المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فقط للمسلمين



لؤلؤة الاسلام
05-19-2007, 04:36 AM
حسن الخلق
عبدالملك القاسم
دار القاسم


الحمد للّه الذي خلق كل شيء فأحسن خلقه وترتيبه، وأدب نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم فأحسن تأديبه، وبعد:

فإن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، بها تُنال الدرجات، وتُرفع المقامات. وقد خص اللّه جل وعلا نبيه محمداً صلى اللّه عليه وسلم بآية جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب فقال جل وعلا: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4].

وحُسن الخلق يوجب التحاب والتآلف، وسوء الخلق يُثمر التباغض والتحاسد والتدابر.

وقد حث النبي صلى اللّه عليه وسلم على حسن الخلق، والتمسك به، وجمع بين التقوى وحسن الخلق، فقال عليه الصلاة والسلام: { أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق } [رواه الترمذي والحاكم].

وحُسن الخُلق: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى عن الناس، هذا مع ما يلازم المسلم من كلام حسن، ومدارة للغضب، واحتمال الأذى.

وأوصى النبي صلى اللّه عليه وسلم أبا هريرة بوصية عظيمة فقال: { يا أبا هريرة! عليك بحسن الخلق }. قال أبو هريرة رضي اللّه عنه: وما حسن الخلق يا رسول اللّه؟قال: { تصل مَنْ قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتُعطي من حرمك} [رواه البيهقي].

وتأمل - أخي الكريم - الأثر العظيم والثواب الجزيل لهذه المنقبة المحمودة والخصلة الطيبة، فقد قال : { إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم } [رواه أحمد].

وعدَّ النبي صلى اللّه عليه وسلم حسن الخلق من كمال الإيمان، فقال عليه الصلاة والسلام:{ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً } [رواه أحمد وأبوداود].

وعليك بقول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: { أحب الناس إلى اللّه أنفعهم، وأحب الأعمال إلى اللّه عز وجل، سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً } [رواه الطبراني].

والمسلم مأمور بالكلمة الهيِّنة الليِّنة لتكون في ميزان حسناته، قال عليه الصلاة والسلام: { والكلمة الطيبة صدقة } [متفق عليه].

بل وحتى التبسم الذي لا يكلف المسلم شيئاً، له بذلك أجر: { وتبسمك في وجه أخيك صدقة } [رواه الترمذي ].

والتوجيهات النبوية في الحث على حسن الخلق واحتمال الأذى كثيرة معروفة، وسيرته صلى اللّه عليه وسلم نموذج يُحتذى به في الخلق مع نفسه، ومع زوجاته، ومع جيرانه، ومع ضعفاء المسلمين، ومع جهلتهم، بل وحتى مع الكافر، قال تعالى: وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [المائدة:8].

وقد جُُمعت علامات حسن الخلق في صفات عدة، فاعرفها - أخي المسلم - وتمسَّك بها. وهي إجمالاً: أن يكون الإنسان كثير الحياء، قليل الأذى، كثير الصلاح، صدوق اللسان، قليل الكلام، كثير العمل، قليل الزلل، قليل الفضول، براً وصولاً، وقوراً، صبوراً، شكوراً، راضياً، حليماً، رفيقاً، عفيفاً، شفيقاً، لا لعاناً ولا سباباً، ولا نماماً ولا مغتاباً، ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً، ولا حسوداً، بشاشاً هشاشاً، يحب في اللّه، ويرضى في اللّه، ويغضب في اللّه.

أصل الأخلاق المذمومة كلها: الكبر والمهانة والدناءة، وأصل الأخلاق المحمودة كلها الخشوع وعلو الهمة. فالفخر والبطر والأشَر والعجب والحسد والبغي والخيلاء، والظلم والقسوة والتجبر، والإعراض وإباء قبول النصيحة والاستئثار، وطلب العلو وحب الجاه والرئاسة، وأن يُحمد بما لم يفعل وأمثال ذلك، كلها ناشئة من الكبر.

وأما الكذب والخسة والخيانة والرياء والمكر والخديعة والطمع والفزع والجبن والبخل والعجز والكسل والذل لغير اللّه واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير ونحو ذلك، فإنها من المهانة والدناءة وصغر النفس.


