة عن المسؤول عن هذا الفساد البيئي وحددّت الفاعل وهو الإنسان، وتحدثت عن إمكانية الرجوع إلى العقل والمنطق وإلى العمل على إعادة التوازن للأرض.

الفقير الى الله
05-16-2007, 06:46 PM
الغريب ان هناك كثير من المحافظين الجدد بالولايات المتحدة يعارضون هذه الاستنتاجات بشكل كبير, و يرون انها ليست ذات مصداقية و ان ورائها اهداف سياسية و مادية بحتة.
و الحقيقة اني لا اخذ اراء المحافظين الجدد بجدية على الاطلاق, لولا ان هناك اكثر من عالم محترم كان مؤيد لاستنتاجاتهم هذه.

على سبيل المثال العالم الكبير Reid A. Bryson الملقب بأبو علم المناخ يتفق معهم
انظر: http://www.wecnmagazine.com/2007issues/may/may07.html
و ايضا: http://www.sepp.org/Archive/weekwas/2005/Jan.%208.htm

لذلك يجب الحذر قبل ربط هذه الظاهرة بالقران و الاعجاز العلمي
و الله اعلم

سبع البوادي
05-17-2007, 04:31 AM
برلين: حذر التقرير الأممي الأخير من خطر حدوث كارثة مناخية يمكن أن تهدد أركان الحياة البشرية، مؤكداً أنه لم يعد أمام البشرية سوى 13 عاماً للعمل بهدف تجنبها. بعض العلماء يقدمون نصائح عملية غير معتادة للتقليل من الانحباس الحراريأفاد تقرير لصحيفة "بيلد" الألمانية الشعبية واسعة الانتشار أن درجة حرارة الأرض قد ترتفع بمقدار درجتين إذا لم يتم خفض انبعاثا غاز ثاني أكسيد الكربون حتى عام 2020 بشكل فعال.

وتضمن تقرير الصحيفة أهم النصائح التي يجب على الإنسان إتباعها من أجل "إنقاذ" كوكب الأرض من تغيرات مناخية تهدد مستقبل الحياة البشرية. وجاء في مقدمة هذه النصائح الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية، يليها تصغير حجم السيارات مع استخدام المواد العضوية بديلا عن البنزين، واستخدام عوازل حرارية في المنازل لتقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 10 بالمائة.

كما شدد تقرير الصحيفة على أهمية تقليل رحلات الطيران على مستوى العالم قدر الإمكان والتقليل من انبعاثات غاز الميثان، علاوة على محاولة وضع حدود لاستخدام السيارات الخاصة واستبدالها بوسائل المواصلات العامة. وأشار كذلك إلى ضرورة الحرص على إغلاق الأجهزة الكهربائية تماما عقب استخدامها وعدم تركها في حالة الاستعداد للتشغيل وأيضا استخدام المصابيح الكهربائية الموفرة للطاقة.

"تقنين استهلاك لحوم البقر ومنتجات الألبان"

من ناحية أخرى، دعا العالم الألماني رالف كونراد إلى الحد من تربية الأبقار في محاولة لوقف ظاهرة التغيرات المناخية للأرض قائلا إنه "إذا غيرت البشرية من نظام غذائها فإنه من الممكن أن يتوقف هذا التغير في مناخ الكرة الأرضية"، مضيفاً أنه "باختصار يمكن أن يكون شعار البشرية: لا للحوم البقر ولا لمنتجات الألبان". وأشار البروفيسور كونراد، الذي يرأس معهد ماكس بلانك للأحياء الدقيقة" إلى أن "غاز الميثان الذي ينشأ في أمعاء الأبقار هو أحد أهم أسباب ظاهرة الاحتباس الحراري. كما أكد على أن أثر الحد من انبعاث غاز الميثان في الجو سيكون أسرع من الأثر الناتج عن تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، إذ يمكن التأثير على دورة الميثان في الجو خلال ثماني سنوات فقط."

غاز الميثان وأثره على البيئة

وفي السياق نفسه أشار البروفيسور كونراد إلى أن نحو 600 مليون طن من الميثان تنبعث سنويا من الأرض إلى الغلاف الجوي. يذكر أن غاز الميثان ينشأ عن تحلل المواد العضوية سواء كان في البرك والمستنقعات على سبيل المثال أو في أمعاء الحيوانات المجترة مثل الأبقار أو الخراف وقد تضاعفت نسبته في الهواء خلال الـ 150 عاما الماضية بنسبة 150 بالمائة.

