المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإسلام يقوم بداهة على التصديق بوجود الله ، ويعدُّ الإيمان به محور شرائعه



ahmedmuslimengineer
05-14-2007, 07:57 PM
الوجود الأعلى

الإسلام يقوم -بداهة- على التصديق بوجود الله ، ويعدُّ الإيمان به محور شرائعه.
وفي القرآن الكريم عشرات الأدلة التي ترسِّخ في العقل والضمير هذه الحقيقة ، وتجعل المسلم يحيا في نطاق من الشعور التام بها.
لأحد العلماء كلام لطيف في حصر الفروض الخاصة بهذا الموضوع ، نوجزها هنا.
قال: إنه احتمال واحد من أربعة احتمالات لا خامس لها …


· الأول: أن يكون الوجود كله وهماً ، سواء في ذلك عالمنا المحسوس ، أو ما وراءه مما يغيب عنا .. أي أن الأرض التي نمشي فوقها والقاطرات التي نركبها مثلاً خيال في خيال.
وهذا الاحتمال قال به فلاسفة قدامى ومحدثون!!· الثاني: أن يكون العالم حقيقة وجدت من تلقاء نفسها بعد عدم محض ، فكانت بعد أن لم تكن دون أي مؤثر خارجي!!
وهو احتمال لا يقل سخفاً عن سابقه.
والقول به إلغاء لقانون الأسباب والمسببات ، وهدم لجميع القواعد التي يقوم عليها العلم ، وتسير بها الحياة ..
· الثالث: أن يكون العالم مادة قديمة (القول بقدم العالم ظن لم تتوافر له الأدلة ، والثابت أن المادة تتلاشى وتتحول إلى طاقة) ، ليس لوجودها أول ولا انتهاء ، تنشأ عنها صنوف الخلق بأساليب طويلة المراحل معقدة الشرح .. !!
وهذا الاحتمال يجعل الكون فاعلاً ومنفعلاً في وقت واحد!!
أو هو ينظر مثلاً إلى القصر المشيد ، ثم يخلع على جدرانه جميع صفات العبقرية والدقة والمهارة التي ينبغي أن تنسب إلى المهندس ، لا إلى الرمل والطين والسقوف والنوافذ!!

هذا الاحتمال يتصور الكمال غير المتناهي ، المتضمن للقدم الأزلي والبقاء الأبدي ، والحكمة العالية ، والعلم الشامل ، ثم ينسب هذه الأوصاف مثلاً للتراب الذي ندوسه ، أو الهواء الذي نستنشقه ، بوصفهما يخلقان ويعدمان!!

والعقل الإنساني إذا أيقن بأن إنبات الزرع –على الصورة التي نراها- يحتاج إلى توفر صفات معينة ، فإن هذه الصفات من قدرة ومشيئة ، لا يجوز أن تنسب إلى الطين والماء.
بل البداهة الأولى توجه هذه النسبة إلى كائن غيرها ... فلم يبق إلا الافتراض الرابع.·
الرابع: وهو وجود الله جل شأنه.
إن هذا الاحتمال العقلي هو التفسير الوحيد الصحيح لقصة الخليقة ، أو هو – كما عبر بعضهم – أجدر هذه الاحتمالات بالقبول والاحترام ، ومن السخف بمكان أن تحاول إقناعي بأن الجنين في بطن أمه يتكون تحت إشراف هذه الأم ، أو بمساعدة الأب ، أو بأعمال متعددة مقصودة من الأجهزة المستكنَّة بين البطن والصدر ، تولى بعضها صناعة العين والآخر صناعة الأذن ، وهكذا ... !!
لا ، لا ، لا ، (قل: الله ثم ذرهم في طغيانهم يعمهون)
(ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم ، الذي أحسن كل شيء خَلَقَه ، وبدأ خَلْقَ الإنسان من طين ، ثم جعل نسله من سلالةٍ من ماء مهين ، ثم سواه ونفخ فيه من روحِه ، وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة ، قليلاً ما تشكرون)

والقرآن الكريم مشحون بالأدلة التي تقود الناس إلى الله وتعرفهم به ، وهي أدلة رقيقة لطيفة تتعاون كلها على إيقاظ الفكر الإنساني ليبصر ما حوله ، ويتدبر معالمه ..
وهو بهذا البصر ، وذاك التدبر ، سوف يؤمن بالله حتماً.
(وفي الأرض آيات للموقنين ، وفي أنفسكم ، أفلا تبصرون)
قيل: إن كسرى أنو شروان ملك الفرس اضطجع ذات ليلة ، ثم سرح طرفه في الآفاق البعيدة ، وأرسل هذه الكلمات النابضة:
أيها الفلك ، إن بناءً أنت سقفه لعظيم ، وإن بيتاً أنت غطاؤه لعظيم ، وإن شيئاً أنت تظله لكبير ، وإن فيك لعجباً للمتعجبين ...
فليت شعري ، أعلى عُمُدٍ من تحتك تستمسك؟ أم بمعاليق من فوقك؟ ولعمري إن ملَِكاً أمسكتك قدرته لملك عظيم قدير ، وإنه في استدارتك بتقديره لحكيم خبير ، وإن من غفل عن التفكير في هذه العظمة لَغِّر صغير.
وليت شعري أيتها الأفلاك: بم طلوعك حيت تطلعين؟ وبم مسيرك حين تسيرين؟ وأفولك حين تأفلين؟ وعلام سقوطك حين تغيبين؟
ليت شعري: أساكنة أنت أم تتحركين؟ أم كيف صفتك التي بها تتصفين؟ ولونك الذي به تتسمين؟ ومن سماك بأسمائك التي بها تعرفين؟
فسبحان من لأمره تنادين ، وبمشيئته تجرين ، وبصنعته استقامتك حين تستقيمين ، ورجوعك حين ترجعين.

منقول

أبو جهاد الأنصاري
05-14-2007, 10:27 PM
موضوع طيب وقيم جداً يا أخ أحمد . فجزاكم الله خيراً . ننتظر المزيد والمزيد.
وليتك تذكر لنا من صاحب هذه الكلمات العذبة الرقراقة.

ahmedmuslimengineer
05-15-2007, 08:39 PM
موضوع طيب وقيم جداً يا أخ أحمد . فجزاكم الله خيراً . ننتظر المزيد والمزيد.
وليتك تذكر لنا من صاحب هذه الكلمات العذبة الرقراقة.
جزاك الله خيرا على ردك
لكنى نبهت انه منقول وللزيادة (منقول من رسالة من البريد الشخصى )