وإذا بحثتَ عن التقي وجدتَهُ *** رجلاً يُصدِّق قولَهُ بفعالِ


وإذا اتقى اللّه امرؤٌ وأطاعه *** فيداه بين مكارمٍ ومعالِ


وعلى التقي إذا ترسَّخ في التقى *** تاجان: تاجُ سكينةٍ وجلالِ


وإذا تناسبتِ الرجالُ فما أرى *** نسبًا يكون كصالحِ الأعمالِ


أخي المسلم:

إنها مناسبة كريمة أن تحتسب أجر التحلي بالصفات الحسنة، وتقود نفسك إلى الأخذ بها وتجاهد في ذلك، واحذر أن تدعها على الحقد والكراهة، وبذاءة اللسان، وعدم العدل والغيبة والنميمة والشح وقطع الأرحام. وعجبت لمن يغسل وجهه خمس مرات في اليوم مجيباً داعي اللّه، ولايغسل قلبه مرة في السنة ليزيل ما علق به من أدران الدنيا، وسواد القلب، ومنكر الأخلاق!

واحرص على تعويد النفس كتم الغضب، وليهنأ من حولك مِن: والدين، وزوجة وأبناء، وأصدقاء، ومعارف، بطيب معشرك، وحلو حديثك، وبشاشة وجهك، واحتسب الأجر في كل ذلك.

وعليك - أخي المسلم - بوصية النبي صلى اللّه عليه وسلم الجامعة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: { اتق اللّه حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحُها، وخالق الناس بخُلق حسن } [رواه الترمذي].

جعلنا اللّه وإياكم ممن قال فيهم الرسول صلى اللّه عليه وسلم: { إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً } [رواه أحمد والترمذي وابن حبان].

اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة، اللهم حسِّن أخلاقنا وجَمِّل أفعالنا، اللهم كما حسَّنت خلقنا فحسن بمنِّك أخلاقنا، ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، وصلى اللّه على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

لؤلؤة الاسلام
05-19-2007, 04:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين 00 والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين
وعلى آله وصحبه أجمعين 00 ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

أما بعــــد


الحوار يدخل دخولاً أصلياً فى منهج الدعوة.. وحيث أن له أصولاً وضوابط وآدابا
تدخل ضمن منهج السلوك والأخلاق
ونظراً لدور الحوار وأهميته من حيث كونه :-
1- طريق مختصر لتقريب وجهات النظر لتوحيد الأمة أو الحفاظ عليها
2- سبيل للقضاء على كثير من الخلافات
3- فرصه سانحة للدفاع عن الحق ورد شبهات الطاعنين المرتدّين
إلى غير ذلك من المهام التي يمكن أن نجنيها عن طريق الحوار
وحيث أن كل تلك المهام لا يمكن تحقيقها إلا بقواعد وآداب وأخلاق
مستنبطه من الكتاب والسنة تساعد في نجاح الحوار
وحيث أنَ القواعد الأصولية التي تضبط الحوار سواء كان ذلك بالنصوص الشرعية أو غير ذلك قد بحثت قديماً لذا سيكون موضوعنا ( آداب الحوار لتحقق الجانب السلوكي والخلقي التي ينبغي مراعتها قبل وأثناء وبعد الحوار
الفرق بين الجدال والحوار
الجدال والحوار يلتقيان في كونهما حديثاً أو مراجعة للكلام بين طرفين -
ويفترقان في أن الجدال فيه اللدد في الخصومة وشدة في الكلام مع التمسك
بالرأي والتعصب له
وأما الحوار 00 فهوا مجرد مراجعة الكلام بين طرفين دون وجود خصومة بالضرورة

أهمية الحوار
فقد ظهرت الحاجة إليه وضرورة استعماله كما أنه سبيل المسلمين في التعامل مع بعضهم خاصة إذا تباينت الآراء واختلفت وجهات النظر لذا ممكن أن يقال أنــه بمقدار مـا يكــون الداعية متمكناً من فن الحوار محيــطاً بآدابه يكــون أقدر علــى النــجاح في دعوته لذلك كان لا بد من إثارة الموضــوع والعناية به

أصول وقواعد الحوار

إن موضوع الحوار قد تعرضت له آيات القرآن في مواضع شتى ففي بعض الآيات تظهر :-
1- الدعوة إلى الحوار
2- أو إلى شئ من مستلزماته وأصوله
3- أو الحس على إلتزام آداب عامة
4- وفي قسم منها بيان آداب خاصة من آداب الحوار