وفضلاً عن ذلك أضاف كونراد أن "زراعة الأرز كانت أيضا أحد أسباب ارتفاع نسبة الميثان وكذلك الكائنات الدقيقة في حاويات النفايات، إلا أن الاستغناء عن لحوم الأبقار أهم لأن زراعة الأرز تمثل 10 بالمائة فقط من نسبة الميثان في العالم."

لكن كونراد حاول التخفيف من أهوال مخاوف البعض من فرضية التخلي عن لحوم البقر قائلا:" لا يعني أننا سنضطر إلى أن نكون نباتيين حيث إن أكل لحوم الخنزير والدجاج غير ضار، على الأقل فيما يخص نسبة غاز الميثان في الجو".

سيف الكلمة
05-20-2007, 03:45 PM
لا يعني أننا سنضطر إلى أن نكون نباتيين حيث إن أكل لحوم الخنزير والدجاج غير ضار، على الأقل فيما يخص نسبة غاز الميثان في الجو".

ما أعجب هؤلاء الطبيعيين والماديين
المقال جيد ولكنهم أصبحوا متخصصين فى وضع السم فى العسل
هنا يثبت الضرر من أكل لحوم الخنازير

الإعجاز التشريعى فى تحريم لحم الخنزيرhttp://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?p=63295#post63295

سبع البوادي
05-23-2007, 01:09 AM
حماية البيئة.. فريضة شرعية* (http://www.islamonline.net/arabic/science/2005/05/article07.SHTML#*)

22/05/2005

مصطفى عاشور** (http://www.islamonline.net/arabic/science/2005/05/article07.SHTML#**)




أصبحت قضية البيئة بمشكلاتها المتعددة بدءا من تلوثها، واستنزاف مواردها، وصولاً إلى الإخلال بتوازنها، حديث العالم كله، حتى قال بعض الباحثين: لو كان للبيئة لسان ينطق، لصكت أسماعنا صرخات الغابات الاستوائية التي تحرق عمدا في الأمازون، وأنين المياه التي تخنقها بقع الزيت في الخلجان والبحار، وحشرجة الهواء المختنق بغازات الدفيئة والرصاص في المدن الكبرى.
وفي مساهمة لتجلية النظرة الإسلامية إلى البيئة وإصلاحها والمحافظة عليها فكرا وتطبيقا أتى كتاب "رعاية البيئة في شريعة الإسلام" للدكتور يوسف القرضاوي، ليوضح الموقف الإسلامي الأصيل القديم من القضية البيئية.
وقد احتوى الكتاب الذي يقع في 258 صفحة على حشد كبير من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية والآراء الفقهية في شأن رعاية البيئة، والكتاب في حقيقته هو بحث تقدم به الكاتب إلى "المنتدى العالمي للبيئة من منظور إسلامي" والذي انعقد في مدينة الرياض السعودية عام 2000، ويتكون الكتاب من مقدمة وتمهيد و6 فصول.
ولتوصيف رؤية الإسلام للبيئة يقول الدكتور القرضاوي: إن البيئة خُلقت مهيأة لتحقيق مصلحة الإنسان وتوفير حاجاته، وإن الله تعالى خلقها بطريقة تفرض عليها أن تتكامل وتتعاون مع بعضها البعض، ومن ثم فالحفاظ على أن يؤدي كلٌّ من مكونات البيئة دوره المنوط به يعتبر أمرا شرعيا، وذلك حتى لا يحدث خلل في الكون.
والناظر إلى الإسلام عقيدة وشريعة يجد أن رعاية البيئة تتصل بعدد من العلوم الإسلامية، وفي مقدمتها علم أصول الدين الذي يرى أن البيئة مخلوقة مثل الإنسان وأنها مكلفة بالسجود لله تعالي وتسبيحه ولكن بطريقة يعلمها الله تعالى، فالإنسان ليس إلها في الكون ولكنه مخلوق مثل بقية الأشياء المحيطة به، إلا أن الإنسان مميز عليها بالعقل وبالإرادة.
وينطلق من هذه الرؤية الفلسفية الإسلامية للكون أمور أخرى، منها ضرورة ألا يفسد الإنسان الكون من حوله، وضرورة أن ينشر في الكون الخير والصلاح بمفهومه الشامل وأن يعمر الأرض بإحياء مواتها واستصلاح أراضيها.

لا ضرر ولا ضرار

وترتبط رعاية البيئة بعلم السلوك في الإسلام على اعتبار أن الدين في حقيقته هو السلوك والخلق، ولذا أعلنت النصوص الإسلامية الصريحة أن امرأة دخلت النار في قطة حبستها، وأن رجلا دخل الجنة في كلب سقاه بعدما رأى ما فيه من شدة العطش.
بل إن الإسلام نظر إلى الأمور البيئية نظر ود وحب، فجعل القرآن الكريم الحيوانات والطيور أمما مثل أمة الإنسان، ونص القرآن الكريم أن الشجر والدواب والجبال والنجوم تسجد لله تعالي مثل الإنسان المؤمن وأنها تسبح ربها.
ويرى علماء الأخلاق المسلمون الكون (البيئة) على أنه آية من آيات الله تستوجب من الإنسان التفكر فيها، وأنه نعمة تستوجب الشكر والمحافظة عليه والاستمتاع بعنصر الجمال فيه وتنمية هذا الجمال؛ لأن كل شيء في البيئة من الضروري أن يظهر فيه بديع صنع الخالق سبحانه.
أما علم الفقه وأصوله فقد ارتبطا بالشأن البيئي ارتباطا كبيرا في حالة السلم والحرب على حد سواء، ووضع الفقهاء عددا من القواعد التي تنظم هذا الأمر مثل قاعدة "لا ضرر ولا ضرار"، وأن الشرع أتاح لولي الأمر فرض بعض العقوبات التعزيرية التي من الممكن اللجوء إليها في عصرنا الحالي لمن يسيئون إلى البيئة.
وأشار الدكتور القرضاوي إلى أن المحافظة على البيئة داخلة في مقاصد الشريعة الخمسة وهي حفظ الدين والنفس والنسل والعقل والمال، فإفساد البيئة إضاعة لمقاصد الشريعة الإسلامية.

الركائز الإسلامية لرعاية البيئة

http://www.islamonline.net/arabic/science/2005/05/images/pic07.JPG
تلويث الموارد والإسراف في استخدامها إفساد في الأرض

وقد تناول د. القرضاوي في بحثه ركائز أساسية لرعاية البيئة منها:

التشجير والتخضير: فهناك آيات وأحاديث كثيرة تحض على الغرس والزرع، يقول النبي صلى الله عليه وسلم "من نصب شجرة، فصبر على حفظها والقيام عليها حتى تثمر، فإن له في كل شيء يصاب من ثمرها صدقة عند الله عز وجل" (رواه أحمد).

العمارة والتثمير: ويأتي في مقدمتها إحياء الأرض الموات وتثمير الثروات وتنمية الموارد، ولذا اعتبر الإمام الراغب الأصفهاني في كتابه "الذريعة إلى مكارم الشريعة" أن عمارة الأرض أحد مقاصد خلق الإنسان، ولذا كان الحديث النبوي "من أحيا أرضا ميتة فهي له" (رواه أبو داود)، حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انتزع أرضا كانت مقطوعة إلى رجل يسمى "بلال بن الحارث المزني" لأنه لم يستطع أن يعمرها كلها.

النظافة والتطهير: على اعتبار أن الطهارة من شروط بعض العبادات خاصة الصلاة، ولذا شاعت بين المسلمين مقولة "النظافة من الإيمان" وأوردت السنة النبوية آدابا كثيرة في النظافة والاغتسال والتطيب وحسن الهندام خاصة في المناسبات العامة كصلاة الجمعة والعيدين، وحثت على إماطة الأذى عن الطريق.