1- الإخلاص

حينما يسود الإخلاص في القصد والتجرد لإتباع الحق يُسهل على صاحبه الانقياد عند ظهوره ولو على لسان مخالفه وهذا الأصل يدخل تحته عدد من الآداب
أ – تصحيح النـــية
ب – حسن الاستماع
ج- التسليم بالخـطأ
د- الرجوع للـــحق
والتواضع وتجنب الكذب والمراوغة والأمانة والإنصاف والعدل والهدوء وضبط النفس وعدم التعصب وتجنب السخرية من الطرف الآخر

2- التفكير فيما يقوله المخالف

وهذا الأصل هو الوسيلة الأساسية إلى الوصول للحق بعد الالتزام بالشرط السابق
فالتفكير والعلم وإمعان الرأي هو المتمم له المنهج الإلهي للوصول للحق .
والمقصود بذلك هو البحث عن الأدلة الشرعية والتحقق من ثبوتها ودلالتها على
المراد وهذا الأصل يدخل تحته من الآداب كالبيان وحسن العرض والتثبت وطلب
الدليل والمبادرة به والتسليم بالحق .
3 – التواضع وحسن الخلق
4 – الحلم والصبر
5 – حسن الاستماع
6- المحبة رغم الخلاف مادام أن الخلاف واقع ولا بد من وجوده وحصوله . فإذا كان الخلاف بين مسلَميّن صادقيّن في طلب الحق جادين في الوصول إلى الحق في المسألة فلا يجوز بحال من الأحوال أن يؤدي بهما مثل هذا النوع من الخلاف إلى شئ من التباغض والتنافر أو التقاطع أو التشاحن والتدابر
( لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ... ) فإخوة الدين يجب أن تبقى فوق تلك الخلافات . والمحبة في الله لا يجتمع معها من هذه التصرفات التي يزكيها الشيطان
واختلاف وجهات النظر لا ينبغي أن تقطع حبل المودة ومهما طالت المناظرة أو تعدد الحوار أو تقررت المناقشة فلا يليق أن تؤثر على القلوب أو تثير الضغائن ،
ولذلك فينبغي للمحاور المخلص أن يتجنب ذلك كله . وأن يحرص على أن لا يتسلل إلى قلبه شئ من تلك الهنات وعليه أن يخطب ود أخيه وينتزع ما قد يكون تسلل إليه من غل أو حقد أو نحواهما بسبب الحوار والمناقشة كما إنه يجب أن يكون متذكراً هذا الأمر جيداً قبل وأثناء وبعد الحوار
فلا يخرج من الحوار معلناً الخصومة على محاوره أو موسعاً الهوة بينه وبين إخوانه مهما كلفه الأمر من اللين والتواضع وخفض الجناح
ولا بد أن يتذكر كل طرف من المتحاورين ضرورة المحافظة على هذا الأصل وأهمية تنقية القلوب وتصفية الخواطر قبل وبعد الحوار
وإلا كان الحوار فاسداًَ إذ إنه قد قضى على أصل عظيم وحبل متين وملأ القلب غلاً وحقداً إضافة إلى عدم التوصل إلى رأى موحد في القضية المتروحة

الرجوع إلى الحق والتسليم بالخطأ
إن من أهم الآداب وابرز الصفات التي ينبغي للمحاور المخلص الصادق أن يتميز بها أن يكون ألحق ضالته والصواب مراده إذ أن من الطبيعي أن يخطئ الإنسان في مناقشاته وحواره والمنصف هو الذي يسلم بخطئه ويعود إلى الصواب حالماً يتبين له
والتسليم بالخطأ صعب على النفس- خاصة إذ كان في جمع من الناس – لذي فهوى يحتاج إلى تجرد لله وصدق وإخلاص ومراغمة للنفس وعندها يكسب صاحبه احترام المسلمين وتقديرهم فعلى المحاور أن يعلم أنه بشر يخطئ ويصيب وعليه أن يكون من خير الخطاءين برجعه إلى الحق واعترافه بالخطأ
[ كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ]
ولما كان هذا الأدب من أهم مقومات الحوار الناجح ومن الأصول والأسس التي يبنى عليها النقاش فقد تعددت أمثلته وشواهده في القرآن . منقول للامانة

محمد أحمد محمود
05-26-2007, 04:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تقبل الله منك أختي لؤلؤة الإسلام