المحافظة على الموارد: يقول تعالى "ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها "(الأعراف :56) والإفساد يكون بالإتلاف وتفويت المنافع أو التلويث والإسراف، أو بإشاعة الظلم والباطل والشر، ولذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يذبح له شاة حلوبا. وفي السنة إنذار لمن يقتل طيرا أو حيوانا بغير منفعة أو يتخذ شيئا فيه روح هدفا للتصويب عليه، كما أن بها حثا على الاستفادة بجلد الميتة.
الحفاظ على صحة الإنسان: وهناك حشد كبير من النصوص الإسلامية من قرآن وسنة يدعو إلى الحفاظ على الصحة بدءا من الدعاء بطلب العافية ومرورا بالوسائل التي تجلب العافية وتحافظ على سلامة البدن وحتى التعامل الإيجابي مع المرض في حالة وقوعه والمحافظة على البيئة حتى لا تنتقل عدوى المرض إلى الآخرين.

الإحسان إلى البيئة: والإحسان كلمة تتضمن الإتقان والشفقة والإكرام، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُميل للقطة الإناء حتى تشرب ثم يتوضأ بفضلها، وكان بعض الخلفاء مثل عمر بن عبد العزيز يكتب إلى عماله ألا يُحمّلوا الإبل فوق ما لا تطيق وألا يضربوها بالحديد.
ومن روائع حديث فقهاء المسلمين في الإحسان إلى الطير ما كتبه العلامة المغربي "أبو علي بن رحال" من ضرورة أن يتفقد الإنسان الطير الذي يحبسه كما يتفقد أولاده، وأن يضع لهذا الطير خشبة ليركب عليها الطائر حتى لا يضر الوقوف على الأرض بالطائر (لاحظ هنا مراعاة البعد النفسي والبيئي للطائر في شريعة الإسلام).
المحافظة على البيئة من الإتلاف: ونهى الإسلام عن الإتلاف البيئي للأحياء والنباتات والعمران سواء كان ذلك بدافع القسوة أو الغضب أو العبث أو الإهمال أو في العمليات الحربية؛ لذا كان المؤرخ الفرنسي "جوستاف لوبون" يقول: "ما عرف التاريخ فاتحا أعدل ولا أرحم من العرب" ومن يتابع الجرائم الأمريكية (http://www.islamonline.net/Arabic/Science/2003/03/Article07.shtml) في فيتنام والعراق يتأكد من رحمة المسلمين بغيرهم وبالبيئة أثناء العمليات العسكرية والحروب.

رعاية البيئة واقع تاريخي

وعبر بحثه تناول القرضاوي عددا من الوقائع التاريخية في الاهتمام الإسلامي بالبيئة، منها وجود مؤسسات لرعايتها في بعض الفترات، حيث إنها لم تترك لضمير الفرد فقط، ومن هذه المؤسسات مؤسسة الحسبة التي كانت تقوم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع.
ومن الكتب التي صدرت في هذا الأمر كتاب "نهاية الرتبة في طلب الحسبة" للشيزري، ومما ذكره هذا الكتاب في شأن المراقبة على الخبازين ما ملخصه: ضرورة رفع أسقف الحوانيت وأن يصمم فيها منافذ لتسريب الدخان حتى لا يتضرر الناس، وأن يقوم الخباز بمسح الفرن بخرقة نظيفة قبل وضع العجين فيه، وأن تنظف أوعية العجين جيدا بالماء، وألا يعجن العجان برجليه الدقيق لأن في ذلك مهانة للطعام، وأن يضع العجان على فمه كمامة حتى لا يعطس في العجين، وأن يشد على جبينه عصابة حتى لا يسقط عرقه أثناء العجين، وأن يُخصص له شخص بمنشّة حتى يطرد عنه الذباب إذا كان يعجن بالنهار.

وسائل معاصرة لحماية البيئة

وعرض القرضاوي عددا من الوسائل المعاصرة التي يمكن استخدامها لحماية البيئة ورعايتها، منها: تربية النشء على الوعي البيئي، وتبصيره بحقيقة الموقف الإسلامي الأصيل من البيئة ورعايتها، وتثقيف الجماهير عبر وسائل التثقيف المختلفة، وإيقاظ الضمير الديني في رعاية البيئة.
كما أشار إلى ضرورة إتاحة الفرصة أمام الضمير الاجتماعي المتمثل في الرأي العام ليمارس دوره في هذا الشأن، مع سن بعض القوانين والتشريعات التي تحافظ على البيئة من عبث العابثين، بالإضافة إلى إيجاد قنوات من التعاون الفعال مع المؤسسات الدولية والإقليمية المهتمة بالبيئة.